مصطفى القرة داغي : المايسترو إنيو موريكوني .. هدية الموسيقى الى السينما
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_القرة_داغي "أنا إنيو موريكوني، أنا ميت، أعلنها لكل أصدقائي، الذين أحييهم بعاطفة كبيرة". هكذا تبدأ الوصية التي تركها الموسيقار الراحل إنيو موريكوني، وقُرِأت في تأبينه. وفيها يَشكر أقرب أصدقائه، ويشير تحديداً إلى بيبوجيو وزوجته روبرتا، وبقية الأصدقاء الذين كانوا متواجدين دائماً في السنوات الأخيرة". كتب أيضاً "لا أريد الإزعاج" لذا طالَب بجنازة خاصة. وخَصّص الأسطر الأخيرة لزوجته ماريا كاتبة الأغاني وأم أبنائه الأربعة التي تزوجها عام 1956، والتي قال بأن وداعها كان الأكثر إيلاماً له، وجَدّد لها حبه الإستثنائي الذي كان يربطهما معاً، مبدياً أسفه لأنه سيضطر الى تركها لوحدها.وُلِد الموسيقار الأسطورة إنيو موريكوني Ennio Morricone في روما، في العاشر من نوفمبر عام 1928. عام 1946 حصل على دبلوم بآلة البوق، وفي عام 1954 حصل على دبلوم بالتأليف الموسيقي من أكاديمية سانتا سيسيليا الوطنية للموسيقى تحت إشراف جيفريدو بتراسي. كتب أعماله الموسيقية الأولى نهاية الخمسينات، لكن حياته المهنية كمؤلف موسيقى أفلام بدأت عام 1961 بفيلم فدرالي، ثم بدأت شهرته تتصاعد من خلال تعاونه مع المخرج سرجيو ليوني بأفلام الغرب الأمريكي التي وصفت بالسباغيتي ويسترن، مثل.. من أجل حفنة من الدولارات (1964)، مقابل بعض الدولارات أكثر (1965)، الجيّد السيء والقبيح (1966)، ذات مرة في الغرب (1968)، حفنة من الديناميت (1971) وغيرها.كان موريكوني أول من جعل للموسيقى السينمائية والتصويرية عموماً، شخصية خاصة بها، فإستعارة الصوت في الأفلام التي وضع موسيقاها كانت على قدم المساواة مع إستعارة الصورة. في موسيقاه لم تعد الموسيقى شيئاً مضافاً إلى المشهد أثناء التصوير كما هو سائد، فقد جرب مع سرجيو ليوني عَكَس هذه العلاقة في أعمالهما المشتركة لفترة طويلة، وقد نجحا في ذلك الى حد بعيد. ما كان متعارف عليه قبلهما هو أن يقوم الموسيقي بتأليف الموسيقى على أساس المشهد، لكن في "ذات مرة في الغرب" قام موريكوني بعد قرائته للسيناريو بتخيل أحداثه وتأليف الموسيقى التي تناسبها، ثم تم تنسيق أداء الممثلين على أساس الموسيقى، لذا كان ليوني يصفه دائماً بأنه "كاتب سيناريو موسيقي". قام موريكوني بتأليف الموسيقى للسينما كما هي في الحياة، بسكونها وصخبها، وبأدق تفاصيلها، لذا علِقت في ذاكرة عشاق السينما والموسيقى، وسكنت قلوبهم بعد أن دخلتها بدون إستِئذان. لم تكون موسيقاه مجرد خلفية لأحداث الأفلام، بل جزئاً من صورتها العامة التي يتلقاها المشاهد، وأحيانا كانت تَرسم المشهد وتُصَوّره قبل الكاميرا، وقد لا نبالغ إذا قلنا أن حضورها كان يطغى في بعض الأحيان على الصورة، وأنها كانت تؤثر بتركيبة الفيلم ومدى تأثيره على المشاهد، بل وتُقرِّر نجاحه من فشله في أغلب الأحيان، لذا حَوّلت موسيقاه الكثير من الأفلام العادية الى أفلام خالدة. بالتالي لا يمكن الحديث عن تأريخ السينما على مدى الستين سنة الماضية، دون ذكر موريكوني ودوره وتأثيره فيها، وهذا ربما ما جعله الموسيقار السينمائي الوحيد الذي ظل إسمه مألوفاً لدى جمهور واسع من أجيال مجتمعية متعاقبة.صرير كرسي هزاز، كلب يئِن، رَشّة مياه على قبعة، ذبابة تطير بحرية، ثم تَعلَق في مسار فوهة مسدس، ليمتزج أزيزها مع صافرة القطار، هكذا يبدأ فيلم"ذات مرة في الغرب". سبع دقائق من الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية التي تساهم في التعبير عن توَتّر المشهد بطريقة سردية دون حاجة الممثلين للتفوه ولا حتى بكلمة واحدة، هذا جانب من عبقرية موريكوني الخلاقة في تصوير المشاهد موسيقياً. وإذا أردنا أن نأخذ فكرة عن جانب آخر من عبقريت ......
