الكبير الداديسي : -وفاء الحمار-: مقطع من رواية انتقام يناير
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي ، كنت أشعر بأني سأفقدك يوما، لكن ليس بهذه السرعة... بليدة أنا كان خوفي يدفعني لأمنعك من أشياء تحبينها... كم مرة منعتك من ركوب الحمار أنا التي قضيت مدة ليست بالقليلة من طفولتي على ظهر الحمار الأزرق في وقت كان الحمار أساس الوجود: فلا ماء ولا أكل ولا تعمير بل ولا حياة.... دون الحمار: منابع المياه بعيدة، السوق أبعد... كان الحمار معلمي الثاني بعد الأب... وتفوق على كافة المعلمين في إفهامي معنى وقواعد التوازن... فهو من علمني كيفية التحكم في كتلة الجسد وربط الكتـلة بالسرعة، وكيفية الحفاظ على توازن كفتي (الشواري) في كل حمل... لو كان الجزاء والعقاب بحسب العمل لسبق حمارنا الأزرق كثيرا من الناس إلى الجنة، وإذا كان ( العمل عبادة ) لوجب اعتبار الحمار الأزرق راهبا بل كبير العباد والنساك.. تساءلت وأنا على ظهره يوما: هل الحمار يعرف أن لهذا الوجود إلها؟؟ وأن هذا الإله خلق كل هذا الوجود في ستة أيام؟؟ الحمار الأزرق - كما باقي الحمير – لا يبالي بمن حوله وبمن يفكر ويتكلم، لأنه لا يعرف إلا العمل... كان كالبسطاء من الناس مخلصا، صبورا وواثقا من نفسه، كان حكيما يعمل ولا ينتظر مدحا أو إطراء... لم يكن كالمتعلمين والمفكرين الذين تملأ الشكوك عقولهم فيترددون ويندمون، جنس الحمير لا يعرف الندم: أطل الحمار على الجنة وفضل الانسحاب فبقي محيط أفواه الحمير أبيض شاهدا على رفضه دخول الجنة لأنه أبى اقتحام مكان يجهله، ولم يندم يوما على فعله، ولا لامه أحفاده على تراجعه، بينما لم يتردد أحفاد آدم من لوم جدهم على أكله من الشجرة...لا زلت أتذكر كيف وثق والدي بالحمار ولم يثق بعمي ليرسلنـي معه، يوم رافقته إلى الحقول البعيدة المترامية خلف الجبال، قضى سحابة يومه خلف الحمار الذي لم يتوان لحظة في جر المحراث الخشبي... قبيل الغروب عاد عمي إلى الدوار ولم يطلب مني أبي مرافقته، وانتظر حتى نامت الشمس وجرت على الفضاء غطاءها الأسود، ليضعني على ظهر الحمار وأنا بالكاد أشرف على عامي السادس في مثل سنك عاربة، وقال لي:- تمسكي بالبردعة جيدا يا فاطمة، الحمار سيوصلك إلى البيت إنه أصيل... الحمير لا تنسى الطريق.لكز أبي الحمار، ولم يخطر بباله قط أن الحمار سيخلف وعده، ورآه يسير وفق ما يريد ملتزما بالممر الذي رسم بين الحقول حتى ذاب وسط الظلام، وبعد آذان العشاء كان واقفا بالمربط، وأنا نائمة كقربة ماء نصف ممتلئة على ظهره، وفي الصباح أخبرتني أمي كيف أن الحمار ظل واقفا قرب الدكة المجاورة للمربط حتى انتشلتني من على ظهره.... وأكدت لي ما كان يكرره أبي من أن الحمار يعمل دون أن ينتظر مكافأة من أحد، بل ودون أن يرجى ثوابا بعد الحياة الدنيا، والناس لولا العقاب والجزاء المنتظر كفروا.... لذلك كان أبي يجزي الحمار ويفكر فيه باستمرار: يجب إعداد أكله، قبل إطعام الأطفال، والاطمئنان على مبيته قبل سقوط الظلام على البلاد والعباد، في سنوات القحط يفضله علينا فيتجاوز ما يُصرف على الحمار ما يُصرف على العائلة برمتها... تبن وعلف يكلِّفان خمسين درهما في الأسبوع. في وقت كنا نكتفي بالاجتماع حول كؤوس الشاي وقطع الخبز الأسود ليلا، وجبة الغذاء لم تكن تكلف شيئا من المال: كل ما كنا نأكله إنتاج محلي لا يكلف إلا بعض الجهد في مرحلة الغرس والحرث وللحمار النصيب الأوفر فيه.. ......
#-وفاء
#الحمار-:
#مقطع
#رواية
#انتقام
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675929
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي ، كنت أشعر بأني سأفقدك يوما، لكن ليس بهذه السرعة... بليدة أنا كان خوفي يدفعني لأمنعك من أشياء تحبينها... كم مرة منعتك من ركوب الحمار أنا التي قضيت مدة ليست بالقليلة من طفولتي على ظهر الحمار الأزرق في وقت كان الحمار أساس الوجود: فلا ماء ولا أكل ولا تعمير بل ولا حياة.... دون الحمار: منابع المياه بعيدة، السوق أبعد... كان الحمار معلمي الثاني بعد الأب... وتفوق على كافة المعلمين في إفهامي معنى وقواعد التوازن... فهو من علمني كيفية التحكم في كتلة الجسد وربط الكتـلة بالسرعة، وكيفية الحفاظ على توازن كفتي (الشواري) في كل حمل... لو كان الجزاء والعقاب بحسب العمل لسبق حمارنا الأزرق كثيرا من الناس إلى الجنة، وإذا كان ( العمل عبادة ) لوجب اعتبار الحمار الأزرق راهبا بل كبير العباد والنساك.. تساءلت وأنا على ظهره يوما: هل الحمار يعرف أن لهذا الوجود إلها؟؟ وأن هذا الإله خلق كل هذا الوجود في ستة أيام؟؟ الحمار الأزرق - كما باقي الحمير – لا يبالي بمن حوله وبمن يفكر ويتكلم، لأنه لا يعرف إلا العمل... كان كالبسطاء من الناس مخلصا، صبورا وواثقا من نفسه، كان حكيما يعمل ولا ينتظر مدحا أو إطراء... لم يكن كالمتعلمين والمفكرين الذين تملأ الشكوك عقولهم فيترددون ويندمون، جنس الحمير لا يعرف الندم: أطل الحمار على الجنة وفضل الانسحاب فبقي محيط أفواه الحمير أبيض شاهدا على رفضه دخول الجنة لأنه أبى اقتحام مكان يجهله، ولم يندم يوما على فعله، ولا لامه أحفاده على تراجعه، بينما لم يتردد أحفاد آدم من لوم جدهم على أكله من الشجرة...لا زلت أتذكر كيف وثق والدي بالحمار ولم يثق بعمي ليرسلنـي معه، يوم رافقته إلى الحقول البعيدة المترامية خلف الجبال، قضى سحابة يومه خلف الحمار الذي لم يتوان لحظة في جر المحراث الخشبي... قبيل الغروب عاد عمي إلى الدوار ولم يطلب مني أبي مرافقته، وانتظر حتى نامت الشمس وجرت على الفضاء غطاءها الأسود، ليضعني على ظهر الحمار وأنا بالكاد أشرف على عامي السادس في مثل سنك عاربة، وقال لي:- تمسكي بالبردعة جيدا يا فاطمة، الحمار سيوصلك إلى البيت إنه أصيل... الحمير لا تنسى الطريق.لكز أبي الحمار، ولم يخطر بباله قط أن الحمار سيخلف وعده، ورآه يسير وفق ما يريد ملتزما بالممر الذي رسم بين الحقول حتى ذاب وسط الظلام، وبعد آذان العشاء كان واقفا بالمربط، وأنا نائمة كقربة ماء نصف ممتلئة على ظهره، وفي الصباح أخبرتني أمي كيف أن الحمار ظل واقفا قرب الدكة المجاورة للمربط حتى انتشلتني من على ظهره.... وأكدت لي ما كان يكرره أبي من أن الحمار يعمل دون أن ينتظر مكافأة من أحد، بل ودون أن يرجى ثوابا بعد الحياة الدنيا، والناس لولا العقاب والجزاء المنتظر كفروا.... لذلك كان أبي يجزي الحمار ويفكر فيه باستمرار: يجب إعداد أكله، قبل إطعام الأطفال، والاطمئنان على مبيته قبل سقوط الظلام على البلاد والعباد، في سنوات القحط يفضله علينا فيتجاوز ما يُصرف على الحمار ما يُصرف على العائلة برمتها... تبن وعلف يكلِّفان خمسين درهما في الأسبوع. في وقت كنا نكتفي بالاجتماع حول كؤوس الشاي وقطع الخبز الأسود ليلا، وجبة الغذاء لم تكن تكلف شيئا من المال: كل ما كنا نأكله إنتاج محلي لا يكلف إلا بعض الجهد في مرحلة الغرس والحرث وللحمار النصيب الأوفر فيه.. ......
#-وفاء
#الحمار-:
#مقطع
#رواية
#انتقام
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675929
الحوار المتمدن
الكبير الداديسي - -وفاء الحمار-: مقطع من رواية انتقام يناير
عزيز الخزرجي : مقطع كوني من آخر مقال كتبته
#الحوار_المتمدن
#عزيز_الخزرجي مقطع كونيّ من آخر مقال كتبته أمس:إنّ ما جرى من قِبل ألحُكّام و بإسنادٍ النُّخب التي أجَّرت أقلامها و مواقعها بعد أن كتبت عليها: (كل كاتب يتحمل مسؤولية ما يكتب و لا نتحمل المسؤولية) .. هذا مقابل روح عاشوراء و لحدّ هذه اللحظة بثمن بخس؛ كان دماراً و مسخاً بكل معنى الكلام .. لخنق و تضعيف و تشويه حقيقته(ع)؛ ليستمر الفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية و الرواتب المليونية بظلّ العُلماء و المراجع و الأحزاب الجاهلية اللاهثة وراء المال و الرواتب وهم يشهدون الظلم و يسكتون لأنهم أنفسهم وقودها .. لبقاء أبواب دكاكينهم و لافتات أحزابهم مفتوحة لدرّ ألرّواتب و المليارات من قبل الفاسدين ..و تلك من عجائب الزمن!أيُّ عَالَم مجنون و فاسد هذا الذي نعيشهُ!؟تخيّلوا إلى أيّ مَدىً وصلت الدّناءة و الخيانة و موت الضمير و الوجدان و عبادة الذّات, بعد ما بات الجّميع يتآمر على الحسين(ع) و باسم الحسين(ع) و بطريقته التمويهية و الحزبية!؟مستهدفاً حقّ الحُسين(ع)؛ و مطلبه الأساسي الذي لا يُصرّحون به حتى أهل المواقع و المنابر – و على نهج مراجعهم و أحزابهم الجاهليّة و بإسم الدّعوة للحسين – كي لا تُخرب مواردهم و مجالسهم و تتعطل دكاكينهم و رواتبهم ..لهذا سيستمر التآمر عليك و على قميصك الأسود أيّها الفقير المُعْدَم, ما دُمتَ لا تعي جيّداً أصل القصة التي تعيش تفاصيلها عملياً و لا تعي أبعادها فكرياً و سبب تلك الشهادة كونياً!و سيستمر إستحمارك بدينك و حُسينك .. لبرائتك الإنسانيّة وأعلامك السّلمية المرفوعة لله, لأنك أيّها الفقير كتبت عليها إسم الحسين(ع) من دون أن تعرفهُ و لذلك لم يعطوك حتى قوت يومك و رضيت, و إستغل المتحاصصون بلا حياء جهلك .. بحيث لم يبق أحداً من الخط الأول و الثاني و حتى الثالث في أحزابهم لم يصبح مليونيراً برأس الحسين(ع)!؟حكمة كونية: [كلّ مَنْ يغتني من وراء السّياسة و الدِّين فهو فاسد] ألفيلسوف الكونيّ ......
#مقطع
#كوني
#مقال
#كتبته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690399
#الحوار_المتمدن
#عزيز_الخزرجي مقطع كونيّ من آخر مقال كتبته أمس:إنّ ما جرى من قِبل ألحُكّام و بإسنادٍ النُّخب التي أجَّرت أقلامها و مواقعها بعد أن كتبت عليها: (كل كاتب يتحمل مسؤولية ما يكتب و لا نتحمل المسؤولية) .. هذا مقابل روح عاشوراء و لحدّ هذه اللحظة بثمن بخس؛ كان دماراً و مسخاً بكل معنى الكلام .. لخنق و تضعيف و تشويه حقيقته(ع)؛ ليستمر الفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية و الرواتب المليونية بظلّ العُلماء و المراجع و الأحزاب الجاهلية اللاهثة وراء المال و الرواتب وهم يشهدون الظلم و يسكتون لأنهم أنفسهم وقودها .. لبقاء أبواب دكاكينهم و لافتات أحزابهم مفتوحة لدرّ ألرّواتب و المليارات من قبل الفاسدين ..و تلك من عجائب الزمن!أيُّ عَالَم مجنون و فاسد هذا الذي نعيشهُ!؟تخيّلوا إلى أيّ مَدىً وصلت الدّناءة و الخيانة و موت الضمير و الوجدان و عبادة الذّات, بعد ما بات الجّميع يتآمر على الحسين(ع) و باسم الحسين(ع) و بطريقته التمويهية و الحزبية!؟مستهدفاً حقّ الحُسين(ع)؛ و مطلبه الأساسي الذي لا يُصرّحون به حتى أهل المواقع و المنابر – و على نهج مراجعهم و أحزابهم الجاهليّة و بإسم الدّعوة للحسين – كي لا تُخرب مواردهم و مجالسهم و تتعطل دكاكينهم و رواتبهم ..لهذا سيستمر التآمر عليك و على قميصك الأسود أيّها الفقير المُعْدَم, ما دُمتَ لا تعي جيّداً أصل القصة التي تعيش تفاصيلها عملياً و لا تعي أبعادها فكرياً و سبب تلك الشهادة كونياً!و سيستمر إستحمارك بدينك و حُسينك .. لبرائتك الإنسانيّة وأعلامك السّلمية المرفوعة لله, لأنك أيّها الفقير كتبت عليها إسم الحسين(ع) من دون أن تعرفهُ و لذلك لم يعطوك حتى قوت يومك و رضيت, و إستغل المتحاصصون بلا حياء جهلك .. بحيث لم يبق أحداً من الخط الأول و الثاني و حتى الثالث في أحزابهم لم يصبح مليونيراً برأس الحسين(ع)!؟حكمة كونية: [كلّ مَنْ يغتني من وراء السّياسة و الدِّين فهو فاسد] ألفيلسوف الكونيّ ......
#مقطع
#كوني
#مقال
#كتبته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690399
الحوار المتمدن
عزيز الخزرجي - مقطع كوني من آخر مقال كتبته
عامر موسى الشيخ : مقطع عرضي لنا
#الحوار_المتمدن
#عامر_موسى_الشيخ نَمرُّ فقاعة ... وسرب التوابيت المرصعة بالنظرات والتهليل إلى السراب يمرُّ ، وخلفَ الشبابيك ... عيون ترصد الشفاه المُهِللة و هي تمرّ ... ****في الشوارع : الصغار بالونات ملونة .... والأمهات تُذوُبُ الدمع بالتعاويذ ، خشية مجيء الوحش ... الوحش : لعبة الكبار .. والكبار هناك فوق ، يمررون التوابيت إلى السراب ...****وهم يمرون .... يقول الصغار : أبناء الطين والألعاب والتوابيت نحن .... ويردد الجميع : نحن .. نحن ... تنفجر فقاعة الحياة ، ونصير رذاذا ونمرّ ........ ......
#مقطع
#عرضي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698953
#الحوار_المتمدن
#عامر_موسى_الشيخ نَمرُّ فقاعة ... وسرب التوابيت المرصعة بالنظرات والتهليل إلى السراب يمرُّ ، وخلفَ الشبابيك ... عيون ترصد الشفاه المُهِللة و هي تمرّ ... ****في الشوارع : الصغار بالونات ملونة .... والأمهات تُذوُبُ الدمع بالتعاويذ ، خشية مجيء الوحش ... الوحش : لعبة الكبار .. والكبار هناك فوق ، يمررون التوابيت إلى السراب ...****وهم يمرون .... يقول الصغار : أبناء الطين والألعاب والتوابيت نحن .... ويردد الجميع : نحن .. نحن ... تنفجر فقاعة الحياة ، ونصير رذاذا ونمرّ ........ ......
#مقطع
#عرضي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698953
الحوار المتمدن
عامر موسى الشيخ - مقطع عرضي لنا
عايد سعيد السراج : مقطع من رواية الحرمل. 8
#الحوار_المتمدن
#عايد_سعيد_السراج مقطع، من رواية الحرمل. -8-- عايد سعيد السِّراج(أرادوا قتلها فاختارت طريقة موتها)تتدانى الحروف ، فِتُلْهب هَمّ القيظ المُتَأرِّق بلحظة الذبح ، ومن أَنّة الرباب على أضلاع الحروف ، تتماهى المفردات الموجوعة التي وخزها حزن الأنثى وما لَمّت عصافير ٌ دمها ، بل ألهبت ظهر الحروف بسياطها التي رَشَّـت عليها نعناع الصبا ، واحتَـشَمَتْ آهة الأنثى المكبوتة في مهرجان الغربة ،كالمسافة بين الحرف الذي أدمت أصابعه شيطنة الحروف ،وذاك الذي شَرَدَ عن أخواته لُيقصِّر عمر " الثريا" كما لهجة التأريخ تماماً، في البحث عن مضايع الوقت ، أو وقتٌ يُريد منك أن ْ تلم ّ أحرف العالم لترسم لوحة ضياع النفس ،التي تتنافر ، عنها المسيلات وهي مركونة في تصحرها الأبدي ، وكأنّ لعنة التخفي رفُعت . أصابع من الوهم الذي بتره الفراغ ، كم تحاول لمّ النجوم المبعثرة في أرجائها ، وعلى مذابح نحرها تتصيّد خراف الهمّ ، ما بين وجهتها وسالف الغيم مسافة ،وعلى مقربة من إبط المسافات ، يؤذّن الوقت بإحباط ٍ عجيب ٍ , وكأن ّ " جنون الظمأ " شَدَّ قيْعانها إلى أنهر ِ الأرق المفضوح كالنهارات الجميلة , وهكذا في " الّدّنِّ" الطيني تتجذّر المسافات , وتهوي الروح لتصطرع ، وتتسارع مع ذرات الماء التي تُلطِّف الأعماق بلذة ِ- وحنان ِ الماء , كوّةُ المهموم لا تحدها رغبة ُ " الدراويش" بالرقص ،لأنّ الدائرة هي وثوب إلى الأعماق ، ونكوص إلى أصل التجذّر الرحمي لطفولة الهيولى ، الغربة هي الدليل الوحيد الذي يستند على عكازة الهمّ والإرتواء بعض نوبات مخاض ٍ تجتازها بشجاعة الصدر ،تحرّك المشهد، لا لَـغْـوَ ، ولا استظهار عبارات ، فكل حرف هنا مشغول غير ُ دار بالذي حَوْلَهُ لأنه يبحث عن إتمام العمل الأدبي والفني الذي نريد ، وهكذا ترانا نذهب إلى عوالم أرادتها أن تكون ،كما هي أرادت ، فالكل في الروح ـ مضمر، يريد أن يعـْـبُر إلى داخله الحركي ، بهدوء غير متكلفّ بحالة " هنا ، تتصيد غزلان روح الكائن المأخوذ في الروح إلى أبعد من المسافة التي تلتقطها قلم الكاتب المتُكلّف ، وهذا بداية الدخول إلى الكتابة ذات الطابع النفسي , ومن أجْدر،غير امرأة تلمّ إنسانيتها لترمي الدفق الطلقي بوجه الشفق ، الراهف ، تعاطفاً مع الألم الأنثوي آن الدفق الذي تكَوَّرت عليه ومنه ، ماهية الأنثى ، لا إدعاء المرأة الرجل ، أو الرجل المرأة ، في وصف الخيبات المتكررة لا تؤمن بالخيبات ، ولا تضمر الكره للآخر المختلف- متى حدث ؟- حين تراغى القوم في الخارج وتصايحوا بألسنة عيّابة تهدر غضباً فالرغاء الإبلي – يُعبـِّر عن حالة هيجان القطيع ، أمام المرأة ،ولم تكن تَعْبَهُ المرأة ( الحلم) إلا بسقسقة مياه نهر الفرات ، وهسيس أعواد القصب ، التي تشكل رموشاً تحمي أجفان النهر الناعسة ، في ظلماء ليل أوحشهُ السهر ، ونرفزهُ لَبْطُ الأسماك فوق لحيته المائية الزرقاء ، وهكذا نرى آذانا تلتقط الهمسَ والنقر وصهيل فرس، وزفير رجل يصلها فتنتفض وتهرع إليه بكلِّها ، تقطع أرض الديار ذات الأحجار الناتئة , تجتاز التنور الغافي ، والمصطبة وحوض الوضوء * فالرواة من دموع ِ راث ٍ ، ومُستشْف ٍ حاقد ٍ، ومستهجن ٍ شامت ٍ ، ومتعاطف صامت ٍ ، وتدخل إلى ملكوت النهر مرحبة بها سفائن الموج ، وغَزَل الجنيات المائية التي تتلاطم على نواتئ الصخر ، فتذوب وبطنها المتكوّرة داخل رحم الماء الوَلاّدة ، هرباً من بطون النساء الصخرية اللواتي لم يلدن سوى عقارب العذاب , الذي أمات ضمائرهن ، كدفن قلوبهن التي أدمنت طبع الأفاعي ، وعقربية الدون ، رغم بصاق الفحولة , أما تينك اللواتي جرى الماء في شر ......
#مقطع
#رواية
#الحرمل.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703010
#الحوار_المتمدن
#عايد_سعيد_السراج مقطع، من رواية الحرمل. -8-- عايد سعيد السِّراج(أرادوا قتلها فاختارت طريقة موتها)تتدانى الحروف ، فِتُلْهب هَمّ القيظ المُتَأرِّق بلحظة الذبح ، ومن أَنّة الرباب على أضلاع الحروف ، تتماهى المفردات الموجوعة التي وخزها حزن الأنثى وما لَمّت عصافير ٌ دمها ، بل ألهبت ظهر الحروف بسياطها التي رَشَّـت عليها نعناع الصبا ، واحتَـشَمَتْ آهة الأنثى المكبوتة في مهرجان الغربة ،كالمسافة بين الحرف الذي أدمت أصابعه شيطنة الحروف ،وذاك الذي شَرَدَ عن أخواته لُيقصِّر عمر " الثريا" كما لهجة التأريخ تماماً، في البحث عن مضايع الوقت ، أو وقتٌ يُريد منك أن ْ تلم ّ أحرف العالم لترسم لوحة ضياع النفس ،التي تتنافر ، عنها المسيلات وهي مركونة في تصحرها الأبدي ، وكأنّ لعنة التخفي رفُعت . أصابع من الوهم الذي بتره الفراغ ، كم تحاول لمّ النجوم المبعثرة في أرجائها ، وعلى مذابح نحرها تتصيّد خراف الهمّ ، ما بين وجهتها وسالف الغيم مسافة ،وعلى مقربة من إبط المسافات ، يؤذّن الوقت بإحباط ٍ عجيب ٍ , وكأن ّ " جنون الظمأ " شَدَّ قيْعانها إلى أنهر ِ الأرق المفضوح كالنهارات الجميلة , وهكذا في " الّدّنِّ" الطيني تتجذّر المسافات , وتهوي الروح لتصطرع ، وتتسارع مع ذرات الماء التي تُلطِّف الأعماق بلذة ِ- وحنان ِ الماء , كوّةُ المهموم لا تحدها رغبة ُ " الدراويش" بالرقص ،لأنّ الدائرة هي وثوب إلى الأعماق ، ونكوص إلى أصل التجذّر الرحمي لطفولة الهيولى ، الغربة هي الدليل الوحيد الذي يستند على عكازة الهمّ والإرتواء بعض نوبات مخاض ٍ تجتازها بشجاعة الصدر ،تحرّك المشهد، لا لَـغْـوَ ، ولا استظهار عبارات ، فكل حرف هنا مشغول غير ُ دار بالذي حَوْلَهُ لأنه يبحث عن إتمام العمل الأدبي والفني الذي نريد ، وهكذا ترانا نذهب إلى عوالم أرادتها أن تكون ،كما هي أرادت ، فالكل في الروح ـ مضمر، يريد أن يعـْـبُر إلى داخله الحركي ، بهدوء غير متكلفّ بحالة " هنا ، تتصيد غزلان روح الكائن المأخوذ في الروح إلى أبعد من المسافة التي تلتقطها قلم الكاتب المتُكلّف ، وهذا بداية الدخول إلى الكتابة ذات الطابع النفسي , ومن أجْدر،غير امرأة تلمّ إنسانيتها لترمي الدفق الطلقي بوجه الشفق ، الراهف ، تعاطفاً مع الألم الأنثوي آن الدفق الذي تكَوَّرت عليه ومنه ، ماهية الأنثى ، لا إدعاء المرأة الرجل ، أو الرجل المرأة ، في وصف الخيبات المتكررة لا تؤمن بالخيبات ، ولا تضمر الكره للآخر المختلف- متى حدث ؟- حين تراغى القوم في الخارج وتصايحوا بألسنة عيّابة تهدر غضباً فالرغاء الإبلي – يُعبـِّر عن حالة هيجان القطيع ، أمام المرأة ،ولم تكن تَعْبَهُ المرأة ( الحلم) إلا بسقسقة مياه نهر الفرات ، وهسيس أعواد القصب ، التي تشكل رموشاً تحمي أجفان النهر الناعسة ، في ظلماء ليل أوحشهُ السهر ، ونرفزهُ لَبْطُ الأسماك فوق لحيته المائية الزرقاء ، وهكذا نرى آذانا تلتقط الهمسَ والنقر وصهيل فرس، وزفير رجل يصلها فتنتفض وتهرع إليه بكلِّها ، تقطع أرض الديار ذات الأحجار الناتئة , تجتاز التنور الغافي ، والمصطبة وحوض الوضوء * فالرواة من دموع ِ راث ٍ ، ومُستشْف ٍ حاقد ٍ، ومستهجن ٍ شامت ٍ ، ومتعاطف صامت ٍ ، وتدخل إلى ملكوت النهر مرحبة بها سفائن الموج ، وغَزَل الجنيات المائية التي تتلاطم على نواتئ الصخر ، فتذوب وبطنها المتكوّرة داخل رحم الماء الوَلاّدة ، هرباً من بطون النساء الصخرية اللواتي لم يلدن سوى عقارب العذاب , الذي أمات ضمائرهن ، كدفن قلوبهن التي أدمنت طبع الأفاعي ، وعقربية الدون ، رغم بصاق الفحولة , أما تينك اللواتي جرى الماء في شر ......
#مقطع
#رواية
#الحرمل.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703010
الحوار المتمدن
عايد سعيد السراج - مقطع من رواية الحرمل. 8
عبد الرافع كمال : تعليقات علي مقطع اسفيري
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرافع_كمال .انتشر في الاونة الاخيرة مقطع فيديو علي صفحات الاسافير ل تظهر فيه احدي السودانيات ، تمت استضافتها في برنامج " دنيانا " ، و يصور،الفيديو سخرية الناشطات العربيات منها بعد ان قالت انها عربية .و قد تسبب الفيديو في صخب و ضجة اعلامية كبيرة ، و قد استغل الفيديو كل من التيارات الشعوبية و الحركات الزنجوية في حملتها ضد القبائل العربية في السودان و عملت علي اظهار الشماتة ، اردنا من خلال المقال ان نبدي بتعليقا عليه ،.المقطع :يظهر سودانية سوداء اللون و هي تتحدث و تقول " نحن في السودان عرب و قبائل غير عربية ، القبائل العربية و القبائل غير العربية تصاهروا مع بعض ، امتزجوا مع بعض فصرنا عرب زنوج .فأنا بكل فخر اقول عربية افريقية "و ما اكملت كلامها حتي انفجرت تعليقات الناشطات الضيوف في الاستيديو فجرتها احدي الناشطات من ذقنها و قالت بلهجة مصرية " بالزمة دة شكل واحدة عربية "ثم صرخت احداهن " بقي دة شكل العرب ، موش لونهم خالص خالص "ثم قالت لها احداهن " قولي انكي تتحدثين بلسان عربي " ثم قالت لها احداهن " انتي موش عربية ، انتي افريقية ، و ما فيكيش حاجة من العروبة خالص " . .انتهي الفيديو هنالك تعليقين نود ابداهما ازاء الفيديو .الاول ان الفتاة السودانية اخطأت في التعريف بنفسها حينما قالت نحن عرب زنوج .فلو قالت نحن عرب حسب انسابنا و اما فهي مزيجية بين السحنتين الزنحية و العربية .و العرب في السودان هم عرب ب انسابهم فقط اما حسب السحنة فهم مزيج بين العربي و الزنجي .ثانيا اما موقف الناشطات العربيات تجاهها هو موقف عنصري جدا و ينم عن جهلهن بمفهوم الهوية لأن العروبة هي انتساب و ليست سحنة فالسحنة قد يتم فقدانها بالاختلاط و لكن يبقي النسب دالا علي العروبة فليست كل عربي يشترط ان يكون ابيض اللون و لكن يشترط ان يكون حامل للنسب العربي .فاللون ليس محدد العروبة كما تظن الناشطات العربيات في الفيديو . ......
