احمد جمعة : يسرا البريطانية 11
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لفرط قلقها سارعت بالتوجه نحو قسم الخدمات مباشرة واستلمت جدول الجناح المخصص لها وهو ذات الجناح منذ أسبوع، لم يطرأ أي تغيير عليه علماً بأن ثمة تغير في النزلاء الذين غادر بعضهم وحل آخرون ولعل ذلك يفتح الباب أمام إزالة الروتين من عملها، لم يكن هناك ثمة نزلاء مميزين طوال هذا الوقت باستثناء أحدهم دأب على إلقاء سراويله الداخلية على الأرض وهو ما سبب لها القرف " لا ليس اليوم" قالت في داخلها ذلك وهي تقرأ الجدول ولاحظت ساعة إضافية بعد نوبة عملها، فمنذ يومين أضيفت الساعة وشعرت بأنهم في الإدارة لم ينتبهوا لغيابها طوال هذه المدة وإلا تم استدعاؤها، ولما وضعوا لها الجدول في المكان المخصص، أخفت نفسها في الممر بسرعة باتجاه الجناح وبسرعة دلفت الغرفة 139 وأغلقت الباب، وقبل أن تلقى نظرة على الغرفة، لفت انتباهها على جدول المناوبة، وجود الرقم 146 الغرفة التي أبلغت عنها بالأمس "لست بحاجة للرعب اليوم" ثم واصل صوتها الداخلي الغليان "هل يعقل أنهم لم يبحثوا الأمر ويحققوا في هذه الغرفة المشبوهة التي لم يقتحمها نزيلها منذ أيام؟" هل هم بهذا الاستخفاف الأمني؟" زرعت الغرفة بخطواتها المتوترة مجيئاً وذهاباً لا تدري من أين تبدأ مع حجم التشويش الذي تغرق فيه، فمنذ الصباح الذي بدأ بانتزاعها من باب الفندق وحتى اللحظة تبدو الأمور جميعها مربكة، وعليها الآن أن تنهي نوبتها بلا أخطاء أو إرباكات قد تضاف لغيابها لو تم اكتشافه "ولابد من اكتشافه" سرحت لبرهة ثم واصلت" لا تجذبي السلبية، اعملي والباقي اتركيه للقدر"دون أن تنزلق لصوتها الداخلي رددت بعض الآيات القرآنية لإبعاد التوتر، ثم انخرطت في العمل وبدأت بجمع الأوساخ من الغرفة، بدلت الملاءات ثم اتجهت للحمام وقامت بتنظيفه، استبدلت مواد الاستحمام والفوط وراحت تلقى نظرة على المكان، كان الوقت يهرول ويقارب من الظهيرة فأخذت تسرع الخطى لإنهاء العمل بالغرفة، يدفعها الفضول لتلحق بالغرفة 146 الغامضة لاستكشاف ماذا جرى بعد الإبلاغ عنها بالأمس، كانت بطبيعتها وفي ضوء ما مرت فيه من أحداث، كثيرة الشكوك، وضعت مصيرها على كف عفريت من كل خطوة تخطوها وعند كل منعطف مهما كانت تفاصيله صغيرة وتافهة، تلتزم الحيطة والحذر، أمر كالغرفة 146 تثيرها وتقلقها أكثر من إدارة الفندق ذاتها لأنها تربط مصيرها بمصير التحقيق في الأمر حتى لو كانت المسألة لا تخصها فبمجرد أن تكون في المكان ذاته، فهو يؤدي للتورط فيه، هذا ما جنته من رحلتها الطويلة منذ هروبها من الزبير، تاركة من حولها جنة الله! والبيئة، وذكريات سنتها العاشرة، وغرقها في رحلة التنقيب عن موطئ قدم بعد الزبير، من دون أن تنسى قصص البيوت القديمة التي بنيت من القصب والبردي وجذوع النخيل قبل الآلاف السنين، علقت بذهنها صور الخوف من الملاحقة وطبع ذلك بصماته هنا في لندن، ما دامت لم تقبض بعد الجواز البريطاني، لم يخفف من توجسها صلة القرابة "بالنيادة" الذين ينتمون للجزيرة العربية، فهنا في لندن لا وجود للقبيلة والعشيرة، كل قوتها وثقتها بنفسها تجترها من ديمومة صورة والدها جبار الشريف محفورة في أعماقها، وتعلقها بأحاديثه المتقطعة خلال الفترات القصيرة لدى عودته من الجبهة، استرسلت في صور الماضي وسنحت لها المراجعة، مشاهد الأمس والعودة للدار في الزبير، ظل الشريف يذكرها بمن تكون؟ ولمن تنتسب؟ حررها ذلك من الخوف الدائم الذي تركته بصمات والدتها بعض الشيء، فبينما كرس جبار الشريف على النسب الأصلي العربي المنتمي للسعودية ومنطقة نجد وعبارته الشهيرة" نحن ننتمي للنبي محمد" كانت والدتها تذكرها بالكويت والهروب الدائم والملاحقة المستمرة والتيه في أرض الله الو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690277
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لفرط قلقها سارعت بالتوجه نحو قسم الخدمات مباشرة واستلمت جدول الجناح المخصص لها وهو ذات الجناح منذ أسبوع، لم يطرأ أي تغيير عليه علماً بأن ثمة تغير في النزلاء الذين غادر بعضهم وحل آخرون ولعل ذلك يفتح الباب أمام إزالة الروتين من عملها، لم يكن هناك ثمة نزلاء مميزين طوال هذا الوقت باستثناء أحدهم دأب على إلقاء سراويله الداخلية على الأرض وهو ما سبب لها القرف " لا ليس اليوم" قالت في داخلها ذلك وهي تقرأ الجدول ولاحظت ساعة إضافية بعد نوبة عملها، فمنذ يومين أضيفت الساعة وشعرت بأنهم في الإدارة لم ينتبهوا لغيابها طوال هذه المدة وإلا تم استدعاؤها، ولما وضعوا لها الجدول في المكان المخصص، أخفت نفسها في الممر بسرعة باتجاه الجناح وبسرعة دلفت الغرفة 139 وأغلقت الباب، وقبل أن تلقى نظرة على الغرفة، لفت انتباهها على جدول المناوبة، وجود الرقم 146 الغرفة التي أبلغت عنها بالأمس "لست بحاجة للرعب اليوم" ثم واصل صوتها الداخلي الغليان "هل يعقل أنهم لم يبحثوا الأمر ويحققوا في هذه الغرفة المشبوهة التي لم يقتحمها نزيلها منذ أيام؟" هل هم بهذا الاستخفاف الأمني؟" زرعت الغرفة بخطواتها المتوترة مجيئاً وذهاباً لا تدري من أين تبدأ مع حجم التشويش الذي تغرق فيه، فمنذ الصباح الذي بدأ بانتزاعها من باب الفندق وحتى اللحظة تبدو الأمور جميعها مربكة، وعليها الآن أن تنهي نوبتها بلا أخطاء أو إرباكات قد تضاف لغيابها لو تم اكتشافه "ولابد من اكتشافه" سرحت لبرهة ثم واصلت" لا تجذبي السلبية، اعملي والباقي اتركيه للقدر"دون أن تنزلق لصوتها الداخلي رددت بعض الآيات القرآنية لإبعاد التوتر، ثم انخرطت في العمل وبدأت بجمع الأوساخ من الغرفة، بدلت الملاءات ثم اتجهت للحمام وقامت بتنظيفه، استبدلت مواد الاستحمام والفوط وراحت تلقى نظرة على المكان، كان الوقت يهرول ويقارب من الظهيرة فأخذت تسرع الخطى لإنهاء العمل بالغرفة، يدفعها الفضول لتلحق بالغرفة 146 الغامضة لاستكشاف ماذا جرى بعد الإبلاغ عنها بالأمس، كانت بطبيعتها وفي ضوء ما مرت فيه من أحداث، كثيرة الشكوك، وضعت مصيرها على كف عفريت من كل خطوة تخطوها وعند كل منعطف مهما كانت تفاصيله صغيرة وتافهة، تلتزم الحيطة والحذر، أمر كالغرفة 146 تثيرها وتقلقها أكثر من إدارة الفندق ذاتها لأنها تربط مصيرها بمصير التحقيق في الأمر حتى لو كانت المسألة لا تخصها فبمجرد أن تكون في المكان ذاته، فهو يؤدي للتورط فيه، هذا ما جنته من رحلتها الطويلة منذ هروبها من الزبير، تاركة من حولها جنة الله! والبيئة، وذكريات سنتها العاشرة، وغرقها في رحلة التنقيب عن موطئ قدم بعد الزبير، من دون أن تنسى قصص البيوت القديمة التي بنيت من القصب والبردي وجذوع النخيل قبل الآلاف السنين، علقت بذهنها صور الخوف من الملاحقة وطبع ذلك بصماته هنا في لندن، ما دامت لم تقبض بعد الجواز البريطاني، لم يخفف من توجسها صلة القرابة "بالنيادة" الذين ينتمون للجزيرة العربية، فهنا في لندن لا وجود للقبيلة والعشيرة، كل قوتها وثقتها بنفسها تجترها من ديمومة صورة والدها جبار الشريف محفورة في أعماقها، وتعلقها بأحاديثه المتقطعة خلال الفترات القصيرة لدى عودته من الجبهة، استرسلت في صور الماضي وسنحت لها المراجعة، مشاهد الأمس والعودة للدار في الزبير، ظل الشريف يذكرها بمن تكون؟ ولمن تنتسب؟ حررها ذلك من الخوف الدائم الذي تركته بصمات والدتها بعض الشيء، فبينما كرس جبار الشريف على النسب الأصلي العربي المنتمي للسعودية ومنطقة نجد وعبارته الشهيرة" نحن ننتمي للنبي محمد" كانت والدتها تذكرها بالكويت والهروب الدائم والملاحقة المستمرة والتيه في أرض الله الو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690277
