بن مهدي صالح : ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات
#الحوار_المتمدن
#بن_مهدي_صالح "إن معظم عذابات الإنسان لا تتأتى مِما يعبّر عنه، وإنما مِما يكبته خوفًا أو خجلا" إلى أن تتحول تلك المكبوتات إلى أمراض وعقدٍ نفسية، أو أن تظهر على السطح مصحوبة بنُزعة كراهية أو تدميرية، كثأر للذات عمّا تعرّضت لهُ من ألمٌ وويلات، ويؤخذ هذا الثأر من الخارج أحيانًا: [كالأسرة، المجتمع، الدين، وحتى الإله وغيره] تنكيلًا أو تدميرًا، وأحيانًا أخرى، ترتد النزعة على الذات، ناقمة عليها، كأحتقار الجسد أو الرغبة بالتخلّص منه، كما عند بعض الفتيات مثلًا، فأحتقار الإنسان عموما لجسده والفتاة خصوصًا لا كجسد بحد ذاته بل كمفهوم خاضع لتأويلات مختلفة من ثقافة إلى أخرى، وحين يكون مُحتقرًا بوصفه عورة، فيشكل معنًى عقابيا؛ يؤدي حتمًا إلى كرهه بأعتباره مصدر بؤس وشقاء، فيكون تدميره أو أزدراءه كأحتجاج على ما يشكله من معنى. كما أن الأمر ينسحب منطقيا على كل ما يخضع لتأويلات مختلفة.ويؤخذ الثأر للذات عدّة أشكال منها التمرّد بصورة عامة وحتى الأنحلال، والإنحلال هنا محاولة راديكالية للسحق على كل ما يسبب الشعور بالذنب أولا، وثانيًا: فهو تعبير أنتقامي مِمّا يشكله الماضي قيميّا. بينما الشكل الثاني هو التدمير او الرغبة بالفناء التام، كالأنتحار فالأنتحار عميقًا هو أشهار للجثة كلافتة أحتجاجية، او اعتراض على وضع ما، بالتالي هو ليس رغبة بالتلاشي وحسب وإنما قد تتبطنه رغبة أخرى كالافجاع أو البروز أو التثوير لقضية ما والخ، وكما سمعت من بعض فتيات حاولن الأنتحار، كان من بين الدوافع، تخزية الأسرة بوصفها ظالمة وهنا يكون الأنتحار أشبه بخيار شمشون أي تطبيق العنف على الذات لتدمير العدو، كما يفعل المتعصبون بتفجير أنفسهم، فهم يتعاملون مع ذواتهم كأدوات تدميرية، ولا اعرف أن كان كل متعصب يحمل في قرارة نفسه كراهية تجاه ذاته او لا، ولكنني اعتقد بذلك جدا، فالمتعصبون هم ليسوا إلّا اشخاص يثأرون لذواتهم بحجة الدين او العرق وما شابه، أي أنهم يحاولون توجيه كراهيتهم إلى غير ذواتهم مُحمِّلين من يركزون عليه تلك الكراهية، مسؤولية فشلهم في عدم تأقلمهم مع الذات أو المحيط، وببساطة مسؤولية ما آلوا إليه، من فشل او أذلال او أيٍّ مِمّا وقع لهم.في الختام، بالرغم من أن بعض الاكراهات والقيود المجتمعية ضرورية للحد من سلوكيات الإنسان الشاذة، إلا أنه "الزيادة كالنقصان" فأيما تطرّف في تلك الأكرهات لن تنتج إلا إنسانًا بدائيًا، كارها لذاته او مجتمعه ناقما على وجوده وموجوداته لا يحتمل إلا أن يكون وحشيًّا اليوم او غدا. ......
#المكبوتات-انهيارات
#وأنتحارات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696896
#الحوار_المتمدن
#بن_مهدي_صالح "إن معظم عذابات الإنسان لا تتأتى مِما يعبّر عنه، وإنما مِما يكبته خوفًا أو خجلا" إلى أن تتحول تلك المكبوتات إلى أمراض وعقدٍ نفسية، أو أن تظهر على السطح مصحوبة بنُزعة كراهية أو تدميرية، كثأر للذات عمّا تعرّضت لهُ من ألمٌ وويلات، ويؤخذ هذا الثأر من الخارج أحيانًا: [كالأسرة، المجتمع، الدين، وحتى الإله وغيره] تنكيلًا أو تدميرًا، وأحيانًا أخرى، ترتد النزعة على الذات، ناقمة عليها، كأحتقار الجسد أو الرغبة بالتخلّص منه، كما عند بعض الفتيات مثلًا، فأحتقار الإنسان عموما لجسده والفتاة خصوصًا لا كجسد بحد ذاته بل كمفهوم خاضع لتأويلات مختلفة من ثقافة إلى أخرى، وحين يكون مُحتقرًا بوصفه عورة، فيشكل معنًى عقابيا؛ يؤدي حتمًا إلى كرهه بأعتباره مصدر بؤس وشقاء، فيكون تدميره أو أزدراءه كأحتجاج على ما يشكله من معنى. كما أن الأمر ينسحب منطقيا على كل ما يخضع لتأويلات مختلفة.ويؤخذ الثأر للذات عدّة أشكال منها التمرّد بصورة عامة وحتى الأنحلال، والإنحلال هنا محاولة راديكالية للسحق على كل ما يسبب الشعور بالذنب أولا، وثانيًا: فهو تعبير أنتقامي مِمّا يشكله الماضي قيميّا. بينما الشكل الثاني هو التدمير او الرغبة بالفناء التام، كالأنتحار فالأنتحار عميقًا هو أشهار للجثة كلافتة أحتجاجية، او اعتراض على وضع ما، بالتالي هو ليس رغبة بالتلاشي وحسب وإنما قد تتبطنه رغبة أخرى كالافجاع أو البروز أو التثوير لقضية ما والخ، وكما سمعت من بعض فتيات حاولن الأنتحار، كان من بين الدوافع، تخزية الأسرة بوصفها ظالمة وهنا يكون الأنتحار أشبه بخيار شمشون أي تطبيق العنف على الذات لتدمير العدو، كما يفعل المتعصبون بتفجير أنفسهم، فهم يتعاملون مع ذواتهم كأدوات تدميرية، ولا اعرف أن كان كل متعصب يحمل في قرارة نفسه كراهية تجاه ذاته او لا، ولكنني اعتقد بذلك جدا، فالمتعصبون هم ليسوا إلّا اشخاص يثأرون لذواتهم بحجة الدين او العرق وما شابه، أي أنهم يحاولون توجيه كراهيتهم إلى غير ذواتهم مُحمِّلين من يركزون عليه تلك الكراهية، مسؤولية فشلهم في عدم تأقلمهم مع الذات أو المحيط، وببساطة مسؤولية ما آلوا إليه، من فشل او أذلال او أيٍّ مِمّا وقع لهم.في الختام، بالرغم من أن بعض الاكراهات والقيود المجتمعية ضرورية للحد من سلوكيات الإنسان الشاذة، إلا أنه "الزيادة كالنقصان" فأيما تطرّف في تلك الأكرهات لن تنتج إلا إنسانًا بدائيًا، كارها لذاته او مجتمعه ناقما على وجوده وموجوداته لا يحتمل إلا أن يكون وحشيًّا اليوم او غدا. ......
#المكبوتات-انهيارات
#وأنتحارات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696896
الحوار المتمدن
بن مهدي صالح - ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات