آرمانج أمين : كيف يفقد الإنسان ذاته ؟
#الحوار_المتمدن
#آرمانج_أمين الإنسان هو الكائن الذي يفـكر ويدرك ذاته خلافاً عن بقية المخلوقات التي تشاركه الحياة وهذا لا شك فيه ، ولكي يتميز عن البقية بموجب امتلاكه العقل والفكر والإنسانية، ولكن هل يفقد الإنسان خصوصيته وتميزه بالفعل؟! وإن فقدها فما هي الأسباب، ولماذا يمتلك خاصية افتقادها، وكيف يخسرها ؟ كـل تلك الأسئلة يجاوبنا عليها ممدوح عـدوان في كتابه "حـيونة الإنسان" قد يكون العنوان غريباً للقراء من الوهلة الأولى، إذ كـيف يصبح الإنسان حيواناً..! ، أليس في هذا تذليلاً بحق سموه وتعاليه؟ ما أن ندخل في مضمون حتى نكاد نتفق مع عدوان في إطلاقه لهكذا عنوان، بل ربما نجد أن اللغة فقيرة في إيجاد كلمة تليق بالإنسان الشرير، ذاك الكائن الوحشي الذي لا يتوانى عن أستحداث أساليب متطورة في تعذيب وتذليل أخيه الإنسان. في هذا الكتاب يستعرض سلسلة من المشاهدات والاساليب القمعية التي تعرض لها الإنسان في تاريخه الطويل، على يد السلطات الدينية والسياسية والاجتماعية. أساليبٌ استخدمت لتغريب الإنسان عن ذاته، وتصيره على غير حقيقته، حد تحوله إلى حيوان مروّض، وبالأخص عصرنا الحديث الموبوء بالحروب، إذ يقول عدوان:"المسألة إني أرى أن عالم القمع، المنظم منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر لا يصلح للإنسان ولا لنمو إنسانيته، بل هو عالم يعمل على حيونة الإنسان، أي تحويله إلى حيوان." بهذه الكلمات يبدء الأديب الباحث في شرح آثار التعذيب الممنهج على سيكولوجية الإنسان، إلى تحوله إلى حيوان مجرد من سماته الإنسـانية. مبحراً بـ دراسته البحثية عن سبب الذي جعل الإنسـان يرتكب المجازر بحق أبناء نسله بلغة أدبية جميلة، وممتعة، يستشهد فيها، ما ورد عن أدب السجون، في سبعة عشر فصلاً منوعاً داخل 285 صفحة.يوصف عدوان حالة الإنسان الأعزل الذي لا يملك حق المحاماة عن نفسه، وما يتعرض له من الضرب، والتنكيل والإبادة، وما يدور في مخيلة القامع والمقموع، كما إنه يتسأل أنحن جلادون؟ وهو يقصد بذلك معشر المشاهدين الذين يستمتعون بمشاهد العنف والقسوة في السينما والأدب والتلفزيون. إذ يجد أن الإنسان المعاصر قد فاق سلفه القديم بتعلقه بالقسوة والسادية، ويقارن بين ساحات المصارعة للرومان قديماً، ومشاهد أفلام الرعب الهيوليودية حالياً. تلك المشاهد التي تعمق شراستها وقسوة الاحداث فيها، شهوة الاستمتاع والتلذذ عند الرائي .يذهب عدوان إلى وصف الوحش الذي نصعنه في دواخلنا، فيتشبث بوجداننا، ويمنع إيقاظ ضمائرنا، ونحن نمارس طقوس التعذيب، كما إنه يجعل الضحية طرفاً مسؤولاً في بلورة وإيقاظ الشعور العدواني لدى المُعذبيين ، فتلك الضحية هي التى تنازلت عن حقوقها وأمتيازاتها ولم تملك كاريزما الدفاعية عن نفسها اي إنّهم ببساطة يسيئون في استخدام مسؤوليتهم في مواجهة المصائب والبلاءات ، فيقودون أنفسهم إلى التهلكة. ويرى أن الضحية قد تصبح بنفسها ديكتاتوراً، إذ ما أستلمت زمام القـيادة، وتسعى إلى الإنتقام من ماضيهِا الذي يقض مضجعها. "مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئاً سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته"لو راجعنا ما آل إليه حال الإنسان في السنوات الأخيرة، سنتكهن بأن هذا الكتاب كتب مؤخراً، وليس منشوراً قبل الحروب والصراعات الآنية بسنوات، وكأن عدوان يعيش تراجيديا الأحداث التي شهدتها ثورات الربيع العربي. إذ قد تصبح الضحية ديكتاتوراً. وهذا ما لاحظناه في البلدان ......
