نصير عواد : السرديّة الانصاريّة 3 نون الحكايّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد لم نرَ مدوّنا ركب عربته وطاف في الشتات يجمع شهادات الأنصار الشيوعيّين وذكّرياتهم عن تجربة ناصعة ودامية جرت تفاصيلها في جبال كوردستان العراق (1979-1989) ولم نسمعْ عن مؤسسةٍ وطنيّة بادرت لعملٍ بحثيّ حوّل حقيقة ما حدث، والوقوف عند الأسباب التي دفعت الألاف من الشباب لحمل السلاح والاعتصام بالجبال. ففي العراق صار من المفروغ منه أن يجتر الضحايّا قصصهم، يروُونها لبعضهم البعض، في حين يلتزم القتلة وأمراء الحرب الصمت، والانشغال بتدوين التاريخ الرسميّ للأحداث. ولذلك، وحتى لا يتراكم غبار النسيان على الأسماء والاحداث، بادر الأنصار أنفسهم، نساء ورجال، إلى تدوين تجربتهم. بما لها وما عليها. يُعدّ حضور المرأة في جبال كوردستان، من كافة مدن العراق وأطيافه، جزء من خصوصية حركة الأنصار الشيوعيّين، فلقد كان وجودها مع المقاتلين يُثير الدهشة عند الأحزاب القوميّة الكورديّة، وبين القرويين الذين اعتادوا تنميط المرأة وفق تقاليدهم. ولكن سرعان ما اعتاد الجميع على وجود النصيرات بينهم، وتعلموا النظر إليهن بالــ"الشروال" الفضفاض، يتجولن مع المفارز في القرى الجبليّة. في يومياتها تقول ابتسام كاظم- ام نصار (رجال القرى خافوا لا يصير تمرد من النساء القرويات عندما نتوزع على بيوت القرية، نصيرتين مع نصير) هنّ قليلات، كملح الطعام، لكن بسبب طبيعتهن وقدراتهن حقّقن حضورا لافتا. ومثلما كان لهن دور بالجبل، في العمل والحراسة والطبخ والخروج في المفارز القتالية، صار لهن دور بالمنفى في الكتابة وحضور النشاطات الأنصارية. وحتى لا نبالغ بالقول فإن قلّة الكتابة النسويّة عن حركة الأنصار الشيوعيّين تماشت مع قلّة أعدادهن بالجبل، وصعوبة ظروفهن الحياتيّة. إذ لا يمكن التهوين من المتاعب التي تعانيها النصيرة، إنْ كان ذلك على مستوى المعاناة الشخصيّة في استحضار وجوه الشهداء والمعارك، او امتحان الذاكرة في استحضار أحداث مرّت عقود على وقوعها، او الاستعانة بالأنصار المنتشرين بالمنافي لسد النقص الحاصل برواية الحادثة. فالأنصار الشيوعيّين من طينة الناس الذين لا يلهون باستعادة الذكّريات واحصاء عدد الشهداء، ويرون في الكتابة عن ذلك عزاء مقبول، يشعرهم بان لديهم ما يفعلوه بما تبقى لهم من أعوام. المتتبّع لكتابات الأنصار سيجد ان اغلبها حكي مكتوب لمناضلين لم يضعوا تقنية الكتابة في سلّم أولوياتهم، جرى فيها التركيز على السياسيّ والعسكريّ، والتاريخيّ احيانا. وهذا ليس حكرا على حركة الأنصار الشيوعيّين، فالمعروف عن حركات المقاومة المسلّحة في العالم افتقادها لترف جماليّات الكتابة، وانشغالها بقسوة الاحداث وحقائقها على الارض. النصيرة "ابتسام كاظم-أم نصار" تبدأ الحلقة الأولى من يومياتها بجملة (اكيد انا لست بكاتبه بس فقط حبيت ألقي نظره عن تجربه خاضها الحزب الشيوعي العراقي) من الواضح ان "ابتسام كاظم" لا تبحث عن حيّز تثبت فيه ذاتها وجدارتها، فلقد سبق لها ان اثبتت ذلك بالجبل، ولكنها تريد ان تدلي بدلوها بحركة مسلّحة دامت عشر سنين، سقط فيها مئات الشهداء والجرحى. ومن الحلقة الأولى سلّطت الضوء على البدايات الصعبة التي واجهت عشر نساء في طريق عودتهن للوطن، قادمات من لبنان، بعد دورة تدريب سريعة على استخدام السلاح. "أم نصار" تكتب بتلقائية، على إيقاع واحد، بلغة خالية من الشكوى والسلبية، ومليئة بالمعلومات والاسماء والامكنة التي تمد القارئ برسم صورة لحياة الأنصار. عنوان الــ"يوميات" هنا قد تنقصه الدقة بسبب العامل الزمني، فزمن وقوع الحوادث يبتعد عشرات الأعوام عن زمن توثيقها، اتكأت فيه الكاتبة إلى ذاكرتها، وليس إلى دفتر يومياتها، في استحضار الوجو ......
#السرديّة
#الانصاريّة
#الحكايّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717842
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد لم نرَ مدوّنا ركب عربته وطاف في الشتات يجمع شهادات الأنصار الشيوعيّين وذكّرياتهم عن تجربة ناصعة ودامية جرت تفاصيلها في جبال كوردستان العراق (1979-1989) ولم نسمعْ عن مؤسسةٍ وطنيّة بادرت لعملٍ بحثيّ حوّل حقيقة ما حدث، والوقوف عند الأسباب التي دفعت الألاف من الشباب لحمل السلاح والاعتصام بالجبال. ففي العراق صار من المفروغ منه أن يجتر الضحايّا قصصهم، يروُونها لبعضهم البعض، في حين يلتزم القتلة وأمراء الحرب الصمت، والانشغال بتدوين التاريخ الرسميّ للأحداث. ولذلك، وحتى لا يتراكم غبار النسيان على الأسماء والاحداث، بادر الأنصار أنفسهم، نساء ورجال، إلى تدوين تجربتهم. بما لها وما عليها. يُعدّ حضور المرأة في جبال كوردستان، من كافة مدن العراق وأطيافه، جزء من خصوصية حركة الأنصار الشيوعيّين، فلقد كان وجودها مع المقاتلين يُثير الدهشة عند الأحزاب القوميّة الكورديّة، وبين القرويين الذين اعتادوا تنميط المرأة وفق تقاليدهم. ولكن سرعان ما اعتاد الجميع على وجود النصيرات بينهم، وتعلموا النظر إليهن بالــ"الشروال" الفضفاض، يتجولن مع المفارز في القرى الجبليّة. في يومياتها تقول ابتسام كاظم- ام نصار (رجال القرى خافوا لا يصير تمرد من النساء القرويات عندما نتوزع على بيوت القرية، نصيرتين مع نصير) هنّ قليلات، كملح الطعام، لكن بسبب طبيعتهن وقدراتهن حقّقن حضورا لافتا. ومثلما كان لهن دور بالجبل، في العمل والحراسة والطبخ والخروج في المفارز القتالية، صار لهن دور بالمنفى في الكتابة وحضور النشاطات الأنصارية. وحتى لا نبالغ بالقول فإن قلّة الكتابة النسويّة عن حركة الأنصار الشيوعيّين تماشت مع قلّة أعدادهن بالجبل، وصعوبة ظروفهن الحياتيّة. إذ لا يمكن التهوين من المتاعب التي تعانيها النصيرة، إنْ كان ذلك على مستوى المعاناة الشخصيّة في استحضار وجوه الشهداء والمعارك، او امتحان الذاكرة في استحضار أحداث مرّت عقود على وقوعها، او الاستعانة بالأنصار المنتشرين بالمنافي لسد النقص الحاصل برواية الحادثة. فالأنصار الشيوعيّين من طينة الناس الذين لا يلهون باستعادة الذكّريات واحصاء عدد الشهداء، ويرون في الكتابة عن ذلك عزاء مقبول، يشعرهم بان لديهم ما يفعلوه بما تبقى لهم من أعوام. المتتبّع لكتابات الأنصار سيجد ان اغلبها حكي مكتوب لمناضلين لم يضعوا تقنية الكتابة في سلّم أولوياتهم، جرى فيها التركيز على السياسيّ والعسكريّ، والتاريخيّ احيانا. وهذا ليس حكرا على حركة الأنصار الشيوعيّين، فالمعروف عن حركات المقاومة المسلّحة في العالم افتقادها لترف جماليّات الكتابة، وانشغالها بقسوة الاحداث وحقائقها على الارض. النصيرة "ابتسام كاظم-أم نصار" تبدأ الحلقة الأولى من يومياتها بجملة (اكيد انا لست بكاتبه بس فقط حبيت ألقي نظره عن تجربه خاضها الحزب الشيوعي العراقي) من الواضح ان "ابتسام كاظم" لا تبحث عن حيّز تثبت فيه ذاتها وجدارتها، فلقد سبق لها ان اثبتت ذلك بالجبل، ولكنها تريد ان تدلي بدلوها بحركة مسلّحة دامت عشر سنين، سقط فيها مئات الشهداء والجرحى. ومن الحلقة الأولى سلّطت الضوء على البدايات الصعبة التي واجهت عشر نساء في طريق عودتهن للوطن، قادمات من لبنان، بعد دورة تدريب سريعة على استخدام السلاح. "أم نصار" تكتب بتلقائية، على إيقاع واحد، بلغة خالية من الشكوى والسلبية، ومليئة بالمعلومات والاسماء والامكنة التي تمد القارئ برسم صورة لحياة الأنصار. عنوان الــ"يوميات" هنا قد تنقصه الدقة بسبب العامل الزمني، فزمن وقوع الحوادث يبتعد عشرات الأعوام عن زمن توثيقها، اتكأت فيه الكاتبة إلى ذاكرتها، وليس إلى دفتر يومياتها، في استحضار الوجو ......
#السرديّة
#الانصاريّة
#الحكايّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717842
الحوار المتمدن
نصير عواد - السرديّة الانصاريّة(3) نون الحكايّة
نبيل عبد الأمير الربيعي : رواية بوشكين عربي القيصر ترجمة : د. نصير الحسيني
#الحوار_المتمدن
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي حياة الكسندر بوشكين (1799-1837م) فيها نزعة التمتع بالملذات وبالحرية التي يصبوا إليها الروس أحياناً، في غفلة من النسيان، وتخطئ دوماً بإنجاب الشباب الروس الغض، وتتجسد فيه منذ الأعوام الأولى لظهوره في أوساط المجتمع، ولن يمارىي أحد بأن ابن الجبل بزيه الحربي الحر وعاشق للحرية، وهو بالنسبة لنفسه القاضي والسيد، يكون أكثر تألقاً، وكلما كانت المادة عادية تتطلب أن يكون الشاعر أكثر سمواً ورفعة بغية أن يستنبط منها ما هو غير مألوف، ومن أجل أن يصبح الاعتيادي غير المألوف، فهل جرى تقييم آخر لأشعاره بعدالة؟ وهل قيم وفهم أحد ما أعماله؟ إن بوشكين يبدو في اعماله الرائعة وفي هذه الإنثولوجيا الرائعة، متعدد المواهب الأدبية والأبعاد بصورة غير عادية، وهو أكثر سعة ورحابة من أشعاره. صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل بالاشتراك مع دار سما رواية الاديب الروسي الكسندر بوشكين (عربي القيصر) ترجمة الدكتور نصير الحسيني، وتقديم د. أسماء غريب. تضمنت الرواية (127) صفحة من الحجم المتوسط، اعتمد فيها المترجم على الرواية الصادرة باللغة الروسية الغير مترجمة، وباعتبار الدكتور الحسيني من المتقنين للغة الروسية، ويمتلك لغة عالية في العربية والروسية من خلال دراسته في الاتحاد السوفيتي سابقاً للهندسة المعمارية، والذي صدر له أكثر من منجز ادبي وكذلك في مجال الهندسة المعمارية، وقد تجاوزت مؤلفاته (13) منجز. فنجد في ترجمته الرائعة لرواية بوشكين بما تتمثل بشيء من البساطة والتألق، فهي ترجمة دقيقة مائزة، تجسد كل شيء في حياة الراحل بوشكين من رواية وشعر، ومن خلال هذا الإصدار الرائع تجد نفسك تحتاج أن تقرأ جميع أعمال بوشكين عدّة مرات، في حين هذه الخصال مفقودة في الأعمال التي تتراءى فيها الفكرة الرئيسية فقط، ويمكن اعتبار هذه الترجمة الرائعة حجر الاختبار الذي يُمكّن المترجم د. الحسيني ترجمة بقية اعمال اعلام روسيا، من خلال جمالية اللغة ودقة الترجمة، والتعبير والنقل الجيد دون إضافة أو حذف، فهي ترجمة بسيطة ومتزنة وساطعة وملتهبة وماتعة، وفي الوقت نفسه ذات نقاوة في اختيار الجمل في الترجمة. فالشاعر والروائي بوشكين كلما صوّر بقدر أكبر المشاعر المعروفة للشاعر وحده، تتقلص بشكل ملموس دائرة جمهوره الملتف حوله، وفي نهاية المطاف تصبح صنيعة بحيث يمكن أن يُعد على الأصابع عدد متذوقيه الحقيقيين. إن الكتابة عن بوشكين الملقب بأمير شعراء روسيا ليست بالمهمة اليسيرة، كذلك الترجمة، فقد كُتبت عنه مئات المجلدات، ولهذا أن الرواية المترجمة (عربي القيصر) تعكس عبقرية بوشكين، فهو مثل غيره من كبار الأدباء والشعراء أبدع في النثر بقدر لا يقل عن إبداعه في الشعر، وقد اختار الدكتور نصير الحسيني من اعماله تلك والتي لم تترجم بدقة سابقاً (روايته عربي القيصر)، فضلاً عن ترجمة بعض الأعمال النثرية له من قبل المرحوم غائب طعمة فرمان وأبو بكر يوسف وراجعها مستعربون روس، فهي أصدق من غيرها من حيث المحتوى. ولا بد لي من الإشارة إلى أن الترجمة من لغات أخرى غير الروسية إلى العربية كثيراً ما تتضمن أخطاء المترجم الأول الانكليزي أو الفرنسي وتضاف إليها أخطاء المترجم العربي. ويلاحظ في العديد من التراجم الأخرى تحوير في الأسماء الروسية، وأن الاسماء اللاتينية حين تطلق على الشخصيات الروسية تفقد هذه الشخصيات صورتها في جو القصة أو الرواية. والقصة المنشورة (عربي القيصر) يروي فيها بوشكين قصة جده الأكبر إبراهيم الذي أرسله القيصر إلى فرنسا لدراسة العلوم العسكرية؛ وعودته إلى روسيا بعد سلسلة من المغامرات في إسبانيا، حيث حارب إلى جانب الفرنسي ......