#تعليقات
#مقطع
#اسفيري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703172
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرافع_كمال .انتشر في الاونة الاخيرة مقطع فيديو علي صفحات الاسافير ل تظهر فيه احدي السودانيات ، تمت استضافتها في برنامج " دنيانا " ، و يصور،الفيديو سخرية الناشطات العربيات منها بعد ان قالت انها عربية .و قد تسبب الفيديو في صخب و ضجة اعلامية كبيرة ، و قد استغل الفيديو كل من التيارات الشعوبية و الحركات الزنجوية في حملتها ضد القبائل العربية في السودان و عملت علي اظهار الشماتة ، اردنا من خلال المقال ان نبدي بتعليقا عليه ،.المقطع :يظهر سودانية سوداء اللون و هي تتحدث و تقول " نحن في السودان عرب و قبائل غير عربية ، القبائل العربية و القبائل غير العربية تصاهروا مع بعض ، امتزجوا مع بعض فصرنا عرب زنوج .فأنا بكل فخر اقول عربية افريقية "و ما اكملت كلامها حتي انفجرت تعليقات الناشطات الضيوف في الاستيديو فجرتها احدي الناشطات من ذقنها و قالت بلهجة مصرية " بالزمة دة شكل واحدة عربية "ثم صرخت احداهن " بقي دة شكل العرب ، موش لونهم خالص خالص "ثم قالت لها احداهن " قولي انكي تتحدثين بلسان عربي " ثم قالت لها احداهن " انتي موش عربية ، انتي افريقية ، و ما فيكيش حاجة من العروبة خالص " . .انتهي الفيديو هنالك تعليقين نود ابداهما ازاء الفيديو .الاول ان الفتاة السودانية اخطأت في التعريف بنفسها حينما قالت نحن عرب زنوج .فلو قالت نحن عرب حسب انسابنا و اما فهي مزيجية بين السحنتين الزنحية و العربية .و العرب في السودان هم عرب ب انسابهم فقط اما حسب السحنة فهم مزيج بين العربي و الزنجي .ثانيا اما موقف الناشطات العربيات تجاهها هو موقف عنصري جدا و ينم عن جهلهن بمفهوم الهوية لأن العروبة هي انتساب و ليست سحنة فالسحنة قد يتم فقدانها بالاختلاط و لكن يبقي النسب دالا علي العروبة فليست كل عربي يشترط ان يكون ابيض اللون و لكن يشترط ان يكون حامل للنسب العربي .فاللون ليس محدد العروبة كما تظن الناشطات العربيات في الفيديو . ......
#تعليقات
#مقطع
#اسفيري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703172
الحوار المتمدن
عبد الرافع كمال - تعليقات علي مقطع اسفيري
محمد عبد المجيد : مقطع من يومياتي بعد موتي
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذه مشاهد من يومياتي بعد موتي من منظور إنساني ولا تتحمل تفسيرات وتعليقات وردودًا تستند إلى استشهاد بآيات من القرآن الكريم أو الكتاب المقدس بعهديه، القديم والحديث، ولا أحاديث نبوية أو كلام القديسين والشيوخ ورجال أي دين!تُرىَ من يستطيع أن يقرأها دون أن يُقحم المقدس فيها أو يُعلق بإكليشيهات متوارثة؟من يستطيع أن ينظر إليها كإنسان.. إنسان فقط يسانده عقل، ويدعمه فكر بعيدا عن أي تأثيرات أخرى؟************************************* لا أدري متى رحلتُ عن الدنيا الأرضية؛ فربما كان يوما أو شهرا أو عاما أو عقدا أو أكثر!كنت في حالة دهشة فلم أعرف إنْ كنتُ أطير أم أمشي، لكنني في كل الأحوال يحملني جسدٌ خفيف فيه روح، أو روحٌ تتأبط جسدًا!بحثتُ عن أي شخص يفسّر لي الغموض الذي يحيط بي؛ وبعد وقت من الزمن غير المحسوب وجدت أمامي شابا ذا سحنة آسيوية ، ووجها مريحا، ونظرات مُطمئنة فاقتربت منه ولم ألمسه:سألته بلغتي العربية عن هذا المكان فردّ قائلا: إنه موقع الانتظار، ففهمتُ لغته الآسيوية كما فهم عربيتي، وعرفت منه أن كل المتواجدين في هذا المكان يتحدثون لغاتهم الأم ولا يحتاجون لترجمتها، فيحدّثك المنجولي وتفهمه، وترد عليه بلهجة أفريقية فتتحول قبل أن تصل إلى أذنيه إلى لغة يفهمها كأنها لسانه!قال لي الشاب بأن مليارات من البشر في مكان الانتظار وكل منهم يتحدث مع أي شخص بأي لغة فتتحول إلى لغة التفاهم في هذا المكان.سألته عن عُمره فقال بأنه مات منذ ثلاثة آلاف عام وكان يعيش على ضفاف النهر الأصفر بالقرب من مصب بحر بوهاي، أما جسده الأرضي فلا يعرف عنه شيئا وربما استقر في قاع النهر منذ آلاف السنين، وما أراه أنا الآن فهو الجسد البديل الذي يحمل الروح في موقع الانتظار!قلت له: ولكنك شاب في الخامسة والعشرين من العُمر! قال: وأنت أيضا رغم أن ملك الموت قد زارك وقد تخطيت سبعة أو ثمانية عقود أو أكثر!ثم أردف قائلا: كلنا هنا في نفس العُمر، بالحساب الأرضي، لكننا نتذكر سنوات الكهولة والشيخوخة كأنها لم تبرحنا.زاد فضولي فسألته: وماذا ننتظر؟قال: إن الحياة ما تزال قائمة على الأرض، وإذا نظرت في هذا الاتجاه وهو على مبعدة ملايين من السنوات الضوئية ستعرف سبب وجودنا، فالقيامة لم تقُم بعد، وربما ننتظر هنا مئة ألف عام، أو عدة ملايين من السنين، حتى إذا قُضيَ الأمر وانتهى الغرض من الخَلـْق، مات بنو آدم كلهم، وتجمعنا في موضع الانتظار ليوم الحساب.شكرته على أول معلومات أفادني بها، ومشيتُ أو طرتُ باحثا عمن يحل لي الألغاز والطلاسم التي لم أجد لها تفسيرا بعد.شاهدت شبابا يجلسون متسامرين ويبدو أنهم من جنسيات أرضية مختلفة ويتحدثون كل بلغته، ويتفاهمون كلٌّ كأنه يستمع للغته!أشار لي أحدهم فتقدمت منهم ولاحظت عدم شعوري بالجوع أو بالعطش أو بأي آلام فأغلب الظن أنني مشيت أو طرت مئة عام أرضي حتى التقيتهم.شعرت بدفء مودة غريبة نحو كل منهم فانبرى أحدهم قائلا: تتعجب اننا في حالة من الوئام رغم تناقضاتنا الظاهرة، أليس كذلك؟قلت: لكنكم من أديان ومذاهب وعقائد وأفكار وآراء وجنسيات وثقافات أرضية متصارعة ومتناقضة بل كانت في حين من الدهر متذابحة!كانوا في عُمر واحد لا يكبر أحدهم غيره ساعة أو بعض الساعة.قال الأسمر فيهم: نحن لم نُعرَض بعد على ميزان الآخرة؛ لكن ليست هناك أية فرصة لتوسوس روح شريرة لأيٍّ منا، لذا تجد هذا الانسجام التام.قاطعه آخر برفق: حتى لو التقيت فتيات ساحرات الجمال، بديعات في كل شيء فلن تقتحم ذهنــَـك أي أفكار أرضية من تلك التي أفقدتنا متعة الحياة المسا ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710595
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذه مشاهد من يومياتي بعد موتي من منظور إنساني ولا تتحمل تفسيرات وتعليقات وردودًا تستند إلى استشهاد بآيات من القرآن الكريم أو الكتاب المقدس بعهديه، القديم والحديث، ولا أحاديث نبوية أو كلام القديسين والشيوخ ورجال أي دين!تُرىَ من يستطيع أن يقرأها دون أن يُقحم المقدس فيها أو يُعلق بإكليشيهات متوارثة؟من يستطيع أن ينظر إليها كإنسان.. إنسان فقط يسانده عقل، ويدعمه فكر بعيدا عن أي تأثيرات أخرى؟************************************* لا أدري متى رحلتُ عن الدنيا الأرضية؛ فربما كان يوما أو شهرا أو عاما أو عقدا أو أكثر!كنت في حالة دهشة فلم أعرف إنْ كنتُ أطير أم أمشي، لكنني في كل الأحوال يحملني جسدٌ خفيف فيه روح، أو روحٌ تتأبط جسدًا!بحثتُ عن أي شخص يفسّر لي الغموض الذي يحيط بي؛ وبعد وقت من الزمن غير المحسوب وجدت أمامي شابا ذا سحنة آسيوية ، ووجها مريحا، ونظرات مُطمئنة فاقتربت منه ولم ألمسه:سألته بلغتي العربية عن هذا المكان فردّ قائلا: إنه موقع الانتظار، ففهمتُ لغته الآسيوية كما فهم عربيتي، وعرفت منه أن كل المتواجدين في هذا المكان يتحدثون لغاتهم الأم ولا يحتاجون لترجمتها، فيحدّثك المنجولي وتفهمه، وترد عليه بلهجة أفريقية فتتحول قبل أن تصل إلى أذنيه إلى لغة يفهمها كأنها لسانه!قال لي الشاب بأن مليارات من البشر في مكان الانتظار وكل منهم يتحدث مع أي شخص بأي لغة فتتحول إلى لغة التفاهم في هذا المكان.سألته عن عُمره فقال بأنه مات منذ ثلاثة آلاف عام وكان يعيش على ضفاف النهر الأصفر بالقرب من مصب بحر بوهاي، أما جسده الأرضي فلا يعرف عنه شيئا وربما استقر في قاع النهر منذ آلاف السنين، وما أراه أنا الآن فهو الجسد البديل الذي يحمل الروح في موقع الانتظار!قلت له: ولكنك شاب في الخامسة والعشرين من العُمر! قال: وأنت أيضا رغم أن ملك الموت قد زارك وقد تخطيت سبعة أو ثمانية عقود أو أكثر!ثم أردف قائلا: كلنا هنا في نفس العُمر، بالحساب الأرضي، لكننا نتذكر سنوات الكهولة والشيخوخة كأنها لم تبرحنا.زاد فضولي فسألته: وماذا ننتظر؟قال: إن الحياة ما تزال قائمة على الأرض، وإذا نظرت في هذا الاتجاه وهو على مبعدة ملايين من السنوات الضوئية ستعرف سبب وجودنا، فالقيامة لم تقُم بعد، وربما ننتظر هنا مئة ألف عام، أو عدة ملايين من السنين، حتى إذا قُضيَ الأمر وانتهى الغرض من الخَلـْق، مات بنو آدم كلهم، وتجمعنا في موضع الانتظار ليوم الحساب.شكرته على أول معلومات أفادني بها، ومشيتُ أو طرتُ باحثا عمن يحل لي الألغاز والطلاسم التي لم أجد لها تفسيرا بعد.شاهدت شبابا يجلسون متسامرين ويبدو أنهم من جنسيات أرضية مختلفة ويتحدثون كل بلغته، ويتفاهمون كلٌّ كأنه يستمع للغته!أشار لي أحدهم فتقدمت منهم ولاحظت عدم شعوري بالجوع أو بالعطش أو بأي آلام فأغلب الظن أنني مشيت أو طرت مئة عام أرضي حتى التقيتهم.شعرت بدفء مودة غريبة نحو كل منهم فانبرى أحدهم قائلا: تتعجب اننا في حالة من الوئام رغم تناقضاتنا الظاهرة، أليس كذلك؟قلت: لكنكم من أديان ومذاهب وعقائد وأفكار وآراء وجنسيات وثقافات أرضية متصارعة ومتناقضة بل كانت في حين من الدهر متذابحة!كانوا في عُمر واحد لا يكبر أحدهم غيره ساعة أو بعض الساعة.قال الأسمر فيهم: نحن لم نُعرَض بعد على ميزان الآخرة؛ لكن ليست هناك أية فرصة لتوسوس روح شريرة لأيٍّ منا، لذا تجد هذا الانسجام التام.قاطعه آخر برفق: حتى لو التقيت فتيات ساحرات الجمال، بديعات في كل شيء فلن تقتحم ذهنــَـك أي أفكار أرضية من تلك التي أفقدتنا متعة الحياة المسا ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710595
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - مقطع من يومياتي بعد موتي!
