سعيد مضيه : ديمقراطية التربية .. أو فاشيتها
#الحوار_المتمدن
#سعيد_مضيه ديمقراطية التربية.. أو فاشيتها في ندوة قدمها المنبر الديمقراطي التقدمي الفلسطيني عبر الزوم بصدد ضعف وتخلف التغيير الاجتماعي في المجتمعات العربية ، تحدث عضو مكتب سياسي للحزب الشيوعي المصري ونظيره في الحزب الشيوعي العراقي ؛ ولم يتطرق أي منهما ، حتى ولا المعلقون، الى التعليم او النشاط المدرسي. في أواخر القرن الماضي نبه عالم الاجتماع الفرنسي الراحل ، بيير بوردو، اليساريين بان "نماذج هامة من الهيمنة ليست اقتصادية فقط ، بل ثقافية وتربوية وتكمن في جانب الاعتقاد والقناعة [تحيلها حتى أكثر ] أهمية للإقرار بأن المثقفين يتحملون مسئولية ضخمة في تحدي هذا النموذج من الهيمنة". إن هذ مطلب يعتبر، بعد انقضاء حقبة مديدة، تقريعا للمثقفين ، وخاصة أحزاب التغيير الاجتماعي ممن يغفلون التربية والتعليم في برامجهم السياسية. عبر الأكاديمي الأميركي ، هنري غيروكس، عن نفس الفكرة بالقول، "إذا لم يوضع التعليم في مركز النشاط السياسي فلن يكون هناك تغيير اجتماعي". في مقالة كتبها بعنوان " المقاومة في عصر الجهل المصنوع" كتب أن "التربية النقدية تتضمن التعليم اللاعنصري، التربية النقدية جزءً من مشروع شامل ، فهي نظرية تربوية للأخلاق والسياسة ، هدفها تزويد الطلبة بالمعارف الحيوية وبالمهارات والقيم وبإحساس المسئولية الاجتماعية التي تمكن الأجيال من أن يكونوا نقديين ومنخرطين في مجتمعهم". فقد بات النشاط الثقافي للاستابلشمينت، او الدولة العميقة بالولايات المتحدة أهم ميادين السيطرة السياسية ، تفرز منتجي ثقافة متخصصين في إنتاج وترويج ثقافة تضليل الوعي على اوسع نطاق ، محليا وعالميا.. ثقافة تجهيل واغتراب عن الواقع . والبروفيسور غيروكس أستاذ الدراسات الثقافية أصدر عدة كتب ونشر مقالات حول دور الليبرالية الجديدة في تجهيل الشباب ودفعهم بعيداعن الاهتمام بقضايا مجتمعهم، ومن ثم ترويج الفاشية في الحياة السياسية ؛ هذا الى جانب فضح ثقافة العنصرية وتفوق العرق الأبيض والحط من الشعوب الملونة. في هذه المجالات يحث غيروكس على تربية نقدية هي القوة الدافعة للصحافة النقدية والثقافة النقدية التي يجب أن تكون نمط حياة واتجاه سائد في مقاربة الأفكار والفرضيات وكل نشاط معرفي قيمي. الثقافة النقدية تعني عمليا ان لا تاخذ ما تطالعه او تسمعه على علاته ، بل يتوجب ان تمعن النظر في ما قد ينطوي عليه من مفارقات او اخطاء او تسريبات تصاغ بمهارة . فالمرحلة الراهنة تشهد صراعا ضاريا للتحكم في وعي الجمهور، ومن ثم السيطرة عليه.التربية النقدية تتجنب التعليم التلقيني وحفظ النصوص ، تعتمد الحوار وتنشط مبادرات الطلبة وتشجهعم على البحث عن المعرفة وموازنة كل ما يتلقونه بميزان العقل. التربية النقدية تنأى عن التلقين والحفظ عن ظهر قلب؛ تخرج التربية النقدية أجيالا يسيطرون على واقعهم وحركته يوجهونها باقتدار ووعي. إنها مشروع لتكوين مواطنين يتحملون المسئولية الاجتماعية وقادرين على التصدي لكل عناصر الفاشية والسلطوية ، وفي نفس الوقت يستشرفون نظاما اجتماعيا يعمق ويوسع السلطة والقيم الديمقراطية والعلاقات الاجتماعية المتساوية، والحرية الجماعية والحقوق الاقتصادية والعدالة الاجتماعية للجميع. وما يتوجب أن يوحد الحركة من أجل الديمقراطية الراديكالية لا يقتصر على الدفاع العريض عن المصالح العامة ؛ إنما يشمل أيضا تكتيكات واسترايجيات تنطوي على العمل المباشر والتعليم السياسي والسياسات الثقافية. وهذا يرتب علي أحزاب التغيير الاجتماعي في المجتمعات العربية أن تستدرك تقصيرها وأن ينظروا بجد الى التعليم نشاطا سياسيا بامتياز ، وأحد مواقع الصراع الاجتماعي ......