#رواية
#بوشكين
#عربي
#القيصر
#ترجمة
#نصير
#الحسيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719362
#الحوار_المتمدن
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي حياة الكسندر بوشكين (1799-1837م) فيها نزعة التمتع بالملذات وبالحرية التي يصبوا إليها الروس أحياناً، في غفلة من النسيان، وتخطئ دوماً بإنجاب الشباب الروس الغض، وتتجسد فيه منذ الأعوام الأولى لظهوره في أوساط المجتمع، ولن يمارىي أحد بأن ابن الجبل بزيه الحربي الحر وعاشق للحرية، وهو بالنسبة لنفسه القاضي والسيد، يكون أكثر تألقاً، وكلما كانت المادة عادية تتطلب أن يكون الشاعر أكثر سمواً ورفعة بغية أن يستنبط منها ما هو غير مألوف، ومن أجل أن يصبح الاعتيادي غير المألوف، فهل جرى تقييم آخر لأشعاره بعدالة؟ وهل قيم وفهم أحد ما أعماله؟ إن بوشكين يبدو في اعماله الرائعة وفي هذه الإنثولوجيا الرائعة، متعدد المواهب الأدبية والأبعاد بصورة غير عادية، وهو أكثر سعة ورحابة من أشعاره. صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل بالاشتراك مع دار سما رواية الاديب الروسي الكسندر بوشكين (عربي القيصر) ترجمة الدكتور نصير الحسيني، وتقديم د. أسماء غريب. تضمنت الرواية (127) صفحة من الحجم المتوسط، اعتمد فيها المترجم على الرواية الصادرة باللغة الروسية الغير مترجمة، وباعتبار الدكتور الحسيني من المتقنين للغة الروسية، ويمتلك لغة عالية في العربية والروسية من خلال دراسته في الاتحاد السوفيتي سابقاً للهندسة المعمارية، والذي صدر له أكثر من منجز ادبي وكذلك في مجال الهندسة المعمارية، وقد تجاوزت مؤلفاته (13) منجز. فنجد في ترجمته الرائعة لرواية بوشكين بما تتمثل بشيء من البساطة والتألق، فهي ترجمة دقيقة مائزة، تجسد كل شيء في حياة الراحل بوشكين من رواية وشعر، ومن خلال هذا الإصدار الرائع تجد نفسك تحتاج أن تقرأ جميع أعمال بوشكين عدّة مرات، في حين هذه الخصال مفقودة في الأعمال التي تتراءى فيها الفكرة الرئيسية فقط، ويمكن اعتبار هذه الترجمة الرائعة حجر الاختبار الذي يُمكّن المترجم د. الحسيني ترجمة بقية اعمال اعلام روسيا، من خلال جمالية اللغة ودقة الترجمة، والتعبير والنقل الجيد دون إضافة أو حذف، فهي ترجمة بسيطة ومتزنة وساطعة وملتهبة وماتعة، وفي الوقت نفسه ذات نقاوة في اختيار الجمل في الترجمة. فالشاعر والروائي بوشكين كلما صوّر بقدر أكبر المشاعر المعروفة للشاعر وحده، تتقلص بشكل ملموس دائرة جمهوره الملتف حوله، وفي نهاية المطاف تصبح صنيعة بحيث يمكن أن يُعد على الأصابع عدد متذوقيه الحقيقيين. إن الكتابة عن بوشكين الملقب بأمير شعراء روسيا ليست بالمهمة اليسيرة، كذلك الترجمة، فقد كُتبت عنه مئات المجلدات، ولهذا أن الرواية المترجمة (عربي القيصر) تعكس عبقرية بوشكين، فهو مثل غيره من كبار الأدباء والشعراء أبدع في النثر بقدر لا يقل عن إبداعه في الشعر، وقد اختار الدكتور نصير الحسيني من اعماله تلك والتي لم تترجم بدقة سابقاً (روايته عربي القيصر)، فضلاً عن ترجمة بعض الأعمال النثرية له من قبل المرحوم غائب طعمة فرمان وأبو بكر يوسف وراجعها مستعربون روس، فهي أصدق من غيرها من حيث المحتوى. ولا بد لي من الإشارة إلى أن الترجمة من لغات أخرى غير الروسية إلى العربية كثيراً ما تتضمن أخطاء المترجم الأول الانكليزي أو الفرنسي وتضاف إليها أخطاء المترجم العربي. ويلاحظ في العديد من التراجم الأخرى تحوير في الأسماء الروسية، وأن الاسماء اللاتينية حين تطلق على الشخصيات الروسية تفقد هذه الشخصيات صورتها في جو القصة أو الرواية. والقصة المنشورة (عربي القيصر) يروي فيها بوشكين قصة جده الأكبر إبراهيم الذي أرسله القيصر إلى فرنسا لدراسة العلوم العسكرية؛ وعودته إلى روسيا بعد سلسلة من المغامرات في إسبانيا، حيث حارب إلى جانب الفرنسي ......
#رواية
#بوشكين
#عربي
#القيصر
#ترجمة
#نصير
#الحسيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719362
الحوار المتمدن
نبيل عبد الأمير الربيعي - رواية بوشكين (عربي القيصر) ترجمة : د. نصير الحسيني
رائد الحواري : السواد في ديوان -قراءة في نقش صحراوي- مهدي نصير
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري السواد في ديوان "قراءة في نقش صحراوي"مهدي نصيردائما النص الجميل يستوقنا لما فيه من عناصر جمالية، وبما يحمله من أفكار تتمرد على الواقع، كما أن الشكل الذي يقدم فيه له دور في جذب المتلقي، اللافت في ديوان "قراءة في نقش صحراوي" حجم الاسواد الذي يحمله، كما أن القاموس اللغوي يكاد أن يكون واحدا في غالبية القصائد، وهذا ما وحد لغة القصائد وجعلها تتمحور حول موضوع السواد/الألم، فالشاعر يستخدم الألفاظ: " أسود، الليل، القاتم، الموت، القبر، الصحراء، جثث" في العديد من القصائد، وكذلك يذكر الحيوانات والحشرات والتي غالبا ما يأتي ذكرها كتعبير عن حالة الاحتقان التي يعانيها الكاتب/الشاعر، ونلاحظ تيكيزو على حالة المثني، فهناك العديد من القصائد تحدثت على المثنى:" العينين" من هنا يمكننا القول أننا أمام ديوان مؤلم في من الوجع الكثير وحتى ما لا يحتمل.قبل الدخول إلى الديوان ننوه إلى أن هناك العديد من القصائد جاءت على شكل الومضة، وهذا يحتاج إلى قدرات استثنائية، تتمثل في قدرة الشاعر على الاختزال والتكقيف واستخدام لغة تناسب الفكرة/المضوع وأيضا تلائم الشكل الذي تقدم فيه، سنحاول أضاءة شيء مما جاء في الديوان، يقول في قصيدة "صور":"(1) سجادةجالس قرب طاولة من حديدومنفضتينورأس غزال يطل علي بعينين غامضتين+++أربعة من أيائل تطفو على بطن سادةتتأرحج فوق الجدار!+++سرب وعول يجر قوافل متخمة بالضجر!+++قمر أسود بارد في سماء من الفضة السائبة!+++سراديب ضيقة تلهث الآن فيها الوعول وتسقط!+++تترجل أربعة من أيائلهامخلفة فوق سجادة تتأرحج فوق الجدارثقوبا بلون الهواء!" ص14و15، ما جاء في هذه المقاطع من ألفاظ "ألوان/أسود، حيوانات/وعول/أيائل، فسوة/جدار/تسقط/ضجر، ومثنى/منفضتين/بعينين" تكاد أن تكون في كافية القصائد، وإذا ما توقفنا عن الشكل الذي قدمت فيه نجده قصير (ومقطع)، وهذا التقطيع يعكس حالة الشاعر وما يمر به من ألم/اغتراب/ضغط، لهذا بدا شكل القصيدة مقطع ومنفصل، لكن هناك جامع يوحدها، لألفاظ "غزال، أيائل، وعول"، وكذلك ألفاظ القسوة: "حديد، غامضتين، الجدار(مكررة)، يجر، بالضجر، السائبة، سراديب، ضيقة، تلهث، تسقط،، ثقوب" وهذا ما يجعل فكرة الألم/القسوة تصل للمتقي من خلال الألفاظ المجردة، ومن خلال الشكل الذي (قطع/مزق) القصيدة، وبهذا يكون الشاعر قد استخدم التقطيع/الفصل كشكل يعبر فيه عن ألمه/اغترابه، وإذا ما مضمون/فكرة السواد التي تحملها القصيدة، نكون قصيدة مبنية وموحدة شكلا ومضمونا في خدمة السواد/الألم.ونلاحظ أن الشاعر مسكون بمشاهد الألم والحرب، لهذا نجده يقدم أكثر من قصيدة تتحدث عن "غزة"، منها هذه القصيدة:"(1)جثتان وراعوبضع سنابل من زرد ورصاصتزنر حقلاعلى بابه الصدء انتصب جثتان لطفل كسيحوبعض سماء!(2)جثث ورعاةوكلب تضخميعوي ويلتهم الشهداء!ّ" ص17، نجد السواد/القسوة في الفاظ: "جثتان (مكررة)، زرد، رصاص، الصدء، انتصب، كسيح، جثث، كلب، يعوي" واللافت أن المقطع الأول جاء بصيغة المثنى/"جثتان"، والثاني بصيغة الجمع/"جثث/رعاة"، والأول طويل نسبيل والثاني قصير وأكثر كثافة، والأول خالي من ذكر الحيوان/الكلب والثاني فيه "كلب تضخم يعوي" والأول رجاء بصيغة الماضي: "تزنر، انتصبت" والثاني مضارع/يحدث الآن: "تضخم، يلتهم" وهذا يأخذنا إلى مقارنة حجم السواد بينهما، ففي المقطع الأول كانت هناك الطبيعة: "سنابل، حقلا" وهذ ما اعطاء مساحة للشاعر ليتحدث (باسهاب)، بينما الثاني والذي استوحش فيه الكلب وعوا، كان قاسيا ع ......
