إدريس غازي : القطيعة في تاريخ الخطابات
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي إن قراءة كتاب " الكلمات والأشياء " لمشيل فوكو لهي قراءة ممتعة جدا وبالغة الأهمية ، من الناحية الفلسفية والفكرية والعلمية . إنه يجعلنا نعترف منذ البداية بأحقية القطيعة بالوجود داخل حقل الفكر وتاريخه .فالفكر مرتب عادة ، بطريقة ما ، في فترة زمنية محددة .إنه مبني هيكليا وبنيويا على هذه المنوال .وهذا القول ينطبق أيضا على كل شيء " وقع " فجاة ، في لحظة ما ، غير متوقعة ولا منتظرة ؛ يحصل حادث ما ، حادث طاريء .يقلب كل شيء ويؤدي إلى تغيير نظام الفكر السائد وإعادة قولبته وتشكيله ، وهذه هي الطية ( le pli ) الجديدة ، او الإبستيمية الجديدة للفكر كما يسميه م. فوكو .نلاحظ ان فوكو يهدف من خلال هذا الكتاب - كما يوحي بذلك عنوانه الفرعي : أركيولوجيا العلوم الإنسانية ( Une Archéologie des sciences humaines ) - إلى سبر أغوار الفكر الغربي خلال اربعة قرون تقريبا ( من النصف الثاني للقرن السادس عشر إلى النصف الأخير من القرن العشرين ) .حيث اكتشف على مدار هذه المرحلة ، قطيعتين معرفيتين كبيرتين : الأولى تفصل بين العصور الوسطى ، ونظرتها للعالم .وبين العصر الكلاسيكي ، وتتموضع في بداية القرن السابع عشر . والقطيعة الثانية تفصل العصر الكلاسيكي ورؤيته للعالم ، عن المعرفة الحديثة التي لازال الغرب يعيش في إطار منظومتها حتى يومنا هذا ، وتتموضع حوالي الثورة الفرنسية .كل ذلك كي يكتشف م. فوكو الكيفية التي تشكلت عليها العلوم الإنسانية .وكيف عرفت انزياحات في بناءها التحتي الاركيولوجي .وقبل أن يرصد م. فوكو القطيعة الأولى ، يخصص فصلا من كتابه المذكور ، عنونه ب " التمثيل " representer يتحدث فيه عن النظرة الوسيطية للكون والعالم ، التي كانت تتمحور حول مفهوم التشابه والمحاكاة ، اي تشابه أشياء العالم ببعضها البعض .في هذه المرحلة كانت عملية التشابه ، هي التي تلعب الدور الأساسي والتأسيسي في الثقافة الغربية .كانت هناك علاقة مضاعفة ومزدوجة للفكرة بالشيء الذي تدل عليه .لقد أدانت معرفة القرن السادس عشر نفسها ، بأن تعترف إلا ما تعرفه .لكن سرعان ما وقع انفصال بين معرفة القرون الوسطى ومعرفة العصر الكلاسيكي .وقد رافقت هذه القطيعة ،انبثاق اللحظة الديكارتية ، في هذه اللحظة من التاريخ توقف الفكر عن التحرك داخل جدران التشابه والمحاكاة .لم تعد المحاكاة المملة واللانهائية ، التي وصفها فوكو بالثراء ، وسيلة للمعرفة بالنسبة للعصر الكلاسيكي ، عكس ما كان عليه الحال إبان العصور الوسطى . أصبحت هذه المعرفة تدل على الوهم والارتباك ومهاوي الخطا والظلال .لقد نضج أناس القرن السابع عشر .فأصبحوا عقلانيين .ويرى م فوكو بأن النقد الديكارتي لمفهومي التشابه والمحاكاة ، الذي كان يمثل أداة المعرفة في العصور الغابرة ، يختلف عن نقد " باكون " الذي كان لايزال يتأرجح بين معرفة العصور الوسطى والمعرفة الجديدة ، التي افتتحها العصر الكلاسيكي .لقد حسم ديكارت الامر نهائيا وأقصى أداة التشابه من ساحة المعرفة وبذلك أحدث قطيعة عميقة بين كلتا المعرفتين .لكن فوكو لا زال يرجح كل شيء في العصر الكلاسيكي إلى تأثير ديكارت ونيوتن .وأن القطيعة القطيعة الأساسية تتمثل بلحظة غاليليو او ديكارت .أما القطائع التي حصلت فيما بعد فهي ثانوية وتندرج داخل القطيعة الكبرى للعلم الحديث .وان أنواع الابستيميات والقطائع التي تلت الديكارتية لا أهمية لها ولا قيمة أمام القطيعة الاولى .بل على العكس من ذلك ، إن تاريخ الفكر طافح بالقطائع التي يجب إعطاؤها ما تستحق (هذا من جهة ) .ومن جهة أخرى ان فوكو يعيد كل شيء بما فيها اللحظة الديكارتية وغيرها إلى طبق ......
#القطيعة
#تاريخ
#الخطابات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676156
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي إن قراءة كتاب " الكلمات والأشياء " لمشيل فوكو لهي قراءة ممتعة جدا وبالغة الأهمية ، من الناحية الفلسفية والفكرية والعلمية . إنه يجعلنا نعترف منذ البداية بأحقية القطيعة بالوجود داخل حقل الفكر وتاريخه .فالفكر مرتب عادة ، بطريقة ما ، في فترة زمنية محددة .إنه مبني هيكليا وبنيويا على هذه المنوال .وهذا القول ينطبق أيضا على كل شيء " وقع " فجاة ، في لحظة ما ، غير متوقعة ولا منتظرة ؛ يحصل حادث ما ، حادث طاريء .يقلب كل شيء ويؤدي إلى تغيير نظام الفكر السائد وإعادة قولبته وتشكيله ، وهذه هي الطية ( le pli ) الجديدة ، او الإبستيمية الجديدة للفكر كما يسميه م. فوكو .نلاحظ ان فوكو يهدف من خلال هذا الكتاب - كما يوحي بذلك عنوانه الفرعي : أركيولوجيا العلوم الإنسانية ( Une Archéologie des sciences humaines ) - إلى سبر أغوار الفكر الغربي خلال اربعة قرون تقريبا ( من النصف الثاني للقرن السادس عشر إلى النصف الأخير من القرن العشرين ) .حيث اكتشف على مدار هذه المرحلة ، قطيعتين معرفيتين كبيرتين : الأولى تفصل بين العصور الوسطى ، ونظرتها للعالم .وبين العصر الكلاسيكي ، وتتموضع في بداية القرن السابع عشر . والقطيعة الثانية تفصل العصر الكلاسيكي ورؤيته للعالم ، عن المعرفة الحديثة التي لازال الغرب يعيش في إطار منظومتها حتى يومنا هذا ، وتتموضع حوالي الثورة الفرنسية .كل ذلك كي يكتشف م. فوكو الكيفية التي تشكلت عليها العلوم الإنسانية .وكيف عرفت انزياحات في بناءها التحتي الاركيولوجي .وقبل أن يرصد م. فوكو القطيعة الأولى ، يخصص فصلا من كتابه المذكور ، عنونه ب " التمثيل " representer يتحدث فيه عن النظرة الوسيطية للكون والعالم ، التي كانت تتمحور حول مفهوم التشابه والمحاكاة ، اي تشابه أشياء العالم ببعضها البعض .في هذه المرحلة كانت عملية التشابه ، هي التي تلعب الدور الأساسي والتأسيسي في الثقافة الغربية .كانت هناك علاقة مضاعفة ومزدوجة للفكرة بالشيء الذي تدل عليه .لقد أدانت معرفة القرن السادس عشر نفسها ، بأن تعترف إلا ما تعرفه .لكن سرعان ما وقع انفصال بين معرفة القرون الوسطى ومعرفة العصر الكلاسيكي .وقد رافقت هذه القطيعة ،انبثاق اللحظة الديكارتية ، في هذه اللحظة من التاريخ توقف الفكر عن التحرك داخل جدران التشابه والمحاكاة .لم تعد المحاكاة المملة واللانهائية ، التي وصفها فوكو بالثراء ، وسيلة للمعرفة بالنسبة للعصر الكلاسيكي ، عكس ما كان عليه الحال إبان العصور الوسطى . أصبحت هذه المعرفة تدل على الوهم والارتباك ومهاوي الخطا والظلال .لقد نضج أناس القرن السابع عشر .فأصبحوا عقلانيين .ويرى م فوكو بأن النقد الديكارتي لمفهومي التشابه والمحاكاة ، الذي كان يمثل أداة المعرفة في العصور الغابرة ، يختلف عن نقد " باكون " الذي كان لايزال يتأرجح بين معرفة العصور الوسطى والمعرفة الجديدة ، التي افتتحها العصر الكلاسيكي .لقد حسم ديكارت الامر نهائيا وأقصى أداة التشابه من ساحة المعرفة وبذلك أحدث قطيعة عميقة بين كلتا المعرفتين .لكن فوكو لا زال يرجح كل شيء في العصر الكلاسيكي إلى تأثير ديكارت ونيوتن .وأن القطيعة القطيعة الأساسية تتمثل بلحظة غاليليو او ديكارت .أما القطائع التي حصلت فيما بعد فهي ثانوية وتندرج داخل القطيعة الكبرى للعلم الحديث .وان أنواع الابستيميات والقطائع التي تلت الديكارتية لا أهمية لها ولا قيمة أمام القطيعة الاولى .بل على العكس من ذلك ، إن تاريخ الفكر طافح بالقطائع التي يجب إعطاؤها ما تستحق (هذا من جهة ) .ومن جهة أخرى ان فوكو يعيد كل شيء بما فيها اللحظة الديكارتية وغيرها إلى طبق ......
#القطيعة
#تاريخ
#الخطابات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676156
الحوار المتمدن
إدريس غازي - القطيعة في تاريخ الخطابات
إدريس غازي : الإبستيمي والخطاب
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي مما لا شك فيه أن مفهوم الإبستيمي Epistimé هو أفضل إنجاز - إن لم نقل إنجازا ثوريا - على المستوى الفضائي / الأفقي في كتاب "الكلمات والأشياء " إلى جانب مفهوم القطيعة répture على المستوى العمودي .في هذا الكتاب برهن م فوكو على وجود ترابط إبستيمولوجي عميق بين أنواع المعارف والعلوم السائدة ، في فترة زمنية معطاة ، وفي عصر معين . فمع م. فوكو لا يمكن ، وكيف ما كان الحال ، أن نؤرخ لعلم من العلوم بمعزل عن علوم أخرى وتشكيلات وممارسات خطابية discursive معاصرة له .لقد كان مؤرخوا الأفكار في السابق يتحدثون عن تاريخ علم اللغة وحده ، أو تاريخ علم الاقتصاد أو الطب أو الأدب أو الفلسفة ...دون أن يحاولوا الربط فيما بينها . وفي واقع الأمر إن نحت هذا مفهوم الابستيمي من طرف فوكو ، لهو شيء جديد في تاريخ الفكر بدلالاته الفلسفية، ذلك أن هذا المفهوم سيغدو واحدا من أهم مفاتيح الفكر في علاقته بالسلطة pouvoir عند م. فوكو الذي يعرفه بعبارات صريحة كالتالي :" نفهم من الإبستيمي في الواقع مجموعة من العلاقات القادرة في عصر معطى ، على التوحيد بين الممارسات الخطابية ، التي تظهر أشكالا إبستيمولوجية وعلوما .وإمكانية تشكل أنظمة " إلى أن يقول ليس الإبستيمي شكلا لمعرفة أو نموذجا من العقلانية يتخلل كل العلوم على اختلافها ، كاشفا بذلك عن وحدة مسيطرة لموضوع أو فكر أو عصر ، بل هي مجموعة من العلاقات التي يمكن اكتشافها في عصر معين .." ويضيف قائلا " لا يوجد قط ضمن ثقافة ما ، في لحظة معينة ، غير إبستيمي واحد يحدد شروط الإمكان بالنسبة لكل معرفة " ( ص.179 ) ..ومن هذه الزاوية يمكن القول أن الابستيمي مفهوم تأريخي، لكنه مفرغ من كل علاقة مع التشكيلة الإجتماعية، ولقد حاول فوكو رسم الحدود القصوى للفكر الغربي والخط القاسم بين ما هو ممكن التفكير فيه وما هو مستحيل الفكير فيه..وهذا ما كسر الوهم الذي جعل الكثير يعتقد بأن العقلانية خط واحد أو نظرية واحدة مهيمنة، وقد قادت هذه المنهجية الفيلسوف إلى تأسيس جينيالوجا للمعرفة في العلوم الإنسانية، وجعل ما كنا نعتقده طرازا لفكر البشرية الدائم، شيئا نسبيا .يقول فرانسوا فال عن هذا المفهوم " فقد أثبت أن تاريخ الفكر ينقسم إلى شرائح كبيرة ( اي فترات زمنية واسعة ) مفصولة عن بعضها البعض ، وكل شريحة تشبه ورقة خضراء بكل تفاريعها وعروقها ( اي كل العلوم والمعارف السائدة في فترة محددة ) وعندما تذبل هذه الورقة وتموت ، تطوى لتحل محلها ورقة جدبدة وهكذا ذواليك ..." ولكي نوضح المسالة أكثر ، سأعرض بسرعة للإبستيميات الثلاث والتي رصدها م. فوكو في كتابه" الكلمات والأشياء " في صورة مختزلة، مما سيمكننا بثبات من الوقوف على ملامح هذه العصور ، كما سيساعدنا في توضيح العلاقة بين الابستيمي والقطيعة بالنظر إلى علاقة التلازم بين المفهومين يصعب الفصل بيهما دون بيان الأسس الابستيمولوجية والمعرفية لكليهما ...فالقطيعتان المشار إليهما في الجزء السابق ؛ أي القطيعة بين العصر الوسيط والعصر الكلاسيكي من جهة، والقطيعة الثانية بين العصر الكلاسكي والعصر الحديث من جهة ثانية .فالقطيعتان المشار إليهما يفصلان بين ثلاث إبستبميات وهي على التوالي : ١-;- إبستيمي العصر الوسيط .٢-;- إبستيمي العصر الكلاسيكي ٣-;- إبستيمي العصر الحديث .وهذا ما سنقف عنده في الجزء اللاحق من هذه المقالة.يتبع ......
