صباح بشير : قراءة في رواية تائه بين الفواصل
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير صدرت منذ فترة رواية “تائه بين الفواصل” للكاتبة حليمة عودة قُصيني، وتقع في مئة وواحد وتسعين صفحة من الحجم المتوسط، وهو العمل الثاني للكاتبة بعد إصدارها الأول “كفى”.لقد قرأتُ رواية “تائه بين الفواصل” بتمعن شديد، فأعجبني ذلك النفَس الطويل الذي تتمتع به الكاتبة، وقدرتها على ربط الأحداث ومدّ الخيوط وربطها بأسلوب شيّق، لتحيك منها حبكة روائية متقنة.بدأت الكاتبة بإهداء روايتها إلى والديها وبكلمة شكر لمصمم الغلاف عادل سميح، ثم تشابكت الأحداث وتعددت الشّخوص وتداخلت، منها الرئيسية ومنها التي مرّت مرّور الكرام، وبأسلوب محبب متقن رسمت الكاتبة شخوصها بعناية، فقدّمت ما تريد من الوقائع والأحداث، وأخّرَت أحداثا أخرى لتعلن عنها لاحقا، وذلك لتفعيل عنصر التشويق وضمان انفعال القارئ ودمجه مع الحدث المفاجئ.أما عنوان الرواية فقد حمل بين طياته فلسفة ما، نستشعر من خلاله الأحداث التي حكت قصة الشاب ماهر، الذي مضى باحثا عن ذاته وسط إحساس عميق بالاغتراب عن المحيط، فتجوّل بين العناوين والمتاهات، مكتشفا أن الحرية المزيفة تتناقض مع الحرية الشخصية تناقضا تاما، إذ تمنع الإنسان من تحقيق ذاته وتقيّده بقيود وسلاسل مجتمعية. كلّ هذه الأحاسيس نكتشفها تباعا بين السطور؛ انطلاقا من الكبت المجتمعي والأُسَري الذي وصفته الرواية.يتعرف ماهر ابن القرية إلى رُلى ابنة المدينة، وتبدأ قصة الحبّ بينهما، يرفض والده زواجه منها متذرعا بالمثل الشعبي والفكر التقليدي السائد: “من لا يأخذ من ملّتِه يَمُت بِعلّتِه”! يأتي حكم الوالد نتيجة لخيبته من تجربة زواج فاشل مع زوجته السابقة، وهي من بنات المدن، رافق ماهر شعورا بالإحباط فهو مثقل بالعادات والتقاليد البائسة المقيّدة، المانعة من الحرية والانطلاق وحق الاختيار، فعاش صراعا وتناقضا ما بين الزواج عن حب وغضب الوالدين، أو الزواج التقليدي ورضا الوالدين والأسرة! فكان زواجه فاشلا بسبب تفضيله إرضاء أسرته على سعادته الشخصية وحقه في الاختيار، فظلم نفسه وزوجته بأنانية لافته، إذ عانت الزوجة من بروده العاطفي، الإهمال والهجر، ولم يعد مخلصا لأي امرأة يقابلها في حياته.بعد انتهاء علاقته بحبيبته رُلى، كان حزينا يبحث عنها بين فواصل أيام حياته، شعر بأنه قد أضاعها وأضاع نفسه، مخلّفا شخصا كئيبا يعيد ويكرر ما بداخله، تعرّف بعد ذلك إلى سالي وظلّ يتردد عليها هربا من واقعه وخوفا من مواجهة الحياة، محاولا تعويض النقص والحرمان العاطفي من خلال تلك العلاقة المؤقتة معها، ثم بدأ بالصعود والنجاح العملي والمهني، فأُرسِل في بعثة للقب الثاني والثالث إلى جامعة كامبريدج في بريطانيا، وهناك تعرف إلى “جينكا” وبدأ معها علاقة غرامية، فأهمل زوجته ولم يعد يتصل بها للاطمئنان عليها وعلى أولاده! أحب جينكا لكنه خانها مع سالي ورفض حملها، خذلها كما خذل زوجته وحبيبته رُلى، فقد شوهته التربية الذكورية ولم يعد يعرف معنى الحبّ، أصبح أبا وزوجا فاشلا محبّا لنزواته فقط، حتى غدا ذلك نهجه وسيّر حياته.في النهاية وبعد خسارته لجينكا عاد إلى زوجته ووطنه، محاولا تعويضها ما فات؛ لكنّها مرضت، وتوفيت وهي تحمل حزنها وألمها!تناقش الرواية فكرة الزواج في الثقافة والمجتمعات العربية التقليدية، فالزواج في مجتمعاتنا هو شأن عائلي وليس أمرا شخصيا، إذ يعلو رأي الوالدين وكبار العائلة على الرأي الفردي الخاص، ويعتبر الأبناء جزءا من المجموعة أو المنظومة، يفكرون بعقليّة الأسرة، تقاليدها وعاداتها، وعليهم قبول الواقع بما فيه طريقة تفكير الأهل وآرائهم المحدّدة مسبقا، فلا وجود لآراء شخصيّة تخالف قوانين العائ ......