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (11)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 12
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حل المساء وقد قضت طوال اليوم تجول في شوارع لندن "داون تاون" تحتفل بمغادرتها السياج الفوضوي لتستقر في كنف هدوء "كينغستون" تعبت من المشي والتطلع في المجمعات وقطع الشوارع سيراً كأنها المرة الأولى لها في المدينة الصاخبة، تنظر في الوجوه من أنحاء العالم، هذه الوجوه لا تصادفها في "كينغستون" فالملامح هناك إنكليزية بحته، عبرت باتجاه بيغ بن ثم انحرفت باتجاه الهايد بارك بعدها مرت على مقهى وتناولت شطيرة لحم مع القهوة ثم عاودت المشي من جديد، راحت تراقب الحركة في الشارع تأملت ساعتها وفجأة انتبهت للوقت، فأسرت بالدخول لأقرب محطة للبيع واشترت زجاجة نبيذ أحمر، توقفت عند صالة التزلج على الجدران، صورت بتلفونها بعض المواقف وكأنها سائحة عربية تسجل ذكرياتها قبل أن تغادر لندن، بعدها قطعت طريق العودة بالقطار عند الغروب بحلول الساعة السابعة وبضع دقائق، ومع تحسن الطقس في المساء إلا أنها شعرت بأنها ليست وحيدة في بريطانيا. رن هاتفها فيما كانت تستعد للخروج من المدينة، الساعة أشارت حينها للثامنة ودقيقتين، من النادر أن يأتيها اتصال لأيام وقد أثارها صوت الهاتف في تلك الساعة، حملت الجهاز وللوهلة الأولى لم تتعرف على المتصل إلى أن جاءها صوت ستيف الذي يعمل مع مايك الباكستاني يطلعها على موعدها مع لجنة الجنسية، ثم سألها، متى يأتي ليأخذها مقترحاً عليها الساعة السادسة صباح اليوم التالي، اختلطت فرحتها بالخبر مع انشراحها لصوت الشاب الذي سبق والتقت به لدى زيارتها لمنزل مايك في "جيسنتين" لم يخامرها شك هذه المرة في موضوع الجنسية لعلمها بأن الباكستاني المحتال وراء التخطيط، لكن فاجأها أنه لم تكن سارة المتصلة التي سبق وأخذتها للمحامية نهى الزيني "هل تعمد ستيف الاتصال، لقد كان ينظر إلى بشيء من الاهتمام؟" حملت بداخلها بعض المشاعر السطحية من اللقاء الأول، لمحت في سماته هدوء ينم عن ثقة بالنفس كما إنه في غاية الوسامة لكنها صرفت النظر عن التعمق في الشعور، تنهدت مع رعشة في وجنتها واكتفت بحبس أفكارها في مسألة الجنسية وما سيتم بشأنها غداً.انتهى اليوم التالي بما لم تكن تتوقع، وبعد أقل من أسبوع رن هاتفها وأبلغتها سارة بأنه تمت إجراءات الإقامة الدائمة، كانت نبرتها عادية وخالية من أي حماس كما لو أنها تبلغها عن نبأ تافه لا علاقة له بمصيرها، بدا صوتها كصوت أي امرأة إنكليزية من سلالة نساء يشبهن مارغريت ثاتشر، هكذا كانت تتخيلها يسرا في كل مرة تتعاط معها ولكنها لم تتصور أن تنقل لها الخبر المنتظر منذ الأزل بهذا البرود السقيم. " انتهت ملحمة البحث عن جنسية". قالتها المرأة الفولاذية كما تسميها يسرا في داخلها وتركتها وسط دموع طويلة وساخنة تنهمر لأول مرة فرحاً وليس حزناً كما دأبت خلال سنوات العمر المريرة، الاحتفال شمل الجميع، مايك ونهى الزيني وستيف وسارة