أدهم مسعود القاق : رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو الثائر أبي ركوة
#الحوار_المتمدن
#أدهم_مسعود_القاق شهدت شخصيات رواية (مجنون الحكم، في مصر القهر والنكتة) لبنساليم حاميش وقائع، وخاضت صراعات إبّان خلافة الحاكم بأمر الله الفاطمي، كما ذكر الرواة عنهم، فأخذ حميش تلك الأخبار، وعدّها منصّة لبناء أحداث تخييلية؛ مضفيًّا عليها جديدًا مستمدًّا من مآسي الحاضر، وكساها ثوبًا فنيًّا معاصرًا، وحمّلها رؤى فكرية وسياسية جديدة، مانحًا التاريخ معطيات جديدة وصياغة متجددة، ساعيًا لإسقاط أحداثه على الواقع الراهن بحرفية عالية المستوى. رواية مجنون الحكم لها مكانتها الرفيعة ضمن الروايات العربية ذات المصادر التاريخية* التي استلهمت وقائع وشخصيات عربية إسلامية، وتنّبهت لغنى التاريخ العربي وثرائه، ولإمكانية توظيفه نظرًا لطواعيته في يديّ المبدعين.يتناوب السرد في بنية رواية مجنون الحكم بين سرديّات قصصية، وعبارات مصكوكة على شكل أيقونات، ورؤى جديدة بثّها الكاتب في متن روايته مستمدة من أخبار الماضي المنقولة، ولعلّ في تناوب السرد ما يوحي بأنّ أشكاله مستقلة عن السياق، ولكن سرعان ما يكتشف القارئ ترابطَها المرتكز على شخصية السلطة، شخص الحاكم، الذي لا يزال حيًّا بيننا، وذلك عندما يعيد الكاتب أحداثًا تاريخيّة، ويحمّلها مقولاتٍ معاصرة متغلغلةً في ثنايا نصّه الذي لا يخلو من تسلسل سببيّ ومنطقيّ، على الرغم من تضمّن السياق لوحات وسرديات مستقلة، ومقاطع بأقلام مؤرخي تلك الفترة، التي أضفت على الرواية عبق التاريخ.ينبّه الكاتب، منذ البدء، إنّه استند في تأليف أحداث روايته على التاريخ، وأنّه ثبّت المراجع، وميّز ماهو منقول بخطّ مائل، ثمّ يجتزئ عبارة للمقريزي تتناول سيرة الحاكم بأمر الله، مستهلًّا بها روايته. وينطلق من التعريف بشخصية الحاكم بأمر الله، نسبه ومولده وسيرته العجيبة وأفعاله المظلمة والظالمة، وإصابته بضرب من المالنخوليا أو جفاف الدماغ، مما حمله على الإسراف في القتل وسفك الدماء، كما يذكر دعاته الذين: "اختلفوا في توقيت إظهار الدعوة وإعلان نقض الشرائع، فتهالكوا وتفاسقوا فخفت ريحهم داخل مصر بعد مقتل الحاكم بإيعاز من أخته ست الملك" ولم ينج منهم إلا أنوشتكين الدرزي، الذي تمكن في بلاد الشام أن يبثّ دعوته، "وما زالت إلى عهدنا هذا تقوم باسمه وتحمل بصماته" ، ثمّ يروي حميش مواقف تكشف عن أحوال هؤلاء الدعاة أيام الحاكم، فكانوا يقتفون أثره سرًّا في جبل المقطّم أو بصحراء النقب، ويتجسّسون على ما يهذي به، ويردّدون عناوينها كالخطرات القهرية والشذور الشعشعانية، ثم يصوغونها في نصوص سريّة بعد تأويلها باطنيًّا، ولا يطّلع عليها غير الأوفياء المؤيّدين لمسلك العقلاء حسب دعواهم. ويبحر الكاتب في أحداث عهد الحاكم بأمر الله في مصر، وينهل مادة سرده ممن رووا وكتبوا وأخبروا عنه بعد عصره، وهيّ كثيرة، وقد غلب على لغة أولئك المؤرخين لسيرة الحاكم الطرائق السرديّة، مما مكّن الكاتب من امتلاك خطابٍ سرديّ متساوقٍ مع موضوعات الرواية تاريخيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، مشيّدًا بنية سرديّة متماسكة، محاكيًّا، بلغته الخاصة، لغة المراجع التاريخية، مبرزًا أسلوبه وشخصيته عن طريق لغته المميزة، مشتغلًا في بناء علاقات جدلية بين اللغة وشخوص الرواية التي أراد لها التعبير عن نفسها، من دون تدخله بأفكارها غالبًا.ولعلّ غنى عناصر رواية حاميش وثراءها مستمدٌ من تعدّد روايات التريخ شكلّا ومضمونًّا، كما تمكّن، باقتدار الروائي المثقف، أن يطوّع الأحداث القديمة؛ بما يواكب الرؤى العصرية في الثقافة والنقد الأدبي، مستخدمًا لغة روائية تحمل فرادة في تناغم ملفت بين خطاب الماضي وراهنية تلقيه لايحدث إلاّ بحالات نادرة في هذاالنوع من السرد الر ......