#قراءة
#رواية
#تائه
#الفواصل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755655
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير صدرت منذ فترة رواية “تائه بين الفواصل” للكاتبة حليمة عودة قُصيني، وتقع في مئة وواحد وتسعين صفحة من الحجم المتوسط، وهو العمل الثاني للكاتبة بعد إصدارها الأول “كفى”.لقد قرأتُ رواية “تائه بين الفواصل” بتمعن شديد، فأعجبني ذلك النفَس الطويل الذي تتمتع به الكاتبة، وقدرتها على ربط الأحداث ومدّ الخيوط وربطها بأسلوب شيّق، لتحيك منها حبكة روائية متقنة.بدأت الكاتبة بإهداء روايتها إلى والديها وبكلمة شكر لمصمم الغلاف عادل سميح، ثم تشابكت الأحداث وتعددت الشّخوص وتداخلت، منها الرئيسية ومنها التي مرّت مرّور الكرام، وبأسلوب محبب متقن رسمت الكاتبة شخوصها بعناية، فقدّمت ما تريد من الوقائع والأحداث، وأخّرَت أحداثا أخرى لتعلن عنها لاحقا، وذلك لتفعيل عنصر التشويق وضمان انفعال القارئ ودمجه مع الحدث المفاجئ.أما عنوان الرواية فقد حمل بين طياته فلسفة ما، نستشعر من خلاله الأحداث التي حكت قصة الشاب ماهر، الذي مضى باحثا عن ذاته وسط إحساس عميق بالاغتراب عن المحيط، فتجوّل بين العناوين والمتاهات، مكتشفا أن الحرية المزيفة تتناقض مع الحرية الشخصية تناقضا تاما، إذ تمنع الإنسان من تحقيق ذاته وتقيّده بقيود وسلاسل مجتمعية. كلّ هذه الأحاسيس نكتشفها تباعا بين السطور؛ انطلاقا من الكبت المجتمعي والأُسَري الذي وصفته الرواية.يتعرف ماهر ابن القرية إلى رُلى ابنة المدينة، وتبدأ قصة الحبّ بينهما، يرفض والده زواجه منها متذرعا بالمثل الشعبي والفكر التقليدي السائد: “من لا يأخذ من ملّتِه يَمُت بِعلّتِه”! يأتي حكم الوالد نتيجة لخيبته من تجربة زواج فاشل مع زوجته السابقة، وهي من بنات المدن، رافق ماهر شعورا بالإحباط فهو مثقل بالعادات والتقاليد البائسة المقيّدة، المانعة من الحرية والانطلاق وحق الاختيار، فعاش صراعا وتناقضا ما بين الزواج عن حب وغضب الوالدين، أو الزواج التقليدي ورضا الوالدين والأسرة! فكان زواجه فاشلا بسبب تفضيله إرضاء أسرته على سعادته الشخصية وحقه في الاختيار، فظلم نفسه وزوجته بأنانية لافته، إذ عانت الزوجة من بروده العاطفي، الإهمال والهجر، ولم يعد مخلصا لأي امرأة يقابلها في حياته.بعد انتهاء علاقته بحبيبته رُلى، كان حزينا يبحث عنها بين فواصل أيام حياته، شعر بأنه قد أضاعها وأضاع نفسه، مخلّفا شخصا كئيبا يعيد ويكرر ما بداخله، تعرّف بعد ذلك إلى سالي وظلّ يتردد عليها هربا من واقعه وخوفا من مواجهة الحياة، محاولا تعويض النقص والحرمان العاطفي من خلال تلك العلاقة المؤقتة معها، ثم بدأ بالصعود والنجاح العملي والمهني، فأُرسِل في بعثة للقب الثاني والثالث إلى جامعة كامبريدج في بريطانيا، وهناك تعرف إلى “جينكا” وبدأ معها علاقة غرامية، فأهمل زوجته ولم يعد يتصل بها للاطمئنان عليها وعلى أولاده! أحب جينكا لكنه خانها مع سالي ورفض حملها، خذلها كما خذل زوجته وحبيبته رُلى، فقد شوهته التربية الذكورية ولم يعد يعرف معنى الحبّ، أصبح أبا وزوجا فاشلا محبّا لنزواته فقط، حتى غدا ذلك نهجه وسيّر حياته.في النهاية وبعد خسارته لجينكا عاد إلى زوجته ووطنه، محاولا تعويضها ما فات؛ لكنّها مرضت، وتوفيت وهي تحمل حزنها وألمها!تناقش الرواية فكرة الزواج في الثقافة والمجتمعات العربية التقليدية، فالزواج في مجتمعاتنا هو شأن عائلي وليس أمرا شخصيا، إذ يعلو رأي الوالدين وكبار العائلة على الرأي الفردي الخاص، ويعتبر الأبناء جزءا من المجموعة أو المنظومة، يفكرون بعقليّة الأسرة، تقاليدها وعاداتها، وعليهم قبول الواقع بما فيه طريقة تفكير الأهل وآرائهم المحدّدة مسبقا، فلا وجود لآراء شخصيّة تخالف قوانين العائ ......
