جواد بولكيد : علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث ١
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد إن الحديث عن العلم في مجتمعات القرن الواحد والعشرين يحيلنا بشكل تلقائي إلى التفكير في الإنجازات التي تمت في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وبقية العلوم الطبيعية، وكل ما نتج عنها من تقدم تكنولوجي هائل، حول أنماط العيش الإنساني وحقق طفرة في جودة الحياة وغير فهمنا للكون والوجود، وكل شخص على سطح الأرض سمع عن أينشتاين وباستور وكوبرنيك... وكلنا ننظر بإعجاب إلى هؤلاء العلماء العظماء ممن يسبرون أغوار المحيطات ويستكشفون عوالم الفضاء..غير أنه بالمقابل؛ تشكل لدى الكثيرين في مجتمعنا تمثل مختلف عن العالِم: على أنه خريج المعاهد الإسلامية وكليات الشريعة والملم بالعلوم الشرعية، من علوم الحديث والسيرة والحامل للقرآن. ورغم أن هذا الفهم قد يبدو بعيدا عن الأول وواضح الاختلاف عنه، إلا أنه ومن المفاجئ أن فئة كبيرة في مجتمعنا لازالت تنظر إلى العالم الشرعي على أنه يضاهي في معرفته العالم "الوضعي" بل ويتجاوزه في فهمه للكون ولكُنه الحياة...فما هو العلم إذن ومن الأجدر بلقب العالم، هل هو ابن تيمية أو نيوتن؟ هل هو الألباني أو نيتشه؟ العلم لغة مشتق من فعل "علم"، وتعرفه المعاجم العربية على أنه معرفة الأمر أو الخبر على حقيقته والدراية به وتبينه وتصديقه، كأن نقول:"علم فلان بزواج صديقه" أو "علم الناس بحدوث زلزال"..، وقد تطور استعمال الكلمة وتوظيفها ليضفي عليها معاني جديدة وأصبحت بذلك كلمة علم مصطلحا يحيل إلى مفاهيم دقيقة أحيانا، ومبهمة وغامضة في أحيان أخرى، وقد استعمل المسلمون كلمة علم للإحالة على مجمل الكتابات والبحوث التي درست القرآن والسنة، وانتشرت بذلك مصطلحات من قبيل: علم الحديث وعلوم القرآن وعلم الكلام ...للإحالة إلى فروع البحث والدراسة المتعلقة بالتراث الديني وبدراسة نصوص القرآن والحديث والأثر... بهدف استنباط العقائد والشرائع والأحكام الفقهية؛ وقد قامت الأجيال المتعاقبة من فقهاء الإسلام بوضع مجموعة من الضوابط والأحكام والتدقيقات والشروط المتعلقة بكل فرع من هذه العلوم الفقهية، تعد بمثابة المنهج البحثي الذي وجب الالتزام به، في كل من هذه التخصصات؛ فيتم مثلا تقسيم علوم الحديث إلى مجموعة من العلوم الفرعية: حيث نجد علوم رواة الحديث وعلوم المتن وعلوم السند، كما نجد قوانين محكمة لرد الحديث وقبوله، ولتصنيف الأحاديث من صحيح وضعيف إلى غير ذلك من كل مواضيع اشتغال "علماء" الحديث في الإسلام، والأمر ذاته ينطبق على علوم القرآن وعلوم أصول الفقه وغيرها من العلوم الشرعية. وبالمقابل اهتم علم الكلام بنقاش عقائدي يعتمد على الحجاج العقلي وعلى البناء "المنطقي" للبراهين التي يراد منها إثبات صحة العقيدة، وهو بذلك أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم.إن الاهتمام الذي منحه "العلماء" المسلمون لوضع شروط منهجية لمؤلفاتهم وكتاباتهم في مختلف فروع العلوم الفقهية والتماسك المنطقي للفكر الإسلامي والذي تجلى واضحا في علم أصول الفقه، أضفيا على الإنتاج الفقهي والفكري الإسلامي صفة الإحكام، وسمحا بضبط وتنظيم عملية الإفتاء ورسخا سلطة رجال الدين بل قدما لها مبررا شرعيا مبنيا على سلطة المعرفة؛ خصوصا أنه لحدود نهايات القرن 18 كان مستوى المعرفة في العالم الإسلامي غير بعيد عن حدود المعرفة البشرية. ولقد تعززت هذه السلطة كذلك نتيجة لكون تطور العلوم الفقهية قد تم بالموازاة مع التطور الذي عرفته العلوم الطبيعية: الرياضيات والفلك والطب والكيمياء... في سيرورة بدأت عند القرن الثاني الهجري وهو العصر الذهبي للإنتاج المعرفي الإسلامي: حيث تم إنشاء بيت الحكمة وعرفت حركة الترجمة والتأليف ثورة غير مسبوقة، هي التي مهدت لكل ال ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
#١
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679107
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد إن الحديث عن العلم في مجتمعات القرن الواحد والعشرين يحيلنا بشكل تلقائي إلى التفكير في الإنجازات التي تمت في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وبقية العلوم الطبيعية، وكل ما نتج عنها من تقدم تكنولوجي هائل، حول أنماط العيش الإنساني وحقق طفرة في جودة الحياة وغير فهمنا للكون والوجود، وكل شخص على سطح الأرض سمع عن أينشتاين وباستور وكوبرنيك... وكلنا ننظر بإعجاب إلى هؤلاء العلماء العظماء ممن يسبرون أغوار المحيطات ويستكشفون عوالم الفضاء..غير أنه بالمقابل؛ تشكل لدى الكثيرين في مجتمعنا تمثل مختلف عن العالِم: على أنه خريج المعاهد الإسلامية وكليات الشريعة والملم بالعلوم الشرعية، من علوم الحديث والسيرة والحامل للقرآن. ورغم أن هذا الفهم قد يبدو بعيدا عن الأول وواضح الاختلاف عنه، إلا أنه ومن المفاجئ أن فئة كبيرة في مجتمعنا لازالت تنظر إلى العالم الشرعي على أنه يضاهي في معرفته العالم "الوضعي" بل ويتجاوزه في فهمه للكون ولكُنه الحياة...فما هو العلم إذن ومن الأجدر بلقب العالم، هل هو ابن تيمية أو نيوتن؟ هل هو الألباني أو نيتشه؟ العلم لغة مشتق من فعل "علم"، وتعرفه المعاجم العربية على أنه معرفة الأمر أو الخبر على حقيقته والدراية به وتبينه وتصديقه، كأن نقول:"علم فلان بزواج صديقه" أو "علم الناس بحدوث زلزال"..، وقد تطور استعمال الكلمة وتوظيفها ليضفي عليها معاني جديدة وأصبحت بذلك كلمة علم مصطلحا يحيل إلى مفاهيم دقيقة أحيانا، ومبهمة وغامضة في أحيان أخرى، وقد استعمل المسلمون كلمة علم للإحالة على مجمل الكتابات والبحوث التي درست القرآن والسنة، وانتشرت بذلك مصطلحات من قبيل: علم الحديث وعلوم القرآن وعلم الكلام ...للإحالة إلى فروع البحث والدراسة المتعلقة بالتراث الديني وبدراسة نصوص القرآن والحديث والأثر... بهدف استنباط العقائد والشرائع والأحكام الفقهية؛ وقد قامت الأجيال المتعاقبة من فقهاء الإسلام بوضع مجموعة من الضوابط والأحكام والتدقيقات والشروط المتعلقة بكل فرع من هذه العلوم الفقهية، تعد بمثابة المنهج البحثي الذي وجب الالتزام به، في كل من هذه التخصصات؛ فيتم مثلا تقسيم علوم الحديث إلى مجموعة من العلوم الفرعية: حيث نجد علوم رواة الحديث وعلوم المتن وعلوم السند، كما نجد قوانين محكمة لرد الحديث وقبوله، ولتصنيف الأحاديث من صحيح وضعيف إلى غير ذلك من كل مواضيع اشتغال "علماء" الحديث في الإسلام، والأمر ذاته ينطبق على علوم القرآن وعلوم أصول الفقه وغيرها من العلوم الشرعية. وبالمقابل اهتم علم الكلام بنقاش عقائدي يعتمد على الحجاج العقلي وعلى البناء "المنطقي" للبراهين التي يراد منها إثبات صحة العقيدة، وهو بذلك أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم.إن الاهتمام الذي منحه "العلماء" المسلمون لوضع شروط منهجية لمؤلفاتهم وكتاباتهم في مختلف فروع العلوم الفقهية والتماسك المنطقي للفكر الإسلامي والذي تجلى واضحا في علم أصول الفقه، أضفيا على الإنتاج الفقهي والفكري الإسلامي صفة الإحكام، وسمحا بضبط وتنظيم عملية الإفتاء ورسخا سلطة رجال الدين بل قدما لها مبررا شرعيا مبنيا على سلطة المعرفة؛ خصوصا أنه لحدود نهايات القرن 18 كان مستوى المعرفة في العالم الإسلامي غير بعيد عن حدود المعرفة البشرية. ولقد تعززت هذه السلطة كذلك نتيجة لكون تطور العلوم الفقهية قد تم بالموازاة مع التطور الذي عرفته العلوم الطبيعية: الرياضيات والفلك والطب والكيمياء... في سيرورة بدأت عند القرن الثاني الهجري وهو العصر الذهبي للإنتاج المعرفي الإسلامي: حيث تم إنشاء بيت الحكمة وعرفت حركة الترجمة والتأليف ثورة غير مسبوقة، هي التي مهدت لكل ال ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
#١
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679107
الحوار المتمدن
جواد بولكيد - علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث (١)
جواد بولكيد : علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث 2
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد إن الحديث عن العلم بمفهومه الحديث، لن يكون ممكنا دون الرجوع إلى تاريخ النشاط المعرفي الإنساني. والذي بدأ منذ محاولة الإنسان البدائي صنع أدواته الحجرية وتلمس طريقه كي يتعلم إيقاد النار والتحكم بها. وقد أظهرت الأبحاث التاريخية والأركيولوجية: أن حضارات ما بين النهرين والحضارة الفرعونية وغيرهما، قد استعملت الرياضيات وطورت الكتابة الموضعية للأعداد والأساس العشري لتسهيل العمليات الحسابية، ودرست بعض المواد وخاصياتها في إطار الخيمياء alchimie ، واستعملت هذه المعارف في صناعة مجموعة من المواد كالزجاج ومواد البناء...وقد استمرت البشرية مع تعاقب الحضارات، في تطوير معارفها، وتنقيح أساليب بحثها ودراستها لمختلف عناصر الطبيعة والكون، غير أن الاستكشاف التجريبي والحسي للطبيعة ظل مهيمنا على هذا النشاط المعرفي الإنساني الذي شمل مجالات: الطب والمعمار والفلاحة وحتى الكيمياء والفيزياء في شكلهما البدائي..، فيما كان التجريد والتفكير النظري، مقتصرين على الفلسفة وعلى الرياضيات في مرحلة أولى، ثم شملا الدراسات اللاهوتية المرتبطة بمختلف الديانات، بداية من الديانة اليهودية وتأليف "الميشنا" ليستمر ذلك مع المسيحية والإسلام خلال القرون الوسطى. ولقد طورت الإنسانية معارفها في شتى المجالات، وطورت معها مناهج اشتغالها؛ وإذا ما أخذنا الرياضيات نموذجا: فإن طريقا طويلة، قطعها هذا العلم، نقلته من علم بدائي يهتم بالأعداد ويعنى بحل مسائل تواجه مواطنا سومريا في حياته اليومية، ليتحول إلى علم نظري وتجريدي يجسد المنطق الإنساني؛ في شكل نقط ومستقيمات ودوائر، تتفاعل فيما بينها في بنية متسقة ومتماسكة..ظهرت جليا مع كتاب "العناصر" لأقليدس، قبل أن يصير فيما بعد، على النحو الذي نعرفه الآن؛ العلم الأساس والوسيلة والذي بدونه لن تقوم قائمة لأي علم آخر. وما ينطبق على الرياضيات، هنا، ينطبق على باقي العلوم كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا...فكلها تحولت من شكل بدائي: وإن كانت له نفس مواضيع اشتغال العلوم الحالية، إلا أنه كان يفتقر للوسائل المنهجية، وكان يحتاج للتراكم الكمي الذي استلزم تحقيقه عدة قرون، حتى تبلورت قوانين التفكير المنطقي، بفضل أعمال الفلاسفة وعلماء الرياضيات بداية بأريسطو وأقليدس. وقد تعززت المعارف الإنسانية في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب وغيرها قدماً، في العصرين القديم والوسيط، وبرز علماء كبار نذكر منهم أرخميدس وابن الهيثم وغاليلي وكوبرنيك، حاول كل منهم استقصاء المعلومات والحقائق، وصياغة القوانين التي تحكم مختلف الظواهر التي استرعت اهتمامهم، والتي همت: قوانين الحركة وخاصيات الضوء والمادة وتفاعلاتها... غير أن "العلم" كما نعرفه اليوم، وكما سنوضح لاحقا، لم يظهر إلا في القرنين السابع والثامن عشر، نتيجة إعادة اكتشاف أوروبا لأعمال أريسطو، واطلاعها على إسهامات العلماء والفلاسفة المسلمين (الخوارزمي-ابن رشد..)، والطفرة التي عرفتها الرياضيات والفيزياء بعد ذلك، بفضل أعمال ديكارت خصوصا؛ حين أسس لفيزياء تعتمد على القوة المنطقية للاستدلال الرياضي من خلال أعماله في البصريات، ووضع اللبنة الأولى للمنهج العلمي من خلال أعماله الفلسفية، حيث يعد الأب المؤسس للعقلانية، رافضا بذلك منهج علم الكلام لدى المسيحيين scholastique، والذي كان كما هو الشأن لدى المسلمين، محاولة للتوفيق بين النتائج التي يقود لها العقل والتفكير المنطقي وبين العقيدة المسيحية. ولقد تسارعت وثيرة الاكتشافات العلمية في عهد الأنوار واستمرت على ذات الوثيرة إلى أن صار بإمكاننا اليوم تبين عناصر المنهج العلمي، ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679322
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد إن الحديث عن العلم بمفهومه الحديث، لن يكون ممكنا دون الرجوع إلى تاريخ النشاط المعرفي الإنساني. والذي بدأ منذ محاولة الإنسان البدائي صنع أدواته الحجرية وتلمس طريقه كي يتعلم إيقاد النار والتحكم بها. وقد أظهرت الأبحاث التاريخية والأركيولوجية: أن حضارات ما بين النهرين والحضارة الفرعونية وغيرهما، قد استعملت الرياضيات وطورت الكتابة الموضعية للأعداد والأساس العشري لتسهيل العمليات الحسابية، ودرست بعض المواد وخاصياتها في إطار الخيمياء alchimie ، واستعملت هذه المعارف في صناعة مجموعة من المواد كالزجاج ومواد البناء...وقد استمرت البشرية مع تعاقب الحضارات، في تطوير معارفها، وتنقيح أساليب بحثها ودراستها لمختلف عناصر الطبيعة والكون، غير أن الاستكشاف التجريبي والحسي للطبيعة ظل مهيمنا على هذا النشاط المعرفي الإنساني الذي شمل مجالات: الطب والمعمار والفلاحة وحتى الكيمياء والفيزياء في شكلهما البدائي..، فيما كان التجريد والتفكير النظري، مقتصرين على الفلسفة وعلى الرياضيات في مرحلة أولى، ثم شملا الدراسات اللاهوتية المرتبطة بمختلف الديانات، بداية من الديانة اليهودية وتأليف "الميشنا" ليستمر ذلك مع المسيحية والإسلام خلال القرون الوسطى. ولقد طورت الإنسانية معارفها في شتى المجالات، وطورت معها مناهج اشتغالها؛ وإذا ما أخذنا الرياضيات نموذجا: فإن طريقا طويلة، قطعها هذا العلم، نقلته من علم بدائي يهتم بالأعداد ويعنى بحل مسائل تواجه مواطنا سومريا في حياته اليومية، ليتحول إلى علم نظري وتجريدي يجسد المنطق الإنساني؛ في شكل نقط ومستقيمات ودوائر، تتفاعل فيما بينها في بنية متسقة ومتماسكة..