#ديمقراطية
#التربية
#فاشيتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763809
#الحوار_المتمدن
#سعيد_مضيه ديمقراطية التربية.. أو فاشيتها في ندوة قدمها المنبر الديمقراطي التقدمي الفلسطيني عبر الزوم بصدد ضعف وتخلف التغيير الاجتماعي في المجتمعات العربية ، تحدث عضو مكتب سياسي للحزب الشيوعي المصري ونظيره في الحزب الشيوعي العراقي ؛ ولم يتطرق أي منهما ، حتى ولا المعلقون، الى التعليم او النشاط المدرسي. في أواخر القرن الماضي نبه عالم الاجتماع الفرنسي الراحل ، بيير بوردو، اليساريين بان "نماذج هامة من الهيمنة ليست اقتصادية فقط ، بل ثقافية وتربوية وتكمن في جانب الاعتقاد والقناعة [تحيلها حتى أكثر ] أهمية للإقرار بأن المثقفين يتحملون مسئولية ضخمة في تحدي هذا النموذج من الهيمنة". إن هذ مطلب يعتبر، بعد انقضاء حقبة مديدة، تقريعا للمثقفين ، وخاصة أحزاب التغيير الاجتماعي ممن يغفلون التربية والتعليم في برامجهم السياسية. عبر الأكاديمي الأميركي ، هنري غيروكس، عن نفس الفكرة بالقول، "إذا لم يوضع التعليم في مركز النشاط السياسي فلن يكون هناك تغيير اجتماعي". في مقالة كتبها بعنوان " المقاومة في عصر الجهل المصنوع" كتب أن "التربية النقدية تتضمن التعليم اللاعنصري، التربية النقدية جزءً من مشروع شامل ، فهي نظرية تربوية للأخلاق والسياسة ، هدفها تزويد الطلبة بالمعارف الحيوية وبالمهارات والقيم وبإحساس المسئولية الاجتماعية التي تمكن الأجيال من أن يكونوا نقديين ومنخرطين في مجتمعهم". فقد بات النشاط الثقافي للاستابلشمينت، او الدولة العميقة بالولايات المتحدة أهم ميادين السيطرة السياسية ، تفرز منتجي ثقافة متخصصين في إنتاج وترويج ثقافة تضليل الوعي على اوسع نطاق ، محليا وعالميا.. ثقافة تجهيل واغتراب عن الواقع . والبروفيسور غيروكس أستاذ الدراسات الثقافية أصدر عدة كتب ونشر مقالات حول دور الليبرالية الجديدة في تجهيل الشباب ودفعهم بعيداعن الاهتمام بقضايا مجتمعهم، ومن ثم ترويج الفاشية في الحياة السياسية ؛ هذا الى جانب فضح ثقافة العنصرية وتفوق العرق الأبيض والحط من الشعوب الملونة. في هذه المجالات يحث غيروكس على تربية نقدية هي القوة الدافعة للصحافة النقدية والثقافة النقدية التي يجب أن تكون نمط حياة واتجاه سائد في مقاربة الأفكار والفرضيات وكل نشاط معرفي قيمي. الثقافة النقدية تعني عمليا ان لا تاخذ ما تطالعه او تسمعه على علاته ، بل يتوجب ان تمعن النظر في ما قد ينطوي عليه من مفارقات او اخطاء او تسريبات تصاغ بمهارة . فالمرحلة الراهنة تشهد صراعا ضاريا للتحكم في وعي الجمهور، ومن ثم السيطرة عليه.التربية النقدية تتجنب التعليم التلقيني وحفظ النصوص ، تعتمد الحوار وتنشط مبادرات الطلبة وتشجهعم على البحث عن المعرفة وموازنة كل ما يتلقونه بميزان العقل. التربية النقدية تنأى عن التلقين والحفظ عن ظهر قلب؛ تخرج التربية النقدية أجيالا يسيطرون على واقعهم وحركته يوجهونها باقتدار ووعي. إنها مشروع لتكوين مواطنين يتحملون المسئولية الاجتماعية وقادرين على التصدي لكل عناصر الفاشية والسلطوية ، وفي نفس الوقت يستشرفون نظاما اجتماعيا يعمق ويوسع السلطة والقيم الديمقراطية والعلاقات الاجتماعية المتساوية، والحرية الجماعية والحقوق الاقتصادية والعدالة الاجتماعية للجميع. وما يتوجب أن يوحد الحركة من أجل الديمقراطية الراديكالية لا يقتصر على الدفاع العريض عن المصالح العامة ؛ إنما يشمل أيضا تكتيكات واسترايجيات تنطوي على العمل المباشر والتعليم السياسي والسياسات الثقافية. وهذا يرتب علي أحزاب التغيير الاجتماعي في المجتمعات العربية أن تستدرك تقصيرها وأن ينظروا بجد الى التعليم نشاطا سياسيا بامتياز ، وأحد مواقع الصراع الاجتماعي ......
#ديمقراطية
#التربية
#فاشيتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763809
الحوار المتمدن
سعيد مضيه - ديمقراطية التربية .. أو فاشيتها