#السواد
#ديوان
#-قراءة
#صحراوي-
#مهدي
#نصير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721494
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري السواد في ديوان "قراءة في نقش صحراوي"مهدي نصيردائما النص الجميل يستوقنا لما فيه من عناصر جمالية، وبما يحمله من أفكار تتمرد على الواقع، كما أن الشكل الذي يقدم فيه له دور في جذب المتلقي، اللافت في ديوان "قراءة في نقش صحراوي" حجم الاسواد الذي يحمله، كما أن القاموس اللغوي يكاد أن يكون واحدا في غالبية القصائد، وهذا ما وحد لغة القصائد وجعلها تتمحور حول موضوع السواد/الألم، فالشاعر يستخدم الألفاظ: " أسود، الليل، القاتم، الموت، القبر، الصحراء، جثث" في العديد من القصائد، وكذلك يذكر الحيوانات والحشرات والتي غالبا ما يأتي ذكرها كتعبير عن حالة الاحتقان التي يعانيها الكاتب/الشاعر، ونلاحظ تيكيزو على حالة المثني، فهناك العديد من القصائد تحدثت على المثنى:" العينين" من هنا يمكننا القول أننا أمام ديوان مؤلم في من الوجع الكثير وحتى ما لا يحتمل.قبل الدخول إلى الديوان ننوه إلى أن هناك العديد من القصائد جاءت على شكل الومضة، وهذا يحتاج إلى قدرات استثنائية، تتمثل في قدرة الشاعر على الاختزال والتكقيف واستخدام لغة تناسب الفكرة/المضوع وأيضا تلائم الشكل الذي تقدم فيه، سنحاول أضاءة شيء مما جاء في الديوان، يقول في قصيدة "صور":"(1) سجادةجالس قرب طاولة من حديدومنفضتينورأس غزال يطل علي بعينين غامضتين+++أربعة من أيائل تطفو على بطن سادةتتأرحج فوق الجدار!+++سرب وعول يجر قوافل متخمة بالضجر!+++قمر أسود بارد في سماء من الفضة السائبة!+++سراديب ضيقة تلهث الآن فيها الوعول وتسقط!+++تترجل أربعة من أيائلهامخلفة فوق سجادة تتأرحج فوق الجدارثقوبا بلون الهواء!" ص14و15، ما جاء في هذه المقاطع من ألفاظ "ألوان/أسود، حيوانات/وعول/أيائل، فسوة/جدار/تسقط/ضجر، ومثنى/منفضتين/بعينين" تكاد أن تكون في كافية القصائد، وإذا ما توقفنا عن الشكل الذي قدمت فيه نجده قصير (ومقطع)، وهذا التقطيع يعكس حالة الشاعر وما يمر به من ألم/اغتراب/ضغط، لهذا بدا شكل القصيدة مقطع ومنفصل، لكن هناك جامع يوحدها، لألفاظ "غزال، أيائل، وعول"، وكذلك ألفاظ القسوة: "حديد، غامضتين، الجدار(مكررة)، يجر، بالضجر، السائبة، سراديب، ضيقة، تلهث، تسقط،، ثقوب" وهذا ما يجعل فكرة الألم/القسوة تصل للمتقي من خلال الألفاظ المجردة، ومن خلال الشكل الذي (قطع/مزق) القصيدة، وبهذا يكون الشاعر قد استخدم التقطيع/الفصل كشكل يعبر فيه عن ألمه/اغترابه، وإذا ما مضمون/فكرة السواد التي تحملها القصيدة، نكون قصيدة مبنية وموحدة شكلا ومضمونا في خدمة السواد/الألم.ونلاحظ أن الشاعر مسكون بمشاهد الألم والحرب، لهذا نجده يقدم أكثر من قصيدة تتحدث عن "غزة"، منها هذه القصيدة:"(1)جثتان وراعوبضع سنابل من زرد ورصاصتزنر حقلاعلى بابه الصدء انتصب جثتان لطفل كسيحوبعض سماء!(2)جثث ورعاةوكلب تضخميعوي ويلتهم الشهداء!ّ" ص17، نجد السواد/القسوة في الفاظ: "جثتان (مكررة)، زرد، رصاص، الصدء، انتصب، كسيح، جثث، كلب، يعوي" واللافت أن المقطع الأول جاء بصيغة المثنى/"جثتان"، والثاني بصيغة الجمع/"جثث/رعاة"، والأول طويل نسبيل والثاني قصير وأكثر كثافة، والأول خالي من ذكر الحيوان/الكلب والثاني فيه "كلب تضخم يعوي" والأول رجاء بصيغة الماضي: "تزنر، انتصبت" والثاني مضارع/يحدث الآن: "تضخم، يلتهم" وهذا يأخذنا إلى مقارنة حجم السواد بينهما، ففي المقطع الأول كانت هناك الطبيعة: "سنابل، حقلا" وهذ ما اعطاء مساحة للشاعر ليتحدث (باسهاب)، بينما الثاني والذي استوحش فيه الكلب وعوا، كان قاسيا ع ......
#السواد
#ديوان
#-قراءة
#صحراوي-
#مهدي
#نصير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721494
الحوار المتمدن
رائد الحواري - السواد في ديوان -قراءة في نقش صحراوي- مهدي نصير
نصير الحسيني : قراءة في كتاب نبيل الربيعي المسيحيون في العراق بين عراقة التاريخ وأزمات التهجير
#الحوار_المتمدن
#نصير_الحسيني المسيحيون في وادي الرافدين لهم تاريخ موغل في القدم، ويمثل جزءاً من حضارة وتاريخ العراق عِبرَ عصوره المختلفة، ويتحفنا الباحث الجاد نبيل الربيعي بمؤلفه الجديد (المسيحيون في العراق.. بين عراقة التاريخ وأزمات التهجير)، متنقلاً بين عراقتهم التاريخية وأزمات التهجير التي عانو منها نتيجة تقلبات الوضع السياسي المعقد في العراق عِبرَ التاريخ، ورسم كتابه في ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة وأكثر من (250) مصدر ومرجع جمعها في 258 صفحة من الحجم الوزيري. تناول الربيعي في الفصل الأول الجذور التاريخية للديانة المسيحية في بلاد الرافدين، ومنهجهم اللاهوتي، والثالوث المقدس، وبحث عن السيد المسيح (ع)، وتطرق الربيعي إلى مفاهيم التنزيه، والتشبيه، وصفات الله عندهم، وحرية الإنسان، فضلاً عن التوحيد، إضافةً إلى النسطورية، واليعقوبية، والملكية. ثم يتطرق الباحث في الفصل الثاني من كتابه إلى العبادات، والصلاة والأعياد، والصيام والفرق المسيحية، والأناجيل الأربعة، والأناجيل المنحولة، والطوائف المسيحية في العراق. تمثل الصلاة في المسيحية صلة الشخص بالله، وتتلخص في القول صفحة 40: (فمتى صليت فادخل إلى مخدعكَ وأغلق بابكَ وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك في الخفاء يجازيكَ علانيةً). وتكون الصلاة بطهارة القلب والتطهير من الشهوة، وغض البصر والابتعاد عن (الحسد والكره، والحقد، والكبرياء، والغيرة، والغش، والخداع، والكذب وإلى غير ذلك. ثمَ يعرج إلى أعيادهم الطقسية عبرَ سبعة أزمنة تختلف في مدتها، ومن أعيادهم: عيد الميلاد، وعيد معمودية يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، وعيد الفصح (البباسكا) عيد القيامة، وغير ذلك من الأعياد، ويتطرق إلى الصيام – والصيام في المسيحية يعد فترة انقطاع عن الشهوات الجسدية والروحية، وينقسم الصيام إلى الصوم الكبير، ويتم صيامه قبل عيد القيامة، والصوم الصغير ويتم قبل عيد الميلاد. ويمثل الصوم عمل تعبدي وليس فريضة، والهدف منه التذلل والتواضع بين يدي الله. وكسرً في الفصل الثالث من كتابه على الكنائس والأديرة في العراق والأقوام التي تبنت المسيحية مروراً بالتبشير، وعلماء مملكة حدياب، ويذكر الباحث في صفحة 65 يقول: (انتشرت الأديرة في أواخر القرن الرابع الميلادي في أطراف العراق، وقادها عراقيون ربطوا بين الإيمان والعلم)، ويمر الباحث على بعض الكنائس، مثل كنيسة بابيرا، وكنيسة قصر سويج، ومصيفنة، وخربة دير سيتون، وبازيان، والخضراء، وكنيسة مار جرجيس، والطقوس الدفينة، والعبيد، والبو عجيل، وعُمر كسكر، وسواها من الكنائس والأديرة المختلفة والمتناثرة في العراق. ويعرج الباحث نبيل الربيعي في الفصل الرابع على المسيحية في ظل الإسلام، وما تلاه من عصور وصولاً إلى العهد الجلائري، ويذكر دورهم الثقافي في الأدب والترجمة وإلى غير ذلك من الاهتمامات. ويشير في صفحة 125 إلى بعض ما أشارت له المصادر المسيحية التي أهملها المسلمون لأسبابٍ عديدة منها بسبب كتابة موروثهم باللغة السريانية. ثم يتطرق إلى علاقتهم بالإسلام، وصلتهم مع نبي الرحمة محمد (ص)، ثم ينحو إلى وضعهم في عهد الخلفاء الراشدين، والأمويين، والعباسيين، وبعدها إلى درجاتهم الكنسية حسب لوائح الكنيسة الشرقية. يتناول الربيعي في الفصل الخامس المسيحية في ظل الدولة العثمانية وحالهم وطوائفهم ومعالمهم الاجتماعية ومكانتهم في دستور عام 1874م، ودورهم في التعليم، وأماكن تواجدهم، ويمر على المسيحيين في الموصل، ويعدها من المناطق المهمة للمبشرين المسيحيين، ويتحدث عن دور الكنيسة الشرقية وواقع طوائفها. ويلتفت الباحث إلى معالمهم ......
#قراءة
#كتاب
#نبيل
#الربيعي
#المسيحيون
#العراق
#عراقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723840
#الحوار_المتمدن
#نصير_الحسيني المسيحيون في وادي الرافدين لهم تاريخ موغل في القدم، ويمثل جزءاً من حضارة وتاريخ العراق عِبرَ عصوره المختلفة، ويتحفنا الباحث الجاد نبيل الربيعي بمؤلفه الجديد (المسيحيون في العراق.. بين عراقة التاريخ وأزمات التهجير)، متنقلاً بين عراقتهم التاريخية وأزمات التهجير التي عانو منها نتيجة تقلبات الوضع السياسي المعقد في العراق عِبرَ التاريخ، ورسم كتابه في ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة وأكثر من (250) مصدر ومرجع جمعها في 258 صفحة من الحجم الوزيري. تناول الربيعي في الفصل الأول الجذور التاريخية للديانة المسيحية في بلاد الرافدين، ومنهجهم اللاهوتي، والثالوث المقدس، وبحث عن السيد المسيح (ع)، وتطرق الربيعي إلى مفاهيم التنزيه، والتشبيه، وصفات الله عندهم، وحرية الإنسان، فضلاً عن التوحيد، إضافةً إلى النسطورية، واليعقوبية، والملكية. ثم يتطرق الباحث في الفصل الثاني من كتابه إلى العبادات، والصلاة والأعياد، والصيام والفرق المسيحية، والأناجيل الأربعة، والأناجيل المنحولة، والطوائف المسيحية في العراق. تمثل الصلاة في المسيحية صلة الشخص بالله، وتتلخص في القول صفحة 40: (فمتى صليت فادخل إلى مخدعكَ وأغلق بابكَ وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك في الخفاء يجازيكَ علانيةً). وتكون الصلاة بطهارة القلب والتطهير من الشهوة، وغض البصر والابتعاد عن (الحسد والكره، والحقد، والكبرياء، والغيرة، والغش، والخداع، والكذب وإلى غير ذلك. ثمَ يعرج إلى أعيادهم الطقسية عبرَ سبعة أزمنة تختلف في مدتها، ومن أعيادهم: عيد الميلاد، وعيد معمودية يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، وعيد الفصح (البباسكا) عيد القيامة، وغير ذلك من الأعياد، ويتطرق إلى الصيام – والصيام في المسيحية يعد فترة انقطاع عن الشهوات الجسدية والروحية، وينقسم الصيام إلى الصوم الكبير، ويتم صيامه قبل عيد القيامة، والصوم الصغير ويتم قبل عيد الميلاد. ويمثل الصوم عمل تعبدي وليس فريضة، والهدف منه التذلل والتواضع بين يدي الله. وكسرً في الفصل الثالث من كتابه على الكنائس والأديرة في العراق والأقوام التي تبنت المسيحية مروراً بالتبشير، وعلماء مملكة حدياب، ويذكر الباحث في صفحة 65 يقول: (انتشرت الأديرة في أواخر القرن الرابع الميلادي في أطراف العراق، وقادها عراقيون ربطوا بين الإيمان والعلم)، ويمر الباحث على بعض الكنائس، مثل كنيسة بابيرا، وكنيسة قصر سويج، ومصيفنة، وخربة دير سيتون، وبازيان، والخضراء، وكنيسة مار جرجيس، والطقوس الدفينة، والعبيد، والبو عجيل، وعُمر كسكر، وسواها من الكنائس والأديرة المختلفة والمتناثرة في العراق. ويعرج الباحث نبيل الربيعي في الفصل الرابع على المسيحية في ظل الإسلام، وما تلاه من عصور وصولاً إلى العهد الجلائري، ويذكر دورهم الثقافي في الأدب والترجمة وإلى غير ذلك من الاهتمامات. ويشير في صفحة 125 إلى بعض ما أشارت له المصادر المسيحية التي أهملها المسلمون لأسبابٍ عديدة منها بسبب كتابة موروثهم باللغة السريانية. ثم يتطرق إلى علاقتهم بالإسلام، وصلتهم مع نبي الرحمة محمد (ص)، ثم ينحو إلى وضعهم في عهد الخلفاء الراشدين، والأمويين، والعباسيين، وبعدها إلى درجاتهم الكنسية حسب لوائح الكنيسة الشرقية. يتناول الربيعي في الفصل الخامس المسيحية في ظل الدولة العثمانية وحالهم وطوائفهم ومعالمهم الاجتماعية ومكانتهم في دستور عام 1874م، ودورهم في التعليم، وأماكن تواجدهم، ويمر على المسيحيين في الموصل، ويعدها من المناطق المهمة للمبشرين المسيحيين، ويتحدث عن دور الكنيسة الشرقية وواقع طوائفها. ويلتفت الباحث إلى معالمهم ......