ظهرت جليا مع كتاب "العناصر" لأقليدس، قبل أن يصير فيما بعد، على النحو الذي نعرفه الآن؛ العلم الأساس والوسيلة والذي بدونه لن تقوم قائمة لأي علم آخر. وما ينطبق على الرياضيات، هنا، ينطبق على باقي العلوم كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا...فكلها تحولت من شكل بدائي: وإن كانت له نفس مواضيع اشتغال العلوم الحالية، إلا أنه كان يفتقر للوسائل المنهجية، وكان يحتاج للتراكم الكمي الذي استلزم تحقيقه عدة قرون، حتى تبلورت قوانين التفكير المنطقي، بفضل أعمال الفلاسفة وعلماء الرياضيات بداية بأريسطو وأقليدس. وقد تعززت المعارف الإنسانية في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب وغيرها قدماً، في العصرين القديم والوسيط، وبرز علماء كبار نذكر منهم أرخميدس وابن الهيثم وغاليلي وكوبرنيك، حاول كل منهم استقصاء المعلومات والحقائق، وصياغة القوانين التي تحكم مختلف الظواهر التي استرعت اهتمامهم، والتي همت: قوانين الحركة وخاصيات الضوء والمادة وتفاعلاتها... غير أن "العلم" كما نعرفه اليوم، وكما سنوضح لاحقا، لم يظهر إلا في القرنين السابع والثامن عشر، نتيجة إعادة اكتشاف أوروبا لأعمال أريسطو، واطلاعها على إسهامات العلماء والفلاسفة المسلمين (الخوارزمي-ابن رشد..)، والطفرة التي عرفتها الرياضيات والفيزياء بعد ذلك، بفضل أعمال ديكارت خصوصا؛ حين أسس لفيزياء تعتمد على القوة المنطقية للاستدلال الرياضي من خلال أعماله في البصريات، ووضع اللبنة الأولى للمنهج العلمي من خلال أعماله الفلسفية، حيث يعد الأب المؤسس للعقلانية، رافضا بذلك منهج علم الكلام لدى المسيحيين scholastique، والذي كان كما هو الشأن لدى المسلمين، محاولة للتوفيق بين النتائج التي يقود لها العقل والتفكير المنطقي وبين العقيدة المسيحية. ولقد تسارعت وثيرة الاكتشافات العلمية في عهد الأنوار واستمرت على ذات الوثيرة إلى أن صار بإمكاننا اليوم تبين عناصر المنهج العلمي، ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679322
الحوار المتمدن
جواد بولكيد - علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث (2)
جواد بولكيد : علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث 3
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد من خلال الجزأين السابقين، حاولنا عرض المنظورين: الإسلامي ثم الكوني للعلم، ولقد رأينا أن مصطلح العلم، انتشر في العالم الإسلامي للدلالة خصوصا على العلوم الشرعية بكل فروعها. ورغم أن العلوم الطبيعية بدورها قد عرفت ازدهارا كبيرا في ظل الخلافة العباسية وفي الأندلس وغيرهما من الدول الإسلامية، وساهمت بجانب الفلسفة اليونانية، في ظهور تيارات عقلانية في سياق النقاشات الفلسفية التي شغلت علماء الكلام، إلا أن هذه التيارات غالبا ما كانت تحاصر وتحارب لكونها تهدد الثوابت العقائدية، وتشكك بالتالي في الإيديولوجية المهيمنة على المستوى السياسي، في حين أن قلة من الحكام المسلمين، شجعوا هذا النمط من التفكير، أبرزهم الخليفة العباسي: المأمون. فأصبحت بذلك صفة العالم مرتبطة بالفقيه المتضلع