الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : هل مكيافيللي يؤمن بالحظ؟
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان في علم التشريح إذا درسنا الانسان من مختلف جوانبه، سوف نستثني ثلاثة اشياء أو قضايا، وسنسقط عنها الفروض، هي: الضمير، العقل، الحظ، وما شاكل، لأن هذه الاسماء الثلاث ليس لها وجود عيني أو فعلي (أي مادي)؛ كالقلب والدماغ والبنكرياس، وهلمَّ جراً. وحينما نسمع أحدهم يقول: إن فلانا لديه حظ، وعلّان ليس لديه حظ، هو يعني: إن الاول ذو الـ "حظ"، قد يمتلك اعتبارات- نفسية وشخصية- ما لا يمتلكها الثاني، وهذه الاعتبارات مبنية على قوة شخصيته، كتعامله الحسن مع الناس، وأنه يمتلك الشطارة، والحذاقة، وبُعد النظر، والخبرة الطويلة في ادارة القضايا التي يديرها، وكذلك الجاذبية، والحنكة، والامانة، والاخلاق الحميدة التي يمتلكها، وطبيعة تركيبته الجسمانية، ورأيه الصائب في اختيار القرارات السليمة. هذه وغيرها من الامور الاخرى الكثيرة التي يمتلكها الانسان الناجح الـ (محظوظ) أو الذي يطلق عليه بعضهم هكذا. بعكس الانسان الثاني الذي يفتقد لهذه القضايا أو يمتلك جزءاً منها، ويفقد الجزء الآخر. فيكون نصيبه، اقل من نصيب الاول. فمثلا التاجر الذي يثق به اغلب الذين يتعاملون معه، من ناحية جودة البضاعة التي يقدمها، أو من حيث السعر المناسب الذي يفرضه عليهم من دون غبن أو غش، فمن المؤكد أنه هو الانسان الناجح ويقولون عنه أنه ذو "حظ"، بعكس الآخر تماماً. إذن، هو ليس الـ "حظ" وانما هذه القضايا التي يمتلكها الاول، ويفتقدها الثاني، هي سر النجاح. اما مفهوم "حظ" فهي عبارة عامية جوفاء. ويرى مكيافيللي أن ثمة اعتقاد شائع بين كثير من الناس بأن الحوادث –جميعها- مقيدة ومربوطة بالحظ، وهي في الوقت نفسه تخضع لإرادة الله!، ولا يمكن تغييرها بأي حال من الاحوال، ومهما سعى الانسان الى تغييرها فأنه سيعجز وستجري، كما اراد الله!. وهذا الرأي، طبعًا مغلوط وبعيد عن الواقع، لأن العديد من الامور والقضايا هي تعود- بلا شك- الى إرادة الانسان، وليس لله فيها تدخل مباشر أو غير مباشر، فمثلا: اذا قرر انسان أن ينتحر ثم نفذ قراره، فهل يعني أن الله أوحى له ذلك؟!. قطعًا: لا. والامثلة حول الموضوع كثيرة جداً. يقول مكيافيللي:" وإنني إذا فكرت في بعض تلك الحوادث أراني أميل إلى القول بهذا الرأي أيضًا، ومع هذا فإن إرادتنا لا ينبغي أن تطفأ جذوتها، فإنني أعتقد أن الحظ يدير نصف أعمالنا، وأنه يترك لنا النصف الآخر أو أقل منه لندبره بأنفسنا، وإني أشبه الحظ بالنهر، فإذا هاج أغرق الوديان واقتلع الأشجار وهدم الديار فيفر من وجهه كل إنسان ويخضع له كل شيء، فإذا هدأ هذا النهر أمكن للبشر أن يتقوا هياجه فيقيمون السدود والجسور فإذا هاج فإما ينصرف هياجه مصارف أخرى، وإما لا تكون عاقبته شديدة". واعتقد أن مكيافيللي ليس هذا رأيه الحقيقي الذي يقر به، فهذا المُعلن لكن الباطن هو المخفي. لأن الرجل سياسي ومنظّر وفيلسوف، ومن عشاق السلطة وكتابه "الامير" كتبه بالخصوص للتقرب به للساسة، والكتاب عبارة عن توصيات وخطط وبرامج وضعها كي يقتفي اثرها ارباب السلطة والمناصب، لذلك فاغلب رجال الدولة اخذوا بهذه التوصيات وطبقوها على ارض الواقع، بينما اكثر هذه التعاليم تجهض حق المواطن. وقد التمس العذر لمكيافيللي، فهو قد يفسّر مفهوم الـ "حظ" بغير المعنى الذي يتبادر الى اذهاننا اليوم. فالرجل ليس بهذه السذاجة، وهو مفكر وفيلسوف سياسي ذو نظر ثاقب. ثم يضرب مكيافيللي نموذج بالدول التي تمتلك نصيبا من الحظ، والتي ليس لها حظ، مثل ايطاليا:" وإذا نظرت إلى إيطاليا التي كانت ميدانًا لحوادث الحظِّ تراها بلا مانع ولا سدٍّ، فلو أنها كانت محمية كفرنسا وألمانيا وإسب ......
#مكيافيللي
#يؤمن
#بالحظ؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675434