#قراءة
#كتاب
#نبيل
#الربيعي
#المسيحيون
#العراق
#عراقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723840
الحوار المتمدن
نصير الحسيني - قراءة في كتاب نبيل الربيعي (المسيحيون في العراق بين عراقة التاريخ وأزمات التهجير)
نصير عواد : صورة السياسيّ في روايات سلام إبراهيم
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يعنُّ لبعضنا وضع نفسه جنب شخوص سلام إبراهيم الروائيّة، ليس اعجابا او تَعجّبا، بقدر ما هو تجاور بالتجارب والمصائر في فترات زمنية معينة. فلقد تعرّف بعضنا على أنفسهم في رواياته، وتعرّف آخرون على حلقاتٍ من العنف والتهديد والتهجير دمغت النصف الثاني من القرن الفائت، ولكن في الحالين لا يستطيع القارئ العيش في رواياته باسترخاء دائم، بسبب ان موضوعاته في حالة تصادم مع السائد، لا تميل للغموض ولا تترك بياضا بين السطور؛ ينتقد فيها السلطة لقسوتها، والأحزاب السياسيّة لفشلها، والمجتمع الأهلي لتساهله في خراب قيّمه. بل حتى وهو يتناول هذه المسميّات نجده لا تفتر شهيته عن كشف المستور عند أقرب أصدقائه، جيرانه، رفاقه بالسلاح.. تبدو معها الاحداث أحيانا وكأنها تحقق حضورها ليس فقط بسبب واقعيتها وغرابتها بل كذلك بسبب احتكاكها بالحميم والسري لشخوصه. والملفت ان هذا الاحتكاك المباشر، والقاسي أحيانا، لا يثلم العلاقة الحميمة بين المؤلف وشخوصه من السياسييّن، فهو أحبهم واختلف معهم ودفن بعضهم بيديه. وهذا التناقض البيّن بين المواجهة وبين الحميمية في العلاقة مع السياسيّ، ووضع ذلك في دائرة سردية متماسكة، يُعد أحد خصائص روايات سلام إبراهيم. فهو حين يخلع صفات مهينة بحق السياسيّ نجده لا يتنكر لتاريخه النضالي، ساردا المخاطر والمشاهد الدرامية في حياته؛ صموده بالسجن، شجاعته بالمعارك. فالحديث عن (الطهر القامع) الذي يحيّر المناضل بين أفكاره العظيمة وبين حاجاته الجسديّة، يستدعي شكلا روائيّا مختلفا يسهم في خلق وعي اجتماعيّ يعيد النظر بالقداسة الموهومة التي حفظتها الذاكرة الشفاهيّة للمناضل السياسيّ. بالعراق، وفي ظل تدهور المشاريع السياسيّة والوطنيّة، بدت الرواية أكثر قدرة على تناول المشكل، ووسيلة ناجعة لتوثيق حياة الناس، من دون الذهاب إلى امتلاك البدائل والقدرة على التغيّير الملموس، فذلك بحاجة إلى فترات زمنية وإلى إمكانات ماديّة، وغير ماديّة، هي ليست في متناول لا الرواية ولا الروائييّن. لا جدال في ان انتعاش الرواية العراقيّة، كتابة وقراءة، يشير في أحد وجوهه إلى تطور أساليبها وموضوعاتها، بعد ان كانت في فترات سابقة جنسا أدبيا عاديا يأتي بعد أجناس أخرى، ولكن هذا لا يقلل من حقيقة ان الحالة السياسيّة المشوهة بالعراق، التي تعود بالمجتمع إلى قبائلهِ وطوائفه عند كل أزمة، ساهمت أكثر من غيرها في أنعاش الرواية العراقيّة وفي ظهور جيل روائي جديد لم يطِل الوقوف متفرجا او ينشغل فقط بالأساطير والرموز والشكل الجمالي للكتابة، على الرغم من أهمية ذلك، وكان لابد من الخوض في لب المشكلات الاجتماعيّة-السياسيّة والكتابة بوضوح عن الحروب والفقر والعنف الاعمى الذي ساد بالبلد. ونستطيع القول ان سلام إبراهيم، المثقلة كتاباته بالهم العراقيّ، هو عينة مثالية لما ذهبنا إليه، بعد ان صيّر حياته المريرة موضوع رواياته. فهو لم يعِش فترات قاسية من طفولته أو شبابه، هو عاش حياة قاسية بمجملها، أوصلته لما هو عليه؛ مباشر، متهكّم، عاري، تنزلق لغته المبلّلة إلى تضاريس لم يصلها كثيرا ضوء الشمس، تستفز القارئ أحيانا وترفع حاجبيّه بحثا عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الشجاعة وبين الوقاحة. قد تكون الأسئلة التي يطرحها "إبراهيم" ليست جديدة لكن خطابه الفكري هو الجريء بشكل كاف في مجتمعات منغلقة تنصح بالسكوت على البلوى، سرعان ما اصطدم بمؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة كانت تحد من حريته، الأمر الذي أدى إلى صعوبة هضم موضوعاته عند شرائح كثيرة مستهم عن قرب. إنّ الخروج على الجميع، اشخاص وأحزاب واعراف وقوانين، كان ضروريا للكاتب بعد انهيار المثال وتر ......
#صورة
#السياسيّ
#روايات
#سلام
#إبراهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723996
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يعنُّ لبعضنا وضع نفسه جنب شخوص سلام إبراهيم الروائيّة، ليس اعجابا او تَعجّبا، بقدر ما هو تجاور بالتجارب والمصائر في فترات زمنية معينة. فلقد تعرّف بعضنا على أنفسهم في رواياته، وتعرّف آخرون على حلقاتٍ من العنف والتهديد والتهجير دمغت النصف الثاني من القرن الفائت، ولكن في الحالين لا يستطيع القارئ العيش في رواياته باسترخاء دائم، بسبب ان موضوعاته في حالة تصادم مع السائد، لا تميل للغموض ولا تترك بياضا بين السطور؛ ينتقد فيها السلطة لقسوتها، والأحزاب السياسيّة لفشلها، والمجتمع الأهلي لتساهله في خراب قيّمه. بل حتى وهو يتناول هذه المسميّات نجده لا تفتر شهيته عن كشف المستور عند أقرب أصدقائه، جيرانه، رفاقه بالسلاح.. تبدو معها الاحداث أحيانا وكأنها تحقق حضورها ليس فقط بسبب واقعيتها وغرابتها بل كذلك بسبب احتكاكها بالحميم والسري لشخوصه. والملفت ان هذا الاحتكاك المباشر، والقاسي أحيانا، لا يثلم العلاقة الحميمة بين المؤلف وشخوصه من السياسييّن، فهو أحبهم واختلف معهم ودفن بعضهم بيديه. وهذا التناقض البيّن بين المواجهة وبين الحميمية في العلاقة مع السياسيّ، ووضع ذلك في دائرة سردية متماسكة، يُعد أحد خصائص روايات سلام إبراهيم. فهو حين يخلع صفات مهينة بحق السياسيّ نجده لا يتنكر لتاريخه النضالي، ساردا المخاطر والمشاهد الدرامية في حياته؛ صموده بالسجن، شجاعته بالمعارك. فالحديث عن (الطهر القامع) الذي يحيّر المناضل بين أفكاره العظيمة وبين حاجاته الجسديّة، يستدعي شكلا روائيّا مختلفا يسهم في خلق وعي اجتماعيّ يعيد النظر بالقداسة الموهومة التي حفظتها الذاكرة الشفاهيّة للمناضل السياسيّ. بالعراق، وفي ظل تدهور المشاريع السياسيّة والوطنيّة، بدت الرواية أكثر قدرة على تناول المشكل، ووسيلة ناجعة لتوثيق حياة الناس، من دون الذهاب إلى امتلاك البدائل والقدرة على التغيّير الملموس، فذلك بحاجة إلى فترات زمنية وإلى إمكانات ماديّة، وغير ماديّة، هي ليست في متناول لا الرواية ولا الروائييّن. لا جدال في ان انتعاش الرواية العراقيّة، كتابة وقراءة، يشير في أحد وجوهه إلى تطور أساليبها وموضوعاتها، بعد ان كانت في فترات سابقة جنسا أدبيا عاديا يأتي بعد أجناس أخرى، ولكن هذا لا يقلل من حقيقة ان الحالة السياسيّة المشوهة بالعراق، التي تعود بالمجتمع إلى قبائلهِ وطوائفه عند كل أزمة، ساهمت أكثر من غيرها في أنعاش الرواية العراقيّة وفي ظهور جيل روائي جديد لم يطِل الوقوف متفرجا او ينشغل فقط بالأساطير والرموز والشكل الجمالي للكتابة، على الرغم من أهمية ذلك، وكان لابد من الخوض في لب المشكلات الاجتماعيّة-السياسيّة والكتابة بوضوح عن الحروب والفقر والعنف الاعمى الذي ساد بالبلد. ونستطيع القول ان سلام إبراهيم، المثقلة كتاباته بالهم العراقيّ، هو عينة مثالية لما ذهبنا إليه، بعد ان صيّر حياته المريرة موضوع رواياته. فهو لم يعِش فترات قاسية من طفولته أو شبابه، هو عاش حياة قاسية بمجملها، أوصلته لما هو عليه؛ مباشر، متهكّم، عاري، تنزلق لغته المبلّلة إلى تضاريس لم يصلها كثيرا ضوء الشمس، تستفز القارئ أحيانا وترفع حاجبيّه بحثا عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الشجاعة وبين الوقاحة. قد تكون الأسئلة التي يطرحها "إبراهيم" ليست جديدة لكن خطابه الفكري هو الجريء بشكل كاف في مجتمعات منغلقة تنصح بالسكوت على البلوى، سرعان ما اصطدم بمؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة كانت تحد من حريته، الأمر الذي أدى إلى صعوبة هضم موضوعاته عند شرائح كثيرة مستهم عن قرب. إنّ الخروج على الجميع، اشخاص وأحزاب واعراف وقوانين، كان ضروريا للكاتب بعد انهيار المثال وتر ......
#صورة
#السياسيّ
#روايات
#سلام
#إبراهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723996
الحوار المتمدن
نصير عواد - صورة السياسيّ في روايات سلام إبراهيم
نصير عواد : شيوعيّو الداخل شيوعيّو الخارج
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد ظننّا، لسذاجتنا، ان مصطلح الداخل-الخارج قد انتهت مدة صلاحيته، أو على الأقل تراجع حضوره نتيجة احزان وكوارث متلاحقة ما انفكت تُلهي العراقييّن وتُنسيهم ما حدث بالأمس القريب، لحين سماع أصوات لمناضلين في حزبٍ مشهود له بالوطنيّة والأمميّة، تلهج بثنائية "شيوعيّو الداخل-شيوعيّو الخارج". المعروف عن مصطلح "الداخل-الخارج" الذي جرى ربطه على عجالة بأشخاصٍ قد غادروا العراق نتيجة الحروب والحصار، كانت جذوره قد نشأت زمن الديكتاتور كجزء من سياسة اجتثاث الأحزاب الوطنيّة وتعطيل الحياة السياسيّة في العراق، عمد يومها إلى ابتكار أساليب مخابراتيّة ودعائيّة لمتابعة وتشويه المعارضة السياسيّة بالشتات، ولكن دخول الاحتلال وتدمير الدولة العراقيّة، ولجوء المواطنين إلى قبائلهم وطوائفهم، هو الذي أطلق العنان للمغامرين وأمراء الحرب في ان يعيثوا بالبلد ويعيدوا إنتاج "الثنائيّة" ويشحنوها بأوهام وانفعالات ووسائل الغاء للآخر. كان التيار الصدريّ هو أول من ركب موجة "الداخل-الخارج" بعد عام على سقوط الصنم، فلقد كان الصدريون يرون أنفسهم أصلاء، ذاقوا اهوال القمع والحصار والحروب ولم يتركوا بلدهم العراق، في حين غادر الآخرون إلى إيران، عاشوا حياة جيدة هناك، أو على الأقل هي أفضل بكثير من حياتهم، وحين عادوا من الخارج صار لهم أسما كبيرا (المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة) وحضور سياسيّ وإعلاميّ مؤثر، بالإضافة إلى قوة تسليحيّة هائلة تكفلت بها إيران. تحت يافطة "الداخل-الخارج" شهد الشارع النجفيّ يومذاك صراعات واتهامات كان يطلقها أحدهم ضد الآخر عند كل مواجهة مسلّحة بينهما؛ الصدريون يلعنون المجلسييّن ويطلقون تهم الخيانة والعمالة بحقهم، في حين يرد الأخيرين عليهم بتهم الانحراف واللصوصيّة، ويعيروهم بأن جل مقاتليهم هم ضباط بعثيون ورجال أمن سابقون. كان التطاحن من أجل المكاسب والنفوذ بين الأحزاب الإسلاميّة قد لبس اثواب دينيّة وسياسيّة، كان فيه تعبير "الداخل-الخارج" رش للرماد في عيون البسطاء ودفعهم لقتال أبناء جلدتهم، وفي ذات الوقت تعطيل للسؤال؛ ما الذي يدفع أولاد مراجع دين كبار، جدهم رسول الله، لأذلال أحدهما الآخر، عبر مواجهات مسلّحة تسيل فيها دماء الأبرياء في الشوارع وداخل الاضرحة المقدسة؟ الإسلاميون ليسوا هم فقط من غادر العراق هربا من سيف الديكتاتور، فلقد غادر قبلهم وبعدهم الكثير من المثقّفين، نفيا او هجرة، إلى دول الجوار وبلدان الّلجوء البعيدة، استمر فيه أغلب منتوجهم الثقافيّ عن العراق والعراقييّن، حاملين وطنهم بين جناحيهم وهو يتنقلون من بلد إلى آخر. ولكن عندما تتناسل الأزمات في بلد، من دون تغيير حقيقيّ، فإن الخراب سيعم كل مناحي الحياة، منها الثقافية، وستجد ثنائيّة "الداخل-الخارج" مساحة للظهور وتصفية الحسابات، لتكون وسيلة أخرى من وسائل تقسيم المجتمع إلى طوائف وقوميّات وأعراق. لكن مناوشات المثقّفين، والحق يقال، كانت أكثر رحمة في صفحاتها، وانشغلت بالتشكيك والتخوين والسخرية، من دون اللجوء للتهديد والسلاح، كما هو حاصل عند الأحزاب الطائفيّة. الكثير من المثقّفين يدركون جيدا حقيقة ان المنتج الثقافيّ بحاجة إلى خبرات وأعوام قد لا يكون توصيف الجغرومكاني حاسما في جودته، ويدركون أيضا ان ثنائيّة "الداخل-الخارج" فقاعة لا تعطل المشترك الثقافيّ العميق الجذور، ولكن الذي لم يدركوه بعمق هو إن تفضيل أحدهما على الآخر، لأسباب شخصيّة او سياسيّة او طائفيّة، يُعد سقطة مؤلمة، إذا لم تسِئ للثقافة العراقيّة فهي قطعا لا تخدمها. وقد لا نأتي بجديد في قولنا ان الكثير من المثقّفين العراقييّن الذي عادوا إلى قبائلهم، والذين اكتشفوا متأخر ......
#شيوعيّو
#الداخل
#شيوعيّو
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728228
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد ظننّا، لسذاجتنا، ان مصطلح الداخل-الخارج قد انتهت مدة صلاحيته، أو على الأقل تراجع حضوره نتيجة احزان وكوارث متلاحقة ما انفكت تُلهي العراقييّن وتُنسيهم ما حدث بالأمس القريب، لحين سماع أصوات لمناضلين في حزبٍ مشهود له بالوطنيّة والأمميّة، تلهج بثنائية "شيوعيّو الداخل-شيوعيّو الخارج". المعروف عن مصطلح "الداخل-الخارج" الذي جرى ربطه على عجالة بأشخاصٍ قد غادروا العراق نتيجة الحروب والحصار، كانت جذوره قد نشأت زمن الديكتاتور كجزء من سياسة اجتثاث الأحزاب الوطنيّة وتعطيل الحياة السياسيّة في العراق، عمد يومها إلى ابتكار أساليب مخابراتيّة ودعائيّة لمتابعة وتشويه المعارضة السياسيّة بالشتات، ولكن دخول الاحتلال وتدمير الدولة العراقيّة، ولجوء المواطنين إلى قبائلهم وطوائفهم، هو الذي أطلق العنان للمغامرين وأمراء الحرب في ان يعيثوا بالبلد ويعيدوا إنتاج "الثنائيّة" ويشحنوها بأوهام وانفعالات ووسائل الغاء للآخر. كان التيار الصدريّ هو أول من ركب موجة "الداخل-الخارج" بعد عام على سقوط الصنم، فلقد كان الصدريون يرون أنفسهم أصلاء، ذاقوا اهوال القمع والحصار والحروب ولم يتركوا بلدهم العراق، في حين غادر الآخرون إلى إيران، عاشوا حياة جيدة هناك، أو على الأقل هي أفضل بكثير من حياتهم، وحين عادوا من الخارج صار لهم أسما كبيرا (المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة) وحضور سياسيّ وإعلاميّ مؤثر، بالإضافة إلى قوة تسليحيّة هائلة تكفلت بها إيران. تحت يافطة "الداخل-الخارج" شهد الشارع النجفيّ يومذاك صراعات واتهامات كان يطلقها أحدهم ضد الآخر عند كل مواجهة مسلّحة بينهما؛ الصدريون يلعنون المجلسييّن ويطلقون تهم الخيانة والعمالة بحقهم، في حين يرد الأخيرين عليهم بتهم الانحراف واللصوصيّة، ويعيروهم بأن جل مقاتليهم هم ضباط بعثيون ورجال أمن سابقون. كان التطاحن من أجل المكاسب والنفوذ بين الأحزاب الإسلاميّة قد لبس اثواب دينيّة وسياسيّة، كان فيه تعبير "الداخل-الخارج" رش للرماد في عيون البسطاء ودفعهم لقتال أبناء جلدتهم، وفي ذات الوقت تعطيل للسؤال؛ ما الذي يدفع أولاد مراجع دين كبار، جدهم رسول الله، لأذلال أحدهما الآخر، عبر مواجهات مسلّحة تسيل فيها دماء الأبرياء في الشوارع وداخل الاضرحة المقدسة؟ الإسلاميون ليسوا هم فقط من غادر العراق هربا من سيف الديكتاتور، فلقد غادر قبلهم وبعدهم الكثير من المثقّفين، نفيا او هجرة، إلى دول الجوار وبلدان الّلجوء البعيدة، استمر فيه أغلب منتوجهم الثقافيّ عن العراق والعراقييّن، حاملين وطنهم بين جناحيهم وهو يتنقلون من بلد إلى آخر. ولكن عندما تتناسل الأزمات في بلد، من دون تغيير حقيقيّ، فإن الخراب سيعم كل مناحي الحياة، منها الثقافية، وستجد ثنائيّة "الداخل-الخارج" مساحة للظهور وتصفية الحسابات، لتكون وسيلة أخرى من وسائل تقسيم المجتمع إلى طوائف وقوميّات وأعراق. لكن مناوشات المثقّفين، والحق يقال، كانت أكثر رحمة في صفحاتها، وانشغلت بالتشكيك والتخوين والسخرية، من دون اللجوء للتهديد والسلاح، كما هو حاصل عند الأحزاب الطائفيّة. الكثير من المثقّفين يدركون جيدا حقيقة ان المنتج الثقافيّ بحاجة إلى خبرات وأعوام قد لا يكون توصيف الجغرومكاني حاسما في جودته، ويدركون أيضا ان ثنائيّة "الداخل-الخارج" فقاعة لا تعطل المشترك الثقافيّ العميق الجذور، ولكن الذي لم يدركوه بعمق هو إن تفضيل أحدهما على الآخر، لأسباب شخصيّة او سياسيّة او طائفيّة، يُعد سقطة مؤلمة، إذا لم تسِئ للثقافة العراقيّة فهي قطعا لا تخدمها. وقد لا نأتي بجديد في قولنا ان الكثير من المثقّفين العراقييّن الذي عادوا إلى قبائلهم، والذين اكتشفوا متأخر ......
#شيوعيّو
#الداخل
#شيوعيّو
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728228
الحوار المتمدن
نصير عواد - شيوعيّو الداخل شيوعيّو الخارج!
نصير عواد : طبعات العنف العراقيّ
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد انتجت الحالة السياسيّة بالعراق، من بين ما انتجت، شرائح اجتماعيّة تعاني من متلازمة (الجهل-العنف) منفصلة عن عواقب افعالها. تأتيها الأوامر من فوق، فتقتل من دون الشعور بالذنب والندم، يرافق ذلك شعور قانع بانها تنفذ الأوامر، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما حدث. وهذه المتلازمة التي تعطل مبدأ المسؤوليّة عند الأفراد، ستعطل في طريقها الضمير والقيم والمقدسات. وتجعل من قتل النفس، التي حرم الله إلا بالحق، أصغر الصغائر. وأحيانا تصور قتل الآخر المختلف دينيّا او عرقيّا او سياسيّا كنوع من البطولة والتقرب لرب العالمين. فـــ "عدالة السماء" عند المصابين بهذه المتلازمة مقدمة على قوانين الدولة وأعراف المجتمع، وعندها الذين يُقتلون باسم الرب هم ليسوا شهداء، محرومون من جنة الله وعطفه، يدعم ذلك خطاب دينيّ بلا ملامح، يأتي على المواطن ويبرّر للسّلطان. كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترفت أخطاء جسيمة في قمعها لشيعة العراق ودفعها لعقود صوب الهامش، فذلك صنع بينهم اجيالا قليلة التعليم والمعرفة، يجري بسهولة اشعال عواطفهم وتوظيفها لأغراض قد لا تصب في مصلحتهم. فيهم الفرد المهمّش يجري شحنه بمصطلحات الطاعة والبطولة والمظلوميّة، وفي حمله السلاح ومساهمته في النشاط الجماعي سيشعر بأن شخصيته تُبعث من جديد، فثقافة القطيع تعطي شعورا بالقوة والاعتداد بالنفس من دون أسس معرفية، الأمر الذي ينتج مقاتلين يتصفون بصفات القطيع، مشحونة رؤوسهم بالثأر والسخط والماضي البعيد، تتداخل فيها (أنبل المشاعر واسوء الغرائز) كما يقول سيجموند فرويد. ووسط هذا الركام من الفوضى والعنف علينا ان لا نكتفي فقط بألقاء اللوم على دول الجوار والغرب الرأسماليّ فيما انتهى إليه العراق من خراب، في حين توجد جيوش من المحبطين والمهمّشين في الاحياء الفقيرة وعند أطراف المدن، لم تعمل الدولة على تعليمهم وتشغيلهم وتوفير الخدمات لهم. إنّ وجود تفاوتات بين العنف الشخصيّ، كالسرقة والشتيمة والاعتداء.. وبين العنف الممنهج الذي تمارسه أحزاب ومنضمات، لا يقلل من حقيقة انهما معا يهددان الامن والاستقرار في المجتمع، وإن كان ذلك لأسباب واهداف مختلفة. وسوف لن نتوقف عند الجرائم الناتجة عن طابع شخصيّ او تفريغ لحالة مرضية، فما يهمنا هو العنف الفرديّ الممنهج، المرتبط بمجموعة سياسيّة، والذي قد يتحوّل إلى إرهاب. فهناك الكثير من الجرائم السياسيّة بالعراق أُوكلت لأفراد تعساء، عندهم نداءات الدفاع عن الدين والمذهب مسموعة وجاذبة للانخراط في مجموعات مسلّحة، مستقلة ماليّا وتنظيميّا، لها من يمثلها بالحكومةِ والبرلمان. إن مأسسة العنف، ثم تبريره سياسيّا ودينيّا، سيؤدي بالتدريج إلى اشاعته بالمجتمع، وسيؤثر بالضرورة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعيّة، وبالتالي افساح المجال للأفراد في ان يأخذوا دورهم فيه، إذ لا يوجد ما يضمن بقاء الفرد متفرجا إلى ما لا نهاية. العراقيون، أفراد وجماعات، يدركون جيدا ان العنف الذي لوث حياتهم قديم ومتراكم، نحتت كلماته من التاريخ البعيد ومن حروب الديكتاتور، ولم يكن النظام الجديد الذي سنّه دستور "بول بريمر" المحاصصاتي سوى طبعة أخرى من العنف، بعد ان ألغى مؤسسات الدولة وخلق الفرقة بين اعراقها واقوامها، وأطلق العنان لفوضى مجتمعيّة أدت إلى نشوء العشرات من التيارات المسلّحة التي جعلت من العنف ضرورة حياتية لاستمرارها وأثبات وجودها في الشارع. وفي نظرة عامة على هذه التيارات سنرى هشاشتها التنظيميّة وكيف أن أي خلاف داخليّ سينتج تيارا مسلّحا جديدا أكثر قسوة، سنرى بغضها للدولة ومؤسساتها وفي ذات الوقت افتقادها لأية رؤية أو مشروع سياسيّ لحل مشاكل المجتمع. تيار ......
#طبعات
#العنف
#العراقيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731753
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد انتجت الحالة السياسيّة بالعراق، من بين ما انتجت، شرائح اجتماعيّة تعاني من متلازمة (الجهل-العنف) منفصلة عن عواقب افعالها. تأتيها الأوامر من فوق، فتقتل من دون الشعور بالذنب والندم، يرافق ذلك شعور قانع بانها تنفذ الأوامر، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما حدث. وهذه المتلازمة التي تعطل مبدأ المسؤوليّة عند الأفراد، ستعطل في طريقها الضمير والقيم والمقدسات. وتجعل من قتل النفس، التي حرم الله إلا بالحق، أصغر الصغائر. وأحيانا تصور قتل الآخر المختلف دينيّا او عرقيّا او سياسيّا كنوع من البطولة والتقرب لرب العالمين. فـــ "عدالة السماء" عند المصابين بهذه المتلازمة مقدمة على قوانين الدولة وأعراف المجتمع، وعندها الذين يُقتلون باسم الرب هم ليسوا شهداء، محرومون من جنة الله وعطفه، يدعم ذلك خطاب دينيّ بلا ملامح، يأتي على المواطن ويبرّر للسّلطان. كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترفت أخطاء جسيمة في قمعها لشيعة العراق ودفعها لعقود صوب الهامش، فذلك صنع بينهم اجيالا قليلة التعليم والمعرفة، يجري بسهولة اشعال عواطفهم وتوظيفها لأغراض قد لا تصب في مصلحتهم. فيهم الفرد المهمّش يجري شحنه بمصطلحات الطاعة والبطولة والمظلوميّة، وفي حمله السلاح ومساهمته في النشاط الجماعي سيشعر بأن شخصيته تُبعث من جديد، فثقافة القطيع تعطي شعورا بالقوة والاعتداد بالنفس من دون أسس معرفية، الأمر الذي ينتج مقاتلين يتصفون بصفات القطيع، مشحونة رؤوسهم بالثأر والسخط والماضي البعيد، تتداخل فيها (أنبل المشاعر واسوء الغرائز) كما يقول سيجموند فرويد. ووسط هذا الركام من الفوضى والعنف علينا ان لا نكتفي فقط بألقاء اللوم على دول الجوار والغرب الرأسماليّ فيما انتهى إليه العراق من خراب، في حين توجد جيوش من المحبطين والمهمّشين في الاحياء الفقيرة وعند أطراف المدن، لم تعمل الدولة على تعليمهم وتشغيلهم وتوفير الخدمات لهم. إنّ وجود تفاوتات بين العنف الشخصيّ، كالسرقة والشتيمة والاعتداء.. وبين العنف الممنهج الذي تمارسه أحزاب ومنضمات، لا يقلل من حقيقة انهما معا يهددان الامن والاستقرار في المجتمع، وإن كان ذلك لأسباب واهداف مختلفة. وسوف لن نتوقف عند الجرائم الناتجة عن طابع شخصيّ او تفريغ لحالة مرضية، فما يهمنا هو العنف الفرديّ الممنهج، المرتبط بمجموعة سياسيّة، والذي قد يتحوّل إلى إرهاب. فهناك الكثير من الجرائم السياسيّة بالعراق أُوكلت لأفراد تعساء، عندهم نداءات الدفاع عن الدين والمذهب مسموعة وجاذبة للانخراط في مجموعات مسلّحة، مستقلة ماليّا وتنظيميّا، لها من يمثلها بالحكومةِ والبرلمان. إن مأسسة العنف، ثم تبريره سياسيّا ودينيّا، سيؤدي بالتدريج إلى اشاعته بالمجتمع، وسيؤثر بالضرورة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعيّة، وبالتالي افساح المجال للأفراد في ان يأخذوا دورهم فيه، إذ لا يوجد ما يضمن بقاء الفرد متفرجا إلى ما لا نهاية. العراقيون، أفراد وجماعات، يدركون جيدا ان العنف الذي لوث حياتهم قديم ومتراكم، نحتت كلماته من التاريخ البعيد ومن حروب الديكتاتور، ولم يكن النظام الجديد الذي سنّه دستور "بول بريمر" المحاصصاتي سوى طبعة أخرى من العنف، بعد ان ألغى مؤسسات الدولة وخلق الفرقة بين اعراقها واقوامها، وأطلق العنان لفوضى مجتمعيّة أدت إلى نشوء العشرات من التيارات المسلّحة التي جعلت من العنف ضرورة حياتية لاستمرارها وأثبات وجودها في الشارع. وفي نظرة عامة على هذه التيارات سنرى هشاشتها التنظيميّة وكيف أن أي خلاف داخليّ سينتج تيارا مسلّحا جديدا أكثر قسوة، سنرى بغضها للدولة ومؤسساتها وفي ذات الوقت افتقادها لأية رؤية أو مشروع سياسيّ لحل مشاكل المجتمع. تيار ......
#طبعات
#العنف
#العراقيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731753
الحوار المتمدن
نصير عواد - طبعات العنف العراقيّ
نصير عواد : العنف المتبادل يُبطل الاختلاف
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد عندما التف حبْل المشّنقة حوّل رقبة ديكتاتور العراق السابق، وتطايرت الهتافات والّلعنات في ارجاء المكان الذي شيّده هو للتخلص من معارضيه، كانت هناك رغبة دفينة عند بعض مَن حضروا المشهد في الحصول على ذلك الحبْل، حتى لو كان "نجسا" وملطخا بالدماء. فالنفوس الغاصة بالحزن والثأر تسعى إلى امتلاك وسائل وتَبنّي رموز تعبر عن سخطها وغضبها، وليس لديها الوقت للتفكير في احترام عدوّها، وتجنب الإساءة لرجلٍ ذاهب للموت. وبما ان الذين حضروا الحفلة كثر، من مشارب سياسيّة واجتماعيّة متنوّعة، لها ايماءاتها واشاراتها في المكان، فإن تلك الرغبة البدائيّة استدعت فكرة تقطيع الحبْل وتقاسمه بين ضحايّا الديكتاتور، منعا لخلاف جديد بينهم. فكلُ مَنْ حضر المشهد ظنّ انه الاحق بالــ "الحبْل" وانه مختلف عن الآخرين، في حين ان نزعة الانتقام الجماعيّ التي سادت المكان هي التي ساوت بينهم وأقنعتهم بصيغة التقاسم. وغَنيٌّ عن القول هي صيغة فوضوية، عبّرت عن عنفٍ جماعيّ لا يخلو من دلالات ووظائف سياسيّة مستقبليّة، خصوصا وأن هناك جهات تتابع المشهد وتعمل على ضبط إيقاعه من المقاعد الخلفية في موقع الإعدام. تقاسم "الحبْل" في فعله المباشر كان اجماع الجالسين في القاعة على تحميل الديكتاتور مسؤولية ما حدث لهم ولعوائلهم من معاناة، وفي ذات الوقت ادانة للمرحلة التي كان يمثلها. وفي فعله غير المباشر اشار إلى ان المعركة لم تنتهِ بعد، حتى بعد شنق الديكتاتور، وأن النزاع أبعد من خصمين محدّدين، وما تقاسم الحبْل سوى دلالة على تقاسم الغنائم وتقاسم أرث الديكتاتور وترك الباب مفتوحا على المجهول. بالطبع للقارئ ان يقدّر التأثير الذي مارسته نزعة الانتقام على الجمهور الغاضب، وكم حوى "الحبْل" من مهيّجات للعنف، غالبا ما تكون معدية في أمكنة مغلقة شُيّدت خصيصا للقتل والتعذيب. ولكن الهياج الذي ساد قاعة الإعدام، من على الكراسي التي صُفت على عجل، كان على علاقة بيّنة بالمقدس، تجلى في الهتافات باسم السيد "الصدر" وفي تكرار الصلعمة وفي ذكر أسماء الضحايا. على الجهة الأخرى نرى الديكتاتور غالبا ما يحمل قرآنه بيمينه، بعد ان كان يحمل بندقيته، يحاول جاهدا قراءة ما حفظ من آيات الاستغفار عن الفظائع التي ارهقت كاهله، والتطهر من الدماء التي أراقها في طول البلاد وعرضها. اختلاف المواقع هذا، بين الديكتاتور وضحايّاه، ممسوك بخيط دينيّ رفيع يلطّف العنف ويبرره بالحديث عن عنف خيّر وعنف شر، وأن الأول يُمارس لأبعاد خطر الثاني، وذلك للتهوين من حقيقة ان العنف هو العنف، وأن أيّا مَنْ يمارسه لا ينجو منه. لنتأمل المشهد مرة أخرى؛ في القاعةِ رجل وحيد مقيّد قرب حبْل المشنقة، والجلادين من حوّله، اصطف قدامه جمهور مختنق بالأحزان والذكريات يجهر باللعنات والهتافات والنظرات المتشفية. مشهد تحيلنا تفاصيله إلى ثقافات بدائيّة عن عمليات رجم وتعازيم جماعيّة كنّا نقرا عنها في الكتب، حتى اننا لا ندري كيف تمت السيطرة على الجمهور الغاضب داخل القاعة المغلقة؟ وما الذي حال بينهم وبين الهجوم على المشنوق وتقطيعه لأشفاء غليلهم؟ ولذلك نستطيع التخمين ان تنظيم العنف داخل القاعة لم يكن سهلا، صنع ذلك رغبة تقطيع الحبل وتقاسمه، أبدالا لرمز تقطيع جسد الديكتاتور. صحيح ان "القضاء" أصدر قراره بإعدام طاغية يحمل شرورا يصعب عدّها، منحت العراق أربعة عقود من القتل والتدمير والتهجير، ولكن على الأرض حدثت مظاهر قتل جماعيّ للرجل، خلا من الحرمة والاحترام لكل الأعراف والتقاليد، أرادوا فيها قتله معنويّا وإنسانيّا قبل ان يقتله حبْل المشنقة، أرادوا قتله ليحلوا مكانه. الأمر الذي وضعهم في موقف يستحيل معه الاث ......