في الدين. ولقد ظهرت فروع متعددة من "العلوم" الشرعية، غايتها فهم الدين وشرائعه وعقائده، تتبع في ذلك خطوات محددة وشروطا صارمة يمكن اعتبارها "منهجا علميا" خاصا بالعلوم الشرعية الإسلامية. وهي النظرة التي ترسخت بفضل المدارس والجامعات الدينية والتي شكلت مقابلا حقيقيا للمجتمع العلمي في ذلك السياق. بالمقابل عرفت أوروبا في فترة لاحقة، وضعا ثقافيا شبيها بوضعية العالم الإسلامي السالفة الذكر، غير أن اختلاف الظروف السياسية والاجتماعية، ونضج الشروط الموضوعية، سمحتا هذه المرة للعقلانية وللفكر المنطقي بالانتصار على الفكر اللاهوتي والفلسفات الميتافيزيقية، الشيء الذي مكن الإنسانية من تحقيق الطفرة اللازمة لبناء منهج تفكير منطقي وناجح وفعال، يسمح ببناء نماذج ونظريات قادرة على تفسير العالم المحيط بنا، وبتحديد القوانين المسيرة للكون وللطبيعة والإنسان، ويؤثر بشكل ملموس ومباشر على الحياة اليومية لكل كائن بشري. وقد تشكل هذا المنهج نظريا وعمليا بفضل إسهامات مختلف الحضارات الإنسانية. وتبلورت واتضحت معالمه بفضل النقاشات الأكاديمية التي عرفها المجتمع العلمي الأوروبي، في مرحلة أولى، قبل أن يصبح منهجا كونيا، يلاقي القبول في كل الأوساط العلمية في العالم، وهو القبول الذي فرضته كما سبقت الإشارة: نجاعة وفاعلية هذا المنهج على المستوى العملي؛ فبفضل العلم الحديث قضينا على كثير من الأوبئة وصنعنا كثيرا من الآلات وطورنا الفلاحة والصناعة واستكشفنا الفضاء وأنرنا ظلام الليل. بناءا على ما سبق، يمكن القول بأن كلا من العلوم الشرعية والعلوم الحديثة، تعتمد على مناهج صارمة يجب احترامها في كل دراسة أو بحث مهما كان موضوعه وحقله المعرفي، غير أن الذي يمنح العلم الحديث صبغته الكونية وما يجعل من احترام المنهج العلمي شرطا لازما في كل عمل يتوخى بلوغ الحقيقة العلمية، هي فاعليته وإسهامه في كل مناحي التطور التكنولوجي والمعلوماتي والطبي..الذي نعيشه، وكونه لا يحتمل التناقض في بنائه المنطقي، ويسمح بإعادة إنتاج المعرفة العلمية والتحقق منها بشكل لامنتهي. فهل يمكن إذن مساواة المنهج المتبع في العلوم الشرعية بالمنهج العلمي في فهمه الكوني؟ لكي نجيب على هذا التساؤل، سنحاول فيما يلي مساءلة المنهج المتبع في علم الحديث، أحد أبرز العلوم الشرعية الإسلامية، بالنظر إلى أنه "العلم" المنوط بالحفاظ على الأحاديث النبوية وتنقيتها من الشوائب والأقوال "المفتراة" على نبي الإسلام. ولقد حظي هذا العلم باهتمام المسلمين منذ وفاة الرسول، حيث ظهر ما يسمى بعلم الرواية، ثم ظهر بعده علم الدراية، بعد وفاة صحابة النبي والخوف من ضياع الأحاديث واختلاط صحيحها بضعيفها. ووضع علماء الحديث لهذا الهدف، مجموعة من القواعد والضوابط التي ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679438
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولكيد من خلال الجزأين السابقين، حاولنا عرض المنظورين: الإسلامي ثم الكوني للعلم، ولقد رأينا أن مصطلح العلم، انتشر في العالم الإسلامي للدلالة خصوصا على العلوم الشرعية بكل فروعها. ورغم أن العلوم الطبيعية بدورها قد عرفت ازدهارا كبيرا في ظل الخلافة العباسية وفي الأندلس وغيرهما من الدول الإسلامية، وساهمت بجانب الفلسفة اليونانية، في ظهور تيارات عقلانية في سياق النقاشات الفلسفية