سعيد لحدو : عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان
#الحوار_المتمدن
#سعيد_لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات التي كانت تُقام في تلك المناسبات الطقسية والتي كان أبرزها عيد الأكيتو (رأس السنة اللآشورية البابلية) فقد كانت الاحتفالات به تدوم (12) يوما، حيث تسير مواكب الآلهة التي كان سكان مابين النهرين يتعبدونها آنذاك مترافقة على إيقاع الموسيقا والترانيم الدينية.بعد سقوط الامبراطوريتين الآشورية ومن ثم البابلية في القرن السابع والسادس قبل الميلاد، استمرت تلك الاحتفالات مع ما كان يرافقها من موسيقا دينية وشعبية، على المستويين، الشعبي عامة وكذلك على المستوى الرسمي في الممالك شبه المستقلة التي قامت فيما بعد على أنقاض الامبراطوريات الغائبة، كمملكة حدياب والحضر والرها، وأيضاً في الممالك الآرامية الأخرى العديدة التي نشأت في سوريا وشمال مابين النهرين في الألف الأول قبل الميلاد.مع بداية تحول سكان سوريا ومابين النهرين إلى المسيحية في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، لم تجد الأفكار الدينية الجديدة اختلافات كبيرة في المعتقدات الوثنية في هذه المنطقة لأن تلك المعتقدات كانت قد تطورت خلال الألف الأول قبل الميلاد إلى التثليث ومنها إلى الإله الأكبر الأوحد. وبناء على ذلك فقد مورست كثير من الطقوس الوثنية القديمة بغلاف مسيحي وبتعابير ومسميات مسيحية، ليشمل ذلك حتى أسماء المجموعات البشرية التي أبدعت وبنت أعظم وأقدم حضارة في التاريخ البشري. فتخلى الناس طواعية عن أسمائهم الأصلية مثل آشور وكلدو وأرام، واعتمدوا الاسم السرياني بدلالاته المسيحية، ولكن بدون أن يتخلوا عن موروثهم الحضاري التاريخي بمضامينه وتعبيراته الثقافية والفنية الإنسانية التي وجدوها متوافقة مع الدين المسيحي الجديد الذي اعتنقوه. وشكَّل ذلك التحول افتراقاً بالاسم واستمراراً بالمضمون. لقد كانت الموسيقا من أبرز تلك الطقوس التي حملها السريان كإرث إنساني. ومن أهم دلالاتها تلك القيثارة السومرية التي تم اكتشافها في جنوب بلاد الرافدين، ويعود تاريخها للقرن الخامس والعشرين قبل الميلاد. فكان لابد من استمرار هذا النوع من التعابير الطقسية والإرث الشعبي، وهكذا سارت الموسيقا جنباً إلى جنب مع التعبير الديني الجديد. فجاء برديصان الفيلسوف والشاعر والموسيقار الأبرز وهوالحديابي الأصل المولود في الرها في أواسط القرن الثاني الميلادي، والدارس لعلم التنجيم في منبج ومن أوائل المؤمنين برسالة السيد المسيح، ليضع، ومن بعده أيضاً ابنه هرمونيوس، الألحان والأناشيد الدينية كي تُتلى في المناسبات الدينية والشعبية. وقد حازت تلك الأناشيد على شعبية كبيرة استمرت حتى القرن العاشر الميلادي، رغم محاربة الكنيسة له فيما بعد باعتباره مهرطقاً وخارجاً على تعاليمها.استمر الإرث الموسيقي في الكنيسة السريانية في عهد القديس مار أفرام الذي أخذ ألحان أناشيد برديصان الحائزة على شعبية كبيرة واستبدل كلماتها بأشعار جديدة من تأليفه لتكون متوافقة مع المعتقدات الكنسية المتفق عليها. وهكذا استمرت تلك الألحان مع ألحان جديدة كثيرة أضافها مار أفرام نفسه وكذلك القديس يعقوب الرهاوي وغيره من آباء الكبيسة السريانية في القرون التالية.مع نهاية القرن السابع الميلادي توقفت حركة التطوير والتجديد في الموسيقا السريانية لتنحصر في إطار التراتيل الكنسية بوجه عام. وقد استمر الحال هكذا، (باستثناء بعض الأغاني الفولكلورية)، حتى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عندما بدأ أتباع الكنيسة الشرقية باستخدام الموسيقا لاحتفالاتهم ومناسباتهم المدنية أيضاً إلى جانب الكنسية، وتبعهم أبناء الكنيسة ال ......
