سالم العوكلي : كورونا تؤجج غضب ماركس
#الحوار_المتمدن
#سالم_العوكلي بعد عقود من هيمنتها على مصير العالم ، تطرح نظرية الرأسمالية ، مع كل أزمة مالية، سؤالها المُلِّح : أيهما أهم: الإنسان أم المال؟ أو بصياغة أخرى: الكائن البشري أم حسابه المصرفي؟ . وطيلة مدى تمكنها من حياة البشر اليومية الممتدة من وول ستريت إلى أقصى عشوائية في أطراف مدن العالم الثالث الفقيرة. حاولت أدبيات الرأسمالية أن تروض قلق هذا السؤال بسرديات مختلفة عن قيمة الإنسان حين يتحول إلى رأسمال في حد ذاته، وحاولت أن تزين هذا الجشع الوحشي بمقولات عن ارتباط الأعمال الصائبة بمدى تعزيزها لسعادة الإنسان، أو فتنته بالحريات الممنوحة له رغم أنه لا يجد متسعا من الوقت لممارستها في ظل كدحه اليومي من أجل تسديد فواتير آخر الشهر التي غالبا ما تأتي على كل دخله أو تزيد. مع الوقت تحولت الرأسمالية إلى عقيدة، والمال إلى آلهة مجنونة، وأصبح كوجيتو الوجود الإنساني : أنا أكدح .. أستهلك إذاً أنا موجود. الآن جائحة كورونا دخلت من باب غير متوقع لتطرح السؤال السابق بقوة وإلحاح، وتحت ضغط هائل لا يحتمل المواربة في الإجابة ولا المراوغة ولا التأتأة، ولا حتى إتاحة وقت للتفكير. في البداية حاول ساسة الدول الكبرى، بعد تفشي كورونا فيها، أن يراوغوا السؤال، أو يدّعوا أن حياة الإنسان أهم، عبر إجراءات إغلاق شاملة في أهم الدول الرأسمالية، لكن سخط الآلهة على هذه الإجراءات لم يتأخر بعدما أصبحت الاقتصادات الكبرى تترهل، ورؤوس الأموال تنكمش والأسواق تركد، ومن جديد اخترعتْ منحنى لهذا الوباء الذي سيصل الذروة ثم ينحسر، وأطلقت العنان للناس كي يعودوا إلى أعمالهم وسط احترازات مازالت الآراء العلمية تتضارب حيال فاعليتها، وعادت من جديد موجة ثانية ضارية من الوباء، حيث فكرة الذروة كانت مجرد اجتهاد سياسي لم تؤكده مراكز بحوث الفيروسات والأوبئة، لكن الرأسمالية التي يعتمد تاريخها الجمالي على رسم المنحنيات اخترعت هذا المنحنى الوهمي، وكشرت عن حقيقتها حين فضلت في الموجة الثانية المال على الإنسان، وعافية الاقتصاد على صحة البشر. حولت الرأسمالية الاقتصاد العالمي إلى جسد حي متراص من الممكن أن يصيب الفيروس جهازه التنفسي ويجعله يختنق، وأصبح البشر خلايا في هذا الجسد الكوني، أو قطع غيار في آلة الرأسمالية الضخمة، لدرجة أنهم بدءوا يتأثرون بإجراءات الإغلاق ويخرجون في تظاهرات ضدها، رغم أنها مقترحة لحماية حيواتهم، مستعدين للموت في طقوس جماعية وتقديم أنفسهم قرابين من أجل إرضاء الآلهة، وخير ممثل لهذه السلطة العليا الرئيس الملياردير ترامب الذي أنكر وجود الفيروس من أساسه، ثم سخر منه، ثم حوله إلى ورقة سياسية في صراعه مع الصين، ثم إلى أداة دعائية هوليودية لحملته الانتخابية القادمة. والسؤال الافتراضي : كيف كان سيكون تأثير هذه الجائحة في العالم لو أن النظام الاشتراكي هو الذي انتصر وتحكم في الاقتصاد؟ ومع الأسئلة المتعلقة بكورونا تصعب الإجابة، ما بالك بالأسئلة الافتراضية، ولكن على الأقل يعيدنا هذا السؤال إلى تبصرات ماركس المبكرة حيال المصير البشري، وهي التنظيرات التي كثيرا ما يُسلط عليها الضوء في كل أزمة عالمية تقف خلفها الرأسمالية . ماركس الذي بدأت حكايته مع نذور الجشع الإنساني من هنا، كما يرد في كتاب "تاريخ موجز للفلسفة" لمؤلفه (نايغل وربروتن ) ترجمة نجيب الحصادي: "كان هناك في القرن التاسع عشر آلاف من مصانع القطن في شمال إنغلترا. وكان الدخان الأسود ينبعث من مداخنها الطويلة، ملوثا الشوارع ومغطيا كل شيء بالسنّاج. ولكي تظل الآلات في حالة دوران دائم كان هناك في تلك المصانع رجال ونساء وأطفال يعملون ساعات طويلة، تصل في الغالب ......
