ياسين سليماني : زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟
#الحوار_المتمدن
#ياسين_سليماني يعيّر الكثيرون هذا الزمن ويرمونه بأقذر الصفات وأحطّ النعوت، ولا يكلّ أغلبهم ولا يملُّ من المقارنة بالأزمنة الماضية، التي توصف بأنها جميلة راقية، وأن فيها العلماء والأدباء وفينا السفهاء والضعفاء، لكن من قال أنّ الزمن الجميل جميل حقا؟ وما المعيار الذي حكم به هؤلاء هذا الحكم؟ ومن هؤلاء أصلا؟ ماذا لو قيل لنا أنّ كبيرا من كبراء الوطن وعظيما من عظمائها أقذعَ في السب وتمادى في الشتم لخصومة مع غيره؟ وأنه ما ترك سبابا إلاّ وكاله ولا نقيصة إلا ألحقها في خصمه؟ أكيد أننا نضعه ضمن ناقصي العقل عميان البصيرة، ونشكك في هذه المكانة التي يُتحدّث عنها. فماذا لو قيل لنا أن خصمه هذا كبير، جليل، عظيم القدر، له قيمته الكبيرة على مر الوقت والزمان؟ على ما يقول تاريخ الأدب، ثمّ قيل لنا أن هذا الأخير أيضا لا يختلف عن الأول في بذاءة اللسان ووضاعة التعبير؟ سنشكك في أفهامنا، أو في السند التاريخي والمرويات، أمّ أنّ العرب الذين لا يحترفون إلا الكلام لن يقصّروا في إعادة أمجاد جرير والفرزدق وأمثالهما في السباب والشتائم؟ على شباب اليوم أن يهنئوا، فإنّ في قدمائهم أيضا من إذا غضب لنفسه أسرف في العته فلكأنه عاميّ سوقيّ لم يقرأ كتابا ولا تعلّم حرفا ولا عرف ثقافة أو فنا أو أدبا. بل لكأنه عاش في الأحراش والغابات بين الضواري والضباع؟عندما نعود إلى ما كتبه مصطفى صادق الرافعي في "على السَفود" منتقدا عباس العقاد وما كتبه الثاني في "الديوان" عن الأوّل سيلعن شباب اليوم ما سمّي بالزمن الجميل، والحركة الأدبية الضخمة التي قيل له أنها كانت تسم مطلع القرن العشرين. لقد كان زمنا رديئا أيضا بهذه الخصال الركيكة والتعبيرات الفجّة، وإنّ الواحد من الشباب اليوم إذا قرأ كتابي هذين العلمين الكبيرين (على ما يقول القائلون) ، فإنّ الرغبة في الإسراع إلى المرحاض هي أوّل ما يتبادر إلى نفسه، وللعلم فإنّ الرافعي يطلق لقب "أبي مرحاض" على العقاد في هذا الكتاب بعدما ذكر هذه اللفظة في أحد أبياته الشعرية !!اقرأ ما يقوله الرافعي في كتابه المذكور ينتقد فيه شعرا للعقاد، ولا يخفى على الشاب العاقل أنّ السَّفود هو السيخ الذي يشوى عليه اللحم، والكتاب مخصص كله للعقاد شخصا وكتابة، أي أن الرافعي جعل العقاد لحما يشويه على سفوده فلكأنه رِجل خروف أو دجاجة وما أبعد الرافعي عن النقد عندما يشخصن القضايا الأدبية وينتقد الرجلَ لا عمله، فإنّ النقد يتوجه للمُنتَج لا المُنتِج، وللكتاب لا للكاتب وللشعر لا للشاعر، لكن الغضبَ أعمى الرافعي فزاده سوءا على سوء الخِلقة، فقد عرفنا أن الرافعي كان يشكو من ضرر في سمعه، فكان أصمّ وقلنا أنّ تلك علّة أصابته الأقدار بها، لا يد له فيها، لكن رضي أن يكون أعمى البصيرة أيضا، فجمع العمى إلى الصمم ومع ذلك بقي يسمي نفسه أو يسميه الناس بالرافعي وما أبعد الرفعة عن الرجل بعد ما كتبه هنا. يقول: والحقيقة أننا من العقاد وأمثاله الغارّين المغرورين بآرائهم الطائشة وبيانهم المنحطّ في دَور انسلاخ ورجعة منقلبة (...) هذا وقد كتبنا مقالات "السفود" كما نتحدّث عادة لهوا بالعقاد وأمثاله إذ كانوا أهون علينا وعلى الحقيقة من أن نتعب فيهم تعبا أو نصنع فيهم بيانا، فهم هلاهيل لا تشدُّ أحدهم حتى يتهتّك وينفتِقَ وينفلقَ" ثم يورد الرافعي بيتا يقول :" وإنني لممّا أضربُ الكبشَ ضربةً/على رأسه تُلقي اللسانَ من الفمِ.( ص 59-60) ....اقرأ هذا الوصف: (عباس العقاد الجِلف الحقود المغرور) ثم اقرأ: "إنّ الكريم لا يحسن به أن يكون سفيها فيجب أن يتخذ له من يسافه عنه إذا شُتم، فلم يروا أكفأ من العقّاد وقاحةَ وجهٍ وبذاءةَ لسانٍ وموتَ ......
