نادر عبدالحميد : هامش الحرية والجو السياسي المنفتح في العراق
#الحوار_المتمدن
#نادر_عبدالحميد رافق سقوط نظام البعث عام (٢٠٠٣) شعورا بالفرح، ليس فقط في أوساط الجمهور المضطهد والمتعطش للحرية، بل وأيضًا بين المثقفين المتعطشين للديمقراطية الغربية.رغم وجود الدمار وغياب الخدمات والحرب الاهلية وإرهاب الميليشيات، إلا إن الناس تنفسوا الصعداء، خاصة في السنوات الاولی بعد الإطاحة بالنظام، وازدهر حلم المثقفين الليبراليين بعالم يسوده القانون وتسوده "العدالة".هذا الهامش من الحرية، كان حصيلة الجو السياسي المنفتح والمنبثق عن عملية إنهيار النظام السياسي والدولة وأجهزتها القمعية كالجيش والأمن، وليس منحة من السلطة المتشكلة حديثا بمبادرة المحتل (الإمبريالية الأمريكية) ولا جزءا من دولة مستقرة قائمة علی المؤسسات، حيث لم يكن العراق قطعا دولة كهذه طوال وجوده .إن المضمون الإقتصادي للعملية السياسية التي أقيمت بعد (٢٠٠٣) لإعادة تشكيل الدولة والتي تجري لحد الآن ومنذ اكثر من (١٧) عاما، يكمن في نهب الثروة العامة للمجتمع وتهريب المليارات من الدولارات المسروقة الی الخارج، من قبل تلك التيارات القومية والدينية المشاركة في العملية السياسية، وذلك عن طريق تنفيذ السياسات النيوليبرالية والخصخصة، التي ادت إلى توسعة رقعة البطالة والبؤس الاقتصادي، وهذا لا يتطلب إبقاء هذا الهامش من الحرية والإقرار به وتوسعته وجعله واقعة اجتماعية سياسية ومؤسساتية، بل بالعكس يتطلب الإجهاض عليه بأسرع ما يمكن.إن وجود هذا الهامش من الحرية، خلافًا لاعتقاد المثقفين الليبراليين، لا يتجه نحو خلق "ديمقراطية غربية"، بل هو حالة عابرة وزائلة، وبالتزامن مع الثبات الهيكلي للدولة المركزية يسير نحو التقييد والإزالة ويحل محله القمع السياسي والتعدي علی الحقوق والحريات المدنية والفردية.وجود الانتخابات النيابية والتعددية الحزبية في العراق لا يعنيان الإقرار بالحرية للجماهير، بل إضفاء الشرعية على النهب والفساد والقمع القائم بحق الجماهير الكادحة، وفرض شروط العبودية على النساء وخنق تطلعات الشبيبة الحرة نحو مستقبل افضل، وهذا ما تؤكده الوقائع والحقائق كل أربعة سنوات بعد كل عملية انتخابية برلمانية في العراق.هناك عاملان لبقاء وإطالة أمد هذا الهامش من الحرية وهذا الجو المنفتح السياسي في العراق، ألا وهما الصراعات الداخلية بين الأجنحة المختلفة للتيارات البرجوازية القومية والدينية مع بعضها البعض أو داخل نفس التيار الواحد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى مرهون بمقاومة الكادحين ضد البؤس الإقتصادي ودفاع الجماهير التحررية عن نفسها ضد تطاولات هذه التيارات السياسية والميليشية على الحقوق والحريات.هذه المقاومة والدفاع، عملية مستمرة وجارية، مَثَلتها في البداية ومنذ (٢٠٠٣)، محاولات قادة العمال ونشطاء الحركة العمالية لتنظيم صفوف العمال والكادحين كـ(إتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق) و(إتحاد العاطلين عن العمل) وغيرهم، وكذلك المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة كـ(منظمة حرية المرأة في العراق) وغيرها، هذا من جانب، ومن جانب آخر مَثَلتها حركات إحتجاجية للجماهير الكادحة والشرائح المهمشة والمفقرة، متزامنة مع سير العملية السياسية البرجوازية وعكس مسارها وضدها، مثل موجات المظاهرات العارمة في سنوات (٢٠١١)، (٢٠١٥)، و(٢٠١٨) متوجة بانتفاضة (اكتبر ٢٠١٩) التي هزت عرش السلطة والتي لم تعجز فقط عن إخمادها لحد الآن، بل وأدت إلی ازدياد الخلافات والصراعات القائمة أ ......
