الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ناهد بدوية : مكان النازح - مكان لا يمكن أن يملأه أحد
#الحوار_المتمدن
#ناهد_بدوية غادر عالمنا في اليوم ذاته ثلاثة نازحين نجلاء مخلوف وحاتم علي وبيير كاردان تاركين ثلاثة أماكن ستبقى شاغرة الى الأبد. ثلاثة أماكن تخصهم وحدهم تم بناءها لبنة لينة وكل لبنة ممزوجة بالدموع والألم والعمل الشاق حتى صار لهم مكانهم الخاص الذي لا يمكن أن يملأه أحد غيرهم. لست مع الشاعر جان كوكتو، الذي يقول إن الشعراء لا يموتون وإنما يتظاهرون بالموت. فالشعراء وكل المبدعين والشخصيات الكبيرة يتركون لنا مكانا شاغرا في عالمنا الراهن لا يمكن أن يملأه أحد. والمكان الذي لا يمكن أن يملأه أحد إلا صاحبه، هو المكان الذي بناه هو بنفسه ولم يخلق به بمحض الصدفة. الشاعر والفنان والأشخاص الكبار لم يسجلوا تميزهم إلا بعد مغادرتهم للمكان الآمن المكتمل الذي لا يحتاج الى أحد كي يملأه، الى مكان قلق لا تتوفر فيه شبكات الأمان والاستقرار التي نسجها غيره له في مكان ولادته. مكان الولادة الفعلي والمجازي، وعلاقاته المنسوجة مكان مكتمل لا يحتاج الى أفراد ولا الى بناء دعامات إضافية كي يستقر، ويستطيع المرء أن يعيش فيه بدون قلق، ولكنه لا يضيف عليه شيئا ولا يتأثر لا بحضوره ولا بغيابه. ليس مديحا بالنزوح بل تأكيدا على أهمية عدم الاتكاء والاكتفاء على أمان ومكان لم ننسجه بأيدينا. نزح حاتم علي، الطفل ذو الخمس سنوات، من قرية "فيق" في الجولان السوري عندما احتلتها إسرائيل. لم يترك المكان المستقر الآمن المرسوم له للحياة بإرادته طرد منه طردا. وهو مثل محمود درويش لم يترك له المحتل حتى الحلم بالعودة، فبلدته لم تعد موجودة بعد أن شيدت على أنقاضها مستوطنة "أفيك" الصهيونية. تماما مثل بلدة محمود درويش "البروة" التي لم يبق منها ولا حتى أنقاضها. وهذا ما سبب للاثنين قلقا مضاعفا لم يتناقص مع الزمن، لذلك لم يتناقص ابداعهما أيضا مع الزمن. استمر حاتم علي في بناء مكانه البديل أملا بدواء القلق المستدام. ومن محيطه النازح واللاجئ انطلق يبحث عن الدواء ليس له فحسب، بل كان حاتم علي يحلم بالدواء لنا جميعا، كان يحتفي بكل البشر ويحبهم. كان يحتاج الى مكان وقلب يحتضنه لذلك كان المكان الذي اختاره ليعيش فيه مطمئنا هو قلوبنا ونجح في ذلك. لن أتكلم عن إبداعه وأعماله فلست بناقدة مختصة، ولكني سأتكلم فقط عن الملجأ الذي صنعه لنا وأتاح لنا مكانا نهاجر له في تغريبتنا السورية كلما نهشنا الحنين، مسلسل الفصول الأربعة الذي شاهدناه ملايين المرات في الخارج كما في الداخل، فالغربة عند السوريين لا تقتصر على المغتربين بالخارج فقط. نجلاء مخلوف، أم ياسر عرفت اسمها الجميل نجلاء فقط يوم أمس بعد غيابها يا للأسف، وحزنت عليها أكثر لأننا جميعا نعرفها بأنها أم ياسر ونسينا أنها نجلاء، ربما الكثير منكم لم يسمع عنها ولكن ذلك ليس غريبا، فالمنابر لا تخبرنا دائما عن كل الرائعين في الحياة. وكذلك ليس غريبا أنكم سمعتم بها الآن ذلك لأن بعض البشر يخبرنا بموته ما لم نسمعه منه طوال حياتهم. وربما بما لا يعرفه هو عن ذاته. أم ياسر كانت نازحة أيضا بالمعنى المجازي لأن الاستبداد احتل حياتها وبلدتها وعائلتها وطردها منها بالمعنى المجازي أيضا. أما قلبها فقد كان نازحا فعلا لا مجازا، عاش نازحا 15 عاما. نزح الى دمشق، ليس الى قصر المهاجرين كما نزح أقاربها، بل الى سجن صيدنايا حيث اعتقل بكرها ياسر الذي كان معارضا للنظام الاستبدادي. عندما تعرفت عليها شخصيا عرفت كيف تكونت شخصية ياسر القوية والجريئة والتي تضج بالمرح والحياة وتنشر الطاقة الإيجابية في كل مكان. هو يشبهها وهي التي نحتته من جسدها وقلبها وروحها وحكمتها ومع ذلك نسينا اسمها وتذكرنا ......
#مكان
#النازح
#مكان
#يمكن
#يملأه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704330