وبالطبع هي، إذ حجز ستيف بأمر من مايك مطعماً هندياً يقع بشارع برايتون في "كينغستون" ودعا له زمرة من أصدقائه ومريديه، لم يكن الحفل ليسرا وحدها بالتأكيد، فقد اعتاد مايك أن يخلط المناسبات بعضها ببعض ويستغل المناسبة الواحدة ليجعها فرصة لتمرير أعماله من خلال عشاء يشمل الأحاديث والصفقات والأسرار وحتى التواعد بين بعض الوجوه التي تحيط به أو يستدرجها للمرح والعربدة، شعرت بأن هذا الأسبوع لابد أن يسجل في التاريخ، كان عبارة عن أوقات تفجر فيها بركان إعصار السنين كلها في شكل أمنيات بدأت تتحقق على غير المتوقع، تتالت الوقائع كأنها حلم لا تريد تصديقه، وبذات الوقت رغبت أن تغمض عينيها ولا تفتحهما للأبد حتى لا تصحو وترى الأمر سراباً في سراب " لكنه لم يكن سراب بل هو ثمن الر ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690630
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حل المساء وقد قضت طوال اليوم تجول في شوارع لندن "داون تاون" تحتفل بمغادرتها السياج الفوضوي لتستقر في كنف هدوء "كينغستون" تعبت من المشي والتطلع في المجمعات وقطع الشوارع سيراً كأنها المرة الأولى لها في المدينة الصاخبة، تنظر في الوجوه من أنحاء العالم، هذه الوجوه لا تصادفها في "كينغستون" فالملامح هناك إنكليزية بحته، عبرت باتجاه بيغ بن ثم انحرفت باتجاه الهايد بارك بعدها مرت على مقهى وتناولت شطيرة لحم مع القهوة ثم عاودت المشي من جديد، راحت تراقب الحركة في الشارع تأملت ساعتها وفجأة انتبهت للوقت، فأسرت بالدخول لأقرب محطة للبيع واشترت زجاجة نبيذ أحمر، توقفت عند صالة التزلج على الجدران، صورت بتلفونها بعض المواقف وكأنها سائحة عربية تسجل ذكرياتها قبل أن تغادر لندن، بعدها قطعت طريق العودة بالقطار عند الغروب بحلول الساعة السابعة وبضع دقائق، ومع تحسن الطقس في المساء إلا أنها شعرت بأنها ليست وحيدة في بريطانيا. رن هاتفها فيما كانت تستعد للخروج من المدينة، الساعة أشارت حينها للثامنة ودقيقتين، من النادر أن يأتيها اتصال لأيام وقد أثارها صوت الهاتف في تلك الساعة، حملت الجهاز وللوهلة الأولى لم تتعرف على المتصل إلى أن جاءها صوت ستيف الذي يعمل مع مايك الباكستاني يطلعها على موعدها مع لجنة الجنسية، ثم سألها، متى يأتي ليأخذها مقترحاً عليها الساعة السادسة صباح اليوم التالي، اختلطت فرحتها بالخبر مع انشراحها لصوت الشاب الذي سبق والتقت به لدى زيارتها لمنزل مايك في "جيسنتين" لم يخامرها شك هذه المرة في موضوع الجنسية لعلمها بأن الباكستاني المحتال وراء التخطيط، لكن فاجأها أنه لم تكن سارة المتصلة التي سبق وأخذتها للمحامية نهى الزيني "هل تعمد ستيف الاتصال، لقد كان ينظر إلى بشيء من الاهتمام؟" حملت بداخلها بعض المشاعر السطحية من اللقاء الأول، لمحت في سماته هدوء ينم عن ثقة بالنفس كما إنه في غاية الوسامة لكنها صرفت النظر عن التعمق في الشعور، تنهدت مع رعشة في وجنتها واكتفت بحبس أفكارها في مسألة الجنسية وما سيتم بشأنها غداً.