راتب شعبو : تيار يميني يثير ذعر الفرنسيين
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو يغيب، في النقاش الفرنسي المشتعل على مشارف الانتخابات الرئاسية، التفكير في الانعكاسات التي تتركها الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا على الفرنسيين من أصول غير فرنسية، وبصورة خاصة على المسلمين منهم، حين تغدو المغالاة في التشكيك بهم وبولائهم وانسجامهم مع قيم الجمهورية، وسيلة مفضلة للطامحين إلى الرئاسة. وحين يكون التنافس على ابتكار الوسائل السياسية والقانونية والأمنية للحد من مخاطرهم المفترضة التي توصف ليس فقط بأنها مخاطر أمنية بل ومخاطر حضارية وهوياتية، أكثر من التنافس على قضايا أساسية مثل الطاقة والقدرة الشرائية والبيئة والصحة والتعليم. يمكن أن نتخيل الموقف الذي سوف يجد الفرنسي المسلم نفسه فيه، وسط هذا الجو من النبذ الصريح أو المغلف بالكاد، الذي تصنعه آراء وأفكار وبرامج غالبية أصحاب الحملات الرئاسية. هذا يدفع للشعور بالاغتراب عن البلد. يتكلم الطيف اليميني الفرنسي، الذي بات واسعاً ليشمل حوالي ثلثي المشهد السياسي كما نقرأ، عن المهاجرين كمشكلة أساسية، ويبالغ المرشحون في الأرقام ويتبارون في وضع السياسات التي تحد من الهجرة، وصولاً، عند أكثرهم انغلاقاً، إلى اقتراح منع لم شمل العائلات وحتى إلى التفكير ببناء الجدران "لولا أن الحدود طويلة". هذا الموقف الانغلاقي والعدائي تجاه الخارج، ينطوي، في عمقه، على موقف انغلاقي مذعور وعدائي تجاه الداخل، تجاه الفرنسيين من غير اصل فرنسي ولاسيما منهم المسلمين. فالموقف من الهجرة مترادف كتفاً بكتف مع الموقف من الإسلامية (Islamism). الخارج الذي يشكل دريئة الرفض الرئيسية، هو خارج إسلامي بالدرجة الأولى. والطاقة التي يستمدها هذا الرفض للخارج، والذي بات يشكل برنامجاً انتخابياً كاملاً، مستمدة أساساً من رفض للمسلمين الذين في الداخل. هذا ما لا يخفى على هؤلاء، وإن كان ثمة نسبة غير قليلة منهم تندرج في التيار الانغلاقي نفسه، بما لا يقبل التفسير سوى بوصفه ضرباً من كره الذات الذي يعود بدوره إلى سيطرة إسلام سياسي انغلاقي هو الآخر، وعنيف إلى ذلك، بما يجعل المسلم تحت عبء نظرة مشككة أينما كان في العالم.التصور بأن مشكلة فرنسا تأتي من الخارج، والدعوة إلى الانغلاق بهذا الداعي، للحفاظ على فرنسا، أو "لتبقى فرنسا فرنسا"، حسب تعبير إيريك سيوتي، الجمهوري اليميني المتطرف الذي خسر في الجولة الثانية من الانتخابات الحزبية في الرابع من هذا الشهر، أمام فاليري بيكريس التي أصبحت بالتالي أول امرأة تصل لتكون المرشحة الرئاسية للحزب الجمهوري، نقول إن هذا التصور، ووضعه في العمل السياسي، يقود إلى خلخلة تماسك المجتمع الفرنسي، هذا في حين يحاول أصحاب التصور المذكور البروز على أنهم مرشحو انقاذ فرنسا. بكلام آخر، يشكو اليمينيون المذعورون على "الهوية" الفرنسية، من نقص اندماج الفرنسيين غير الأصلاء، فيخوضون حملة "عدائية" من شأنها، في الواقع، صد الاندماج، أو حتى عكس وإبطال الاندماج المتحقق، ودفع المسلمين الفرنسيين إلى الانكماش والتكتل وتعزيز قواسمهم المشتركة في رد فعل دفاعي بديهي. هؤلاء الساعون وراء المزيد من الدمج، هم في النتيجة الأضداد المباشرين للاندماج.إذا كان الاندماج (intégration) يعني الالتزام بقوانين البلد واحترامها والانخراط في حياته السياسية والاقتصادية والثقافية، فإن مسلمي فرنسا مندمجين بما لا يقل عن غيرهم، بمن فيهم الفرنسيين الاصلاء، فهم موجودون وفاعلون في كل مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية، لكن المشكلة الحقيقية للهوياتيين الفرنسيين المذعورين على الهوية والحضارة من خطر "إحلال كبير"، ليست في اندماج الفرنسيين "الناقصي الفرنسية"، بل في ......
