محمد عبد الكريم يوسف : العقد - موباسان
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف ترجمة محمد عبد الكريم يوسف***كانت امرأة جميلة من عائلة فقيرة . لم تحصل على مهرها ، لم يكن لديها آمال أو فرصة للزواج من رجل ثري مشهور. فقد تزوجت موظفا عاديا يعمل في وزارة التربية . لم تكن قادرة على شراء المجوهرات أو الثياب الثمينة لهذا السبب كانت تلبس ببساطة .كانت تتألم طوال الوقت . شعرت أنها كان يجب أن تستمتع بالأشياء الجميلة في الحياة . كان الأثاث البالي والغرف البائسة في منزلها يسببان لها الكثير من الألم . هذه الأشياء كانت تثير في داخلها الغضب . منظر الفتاة الفقيرة الصغيرة التي تنظف بيتها أثار في وجدانها الحزن العميق والأحلام البرية . حلمت بغرف مفروشة بالسجاد السميك ومضاءة بمصابيح جميلة عديدة . حلمت بغرف استقبال مزودة بأثواب من الحرير العتيق وطاولات عليها تماثيل صغيرة وغرف جلوس مبخرة بالعطور وحلمت أيضا بحديث في موعد الشاي عند الغروب مع الصديقات المقربات والناس المشهورين . عندما جلست على طاولة العشاء المستديرة وراقبت زوجها يجلس أمامها يرفع قدر الحساء ويصرخ فرحا : " أه .. يا له من حساء طيب ! ليس هناك أفضل منـ..." تخيلت العشاءات الفاخرة الغنية مع ملاعق وشوك مصنوعة من الفضة . فكرت باللوردات والسيدات وهمساتهم أثناء تناول السمك الفاخر والدجاج المميز . لم يكن لديها خزانة للملابس أو مجوهرات ...لم يكن لديها شيء. وكانت هذه هي الأشياء التي تحبها أكثر من أي شيء آخر . تشعر دائما أنها خلقت لأشياء كهذه .أحبت أن ينظر اليها الناس ويعجبون بها . لديها صديقة غنية ؛ فتاة كانت ترافقها أيام المدرسة . لكنها لم تكن تحب لقياها كثيرا لأنها كانت تشعر بالإحباط عندما تعود من زيارتها . وكانت تبكي لأيام بسبب اليأس والقنوط . في أحدى الأمسيات وصل زوجها فرحا يلوح بظرف بين يديه .وخاطبها قائلا: " هاك هذا ...هناك شيء لك " فتحت الظرف بحماس وأخرجت منه بطاقة مطبوعة كتب عليها : " يسر السيد وزير التربية وعقيلته السيدة جرجس رامبونان أن يدعوا السيد والسيدة لوسيل لحفلة مسائية يوم الاثنين الثامن عشر من كانون الثاني ." وبدل أن تشعر بالسرور كما كان يأمل زوجها ، رمت الدعوة على الطاولة وقالت بغضب :" ماذا تتوقع مني أن أفعل بها ؟ " أجابها زوجها بلطف: " لماذا يا حبيبتي ؟ اعتقدت أنها ستسعدك كثيرا . أنت لا تخرجين مطلقا وهذه ستكون فرصة لتمتعي نفسك - لقد عانيتُ كثيرا في الحصول عليها . وكل موظف في الوزارة يريد هذه الدعوة . هناك القليل من الدعوات للموظفين . كل المسؤولين سيكونون هناك ". نظرت إليه بغضب متزايد وفجأة انفجرت قائلة : " ليس لدي ما ألبسه . كيف سأذهب ؟ " . تمتم قائلا إنه لم يفكر في هذا الموضوع من قبل وقال :" لكن ما رأيك بالفستان الذي ارتديته للمسرح؟ أعتقد أنه جميل...." ثم لاذ بالصمت ودُهش كثيرا لرؤية زوجته تبكي . انهمرت دمعتان من زاويتي عينيها وتدحرجتا نزولا إلى زاويتي فمها . تحدث بصوت خفيض قائلا : " ما هذا ؟ ما هذا ؟ " . وبصعوبة بالغة سيطرت على حزنها وأجابته بهدوء وهي تمسح دموعها: " لا شيء ..كل ما في الأمر هو ليس لدي فستان سهرة ولا أستطيع أن أذهب للحفلة . أعط الدعوة إلى أحد أصدقائك الذي يمكن لزوجته أن تلبس أحسن مني ؟ " . غُلبَ على أمره فقال : " أصغي يا ماتيلد . كم يكلف فستان السهرة- فستان مناسب يمكن أن ترتديه في مناسبات أخرى - فستان بسيط ؟ " فكرت لعدة ثوان وأجرت حساباتها وفكرت للحظات في المبلغ الذي يمكن أن تطلبه من دون أن تجعله يرفض في ......