#الإبستيمي
#والخطاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676225
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي مما لا شك فيه أن مفهوم الإبستيمي Epistimé هو أفضل إنجاز - إن لم نقل إنجازا ثوريا - على المستوى الفضائي / الأفقي في كتاب "الكلمات والأشياء " إلى جانب مفهوم القطيعة répture على المستوى العمودي .في هذا الكتاب برهن م فوكو على وجود ترابط إبستيمولوجي عميق بين أنواع المعارف والعلوم السائدة ، في فترة زمنية معطاة ، وفي عصر معين . فمع م. فوكو لا يمكن ، وكيف ما كان الحال ، أن نؤرخ لعلم من العلوم بمعزل عن علوم أخرى وتشكيلات وممارسات خطابية discursive معاصرة له .لقد كان مؤرخوا الأفكار في السابق يتحدثون عن تاريخ علم اللغة وحده ، أو تاريخ علم الاقتصاد أو الطب أو الأدب أو الفلسفة ...دون أن يحاولوا الربط فيما بينها . وفي واقع الأمر إن نحت هذا مفهوم الابستيمي من طرف فوكو ، لهو شيء جديد في تاريخ الفكر بدلالاته الفلسفية، ذلك أن هذا المفهوم سيغدو واحدا من أهم مفاتيح الفكر في علاقته بالسلطة pouvoir عند م. فوكو الذي يعرفه بعبارات صريحة كالتالي :" نفهم من الإبستيمي في الواقع مجموعة من العلاقات القادرة في عصر معطى ، على التوحيد بين الممارسات الخطابية ، التي تظهر أشكالا إبستيمولوجية وعلوما .وإمكانية تشكل أنظمة " إلى أن يقول ليس الإبستيمي شكلا لمعرفة أو نموذجا من العقلانية يتخلل كل العلوم على اختلافها ، كاشفا بذلك عن وحدة مسيطرة لموضوع أو فكر أو عصر ، بل هي مجموعة من العلاقات التي يمكن اكتشافها في عصر معين .." ويضيف قائلا " لا يوجد قط ضمن ثقافة ما ، في لحظة معينة ، غير إبستيمي واحد يحدد شروط الإمكان بالنسبة لكل معرفة " ( ص.179 ) ..ومن هذه الزاوية يمكن القول أن الابستيمي مفهوم تأريخي، لكنه مفرغ من كل علاقة مع التشكيلة الإجتماعية، ولقد حاول فوكو رسم الحدود القصوى للفكر الغربي والخط القاسم بين ما هو ممكن التفكير فيه وما هو مستحيل الفكير فيه..وهذا ما كسر الوهم الذي جعل الكثير يعتقد بأن العقلانية خط واحد أو نظرية واحدة مهيمنة، وقد قادت هذه المنهجية الفيلسوف إلى تأسيس جينيالوجا للمعرفة في العلوم الإنسانية، وجعل ما كنا نعتقده طرازا لفكر البشرية الدائم، شيئا نسبيا .يقول فرانسوا فال عن هذا المفهوم " فقد أثبت أن تاريخ الفكر ينقسم إلى شرائح كبيرة ( اي فترات زمنية واسعة ) مفصولة عن بعضها البعض ، وكل شريحة تشبه ورقة خضراء بكل تفاريعها وعروقها ( اي كل العلوم والمعارف السائدة في فترة محددة ) وعندما تذبل هذه الورقة وتموت ، تطوى لتحل محلها ورقة جدبدة وهكذا ذواليك ..." ولكي نوضح المسالة أكثر ، سأعرض بسرعة للإبستيميات الثلاث والتي رصدها م. فوكو في كتابه" الكلمات والأشياء " في صورة مختزلة، مما سيمكننا بثبات من الوقوف على ملامح هذه العصور ، كما سيساعدنا في توضيح العلاقة بين الابستيمي والقطيعة بالنظر إلى علاقة التلازم بين المفهومين يصعب الفصل بيهما دون بيان الأسس الابستيمولوجية والمعرفية لكليهما ...فالقطيعتان المشار إليهما في الجزء السابق ؛ أي القطيعة بين العصر الوسيط والعصر الكلاسيكي من جهة، والقطيعة الثانية بين العصر الكلاسكي والعصر الحديث من جهة ثانية .فالقطيعتان المشار إليهما يفصلان بين ثلاث إبستبميات وهي على التوالي : ١-;- إبستيمي العصر الوسيط .٢-;- إبستيمي العصر الكلاسيكي ٣-;- إبستيمي العصر الحديث .وهذا ما سنقف عنده في الجزء اللاحق من هذه المقالة.يتبع ......
#الإبستيمي
#والخطاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676225
الحوار المتمدن
إدريس غازي - الإبستيمي والخطاب
إدريس غازي : فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ( الجزء الثالث )وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱ-;-ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ......
#فوكو
#وإبستيميات
#العصور
#الثلاثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677578
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ( الجزء الثالث )وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱ-;-ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ......
#فوكو
#وإبستيميات
#العصور
#الثلاثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677578
الحوار المتمدن
إدريس غازي - فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
إدريس غازي : مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي (الجزء الثالث)وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ال ......
#مشيل
#فوكو
#وايبيستيميات
#العصور
#الثلاث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677572
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي (الجزء الثالث)وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ال ......
#مشيل
#فوكو
#وايبيستيميات
#العصور
#الثلاث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677572
الحوار المتمدن
إدريس غازي - مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
إدريس غازي : فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2 العصر الكلاسيكي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي تناولنا في مقالتنا السابقة حول إبيستيميات العصور الثلاثة: العصر الوسيط، كيف تشكل إبيستيمي هذه الحقبة، وبينا فيها تحول العلاقة بين الكلمات والأشياء من العصر الوسيط إلى العصر الكلاسيكي، ودشنا معالجة تلك العلاقة في العصر الكلاسيكي كما سنرى. إن هذه العلاقة بالنظام العام للأشياء ،أو نسق الأشياء ، هي التي تميز إبيستيمي العصر الكلاسيكي، كما أن التأويل اللانهائي يميز إبيستيمي العصور الوسطى ،حتى نهاية القرن السادس عشر . وبما أن المعرفة في تلك الحقبة كانت تعتمد على التشابه ودراسة أوجه التماثل بين الأشياء ،فإن معرفة العصر الكلاسيكي أصبحت تعتمد على العلامات signes بصفتها وسائل لتشكيل المعارف التجريبية عن طريق دراسة أوجه التماثل والاختلاف ؛ لكن يتساءل مشيل فوكو عما تعنيه العلامة في العصر الكلاسيكي ؟ فيلاحظ أن الذي تغير في النصف الأول من القرن السادس عشر ، هو النظام الكامل للعلامات ، والشروط التي من خلالها تكون مرآة للعالم ، إذ لم تعد العلامة تحيل إلى التشابه، كما كان الأمر إبان العصر الوسيط بل أصبحت مع بداية القرن السابع عشر أداة لتحليل الواقع وتنضيد أجزاءه وفرزها وترتيبها على هيئة جدول تصنيفي عام . يرى م. فوكو أن الشيء الجديد الذي جعل الإبستيمي الكلاسيكي ممكن الوجود ، والشيء الذي جعله مشروع علم عام ، بل ونظرية عامة العلامات ممكنة الوجود ، هو استخدام مقياس التمييز والقياس الرياضي كما سبقت الإشارة إلى ذلك لقياس البنى البسيطة ( انظر المقال السابق حول ابيستيمي العصر الوسيط). وعندئذ يصبح الواقع والعالم من بدايته إلى نهايته قابلا للتصنيف والتحليل .ومع ثورة هذا العصر خرجت الكلمات من العالم الذي كانت تحيى فيه لتصبح ممثلة للعالم ،هو نفسه قيد التمثيل، يقول فوكو عن هذا الانفصال " ستنفصل الكلمات عن الأشياء وستنصرف العين للرؤية والرؤية فقط، والأذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب هي قول ما هو كائن، إلا أنه لن يكون غير ما يقوله " ، فابتداء من القرن السابع عشر انقلب وضع العلامات وغدت مزدوجة . إن إعادة الترتيب هاته ، في ثقافة العصر الكلاسيكي، والتي كانت تشكل مرحلة أولى ، كان لها الدور الأبرز في تشكيل إبستيمي جديد، يقول م. فوكو بهذا الصدد، أن النظام لم يعد كامنا في الحركة المتواصلة للتشابهات ، بل في إقامة المتواليات والجداول والتي تتعاقب فيها التمثلات وتتجاور ...ويرى أيضا أن مغامرات " دون كيشوت Don Quichotte هي التي رسمت الحد : عندها كفت اللعبة القديمة للتشابه والعلامات ،وهنا ولدت علاقة جديدة في شخصية " دون كيشوت " إنها ليست شخصية شادة كما ساد الإعتقاد، أو إنسان خارق للعادة extravagance بل إنه رجل شديد التدقيق، خطى خطوة هامة أمام كل مظاهر المحاكاة ." إن دون كيشوت هو الكتاب الذي يتم فيه التعبير عن هذا الانتقال من التشابه إلى الجنون ... ويدخل التشابه هنا عصرا ،هو عصر الحمق والخيال ( الكلمات والأشياء.ص.62 ) .. ولعل هذا العصر الذي صار تحليليا من هذه الحقبة فصاعدا ،لا يريد أن يعرف غير شكلين من أشكال المقارنة هما : "مقارنة القياس la mesure " و " مقارنة النظام Ordre" ، في هذه اللحظة بالذات ولد الانسان أمام ذاته، وأصبح موضوعا للمعرفة. إن هذه الطفرة ،كما قلنا ،افتتحها " دون كيشوت " الذي حاول أن يقرأ العالم لكي يبرهن على صحة الكتب، لكنه سرعان ما اصطدم بعدم التوافق بين العلامات ( الكلمات ) والواقع ،لقد كان يفسر العالم عبر منظار ضيق وبائد ، هذا وإن انقلاب الأطوار الذي يعيشه " دون كيشوت " وانفصاله عن الواقع، وانفصام العلا ......