#تيار
#يميني
#يثير
#الفرنسيين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740648
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو يغيب، في النقاش الفرنسي المشتعل على مشارف الانتخابات الرئاسية، التفكير في الانعكاسات التي تتركها الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا على الفرنسيين من أصول غير فرنسية، وبصورة خاصة على المسلمين منهم، حين تغدو المغالاة في التشكيك بهم وبولائهم وانسجامهم مع قيم الجمهورية، وسيلة مفضلة للطامحين إلى الرئاسة. وحين يكون التنافس على ابتكار الوسائل السياسية والقانونية والأمنية للحد من مخاطرهم المفترضة التي توصف ليس فقط بأنها مخاطر أمنية بل ومخاطر حضارية وهوياتية، أكثر من التنافس على قضايا أساسية مثل الطاقة والقدرة الشرائية والبيئة والصحة والتعليم. يمكن أن نتخيل الموقف الذي سوف يجد الفرنسي المسلم نفسه فيه، وسط هذا الجو من النبذ الصريح أو المغلف بالكاد، الذي تصنعه آراء وأفكار وبرامج غالبية أصحاب الحملات الرئاسية. هذا يدفع للشعور بالاغتراب عن البلد. يتكلم الطيف اليميني الفرنسي، الذي بات واسعاً ليشمل حوالي ثلثي المشهد السياسي كما نقرأ، عن المهاجرين كمشكلة أساسية، ويبالغ المرشحون في الأرقام ويتبارون في وضع السياسات التي تحد من الهجرة، وصولاً، عند أكثرهم انغلاقاً، إلى اقتراح منع لم شمل العائلات وحتى إلى التفكير ببناء الجدران "لولا أن الحدود طويلة". هذا الموقف الانغلاقي والعدائي تجاه الخارج، ينطوي، في عمقه، على موقف انغلاقي مذعور وعدائي تجاه الداخل، تجاه الفرنسيين من غير اصل فرنسي ولاسيما منهم المسلمين. فالموقف من الهجرة مترادف كتفاً بكتف مع الموقف من الإسلامية (Islamism). الخارج الذي يشكل دريئة الرفض الرئيسية، هو خارج إسلامي بالدرجة الأولى. والطاقة التي يستمدها هذا الرفض للخارج، والذي بات يشكل برنامجاً انتخابياً كاملاً، مستمدة أساساً من رفض للمسلمين الذين في الداخل. هذا ما لا يخفى على هؤلاء، وإن كان ثمة نسبة غير قليلة منهم تندرج في التيار الانغلاقي نفسه، بما لا يقبل التفسير سوى بوصفه ضرباً من كره الذات الذي يعود بدوره إلى سيطرة إسلام سياسي انغلاقي هو الآخر، وعنيف إلى ذلك، بما يجعل المسلم تحت عبء نظرة مشككة أينما كان في العالم.التصور بأن مشكلة فرنسا تأتي من الخارج، والدعوة إلى الانغلاق بهذا الداعي، للحفاظ على فرنسا، أو "لتبقى فرنسا فرنسا"، حسب تعبير إيريك سيوتي، الجمهوري اليميني المتطرف الذي خسر في الجولة الثانية من الانتخابات الحزبية في الرابع من هذا الشهر، أمام فاليري بيكريس التي أصبحت بالتالي أول امرأة تصل لتكون المرشحة الرئاسية للحزب الجمهوري، نقول إن هذا التصور، ووضعه في العمل السياسي، يقود إلى خلخلة تماسك المجتمع الفرنسي، هذا في حين يحاول أصحاب التصور المذكور البروز على أنهم مرشحو انقاذ فرنسا. بكلام آخر، يشكو اليمينيون المذعورون على "الهوية" الفرنسية، من نقص اندماج الفرنسيين غير الأصلاء، فيخوضون حملة "عدائية" من شأنها، في الواقع، صد الاندماج، أو حتى عكس وإبطال الاندماج المتحقق، ودفع المسلمين الفرنسيين إلى الانكماش والتكتل وتعزيز قواسمهم المشتركة في رد فعل دفاعي بديهي. هؤلاء الساعون وراء المزيد من الدمج، هم في النتيجة الأضداد المباشرين للاندماج.إذا كان الاندماج (intégration) يعني الالتزام بقوانين البلد واحترامها والانخراط في حياته السياسية والاقتصادية والثقافية، فإن مسلمي فرنسا مندمجين بما لا يقل عن غيرهم، بمن فيهم الفرنسيين الاصلاء، فهم موجودون وفاعلون في كل مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية، لكن المشكلة الحقيقية للهوياتيين الفرنسيين المذعورين على الهوية والحضارة من خطر "إحلال كبير"، ليست في اندماج الفرنسيين "الناقصي الفرنسية"، بل في ......
#تيار
#يميني
#يثير
#الفرنسيين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740648
الحوار المتمدن
راتب شعبو - تيار يميني يثير ذعر الفرنسيين