الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سالم المرزوقي : حالة استرخاء زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#سالم_المرزوقي قصه قصيرهاستوى على كرسييه الأعرج واعتنى بقهوته وأشعل سيجارة الكريستال المعهوده،لم يحاول الانتباه لمن حوله بل سارع لفتح هاتفه للاطلاع على مستجدات الفيسبوك لعله يظفر بخبر يسره عن صديق(ه) أو عن وطن تحول بلا استئذان لمقبرة جماعيه لاتستثني إلا المنحرفين وذوي العاهات العقليه،يبحث عن نقطة ضوء ترشده لرشقة حب افتقدها مذ كان يحفظ العناوين والأرقام ويعرف الوجوه من سماتهم بلا فضاءات افتراضيه ولا قنوات فضائيه،يبحث عن سماء زرقاء هادئه بلا غيوم،يبحث عن قمر فضي ناصع يناجيه بلا مناظير ليليه ،يبحث ويبحث بلا جدوى ،لايعترضه إلا عناوين الموت والأكفان ودموع تنتظر دورها لتختفي،يشعر بقشعريرة بارده لم يعهدها حتى أيام الفقر والعراء.يعود الى البيت متثاقلا ويتساءل :هل هي نزلة برد مثقله بالهواجس وأنباء الموت أم هي اللعينة الفاتكه؟ لا...لا هذه ولا تلك ويقرر التحدي...التحدي هو الترياق المضاد في زمن اليأس.يصل كأول حريف ليحتسي اول قارورة ويستقبل كأول حريف ويسمع أول خبر عن سيدة اقتنصتها الكورونا في ذاك اليوم،يعتصره الألم والحزن لوقع الفاجعه،يعرفها ويذكر تفاصيل حياتها بدقة،حتى تضاريس جسدها المراهق لازالت في مخيلته عندما كانت معه في نفس المدرسه الابتدائيه وفي نفس القسم.خبر الموت المفزع رحل بنصف التحدي ولم يبقى أمامه إلا الانسحاب من الحانة.قرر ألا يذهب للطبيب ولا المستشفى خشية تعقيد الحدث،أخفى رأسه تحت الحشوة كي لا يسمع العالم الخارجي،كانت حشرجة صدره تنبأه أن الأمر يزداد تعقيدا،لكن القرار لا رجعة فيه سيطبق على نفسه عزلة و حجرا وبصمت كذلك ،لن يخبر أحد وإذا تعكرت صحته فسيأتي من ينتبه لحالته ويتخذ القرار الصائب مكانه حتى لو كان موتا فجئيا.مرت الليلة الأولى ثقيلة ممزوجة بالمعاناة لكن الألم لم يكن بالحدة التي اعتقدها،استعاد قوته والجزء الذي افتقده من التحدي وأعاد لذهنه السؤال الأول :هل هي نزلة برد ثقيله أم الكورونا اللعينه؟في كل الأحوال عليه الصمود..عصر ذاك اليوم عكر صفو مزاجه صوت المصدح في المسجد القريب،صوت خطيب أفغاني لعين يتغذى من الدين كما البعوضة من الدم يندب،يبكي وينوح ويذكر بعذاب القبر كأنه ربنا في الأرض يتوعدنا وينذرنا ويحاسبنا قبل ونحن أحياء،يقتلنا ويشرحنا ويفتك بعزائمنا كانه إلاه الموت في جبة الواعظ الراهب وعندما يتأكد اللعين من امتعاضنا منه يمرر في المصدح سورة النساء مضمخة بدماء الحيض والنجاسة وتأديب نشوز المرأة...يا إلاهي كم أنت قاس علينا ...ألا يكفينا احتلال فيروس الكورونا لأجسادنا المنهكه لتصيبنا بفيروس الكهنه في رؤوسنا ؟تمضي الليلة الثانيه وقد ازداد يقينا أنه لن يرحل إلا مقتنعا بأنه بشر عادي،مر بكل مراحل الحياة بحلوها ومرها بسعادتها وعذاباتها ولم تؤثر فيه هرطقات الجاهل الأفغاني الذي يقتات من نهش خلايا العقل السلفي لدى العامة،هو ليس منهم،لم يفقد ملكة التفكير والتمييز والتمحيص والحب والجمال ولن يرحل إلا وهو يغني للحياة كالشعراء.صحيح نحن شعوب تتقن تكميم الأفواه وتتعامل بالنميمة في نقل الأخبار إلا في الموت فهو يشهر علنا بمكبرات الصوت في أغلب مساجد المدينة الصغيره،فيعلن عن اسم المتوفي ولقبه وحسبه وحتى نسبه إن كانت أنثي لأن المرأة ملحقه بزوجها في عرف مجتمعنا،هكذا كل صباح تصدح المآذن بضحية جديده افترسها فيروس كورونا.أنباء الموت وتفشي الوباء لم تخترق حصانة التحدي لصاحبنا،ظل لليوم الثالث صامدا لم يذهب للطبيب ولا المستشفى ولم يخبر أحدا حتى رفاقه الذين شغلتهم مأساة مدينته أخفى عنهم ،لكنه ظل ملازما العزلة يقرأ بعض المقالات في الأنترنت يتاب ......
#حالة
#استرخاء
#الكورونا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702771