#فوكو
#وإبيستيميات
#العصور
#الثلاثة:
#العصر
#الكلاسيكي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677599
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي تناولنا في مقالتنا السابقة حول إبيستيميات العصور الثلاثة: العصر الوسيط، كيف تشكل إبيستيمي هذه الحقبة، وبينا فيها تحول العلاقة بين الكلمات والأشياء من العصر الوسيط إلى العصر الكلاسيكي، ودشنا معالجة تلك العلاقة في العصر الكلاسيكي كما سنرى. إن هذه العلاقة بالنظام العام للأشياء ،أو نسق الأشياء ، هي التي تميز إبيستيمي العصر الكلاسيكي، كما أن التأويل اللانهائي يميز إبيستيمي العصور الوسطى ،حتى نهاية القرن السادس عشر . وبما أن المعرفة في تلك الحقبة كانت تعتمد على التشابه ودراسة أوجه التماثل بين الأشياء ،فإن معرفة العصر الكلاسيكي أصبحت تعتمد على العلامات signes بصفتها وسائل لتشكيل المعارف التجريبية عن طريق دراسة أوجه التماثل والاختلاف ؛ لكن يتساءل مشيل فوكو عما تعنيه العلامة في العصر الكلاسيكي ؟ فيلاحظ أن الذي تغير في النصف الأول من القرن السادس عشر ، هو النظام الكامل للعلامات ، والشروط التي من خلالها تكون مرآة للعالم ، إذ لم تعد العلامة تحيل إلى التشابه، كما كان الأمر إبان العصر الوسيط بل أصبحت مع بداية القرن السابع عشر أداة لتحليل الواقع وتنضيد أجزاءه وفرزها وترتيبها على هيئة جدول تصنيفي عام . يرى م. فوكو أن الشيء الجديد الذي جعل الإبستيمي الكلاسيكي ممكن الوجود ، والشيء الذي جعله مشروع علم عام ، بل ونظرية عامة العلامات ممكنة الوجود ، هو استخدام مقياس التمييز والقياس الرياضي كما سبقت الإشارة إلى ذلك لقياس البنى البسيطة ( انظر المقال السابق حول ابيستيمي العصر الوسيط). وعندئذ يصبح الواقع والعالم من بدايته إلى نهايته قابلا للتصنيف والتحليل .ومع ثورة هذا العصر خرجت الكلمات من العالم الذي كانت تحيى فيه لتصبح ممثلة للعالم ،هو نفسه قيد التمثيل، يقول فوكو عن هذا الانفصال " ستنفصل الكلمات عن الأشياء وستنصرف العين للرؤية والرؤية فقط، والأذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب هي قول ما هو كائن، إلا أنه لن يكون غير ما يقوله " ، فابتداء من القرن السابع عشر انقلب وضع العلامات وغدت مزدوجة . إن إعادة الترتيب هاته ، في ثقافة العصر الكلاسيكي، والتي كانت تشكل مرحلة أولى ، كان لها الدور الأبرز في تشكيل إبستيمي جديد، يقول م. فوكو بهذا الصدد، أن النظام لم يعد كامنا في الحركة المتواصلة للتشابهات ، بل في إقامة المتواليات والجداول والتي تتعاقب فيها التمثلات وتتجاور ...ويرى أيضا أن مغامرات " دون كيشوت Don Quichotte هي التي رسمت الحد : عندها كفت اللعبة القديمة للتشابه والعلامات ،وهنا ولدت علاقة جديدة في شخصية " دون كيشوت " إنها ليست شخصية شادة كما ساد الإعتقاد، أو إنسان خارق للعادة extravagance بل إنه رجل شديد التدقيق، خطى خطوة هامة أمام كل مظاهر المحاكاة ." إن دون كيشوت هو الكتاب الذي يتم فيه التعبير عن هذا الانتقال من التشابه إلى الجنون ... ويدخل التشابه هنا عصرا ،هو عصر الحمق والخيال ( الكلمات والأشياء.ص.62 ) .. ولعل هذا العصر الذي صار تحليليا من هذه الحقبة فصاعدا ،لا يريد أن يعرف غير شكلين من أشكال المقارنة هما : "مقارنة القياس la mesure " و " مقارنة النظام Ordre" ، في هذه اللحظة بالذات ولد الانسان أمام ذاته، وأصبح موضوعا للمعرفة. إن هذه الطفرة ،كما قلنا ،افتتحها " دون كيشوت " الذي حاول أن يقرأ العالم لكي يبرهن على صحة الكتب، لكنه سرعان ما اصطدم بعدم التوافق بين العلامات ( الكلمات ) والواقع ،لقد كان يفسر العالم عبر منظار ضيق وبائد ، هذا وإن انقلاب الأطوار الذي يعيشه " دون كيشوت " وانفصاله عن الواقع، وانفصام العلا ......
