الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
قاسم المحبشي : موقفان متناقضان من التاريخ أنجبا فكرة المستقبل
#الحوار_المتمدن
#قاسم_المحبشي وأنا أبحث في فلسفة المستقبل واجهت موقفان متناقضان كانا دافعا لازدهار الدراسات المستقبلية في الحضارة الغربية؛ الموقف الأول يتصل بالثقة بالتاريخ بوصفه تقدميا والموقف الثاني يتصل بفقدان الثقة بالتاريخ بوصفة بلا قيمة ولا أهمية. اولا: على صعيد الموقف الواثق بالتاريخ أخذت فكرة التقدم تنتشر وتشيع في نسيج الثقافة الأوروأمريكية عقيدة عامة وفلسفة شاملة منذ القرن السادس عشر الميلادي ومابعده حتى منتصف القرن العشرين إذ لم تكن فكرة التقدم مجرد أراء يرددها مفكرون وإنما كانت اقتناعاً عاما لدى أهل ذلك العصر. إذ كان لـ تحقيق الاستقلال الامريكي عام 1783 والنجاح في إقامة حكومة جديدة الأثر الكبير في تحويل المفهوم العقلي للتقدم إلى عقيدة راسخة في الوسط الثقافي الأمريكي اذ كتب "توم بين" "نحن الأمريكيين، نملك القوة والقدرة على أن نبدأ العالم من جديد، وأن العالم لم يشهد موقفاً مماثلاً منذ أيام نوح حتى الان، ونحن نقف على عتبة ميلاد عالم جديد"وكان "توماس جيفرسون" يطلق على أمريكا اسم "إمبراطورية الحرية" إذ كتب يقول "إن قدرنا أن نكون حائلاً دون عودة الجهل والبربرية وإن أوروبا القديمة سوف تعتمد علينا ونحملها على كاهلنا وتعرج بجانبنا تحت وطأةش شباك القساوسة والملوك، ترى ماذا سنكون عندما تصبح القارة الجنوبية تحت سيطرتنا وما هو الموقف الذي سنكلفه كقوة حليفة للعقل والتقدم وسند للحرية في العالم"( وفي عام 1858 كتبت مجلة "هاربرز منثلى" "إن كل ما له علاقة بوضعنا وتاريخنا وتقدمنا، يعين الولايات المتحدة أرضا للمستقبل" ويكتب ( هنري بلوسل) أن أمريكا تمثل اعلى مرحلة في الحضارة والتقدم والتجديد, ويرى آرثر هيرمان إن فكرة التقدم الأمريكية كانت تنطوي بداهة على نظرة علمانية للتاريخ مناقضة للنظرة المسيحية اللاهوتية وإذا كانت فكرة التقدم قد ظللت بأفقها العام الفضاء الثقافي الاور أمريكي في القرن الثامن عشر، فربما يعود ذلك إلى كونها تمثل حينذاك الشكل المدرك الذي اتخذته مشاعر ودوافع وحاجات الطبقة البرجوازية الفتية التي كانت تعيش أوج فتوتها وشبابها، وقد كانت فكرة التقدم بما احتوت في ذاتها من قوة ديناميكية لتحريك الأفراد والأمم ودفعهم في اتجاه أنجاز الغايات والأهداف التاريخية . ثانيا: فقدان الثقة بالتاريخ. شهد العالم المعاصر منذ منتصف القرن العشرين أحداثاً عاصفة ومتغيرات متسارعة في مختلف الصعد الحضارية والثقافية والمدنية، متغيرات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من حيث جدتها وسرعتها وأثرها وقوتها الصادمة للروح والعقل معاً، إذ بدا الأمر وكأن التاريخ يترنح والأرض تميد بأهلها، والقيم تهتز والحضارة تضطرب، والفوضى الشاملة تجتاح كل شيء، وبازاء هذا المشهد القيامي المجنون تحيرت افضل العقول، وفقد العقل الإنساني بصيرته وقدرته النيرة في رؤية الأحداث وما ورائها، ومن ثم تفسيرها وتحليلها والكشف عن ثيماتها العميقة المتخفية في سبيل فهمها وعقلنتها وإدراك معناها.ووسط هذا السديم الحالك من الاضطراب العظيم والعمى الشامل، آخذ العلماء والمفكرون والمؤرخون يبحثون عن تفسير معقول لما يعتمل في لواقع ويدور في عالم جن جنونه وأصاب الناس جميعاً بالدهشة والذهول، فهذا المؤرخ الإنجليزي المشهور " جفري باراكلاف" من جامعة اكسفورد يكتب تحت تأثير الإحساس العميق بالأزمة " إننا مهاجمون بإحساس من عدم الثقة بسبب شعورنا بأننا نقف على عتبة عصر جديد لا تزودنا فيه تجاربنا السابقة بدليل أمين لسلوك دروبه، وان أحد نتائج هذا الموقف الجديد هو أن التاريخ ذاته يفقد، إن لم يكن قد فقد سلطته التقليدية ولم يعد بمقدوره تزويدنا بخبرات سابقة في مواج ......
#موقفان
#متناقضان
#التاريخ
#أنجبا
#فكرة
#المستقبل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740418