#زمنهم
#الجميل
#جميلا
#حقا؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706407
#الحوار_المتمدن
#ياسين_سليماني يعيّر الكثيرون هذا الزمن ويرمونه بأقذر الصفات وأحطّ النعوت، ولا يكلّ أغلبهم ولا يملُّ من المقارنة بالأزمنة الماضية، التي توصف بأنها جميلة راقية، وأن فيها العلماء والأدباء وفينا السفهاء والضعفاء، لكن من قال أنّ الزمن الجميل جميل حقا؟ وما المعيار الذي حكم به هؤلاء هذا الحكم؟ ومن هؤلاء أصلا؟ ماذا لو قيل لنا أنّ كبيرا من كبراء الوطن وعظيما من عظمائها أقذعَ في السب وتمادى في الشتم لخصومة مع غيره؟ وأنه ما ترك سبابا إلاّ وكاله ولا نقيصة إلا ألحقها في خصمه؟ أكيد أننا نضعه ضمن ناقصي العقل عميان البصيرة، ونشكك في هذه المكانة التي يُتحدّث عنها. فماذا لو قيل لنا أن خصمه هذا كبير، جليل، عظيم القدر، له قيمته الكبيرة على مر الوقت والزمان؟ على ما يقول تاريخ الأدب، ثمّ قيل لنا أن هذا الأخير أيضا لا يختلف عن الأول في بذاءة اللسان ووضاعة التعبير؟ سنشكك في أفهامنا، أو في السند التاريخي والمرويات، أمّ أنّ العرب الذين لا يحترفون إلا الكلام لن يقصّروا في إعادة أمجاد جرير والفرزدق وأمثالهما في السباب والشتائم؟ على شباب اليوم أن يهنئوا، فإنّ في قدمائهم أيضا من إذا غضب لنفسه أسرف في العته فلكأنه عاميّ سوقيّ لم يقرأ كتابا ولا تعلّم حرفا ولا عرف ثقافة أو فنا أو أدبا. بل لكأنه عاش في الأحراش والغابات بين الضواري والضباع؟عندما نعود إلى ما كتبه مصطفى صادق الرافعي في "على السَفود" منتقدا عباس العقاد وما كتبه الثاني في "الديوان" عن الأوّل سيلعن شباب اليوم ما سمّي بالزمن الجميل، والحركة الأدبية الضخمة التي قيل له أنها كانت تسم مطلع القرن العشرين. لقد كان زمنا رديئا أيضا بهذه الخصال الركيكة والتعبيرات الفجّة، وإنّ الواحد من الشباب اليوم إذا قرأ كتابي هذين العلمين الكبيرين (على ما يقول القائلون) ، فإنّ الرغبة في الإسراع إلى المرحاض هي أوّل ما يتبادر إلى نفسه، وللعلم فإنّ الرافعي يطلق لقب "أبي مرحاض" على العقاد في هذا الكتاب بعدما ذكر هذه اللفظة في أحد أبياته الشعرية !!اقرأ ما يقوله الرافعي في كتابه المذكور ينتقد فيه شعرا للعقاد، ولا يخفى على الشاب العاقل أنّ السَّفود هو السيخ الذي يشوى عليه اللحم، والكتاب مخصص كله للعقاد شخصا وكتابة، أي أن الرافعي جعل العقاد لحما يشويه على سفوده فلكأنه رِجل خروف أو دجاجة وما أبعد الرافعي عن النقد عندما يشخصن القضايا الأدبية وينتقد الرجلَ لا عمله، فإنّ النقد يتوجه للمُنتَج لا المُنتِج، وللكتاب لا للكاتب وللشعر لا للشاعر، لكن الغضبَ أعمى الرافعي فزاده سوءا على سوء الخِلقة، فقد عرفنا أن الرافعي كان يشكو من ضرر في سمعه، فكان أصمّ وقلنا أنّ تلك علّة أصابته الأقدار بها، لا يد له فيها، لكن رضي أن يكون أعمى البصيرة أيضا، فجمع العمى إلى الصمم ومع ذلك بقي يسمي نفسه أو يسميه الناس بالرافعي وما أبعد الرفعة عن الرجل بعد ما كتبه هنا. يقول: والحقيقة أننا من العقاد وأمثاله الغارّين المغرورين بآرائهم الطائشة وبيانهم المنحطّ في دَور انسلاخ ورجعة منقلبة (...) هذا وقد كتبنا مقالات "السفود" كما نتحدّث عادة لهوا بالعقاد وأمثاله إذ كانوا أهون علينا وعلى الحقيقة من أن نتعب فيهم تعبا أو نصنع فيهم بيانا، فهم هلاهيل لا تشدُّ أحدهم حتى يتهتّك وينفتِقَ وينفلقَ" ثم يورد الرافعي بيتا يقول :" وإنني لممّا أضربُ الكبشَ ضربةً/على رأسه تُلقي اللسانَ من الفمِ.( ص 59-60) ....اقرأ هذا الوصف: (عباس العقاد الجِلف الحقود المغرور) ثم اقرأ: "إنّ الكريم لا يحسن به أن يكون سفيها فيجب أن يتخذ له من يسافه عنه إذا شُتم، فلم يروا أكفأ من العقّاد وقاحةَ وجهٍ وبذاءةَ لسانٍ وموتَ ......
#زمنهم
#الجميل
#جميلا
#حقا؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706407
الحوار المتمدن
ياسين سليماني - زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