#قراءة
#رواية
#تائه
#الفواصل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755655
الحوار المتمدن
صباح بشير - قراءة في رواية تائه بين الفواصل
حسن مدن : ما الفواصل الزمنيّة؟
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن نظرة إلى التاريخ البشري عامة، وإلى تاريخنا العربي، بما فيه التاريخ الحديث والمعاصر، تحملنا على رؤية أن هذا التاريخ ما هو إلا تعاقب دوري بين حالين: الحرب والسلام، الاستقرار والفوضى، فبين كل حرب وحرب مرحلة من الهدوء وربما الرخاء أيضاً، سرعان ما تتلاشى وتتبدد لتبدأ مرحلة تالية من الحروب، وعدم الاستقرار، سواء كان ذلك بفعل تحديات خارجية كالغزوات الأجنبية والاحتلالات الخارجية، أو بفعل التصدعات الداخلية وتآكل الشرعيات الناجم عن الفساد والاستبداد وكل غوايات السلطة.لا يدور الحديث هنا عن الدورة الخلدونية، نسبة إلى ابن خلدون، عن صعود الحضارات ثم انحدارها، لتنشأ حضارات أخرى غيرها، وإنما يدور عن هذا التعاقب المحير فعلاً بين الحرب والسلم حتى على صعيد المجتمع الواحد، للدرجة التي تحملنا على السؤال التالي: أتكون الحروب هي فواصل زمنية تبتلى بها المجتمعات كعوارض سرعان ما تزول لتعود حال الاستقرار الممتدة. أم يكون العكس تماماً هو الصحيح؟بمعنى أن الحروب وحال الفوضى هي الحال الدائمة التي تتخللها فترات، أو فواصل، من السلم والاستقرار، التي تنجم عنها، في بعض الحالات على الأقل، مظاهر الرخاء والنهضة والتقدم، لكن سرعان ما تنتهي بالعودة إلى حال الحرب الدائمة؟ والحرب بكافة صورها، بما فيها الثورات التي تنشأ كضرورات تاريخية حين لا يعود بوسع الناس أن يعيشوا بالطريقة القديمة نفسها، ولا يعود بوسع الحكام أن يديروا الأمور بالطريقة نفسها ليستتب لهم الأمر، تجلب، بالضرورة، أحوالاً من الاضطراب، حين تنقلب الأمور عاليها سافلها، وتظل في حال من الفوران الذي يلزمه وقت كي يهدأ، لتستقر الأمور، ولكن بعد أن تكون ظواهر كثيرة قد تلاشت أو اختفت، ونشأت ظواهر جديدة.القرن العشرون الآفل شهد حربين عالميتين مدمرتين أتتا على عشرات الملايين من الأرواح، ودمرتا المدن والبلدات ومنجزات حضارية مهمة، كما شهد مئات، وربما آلاف الحروب الداخلية والإقليمية التي نجم عنها من الآثار الشيء الكثير. ورغم أنه لم يمض عقدان من الزمن مذ دخلنا القرن الجديد، فإن عدد الحروب لم يقل إن لم يكن قد زاد، وما من ضامن أن القرن سيبلغ نهايته دون نشوب حرب عالمية جديدة قد تدمر الكوكب بمن عليه.حالنا العربية مثال نموذجي. لو أخذنا المائة عام الماضية مثالاً، فكم يبلغ عدد عقود الاستقرار فيها، بالقياس لعقود الفوضى والفتن والقتال والخراب، التي نحن، ومنذ سنوات، نعيش أكثر فصولها بشاعة ودموية؟ومرة أخرى نكرر السؤال: أتكون الحرب هي الفاصل الزمني بين فترتين ممتدتين، أم أنها هي الحال الدائمة التي تتخللها فواصل من السلم؟ ......
