محمد زكريا توفيق : هذا هو جسدي، فهل من مشترٍ
#الحوار_المتمدن
#محمد_زكريا_توفيق نحن الآن في عام 1963م. وهو العام الذي تخرجت فيه من الجامعة. نزلت إلى القاهرة لتأدية امتحان شفهي في هيئة الأرصاد الجوية للعمل في مرصد حلوان، وهي وظيفة تناسب مؤهلي العلمي. بعد أن أديت الامتحان، فكرت في زيارة صديقي وبلدياتي سامي، وكان لا يزال طالبا في السنة النهائية في نفس الكلية التي تخرجت منها. كان يسكن مع طالب آخر في أحد غرف شقة بالدور الخامس، بعقار قديم يقع في حي خلف الكلية. الشقة مكونة من خمس غرق وصالة كبيرة ومطبخ صغير ودورة مياه واحدة. الغرف كلها مؤجرة للطلبة. كل غرفة بها طالبان. لكل منهما مكتب صغير وسرير سفري صغير. يشتركون جميعا في استخدام دورة المياه والمطبخ. الوقت كان وقت غروب، ونحن في نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء. عندما وصلت، كان عند سامي ضيف شاب اسمه مدحت، لا يزال طالبا في أحد الكليات العسكرية. عندما علم أنني قد تخرجت من كلية العلوم التي يدرس بها سامي، أخذ يحدثنا بغرور متناهي واحتقار وتعالي. لأنه في ذلك الوقت، كان النظام الاشتراكي السياسي في مصر، يحدد مرتبات خريج الجامعة بمبلغ 20 جنيها. أما الكليات العسكرية، فخريجها يزيد مرتبه، أول تعيين، عن 50% عن مرتب خريجي الجامعات الأخرى. كذلك، يركب طالب الكليات العسكرية القطارات والمواصلات العامة درجة أولى بالمجان، أما باقي طلبة الكليات الأخرى، فيركبون القطارات درجة ثانية بأجرة مخفضة. لكن لماذا هذه التفرقة؟ لا أدري. ربما يكون لأننا قد تعودنا على الذل وحكم الأسياد. بالرغم من استقلالنا وحكمنا لأنفسنا منذ عام 1952. لقد طالت عصور استعمارنا واستغلالنا ومص دمائنا، حتى أصبح الشعور بالدونية معششا في عقولنا ومرسوما في جيناتنا. وإن لم نجد من يستعبدنا ويسوقنا كالبعير، استعبد بعضنا البعض.أثناء وجود هذا الضيف، أبو دم ثقيل، جاء طالبان من الغرف المجاورة بالشقة. جلسا معنا وتعارفنا. بدأ الحديث عن الدراسة والتخرج والمستقبل. ثم جنح إلى موضوع الحب، فكلنا شبان غير متزوجين. وبدأ كل منا يحكي عن إنجازاته وتجاربه الناجحة أو الفاشلة في العشق والهيام ومغازلة البنات والايقاع بالسيدات. وإذ يفاجئنا مدحت، طالب الكلية العسكرية، باقتراح مريب. وهو إحضار إمرأة بغي يعرفها. نمارس معها الرزيلة، ونشترك جميعا في سداد أجرتها، والتي كانت لا تزيد عن خمسين قرشا في ذلك الوقت. بالطبع قد تكهرب الجو، ورفض زميل سامي في الغرفة الاشتراك. ورفضت أنا بدافع الخوف والقرف. إذ كيف يشترك أربعة شبان أو خمسة في النوم مع امرأة واحدة بهذه الطريقة المقززة؟بالرغم من إصراري على الرفض، ظل مدحت يلح ويطلب مني مرافقته والذهاب معه لإحضار المومس التي يعرف دارها، فهو بالرغم من ملابسه المدنية، لا يريد أن يذهب بمفرده، حتى لا يراه أحد وتسوء سمعته. أخيرا، بدافع الفضول، وتحت ضغط الموجودين، وافقت على مرافقته. أخذني مدحت وسرنا في حواري ضيقة خلف العمارة التي يسكن بها سامي صديقي. بعد حوالي عشين دقيقة سيرا على الأقدام، وقف مدحت أمام بيت قديم مكون من دور واحد، ينخفض مدخله عن أرض الحارة بقدم على الأقل. بعد الطرق والانتظار مدة طويلة، فتحت الباب امرأة في منتصف العمر. تلبس ملابس منزلية قديمة. نظرت يمينها ويسارها في الحارة الخالية من المارة، وطلبت منا الدخول بسرعة قبل أن يرانا أحد. دخلنا كاللصوص، وأغلقت خلفنا الباب. وجدت نفسي في صالة بلاط مظلمة، لم تمسح أو تكنس قط. يتراكم على أرضها شبر تراب. على يمين الباب غرفة، بابها طويل ومغلق بقفل كبير. دخل عبده مع المرأة غرفتها، ليخبرها بسبب ا ......