#يفقد
#الإنسان
#ذاته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675992
#الحوار_المتمدن
#آرمانج_أمين الإنسان هو الكائن الذي يفـكر ويدرك ذاته خلافاً عن بقية المخلوقات التي تشاركه الحياة وهذا لا شك فيه ، ولكي يتميز عن البقية بموجب امتلاكه العقل والفكر والإنسانية، ولكن هل يفقد الإنسان خصوصيته وتميزه بالفعل؟! وإن فقدها فما هي الأسباب، ولماذا يمتلك خاصية افتقادها، وكيف يخسرها ؟ كـل تلك الأسئلة يجاوبنا عليها ممدوح عـدوان في كتابه "حـيونة الإنسان" قد يكون العنوان غريباً للقراء من الوهلة الأولى، إذ كـيف يصبح الإنسان حيواناً..! ، أليس في هذا تذليلاً بحق سموه وتعاليه؟ ما أن ندخل في مضمون حتى نكاد نتفق مع عدوان في إطلاقه لهكذا عنوان، بل ربما نجد أن اللغة فقيرة في إيجاد كلمة تليق بالإنسان الشرير، ذاك الكائن الوحشي الذي لا يتوانى عن أستحداث أساليب متطورة في تعذيب وتذليل أخيه الإنسان. في هذا الكتاب يستعرض سلسلة من المشاهدات والاساليب القمعية التي تعرض لها الإنسان في تاريخه الطويل، على يد السلطات الدينية والسياسية والاجتماعية. أساليبٌ استخدمت لتغريب الإنسان عن ذاته، وتصيره على غير حقيقته، حد تحوله إلى حيوان مروّض، وبالأخص عصرنا الحديث الموبوء بالحروب، إذ يقول عدوان:"المسألة إني أرى أن عالم القمع، المنظم منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر لا يصلح للإنسان ولا لنمو إنسانيته، بل هو عالم يعمل على حيونة الإنسان، أي تحويله إلى حيوان." بهذه الكلمات يبدء الأديب الباحث في شرح آثار التعذيب الممنهج على سيكولوجية الإنسان، إلى تحوله إلى حيوان مجرد من سماته الإنسـانية. مبحراً بـ دراسته البحثية عن سبب الذي جعل الإنسـان يرتكب المجازر بحق أبناء نسله بلغة أدبية جميلة، وممتعة، يستشهد فيها، ما ورد عن أدب السجون، في سبعة عشر فصلاً منوعاً داخل 285 صفحة.يوصف عدوان حالة الإنسان الأعزل الذي لا يملك حق المحاماة عن نفسه، وما يتعرض له من الضرب، والتنكيل والإبادة، وما يدور في مخيلة القامع والمقموع، كما إنه يتسأل أنحن جلادون؟ وهو يقصد بذلك معشر المشاهدين الذين يستمتعون بمشاهد العنف والقسوة في السينما والأدب والتلفزيون. إذ يجد أن الإنسان المعاصر قد فاق سلفه القديم بتعلقه بالقسوة والسادية، ويقارن بين ساحات المصارعة للرومان قديماً، ومشاهد أفلام الرعب الهيوليودية حالياً. تلك المشاهد التي تعمق شراستها وقسوة الاحداث فيها، شهوة الاستمتاع والتلذذ عند الرائي .يذهب عدوان إلى وصف الوحش الذي نصعنه في دواخلنا، فيتشبث بوجداننا، ويمنع إيقاظ ضمائرنا، ونحن نمارس طقوس التعذيب، كما إنه يجعل الضحية طرفاً مسؤولاً في بلورة وإيقاظ الشعور العدواني لدى المُعذبيين ، فتلك الضحية هي التى تنازلت عن حقوقها وأمتيازاتها ولم تملك كاريزما الدفاعية عن نفسها اي إنّهم ببساطة يسيئون في استخدام مسؤوليتهم في مواجهة المصائب والبلاءات ، فيقودون أنفسهم إلى التهلكة. ويرى أن الضحية قد تصبح بنفسها ديكتاتوراً، إذ ما أستلمت زمام القـيادة، وتسعى إلى الإنتقام من ماضيهِا الذي يقض مضجعها. "مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئاً سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته"لو راجعنا ما آل إليه حال الإنسان في السنوات الأخيرة، سنتكهن بأن هذا الكتاب كتب مؤخراً، وليس منشوراً قبل الحروب والصراعات الآنية بسنوات، وكأن عدوان يعيش تراجيديا الأحداث التي شهدتها ثورات الربيع العربي. إذ قد تصبح الضحية ديكتاتوراً. وهذا ما لاحظناه في البلدان ......
#يفقد
#الإنسان
#ذاته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675992
الحوار المتمدن
آرمانج أمين - كيف يفقد الإنسان ذاته ؟!