#العقد
#موباسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716228
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف ترجمة محمد عبد الكريم يوسف***كانت امرأة جميلة من عائلة فقيرة . لم تحصل على مهرها ، لم يكن لديها آمال أو فرصة للزواج من رجل ثري مشهور. فقد تزوجت موظفا عاديا يعمل في وزارة التربية . لم تكن قادرة على شراء المجوهرات أو الثياب الثمينة لهذا السبب كانت تلبس ببساطة .كانت تتألم طوال الوقت . شعرت أنها كان يجب أن تستمتع بالأشياء الجميلة في الحياة . كان الأثاث البالي والغرف البائسة في منزلها يسببان لها الكثير من الألم . هذه الأشياء كانت تثير في داخلها الغضب . منظر الفتاة الفقيرة الصغيرة التي تنظف بيتها أثار في وجدانها الحزن العميق والأحلام البرية . حلمت بغرف مفروشة بالسجاد السميك ومضاءة بمصابيح جميلة عديدة . حلمت بغرف استقبال مزودة بأثواب من الحرير العتيق وطاولات عليها تماثيل صغيرة وغرف جلوس مبخرة بالعطور وحلمت أيضا بحديث في موعد الشاي عند الغروب مع الصديقات المقربات والناس المشهورين . عندما جلست على طاولة العشاء المستديرة وراقبت زوجها يجلس أمامها يرفع قدر الحساء ويصرخ فرحا : " أه .. يا له من حساء طيب ! ليس هناك أفضل منـ..." تخيلت العشاءات الفاخرة الغنية مع ملاعق وشوك مصنوعة من الفضة . فكرت باللوردات والسيدات وهمساتهم أثناء تناول السمك الفاخر والدجاج المميز . لم يكن لديها خزانة للملابس أو مجوهرات ...لم يكن لديها شيء. وكانت هذه هي الأشياء التي تحبها أكثر من أي شيء آخر . تشعر دائما أنها خلقت لأشياء كهذه .أحبت أن ينظر اليها الناس ويعجبون بها . لديها صديقة غنية ؛ فتاة كانت ترافقها أيام المدرسة . لكنها لم تكن تحب لقياها كثيرا لأنها كانت تشعر بالإحباط عندما تعود من زيارتها . وكانت تبكي لأيام بسبب اليأس والقنوط . في أحدى الأمسيات وصل زوجها فرحا يلوح بظرف بين يديه .وخاطبها قائلا: " هاك هذا ...هناك شيء لك " فتحت الظرف بحماس وأخرجت منه بطاقة مطبوعة كتب عليها : " يسر السيد وزير التربية وعقيلته السيدة جرجس رامبونان أن يدعوا السيد والسيدة لوسيل لحفلة مسائية يوم الاثنين الثامن عشر من كانون الثاني ." وبدل أن تشعر بالسرور كما كان يأمل زوجها ، رمت الدعوة على الطاولة وقالت بغضب :" ماذا تتوقع مني أن أفعل بها ؟ " أجابها زوجها بلطف: " لماذا يا حبيبتي ؟ اعتقدت أنها ستسعدك كثيرا . أنت لا تخرجين مطلقا وهذه ستكون فرصة لتمتعي نفسك - لقد عانيتُ كثيرا في الحصول عليها . وكل موظف في الوزارة يريد هذه الدعوة . هناك القليل من الدعوات للموظفين . كل المسؤولين سيكونون هناك ". نظرت إليه بغضب متزايد وفجأة انفجرت قائلة : " ليس لدي ما ألبسه . كيف سأذهب ؟ " . تمتم قائلا إنه لم يفكر في هذا الموضوع من قبل وقال :" لكن ما رأيك بالفستان الذي ارتديته للمسرح؟ أعتقد أنه جميل...." ثم لاذ بالصمت ودُهش كثيرا لرؤية زوجته تبكي . انهمرت دمعتان من زاويتي عينيها وتدحرجتا نزولا إلى زاويتي فمها . تحدث بصوت خفيض قائلا : " ما هذا ؟ ما هذا ؟ " . وبصعوبة بالغة سيطرت على حزنها وأجابته بهدوء وهي تمسح دموعها: " لا شيء ..كل ما في الأمر هو ليس لدي فستان سهرة ولا أستطيع أن أذهب للحفلة . أعط الدعوة إلى أحد أصدقائك الذي يمكن لزوجته أن تلبس أحسن مني ؟ " . غُلبَ على أمره فقال : " أصغي يا ماتيلد . كم يكلف فستان السهرة- فستان مناسب يمكن أن ترتديه في مناسبات أخرى - فستان بسيط ؟ " فكرت لعدة ثوان وأجرت حساباتها وفكرت للحظات في المبلغ الذي يمكن أن تطلبه من دون أن تجعله يرفض في ......
#العقد
#موباسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716228
الحوار المتمدن
محمد عبد الكريم يوسف - العقد - موباسان