أكرم شلغين : الغرب لم يسرق أخلاقك
#الحوار_المتمدن
#أكرم_شلغين كثر بيننا من يتفوهون بعبارة أو ما معناها أن "الغرب قد سرق منا أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا" ويتابعون "هم تقدموا وتطوروا ونحن تخلفنا....". أقل ما يمكن أن يقال بعبارة مثل هذه أن مطلقها لم يفكر بها وبأبعادها اللغوية قبل الاجتماعية وإلا لما رددها بارتياح ظانا أنها قراءة مثقف للواقع؛ فالأخلاق أو القيم وما في هذا الحكم ليست قطعة أثرية سرقها المستعمر الغربي منا ويضعها في متاحفه، هي ليست جسما ماديا كي يُسرق. وإن كانت لدينا سابقا هذه القيم والمبادئ التي تشكل الآن نظم ومعايير وأسس التعامل في الغرب والتي "تعلمها" منا كما يزعمون فلماذا تخلينا عنها كنهج حياة في منطقتنا؟ إن كان الغرب قد رأى بهذه المبادئ مرتكزا له في التعامل فأين أصبحت مرتكزاتنا؟ هل ما نبحث عن فقدانه موجود في الثقافة الفضيحة التي تُعلّم أن "الكذب ملح الرجال"؟ أهو ما يشكل قوام ثقافة الفصام التي تبرر وتشرعن لأن أسرق سرا بينما علنا أُدلّي المنشفة فوق كتفي وأحرص أن يراني الجميع وأنا أركض إلى الصلاة؟ هل ما نبحث عنه موجود في تعليم الكره للآخر؟ هل هو في شرعنة إيذاء الآخر؟ أهو في تعليم أن تسر وتبطن ما لاتعلن؟ للدقة، وكي ننصف، علينا أن نتذكر أن "المدينة الفاضلة" لم، ولن، تتواجد في أي مكان من الغرب إلا في الكتب وفي خيال المفكرين والفلاسفة. بل وأكثر إذ للغرب تاريخ مليء بالعنف بدءا من حرق النساء اللواتي وُصفن بأنهن ساحرات أو تقطيع أطراف من جرّموه بسرقة قطعة خبز ذات حين أو حرق العالِم الذي خالف ما قالته السلطات الكنسية عن كروية الأرض ومرورا بالصراعات الإقليمية والحروب الدينية وما خلفته من مجاعات حتى وصلت ـ وهذا ليس من زائد القول ـ في أماكن من قلب أوربا أن تتبادل الأسر الأطفال فيما بينها للأكل. الغرب الذي أنتج الماكيافيلية نبذها فيما بعد وبين قصورها فيما يخص الإنسان وحقوقه وطرق عيشه في المجتمع... حقا، لقد فكرت هذه الشعوب في النهج الخطأ ونبذته وقدّرت كم عانت على مر التاريخ فتعلمت من أخطائها دروسا، وأصبحت أمما شفافة وواقعية في تعاطيها مع الأمور عموما. وبنت منظمومتها القيَمية التي أصبحت ـ ومنذ زمن بعيد ـ مثار إعجاب مفكرينا حتى من حمل منهم برأسه مشروعا نهضويا (فكما هو معروف بعد عودته من مؤتمر باريس عام1881، نطق الإمام محمد عبده بمقولته الشهيرة: "ذهبت للغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلاما!" في الحقيقة، ليس صناع القرار ومن يقودون البشر في منطقتنا هم ممن يعترفون بالخطأ أو ممن يحاولون قراءة الواقع بدقة أو ممن يتحلون حتى بالبراغماتية لإدراك أن ضرورة العيش والاستمرارية في عالم اليوم تقتضي التغيير الجذري وعلى كل المستويات والصعد، بل، وعلى العكس، تراهم إعلاميا يشحنون ويحرضون ويعدون البشر لمعارك دون كيشوتية ضد "الأعداء". إنهم ينتجون الفرد المكسور والمهزوم والمتأزم نفسيا إذ لا هو بقادر على عيش مختلف ولا هو بقادر على فعل شيء من شأنه التغيير، وفي أحسن الأحوال هناك من يلوم الغرب على استراق قيمه وأخلاقه..! والبعض حتى إن حاول أن يخرج عن هذه الدائرة الضيقة فإنه يقع في حفرة التقوقع والتشدد حين يخاف على ذاته في مناخ هو فيه ليس بفاعل أو بقادر على إيجاد المكان المناسب له. أكرر ما ذكرته للتو أن صناع القرار هم المسؤولون أولا وأخيرا عن حال الفرد المتباكي على ضياع القيم منه واكتشاف أن الغرب قد سرقها. هذا الفرد يستقي ثقافته وعلمه من المدرسة والجامعة والجامع، ففي المؤسسات التعليمية التي تديرها الحكومات يتعلم هكذا وفي الجامع يستمع لخطيب الجامع وهو (عموما) يصدح بخطبه بع ......
