الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عامر موسى الشيخ : محو الحياة في مراثي الفراشات للشاعر نجم عذوف
#الحوار_المتمدن
#عامر_موسى_الشيخ تتطلب قراءة تجربة الشاعر العراقي نجم عذوف أولا : قراءة سيرته الحياتية ، والإبحار في متغيراتها، فالنص في هذه التجربة على وجه الخصوص ؛ يمثل رسمة كبيرة لحياة هذا الشاعر، وبالتالي لحياتنا ، فالنص عنده حياة وسلوك وتصرفات ومسؤولية وأحالها كلها إلى منصة كبيرة لإلقاء رؤاه منها ، وإعلان رفضه للتعسف والظلم والقهر الذي عاناه الانسان العراقي . يأتي التصور أعلاه تحت ظلال كتاب" النص والحياة " لمؤلفه حسن ناظم (المدى 2008) فالقراءات عنده تمثل ضربا " يوازن بين النص والحياة ، كأن النص هو البيت اللغوي للحياة " (ص13 ) ، ولعلّ هذا المفتاح الذي يكاد يكون منهجا ، يمكن قارئ تجربة نجم عذوف من فك شفراتها ، عبر معرفة حياة الشاعر أولا من ثم نصوصه ، التي تمثل الحياة كلها . برز اسم نجم عذوف بوصفه شاعرا في العقد الثمانيني ، رغم أن بواكيره كانت في السبعينيات ، إلا أن انتظام التجربة كان ثمانينيا بامتياز ، وحينما لم يجد بدا من القول وممارسة الفعل الفني بالقول ، بسبب صعود أًصوات الحرب العراقية الايرانية ، وانطلاق دوران سرفات الدبابات ، التي أدارت معها رحى الموت ، والدخول في موجة جديدة منه ، في حينها توجه شاعرنا إلى المسرح ممثلا ، مستثمرا قابليته الصوتية في تأدية المواويل وإلقاء المراثي .. لتتشكل في دواخله شخصية مركبة غير مستقرة ، تعيش بين الاضطراب والقلق والمُولد للأسئلة الكبرى المواجهة للحياة ،و قدمها بإطارين أولها نصوصي ، والآخر سلوكي . ولعل هذا الاضطراب منطقيا وطبيعيا لدى أي مبدع مفكر بالحياة ، لكنه يكون غير منطقيا حينما يجد المبدع نفسه أمام حروب السلطة وجبروتها المتفنن بسحق الانسان ، لذلك تحولت أحلام نجم إلى فعل سلوكي ونصوصي مهمته محو الحياة المُرّة ورفضها في ظل السلطة المتجبرة. ترك نجم مدينته السماوة ، متواريا في بغداد خلف ملابس بالية و لحية كثة بشعر طويل ، غير مبال للمظهر الخارجي ، الذي كان يظهر به شعراء السلطة ، مع نوم في الشوارع ، أو في أروقة اتحاد الأدباء والكتاب ، أو في غرفة بائسة في فندق رخيص مع صديق أو زميل له في هذا الرفض المطلق ، فهو لا يبغي شيء عند نهاية اليوم غير مكان للنوم يتسع لجسده ، ليكمل صباحاته جوالا في منطقة الميدان أو شارع الرشيد ، أو يختار زاوية ما من مقهى حسن عجمي لاحتساء الشاي والثرثرة التي صارت قناعا له ، فهو القائل في نص " الجهات الكسلى " من ديوانه " مراثي الفراشات " الصادر عن دار تموز دمشق 2017 : " تتدحرج روحي على سلالم المساء حاملة فوانيسها لتغوي الصباحات " ص (5) . لم يكن عدم الاستقرار الناتج عن التدحرج إلا نتيجة لعدم استقرار الحياة برمتها ، إلا أن جمرة الشعر بقت مضيئة بضوء خافت يشبه ضوء الفوانيس ، محافظا على توهجه الباطني ، مقدما إياه إلى الصباح ، لأن الصباح هنا لا ينتج ضوءا طبيعيا ، لذلك يحاول هذا الضوء أن يغوي صباحات الحياة البائسة ، بروح قررت محو هذه الحياة المعيشة تماما ، وعدم الاعتراف بها . يتيح لنا التصور السابق استحضار حكاية من حكايات ليالي وأيام بغداد ، وبعض المدن العراقية الأخرى في تلك المدن ، وهي حكاية ولادة ما أطلق عليه بـ " جيل الشعراء الصعاليك " أو " الشعراء الصعاليك " وهي الفئة التي أختارت الحياة خارج الأطر الرسمية تماما ، حكومية أو مجتمعية ، لتختار المشي المستمر والحياة الدائمة في الكراجات و الشوارع ، لاسيما الخلفية منها ، غير مبالين لنظرات التي تخدش خصوصيتهم ، مقاومين سهام الجوع ، وخواء الأمعاء ، والجيوب المخرومة ، والملابس التي في غير فصلها المناخي ،مواصلين أيامهم هكذا بصورة غير ......
#الحياة
#مراثي
#الفراشات
#للشاعر
#عذوف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700361