سعيد هادف : في سياق الاحتفال بعامنا المغاربي
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف في عصرنا، عصر العولمة الذي دشنت خلاله الأمم اتحادها في منظمة حملت اسم "الأمم المتحدة"، وتفرعت عنها هيئات أممية أخرى انخرطت فيها الأمم وشرعت في التمرن على الانتماء المتعدد الذي لا يفسد للود قضية، فانتمت إلى المشترك الأممي من جهة وبقيت مخلصة إلى ما هو محلي من جهة ثانية؛ في هذا العصر اتسعت العولمة لتشمل كل فضاءات الحياة البشرية في إيقاعها اليومي كوحدة الزمن والقياس والوزن والكيل..، وحقوق الإنسان والقوانين الأممية ولغة المرور وما شابه. في هذا السياق اندمجت كل الأمم في التقويم الغربي المنحدر بدوره من تجارب بشرية تفاعلت عبر العصور وعبر الجغرافيات، من حيث أن هذا التقويم العالمي ليس سوى خلاصة انتهى إليها البشر عبر سلسلة من التجارب. وهناك دعوة إلى تعديل هذا التقويم من حيث عدد الشهور، واعتماد ثلاثة عشر شهرا بدل اثنتي عشر شهرا، وتوزيع عدد أيام العام بالتساوي على الشهور، كل شهر يتشكل من أربعة أسابيع (ما يعادل 28 يوما)، ويبدأ كل شهر بيوم الأحد وينتهي بيوم السبت (هذا الاجتهاد ليس جديدا، ومع ذلك مازال قيد اهتمام عدد من المتخصصين، انظر كتاب "عجائب وغرائب التقاويم وتقويم المستقبل").لا علينا...، نحتفل بعامنا المغاربي، الموافق ليوم 12 يناير. هناك من يسميه بالعام الأمازيغي وهناك من يسميه بالعام الفلاحي، وهناك من يربطه بشيشناق الليبي أحد ملوك الأقباط وهناك من يعتبر الأمر مجرد أسطورة. لا تهم هذه الخلافات والملاسنات التي غالبا ما أستمتع بها لما تحمله من فرجة تختلط فيها الملهاة بالمأساة (الملهاة والمأساة هنا بمعناهما الإيجابي، أي بمعناهما الدرامي الفني). وشخصيا لا أؤمن بتصنيف المغاربيين إلى عرب وأمازيغ، فليس هناك أي جهة أو قبيلة تحمل اسم "العرب" أو "الأمازيغ"، وليس هناك مجال ترابي مخصوص للعرب وآخر للأمازيغ كما هو حال الأكراد مع العرب والفرس والأتراك، وبالتالي فإن تصنيف المغاربيين إلى عرب وأمازيغ تصنيف تعسفي وغير واقعي. هناك مغاربيون لأن هناك منطقة تسمى المنطقة المغاربية، هناك ليبيون لأن هناك دولة ليبية وقس على ذلك في باقي البلدان المغاربية، وهناك ريفيون لأن هناك منطقة الريف وهناك نايليون لأن هاك أولاد نايل، وهناك ميزابيون ، سواسة، قبايل، توارق، شاوية، التبو، جبالة، حميان، حسانيون ..... إلخ؛ وهذه الجماعات البشرية انحدرت من أصول أمازيغية وعربية وأصول أخرى، وهي تحتفظ اليوم بثقافاتها المتنوعة ولاسيما الأمازيغية والعربية الإسلامية، وامتزجت تلك الثقافات وانصهرت في ثقافة واحدة هي ما يمكن أن نسميه بالثقافة المغاربية.انفتحت طفولتي على هذا الاحتفال قبل أن يصبح موضوع جدل بين التيارات الهوياتية، وقبل أن تهتم الجامعة والإعلام بثقافتنا الشعبية.في جهتنا (الغرب الجزائري) كنا ومازلنا نحتفل بهذا اليوم، لم نكن ننسبه لا إلى الأمازيغ ولا إلى العرب، لسبب بسيط هو أننا كنا نحتفل به بوصفه يومنا نحن وانتهى الأمر، كما كنا نحتفل بعيد الفطر والمولد النبوي وأعياد أخرى، الفرق هو أن المولد النبوي، مثلا، وعيد الفطر كانا ضمن مقررات المدرسة وبرامج الإعلام. ويبدو أن مهمة المدرسة والإعلام في الدول الفاشلة كانت ومازالت مهمة تفتقر إلى النضج والرشاد، حيث كلما تبنوا شيئا من أشيائنا الجميلة إلا وأفسدوه وجعلوا منه عامل كراهية وصراع بعد أن كان، على المستوى الشعبي، عامل محبة وتضامن. وقد بات ملحا أن يتوقف الإعلام والمدرسة عن التوظيف الأيديولوجي والعنصري لأيامنا القومية والدينية، وأن تبقى تلك الأيام مواعيد لنشر مظاهر الفرح ومشاعر التضامن بعيدا عن خطاب الكراهية والتبجح.في سياق ......