#الغرب
#يسرق
#أخلاقك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740282
#الحوار_المتمدن
#أكرم_شلغين كثر بيننا من يتفوهون بعبارة أو ما معناها أن "الغرب قد سرق منا أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا" ويتابعون "هم تقدموا وتطوروا ونحن تخلفنا....". أقل ما يمكن أن يقال بعبارة مثل هذه أن مطلقها لم يفكر بها وبأبعادها اللغوية قبل الاجتماعية وإلا لما رددها بارتياح ظانا أنها قراءة مثقف للواقع؛ فالأخلاق أو القيم وما في هذا الحكم ليست قطعة أثرية سرقها المستعمر الغربي منا ويضعها في متاحفه، هي ليست جسما ماديا كي يُسرق. وإن كانت لدينا سابقا هذه القيم والمبادئ التي تشكل الآن نظم ومعايير وأسس التعامل في الغرب والتي "تعلمها" منا كما يزعمون فلماذا تخلينا عنها كنهج حياة في منطقتنا؟ إن كان الغرب قد رأى بهذه المبادئ مرتكزا له في التعامل فأين أصبحت مرتكزاتنا؟ هل ما نبحث عن فقدانه موجود في الثقافة الفضيحة التي تُعلّم أن "الكذب ملح الرجال"؟ أهو ما يشكل قوام ثقافة الفصام التي تبرر وتشرعن لأن أسرق سرا بينما علنا أُدلّي المنشفة فوق كتفي وأحرص أن يراني الجميع وأنا أركض إلى الصلاة؟ هل ما نبحث عنه موجود في تعليم الكره للآخر؟ هل هو في شرعنة إيذاء الآخر؟ أهو في تعليم أن تسر وتبطن ما لاتعلن؟ للدقة، وكي ننصف، علينا أن نتذكر أن "المدينة الفاضلة" لم، ولن، تتواجد في أي مكان من الغرب إلا في الكتب وفي خيال المفكرين والفلاسفة. بل وأكثر إذ للغرب تاريخ مليء بالعنف بدءا من حرق النساء اللواتي وُصفن بأنهن ساحرات أو تقطيع أطراف من جرّموه بسرقة قطعة خبز ذات حين أو حرق العالِم الذي خالف ما قالته السلطات الكنسية عن كروية الأرض ومرورا بالصراعات الإقليمية والحروب الدينية وما خلفته من مجاعات حتى وصلت ـ وهذا ليس من زائد القول ـ في أماكن من قلب أوربا أن تتبادل الأسر الأطفال فيما بينها للأكل. الغرب الذي أنتج الماكيافيلية نبذها فيما بعد وبين قصورها فيما يخص الإنسان وحقوقه وطرق عيشه في المجتمع... حقا، لقد فكرت هذه الشعوب في النهج الخطأ ونبذته وقدّرت كم عانت على مر التاريخ فتعلمت من أخطائها دروسا، وأصبحت أمما شفافة وواقعية في تعاطيها مع الأمور عموما. وبنت منظمومتها القيَمية التي أصبحت ـ ومنذ زمن بعيد ـ مثار إعجاب مفكرينا حتى من حمل منهم برأسه مشروعا نهضويا (فكما هو معروف بعد عودته من مؤتمر باريس عام1881، نطق الإمام محمد عبده بمقولته الشهيرة: "ذهبت للغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلاما!" في الحقيقة، ليس صناع القرار ومن يقودون البشر في منطقتنا هم ممن يعترفون بالخطأ أو ممن يحاولون قراءة الواقع بدقة أو ممن يتحلون حتى بالبراغماتية لإدراك أن ضرورة العيش والاستمرارية في عالم اليوم تقتضي التغيير الجذري وعلى كل المستويات والصعد، بل، وعلى العكس، تراهم إعلاميا يشحنون ويحرضون ويعدون البشر لمعارك دون كيشوتية ضد "الأعداء". إنهم ينتجون الفرد المكسور والمهزوم والمتأزم نفسيا إذ لا هو بقادر على عيش مختلف ولا هو بقادر على فعل شيء من شأنه التغيير، وفي أحسن الأحوال هناك من يلوم الغرب على استراق قيمه وأخلاقه..! والبعض حتى إن حاول أن يخرج عن هذه الدائرة الضيقة فإنه يقع في حفرة التقوقع والتشدد حين يخاف على ذاته في مناخ هو فيه ليس بفاعل أو بقادر على إيجاد المكان المناسب له. أكرر ما ذكرته للتو أن صناع القرار هم المسؤولون أولا وأخيرا عن حال الفرد المتباكي على ضياع القيم منه واكتشاف أن الغرب قد سرقها. هذا الفرد يستقي ثقافته وعلمه من المدرسة والجامعة والجامع، ففي المؤسسات التعليمية التي تديرها الحكومات يتعلم هكذا وفي الجامع يستمع لخطيب الجامع وهو (عموما) يصدح بخطبه بع ......
#الغرب
#يسرق
#أخلاقك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740282
الحوار المتمدن
أكرم شلغين - الغرب لم يسرق أخلاقك