محمد عبد المجيد : مقطع من يومياتي بعد موتي الجزء الثاني
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذا المقال لا يمكن فهمه بدون قراءة الجزء الأول. المشهد هو من نسج خيالي حيث استعنت بمنظور إنساني، بكل ما فيه من ضعف وثغرات، وهو ليس وصفا ليوم الحساب.********************************لم أشعر بأدنىَ حاجة للنوم؛ فالتعب لم يطرق بابي، وأنا مثل الذي ينتظر موعدا يفصل الحياة والموت فلا تغفل عيناه لحظة واحدة.شاب وسيم ككل شباب موقع الانتظار مرَّ بجانبي، مشيا أو طيرانا، ثم نظر إلى متسائلا: هل تبحث عن صحبة لتتعرف بالموقع أكثر؛ فأنا أراك في حيرة، ولا تدري أيَ مكان تتوجه إليه؟بادلته الابتسامة، ومشيت أو طرت بجواره، وسألته عن ظروف موته في حياته الدنيوية، وكأنني فتحت الصفحة الأولى لرواية بطول عُمره!كنت أعيش حياة سعيدة مع العائلة، قال لي: والد يحرسني من أي خطأ، ووالدة كأنها قطعتْ حبل السُرّة لتوها إثر ولادتي، لكنها متمسكة بي. أشقاء وشقيقات وأحلام في كل القيم المثالية، وتسامح مع الجميع فلا تقتحم كلمة طائفية حياتي أو يلفظها لساني أو يحتفظ بها قلبي!ثم أكمل: اكتشفت فجأة أن انخراطي في هموم وطني هو القيمة الإنسانية الكبرى التي أريد أن يرثها عني جيل من صُلبي. في بلدي، ولن أذكر لكَ اسمَه لأن عشرات من الأوطان الكبرى تماثله في الظلم و.. صمتِ الناس.اعتقلتني الشرطة ووضعتني أنا وأحلامي وآمالي في سجن يستقبل الأحياءَ فقط، ثم يلفظهم أمواتا مع شهادة مزوّرة من طبيب السلطة.قضيت عدة سنوات تحت التعذيب والمهانة والجوع والعطش، وحُرمتْ أمي من زيارتي؛ فلما مرضتُ مُنع عني الدواء حتى لفظت أنفاسي الأخيرة، وها أنا في موقع الانتظار مُترقبا حساب يوم الحساب، بعدما أنزل عليَ ربي صبرا شديدا.لم يبك أو يغضب أو يلعن سجّانيه فنحن في مكان نحاسب أنفسنا عن كل همسة خشية أن تؤثر في ميزان يوم الحساب بعدما تقوم الساعة ولو بعد مئات الآلاف من السنين.ثم تذكّر أنه شاهد هنا ثلاثة من الذين مارسوا التعذيب على جسده الواهن، فشعر بقُرْب عدالة السماء.التقينا شابا يبدو أن حديثنا وصله رغم أننا نتحدث بلغتين لم يفهم أيا منهما في الحياة الأرضية، فاستأذن مِنــّـا المشاركة، ورحبنا به.قال بأنه وُلدَ في احدى جُزُر الباسيفيك إبان غزوات الاستعمار الأبيض في بدايات القرن الثاني عشر، وكان شابا طموحا، وقارئا نهما، وباحثا عن المعرفة في الحياة وبين أغلفة الكتب.ثم أردف: طوال حياتي التي امتدت لنصف قرن لم أتمكن من استيعاب فكرة وجود إلَه للكون، لكنني كنت مواطنا مفعما بالإنسانية، وما أُعطي لي من عُمر لم يكن كافيا ليصل بي إلى مرحلة الإيمان، وهي مرحلة تحتاج، حسب قوله، إلى ذكاء مُشع أو.. إلى غباء حاد!ظللت، على حدّ قوله، أبحث عن الله فلم أتمكن، أي لم أنكر ولم يعمّر الإيمانُ قلبي، إلى أن وشى بي أحد المؤمنين تماما كما كان زاعمو الإيمان في فرنسا يبلغون السلطات بالساحرات، فينتهي الأمر بهن إلى الحرق أحياءً أو المقصلة.لا أدري إن كنت قد بقيت حتى تنتهي حياتي طبيعية ليدخل الإيمان قلبي أو يتثبت الإنكار مكانه!ثم طرح عليَ سؤاله القنبلة: لماذا يشي المؤمنون بمن يختلفون معهم، ولا يكترث الملحدون بغيرهم؟لم أُجب فقد كنت متلهفا لمعرفة حكايته الدنيوية!قال: تم القبض علي، وشهد المؤمنون عملية إعدامي أمام عائلتي وأحبابي ، وبعضهم كان يهتف كأنه المحامي الأول عن الله!مشى أو طار الملحد والمؤمن بجانبي وهما يتحدثان كأنهما صديقا طفولة.سأل الثاني الأول بصوت خفيض: ماذا لو لم تقُم القيامة بعد الزمن اللا نهائي؛ فهل نظل في انتظار المجهول؟لم يكن لدى أي منهما إجابة شافية.حوار جعلني أسترجع آل ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710792
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذا المقال لا يمكن فهمه بدون قراءة الجزء الأول. المشهد هو من نسج خيالي حيث استعنت بمنظور إنساني، بكل ما فيه من ضعف وثغرات، وهو ليس وصفا ليوم الحساب.********************************لم أشعر بأدنىَ حاجة للنوم؛ فالتعب لم يطرق بابي، وأنا مثل الذي ينتظر موعدا يفصل الحياة والموت فلا تغفل عيناه لحظة واحدة.شاب وسيم ككل شباب موقع الانتظار مرَّ بجانبي، مشيا أو طيرانا، ثم نظر إلى متسائلا: هل تبحث عن صحبة لتتعرف بالموقع أكثر؛ فأنا أراك في حيرة، ولا تدري أيَ مكان تتوجه إليه؟بادلته الابتسامة، ومشيت أو طرت بجواره، وسألته عن ظروف موته في حياته الدنيوية، وكأنني فتحت الصفحة الأولى لرواية بطول عُمره!كنت أعيش حياة سعيدة مع العائلة، قال لي: والد يحرسني من أي خطأ، ووالدة كأنها قطعتْ حبل السُرّة لتوها إثر ولادتي، لكنها متمسكة بي. أشقاء وشقيقات وأحلام في كل القيم المثالية، وتسامح مع الجميع فلا تقتحم كلمة طائفية حياتي أو يلفظها لساني أو يحتفظ بها قلبي!ثم أكمل: اكتشفت فجأة أن انخراطي في هموم وطني هو القيمة الإنسانية الكبرى التي أريد أن يرثها عني جيل من صُلبي. في بلدي، ولن أذكر لكَ اسمَه لأن عشرات من الأوطان الكبرى تماثله في الظلم و.. صمتِ الناس.اعتقلتني الشرطة ووضعتني أنا وأحلامي وآمالي في سجن يستقبل الأحياءَ فقط، ثم يلفظهم أمواتا مع شهادة مزوّرة من طبيب السلطة.قضيت عدة سنوات تحت التعذيب والمهانة والجوع والعطش، وحُرمتْ أمي من زيارتي؛ فلما مرضتُ مُنع عني الدواء حتى لفظت أنفاسي الأخيرة، وها أنا في موقع الانتظار مُترقبا حساب يوم الحساب، بعدما أنزل عليَ ربي صبرا شديدا.لم يبك أو يغضب أو يلعن سجّانيه فنحن في مكان نحاسب أنفسنا عن كل همسة خشية أن تؤثر في ميزان يوم الحساب بعدما تقوم الساعة ولو بعد مئات الآلاف من السنين.ثم تذكّر أنه شاهد هنا ثلاثة من الذين مارسوا التعذيب على جسده الواهن، فشعر بقُرْب عدالة السماء.التقينا شابا يبدو أن حديثنا وصله رغم أننا نتحدث بلغتين لم يفهم أيا منهما في الحياة الأرضية، فاستأذن مِنــّـا المشاركة، ورحبنا به.قال بأنه وُلدَ في احدى جُزُر الباسيفيك إبان غزوات الاستعمار الأبيض في بدايات القرن الثاني عشر، وكان شابا طموحا، وقارئا نهما، وباحثا عن المعرفة في الحياة وبين أغلفة الكتب.ثم أردف: طوال حياتي التي امتدت لنصف قرن لم أتمكن من استيعاب فكرة وجود إلَه للكون، لكنني كنت مواطنا مفعما بالإنسانية، وما أُعطي لي من عُمر لم يكن كافيا ليصل بي إلى مرحلة الإيمان، وهي مرحلة تحتاج، حسب قوله، إلى ذكاء مُشع أو.. إلى غباء حاد!ظللت، على حدّ قوله، أبحث عن الله فلم أتمكن، أي لم أنكر ولم يعمّر الإيمانُ قلبي، إلى أن وشى بي أحد المؤمنين تماما كما كان زاعمو الإيمان في فرنسا يبلغون السلطات بالساحرات، فينتهي الأمر بهن إلى الحرق أحياءً أو المقصلة.لا أدري إن كنت قد بقيت حتى تنتهي حياتي طبيعية ليدخل الإيمان قلبي أو يتثبت الإنكار مكانه!ثم طرح عليَ سؤاله القنبلة: لماذا يشي المؤمنون بمن يختلفون معهم، ولا يكترث الملحدون بغيرهم؟لم أُجب فقد كنت متلهفا لمعرفة حكايته الدنيوية!قال: تم القبض علي، وشهد المؤمنون عملية إعدامي أمام عائلتي وأحبابي ، وبعضهم كان يهتف كأنه المحامي الأول عن الله!مشى أو طار الملحد والمؤمن بجانبي وهما يتحدثان كأنهما صديقا طفولة.سأل الثاني الأول بصوت خفيض: ماذا لو لم تقُم القيامة بعد الزمن اللا نهائي؛ فهل نظل في انتظار المجهول؟لم يكن لدى أي منهما إجابة شافية.حوار جعلني أسترجع آل ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710792
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - مقطع من يومياتي بعد موتي! (الجزء الثاني)
محمد عبد المجيد : مقطع من يومياتي بعد موتي الجزء الثالث
