الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : الكواكبي.. والاستبداد الديني1 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان تأتي كلمة "الاستبداد" بمعنى التعسّف أو التجاوز على الحق، أو الظلم، أو ضرب القضايا الانسانية عرض الحائط. ودائما ما يقوم بذلك هو الحاكم الذي يتسلط على رقاب الناس بقوة السيف، والرهبة الغاشمة، ثم يوجد هناك من يناصره من المستفيدين من تسلطه واستبداده. ولعل أهم طريق يمكن أن يصل اليه المستبد، هو طريق الدين، لأن هذا الطريق هو الطريق السالك، المُعبّد، والذي يجده (المستبد) محاطا بالورود الزاهية ذات الروائح العطرة، التي لا تزكم الانوف. فيسير في هذا الطريق ليصل الى مبتغاه وهو مطمأن البال، مرتاح الضمير، متيقن من الوصول للارتقاء والجلوس على دفة الحكم. والكواكبي، على اعتباره رجل دين ومفكر كبير، ومصلح دافع عن الاصلاح الديني بكل ما أوتي من قوة. فهو يقر بوجود استبداد ديني، واستغلال صارخ للدين في سبيل الوصول الى مئارب، وقد تحقق لمن خاض في هذا الطريق، فنجح وراح يظلم الناس باسم الدين، ويكسب الاموال باسم الدين، لا في دين معين بل في معظم الاديان. فأن مثل هذا (الشخص) موجود في كل زمان ومكان وهو يتحاين الفرصة تلو الفرصة، وما اسرعه أن يقفز ويجلس على اريكة السلطة. هذا من جانب؛ ومن جانب آخر المستبد الديني، والذي عناه الكواكبي، وهو الذي يتصدى للأمور الدينية، فيظهر حقده وسوء نواياه، ويرغب بتحقيق ما تمليه عليه نفسه المريضة، المتعطشة الى ظلم الناس والتشفي منهم، كونهم يخالفونه في وجهات النظر، ولا يقرون بما يعتقده من قضايا في المعتقد، فذاك يعتبره الكواكبي اخطر من الاول، (أعني من السياسي الذي يصل الى دفة الحكم عن طريق الدين). فهو الذي يحذرنا الكواكبي منه، لأنه يحكم بالنيابة عن الله!، كم يرى هو، وكأن الله فوض اليه الامر، واعطاه تخويل بأن يكون الناطق باسمه، والحاكم بأمره. ولكي يحصّن نفسه هذا المستبد حيث يضفي على نفسه هالة قدسية إذ "ما من مستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقامَ ذي علاقة مع الله. ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله، وأقل ما يعنون به الاستبداد تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضا فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها فيخلو الجو للاستبداد ليبيض ويفرخ" وبالتالي، وعلى رأي الكواكبي، لم يقف الامر عند هذا الحد، بل "يفرخ" هذا الاستبداد استبدادا آخر من الصنف نفسه حتى تصبح الحياة جحيما لا يطاق، بوجودهم، لأن حالات الاستلاب تصبح هي الطاغية على الواقع. وهذا الذي مرت به الانسانية منذ آلاف السنين، والانسان البائس المسكين هو الذي يدفع الثمن على طول الخط. ويذكر الكواكبي نماذج كثيرة من المستبدين الذي حكموا اممهم، ولاقت تلك الامم الويلات على اياديهم، حتى اخيرا ذهبوا وظل تاريخهم الملطخ بالعار شاخصا الى يومنا هذا، ليدل على حجم تلك المأساة التي لاقتها تلك الشعوب واحترقت بلظاها. واصحاب العقول النيرة يزعمون، كما يرى الكواكبي، بل "ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفك متى وُجد أحدهما في أمة جر الآخر إليه أو متى زال رفيقه، وإن صلح، أي ضعف، أحدهما صلح، أي ضعف، الثاني. ويقولون إن شواهد ذلك كثيرة جدا لا يخلو منها زمان ولا مكان. ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيرا من السياسة إصلاحا وإفسادا". وذلك لأن الانسان متدين بطبعه، وأن المحيط الذي يولد فيه ذلك الانسان يحاول أن يغرس نبتة التدين في قاع فكره، ومن ثم يسقيها بالطقوس والشعائر الدينية حتى تَنبت وتنضج ثمارها، وبعد ذلك فأن الانسان لا يمكن أن يتنازل عن تلك النبتة ويعدها نبتة صالحة وُجدت الارض الخصبة والمياه العذبة، ......
#الكواكبي..
#والاستبداد
#الديني1

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682758