#رواية
#مجنون
#الحكم
#إجرام
#الطاغية
#الحاكم
#بأمر
#الله
#وسمو
#الثائر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678036
#الحوار_المتمدن
#أدهم_مسعود_القاق شهدت شخصيات رواية (مجنون الحكم، في مصر القهر والنكتة) لبنساليم حاميش وقائع، وخاضت صراعات إبّان خلافة الحاكم بأمر الله الفاطمي، كما ذكر الرواة عنهم، فأخذ حميش تلك الأخبار، وعدّها منصّة لبناء أحداث تخييلية؛ مضفيًّا عليها جديدًا مستمدًّا من مآسي الحاضر، وكساها ثوبًا فنيًّا معاصرًا، وحمّلها رؤى فكرية وسياسية جديدة، مانحًا التاريخ معطيات جديدة وصياغة متجددة، ساعيًا لإسقاط أحداثه على الواقع الراهن بحرفية عالية المستوى. رواية مجنون الحكم لها مكانتها الرفيعة ضمن الروايات العربية ذات المصادر التاريخية* التي استلهمت وقائع وشخصيات عربية إسلامية، وتنّبهت لغنى التاريخ العربي وثرائه، ولإمكانية توظيفه نظرًا لطواعيته في يديّ المبدعين.يتناوب السرد في بنية رواية مجنون الحكم بين سرديّات قصصية، وعبارات مصكوكة على شكل أيقونات، ورؤى جديدة بثّها الكاتب في متن روايته مستمدة من أخبار الماضي المنقولة، ولعلّ في تناوب السرد ما يوحي بأنّ أشكاله مستقلة عن السياق، ولكن سرعان ما يكتشف القارئ ترابطَها المرتكز على شخصية السلطة، شخص الحاكم، الذي لا يزال حيًّا بيننا، وذلك عندما يعيد الكاتب أحداثًا تاريخيّة، ويحمّلها مقولاتٍ معاصرة متغلغلةً في ثنايا نصّه الذي لا يخلو من تسلسل سببيّ ومنطقيّ، على الرغم من تضمّن السياق لوحات وسرديات مستقلة، ومقاطع بأقلام مؤرخي تلك الفترة، التي أضفت على الرواية عبق التاريخ.ينبّه الكاتب، منذ البدء، إنّه استند في تأليف أحداث روايته على التاريخ، وأنّه ثبّت المراجع، وميّز ماهو منقول بخطّ مائل، ثمّ يجتزئ عبارة للمقريزي تتناول سيرة الحاكم بأمر الله، مستهلًّا بها روايته. وينطلق من التعريف بشخصية الحاكم بأمر الله، نسبه ومولده وسيرته العجيبة وأفعاله المظلمة والظالمة، وإصابته بضرب من المالنخوليا أو جفاف الدماغ، مما حمله على الإسراف في القتل وسفك الدماء، كما يذكر دعاته الذين: "اختلفوا في توقيت إظهار الدعوة وإعلان نقض الشرائع، فتهالكوا وتفاسقوا فخفت ريحهم داخل مصر بعد مقتل الحاكم بإيعاز من أخته ست الملك" ولم ينج منهم إلا أنوشتكين الدرزي، الذي تمكن في بلاد الشام أن يبثّ دعوته، "وما زالت إلى عهدنا هذا تقوم باسمه وتحمل بصماته" ، ثمّ يروي حميش مواقف تكشف عن أحوال هؤلاء الدعاة أيام الحاكم، فكانوا يقتفون أثره سرًّا في جبل المقطّم أو بصحراء النقب، ويتجسّسون على ما يهذي به، ويردّدون عناوينها كالخطرات القهرية والشذور الشعشعانية، ثم يصوغونها في نصوص سريّة بعد تأويلها باطنيًّا، ولا يطّلع عليها غير الأوفياء المؤيّدين لمسلك العقلاء حسب دعواهم. ويبحر الكاتب في أحداث عهد الحاكم بأمر الله في مصر، وينهل مادة سرده ممن رووا وكتبوا وأخبروا عنه بعد عصره، وهيّ كثيرة، وقد غلب على لغة أولئك المؤرخين لسيرة الحاكم الطرائق السرديّة، مما مكّن الكاتب من امتلاك خطابٍ سرديّ متساوقٍ مع موضوعات الرواية تاريخيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، مشيّدًا بنية سرديّة متماسكة، محاكيًّا، بلغته الخاصة، لغة المراجع التاريخية، مبرزًا أسلوبه وشخصيته عن طريق لغته المميزة، مشتغلًا في بناء علاقات جدلية بين اللغة وشخوص الرواية التي أراد لها التعبير عن نفسها، من دون تدخله بأفكارها غالبًا.ولعلّ غنى عناصر رواية حاميش وثراءها مستمدٌ من تعدّد روايات التريخ شكلّا ومضمونًّا، كما تمكّن، باقتدار الروائي المثقف، أن يطوّع الأحداث القديمة؛ بما يواكب الرؤى العصرية في الثقافة والنقد الأدبي، مستخدمًا لغة روائية تحمل فرادة في تناغم ملفت بين خطاب الماضي وراهنية تلقيه لايحدث إلاّ بحالات نادرة في هذاالنوع من السرد الر ......
#رواية
#مجنون
#الحكم
#إجرام
#الطاغية
#الحاكم
#بأمر
#الله
#وسمو
#الثائر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678036
الحوار المتمدن
أدهم مسعود القاق - رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو الثائر أبي ركوة