#فوكو
#وإبيستيميات
#العصور
#الثلاثة:
#العصر
#الكلاسيكي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677599
الحوار المتمدن
إدريس غازي - فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2) العصر الكلاسيكي
إدريس غازي : الفلسفة الرشدية: تقديم بحث -مدخل لقراءة الخطاب الفلسفي لابن رشد- لمؤلفه جمال الدين العلوي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي رغبة منا في تقريب فكر الفيلسوف ابن رشد (1126-1198)، إلى القراء والمهتمين بالفكر والفلسفة عموما والدراسات الرشدية على وجه الخصوص، فقد وقع اختياري على جزء من مشروع كبير حول فلسفة ابن رشد الحفيد، للراحل جمال الدين العلوي (1945-1992) الذي أثرى المكتبة العربية بشكل ملفت للنظر بسبر أغوار المتن الرشدي تأليفا وتحقيقا وتجديدا بغية طرح أسئلته المنهجية الفلسفية في كيفية التنقيب عن خبايا الخطاب الفلسفي الرشدي الذي تأثر بشكل مباشر بالتصور الارسطي من خلال شرح رسائله ومقالاته الفلسفية والمنطقية.ولعل المقالة التي بين أيدينا والموسومة ب "مدخل لقراءة الخطاب الفلسفي لابن رشد"، والتي نشرها الراحل الأستاذ جمال الدين العلوي، سنة 1981،على صفحات مجلة " آفاق " التي كان يصدرها " اتحاد كتاب المغرب"، عبارة عن تلخيص لهموم وهواجس صاحبها وهو المشروع الذي اشتغل عليه طيلة حياته، وقد خبر شؤون الرشديات المتشعبة والغائرة، منهجا وفلسفة ومعرفة، ووجد نفسه مضطرا في هذه المقالة التي هي في الواقع بحث كبير يحتاج إلى دقة كبيرة وعميقة، إلا أن يجعلها "مدخلا منهجيا" لقراءة الخطاب الرشدي. فكانت هيكلتها وتصميمها العام إسهاما للإجابة عن أهم الاشكالات التي شغلت بال الرجل جمال الدين العلوي. توطئة المقال، هي عبارة عن أرضية منهجية جديدة نحت فيها إشكالات جديدة وإشارات لاهم عناصر رؤية الباحث المتمثلة أولا: في الجدة التي تناول بها موضوع الفلسفة والمشروع الرشدي... وثانيا: باستخدام منهجية فعالة في تحقيق النصوص والمخطوطات التي تتميز وجب التعامل معها بشكل دقيق وممنهج... ونود بهذه المناسبة، أن نبسط المعالجة المعرفية والتأريخية للأستاذ جمال الدين العلوي، الذي نعتبره أحد أهم اقطاب الرشديات في المغرب والعالم العربي والاسلامي، إلى جانب الفيلسوف المغربي محمد المصباحي، ومحمد عابد الجابري وآخرون ..وهكذا نجد الأستاذ جمال الدين العلوي يركز في ثنايا البحث على طرحه الإشكالي الكبير والذي بات يؤرق أغلب الباحثين الذين تعمقوا في الفلسفة الرشدية لحد الآن، أو حتى الذين انصرفوا عنها بدعوى أنها تكرار للفكر الأرسطي، لكن المشروع الرشدي الكبير الذي جمع فيه بين المختصرات والتلاخيص المتوسطة، ثم الكبرى، هو في حقيقة أمره، ربط بين المنطق وعلوم التعاليم وعلوم الطبيعة والميتافيزيقا وعلم الكلام والفقهيات التي تميز فيها أكثر عن باقي المباحث الفلسفية الاخرى، كما لاحظ الباحث.لنقف هنا، ونتأمل قليلا، صميم طرح جمال الدين: وهو " وعلى فرض أن هذا التقسيم السائد لمؤلفات ابن رشد تقسيم سليم فهل يصح أن ننظر إلى شروحه على أفلاطون وأرسطو وجالينوس وفورفوريوس وابن سينا على أنها مجرد اجترار لمذاهب هؤلاء ؟ وكيف تتفق.. على أن ابن رشد هو الشارح الأكبر للفلسفة الأرسطية دون منازع، ولكن التقسيم في أساسه تقسيم غير سلييم... هل يمكن أن نقرأ الواحد منها في ضوء الأخر؟ بالتالي هل يمكن اعتبار هذه القراءة، قراءة مشروعة والحكم من خلالها ضمنيا"، ثم "هل يمكن...الحكم ..بأن العمل الضخم الذي قام به ابن رشد، في جوامعه، وتلاخيصه، وشروحه كان عملا مكرورا لا غنى فيه؟" وإذا كان الأمر كذلك، "لماذا كلف الرجل نفسه عناء القيام بشرح جديد للفلسفة الأرسطية، وهي الفلسفة التي أشبعت في اعتقاد هؤلاء، تلخيصا وشرحا من طرف الفارابي وابن سينا وابن باجة وغيرهم من الشراح المشائيين؟" ثم "ما القول في الكتابة الفقهية لابن رشد؟ أو على الاقل ما القول في كتاب " بداية المجتهد "، ما دام هو الكتاب الفقهي الوحيد الذي وصل إلينا"...لقد كان ابن رشد الفيلسوف الوحيد الذي ألف كتابا في الفقه، وهو ......
#الفلسفة
#الرشدية:
#تقديم
#-مدخل
#لقراءة
#الخطاب
#الفلسفي
#لابن
#رشد-
#لمؤلفه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678610
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي رغبة منا في تقريب فكر الفيلسوف ابن رشد (1126-1198)، إلى القراء والمهتمين بالفكر والفلسفة عموما والدراسات الرشدية على وجه الخصوص، فقد وقع اختياري على جزء من مشروع كبير حول فلسفة ابن رشد الحفيد، للراحل جمال الدين العلوي (1945-1992) الذي أثرى المكتبة العربية بشكل ملفت للنظر بسبر أغوار المتن الرشدي تأليفا وتحقيقا وتجديدا بغية طرح أسئلته المنهجية الفلسفية في كيفية التنقيب عن خبايا الخطاب الفلسفي الرشدي الذي تأثر بشكل مباشر بالتصور الارسطي من خلال شرح رسائله ومقالاته الفلسفية والمنطقية.ولعل المقالة التي بين أيدينا والموسومة ب "مدخل لقراءة الخطاب الفلسفي لابن رشد"، والتي نشرها الراحل الأستاذ جمال الدين العلوي، سنة 1981،على صفحات مجلة " آفاق " التي كان يصدرها " اتحاد كتاب المغرب"، عبارة عن تلخيص لهموم وهواجس صاحبها وهو المشروع الذي اشتغل عليه طيلة حياته، وقد خبر شؤون الرشديات المتشعبة والغائرة، منهجا وفلسفة ومعرفة، ووجد نفسه مضطرا في هذه المقالة التي هي في الواقع بحث كبير يحتاج إلى دقة كبيرة وعميقة، إلا أن يجعلها "مدخلا منهجيا" لقراءة الخطاب الرشدي. فكانت هيكلتها وتصميمها العام إسهاما للإجابة عن أهم الاشكالات التي شغلت بال الرجل جمال الدين العلوي. توطئة المقال، هي عبارة عن أرضية منهجية جديدة نحت فيها إشكالات جديدة وإشارات لاهم عناصر رؤية الباحث المتمثلة أولا: في الجدة التي تناول بها موضوع الفلسفة والمشروع الرشدي... وثانيا: باستخدام منهجية فعالة في تحقيق النصوص والمخطوطات التي تتميز وجب التعامل معها بشكل دقيق وممنهج... ونود بهذه المناسبة، أن نبسط المعالجة المعرفية والتأريخية للأستاذ جمال الدين العلوي، الذي نعتبره أحد أهم اقطاب الرشديات في المغرب والعالم العربي والاسلامي، إلى جانب الفيلسوف المغربي محمد المصباحي، ومحمد عابد الجابري وآخرون ..وهكذا نجد الأستاذ جمال الدين العلوي يركز في ثنايا البحث على طرحه الإشكالي الكبير والذي بات يؤرق أغلب الباحثين الذين تعمقوا في الفلسفة الرشدية لحد الآن، أو حتى الذين انصرفوا عنها بدعوى أنها تكرار للفكر الأرسطي، لكن المشروع الرشدي الكبير الذي جمع فيه بين المختصرات والتلاخيص المتوسطة، ثم الكبرى، هو في حقيقة أمره، ربط بين المنطق وعلوم التعاليم وعلوم الطبيعة والميتافيزيقا وعلم الكلام والفقهيات التي تميز فيها أكثر عن باقي المباحث الفلسفية الاخرى، كما لاحظ الباحث.لنقف هنا، ونتأمل قليلا، صميم طرح جمال الدين: وهو " وعلى فرض أن هذا التقسيم السائد لمؤلفات ابن رشد تقسيم سليم فهل يصح أن ننظر إلى شروحه على أفلاطون وأرسطو وجالينوس وفورفوريوس وابن سينا على أنها مجرد اجترار لمذاهب هؤلاء ؟ وكيف تتفق.. على أن ابن رشد هو الشارح الأكبر للفلسفة الأرسطية دون منازع، ولكن التقسيم في أساسه تقسيم غير سلييم... هل يمكن أن نقرأ الواحد منها في ضوء الأخر؟ بالتالي هل يمكن اعتبار هذه القراءة، قراءة مشروعة والحكم من خلالها ضمنيا"، ثم "هل يمكن...الحكم ..بأن العمل الضخم الذي قام به ابن رشد، في جوامعه، وتلاخيصه، وشروحه كان عملا مكرورا لا غنى فيه؟" وإذا كان الأمر كذلك، "لماذا كلف الرجل نفسه عناء القيام بشرح جديد للفلسفة الأرسطية، وهي الفلسفة التي أشبعت في اعتقاد هؤلاء، تلخيصا وشرحا من طرف الفارابي وابن سينا وابن باجة وغيرهم من الشراح المشائيين؟" ثم "ما القول في الكتابة الفقهية لابن رشد؟ أو على الاقل ما القول في كتاب " بداية المجتهد "، ما دام هو الكتاب الفقهي الوحيد الذي وصل إلينا"...لقد كان ابن رشد الفيلسوف الوحيد الذي ألف كتابا في الفقه، وهو ......
#الفلسفة
#الرشدية:
#تقديم
#-مدخل
#لقراءة
#الخطاب
#الفلسفي
#لابن
#رشد-
#لمؤلفه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678610
الحوار المتمدن
إدريس غازي - الفلسفة الرشدية: تقديم بحث -مدخل لقراءة الخطاب الفلسفي لابن رشد- لمؤلفه جمال الدين العلوي
إدريس غازي : الرواية الفلسفية: رواية -حي بن يقضان- للطبيب والفيلسوف العربي ابو بكر بن طفيل الاندلسي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي من الروايات الفلسفية التي أخذت شهرة كبيرة عبر تاريخ الفلسفة ؛ رواية " حي بن يقظان " للطبيب والفيلسوف العربي ،أبو بكر ابن طفيل الأندلسي ." حي بن يقظان " رواية خيالية ،وهي القصة التي اعتبرت على امتداد قرون طويلة ،بمثابة نص فلسفي وقصصي استثنائي ،وذلك بالنظر لتاثيره البالغ على الفكر الإنساني عامة والفكر الفلسفي بالاندلس والغرب بصفة خاصة .رواية خلاصتها ،ميلاد فتى في الصحراء ،احتضنته غزالة(ضبية ) ،أرضعته وربته .الفتى الذي استطاع بفعل قدراته الفكرية والعقلية ان يكتشف الحقيقة .فنظرا للأهمية الفلسفية ،الفكرية والتاريخية لقصة " حي بن يقظان " ومن خلالها المشروع الفكري للفيلسوف ،ابن طفيل ،ارتأينا أن ننشر هذا العمل على حلقات ...فانتظرونا ومتابعة ممتعة.متابعة للرواية الفلسفية " حي بن يقظان " لصاحبها ابن طفيل . الحلقة الأولى تتكون القصة من ثلاثة أقسام وخاتمة : أولا - تمهيدات ....ثانيا - يقدم نشأة "حي " ويصور نموه البدني والعقلي في الجزيرة المنعزلة ....ثالثا - يروي القصة الكاملة لحي ابن يقظان ...ما تجدر إليه الإشارة في هذا البدء ،هو تمهيد بن طفيل ،التمهيد الذي يبغي من وراءه ،إطلاع القاريء / المتلقي على مشروعه وكذا سبيله إلى ذلك ،والأهداف المتوخاة من وراء القصة ،حيث يقول : " سألت أيها الأخ الكريم ،الصفي الحميم ،منحك الله البقاء الابدي ،وأسعدك السعد السرمدي ،أن أبث إليك ما أمكنني بثه من أسرار الحكمة المشرقية ،التي ذكرها الشيخ الامام أبو على بن سينا ،فاعلم أن من اراد الحق الذي لا جمجمة فيه ،فعليه بطلبها والجد في اقتناءها ..." قبل السير معكم في رحلة الفيلسوف البن طفيل أدعوكم اولا لمتابعة الشريط المسموع للقصة(على اليوتوب ، و يتبع على حلقات متتالية) . ......
#الرواية
#الفلسفية:
#رواية
#يقضان-
#للطبيب
#والفيلسوف
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755271
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي من الروايات الفلسفية التي أخذت شهرة كبيرة عبر تاريخ الفلسفة ؛ رواية " حي بن يقظان " للطبيب والفيلسوف العربي ،أبو بكر ابن طفيل الأندلسي ." حي بن يقظان " رواية خيالية ،وهي القصة التي اعتبرت على امتداد قرون طويلة ،بمثابة نص فلسفي وقصصي استثنائي ،وذلك بالنظر لتاثيره البالغ على الفكر الإنساني عامة والفكر الفلسفي بالاندلس والغرب بصفة خاصة .رواية خلاصتها ،ميلاد فتى في الصحراء ،احتضنته غزالة(ضبية ) ،أرضعته وربته .الفتى الذي استطاع بفعل قدراته الفكرية والعقلية ان يكتشف الحقيقة .فنظرا للأهمية الفلسفية ،الفكرية والتاريخية لقصة " حي بن يقظان " ومن خلالها المشروع الفكري للفيلسوف ،ابن طفيل ،ارتأينا أن ننشر هذا العمل على حلقات ...فانتظرونا ومتابعة ممتعة.متابعة للرواية الفلسفية " حي بن يقظان " لصاحبها ابن طفيل . الحلقة الأولى تتكون القصة من ثلاثة أقسام وخاتمة : أولا - تمهيدات ....ثانيا - يقدم نشأة "حي " ويصور نموه البدني والعقلي في الجزيرة المنعزلة ....ثالثا - يروي القصة الكاملة لحي ابن يقظان ...ما تجدر إليه الإشارة في هذا البدء ،هو تمهيد بن طفيل ،التمهيد الذي يبغي من وراءه ،إطلاع القاريء / المتلقي على مشروعه وكذا سبيله إلى ذلك ،والأهداف المتوخاة من وراء القصة ،حيث يقول : " سألت أيها الأخ الكريم ،الصفي الحميم ،منحك الله البقاء الابدي ،وأسعدك السعد السرمدي ،أن أبث إليك ما أمكنني بثه من أسرار الحكمة المشرقية ،التي ذكرها الشيخ الامام أبو على بن سينا ،فاعلم أن من اراد الحق الذي لا جمجمة فيه ،فعليه بطلبها والجد في اقتناءها ..." قبل السير معكم في رحلة الفيلسوف البن طفيل أدعوكم اولا لمتابعة الشريط المسموع للقصة(على اليوتوب ، و يتبع على حلقات متتالية) . ......
#الرواية
#الفلسفية:
#رواية
#يقضان-
#للطبيب
#والفيلسوف
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755271
الحوار المتمدن
إدريس غازي - الرواية الفلسفية: رواية -حي بن يقضان- للطبيب والفيلسوف العربي ابو بكر بن طفيل الاندلسي
إدريس غازي : قصة - حي بن يقظان - - ابن طفيل الحلقة الثانية.
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي قصة " حي بن يقظان " - ابن طفيلفي هذه الحلقة (الثانية)، التي نرجو من القارئ الكريم الاستماع الى الشريط المسموع للرواية/للقصة وتمهيدها ،في الحلقة الأولى من أجزاء هذه المقالة ،أملا منا تحفيزه أكثر بمتابعة الحلقات التي سنقوم بعرضها تباعا، و سيكون من الأفيد -و بقدر من الصبر - تتبع مفاصل الشريط الذي تقارب مدته ساعتين ،لأن غايتنا من هذا المقال هو كشف الأبعاد الفلسفية والإبداعية والفكرية والعلمية للفيلسوف الاندلسي ابن طفيل ...إن الموضوع الذي شغل بال ابن طفيل فيلسوف قرطبة،أستاذ الفيلسوف الكبير ابو الوليد ابن رشد ، هو " اسرار الحكمة المشرقية " ذلك النوع من التصوف الاسلامي المتأثر بالأفلاطونية ،والقائل بإمكان إدراك الوجود وجوهره عبر تأمل طويل ،تفضي إلى لحظة الكشف والتجلي ،هذه اللحظة وان كانت " أجل من أن تنسب إلى الحياة الطبيعية " فإنه بالإمكان الوصول إليها " بطريق العلم النظري والبحث الفكري " ...ويوضح لنا ابن طفيل في القسم الاول ،أن الموضوع الذي ينوي تناوله،هو موضوع مطروح ومطروق ،وأنه بالكتابة قد يسهم في مناظرة المواقف القائمة ،شارحا ومفسرا ،مضيفا ،معلقا وناقدا ،وهو يعلن أنه في هذه المناظرة ،يناصر اقتناعات الشيخ ابن سينا وابي بكر الصائغ المعروف بابن باجة ويكملهما ..باختصار شديد يقول لنا أن هدفه هو الكتابة عن الحكمة المشرقية ،أي كيفية وصول الانسان بمفرده ،ودون إرشاد ديني ،أو وسيط نبوي إلى معرفة الله ...يتبع. ......
#يقظان
#طفيل
#الحلقة
#الثانية.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755269
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي قصة " حي بن يقظان " - ابن طفيلفي هذه الحلقة (الثانية)، التي نرجو من القارئ الكريم الاستماع الى الشريط المسموع للرواية/للقصة وتمهيدها ،في الحلقة الأولى من أجزاء هذه المقالة ،أملا منا تحفيزه أكثر بمتابعة الحلقات التي سنقوم بعرضها تباعا، و سيكون من الأفيد -و بقدر من الصبر - تتبع مفاصل الشريط الذي تقارب مدته ساعتين ،لأن غايتنا من هذا المقال هو كشف الأبعاد الفلسفية والإبداعية والفكرية والعلمية للفيلسوف الاندلسي ابن طفيل ...إن الموضوع الذي شغل بال ابن طفيل فيلسوف قرطبة،أستاذ الفيلسوف الكبير ابو الوليد ابن رشد ، هو " اسرار الحكمة المشرقية " ذلك النوع من التصوف الاسلامي المتأثر بالأفلاطونية ،والقائل بإمكان إدراك الوجود وجوهره عبر تأمل طويل ،تفضي إلى لحظة الكشف والتجلي ،هذه اللحظة وان كانت " أجل من أن تنسب إلى الحياة الطبيعية " فإنه بالإمكان الوصول إليها " بطريق العلم النظري والبحث الفكري " ...ويوضح لنا ابن طفيل في القسم الاول ،أن الموضوع الذي ينوي تناوله،هو موضوع مطروح ومطروق ،وأنه بالكتابة قد يسهم في مناظرة المواقف القائمة ،شارحا ومفسرا ،مضيفا ،معلقا وناقدا ،وهو يعلن أنه في هذه المناظرة ،يناصر اقتناعات الشيخ ابن سينا وابي بكر الصائغ المعروف بابن باجة ويكملهما ..باختصار شديد يقول لنا أن هدفه هو الكتابة عن الحكمة المشرقية ،أي كيفية وصول الانسان بمفرده ،ودون إرشاد ديني ،أو وسيط نبوي إلى معرفة الله ...يتبع. ......
#يقظان
#طفيل
#الحلقة
#الثانية.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755269
الحوار المتمدن
إدريس غازي - قصة - حي بن يقظان - - ابن طفيل الحلقة الثانية.
إدريس غازي : قصة -حي بن يقظان - لابن طفيل : الحلقة الثالثة يخصص هذا الجزء لعرض القصة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي الحلقة الثالثةنخصص هذا الجزء من المقالة لعرض القصة .يبدأ ابن طفيل سرد قصة حي بن يقظان باحتماليين إثنيين يفسران وجود المنعزل في تلك الجزيرة المجهورة ،فإما أنه نشأ بالتولد الذاتي ،فكان الوجود المادي سابقا على وجوده الروحي الذي أعقب ذلك حين علقت بمادته روح دائمة الفيض من عند الله ،وإما أن أمه الأميرة ،التي تزوجت من غير رضا الملك ،وضعته في صندوق ،خشية عليه من غضب أخيها ،فحملته الامواج إلى الجزيرة ....فتقديم ابن طفيل للاحتمالين معا يفي بحاجة أيديولوجية ،في الوقت الذي لا يفسد فيه متطلبات الكتابة القصصية ،ولا الصورة الرمزية ،بل على العكس من ذلك ،إن هذا الجزء الخاص بولادة حي يستخدم مدخلا إلى القصة ،وهذا بمثابة مساحة خارج الحدث، تشكل من قبل تاريخه ،ولكنها بالضرورة تنتج عليه ،وتفضي عليه المعقولية والخصوصية ..يبدا الحدث إذن من تلك اللحظة التي تخرج فيها الظبية الطفل من تابوته الخشبي ،وتلقمه من لحمتها ،لتتكفل به ،لأن هذه اللحظة هي الأولى في العلاقة بين الطفل مدركا ( كسر حرف الراء ) والعالم مدركا ( بفتح الراء ) .بين الرضيع من حيث هو حاجة خالصة للأخذ والطبيعة من حيث هي مشبعة لهذه الحاجة ..ويتابع ابن طفيل سيرة حي ،وهي سيرة إدراكه ونمو معارفه .نراه ينظر ويلاحظ ،يقارن ويستتتج .ليبني على الاستنتاجات أفعالا وسلوكا " ينظر إلى جميع الحيوانات فيراها كاسية بالأوبار والاشعار ،وأنواع الريش ،وكان يرى ما لها من سرعة في العدو وقوة بطش ،وما لها من الأسلحة المعدة لمدافعة من ينازعها ،مثل القرون والانياب والصياصي والمخالب ...ثم يرجع إلى نفسه ،فيرى ما بها من العري ،وعدم السلاح وضعف العدو وقلة البطش ،عندما كانت تنازعه الوحوش أكل الثمرات ،وتستبد بها دونه وتغلبه عليها ،فلا يستطيع المدافعة عن نفسه ولا الفرار عن شيء بينهما " و قد دفعه كل ذلك إلى استخدام اوراق الشجر في ستر جسده ،والأغصان عصيا للدفاع عن نفسه .قاده هذا إلى اكتشاف أن للحيوانات فضل عليه ...في الحلقة المقبلة موعدنا مع موت الضبية ودلالة الموت وعلاقة الروح/ النفس بالجسد ......