#عندما
#يغادرنا
#مبدعٌ
#كالموسيقار
#جورج
#جاجان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718758
#الحوار_المتمدن
#سعيد_لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات التي كانت تُقام في تلك المناسبات الطقسية والتي كان أبرزها عيد الأكيتو (رأس السنة اللآشورية البابلية) فقد كانت الاحتفالات به تدوم (12) يوما، حيث تسير مواكب الآلهة التي كان سكان مابين النهرين يتعبدونها آنذاك مترافقة على إيقاع الموسيقا والترانيم الدينية.بعد سقوط الامبراطوريتين الآشورية ومن ثم البابلية في القرن السابع والسادس قبل الميلاد، استمرت تلك الاحتفالات مع ما كان يرافقها من موسيقا دينية وشعبية، على المستويين، الشعبي عامة وكذلك على المستوى الرسمي في الممالك شبه المستقلة التي قامت فيما بعد على أنقاض الامبراطوريات الغائبة، كمملكة حدياب والحضر والرها، وأيضاً في الممالك الآرامية الأخرى العديدة التي نشأت في سوريا وشمال مابين النهرين في الألف الأول قبل الميلاد.مع بداية تحول سكان سوريا ومابين النهرين إلى المسيحية في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، لم تجد الأفكار الدينية الجديدة اختلافات كبيرة في المعتقدات الوثنية في هذه المنطقة لأن تلك المعتقدات كانت قد تطورت خلال الألف الأول قبل الميلاد إلى التثليث ومنها إلى الإله الأكبر الأوحد. وبناء على ذلك فقد مورست كثير من الطقوس الوثنية القديمة بغلاف مسيحي وبتعابير ومسميات مسيحية، ليشمل ذلك حتى أسماء المجموعات البشرية التي أبدعت وبنت أعظم وأقدم حضارة في التاريخ البشري. فتخلى الناس طواعية عن أسمائهم الأصلية مثل آشور وكلدو وأرام، واعتمدوا الاسم السرياني بدلالاته المسيحية، ولكن بدون أن يتخلوا عن موروثهم الحضاري التاريخي بمضامينه وتعبيراته الثقافية والفنية الإنسانية التي وجدوها متوافقة مع الدين المسيحي الجديد الذي اعتنقوه. وشكَّل ذلك التحول افتراقاً بالاسم واستمراراً بالمضمون. لقد كانت الموسيقا من أبرز تلك الطقوس التي حملها السريان كإرث إنساني. ومن أهم دلالاتها تلك القيثارة السومرية التي تم اكتشافها في جنوب بلاد الرافدين، ويعود تاريخها للقرن الخامس والعشرين قبل الميلاد. فكان لابد من استمرار هذا النوع من التعابير الطقسية والإرث الشعبي، وهكذا سارت الموسيقا جنباً إلى جنب مع التعبير الديني الجديد. فجاء برديصان الفيلسوف والشاعر والموسيقار الأبرز وهوالحديابي الأصل المولود في الرها في أواسط القرن الثاني الميلادي، والدارس لعلم التنجيم في منبج ومن أوائل المؤمنين برسالة السيد المسيح، ليضع، ومن بعده أيضاً ابنه هرمونيوس، الألحان والأناشيد الدينية كي تُتلى في المناسبات الدينية والشعبية. وقد حازت تلك الأناشيد على شعبية كبيرة استمرت حتى القرن العاشر الميلادي، رغم محاربة الكنيسة له فيما بعد باعتباره مهرطقاً وخارجاً على تعاليمها.استمر الإرث الموسيقي في الكنيسة السريانية في عهد القديس مار أفرام الذي أخذ ألحان أناشيد برديصان الحائزة على شعبية كبيرة واستبدل كلماتها بأشعار جديدة من تأليفه لتكون متوافقة مع المعتقدات الكنسية المتفق عليها. وهكذا استمرت تلك الألحان مع ألحان جديدة كثيرة أضافها مار أفرام نفسه وكذلك القديس يعقوب الرهاوي وغيره من آباء الكبيسة السريانية في القرون التالية.مع نهاية القرن السابع الميلادي توقفت حركة التطوير والتجديد في الموسيقا السريانية لتنحصر في إطار التراتيل الكنسية بوجه عام. وقد استمر الحال هكذا، (باستثناء بعض الأغاني الفولكلورية)، حتى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عندما بدأ أتباع الكنيسة الشرقية باستخدام الموسيقا لاحتفالاتهم ومناسباتهم المدنية أيضاً إلى جانب الكنسية، وتبعهم أبناء الكنيسة ال ......
#عندما
#يغادرنا
#مبدعٌ
#كالموسيقار
#جورج
#جاجان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718758
الحوار المتمدن
سعيد لحدو - عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان