عباس علي العلي : التأريخ والإنسان عاقلا
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الكل متفق على أن عملية كتابة التأريخ بوجهها العام شابها الكثير من الأنحياز مرة والتغطية على بعض جوانبه مرات أخرى، وأيضا هناك رأي عام بين المؤرخين والقراء بشكل عام أن الجوانب المسكوت عنها والمغطاة بدواعي وأسباب لا علاقة لها بفن كتابة التأريخ وصدقيته تشكل جانبا مهما من هذا التأريخ، الدوافع والأسباب كثيرة والمرجح فيها هو دوما إرادة السلطة الأجتماعية والسياسية وحتى الدينية التي ترعى وتشجع هذا النمط من الكتابة المحرفة والناقصة، وكل جهة لها أسبابها ومبرراتها طالما أن هناك تعارض بين ما يريدون أن يكتب وبين وسائل الحفاظ على السلطة والهدف تجاه الغاية التي يؤمنون بها أن تكون ظل الحقيقة، من هنا لا بد لنا ونحن في عصر لم يعد لهذه السلطة القدرة على فرض رؤيتها أو حتى أجبار المؤرخ والباحث أن يكتب وفقا لمشيئتها أن نبادر للكشف عن وجه الحقيقية بالقدر الذي يحمي التاريخ من تزييف أخر.في حياة الأمم كما هي حياة الأشخاص الكثير مما أهمله التأريخ أو تناساه أو تم تغيبه لسبب ما أو علة ملحوظة، هذا أمر مفروغ منه ولا يشكل عيبا في وجه التأريخ، العيب عندما يكون المؤرخ له شخصية محورية في صفحات التأريخ ذاته ومحور من محاور الوجود اليقيني فيه فسيكون الأمر مختلف وذو توجه مقصود بالإساءة سواء كان ذلك إهمالا متعمدا ومقصودا أو عجز عن ملاحقة الحقيقة ومن مضانها ومصادرها التي لا يمكن أن يرقى لها الشك، خاصة وأن الأحداث لها وجوه وقراءات متعددة كل حسب مقدماته وأهواءه إلا ما ندر ممن ألتزم النهج العلمي والحياد والتجرد في الكتابة التأريخية وهم من أقل القليل.في مقالة نشرت أخيرا لي عن تأريخية الدين وعبادة التأريخ كشفت بها أمرا قد يكون محل نقاش وربما أنتقاد وهي علاقة الإنسان بالدين والتأريخ التي جعلت من هذه الكائن وبهذا المعيار كائنا متفردا عن غيره من الكائنات الوجودية، وقلت فيها (أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحركه التأريخ والدين دون سائر الوجود الكوني) ، وبالتالي يبقى التأريخ أهم محرك وعيوي يسير الإنسان في حركته الوجوديه وبه يرسم صورته وهويته المميزة والمنفردة.قضية التأريخ برغم أعتراض الكثير من المفكرين والفلاسفة والمعرفيين يجب أن لا تكون معرقلا في سعي الإنسان للتجديد الوجودي، ولا بد من تجاوز إشكالية التأريخ هذا والتركيز على متطلبات الحياة المعاصرة ومحاولة الأنتصار للإنسان مقابل كل ما يحول دونه والتطور والتجديد في بناءه المعاصر والحقيقي، ولكن مع إيماننا بهذا القول يبقى التأريخ جزء من هذه الإشكالية لأن حاضرنا هو أبن الماضي ومستقبلنا هو وليد الحاضر، فالسلسلة لا تنقطع برغبتنا ولا يمكننا تجاوز خطيئة الأمس لنبي مستقبلا منقطعا عن جذره التأريخي لأننا سنصطدم به كلما توغلنا للأمام.يعجبني جدا مع تحفظي على مؤديات ونتائج مقولة الفيلسوف الألماني هيجل عندما أختصر نظرية التأريخ بمقولته المشهورة "العقل يحكم التاريخ" ، والتي تعني عندي أن التأريخ فعلا كما هو لدينا نتاج إرادة العقل الإنساني بعيدا عن الواقعية وصدقية الحدث المؤرخ، فالمؤرخ وهو عاقل طبيعي يجنح للعقل وخياراته في وضع التأريخ بالطريقة التي يفهمها عقله وليس بالضرورة كما وقع، فالعقل أيضا بطبيعته ليس مستقيما تماما ولا نزيها ومعصوما من الخطأ، فهو يرى بعين واحد عين المصلحة أو الهدف أو الرؤية التي تسيطر على العقل وتوجهه، ولو كان العقل كاملا وهو يحكم التأريخ ما كان هناك خطيئة للبشر وما كان هناك تعدد في القراءات تصل حد التناقض والتضارب في الحكم، إذن العقل الموظف هو من يحكم التاريخ ويصيغه ويبنيه كما تريد القوة النفسية أن تراه حقيقة العالم .هناك ......
#التأريخ
#والإنسان
#عاقلا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690272
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الكل متفق على أن عملية كتابة التأريخ بوجهها العام شابها الكثير من الأنحياز مرة والتغطية على بعض جوانبه مرات أخرى، وأيضا هناك رأي عام بين المؤرخين والقراء بشكل عام أن الجوانب المسكوت عنها والمغطاة بدواعي وأسباب لا علاقة لها بفن كتابة التأريخ وصدقيته تشكل جانبا مهما من هذا التأريخ، الدوافع والأسباب كثيرة والمرجح فيها هو دوما إرادة السلطة الأجتماعية والسياسية وحتى الدينية التي ترعى وتشجع هذا النمط من الكتابة المحرفة والناقصة، وكل جهة لها أسبابها ومبرراتها طالما أن هناك تعارض بين ما يريدون أن يكتب وبين وسائل الحفاظ على السلطة والهدف تجاه الغاية التي يؤمنون بها أن تكون ظل الحقيقة، من هنا لا بد لنا ونحن في عصر لم يعد لهذه السلطة القدرة على فرض رؤيتها أو حتى أجبار المؤرخ والباحث أن يكتب وفقا لمشيئتها أن نبادر للكشف عن وجه الحقيقية بالقدر الذي يحمي التاريخ من تزييف أخر.في حياة الأمم كما هي حياة الأشخاص الكثير مما أهمله التأريخ أو تناساه أو تم تغيبه لسبب ما أو علة ملحوظة، هذا أمر مفروغ منه ولا يشكل عيبا في وجه التأريخ، العيب عندما يكون المؤرخ له شخصية محورية في صفحات التأريخ ذاته ومحور من محاور الوجود اليقيني فيه فسيكون الأمر مختلف وذو توجه مقصود بالإساءة سواء كان ذلك إهمالا متعمدا ومقصودا أو عجز عن ملاحقة الحقيقة ومن مضانها ومصادرها التي لا يمكن أن يرقى لها الشك، خاصة وأن الأحداث لها وجوه وقراءات متعددة كل حسب مقدماته وأهواءه إلا ما ندر ممن ألتزم النهج العلمي والحياد والتجرد في الكتابة التأريخية وهم من أقل القليل.في مقالة نشرت أخيرا لي عن تأريخية الدين وعبادة التأريخ كشفت بها أمرا قد يكون محل نقاش وربما أنتقاد وهي علاقة الإنسان بالدين والتأريخ التي جعلت من هذه الكائن وبهذا المعيار كائنا متفردا عن غيره من الكائنات الوجودية، وقلت فيها (أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحركه التأريخ والدين دون سائر الوجود الكوني) ، وبالتالي يبقى التأريخ أهم محرك وعيوي يسير الإنسان في حركته الوجوديه وبه يرسم صورته وهويته المميزة والمنفردة.قضية التأريخ برغم أعتراض الكثير من المفكرين والفلاسفة والمعرفيين يجب أن لا تكون معرقلا في سعي الإنسان للتجديد الوجودي، ولا بد من تجاوز إشكالية التأريخ هذا والتركيز على متطلبات الحياة المعاصرة ومحاولة الأنتصار للإنسان مقابل كل ما يحول دونه والتطور والتجديد في بناءه المعاصر والحقيقي، ولكن مع إيماننا بهذا القول يبقى التأريخ جزء من هذه الإشكالية لأن حاضرنا هو أبن الماضي ومستقبلنا هو وليد الحاضر، فالسلسلة لا تنقطع برغبتنا ولا يمكننا تجاوز خطيئة الأمس لنبي مستقبلا منقطعا عن جذره التأريخي لأننا سنصطدم به كلما توغلنا للأمام.يعجبني جدا مع تحفظي على مؤديات ونتائج مقولة الفيلسوف الألماني هيجل عندما أختصر نظرية التأريخ بمقولته المشهورة "العقل يحكم التاريخ" ، والتي تعني عندي أن التأريخ فعلا كما هو لدينا نتاج إرادة العقل الإنساني بعيدا عن الواقعية وصدقية الحدث المؤرخ، فالمؤرخ وهو عاقل طبيعي يجنح للعقل وخياراته في وضع التأريخ بالطريقة التي يفهمها عقله وليس بالضرورة كما وقع، فالعقل أيضا بطبيعته ليس مستقيما تماما ولا نزيها ومعصوما من الخطأ، فهو يرى بعين واحد عين المصلحة أو الهدف أو الرؤية التي تسيطر على العقل وتوجهه، ولو كان العقل كاملا وهو يحكم التأريخ ما كان هناك خطيئة للبشر وما كان هناك تعدد في القراءات تصل حد التناقض والتضارب في الحكم، إذن العقل الموظف هو من يحكم التاريخ ويصيغه ويبنيه كما تريد القوة النفسية أن تراه حقيقة العالم .هناك ......
#التأريخ
#والإنسان
#عاقلا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690272
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - التأريخ والإنسان عاقلا