الحوار المتمدن
3.16K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زين اليوسف : سارة
#الحوار_المتمدن
#زين_اليوسف لا أعلم حقاً من أين أبدأ..مر أسبوعٌ تقريباً على اغتيال سارة و منذ ذلك الحين ما زلتُ عالقةً في دوامة الصمت المُطبق سواءً في فضاء السوشيال ميديا أو حتى على الصعيد الواقعي..قرأت رسالتها الأخيرة عشرات المرات و بعد كل مرةٍ منها كان يزداد صمتي و ألمي و بالتأكيد اكتئابي..كنت أرى صورها المنتشرة في المواقع الإخبارية المختلفة فأجد أمامي شابةً في مقتبل حياتها تبتسم دائماً بكل براءة..طفلة..مجرد طفلةٍ تسكن جسد شخصٍ بالغ..ذلك كان انطباعي الأول و الأخير عنها..فكيف سُحقت روحها إلى هذا الحد!!..ما الذي دفع تلك الإنسانة إلى حافة الحياة لتنهي حياتها شنقاً و هي الوسيلة التي تُعبَّر عن الإصرار على التخلي عن أي احتمالية للنجاة؟؟.خلال الأسبوع المنصرم قرأت كل ما تمكنت من إيجاده حول تفاصيل حياتها..إنسانةٌ أُجبرت على ارتداء حياةٍ ليست بحياتها كمعظم الفتيات في العالم العربي..إنسانةٌ خُنقت بالحجاب كمعظم الفتيات في الأسر التقليدية المسلمة و في لحظة قرار ألقت بقطعة القماش تلك لأنها لا تتناسب مع ميولها الفكرية و الجنسية..إنسانةٌ كانت أقصى أحلامها أن تعبَّر عن تلك الأفكار و الميول دون أن يتقدَّم موعد القيامة عن موعده القدري كما يؤمن أتباع الأديان السماوية..إنسانةٌ بسبب قطعة قماش ألقتها عن رأسها و قطعةٍ أخرى رفعتها في حفلٍ غنائي انتقلت من الجحيم إلى جحيمٍ أشد..إنسانةٌ بين الإجبار و القرار تم اغتيالها.كنت أراقب تعليقات الآخرين حول اغتيال سارة بنوعٍ من الصدمة الأخلاقية..فأن تتخيل حدوث أمرٍ ما يختلف كثيراً عن رؤيته يحدث بطريقةٍ تثبت لك بأن خيالك كان بريءٌ جداً و لا يكاد يصل إلى هذا الحد من افتراض التوحش في الآخرين..فخلال الساعات الأولى التي أعقبت وفاة سارة تأكدت بأن هذه المجتمعات من الاستحالة أنها تمتلك الحد الأدنى من الاتزان النفسي..مجتمعاتٌ "مُتدعشنةٌ" حتى النخاع و لكنها تجيد ممارسة التُقية أمام الجميع فقط لتأتي مثل هذه اللحظات القاسية لتُسقط عنها ذلك القناع..مجتمعاتٌ تمقت المختلفين و تستمتع بتساقطهم موتاً إما بالاغتيال النفسي أو الجسدي لا لشيء إلا لأنهم لم يسيروا معهم خاضعين في ركب قافلة النفاق..تلك المجتمعات التي تصل لمرحلة التبول رعباً من حكامها تجدها تصرخ بكل ما تملكه من توحشٍ حقيقي و شجاعةٍ مزيفة عندما تصادف إنساناً تمكن من التصالح مع ميوله الفكرية و الجنسية و فرَّ بنفسه من مستنقع زيفهم الأخلاقي و استشرافهم الديني ليقولها بصدق:"أنا هكذا".تأملت كثيراً صورة ذلك الخط الأنيق في رسالة الانتحار المشؤومة و تساءلت:"كيف يستمتع أي شخصٍ على وجه البسيطة بنهش جثة شخصٍ آخر؟؟..كل ذلك الألم الذي كان يقطُر من كلمات رسالتها المقتضبة كيف لم يحرك به مشاعر التعاطف و الألم تجاه من دفعها التعذيب النفسي و الجسدي و الاعتقال إلى آخر حدود مقاومتها؟؟"..البعض كان يردد بسخريةٍ شديدة و بتشفٍ أشد و بجهلٍ يفوق كليهما بأن وجودها في بلدٍ غربي يمنحها جميع حقوقها الإنسانية لم يمنعها من الانتحار..و كأن سارة توفيت منذ أسبوعٍ واحدٍ فقط!!..سارة لم تُنهي حياتها مؤخراً بل اُغتيلت إنسانيتها منذ اللحظة التي انزلقت فيها من رحم والدتها إلى غياهب مجتمعٍ مسلمٍ عربي.ذلك المجتمع الذي يرتدي مسوح الرهبان تجاه المغتصبين و البيدوفيليين السائرين بكل ثقةٍ في شوارعه و أزقته..ذلك المجتمع الذي يفقأ كلتا عينيه كي لا يبصر ذلك الكم الهائل من جرائم "انعدام" الشرف تجاه الإناث فيه..ذلك المجتمع الذي يشرِّعن الدعارة منذ بدء خليقته تحت أسماءٍ و مصطلحاتٍ دينيةٍ متعددة..تلك المجتمعات التي تردد دوماً أنها مجتمعاتٌ ......
#سارة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681817