مصطفى مجدي الجمال : وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_مجدي_الجمال عندما تولى السادات حكم مصر بدأ تدريجيًا في ممارسة سياسات خجولة في البداية وتنافي سياسات من أورثه حكم بلدنا العريق في ظرف ملتبس وصراع بادٍ على السلطة مع مجموعة قوية متمترسة في التنظيم الطليعي (الجهاز السري حسب تسميته الشائعة وقتذاك) وفي سائر مؤسسات الدولة، خاصة الأمنية منها. انتصر السادات بسهولة غريبة على تلك المجموعة، رغم ادعائها بالتمسك بصحيح الناصرية، ولكن شكلية الاتحاد الاشتراكي وتبعيته عمليًا للسلطة التنفيذية، وانعدام التنظيمات الشعبية والنقابية والاجتماعية المستقلة، أتاحت للسادات الانتصار معتمدًا على أجهزة الدولة ذاتها، وبدعم الرأسمالية الكبيرة وأغنياء الريف والبرجوازية البيروقراطية.. وتيارات سياسية أغرتها شعاراته عن التصحيح بالديمقراطية والحريات..كانت مصر تغلي بالغضب والحيوية منذ هزيمة 1967 وأخذت الاحتجاجات الجماهيرية طابعًا أكثر جذرية وسفورًا.. وكالعادة كما شهد تاريخ مصر الحديث، كان الطلاب (خاصة في الجامعات) من أكثر الفئات الاجتماعية جرأة في النقد والتحرك، ولكن دون الوصول إلى حد العداء الكامل للنظام الناصري الذي تدين له الجماهير بمنجزات كبيرة وتاريخية (بل خلق نظام يوليو ثلاث قوى طبقية جديدة هي فلاحو الإصلاح الزراعي وعمال القطاع العام والمهنيون خريجو التعليم الجامعي المجاني).أخذ التململ الطلابي يتصاعد في الجامعات، بما في ذلك الجامعات الجديدة في المنصورة وطنطا والزقازيق.. وقد كانت حرب الاستنزاف بمثابة الدواء المهديء للمشاعر الطلابية الثائرة. وبلغت الاحتجاجات الطلابية ذروتها قبل حرب أكتوبر بقليل، ولقيت الدعم من نخب ثقافية مهمة. ولم يُخفِ السادات ومناصروه غيظهم من الحركة الطلابية ووصموها بمؤامرات ورزالات "اليمين الرجعي واليسار المغامر".. بل وحتى خدمة العدو الصهيوني بالضغط من أجل الحرب دون استعداد كافٍ.أخذ يتبلور في عين السادات وأجهزته تياران سياسيان شديدا الخطور هما التيار الناصري والتيار اليساري. أولهما، أي التيار الناصري، كان ضخم الحجم وعالي الصوت وينافس النظام على مشروعيته الزائفة بأنه استمرار للعهد الناصري.. وثانيهما، التيار اليساري الذي كان أقل حجمًا ولكن تأثيره ملحوظ جدًا في بعض الجامعات. وتشكل التياران من روافد شتى وكان داخل كل واحد منهما تنويعاته وانتماءاته وخلافاته أيضًا.من الناحية العملية كانت حرب أكتوبر بالغة الفائدة لشعبية السادات التي بدأت تطغى على منطق التعبئة الأساسي في الحركة الطلابية، وهو المطالبة بالحرب. وبالفعل بدأ جزر واضح في الحركة الطلابية وانسحبت قواعد طلابية واسعة من تأييد التيارين المذكورين.ومع ذلك اكتشف السادات أنه، رغم تسليم الإعلام لعناصر رجعية وعميلة ومتسلقة، لا يملك تيارًا سياسيًا فعالاً داخل الجامعات، فكان الرد التعيس الذي لجأ إليه لخلق ولاءات له في الحركة الطلابية، أن أقدم على الحماقة الكبرى بالتصدي لنفوذ الناصريين واليساريين بإفساح المجال للجماعات الإسلامية بكل تنويعاتها لتمارس التكفير والعنف بتشجيع من الأجهزة الأمنية والبيروقراطية.ولكن بعد دخول السادات في مفاوضات منفصلة مع إسرائيل، وتورطه مع كيسنجر، وانكشاف انفتاح "السداح مداح".. أخذت الحركة الطلابية الراديكالية بجناحيها الناصري واليساري تسترد بعض عافيتها ولكن ليس إلى حد التحدي. وعندها استشعر النظام الخطر فأقدم على تغيير اللائحة الطلابية بحيث يمنح سلطات للأساتذة على كل النشاط الطلابي المنظم. وأثار التعديل غضب الطلاب وأدى إلى عكس مراد النظام.وجاء انعقاد مؤتمر اتحاد طلاب الجمهورية عام 1976 بكلية هند ......