التي شغلت علماء الكلام، إلا أن هذه التيارات غالبا ما كانت تحاصر وتحارب لكونها تهدد الثوابت العقائدية، وتشكك بالتالي في الإيديولوجية المهيمنة على المستوى السياسي، في حين أن قلة من الحكام المسلمين، شجعوا هذا النمط من التفكير، أبرزهم الخليفة العباسي: المأمون. فأصبحت بذلك صفة العالم مرتبطة بالفقيه المتضلع في الدين. ولقد ظهرت فروع متعددة من "العلوم" الشرعية، غايتها فهم الدين وشرائعه وعقائده، تتبع في ذلك خطوات محددة وشروطا صارمة يمكن اعتبارها "منهجا علميا" خاصا بالعلوم الشرعية الإسلامية. وهي النظرة التي ترسخت بفضل المدارس والجامعات الدينية والتي شكلت مقابلا حقيقيا للمجتمع العلمي في ذلك السياق. بالمقابل عرفت أوروبا في فترة لاحقة، وضعا ثقافيا شبيها بوضعية العالم الإسلامي السالفة الذكر، غير أن اختلاف الظروف السياسية والاجتماعية، ونضج الشروط الموضوعية، سمحتا هذه المرة للعقلانية وللفكر المنطقي بالانتصار على الفكر اللاهوتي والفلسفات الميتافيزيقية، الشيء الذي مكن الإنسانية من تحقيق الطفرة اللازمة لبناء منهج تفكير منطقي وناجح وفعال، يسمح ببناء نماذج ونظريات قادرة على تفسير العالم المحيط بنا، وبتحديد القوانين المسيرة للكون وللطبيعة والإنسان، ويؤثر بشكل ملموس ومباشر على الحياة اليومية لكل كائن بشري. وقد تشكل هذا المنهج نظريا وعمليا بفضل إسهامات مختلف الحضارات الإنسانية. وتبلورت واتضحت معالمه بفضل النقاشات الأكاديمية التي عرفها المجتمع العلمي الأوروبي، في مرحلة أولى، قبل أن يصبح منهجا كونيا، يلاقي القبول في كل الأوساط العلمية في العالم، وهو القبول الذي فرضته كما سبقت الإشارة: نجاعة وفاعلية هذا المنهج على المستوى العملي؛ فبفضل العلم الحديث قضينا على كثير من الأوبئة وصنعنا كثيرا من الآلات وطورنا الفلاحة والصناعة واستكشفنا الفضاء وأنرنا ظلام الليل. بناءا على ما سبق، يمكن القول بأن كلا من العلوم الشرعية والعلوم الحديثة، تعتمد على مناهج صارمة يجب احترامها في كل دراسة أو بحث مهما كان موضوعه وحقله المعرفي، غير أن الذي يمنح العلم الحديث صبغته الكونية وما يجعل من احترام المنهج العلمي شرطا لازما في كل عمل يتوخى بلوغ الحقيقة العلمية، هي فاعليته وإسهامه في كل مناحي التطور التكنولوجي والمعلوماتي والطبي..الذي نعيشه، وكونه لا يحتمل التناقض في بنائه المنطقي، ويسمح بإعادة إنتاج المعرفة العلمية والتحقق منها بشكل لامنتهي. فهل يمكن إذن مساواة المنهج المتبع في العلوم الشرعية بالمنهج العلمي في فهمه الكوني؟ لكي نجيب على هذا التساؤل، سنحاول فيما يلي مساءلة المنهج المتبع في علم الحديث، أحد أبرز العلوم الشرعية الإسلامية، بالنظر إلى أنه "العلم" المنوط بالحفاظ على الأحاديث النبوية وتنقيتها من الشوائب والأقوال "المفتراة" على نبي الإسلام. ولقد حظي هذا العلم باهتمام المسلمين منذ وفاة الرسول، حيث ظهر ما يسمى بعلم الرواية، ثم ظهر بعده علم الدراية، بعد وفاة صحابة النبي والخوف من ضياع الأحاديث واختلاط صحيحها بضعيفها. ووضع علماء الحديث لهذا الهدف، مجموعة من القواعد والضوابط التي ......
#علوم
#الفقه
#والحديث
#ميزان
#العلم
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679438
الحوار المتمدن
جواد بولكيد - علوم الفقه والحديث في ميزان العلم الحديث (3)