#سياق
#الاحتفال
#بعامنا
#المغاربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743651
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف في عصرنا، عصر العولمة الذي دشنت خلاله الأمم اتحادها في منظمة حملت اسم "الأمم المتحدة"، وتفرعت عنها هيئات أممية أخرى انخرطت فيها الأمم وشرعت في التمرن على الانتماء المتعدد الذي لا يفسد للود قضية، فانتمت إلى المشترك الأممي من جهة وبقيت مخلصة إلى ما هو محلي من جهة ثانية؛ في هذا العصر اتسعت العولمة لتشمل كل فضاءات الحياة البشرية في إيقاعها اليومي كوحدة الزمن والقياس والوزن والكيل..، وحقوق الإنسان والقوانين الأممية ولغة المرور وما شابه. في هذا السياق اندمجت كل الأمم في التقويم الغربي المنحدر بدوره من تجارب بشرية تفاعلت عبر العصور وعبر الجغرافيات، من حيث أن هذا التقويم العالمي ليس سوى خلاصة انتهى إليها البشر عبر سلسلة من التجارب. وهناك دعوة إلى تعديل هذا التقويم من حيث عدد الشهور، واعتماد ثلاثة عشر شهرا بدل اثنتي عشر شهرا، وتوزيع عدد أيام العام بالتساوي على الشهور، كل شهر يتشكل من أربعة أسابيع (ما يعادل 28 يوما)، ويبدأ كل شهر بيوم الأحد وينتهي بيوم السبت (هذا الاجتهاد ليس جديدا، ومع ذلك مازال قيد اهتمام عدد من المتخصصين، انظر كتاب "عجائب وغرائب التقاويم وتقويم المستقبل").لا علينا...، نحتفل بعامنا المغاربي، الموافق ليوم 12 يناير. هناك من يسميه بالعام الأمازيغي وهناك من يسميه بالعام الفلاحي، وهناك من يربطه بشيشناق الليبي أحد ملوك الأقباط وهناك من يعتبر الأمر مجرد أسطورة. لا تهم هذه الخلافات والملاسنات التي غالبا ما أستمتع بها لما تحمله من فرجة تختلط فيها الملهاة بالمأساة (الملهاة والمأساة هنا بمعناهما الإيجابي، أي بمعناهما الدرامي الفني). وشخصيا لا أؤمن بتصنيف المغاربيين إلى عرب وأمازيغ، فليس هناك أي جهة أو قبيلة تحمل اسم "العرب" أو "الأمازيغ"، وليس هناك مجال ترابي مخصوص للعرب وآخر للأمازيغ كما هو حال الأكراد مع العرب والفرس والأتراك، وبالتالي فإن تصنيف المغاربيين إلى عرب وأمازيغ تصنيف تعسفي وغير واقعي. هناك مغاربيون لأن هناك منطقة تسمى المنطقة المغاربية، هناك ليبيون لأن هناك دولة ليبية وقس على ذلك في باقي البلدان المغاربية، وهناك ريفيون لأن هناك منطقة الريف وهناك نايليون لأن هاك أولاد نايل، وهناك ميزابيون ، سواسة، قبايل، توارق، شاوية، التبو، جبالة، حميان، حسانيون ..... إلخ؛ وهذه الجماعات البشرية انحدرت من أصول أمازيغية وعربية وأصول أخرى، وهي تحتفظ اليوم بثقافاتها المتنوعة ولاسيما الأمازيغية والعربية الإسلامية، وامتزجت تلك الثقافات وانصهرت في ثقافة واحدة هي ما يمكن أن نسميه بالثقافة المغاربية.انفتحت طفولتي على هذا الاحتفال قبل أن يصبح موضوع جدل بين التيارات الهوياتية، وقبل أن تهتم الجامعة والإعلام بثقافتنا الشعبية.في جهتنا (الغرب الجزائري) كنا ومازلنا نحتفل بهذا اليوم، لم نكن ننسبه لا إلى الأمازيغ ولا إلى العرب، لسبب بسيط هو أننا كنا نحتفل به بوصفه يومنا نحن وانتهى الأمر، كما كنا نحتفل بعيد الفطر والمولد النبوي وأعياد أخرى، الفرق هو أن المولد النبوي، مثلا، وعيد الفطر كانا ضمن مقررات المدرسة وبرامج الإعلام. ويبدو أن مهمة المدرسة والإعلام في الدول الفاشلة كانت ومازالت مهمة تفتقر إلى النضج والرشاد، حيث كلما تبنوا شيئا من أشيائنا الجميلة إلا وأفسدوه وجعلوا منه عامل كراهية وصراع بعد أن كان، على المستوى الشعبي، عامل محبة وتضامن. وقد بات ملحا أن يتوقف الإعلام والمدرسة عن التوظيف الأيديولوجي والعنصري لأيامنا القومية والدينية، وأن تبقى تلك الأيام مواعيد لنشر مظاهر الفرح ومشاعر التضامن بعيدا عن خطاب الكراهية والتبجح.في سياق ......
#سياق
#الاحتفال
#بعامنا
#المغاربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743651
الحوار المتمدن
سعيد هادف - في سياق الاحتفال بعامنا المغاربي