#العنف
#المتبادل
#يُبطل
#الاختلاف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740365
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد عندما التف حبْل المشّنقة حوّل رقبة ديكتاتور العراق السابق، وتطايرت الهتافات والّلعنات في ارجاء المكان الذي شيّده هو للتخلص من معارضيه، كانت هناك رغبة دفينة عند بعض مَن حضروا المشهد في الحصول على ذلك الحبْل، حتى لو كان "نجسا" وملطخا بالدماء. فالنفوس الغاصة بالحزن والثأر تسعى إلى امتلاك وسائل وتَبنّي رموز تعبر عن سخطها وغضبها، وليس لديها الوقت للتفكير في احترام عدوّها، وتجنب الإساءة لرجلٍ ذاهب للموت. وبما ان الذين حضروا الحفلة كثر، من مشارب سياسيّة واجتماعيّة متنوّعة، لها ايماءاتها واشاراتها في المكان، فإن تلك الرغبة البدائيّة استدعت فكرة تقطيع الحبْل وتقاسمه بين ضحايّا الديكتاتور، منعا لخلاف جديد بينهم. فكلُ مَنْ حضر المشهد ظنّ انه الاحق بالــ "الحبْل" وانه مختلف عن الآخرين، في حين ان نزعة الانتقام الجماعيّ التي سادت المكان هي التي ساوت بينهم وأقنعتهم بصيغة التقاسم. وغَنيٌّ عن القول هي صيغة فوضوية، عبّرت عن عنفٍ جماعيّ لا يخلو من دلالات ووظائف سياسيّة مستقبليّة، خصوصا وأن هناك جهات تتابع المشهد وتعمل على ضبط إيقاعه من المقاعد الخلفية في موقع الإعدام. تقاسم "الحبْل" في فعله المباشر كان اجماع الجالسين في القاعة على تحميل الديكتاتور مسؤولية ما حدث لهم ولعوائلهم من معاناة، وفي ذات الوقت ادانة للمرحلة التي كان يمثلها. وفي فعله غير المباشر اشار إلى ان المعركة لم تنتهِ بعد، حتى بعد شنق الديكتاتور، وأن النزاع أبعد من خصمين محدّدين، وما تقاسم الحبْل سوى دلالة على تقاسم الغنائم وتقاسم أرث الديكتاتور وترك الباب مفتوحا على المجهول. بالطبع للقارئ ان يقدّر التأثير الذي مارسته نزعة الانتقام على الجمهور الغاضب، وكم حوى "الحبْل" من مهيّجات للعنف، غالبا ما تكون معدية في أمكنة مغلقة شُيّدت خصيصا للقتل والتعذيب. ولكن الهياج الذي ساد قاعة الإعدام، من على الكراسي التي صُفت على عجل، كان على علاقة بيّنة بالمقدس، تجلى في الهتافات باسم السيد "الصدر" وفي تكرار الصلعمة وفي ذكر أسماء الضحايا. على الجهة الأخرى نرى الديكتاتور غالبا ما يحمل قرآنه بيمينه، بعد ان كان يحمل بندقيته، يحاول جاهدا قراءة ما حفظ من آيات الاستغفار عن الفظائع التي ارهقت كاهله، والتطهر من الدماء التي أراقها في طول البلاد وعرضها. اختلاف المواقع هذا، بين الديكتاتور وضحايّاه، ممسوك بخيط دينيّ رفيع يلطّف العنف ويبرره بالحديث عن عنف خيّر وعنف شر، وأن الأول يُمارس لأبعاد خطر الثاني، وذلك للتهوين من حقيقة ان العنف هو العنف، وأن أيّا مَنْ يمارسه لا ينجو منه. لنتأمل المشهد مرة أخرى؛ في القاعةِ رجل وحيد مقيّد قرب حبْل المشنقة، والجلادين من حوّله، اصطف قدامه جمهور مختنق بالأحزان والذكريات يجهر باللعنات والهتافات والنظرات المتشفية. مشهد تحيلنا تفاصيله إلى ثقافات بدائيّة عن عمليات رجم وتعازيم جماعيّة كنّا نقرا عنها في الكتب، حتى اننا لا ندري كيف تمت السيطرة على الجمهور الغاضب داخل القاعة المغلقة؟ وما الذي حال بينهم وبين الهجوم على المشنوق وتقطيعه لأشفاء غليلهم؟ ولذلك نستطيع التخمين ان تنظيم العنف داخل القاعة لم يكن سهلا، صنع ذلك رغبة تقطيع الحبل وتقاسمه، أبدالا لرمز تقطيع جسد الديكتاتور. صحيح ان "القضاء" أصدر قراره بإعدام طاغية يحمل شرورا يصعب عدّها، منحت العراق أربعة عقود من القتل والتدمير والتهجير، ولكن على الأرض حدثت مظاهر قتل جماعيّ للرجل، خلا من الحرمة والاحترام لكل الأعراف والتقاليد، أرادوا فيها قتله معنويّا وإنسانيّا قبل ان يقتله حبْل المشنقة، أرادوا قتله ليحلوا مكانه. الأمر الذي وضعهم في موقف يستحيل معه الاث ......
#العنف
#المتبادل
#يُبطل
#الاختلاف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740365
الحوار المتمدن
نصير عواد - العنف المتبادل يُبطل الاختلاف
نصير عواد : دور الرجاء في صناعة المزارات الوهميّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد كل شيء عند المتديّن ينطوي على سر، على قدرة ربانيّة تجعل الحجر مزارا والحيوان شفيعا، فمن يؤمن بالغيب لا حدود لمخيّلته في إنتاج طقوس ورموز وشعائر تعمّق إيمانه، وتعينه في تحمّل صعوبات الحياة اليوميّة. وهو، المتديّن، لن يعاني كثيرا في استحضار الشواهد والحوادث من المصادر التاريخيّة التي تؤكد طقوسه ورموزه، فمنذ القِدم كان لظواهر الطبيعة ومفرداتها قداسة بدائيّة، تُشفي وتُطهّر وتُخلّد الأرواح، استلهم منها الأوائل اساطيرهم وحكايّاتهم، ثم ارتبطت تلك الظواهر بالأديان، وبعدئذ ارتبطت بالطوائف، وهي في طريقها إلى ان تكون مهزلة يتنكر لها حتى اصحابها. فالطقوس والرموز والمزارات كغيرها من نشاطات الإنسان، تارة تتعقلن وتارة أخرى تتعفن وتغيب، لتحل محلها مزارات أخرى تداوي علل أخرى.على العموم بالإمكان النظر إلى كل الموجودات على ان لها أصلا مقدسا، يتماشى مع طقوس وشعائر تختلف من بلد إلى آخر ومن دين إلى آخر، بل تختلف تفاصيلها أحيانا في الملة الواحدة، وهو ما أدى إلى تنوّع صور المقدس، فتارة يتجلى بالنبات وتارة أخرى بالحيوان وثالثة بعالم الأموات والقبور. وهناك الكثير من الأضرحة والمزارات الوهمية بالعراق انتجتها مبادرات فردية، بسبب حلم او نداء او مخيّلة ناشطة، حوّلتها الزيارات اليوميّة إلى ممارسة عباديّة جماعيّة؛ مزار لعلاج الأمراض وآخر للرزق وثالث للنجاح ورابع.. وخامس، فالمزار الوهمي تنتعش مكانته في تراجع اعمال العقل وفي تأزم حاجات الناس وانسداد أبواب الأمل. والمتتبع لظاهرة المزارات الوهميّة بالعراق سيجد ان عامة الفقراء والمحتاجين هم الذين اشادوها وعلقوا عليها نذورهم ورجائهم، وأحاطوها بالقصص والكرامات، وما يتفق عليه العامة يكون مقبولا حتى لو انتجته مخيّلة فرد معزول سمع صوتا مناديا في المنام. ولا ندلي بجديد في القول ان ظاهرة المزارات الوهميّة انتشرت في أماكن معيّنة، بين تجمعات مذهبيّة في وسط وجنوب العراق، تعاني أشد أنواع الفقر والاهمال. ومن ينتمون لبيئة واحدة، ويعانون ذات المعاناة، تنتشر الاوهام بينهم كالعدوى. اغلب هذه المزارات تناثرت على الطرق الخارجيّة والارياف البعيدة، اتخذت لها أسماء مذهبيّة وقبب شيدها أصحابها على عجل، تجاوزت فيها مزارات بنات "الحسن" فقط العشرات، مع انه لا توجد وثائق او مصادر تؤكد ان للــ"الحسن بن علي" كل هذه الذرية. الشائع عن هذه المزارات انها دكاكين للتكسب، من مهامها صنع الرجاء والوهم عند المساكين بعد ان نشفت في البيت والشارع؛ مزار متخصص بالعقم وآخر بمرض السرطان وثالث بجمع المال.. أما المواطن العراقي فهو بطبيعته طيب القلب وسريع التصديق، وما ان يتم الحديث بخشوع عن المزار، واستحضار بضعة أسماء واحداث من الماضي البعيد تثير الحزن في المخيّلة، حتى يُهدم جدار الشك عنده، وتتفتح اسارير وجهه. وبمرور الأيام ومع تزايد النذور والخيوط الخضر "العلگ" سيكتسب المزار غموضا وقوة، إلى جانب حكايات عن العاقر التي حملت وعن المريض الذي شُفيّ وعن الغائب الذي عاد. واللافت ان انتشار المزارات الوهمية هو في حالة تكاثر وتحوّل مرتبط بحاجات الناس اليوميّة، قد يتراجع فيه دور مزار لإفساح المجال لمزار آخر يلبي حاجات أخرى، الأمر الذي أدى إلى غياب إحصائية نهائيّة لعدد هذه المزارات. ولو عاينا حجم المزارات الوهميّة بالعراق فسوف نصاب بالعجب، بعد ان تجاوزت اعدادها (3000) مزار، لم توافق فيها الأمانة العامة للمزارات الشيعيّة سوى على (170) مزار. ذلك يشير إلى ان وجود أضرحة أئمة آل البيت في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، وما تمارسه من دور مهيمن من الناحية التاريخيّة والعاطفيّة على الشارع العراقي، ......
#الرجاء
#صناعة
#المزارات
#الوهميّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742220
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد كل شيء عند المتديّن ينطوي على سر، على قدرة ربانيّة تجعل الحجر مزارا والحيوان شفيعا، فمن يؤمن بالغيب لا حدود لمخيّلته في إنتاج طقوس ورموز وشعائر تعمّق إيمانه، وتعينه في تحمّل صعوبات الحياة اليوميّة. وهو، المتديّن، لن يعاني كثيرا في استحضار الشواهد والحوادث من المصادر التاريخيّة التي تؤكد طقوسه ورموزه، فمنذ القِدم كان لظواهر الطبيعة ومفرداتها قداسة بدائيّة، تُشفي وتُطهّر وتُخلّد الأرواح، استلهم منها الأوائل اساطيرهم وحكايّاتهم، ثم ارتبطت تلك الظواهر بالأديان، وبعدئذ ارتبطت بالطوائف، وهي في طريقها إلى ان تكون مهزلة يتنكر لها حتى اصحابها. فالطقوس والرموز والمزارات كغيرها من نشاطات الإنسان، تارة تتعقلن وتارة أخرى تتعفن وتغيب، لتحل محلها مزارات أخرى تداوي علل أخرى.على العموم بالإمكان النظر إلى كل الموجودات على ان لها أصلا مقدسا، يتماشى مع طقوس وشعائر تختلف من بلد إلى آخر ومن دين إلى آخر، بل تختلف تفاصيلها أحيانا في الملة الواحدة، وهو ما أدى إلى تنوّع صور المقدس، فتارة يتجلى بالنبات وتارة أخرى بالحيوان وثالثة بعالم الأموات والقبور. وهناك الكثير من الأضرحة والمزارات الوهمية بالعراق انتجتها مبادرات فردية، بسبب حلم او نداء او مخيّلة ناشطة، حوّلتها الزيارات اليوميّة إلى ممارسة عباديّة جماعيّة؛ مزار لعلاج الأمراض وآخر للرزق وثالث للنجاح ورابع.. وخامس، فالمزار الوهمي تنتعش مكانته في تراجع اعمال العقل وفي تأزم حاجات الناس وانسداد أبواب الأمل. والمتتبع لظاهرة المزارات الوهميّة بالعراق سيجد ان عامة الفقراء والمحتاجين هم الذين اشادوها وعلقوا عليها نذورهم ورجائهم، وأحاطوها بالقصص والكرامات، وما يتفق عليه العامة يكون مقبولا حتى لو انتجته مخيّلة فرد معزول سمع صوتا مناديا في المنام. ولا ندلي بجديد في القول ان ظاهرة المزارات الوهميّة انتشرت في أماكن معيّنة، بين تجمعات مذهبيّة في وسط وجنوب العراق، تعاني أشد أنواع الفقر والاهمال. ومن ينتمون لبيئة واحدة، ويعانون ذات المعاناة، تنتشر الاوهام بينهم كالعدوى. اغلب هذه المزارات تناثرت على الطرق الخارجيّة والارياف البعيدة، اتخذت لها أسماء مذهبيّة وقبب شيدها أصحابها على عجل، تجاوزت فيها مزارات بنات "الحسن" فقط العشرات، مع انه لا توجد وثائق او مصادر تؤكد ان للــ"الحسن بن علي" كل هذه الذرية. الشائع عن هذه المزارات انها دكاكين للتكسب، من مهامها صنع الرجاء والوهم عند المساكين بعد ان نشفت في البيت والشارع؛ مزار متخصص بالعقم وآخر بمرض السرطان وثالث بجمع المال.. أما المواطن العراقي فهو بطبيعته طيب القلب وسريع التصديق، وما ان يتم الحديث بخشوع عن المزار، واستحضار بضعة أسماء واحداث من الماضي البعيد تثير الحزن في المخيّلة، حتى يُهدم جدار الشك عنده، وتتفتح اسارير وجهه. وبمرور الأيام ومع تزايد النذور والخيوط الخضر "العلگ" سيكتسب المزار غموضا وقوة، إلى جانب حكايات عن العاقر التي حملت وعن المريض الذي شُفيّ وعن الغائب الذي عاد. واللافت ان انتشار المزارات الوهمية هو في حالة تكاثر وتحوّل مرتبط بحاجات الناس اليوميّة، قد يتراجع فيه دور مزار لإفساح المجال لمزار آخر يلبي حاجات أخرى، الأمر الذي أدى إلى غياب إحصائية نهائيّة لعدد هذه المزارات. ولو عاينا حجم المزارات الوهميّة بالعراق فسوف نصاب بالعجب، بعد ان تجاوزت اعدادها (3000) مزار، لم توافق فيها الأمانة العامة للمزارات الشيعيّة سوى على (170) مزار. ذلك يشير إلى ان وجود أضرحة أئمة آل البيت في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، وما تمارسه من دور مهيمن من الناحية التاريخيّة والعاطفيّة على الشارع العراقي، ......