#جسدي،
#مشترٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740429
#الحوار_المتمدن
#محمد_زكريا_توفيق نحن الآن في عام 1963م. وهو العام الذي تخرجت فيه من الجامعة. نزلت إلى القاهرة لتأدية امتحان شفهي في هيئة الأرصاد الجوية للعمل في مرصد حلوان، وهي وظيفة تناسب مؤهلي العلمي. بعد أن أديت الامتحان، فكرت في زيارة صديقي وبلدياتي سامي، وكان لا يزال طالبا في السنة النهائية في نفس الكلية التي تخرجت منها. كان يسكن مع طالب آخر في أحد غرف شقة بالدور الخامس، بعقار قديم يقع في حي خلف الكلية. الشقة مكونة من خمس غرق وصالة كبيرة ومطبخ صغير ودورة مياه واحدة. الغرف كلها مؤجرة للطلبة. كل غرفة بها طالبان. لكل منهما مكتب صغير وسرير سفري صغير. يشتركون جميعا في استخدام دورة المياه والمطبخ. الوقت كان وقت غروب، ونحن في نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء. عندما وصلت، كان عند سامي ضيف شاب اسمه مدحت، لا يزال طالبا في أحد الكليات العسكرية. عندما علم أنني قد تخرجت من كلية العلوم التي يدرس بها سامي، أخذ يحدثنا بغرور متناهي واحتقار وتعالي. لأنه في ذلك الوقت، كان النظام الاشتراكي السياسي في مصر، يحدد مرتبات خريج الجامعة بمبلغ 20 جنيها. أما الكليات العسكرية، فخريجها يزيد مرتبه، أول تعيين، عن 50% عن مرتب خريجي الجامعات الأخرى. كذلك، يركب طالب الكليات العسكرية القطارات والمواصلات العامة درجة أولى بالمجان، أما باقي طلبة الكليات الأخرى، فيركبون القطارات درجة ثانية بأجرة مخفضة. لكن لماذا هذه التفرقة؟ لا أدري. ربما يكون لأننا قد تعودنا على الذل وحكم الأسياد. بالرغم من استقلالنا وحكمنا لأنفسنا منذ عام 1952. لقد طالت عصور استعمارنا واستغلالنا ومص دمائنا، حتى أصبح الشعور بالدونية معششا في عقولنا ومرسوما في جيناتنا. وإن لم نجد من يستعبدنا ويسوقنا كالبعير، استعبد بعضنا البعض.أثناء وجود هذا الضيف، أبو دم ثقيل، جاء طالبان من الغرف المجاورة بالشقة. جلسا معنا وتعارفنا. بدأ الحديث عن الدراسة والتخرج والمستقبل. ثم جنح إلى موضوع الحب، فكلنا شبان غير متزوجين. وبدأ كل منا يحكي عن إنجازاته وتجاربه الناجحة أو الفاشلة في العشق والهيام ومغازلة البنات والايقاع بالسيدات. وإذ يفاجئنا مدحت، طالب الكلية العسكرية، باقتراح مريب. وهو إحضار إمرأة بغي يعرفها. نمارس معها الرزيلة، ونشترك جميعا في سداد أجرتها، والتي كانت لا تزيد عن خمسين قرشا في ذلك الوقت. بالطبع قد تكهرب الجو، ورفض زميل سامي في الغرفة الاشتراك. ورفضت أنا بدافع الخوف والقرف. إذ كيف يشترك أربعة شبان أو خمسة في النوم مع امرأة واحدة بهذه الطريقة المقززة؟بالرغم من إصراري على الرفض، ظل مدحت يلح ويطلب مني مرافقته والذهاب معه لإحضار المومس التي يعرف دارها، فهو بالرغم من ملابسه المدنية، لا يريد أن يذهب بمفرده، حتى لا يراه أحد وتسوء سمعته. أخيرا، بدافع الفضول، وتحت ضغط الموجودين، وافقت على مرافقته. أخذني مدحت وسرنا في حواري ضيقة خلف العمارة التي يسكن بها سامي صديقي. بعد حوالي عشين دقيقة سيرا على الأقدام، وقف مدحت أمام بيت قديم مكون من دور واحد، ينخفض مدخله عن أرض الحارة بقدم على الأقل. بعد الطرق والانتظار مدة طويلة، فتحت الباب امرأة في منتصف العمر. تلبس ملابس منزلية قديمة. نظرت يمينها ويسارها في الحارة الخالية من المارة، وطلبت منا الدخول بسرعة قبل أن يرانا أحد. دخلنا كاللصوص، وأغلقت خلفنا الباب. وجدت نفسي في صالة بلاط مظلمة، لم تمسح أو تكنس قط. يتراكم على أرضها شبر تراب. على يمين الباب غرفة، بابها طويل ومغلق بقفل كبير. دخل عبده مع المرأة غرفتها، ليخبرها بسبب ا ......
#جسدي،
#مشترٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740429
الحوار المتمدن
محمد زكريا توفيق - هذا هو جسدي، فهل من مشترٍ