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذا المقال لن يُفْهَم بدون قراءة الجزء الأول والجزء الثاني!لم أعرف متى ينتهي اليوم أو يبدأ اليوم التالي، فلا شمس ولا قمر ولا نجوم في السماء، والأرض على مبعدة ملايين من السنوات الضوئية وكل شيء مُعَدّ إعدادًا متكاملا ليناسب موقع الانتظار لمليارات من البشر ينتظرون هنا حتى يأذن الله بيوم القيامة.منذ وصولي لم أشاهد أحدا جالسا، فأنت إما أن تمشي أو تطير، والجلوس لمن أصابهم تعب أو نَصَبٌ أو ارهاق.لمحته أخيرًا وكان جالســًا، ساهمــًا، واجمــًا لا تبدو عليه سعادة أو تعاسة؛ ولكن استعجال يوم البعث حيث يُقَدّم حسابه النهائي لخالقه جعل منه حالة لا توصَف من كل جوانبها. اقتربتُ منه على حذر وأظن أنه عاش حياة ملؤها العبث واللهو والسطوة والجنس والمال في القرن الثامن عشر بإحدى القرى الواقعة على المحيط الهندي.قلت له: أراك حاملا ثِقَل جبلٍ لا يرى واديه سفْحَه؛ فماذا كنتَ تفعل في حياتِك الدنيا؟قال بلغةٍ لم أعرفها لكنني فهمتها كعربيتي: عشتُ حياتي أنفث كراهية لبني آدم، واختارني حاكمُ قريتنا لأفصل بين الناس بالباطل، وأضع نهايةً لكل حياة أرادها صاحبها تعبيرا عن الكرامة، وأردتها أنا خنوعــًا من أجل سيدي الحاكم.ثم أكمل: كنت أتلذذ بتعذيب الأبرياء، وأستمتع بآلامهم، وأنتشي بأوجاعهم! كنت مخلوقا من بغضاء، ومعجونا باحتقار الناس، فلما اختارني الحاكمُ لأفصل بالباطل بينهم، وجدتها فرصة للانتقام.أبدىَ دهشته لتعبيرات وجهي المستنكـِرة لما فعله على الأرض، فكأنني استثرت كوامنَ الغضب في نفسه، رغم أننا في موقع الانتظار لا نغضب إلا لِمامــًا، فقال لي: لماذا تتعجب وأنت قادم من العالم العربي الواقع بين سجن وسجن، والذي إذا صرخ فيه مُعَذَبٌ سمعتْ جدرانُ كل السجون والمعتقلات أنينــَه؟ثم بدأ يتحدث عن عالمي بدلا من تكملة حكاياته عن قريته الظالم حُكّامها!أنتم أكثر ظلما من الدنيا برمتها، وإذا حكمتم.. ظلمتم، وإذا حُكِمْتم.. صمتم، وخرستم، واختبأتم!سجونكم ومعتقلاتكم يتوارثها حُكــّامٌ عن حُكّامٍ، أبناءٌ عن آباءٍ، عسكرٌ عن ضباط، رعيةٌ عن أسياد.ثم كاد يتهكم وهو يقول بحسرة: نزلتْ أديان سماوية ثلاثة في منطقتكم، وكان يمكن أن تصنع منكم ملائكةً يمشون في الأرض مطمئنين، فطردتم الملائكة واستبدلتم بهم شياطين في أكثر مؤسسات عالمكم.تعجنون ألسنتكم بكل الكتب المقدسة، وتذكرون اسمَ اللهِ صبحــًا ومساء، وتزعمون الفضيلة في كل مجلس وحوار ونقاش، وتتحدثون عن تعاليم السماء وأنتم ملتصقون بطين الأرض!طلبتُ منه أن يصمت قليلا فأنا أريد أن أسمعه وهو يقرع ضميره فإذا به يُلهب ظهري بعالمي العربي وشعوبه وحُكّامه ومزايداته الدينية.سألته حتى أُغطي على خجلي: ماذا تتوقع أن يفعل بك اللهُ عندما تقوم الساعة؟ردّ بصراحة منقطعة النظير: لا أعرف إنْ كنتُ أنا مؤمنا أم لا، فاللهُ تركني سنواتٍ طويلةً .. بل كل حياتي أظلم خَلــْـقَه، وفي النهاية انتهت حياتي على فراش أبيض في مستشفى أمريكي تم نقلي إليه تسبقني كرامة لم يعرف المعذَبون بين يدي مشهدا صغيرا فيها.قلت: ألم يكن من الممكن الاستغفار قبل موتك؟قال: عن أي استغفار تتحدث؟ من خلال أديانكم الثلاثة وتاريخ القرون السابقة تشهد أن استغفارَكم كان دائما مُقَدّمة لمزيد من الظلم؟لقد انتظرت أن يهديني إلـَـهي أو حتى إلـَهُكم إلى الصراط المستقيم، وهذا ما سأستفسر عنه عندما أقف أمام اللهِ، مع افتراض أنه سيجمعنا يوم القيامة ليحاسبنا!هدأت من روعه، وابتسمتُ وأنا أسأله إنْ كانت ستتاح له فرصة الحوار مع الله!بدا أنني جرحته؛ فانتفض قائلا: ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710961
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد هذا المقال لن يُفْهَم بدون قراءة الجزء الأول والجزء الثاني!لم أعرف متى ينتهي اليوم أو يبدأ اليوم التالي، فلا شمس ولا قمر ولا نجوم في السماء، والأرض على مبعدة ملايين من السنوات الضوئية وكل شيء مُعَدّ إعدادًا متكاملا ليناسب موقع الانتظار لمليارات من البشر ينتظرون هنا حتى يأذن الله بيوم القيامة.منذ وصولي لم أشاهد أحدا جالسا، فأنت إما أن تمشي أو تطير، والجلوس لمن أصابهم تعب أو نَصَبٌ أو ارهاق.لمحته أخيرًا وكان جالســًا، ساهمــًا، واجمــًا لا تبدو عليه سعادة أو تعاسة؛ ولكن استعجال يوم البعث حيث يُقَدّم حسابه النهائي لخالقه جعل منه حالة لا توصَف من كل جوانبها. اقتربتُ منه على حذر وأظن أنه عاش حياة ملؤها العبث واللهو والسطوة والجنس والمال في القرن الثامن عشر بإحدى القرى الواقعة على المحيط الهندي.قلت له: أراك حاملا ثِقَل جبلٍ لا يرى واديه سفْحَه؛ فماذا كنتَ تفعل في حياتِك الدنيا؟قال بلغةٍ لم أعرفها لكنني فهمتها كعربيتي: عشتُ حياتي أنفث كراهية لبني آدم، واختارني حاكمُ قريتنا لأفصل بين الناس بالباطل، وأضع نهايةً لكل حياة أرادها صاحبها تعبيرا عن الكرامة، وأردتها أنا خنوعــًا من أجل سيدي الحاكم.ثم أكمل: كنت أتلذذ بتعذيب الأبرياء، وأستمتع بآلامهم، وأنتشي بأوجاعهم! كنت مخلوقا من بغضاء، ومعجونا باحتقار الناس، فلما اختارني الحاكمُ لأفصل بالباطل بينهم، وجدتها فرصة للانتقام.أبدىَ دهشته لتعبيرات وجهي المستنكـِرة لما فعله على الأرض، فكأنني استثرت كوامنَ الغضب في نفسه، رغم أننا في موقع الانتظار لا نغضب إلا لِمامــًا، فقال لي: لماذا تتعجب وأنت قادم من العالم العربي الواقع بين سجن وسجن، والذي إذا صرخ فيه مُعَذَبٌ سمعتْ جدرانُ كل السجون والمعتقلات أنينــَه؟ثم بدأ يتحدث عن عالمي بدلا من تكملة حكاياته عن قريته الظالم حُكّامها!أنتم أكثر ظلما من الدنيا برمتها، وإذا حكمتم.. ظلمتم، وإذا حُكِمْتم.. صمتم، وخرستم، واختبأتم!سجونكم ومعتقلاتكم يتوارثها حُكــّامٌ عن حُكّامٍ، أبناءٌ عن آباءٍ، عسكرٌ عن ضباط، رعيةٌ عن أسياد.ثم كاد يتهكم وهو يقول بحسرة: نزلتْ أديان سماوية ثلاثة في منطقتكم، وكان يمكن أن تصنع منكم ملائكةً يمشون في الأرض مطمئنين، فطردتم الملائكة واستبدلتم بهم شياطين في أكثر مؤسسات عالمكم.تعجنون ألسنتكم بكل الكتب المقدسة، وتذكرون اسمَ اللهِ صبحــًا ومساء، وتزعمون الفضيلة في كل مجلس وحوار ونقاش، وتتحدثون عن تعاليم السماء وأنتم ملتصقون بطين الأرض!طلبتُ منه أن يصمت قليلا فأنا أريد أن أسمعه وهو يقرع ضميره فإذا به يُلهب ظهري بعالمي العربي وشعوبه وحُكّامه ومزايداته الدينية.سألته حتى أُغطي على خجلي: ماذا تتوقع أن يفعل بك اللهُ عندما تقوم الساعة؟ردّ بصراحة منقطعة النظير: لا أعرف إنْ كنتُ أنا مؤمنا أم لا، فاللهُ تركني سنواتٍ طويلةً .. بل كل حياتي أظلم خَلــْـقَه، وفي النهاية انتهت حياتي على فراش أبيض في مستشفى أمريكي تم نقلي إليه تسبقني كرامة لم يعرف المعذَبون بين يدي مشهدا صغيرا فيها.قلت: ألم يكن من الممكن الاستغفار قبل موتك؟قال: عن أي استغفار تتحدث؟ من خلال أديانكم الثلاثة وتاريخ القرون السابقة تشهد أن استغفارَكم كان دائما مُقَدّمة لمزيد من الظلم؟لقد انتظرت أن يهديني إلـَـهي أو حتى إلـَهُكم إلى الصراط المستقيم، وهذا ما سأستفسر عنه عندما أقف أمام اللهِ، مع افتراض أنه سيجمعنا يوم القيامة ليحاسبنا!هدأت من روعه، وابتسمتُ وأنا أسأله إنْ كانت ستتاح له فرصة الحوار مع الله!بدا أنني جرحته؛ فانتفض قائلا: ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710961
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الثالث
محمد عبد المجيد : مقطع من يومياتي بعد موتي الجزء الرابع