#هامش
#الحرية
#والجو
#السياسي
#المنفتح
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721111
#الحوار_المتمدن
#نادر_عبدالحميد رافق سقوط نظام البعث عام (٢٠٠٣) شعورا بالفرح، ليس فقط في أوساط الجمهور المضطهد والمتعطش للحرية، بل وأيضًا بين المثقفين المتعطشين للديمقراطية الغربية.رغم وجود الدمار وغياب الخدمات والحرب الاهلية وإرهاب الميليشيات، إلا إن الناس تنفسوا الصعداء، خاصة في السنوات الاولی بعد الإطاحة بالنظام، وازدهر حلم المثقفين الليبراليين بعالم يسوده القانون وتسوده "العدالة".هذا الهامش من الحرية، كان حصيلة الجو السياسي المنفتح والمنبثق عن عملية إنهيار النظام السياسي والدولة وأجهزتها القمعية كالجيش والأمن، وليس منحة من السلطة المتشكلة حديثا بمبادرة المحتل (الإمبريالية الأمريكية) ولا جزءا من دولة مستقرة قائمة علی المؤسسات، حيث لم يكن العراق قطعا دولة كهذه طوال وجوده .إن المضمون الإقتصادي للعملية السياسية التي أقيمت بعد (٢٠٠٣) لإعادة تشكيل الدولة والتي تجري لحد الآن ومنذ اكثر من (١٧) عاما، يكمن في نهب الثروة العامة للمجتمع وتهريب المليارات من الدولارات المسروقة الی الخارج، من قبل تلك التيارات القومية والدينية المشاركة في العملية السياسية، وذلك عن طريق تنفيذ السياسات النيوليبرالية والخصخصة، التي ادت إلى توسعة رقعة البطالة والبؤس الاقتصادي، وهذا لا يتطلب إبقاء هذا الهامش من الحرية والإقرار به وتوسعته وجعله واقعة اجتماعية سياسية ومؤسساتية، بل بالعكس يتطلب الإجهاض عليه بأسرع ما يمكن.إن وجود هذا الهامش من الحرية، خلافًا لاعتقاد المثقفين الليبراليين، لا يتجه نحو خلق "ديمقراطية غربية"، بل هو حالة عابرة وزائلة، وبالتزامن مع الثبات الهيكلي للدولة المركزية يسير نحو التقييد والإزالة ويحل محله القمع السياسي والتعدي علی الحقوق والحريات المدنية والفردية.وجود الانتخابات النيابية والتعددية الحزبية في العراق لا يعنيان الإقرار بالحرية للجماهير، بل إضفاء الشرعية على النهب والفساد والقمع القائم بحق الجماهير الكادحة، وفرض شروط العبودية على النساء وخنق تطلعات الشبيبة الحرة نحو مستقبل افضل، وهذا ما تؤكده الوقائع والحقائق كل أربعة سنوات بعد كل عملية انتخابية برلمانية في العراق.هناك عاملان لبقاء وإطالة أمد هذا الهامش من الحرية وهذا الجو المنفتح السياسي في العراق، ألا وهما الصراعات الداخلية بين الأجنحة المختلفة للتيارات البرجوازية القومية والدينية مع بعضها البعض أو داخل نفس التيار الواحد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى مرهون بمقاومة الكادحين ضد البؤس الإقتصادي ودفاع الجماهير التحررية عن نفسها ضد تطاولات هذه التيارات السياسية والميليشية على الحقوق والحريات.هذه المقاومة والدفاع، عملية مستمرة وجارية، مَثَلتها في البداية ومنذ (٢٠٠٣)، محاولات قادة العمال ونشطاء الحركة العمالية لتنظيم صفوف العمال والكادحين كـ(إتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق) و(إتحاد العاطلين عن العمل) وغيرهم، وكذلك المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة كـ(منظمة حرية المرأة في العراق) وغيرها، هذا من جانب، ومن جانب آخر مَثَلتها حركات إحتجاجية للجماهير الكادحة والشرائح المهمشة والمفقرة، متزامنة مع سير العملية السياسية البرجوازية وعكس مسارها وضدها، مثل موجات المظاهرات العارمة في سنوات (٢٠١١)، (٢٠١٥)، و(٢٠١٨) متوجة بانتفاضة (اكتبر ٢٠١٩) التي هزت عرش السلطة والتي لم تعجز فقط عن إخمادها لحد الآن، بل وأدت إلی ازدياد الخلافات والصراعات القائمة أ ......
#هامش
#الحرية
#والجو
#السياسي
#المنفتح
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721111
الحوار المتمدن
نادر عبدالحميد - هامش الحرية والجو السياسي المنفتح في العراق