#يقظان
#لابن
#طفيل
#الحلقة
#الثالثة
#يخصص
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755337
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي الحلقة الثالثةنخصص هذا الجزء من المقالة لعرض القصة .يبدأ ابن طفيل سرد قصة حي بن يقظان باحتماليين إثنيين يفسران وجود المنعزل في تلك الجزيرة المجهورة ،فإما أنه نشأ بالتولد الذاتي ،فكان الوجود المادي سابقا على وجوده الروحي الذي أعقب ذلك حين علقت بمادته روح دائمة الفيض من عند الله ،وإما أن أمه الأميرة ،التي تزوجت من غير رضا الملك ،وضعته في صندوق ،خشية عليه من غضب أخيها ،فحملته الامواج إلى الجزيرة ....فتقديم ابن طفيل للاحتمالين معا يفي بحاجة أيديولوجية ،في الوقت الذي لا يفسد فيه متطلبات الكتابة القصصية ،ولا الصورة الرمزية ،بل على العكس من ذلك ،إن هذا الجزء الخاص بولادة حي يستخدم مدخلا إلى القصة ،وهذا بمثابة مساحة خارج الحدث، تشكل من قبل تاريخه ،ولكنها بالضرورة تنتج عليه ،وتفضي عليه المعقولية والخصوصية ..يبدا الحدث إذن من تلك اللحظة التي تخرج فيها الظبية الطفل من تابوته الخشبي ،وتلقمه من لحمتها ،لتتكفل به ،لأن هذه اللحظة هي الأولى في العلاقة بين الطفل مدركا ( كسر حرف الراء ) والعالم مدركا ( بفتح الراء ) .بين الرضيع من حيث هو حاجة خالصة للأخذ والطبيعة من حيث هي مشبعة لهذه الحاجة ..ويتابع ابن طفيل سيرة حي ،وهي سيرة إدراكه ونمو معارفه .نراه ينظر ويلاحظ ،يقارن ويستتتج .ليبني على الاستنتاجات أفعالا وسلوكا " ينظر إلى جميع الحيوانات فيراها كاسية بالأوبار والاشعار ،وأنواع الريش ،وكان يرى ما لها من سرعة في العدو وقوة بطش ،وما لها من الأسلحة المعدة لمدافعة من ينازعها ،مثل القرون والانياب والصياصي والمخالب ...ثم يرجع إلى نفسه ،فيرى ما بها من العري ،وعدم السلاح وضعف العدو وقلة البطش ،عندما كانت تنازعه الوحوش أكل الثمرات ،وتستبد بها دونه وتغلبه عليها ،فلا يستطيع المدافعة عن نفسه ولا الفرار عن شيء بينهما " و قد دفعه كل ذلك إلى استخدام اوراق الشجر في ستر جسده ،والأغصان عصيا للدفاع عن نفسه .قاده هذا إلى اكتشاف أن للحيوانات فضل عليه ...في الحلقة المقبلة موعدنا مع موت الضبية ودلالة الموت وعلاقة الروح/ النفس بالجسد ......
#يقظان
#لابن
#طفيل
#الحلقة
#الثالثة
#يخصص
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755337
الحوار المتمدن
إدريس غازي - قصة -حي بن يقظان - لابن طفيل : الحلقة الثالثة(يخصص هذا الجزء لعرض القصة)
إدريس غازي : قصة - حي بن يقضان - لابن طفيل :الحلقة الرابعة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ...ثم تموت الضبية ويشق حي صدرها بحثا عن علة وسبب الموت .تجدر الملاحظة هاهنا أن السرد منذ بداية القسم الثاني ،يصف حي عملية تشريح الضبية الذي تم بشكل محايد ،كأن ابن طفيل خرج تماما من النص ،وترك لحي تلك الشخصية البريئة من المعرفة والتاريخ كي يدرك ويصنع لنفسه تاريخا .يشرح ( ظم الياء وكسر الراء) حي جثة الضبية بحثا عن سر الحياة والموت ،ولما يفشل في العثور عليه ،يخلص إلى أن هناك ساكنا في ذلك الجسد قد رحل ،وصار يتساءل ويبحث ،من جديد ،عن ذاك الشيء ،يتساءل حي " ما هو ؟ وكيف هو ؟ وما الذي ربطه بهذا الجسد ؟ والى أين صار ؟ ومن أي باب خرج ،وكيف خروجه من الجسد ؟ وما السبب الذي أزعجه ،إن كان خروجه بإكراه ؟ وما السبب الذي جعله يكره الجسد حتى اختار فراقه ؟ ويتساءل إن كانت تملؤه القناعة ،بأن الجسد خسيس،ولا قيمة له ،ومبعث شر .وأن القيمة كل القيمة في ذلك الشيء المصرف له " وتساءل عن ذلك الجسد ،وطرحه ،وعلم أن أمه التي عطفت عليه وارضعته إنما كانت ذلك الشيء المرتحل ،وعنه كانت تصدر تلك الأفعال كلها ،وليس هذا الجسد العاطل .وأن هذا الجسد بجملته إنما هو كالآلة لذلك الشيء ،وبمنزلة العصا التي عول عليها في قتال الوحوش ،فانتقلت علاقته من الجسد إلى صاحب الجسد ومحركه ،ولم يبق له شوق إلا إليه "...من هنا اتخذت المسيرة العقلية لحي بن يقضان ،حركة محددة المعالم : من الملاحظة إلى التأمل ،ومن اكتشاف الجزئيات إلى بناء الكليات ،ومن إدراك الطبيعة إلى التطلع إلى ما وراءها ....يتبع. ......
#يقضان
#لابن
#طفيل
#:الحلقة
#الرابعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755420
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ...ثم تموت الضبية ويشق حي صدرها بحثا عن علة وسبب الموت .تجدر الملاحظة هاهنا أن السرد منذ بداية القسم الثاني ،يصف حي عملية تشريح الضبية الذي تم بشكل محايد ،كأن ابن طفيل خرج تماما من النص ،وترك لحي تلك الشخصية البريئة من المعرفة والتاريخ كي يدرك ويصنع لنفسه تاريخا .يشرح ( ظم الياء وكسر الراء) حي جثة الضبية بحثا عن سر الحياة والموت ،ولما يفشل في العثور عليه ،يخلص إلى أن هناك ساكنا في ذلك الجسد قد رحل ،وصار يتساءل ويبحث ،من جديد ،عن ذاك الشيء ،يتساءل حي " ما هو ؟ وكيف هو ؟ وما الذي ربطه بهذا الجسد ؟ والى أين صار ؟ ومن أي باب خرج ،وكيف خروجه من الجسد ؟ وما السبب الذي أزعجه ،إن كان خروجه بإكراه ؟ وما السبب الذي جعله يكره الجسد حتى اختار فراقه ؟ ويتساءل إن كانت تملؤه القناعة ،بأن الجسد خسيس،ولا قيمة له ،ومبعث شر .وأن القيمة كل القيمة في ذلك الشيء المصرف له " وتساءل عن ذلك الجسد ،وطرحه ،وعلم أن أمه التي عطفت عليه وارضعته إنما كانت ذلك الشيء المرتحل ،وعنه كانت تصدر تلك الأفعال كلها ،وليس هذا الجسد العاطل .وأن هذا الجسد بجملته إنما هو كالآلة لذلك الشيء ،وبمنزلة العصا التي عول عليها في قتال الوحوش ،فانتقلت علاقته من الجسد إلى صاحب الجسد ومحركه ،ولم يبق له شوق إلا إليه "...من هنا اتخذت المسيرة العقلية لحي بن يقضان ،حركة محددة المعالم : من الملاحظة إلى التأمل ،ومن اكتشاف الجزئيات إلى بناء الكليات ،ومن إدراك الطبيعة إلى التطلع إلى ما وراءها ....يتبع. ......
#يقضان
#لابن
#طفيل
#:الحلقة
#الرابعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755420
الحوار المتمدن
إدريس غازي - قصة - حي بن يقضان - لابن طفيل :الحلقة الرابعة