الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
طالب عبد الأمير : اللصيق - قصة
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير إستيقظت ذات صباحٍ، يشبه كل الصباحات الأخرى، مبكراً. وهذا بات ديدني في السنوات الأخيرة. هو أن أنام مبكراً وأصحو مبكراً. وقبل أن أذهب الى الحمام لأغسل وجهي وأزيل بقايا النعاس من عيني، تمتد يدي اليه بصورة تلقائية، أمسكه بهدوء ورقّة. فيستسلم ليدي الدافئتين و يغفو فيهما كعصفور ألمّ به البرد.هكذا أصبحت علاقتي به في السنوات الأخيرة، على وجه الدقة. إذ بات يلازمني في كل خطوة أخطوها، فأنا لا استطيع إهماله أو الإستغناء عنه. وحتى عندما آوي الى سريري لأنام، فهو يقاسمني فراشي. لكنه لا ينام. ربما يغمض جفنيه قليلاً ويظل مستلقياً هناك حتى آخذه بين يدي فأحسه دافئاً فعالاً، صلباً كما هو دائماً. ودائماً هو يرافقني الى كل مكان أذهب اليه. كيف لا وهو لاصقاً بي كظلي. بل وأكثر من ظل، يعرف خطواتي وما أفكر أن أفعله اليوم. هو بطبيعته لجوج، وفي الفترة الأخيرة أصبح متقلب الاهواء يلح كثيراً على الأشياء التي يريدها، فمثلاً في احدى المرات أجبرني مخيراً على التعامل معه وجها لوجه. بمعنى أن تكون علاقته معي ليست باللمس فقط، وانما بالنظر اليه. فأصبحت مجرد ما أقرّب وجهي منه حتى ينير لي المكان، ويفتح لي بواباتٍ لعوالم نائية، فألج ممراتها ودهاليزها المتفرعة، التي تمر عبر سيقان البلور الممتدة من واحة العشب المندى، عوالمٍ كانت حتى وقت قريب، مجرد التفكير بها ضرباً من الخيال. قبل ذلك الوقت كنت أستخدم مفتاحاً سرياً لسبرأغواره، هو عبارة عن كلمات أو شفرات ورموز أستلها من مشجب الذاكرة. أرددها في سري، أو أكتبها على جسد ما، فيتلقفها لصيقي ويشرع لي أبوابه. منذ أدركت تطوره وتناميه خلال فترة، من الزمن أكاد أجزم أنها ليست قصيرة، هي عمر هذا الكائن المميز العجيب التكوين، ذو الذاكرة الأسطورية. وهو يفتح لي الطريق و يقودني الى عوالمٍ خفية. و هو لا ينسى، بل يخزّن كل شئ في عروقه النابضة الظاهرة والمخفية في آن واحد. وهو يحتفظ حتى بالأشياء التي كنت أظن بأنها لم تبق في ذاكرتي، أو بالأحرى أُجبرت على نسيانها، لكن جل ملامحها، أوصداها يظل في ذاكرته. وهو في كثير من الأحيان يمثل دور المنبه لي ويذكرني بأشياء كثيراً ما أنساها وهو في مكانه. العديد من الناس يصفونه بالصلب والذكي، بعد أن مر، بأزمنة نمو نوعية، صقلته وجعلته ذا خبرة في الأشياء التي لم تكن مألوفة في السابق، وخلال مدة غريبة في سرعتها، زمن أقل مايقال عنه قياسي، نسبة الى عمره، الذي قد يواكب عمري. أما حجمه لدي فهو متوسط، كما هو الحال عند آخرين مثلي. لكنه عند بعضهم يقصر أو يطول قليلاً أو كثيراً. لكن هذا لايهم. المهم هو كيفية إستخدامه بالشكل الصحيح، إذ أن البعض لا يجيد التعامل معه بالشكل الذي يتيح الاستفادة من إمكانيته الدفينة. بعضهم يرى أن الأهم من كل شئ هو أن يؤدي الغرض الأساسي المطلوب ولا يخيب الآمال، خاصة في الحالات الحرجة، دون الحاجة الى شحن استثنائي.هذا الكائن اللصيق، وبخلاف كل الأشياء الأخرى التي تبدأ صغيرة ثم تكبر، ظهر ومنذ البداية مخالفاً لطبيعته، فقد بدأ ضخماً حين أصبح جاهزاً للأستخدام الفعلي. ثم أخذ حجمه يتضائل مع تقادم العمر والتطورات التي رافقت صيرورته، حتى بات اليوم أصغر من حجم الكف. أو من إصبع الإبهام حتى، لدى البعض طبعاً، وخاصة الكبار في السن.فاجأني في أحدى المرات، بعد أن أسدلت عليه الستارة لأستريح منه أو ليستريح هو مني، لا يهم، فالأمر سيان، إذ أن كلانا أخذ يستنزف الآخر في الآونة الأخيرة. فاجأني بطلب، أو لنقل إقتراح، أن لا أستخدم كلمة السر في التعامل معه، وإنما هو سيتعرف علي بمجرد أن أنظر اليه فيسمح ......
#اللصيق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680642