#وتظاهرنا
#الكوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703722
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_مجدي_الجمال عندما تولى السادات حكم مصر بدأ تدريجيًا في ممارسة سياسات خجولة في البداية وتنافي سياسات من أورثه حكم بلدنا العريق في ظرف ملتبس وصراع بادٍ على السلطة مع مجموعة قوية متمترسة في التنظيم الطليعي (الجهاز السري حسب تسميته الشائعة وقتذاك) وفي سائر مؤسسات الدولة، خاصة الأمنية منها. انتصر السادات بسهولة غريبة على تلك المجموعة، رغم ادعائها بالتمسك بصحيح الناصرية، ولكن شكلية الاتحاد الاشتراكي وتبعيته عمليًا للسلطة التنفيذية، وانعدام التنظيمات الشعبية والنقابية والاجتماعية المستقلة، أتاحت للسادات الانتصار معتمدًا على أجهزة الدولة ذاتها، وبدعم الرأسمالية الكبيرة وأغنياء الريف والبرجوازية البيروقراطية.. وتيارات سياسية أغرتها شعاراته عن التصحيح بالديمقراطية والحريات..كانت مصر تغلي بالغضب والحيوية منذ هزيمة 1967 وأخذت الاحتجاجات الجماهيرية طابعًا أكثر جذرية وسفورًا.. وكالعادة كما شهد تاريخ مصر الحديث، كان الطلاب (خاصة في الجامعات) من أكثر الفئات الاجتماعية جرأة في النقد والتحرك، ولكن دون الوصول إلى حد العداء الكامل للنظام الناصري الذي تدين له الجماهير بمنجزات كبيرة وتاريخية (بل خلق نظام يوليو ثلاث قوى طبقية جديدة هي فلاحو الإصلاح الزراعي وعمال القطاع العام والمهنيون خريجو التعليم الجامعي المجاني).أخذ التململ الطلابي يتصاعد في الجامعات، بما في ذلك الجامعات الجديدة في المنصورة وطنطا والزقازيق.. وقد كانت حرب الاستنزاف بمثابة الدواء المهديء للمشاعر الطلابية الثائرة. وبلغت الاحتجاجات الطلابية ذروتها قبل حرب أكتوبر بقليل، ولقيت الدعم من نخب ثقافية مهمة. ولم يُخفِ السادات ومناصروه غيظهم من الحركة الطلابية ووصموها بمؤامرات ورزالات "اليمين الرجعي واليسار المغامر".. بل وحتى خدمة العدو الصهيوني بالضغط من أجل الحرب دون استعداد كافٍ.أخذ يتبلور في عين السادات وأجهزته تياران سياسيان شديدا الخطور هما التيار الناصري والتيار اليساري. أولهما، أي التيار الناصري، كان ضخم الحجم وعالي الصوت وينافس النظام على مشروعيته الزائفة بأنه استمرار للعهد الناصري.. وثانيهما، التيار اليساري الذي كان أقل حجمًا ولكن تأثيره ملحوظ جدًا في بعض الجامعات. وتشكل التياران من روافد شتى وكان داخل كل واحد منهما تنويعاته وانتماءاته وخلافاته أيضًا.من الناحية العملية كانت حرب أكتوبر بالغة الفائدة لشعبية السادات التي بدأت تطغى على منطق التعبئة الأساسي في الحركة الطلابية، وهو المطالبة بالحرب. وبالفعل بدأ جزر واضح في الحركة الطلابية وانسحبت قواعد طلابية واسعة من تأييد التيارين المذكورين.ومع ذلك اكتشف السادات أنه، رغم تسليم الإعلام لعناصر رجعية وعميلة ومتسلقة، لا يملك تيارًا سياسيًا فعالاً داخل الجامعات، فكان الرد التعيس الذي لجأ إليه لخلق ولاءات له في الحركة الطلابية، أن أقدم على الحماقة الكبرى بالتصدي لنفوذ الناصريين واليساريين بإفساح المجال للجماعات الإسلامية بكل تنويعاتها لتمارس التكفير والعنف بتشجيع من الأجهزة الأمنية والبيروقراطية.ولكن بعد دخول السادات في مفاوضات منفصلة مع إسرائيل، وتورطه مع كيسنجر، وانكشاف انفتاح "السداح مداح".. أخذت الحركة الطلابية الراديكالية بجناحيها الناصري واليساري تسترد بعض عافيتها ولكن ليس إلى حد التحدي. وعندها استشعر النظام الخطر فأقدم على تغيير اللائحة الطلابية بحيث يمنح سلطات للأساتذة على كل النشاط الطلابي المنظم. وأثار التعديل غضب الطلاب وأدى إلى عكس مراد النظام.وجاء انعقاد مؤتمر اتحاد طلاب الجمهورية عام 1976 بكلية هند ......
#وتظاهرنا
#الكوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703722
الحوار المتمدن
مصطفى مجدي الجمال - وتظاهرنا في ميت أبو الكوم