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد قراءة الأجزاء الثلاثة الأولى شرطٌ لفهم الجزء الرابع!تعرفت في موقع الانتظار على ثلاثة شبان، رغم أن مليارات المنتظرين هنا شباب في عُمْر واحد، والثلاثة كانوا أفارقة سُمْر في حياتهم الأرضية.الأول كونغولي عاش إبان فترة الاستعمار البلجيكي البشع، فعاصر كل صنوف التعذيب، وقطع المستعمرون يديه كما هي أوامر ملك بلجيكا ليوبولد الثاني، وشاهد بأم عينيه ملايين من أبناء جلدته يسقطون ذبحا وقتلا وتقطيعا منذ عام 1908 ولنصف قرن، وكانت نهايته الدفن حيــًا في إحدى القرى النائية بعدما أظهر تمردا بسيطا لا يخيف عصفورا صغيرا.الثاني كان من جنوب أفريقيا العنصرية التي امتدت فيها عذابات الشعب الأسمر على أيدي البريطانيين والهولنديين ثلاثمئة وخمسين عاما. وكان قد أٌطلق عليه الرصاص عندما انتقل عن غير قصد من منطقة للسود؛ فأوقعه حظه العاثر في أحد الأحياء الفاخرة للمستعمر الأبيض.والثالث تم اصطياده من أمام الكوخ وعلى مرأى من زوجته وأبنائه في ليبيريا، وباعه صياد البشر لكابتن مركب أمريكية تمهيدا لشحنه إلى العالم الجديد في قفص للحيوانات.فلما مرض، ألقاه القراصنة إلى أسماك القرش فهي لا تكترث للون بشرته!سمحت لنفسي أن أستمع منهم لحكايات مفصّلة تكفي كل حكاية للتعجيل في يوم القيامة!كانوا يتبادلون الأوجاع ويستعجلون يوم القيامة رغم عدم إيمان اثنين منهم بها.قال الأول: أكثر من نصف القرن قُتل فيه عشرة ملايين إنسان؛ كان الله قد نفخ فيهم من روحه، وجعلهم أسياد دولة جميلة تتقاسم فيها الحيوانات والبشر أرضا خصبة بها معادن ثمينة وثروات لو وُزعت على أفريقيا لأصبح كل أفريقي ثريــًا.وجاء المحتل بوجهه البشع وقتل في نصف قرن أكثر من عشرة ملايين إنسان مسالم! وسمعتُ حشرجة تحاول الخروج من صدره وقال: كم تمنيت أن يتجلى الله في الكونغو ليشدّ من أزر العبيد، وانتظرت ومعي شعب بكامله، فلم نرَ اللهَ!قلت له: ولكن الجنة قد تكون في انتظارك فيعوضك الله عن كل ما عانيت في حياتك الدنيا!نظر إليَ نظرة ملؤها الشفقة؛ ولم أعرف إنْ كان يُشفق عليَ أم على نفسه أم.. على الكون!قال: ولكنني كنت في حاجة ماسة لربع هذه الجنة، التي لم تأت بعد، كنت عشت حياة بائسة يعقبها موت أبأس!قلت له حاسمــًا: ولكنك صبرتَ صبرا جميلا!قال لي وقد أدار وجهه محاولا إخفاء سخريته من سؤالي: لقد صبرتُ مُكرَها على حياة العبيد، وجئت هنا دونما طلب مني، وأنتظر يوم القيامة ليقوم اللهُ بحسابي!لم يرق لي كلامه، فأنا أملك الإيمانَ وهو يملك المنطقَ، أنا أُحسِن الظنَ بالله وهو لم يعد قادرا على الثقة بالسماء كلها، أنا على يقين من أن العدل أساسُ الحساب الأخروي وهو لا يرى فائدة من عدالة لم يرَ ذرة أو نفحة منها طوال حياته الموجعة.أخذ الثاني زمام الحديث منه وطرح عليَ عدة تساؤلات متزاحمة يحكي فيها عن نفسه، لكنه يساند بها صديقه الكونغولي.خفت صوته لكن ذبذبات الصوت كانت على اذني أثقل من زلزال بغير مقياس ريختر.قال: أنا ومنذ ولادتي وحتى انهمار طلقات بيضاء من مسدس عنصري مزقت جسدي لم أرَ يوما واحدا فيه إنسانيتي التي أعطاني إياها ربُك!أسرعت لأجعله ربــًا واحدًا، لي وله، وليس اثنين، فقلت: وربُك أيضا؛ أليس كذلك؟قال: لا أعرف، فقد كنتُ أسود اللون في بلد أسود، تضمه قارة سوداء، وتحكمه أقدام بيضاء بأنياب ناصعة البياض!هل تعلم، أردف قائلا، أنني كنت أمشي ساعة أو بعض الساعة مذعورًا من أصوات الحيوانات المفترسة المختلطة بالمحتل العنصري حتى أصل إلى كنيسة لا يصلي فيها غير ذوي البشرة السوداء فلا تدري أهي عبودية للبشر أم ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711201
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد قراءة الأجزاء الثلاثة الأولى شرطٌ لفهم الجزء الرابع!تعرفت في موقع الانتظار على ثلاثة شبان، رغم أن مليارات المنتظرين هنا شباب في عُمْر واحد، والثلاثة كانوا أفارقة سُمْر في حياتهم الأرضية.الأول كونغولي عاش إبان فترة الاستعمار البلجيكي البشع، فعاصر كل صنوف التعذيب، وقطع المستعمرون يديه كما هي أوامر ملك بلجيكا ليوبولد الثاني، وشاهد بأم عينيه ملايين من أبناء جلدته يسقطون ذبحا وقتلا وتقطيعا منذ عام 1908 ولنصف قرن، وكانت نهايته الدفن حيــًا في إحدى القرى النائية بعدما أظهر تمردا بسيطا لا يخيف عصفورا صغيرا.الثاني كان من جنوب أفريقيا العنصرية التي امتدت فيها عذابات الشعب الأسمر على أيدي البريطانيين والهولنديين ثلاثمئة وخمسين عاما. وكان قد أٌطلق عليه الرصاص عندما انتقل عن غير قصد من منطقة للسود؛ فأوقعه حظه العاثر في أحد الأحياء الفاخرة للمستعمر الأبيض.والثالث تم اصطياده من أمام الكوخ وعلى مرأى من زوجته وأبنائه في ليبيريا، وباعه صياد البشر لكابتن مركب أمريكية تمهيدا لشحنه إلى العالم الجديد في قفص للحيوانات.فلما مرض، ألقاه القراصنة إلى أسماك القرش فهي لا تكترث للون بشرته!سمحت لنفسي أن أستمع منهم لحكايات مفصّلة تكفي كل حكاية للتعجيل في يوم القيامة!كانوا يتبادلون الأوجاع ويستعجلون يوم القيامة رغم عدم إيمان اثنين منهم بها.قال الأول: أكثر من نصف القرن قُتل فيه عشرة ملايين إنسان؛ كان الله قد نفخ فيهم من روحه، وجعلهم أسياد دولة جميلة تتقاسم فيها الحيوانات والبشر أرضا خصبة بها معادن ثمينة وثروات لو وُزعت على أفريقيا لأصبح كل أفريقي ثريــًا.وجاء المحتل بوجهه البشع وقتل في نصف قرن أكثر من عشرة ملايين إنسان مسالم! وسمعتُ حشرجة تحاول الخروج من صدره وقال: كم تمنيت أن يتجلى الله في الكونغو ليشدّ من أزر العبيد، وانتظرت ومعي شعب بكامله، فلم نرَ اللهَ!قلت له: ولكن الجنة قد تكون في انتظارك فيعوضك الله عن كل ما عانيت في حياتك الدنيا!نظر إليَ نظرة ملؤها الشفقة؛ ولم أعرف إنْ كان يُشفق عليَ أم على نفسه أم.. على الكون!قال: ولكنني كنت في حاجة ماسة لربع هذه الجنة، التي لم تأت بعد، كنت عشت حياة بائسة يعقبها موت أبأس!قلت له حاسمــًا: ولكنك صبرتَ صبرا جميلا!قال لي وقد أدار وجهه محاولا إخفاء سخريته من سؤالي: لقد صبرتُ مُكرَها على حياة العبيد، وجئت هنا دونما طلب مني، وأنتظر يوم القيامة ليقوم اللهُ بحسابي!لم يرق لي كلامه، فأنا أملك الإيمانَ وهو يملك المنطقَ، أنا أُحسِن الظنَ بالله وهو لم يعد قادرا على الثقة بالسماء كلها، أنا على يقين من أن العدل أساسُ الحساب الأخروي وهو لا يرى فائدة من عدالة لم يرَ ذرة أو نفحة منها طوال حياته الموجعة.أخذ الثاني زمام الحديث منه وطرح عليَ عدة تساؤلات متزاحمة يحكي فيها عن نفسه، لكنه يساند بها صديقه الكونغولي.خفت صوته لكن ذبذبات الصوت كانت على اذني أثقل من زلزال بغير مقياس ريختر.قال: أنا ومنذ ولادتي وحتى انهمار طلقات بيضاء من مسدس عنصري مزقت جسدي لم أرَ يوما واحدا فيه إنسانيتي التي أعطاني إياها ربُك!أسرعت لأجعله ربــًا واحدًا، لي وله، وليس اثنين، فقلت: وربُك أيضا؛ أليس كذلك؟قال: لا أعرف، فقد كنتُ أسود اللون في بلد أسود، تضمه قارة سوداء، وتحكمه أقدام بيضاء بأنياب ناصعة البياض!هل تعلم، أردف قائلا، أنني كنت أمشي ساعة أو بعض الساعة مذعورًا من أصوات الحيوانات المفترسة المختلطة بالمحتل العنصري حتى أصل إلى كنيسة لا يصلي فيها غير ذوي البشرة السوداء فلا تدري أهي عبودية للبشر أم ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الرابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711201
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الرابع
محمد عبد المجيد : مقطع من يومياتي بعد موتي الجزء الخامس