#المايسترو
#إنيو
#موريكوني
#هدية
#الموسيقى
#السينما
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685424
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_القرة_داغي "أنا إنيو موريكوني، أنا ميت، أعلنها لكل أصدقائي، الذين أحييهم بعاطفة كبيرة". هكذا تبدأ الوصية التي تركها الموسيقار الراحل إنيو موريكوني، وقُرِأت في تأبينه. وفيها يَشكر أقرب أصدقائه، ويشير تحديداً إلى بيبوجيو وزوجته روبرتا، وبقية الأصدقاء الذين كانوا متواجدين دائماً في السنوات الأخيرة". كتب أيضاً "لا أريد الإزعاج" لذا طالَب بجنازة خاصة. وخَصّص الأسطر الأخيرة لزوجته ماريا كاتبة الأغاني وأم أبنائه الأربعة التي تزوجها عام 1956، والتي قال بأن وداعها كان الأكثر إيلاماً له، وجَدّد لها حبه الإستثنائي الذي كان يربطهما معاً، مبدياً أسفه لأنه سيضطر الى تركها لوحدها.وُلِد الموسيقار الأسطورة إنيو موريكوني Ennio Morricone في روما، في العاشر من نوفمبر عام 1928. عام 1946 حصل على دبلوم بآلة البوق، وفي عام 1954 حصل على دبلوم بالتأليف الموسيقي من أكاديمية سانتا سيسيليا الوطنية للموسيقى تحت إشراف جيفريدو بتراسي. كتب أعماله الموسيقية الأولى نهاية الخمسينات، لكن حياته المهنية كمؤلف موسيقى أفلام بدأت عام 1961 بفيلم فدرالي، ثم بدأت شهرته تتصاعد من خلال تعاونه مع المخرج سرجيو ليوني بأفلام الغرب الأمريكي التي وصفت بالسباغيتي ويسترن، مثل.. من أجل حفنة من الدولارات (1964)، مقابل بعض الدولارات أكثر (1965)، الجيّد السيء والقبيح (1966)، ذات مرة في الغرب (1968)، حفنة من الديناميت (1971) وغيرها.كان موريكوني أول من جعل للموسيقى السينمائية والتصويرية عموماً، شخصية خاصة بها، فإستعارة الصوت في الأفلام التي وضع موسيقاها كانت على قدم المساواة مع إستعارة الصورة. في موسيقاه لم تعد الموسيقى شيئاً مضافاً إلى المشهد أثناء التصوير كما هو سائد، فقد جرب مع سرجيو ليوني عَكَس هذه العلاقة في أعمالهما المشتركة لفترة طويلة، وقد نجحا في ذلك الى حد بعيد. ما كان متعارف عليه قبلهما هو أن يقوم الموسيقي بتأليف الموسيقى على أساس المشهد، لكن في "ذات مرة في الغرب" قام موريكوني بعد قرائته للسيناريو بتخيل أحداثه وتأليف الموسيقى التي تناسبها، ثم تم تنسيق أداء الممثلين على أساس الموسيقى، لذا كان ليوني يصفه دائماً بأنه "كاتب سيناريو موسيقي". قام موريكوني بتأليف الموسيقى للسينما كما هي في الحياة، بسكونها وصخبها، وبأدق تفاصيلها، لذا علِقت في ذاكرة عشاق السينما والموسيقى، وسكنت قلوبهم بعد أن دخلتها بدون إستِئذان. لم تكون موسيقاه مجرد خلفية لأحداث الأفلام، بل جزئاً من صورتها العامة التي يتلقاها المشاهد، وأحيانا كانت تَرسم المشهد وتُصَوّره قبل الكاميرا، وقد لا نبالغ إذا قلنا أن حضورها كان يطغى في بعض الأحيان على الصورة، وأنها كانت تؤثر بتركيبة الفيلم ومدى تأثيره على المشاهد، بل وتُقرِّر نجاحه من فشله في أغلب الأحيان، لذا حَوّلت موسيقاه الكثير من الأفلام العادية الى أفلام خالدة. بالتالي لا يمكن الحديث عن تأريخ السينما على مدى الستين سنة الماضية، دون ذكر موريكوني ودوره وتأثيره فيها، وهذا ربما ما جعله الموسيقار السينمائي الوحيد الذي ظل إسمه مألوفاً لدى جمهور واسع من أجيال مجتمعية متعاقبة.صرير كرسي هزاز، كلب يئِن، رَشّة مياه على قبعة، ذبابة تطير بحرية، ثم تَعلَق في مسار فوهة مسدس، ليمتزج أزيزها مع صافرة القطار، هكذا يبدأ فيلم"ذات مرة في الغرب". سبع دقائق من الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية التي تساهم في التعبير عن توَتّر المشهد بطريقة سردية دون حاجة الممثلين للتفوه ولا حتى بكلمة واحدة، هذا جانب من عبقرية موريكوني الخلاقة في تصوير المشاهد موسيقياً. وإذا أردنا أن نأخذ فكرة عن جانب آخر من عبقريت ......
#المايسترو
#إنيو
#موريكوني
#هدية
#الموسيقى
#السينما
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685424
الحوار المتمدن
مصطفى القرة داغي - المايسترو إنيو موريكوني .. هدية الموسيقى الى السينما