الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد دسوقى مرسى : كانت اياما جميلة قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#احمد_دسوقى_مرسى يا رب ...انها نفس الطريق الطويلة التى طالما سرت عليها فى الماضى البعيد . لم تتغير كثيرا . لا اكاد اصدق نفسى ... ها هى ذى البيوت عن يسارى لم تفقد رواءها القديم كثيـــــرا ، و هذا هو " الرياح التوفيقى " عن يمينى لا زال يتدفق بمائه بين ضفتيه الضيقتين ، طيبا حنونا كما عهدته قبلا ، ثم لا أرى بعد ذلك جديدا سوى تلك الاكشاك الخشبية الغريبة التى بنيت على الجانبين كالحشائش الشيطانية ، تخز أعين السائرين كالقذى ...على اية حال لا بأس بها مع ذلك رغم منظرها الفقير الكئيب ، فهى قليلة و متناثرة و ليس فى مقدورها حجب النهر الجميل عنى قلت له ملاحظاً و الفرحة السكرى تعربد فى قلبى : - لا زال " الرياح " كما تركته ، طويلاً ، وديعاً ، ضيقاً ، فياضاً بالماء كما كان . اكاد احس ان كل شىء احتفظ بنفسه حتى اعود اليه و اراك مرة اخرى نظر الى متعجبا ، تضاحك مسرورا . زعق بصوته ساخرا :- يا ســـــــلام ....ذاك قول شاعر ، شفه الوجد و الحنين . و لكنك اخطأت يا سيدى الشاعر تمام الخطأ - و فيم اخطأت ؟- يا صاح ...كان يجب عليك ان تلاحظ " انك لا تنزل الى نفس الماء فى النهر مرتين " اضحكنى قوله ، و تذكرت طريقته المفحمة فى الحوار قلت اغيظه فى مداعبة : - ارايت ....حتى طريقتك فى الحوار لم تزل – اقسم لك – كما كانت .... لم تتغير . ثم انحدارنا قليلا الى اليمين كان كوبرى المشاة الصغير مزدحما بالسيارات و الــــدراجات و عربات الكارو و خلق كثيرون يعبرون عليه بلا انقطاع - ياه .....نفس الازدحام القديم عند نهايته ....رايت كشك المرور القديم ، لا زال عن يساره قابعاً . تطلعت اليه مشغوفاً كأثر عزيز قديم و حملتنا الاقدام نحو اليسار الى الطريق الزراعى الطويل . اخذت نفساً طويلا كأنى استاف عبير الماضى كله و حملتنى الذاكرة تطير بى الى سنين بعيدة كانت عنى قد تولت ....أحسست فجاة و كانى سرت على هذه الطريق بالامس فقط . قلت له وحنينى الى كل الاشياء يتوهج فى اعماقى كجذوة .- سرنا على هذه الطريق مئات المرات ....أتذكر ؟- طبعاً و تهادت خطواته و كأنه يستمتع بمشهد الماضى البعيد يتراىء امامه مثلى ... استطردت و قلبى يخفق بالحـــب و الحنين - عندما عدت هنا – صدقنى – كانى عدت و الله الى الصبا و الشباب ....الا تحس بذلك مثلى ؟هز راسه محزونا . وضع يديه خلف ظهره - أتريد الصدق ؟ابتسمت . شعرت انه بدأ يناكفنى كعادته التى احفظها عنه منذ أيام الصبا - نعم - انا من ناحيتى ....لا احس بأى روعة لاى شىء هنا ...هذه هى حقيقة شعورى ان اردت ان تعرف ثم رزح صمت ثقيل بيننا كالنكبة . نفخت فى حسرة كلماته اسقطت فى قلبى قطرة حزن اسود . قلت فى نفسى ليته ما نطق ...استمر فى كلماته بعد هنيهة كأنه يركل نشوتى بصراحته الحجرية . ! - لا تغضب من الحقيقة ...سأحاول اقناعك الان ...أنت تحس بالحنين لكل شىء هنا لانك انقطعت عن زيارة المدينة سنين طويلة . صح- ربما ....كلامك معقول مع ذلك - طيب ....هناك شىء اخر ....اود ان تذكره و تعيه لقد عشت كل شبابك فى هذه المدينة ...هل احسست يومها و انت تعيش فيها بثقل كل هذا الحنين ؟تطلعت اليه ساكتا و طيور الاسى تحلق فوقى ....استمر يدوس بكلماته الصاخبة كل حنينى و اشتياقى - مطلقا لم تحس ، و لطالما شكوت لى من الملل الفتاك و حياتك تمضى هنا رتيبة بلا تجديد ....اتذكر ؟ ....و كم تمنيت ان ترحل الى البعيد عن هذه البلدة التى انت الان تحترق فيها باللوعة و الاشتياق - كل ما قلته هو الصح بعينه و لا انكره ابدا و ابتلعت ريقى كغصة ....كا ......
#كانت
#اياما
#جميلة
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706823