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد قراءة الأجزاء الأربعة الأولى شرطٌ لفهم الجزء الخامس!كانت هناك فتاة سمراء، عرفتُ فيما بعد أنها من جزيرة لارينيون، المستعمرة الفرنسية، تقترب مني كلما استمعتْ لحكاية أحد المنتظرين، وقالت لي: إن حكاياتــِك لأهل الأرض ستثير غضبَهم؛ فعليك أنْ تتوقف فورًا!مسقط رأس الفتاة جزيرة لارينيون هي مستعمرة فرنسية تقاذف ملكيتَها البرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون حتى انتهتْ أخيرا إلى سيطرة الفرنسيين في عام 1642.الفتاة السمراء من أصول هندية، عاشت حياتها كلها في لارينيون باستثناء فترة الدراسة الجامعية التي قضتها في مدغشقر.سألتها عن آخر أنفاسها على الأرض فقالت: رحلتُ إلى باطن الأرض عندما بلغت السابعة والستين من العُمر، وغادرتُ العالمَ كأنني ذاهبة في نزهة بحرية في المحيط الهندي، ولم يصبني أيّ مرض فقد عشت بين الطبيعة وخضرتها وأمطارها وفاكهتها التي لا تقل حلاوة في المذاق عن فاكهة جنتــِـك التي سمعتك تُحدّث الناس عنها.أنا يا سيدي، أكمَلتْ بهدوء، قبلتُ حياة أرضية هادئة ومسالمة، وتمنيت أن لا تتكرر حياتي مرة أخرى، سواء كان ذلك في الجنة أو في الجحيم.قلت لها: لكنكِ لا تختارين حياتَكِ الأرضية أو السماوية، فمن خلقك اختار لكِ الحياتين!قالت متصنعة الهدوء: لكنني لم أكن مؤمنة رغم معرفتي بحُكـْم ثقافتي ودراساتي والأقليات التي عاصرتها مع اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية والبوذية وعشرات من العبادات والعقائد الأخرى، ولم تجذبني عقيدة لأنني كنتُ مكتفية بسلامي النفسي، وصِدْقني مع الناس، وسعادتي بين قومي؛ فعلىَ أي أساس تتم محاكمتي؟قلت لها: هي ليست محاكمة، لكنها حساب ختامي لكل حياتكِ منذ رُشدِكِ وحتى مماتك!تعجبتْ من منطقي وقالت: وكيف كنت أعرف أنَّ حياتي الدنيا كانت اختبارًا؛ إنْ نجحت فيه دخلت الجنة، وإنْ رسبت تلذذت بي نار الجحيم؟ أليس من حقي أن أعتذر الآن قبل يوم القيامة؟كان الحديثُ معها مرهقــًا وممتعــًا، فهي تحتفظ بعقل يقظ، وفي كامل الوعي والتفكير المنطقي.قلت لها: في كل الأحوال فأنتِ في موقع الانتظار، لا تعذيب فيه ولا مكافأة، لا سعادة فيه ولا تعاسة، وكلنا على قدم المساواة، فخالق الكون أعدل من أن يحكم بيننا مرتين!قالت: وماذا لو تمنيت أن يتجلــّــى اللهُ هنا، ويسألني عن رغبتي في انتظار يوم القيامة أو جعلي ترابا ونِسْيــًا مَنْسيــًا؟قلت لها: لستُ أنا من يحكم، فأنا أيضا أنتظر يومَ القيامة حتى لو جاء بعد مليون سنة، فلا تــُقحميني في جدالك الذكي!قالت: نحن لا نُحاسَب عما نفعله هنا في موقع الانتظار، وإبليس هناك على مبعدة ملايين السنوات الضوئية في الكرة الأرضية، وأعمالنا لا خير فيها ولا شر، لا حساب لها أو عليها، أليس هذا ما تؤمنون به؟قلت: بلي، وأعترف بأنني لا أملك على تساؤلاتك أية إجابة.ابتسمتْ شبه ساخرة، ولكن مسالمة، وأدارتْ وجهها، ثم تركتني في حيرتي.شاهدت بالقرب مني ثلاثة شبان كما هم أهل موقع الانتظار، أي في عُمر الخامسة والعشرين. كانوا هادئين لكن حيرة واضحة تعتمل في صدورهم وتكاد تنطق لولا أن مكان الانتظار يحجب كثيرا من مشاعر الغضب، فهنا سلامٌ حتى مطلع القيامة!فهمتُ على الفور أنهم في حياتهم الدنيا كانوا رجال دين: الأول حاخام في القدس المحتلة بُعيد نكبة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والثاني قس كاثوليكي في الفاتيكان إبان فاجعة الاعتداء الجنسي على الأطفال التي أغضبت المؤمنين الكُثُر بنقاء المسيحية، والثالث داعية إسلامي في بدايات القرن الواحد والعشرين وهو متطرف ومهووس جنسيا ويفسر القرآن الكريم تفسيرا إرهابيا كأنه ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الخامس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711595
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد قراءة الأجزاء الأربعة الأولى شرطٌ لفهم الجزء الخامس!كانت هناك فتاة سمراء، عرفتُ فيما بعد أنها من جزيرة لارينيون، المستعمرة الفرنسية، تقترب مني كلما استمعتْ لحكاية أحد المنتظرين، وقالت لي: إن حكاياتــِك لأهل الأرض ستثير غضبَهم؛ فعليك أنْ تتوقف فورًا!مسقط رأس الفتاة جزيرة لارينيون هي مستعمرة فرنسية تقاذف ملكيتَها البرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون حتى انتهتْ أخيرا إلى سيطرة الفرنسيين في عام 1642.الفتاة السمراء من أصول هندية، عاشت حياتها كلها في لارينيون باستثناء فترة الدراسة الجامعية التي قضتها في مدغشقر.سألتها عن آخر أنفاسها على الأرض فقالت: رحلتُ إلى باطن الأرض عندما بلغت السابعة والستين من العُمر، وغادرتُ العالمَ كأنني ذاهبة في نزهة بحرية في المحيط الهندي، ولم يصبني أيّ مرض فقد عشت بين الطبيعة وخضرتها وأمطارها وفاكهتها التي لا تقل حلاوة في المذاق عن فاكهة جنتــِـك التي سمعتك تُحدّث الناس عنها.أنا يا سيدي، أكمَلتْ بهدوء، قبلتُ حياة أرضية هادئة ومسالمة، وتمنيت أن لا تتكرر حياتي مرة أخرى، سواء كان ذلك في الجنة أو في الجحيم.قلت لها: لكنكِ لا تختارين حياتَكِ الأرضية أو السماوية، فمن خلقك اختار لكِ الحياتين!قالت متصنعة الهدوء: لكنني لم أكن مؤمنة رغم معرفتي بحُكـْم ثقافتي ودراساتي والأقليات التي عاصرتها مع اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية والبوذية وعشرات من العبادات والعقائد الأخرى، ولم تجذبني عقيدة لأنني كنتُ مكتفية بسلامي النفسي، وصِدْقني مع الناس، وسعادتي بين قومي؛ فعلىَ أي أساس تتم محاكمتي؟قلت لها: هي ليست محاكمة، لكنها حساب ختامي لكل حياتكِ منذ رُشدِكِ وحتى مماتك!تعجبتْ من منطقي وقالت: وكيف كنت أعرف أنَّ حياتي الدنيا كانت اختبارًا؛ إنْ نجحت فيه دخلت الجنة، وإنْ رسبت تلذذت بي نار الجحيم؟ أليس من حقي أن أعتذر الآن قبل يوم القيامة؟كان الحديثُ معها مرهقــًا وممتعــًا، فهي تحتفظ بعقل يقظ، وفي كامل الوعي والتفكير المنطقي.قلت لها: في كل الأحوال فأنتِ في موقع الانتظار، لا تعذيب فيه ولا مكافأة، لا سعادة فيه ولا تعاسة، وكلنا على قدم المساواة، فخالق الكون أعدل من أن يحكم بيننا مرتين!قالت: وماذا لو تمنيت أن يتجلــّــى اللهُ هنا، ويسألني عن رغبتي في انتظار يوم القيامة أو جعلي ترابا ونِسْيــًا مَنْسيــًا؟قلت لها: لستُ أنا من يحكم، فأنا أيضا أنتظر يومَ القيامة حتى لو جاء بعد مليون سنة، فلا تــُقحميني في جدالك الذكي!قالت: نحن لا نُحاسَب عما نفعله هنا في موقع الانتظار، وإبليس هناك على مبعدة ملايين السنوات الضوئية في الكرة الأرضية، وأعمالنا لا خير فيها ولا شر، لا حساب لها أو عليها، أليس هذا ما تؤمنون به؟قلت: بلي، وأعترف بأنني لا أملك على تساؤلاتك أية إجابة.ابتسمتْ شبه ساخرة، ولكن مسالمة، وأدارتْ وجهها، ثم تركتني في حيرتي.شاهدت بالقرب مني ثلاثة شبان كما هم أهل موقع الانتظار، أي في عُمر الخامسة والعشرين. كانوا هادئين لكن حيرة واضحة تعتمل في صدورهم وتكاد تنطق لولا أن مكان الانتظار يحجب كثيرا من مشاعر الغضب، فهنا سلامٌ حتى مطلع القيامة!فهمتُ على الفور أنهم في حياتهم الدنيا كانوا رجال دين: الأول حاخام في القدس المحتلة بُعيد نكبة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والثاني قس كاثوليكي في الفاتيكان إبان فاجعة الاعتداء الجنسي على الأطفال التي أغضبت المؤمنين الكُثُر بنقاء المسيحية، والثالث داعية إسلامي في بدايات القرن الواحد والعشرين وهو متطرف ومهووس جنسيا ويفسر القرآن الكريم تفسيرا إرهابيا كأنه ......
#مقطع
#يومياتي
#موتي
#الجزء
#الخامس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711595
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الخامس