#الرجاء
#صناعة
#المزارات
#الوهميّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742220
الحوار المتمدن
نصير عواد - دور الرجاء في صناعة المزارات الوهميّة
نصير عواد : صفحات هدم الذاكرة العراقيّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد تدمير الوثائق والآثار والمعابد والمتاحف عنف من نوع مختلف، خال من القتل والسجن والتعذيب، يهدف إلى تدمير الإرث الإنسانيّ والثقافيّ للشعوب. عنف مقصود، موجه ضد المجتمع قبل الفرد، سبق ان اعتبرته القوانين الدوليّة جرائم تنطوي تحت بند "حروب الإبادة البشريّة". هذا التدمير، الذي يصاحبه الوجع دوما، ليس فقط من صنع الطغاة والمتطرفين ودعاة الحروب، فلقد تنوّعت وسائل التدمير مع تعقيدات الصراع، أمست فيها حتى الحلول المعماريّة التي تعقب الحروب أو تزامن الصراعات غالبا ما تشكّل قطيعة مع تاريخ المكان الثقافيّ والاجتماعيّ. وأي مواطن عراقيّ يعود لألبوم صوره وإلى الروايّات القديمة سيلمس حجم التغييرات المكانيّة التي حصلت لبلده، وخصوصا في المدن الكبيرة والمختلطة. تغييرات لم تكن نتيجة تطورات اقتصاديّة وتجاريّة بقدر ما هي تغييرات قسريّة انتجها العنف المتفشي بالبلد. المدن الكبيرة التي كانت تُبعد الفقراء إلى الأطراف أمست خربة من الداخل، وازدحمت احيائها الشعبيّة وسط فوضى عمرانيّة صاخبة. ومن يتجوّل في العاصمة بغداد ستطالعه شوارعها التي بدت بلونها الاسمنتيّ دون ذاكرة، غابت الحدائق قدام البيوت وحلت محلها بيوتات وجدران سميكة وابواب حديدية لصد خطر مفترض، وانتشرت ظاهرة السراديب والممرات السريّة في العمارات الحديثة لزيادة فرص الأمان، وتغيّرت اسماء الشوارع وامتلأت الساحات العامة بصور الشهداء والضحايا. أما مؤسسات الدولة الرسميّة فصار يُراعى في تشيّيدها عنصر الأمن قبل أي شيء آخر، غالبا ما تُقام الحواجز حولها وتُغلق الشوارع القريبة منها. هذه الظواهر المشوّهة، متعمدة أم غير متعمدة، لا تعزّز الذّاكرة الاجتماعيّة، وستؤثر لا محالة على سلوك الناس ومزاجهم وكلامهم وأغانيهم وخط سيرهم المعتاد، وستزيد من جرعة العنف المتفشي بالمكان. في التاريخ قد تعمد دول وجيوش غازية إلى تدمير المعالم الحضاريّة والإنسانيّة للدول التي تحاربها، فلقد فعل ذلك المغول ببغداد وفعلها الأوربيون عند وصولهم سواحل أمريكا وفعلتها النازيّة الألمانيّة ببلدان أوربا في الحرب العالميّة الثانيّة وفعلها الاحتلال الأمريكي للعراق في تدميره للآثار ونهبه للمتحف العراقيّ في مثال حيّ ما زلنا نعيش اخباره الساخنة، ولكن الغريب في الأمر هو أن تعمد الطوائف والمجموعات الساكنة في رقعةٍ واحدة إلى تحطيم الحواضر الثقافيّة لبعضها البعض، كجزء من الصراع الدائر بينهم على السلطة والنفوذ، وما جرى بالموصل وسنجار والمناطق الغربية.. نماذج مؤلمة لذلك الصراع. إنّ اجبار الأيزيديّين على ترك منازلهم في (سنجار، كوجو، بعشيقة، بحزاني..) وتدمير المعابد القديمة والمباني الأثريّة، والاعتداء على كرامة الأهالي، ليس نتيجة عرضية في فكر تنظيم "داعش" لبناء الدولة المزعومة بقدر ما هو سلوك مرتبط بعقائد غارقة في عمق الثقافة الدينيّة الاقصائيّة التي لا تستطيع الوجود من دون محو الوجه الحضاريّ والإنسانيّ للآخر المختلف. كان قتل الرجال واستعباد النساء وهدم المباني وتكفير "الأصنام" والمعابد عملية مقصودة لغرض إضعاف ذاكرة الأيزيديين وإلغاء هويتهم. نصف مدينة "سنجار" دمرته العمليات القتاليّة، وكان يُعاد تدميره كلما تجدّد القصف والقتال، مبررين ذلك بقدسية القضية التي تسمح بنسبة معيّنة من الخسائر. وإذا كان من الممكن إعادة بناء البيوت والشوارع فكيف تُعاد الحياة للمعابد التي هُدمت والآثار التي هُربت والوثائق التي أُحرقت، كيف يُعاد بناء المواطن الأيزيديّ الذي كان يُقتل لأسباب غير واضحة إن كانت دينيّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة. لقد ظنّ الايزيديون، لطيبة قلوبهم وقلّة حيلتهم، انهم بمأمن في ابت ......
#صفحات
#الذاكرة
#العراقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743752
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد تدمير الوثائق والآثار والمعابد والمتاحف عنف من نوع مختلف، خال من القتل والسجن والتعذيب، يهدف إلى تدمير الإرث الإنسانيّ والثقافيّ للشعوب. عنف مقصود، موجه ضد المجتمع قبل الفرد، سبق ان اعتبرته القوانين الدوليّة جرائم تنطوي تحت بند "حروب الإبادة البشريّة". هذا التدمير، الذي يصاحبه الوجع دوما، ليس فقط من صنع الطغاة والمتطرفين ودعاة الحروب، فلقد تنوّعت وسائل التدمير مع تعقيدات الصراع، أمست فيها حتى الحلول المعماريّة التي تعقب الحروب أو تزامن الصراعات غالبا ما تشكّل قطيعة مع تاريخ المكان الثقافيّ والاجتماعيّ. وأي مواطن عراقيّ يعود لألبوم صوره وإلى الروايّات القديمة سيلمس حجم التغييرات المكانيّة التي حصلت لبلده، وخصوصا في المدن الكبيرة والمختلطة. تغييرات لم تكن نتيجة تطورات اقتصاديّة وتجاريّة بقدر ما هي تغييرات قسريّة انتجها العنف المتفشي بالبلد. المدن الكبيرة التي كانت تُبعد الفقراء إلى الأطراف أمست خربة من الداخل، وازدحمت احيائها الشعبيّة وسط فوضى عمرانيّة صاخبة. ومن يتجوّل في العاصمة بغداد ستطالعه شوارعها التي بدت بلونها الاسمنتيّ دون ذاكرة، غابت الحدائق قدام البيوت وحلت محلها بيوتات وجدران سميكة وابواب حديدية لصد خطر مفترض، وانتشرت ظاهرة السراديب والممرات السريّة في العمارات الحديثة لزيادة فرص الأمان، وتغيّرت اسماء الشوارع وامتلأت الساحات العامة بصور الشهداء والضحايا. أما مؤسسات الدولة الرسميّة فصار يُراعى في تشيّيدها عنصر الأمن قبل أي شيء آخر، غالبا ما تُقام الحواجز حولها وتُغلق الشوارع القريبة منها. هذه الظواهر المشوّهة، متعمدة أم غير متعمدة، لا تعزّز الذّاكرة الاجتماعيّة، وستؤثر لا محالة على سلوك الناس ومزاجهم وكلامهم وأغانيهم وخط سيرهم المعتاد، وستزيد من جرعة العنف المتفشي بالمكان. في التاريخ قد تعمد دول وجيوش غازية إلى تدمير المعالم الحضاريّة والإنسانيّة للدول التي تحاربها، فلقد فعل ذلك المغول ببغداد وفعلها الأوربيون عند وصولهم سواحل أمريكا وفعلتها النازيّة الألمانيّة ببلدان أوربا في الحرب العالميّة الثانيّة وفعلها الاحتلال الأمريكي للعراق في تدميره للآثار ونهبه للمتحف العراقيّ في مثال حيّ ما زلنا نعيش اخباره الساخنة، ولكن الغريب في الأمر هو أن تعمد الطوائف والمجموعات الساكنة في رقعةٍ واحدة إلى تحطيم الحواضر الثقافيّة لبعضها البعض، كجزء من الصراع الدائر بينهم على السلطة والنفوذ، وما جرى بالموصل وسنجار والمناطق الغربية.. نماذج مؤلمة لذلك الصراع. إنّ اجبار الأيزيديّين على ترك منازلهم في (سنجار، كوجو، بعشيقة، بحزاني..) وتدمير المعابد القديمة والمباني الأثريّة، والاعتداء على كرامة الأهالي، ليس نتيجة عرضية في فكر تنظيم "داعش" لبناء الدولة المزعومة بقدر ما هو سلوك مرتبط بعقائد غارقة في عمق الثقافة الدينيّة الاقصائيّة التي لا تستطيع الوجود من دون محو الوجه الحضاريّ والإنسانيّ للآخر المختلف. كان قتل الرجال واستعباد النساء وهدم المباني وتكفير "الأصنام" والمعابد عملية مقصودة لغرض إضعاف ذاكرة الأيزيديين وإلغاء هويتهم. نصف مدينة "سنجار" دمرته العمليات القتاليّة، وكان يُعاد تدميره كلما تجدّد القصف والقتال، مبررين ذلك بقدسية القضية التي تسمح بنسبة معيّنة من الخسائر. وإذا كان من الممكن إعادة بناء البيوت والشوارع فكيف تُعاد الحياة للمعابد التي هُدمت والآثار التي هُربت والوثائق التي أُحرقت، كيف يُعاد بناء المواطن الأيزيديّ الذي كان يُقتل لأسباب غير واضحة إن كانت دينيّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة. لقد ظنّ الايزيديون، لطيبة قلوبهم وقلّة حيلتهم، انهم بمأمن في ابت ......
#صفحات
#الذاكرة
#العراقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743752
الحوار المتمدن
نصير عواد - صفحات هدم الذاكرة العراقيّة