#كورونا
#تؤجج
#ماركس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695332
#الحوار_المتمدن
#سالم_العوكلي بعد عقود من هيمنتها على مصير العالم ، تطرح نظرية الرأسمالية ، مع كل أزمة مالية، سؤالها المُلِّح : أيهما أهم: الإنسان أم المال؟ أو بصياغة أخرى: الكائن البشري أم حسابه المصرفي؟ . وطيلة مدى تمكنها من حياة البشر اليومية الممتدة من وول ستريت إلى أقصى عشوائية في أطراف مدن العالم الثالث الفقيرة. حاولت أدبيات الرأسمالية أن تروض قلق هذا السؤال بسرديات مختلفة عن قيمة الإنسان حين يتحول إلى رأسمال في حد ذاته، وحاولت أن تزين هذا الجشع الوحشي بمقولات عن ارتباط الأعمال الصائبة بمدى تعزيزها لسعادة الإنسان، أو فتنته بالحريات الممنوحة له رغم أنه لا يجد متسعا من الوقت لممارستها في ظل كدحه اليومي من أجل تسديد فواتير آخر الشهر التي غالبا ما تأتي على كل دخله أو تزيد. مع الوقت تحولت الرأسمالية إلى عقيدة، والمال إلى آلهة مجنونة، وأصبح كوجيتو الوجود الإنساني : أنا أكدح .. أستهلك إذاً أنا موجود. الآن جائحة كورونا دخلت من باب غير متوقع لتطرح السؤال السابق بقوة وإلحاح، وتحت ضغط هائل لا يحتمل المواربة في الإجابة ولا المراوغة ولا التأتأة، ولا حتى إتاحة وقت للتفكير. في البداية حاول ساسة الدول الكبرى، بعد تفشي كورونا فيها، أن يراوغوا السؤال، أو يدّعوا أن حياة الإنسان أهم، عبر إجراءات إغلاق شاملة في أهم الدول الرأسمالية، لكن سخط الآلهة على هذه الإجراءات لم يتأخر بعدما أصبحت الاقتصادات الكبرى تترهل، ورؤوس الأموال تنكمش والأسواق تركد، ومن جديد اخترعتْ منحنى لهذا الوباء الذي سيصل الذروة ثم ينحسر، وأطلقت العنان للناس كي يعودوا إلى أعمالهم وسط احترازات مازالت الآراء العلمية تتضارب حيال فاعليتها، وعادت من جديد موجة ثانية ضارية من الوباء، حيث فكرة الذروة كانت مجرد اجتهاد سياسي لم تؤكده مراكز بحوث الفيروسات والأوبئة، لكن الرأسمالية التي يعتمد تاريخها الجمالي على رسم المنحنيات اخترعت هذا المنحنى الوهمي، وكشرت عن حقيقتها حين فضلت في الموجة الثانية المال على الإنسان، وعافية الاقتصاد على صحة البشر. حولت الرأسمالية الاقتصاد العالمي إلى جسد حي متراص من الممكن أن يصيب الفيروس جهازه التنفسي ويجعله يختنق، وأصبح البشر خلايا في هذا الجسد الكوني، أو قطع غيار في آلة الرأسمالية الضخمة، لدرجة أنهم بدءوا يتأثرون بإجراءات الإغلاق ويخرجون في تظاهرات ضدها، رغم أنها مقترحة لحماية حيواتهم، مستعدين للموت في طقوس جماعية وتقديم أنفسهم قرابين من أجل إرضاء الآلهة، وخير ممثل لهذه السلطة العليا الرئيس الملياردير ترامب الذي أنكر وجود الفيروس من أساسه، ثم سخر منه، ثم حوله إلى ورقة سياسية في صراعه مع الصين، ثم إلى أداة دعائية هوليودية لحملته الانتخابية القادمة. والسؤال الافتراضي : كيف كان سيكون تأثير هذه الجائحة في العالم لو أن النظام الاشتراكي هو الذي انتصر وتحكم في الاقتصاد؟ ومع الأسئلة المتعلقة بكورونا تصعب الإجابة، ما بالك بالأسئلة الافتراضية، ولكن على الأقل يعيدنا هذا السؤال إلى تبصرات ماركس المبكرة حيال المصير البشري، وهي التنظيرات التي كثيرا ما يُسلط عليها الضوء في كل أزمة عالمية تقف خلفها الرأسمالية . ماركس الذي بدأت حكايته مع نذور الجشع الإنساني من هنا، كما يرد في كتاب "تاريخ موجز للفلسفة" لمؤلفه (نايغل وربروتن ) ترجمة نجيب الحصادي: "كان هناك في القرن التاسع عشر آلاف من مصانع القطن في شمال إنغلترا. وكان الدخان الأسود ينبعث من مداخنها الطويلة، ملوثا الشوارع ومغطيا كل شيء بالسنّاج. ولكي تظل الآلات في حالة دوران دائم كان هناك في تلك المصانع رجال ونساء وأطفال يعملون ساعات طويلة، تصل في الغالب ......
#كورونا
#تؤجج
#ماركس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695332
الحوار المتمدن
سالم العوكلي - كورونا تؤجج غضب ماركس