#الفواصل
#الزمنيّة؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762448
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن نظرة إلى التاريخ البشري عامة، وإلى تاريخنا العربي، بما فيه التاريخ الحديث والمعاصر، تحملنا على رؤية أن هذا التاريخ ما هو إلا تعاقب دوري بين حالين: الحرب والسلام، الاستقرار والفوضى، فبين كل حرب وحرب مرحلة من الهدوء وربما الرخاء أيضاً، سرعان ما تتلاشى وتتبدد لتبدأ مرحلة تالية من الحروب، وعدم الاستقرار، سواء كان ذلك بفعل تحديات خارجية كالغزوات الأجنبية والاحتلالات الخارجية، أو بفعل التصدعات الداخلية وتآكل الشرعيات الناجم عن الفساد والاستبداد وكل غوايات السلطة.لا يدور الحديث هنا عن الدورة الخلدونية، نسبة إلى ابن خلدون، عن صعود الحضارات ثم انحدارها، لتنشأ حضارات أخرى غيرها، وإنما يدور عن هذا التعاقب المحير فعلاً بين الحرب والسلم حتى على صعيد المجتمع الواحد، للدرجة التي تحملنا على السؤال التالي: أتكون الحروب هي فواصل زمنية تبتلى بها المجتمعات كعوارض سرعان ما تزول لتعود حال الاستقرار الممتدة. أم يكون العكس تماماً هو الصحيح؟بمعنى أن الحروب وحال الفوضى هي الحال الدائمة التي تتخللها فترات، أو فواصل، من السلم والاستقرار، التي تنجم عنها، في بعض الحالات على الأقل، مظاهر الرخاء والنهضة والتقدم، لكن سرعان ما تنتهي بالعودة إلى حال الحرب الدائمة؟ والحرب بكافة صورها، بما فيها الثورات التي تنشأ كضرورات تاريخية حين لا يعود بوسع الناس أن يعيشوا بالطريقة القديمة نفسها، ولا يعود بوسع الحكام أن يديروا الأمور بالطريقة نفسها ليستتب لهم الأمر، تجلب، بالضرورة، أحوالاً من الاضطراب، حين تنقلب الأمور عاليها سافلها، وتظل في حال من الفوران الذي يلزمه وقت كي يهدأ، لتستقر الأمور، ولكن بعد أن تكون ظواهر كثيرة قد تلاشت أو اختفت، ونشأت ظواهر جديدة.القرن العشرون الآفل شهد حربين عالميتين مدمرتين أتتا على عشرات الملايين من الأرواح، ودمرتا المدن والبلدات ومنجزات حضارية مهمة، كما شهد مئات، وربما آلاف الحروب الداخلية والإقليمية التي نجم عنها من الآثار الشيء الكثير. ورغم أنه لم يمض عقدان من الزمن مذ دخلنا القرن الجديد، فإن عدد الحروب لم يقل إن لم يكن قد زاد، وما من ضامن أن القرن سيبلغ نهايته دون نشوب حرب عالمية جديدة قد تدمر الكوكب بمن عليه.حالنا العربية مثال نموذجي. لو أخذنا المائة عام الماضية مثالاً، فكم يبلغ عدد عقود الاستقرار فيها، بالقياس لعقود الفوضى والفتن والقتال والخراب، التي نحن، ومنذ سنوات، نعيش أكثر فصولها بشاعة ودموية؟ومرة أخرى نكرر السؤال: أتكون الحرب هي الفاصل الزمني بين فترتين ممتدتين، أم أنها هي الحال الدائمة التي تتخللها فواصل من السلم؟ ......
#الفواصل
#الزمنيّة؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762448
الحوار المتمدن
حسن مدن - ما الفواصل الزمنيّة؟