انتهى اليوم التالي بما لم تكن تتوقع، وبعد أقل من أسبوع رن هاتفها وأبلغتها سارة بأنه تمت إجراءات الإقامة الدائمة، كانت نبرتها عادية وخالية من أي حماس كما لو أنها تبلغها عن نبأ تافه لا علاقة له بمصيرها، بدا صوتها كصوت أي امرأة إنكليزية من سلالة نساء يشبهن مارغريت ثاتشر، هكذا كانت تتخيلها يسرا في كل مرة تتعاط معها ولكنها لم تتصور أن تنقل لها الخبر المنتظر منذ الأزل بهذا البرود السقيم. " انتهت ملحمة البحث عن جنسية". قالتها المرأة الفولاذية كما تسميها يسرا في داخلها وتركتها وسط دموع طويلة وساخنة تنهمر لأول مرة فرحاً وليس حزناً كما دأبت خلال سنوات العمر المريرة، الاحتفال شمل الجميع، مايك ونهى الزيني وستيف وسارة وبالطبع هي، إذ حجز ستيف بأمر من مايك مطعماً هندياً يقع بشارع برايتون في "كينغستون" ودعا له زمرة من أصدقائه ومريديه، لم يكن الحفل ليسرا وحدها بالتأكيد، فقد اعتاد مايك أن يخلط المناسبات بعضها ببعض ويستغل المناسبة الواحدة ليجعها فرصة لتمرير أعماله من خلال عشاء يشمل الأحاديث والصفقات والأسرار وحتى التواعد بين بعض الوجوه التي تحيط به أو يستدرجها للمرح والعربدة، شعرت بأن هذا الأسبوع لابد أن يسجل في التاريخ، كان عبارة عن أوقات تفجر فيها بركان إعصار السنين كلها في شكل أمنيات بدأت تتحقق على غير المتوقع، تتالت الوقائع كأنها حلم لا تريد تصديقه، وبذات الوقت رغبت أن تغمض عينيها ولا تفتحهما للأبد حتى لا تصحو وترى الأمر سراباً في سراب " لكنه لم يكن سراب بل هو ثمن الر ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690630
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (12)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 13
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ولادتي كانت وسط مناخ تشع منه رائحة النفط ودخان سعف النخيل المحروق، يتعمد الفلاحون في بساتين البصرة حرقها لينبعث منها الدخان الرصاصي، متعمدين ذلك لقتل الحشرات الضارة التي تفسد الشجر، ما زالت محفورة في ذكرياتي ولا أنساها، ولا أعرف ما ذكرني بها الليلة"كانت مستلقية على الفراش لا ترتدي سوى قطعتي ملابس داخلية، حمالة الصدر والسروال الأزرق الفاتح الضيق، فيما كان مايك الباكستاني مستلقياً على ظهره وتفصل بينهما الوسادة الحريرية المزخرفة برسوم قطع الفستق بألوان فاقعة، كان يستمع إليها وهو يتأمل السقف وما أن انتهت من جملتها حتى التفت إليها قائلاً وما زال مهتماً بالتفاصيل."ما مناسبة تذكرك هذه الصورة الليلة؟"ضحك ثم استرسل بنبرة تسعى للتفصيل." ذهبتِ بعيداً في الزمن كأنك تهربين من الحاضر"كانا بالغرفة المطلة على فناء المنزل، برزت بعض الأشجار تتدلى من وراء النافذة الواسعة، بقربها السرير الخشبي المطلي بالوارنيس والمصنوع كما يبدو من خشب الورد يحتويهما وظهر لون الغرفة مائل للأزرق السماوي والسجاد من القطع الفارسي المنسوج يدوياً، علقت لوحتان على كلا الجدارين المتقابلين، إحداهما لفتاة ريفية من الريف الأوروبي وبدت أصلية وباهظة الثمن ودلت على ذوق راقٍ صعقت منه وهي تتأمل اللوحة وتستعيد فكرتها عن شخصية الرجل الذي ظنت أنه غجرياً ومنعدم المشاعر والذوق، اللوحة الثانية كانت لجرة تقليدية تضمنتها نقوش برتقالية اللون على الجانبين فيما توسطها شرخ عند الأعلى انبثقت منه زهرة اللوتس باللون الأحمر القاني القريب من لون الورد المحمدي السلطاني، وأسفل الجرة برزت بضع بتلات ورود حمراء صغيرة، سرحت في اللوحة وتنقلت عينيها بين كأس النبيذ الأحمر المركون على طرف الطاولة المحاذية لطرف السرير من جهتها، وبين زهرة اللوتس على رسم الجرة في اللوحة المعلقة على الجدار، تنفست ببطء ونظرات نحو مايك قائلة." من أين اقتنيت هذه اللوحة، أشعر بأنها تشبهني، مشروخة وجميلة، أعني الجرة"" أنت كذلك جميلة، لكن لا فكرة لدي عن الشرخ"قالها وامتدت يده وأمسكت بيدها وضغط عليها برفق، كان هادئاً وبارداً ولا توحي ملامحه عن رغبة في مطارحتها من جديد، أحست فيه يبدي بعض التودد لمجرد أنه انتهى منها للتو ولا يريد أن يلوذ بالفرار، حفرت السنوات المنصرمة أخاديد من الشكوك والهواجس، كل شيء حولها وكل حركة وكل علاقة، خاضعة للتحليل الصارم الذي ينتهي بالشكوك " لن أعرف الحقيقة أبدأً"فوجئت به ينهض من السرير ملتفاً في الملاءة من ذات القماش المزخرف للوسادة، اتجه نحو الحائط ونزع لوحة الجرة برفق من على الجدار ووضعها على الكنبة المحاذية للسرير، عاد للسرير واستلقى قائلاً من دون أن يشعرها بقيمة اللوحة مستخدماً نبرة ساكنة." تستحقينها ما دامت تشبهك"كان رد فعلها الأولي الصمت المطبق، إلى أن استوعبت العبارة فاعتدلت في وضعها على السرير وردت بشيء من الاستحياء والرفض." لا يمكنني قبولها فاللوحة ثمينة بالإضافة إلى أنك تقتنيها" كانت الصدمة مباغته لها ونسفت كل أفكارها عنه وعدم رغبته فيها " لو لم أسعده ما أهداني لوحته الثمينة" أدركت لحظتها رغبتها فيه هذه المرة، فقد مارست المضاجعة معه من دون رغبة ولم تصل لنشوة أو حتى لذة عابرة رغم أنها أشعرته باستمتاعها، كان جسدها أشبه بكتلة لحم وضعت في البراد لسنوات طويلة فتجمدت الخلايا فيها وجفت المشاعر والأحاسيس من أي تذوق للاحتكاك بأجساد أخرى، لم تمر في حياتها منذ غادرت الطفولة مروراً بالمراهقة برغبة أو حتى مجرد شهوة لجسد رجل وكادت تشك في غريزتها حتى تجاه جنسها، كانت الأحداث وال ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690973
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ولادتي كانت وسط مناخ تشع منه رائحة النفط ودخان سعف النخيل المحروق، يتعمد الفلاحون في بساتين البصرة حرقها لينبعث منها الدخان الرصاصي، متعمدين ذلك لقتل الحشرات الضارة التي تفسد الشجر، ما زالت محفورة في ذكرياتي ولا أنساها، ولا أعرف ما ذكرني بها الليلة"كانت مستلقية على الفراش لا ترتدي سوى قطعتي ملابس داخلية، حمالة الصدر والسروال الأزرق الفاتح الضيق، فيما كان مايك الباكستاني مستلقياً على ظهره وتفصل بينهما الوسادة الحريرية المزخرفة برسوم قطع الفستق بألوان فاقعة، كان يستمع إليها وهو يتأمل السقف وما أن انتهت من جملتها حتى التفت إليها قائلاً وما زال مهتماً بالتفاصيل."ما مناسبة تذكرك هذه الصورة الليلة؟"ضحك ثم استرسل بنبرة تسعى للتفصيل." ذهبتِ بعيداً في الزمن كأنك تهربين من الحاضر"كانا بالغرفة المطلة على فناء المنزل، برزت بعض الأشجار تتدلى من وراء النافذة الواسعة، بقربها السرير الخشبي المطلي بالوارنيس والمصنوع كما يبدو من خشب الورد يحتويهما وظهر لون الغرفة مائل للأزرق السماوي والسجاد من القطع الفارسي المنسوج يدوياً، علقت لوحتان على كلا الجدارين المتقابلين، إحداهما لفتاة ريفية من الريف الأوروبي وبدت أصلية وباهظة الثمن ودلت على ذوق راقٍ صعقت منه وهي تتأمل اللوحة وتستعيد فكرتها عن شخصية الرجل الذي ظنت أنه غجرياً ومنعدم المشاعر والذوق، اللوحة الثانية كانت لجرة تقليدية تضمنتها نقوش برتقالية اللون على الجانبين فيما توسطها شرخ عند الأعلى انبثقت منه زهرة اللوتس باللون الأحمر القاني القريب من لون الورد المحمدي السلطاني، وأسفل الجرة برزت بضع بتلات ورود حمراء صغيرة، سرحت في اللوحة وتنقلت عينيها بين كأس النبيذ الأحمر المركون على طرف الطاولة المحاذية لطرف السرير من جهتها، وبين زهرة اللوتس على رسم الجرة في اللوحة المعلقة على الجدار، تنفست ببطء ونظرات نحو مايك قائلة." من أين اقتنيت هذه اللوحة، أشعر بأنها تشبهني، مشروخة وجميلة، أعني الجرة"" أنت كذلك جميلة، لكن لا فكرة لدي عن الشرخ"قالها وامتدت يده وأمسكت بيدها وضغط عليها برفق، كان هادئاً وبارداً ولا توحي ملامحه عن رغبة في مطارحتها من جديد، أحست فيه يبدي بعض التودد لمجرد أنه انتهى منها للتو ولا يريد أن يلوذ بالفرار، حفرت السنوات المنصرمة أخاديد من الشكوك والهواجس، كل شيء حولها وكل حركة وكل علاقة، خاضعة للتحليل الصارم الذي ينتهي بالشكوك " لن أعرف الحقيقة أبدأً"فوجئت به ينهض من السرير ملتفاً في الملاءة من ذات القماش المزخرف للوسادة، اتجه نحو الحائط ونزع لوحة الجرة برفق من على الجدار ووضعها على الكنبة المحاذية للسرير، عاد للسرير واستلقى قائلاً من دون أن يشعرها بقيمة اللوحة مستخدماً نبرة ساكنة." تستحقينها ما دامت تشبهك"كان رد فعلها الأولي الصمت المطبق، إلى أن استوعبت العبارة فاعتدلت في وضعها على السرير وردت بشيء من الاستحياء والرفض." لا يمكنني قبولها فاللوحة ثمينة بالإضافة إلى أنك تقتنيها" كانت الصدمة مباغته لها ونسفت كل أفكارها عنه وعدم رغبته فيها " لو لم أسعده ما أهداني لوحته الثمينة" أدركت لحظتها رغبتها فيه هذه المرة، فقد مارست المضاجعة معه من دون رغبة ولم تصل لنشوة أو حتى لذة عابرة رغم أنها أشعرته باستمتاعها، كان جسدها أشبه بكتلة لحم وضعت في البراد لسنوات طويلة فتجمدت الخلايا فيها وجفت المشاعر والأحاسيس من أي تذوق للاحتكاك بأجساد أخرى، لم تمر في حياتها منذ غادرت الطفولة مروراً بالمراهقة برغبة أو حتى مجرد شهوة لجسد رجل وكادت تشك في غريزتها حتى تجاه جنسها، كانت الأحداث وال ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690973
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (13)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 14
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة يسرا القرمزي ( 1 )ولادته انبثقت من صيف قيض له أن يكون أشبه بيوم القيامة، امتلأت السماء بالغيوم السوداء وغطت الأرض رطوبة نزقة اختلطت فيها الروائح الكريهة للأجساد المحشورة في رقعة ضيقة من الأرض بمحاذاة الحدود الباكستانية الهندية، كانت ولادته تحت اسم "سميع الله الرحمن" لُف في أوراق بلاستيك لمنع لسعات الحشرات من تلويث جسده الطري حتى تتم مغادرة المنطقة الحدودية المشبعة بالدخان ورذاذ الغازات المنبعثة من المخازن والمصانع الرثة الموجودة في منازل بعض الأسر التي تعمل في المواد الأولية البدائية، كدبغ الجلود والصباغة وتجفيف روث الحيوانات لصنع السماد الزراعي."ماذا حدث لسميع حتى ينقلب لمايك؟"عندما سألته يسرا ذلك في إحدى المرات التي صادف وفضفض لها عن طفولته، أجابها باقتضاب كعادته حين لا يريد التوغل في حديث ما لا يرغبه."الخوف من البقاء في ذات المكان، ورغبة في الإفلات من المجهول"شعرت حينها أنه يتكلم عنها، ردت عليه وقد انبثق الماضي، الموغل في الرمادية المزحوم بالصور والمشاهد التي تذكرها بأن العالم ينهار من حولها."كأنك عشت في الزبير أيام القصف الأمريكي المجنون"ذكرته عبارتها بليالٍ طويلة متكررة، حالكة السواد والعتمة، كانت تشتعل فيها الحرائق في أماكن مختلفة قريبة منهم وما زال طعم الطفولة يتذوقه من خلالها، تعج الأجواء بطلقات الرصاص، وضجيج المطاردات التي لا تُعرف لها أسباب، صراخ الأطفال من حوله لا يفزعه كما الأطفال الآخرين، يكتفي بالتكور في الفراش العتيق الذي تعيث فيه البراغيث والحشرات، فيصحو بالنهار ليجد جسده ملطخاً ببقع الدماء. "كنت طريداً بالليل ومطارداً بالنهار، أطارد الكلاب الصغيرة الهائمة على وجوهها""ولماذا تطارد الكلاب؟"تسبر غوره بالأسئلة لتصل إلى مضمون الرجل الذي كانت في البداية تكن له الكراهية وحتى الاشمئزاز، تبحث عن خلفيته بالتنقيب في ماضيه وكانت الأسئلة التي تطرحها عليه من وقت لآخر المغزى منها الوصول إلى أعماقه الدفينة، كانت مولعة بالتنقيب في دهاليز حياته الغامضة وكلما أتيحت لها الفرصة للسؤال والتقصي تجري وراءه من دون أن يشعر أو يتململ، فقد كانت من الذكاء بأن تختار اللحظات الحميمة التي ينساب فيها الحديث بينهما بدون تكلف."كنت أحب الكلاب وأشعر بأني أسيطر على الكون من خلالها"تعلم حمل السلاح وهو في سن الثانية عشرة عندما جمع أحد شيوخ القرية مجموعة من الأطفال كعادة شيوخ المناطق الحدودية حينما يحشدون المسلحين على هيئة ميلشيات يدافعون بها عن مصالحهم الصغيرة، وحالما تنمو تلك المجموعات المسلحة، ينظم بعضها للتنظيمات السياسية الدينية المسلحة كالقاعدة والأحزاب الباكستانية والأفغانية، وبعضها ينضوي تحت مظلة تجار المخدرات والتهريب، كانت طفولته متوحشة تميل للانتقام من الغرباء، غادر مرحلة الشعور بالرغبة في مطاردة الكلاب لمطاردة البشر في سن الثالثة عشرة، شعر بأنه رجلاً مكتمل الرجولة ويتفوق على بقية الأطفال من خلال سلاح البندقية الآلية التي كان يحملها على كتفه ويجني من خلالها بضعة روبيات سرعان ما يصرفها على الحشيشة والسجائر، لم يتعرف على المشروبات الكحولية إلا وهو بسن التاسعة عشرة بالرغم من قيامه مرات عدة بتمرير وتهريب صناديق الويسكي التي كانت تأتي عبر الحدود الهندية والأفغانية، مازال يذكر الأيام التي احتجز فيها لدى "الملا محبس الله عفير" الذي اعتبره رهينة لديه حتى يتسلم شخصاً آخر كانت تحتجزه مجموعة أفغانية متاجرة بالحشيش، واستغرب من هذا الاحتجاز لأنه لم يكن ينتمي لتلك المجموعة التي كان يطالب بها الملا عفير وحين طالت ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691600
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة يسرا القرمزي ( 1 )ولادته انبثقت من صيف قيض له أن يكون أشبه بيوم القيامة، امتلأت السماء بالغيوم السوداء وغطت الأرض رطوبة نزقة اختلطت فيها الروائح الكريهة للأجساد المحشورة في رقعة ضيقة من الأرض بمحاذاة الحدود الباكستانية الهندية، كانت ولادته تحت اسم "سميع الله الرحمن" لُف في أوراق بلاستيك لمنع لسعات الحشرات من تلويث جسده الطري حتى تتم مغادرة المنطقة الحدودية المشبعة بالدخان ورذاذ الغازات المنبعثة من المخازن والمصانع الرثة الموجودة في منازل بعض الأسر التي تعمل في المواد الأولية البدائية، كدبغ الجلود والصباغة وتجفيف روث الحيوانات لصنع السماد الزراعي."ماذا حدث لسميع حتى ينقلب لمايك؟"عندما سألته يسرا ذلك في إحدى المرات التي صادف وفضفض لها عن طفولته، أجابها باقتضاب كعادته حين لا يريد التوغل في حديث ما لا يرغبه."الخوف من البقاء في ذات المكان، ورغبة في الإفلات من المجهول"شعرت حينها أنه يتكلم عنها، ردت عليه وقد انبثق الماضي، الموغل في الرمادية المزحوم بالصور والمشاهد التي تذكرها بأن العالم ينهار من حولها."كأنك عشت في الزبير أيام القصف الأمريكي المجنون"ذكرته عبارتها بليالٍ طويلة متكررة، حالكة السواد والعتمة، كانت تشتعل فيها الحرائق في أماكن مختلفة قريبة منهم وما زال طعم الطفولة يتذوقه من خلالها، تعج الأجواء بطلقات الرصاص، وضجيج المطاردات التي لا تُعرف لها أسباب، صراخ الأطفال من حوله لا يفزعه كما الأطفال الآخرين، يكتفي بالتكور في الفراش العتيق الذي تعيث فيه البراغيث والحشرات، فيصحو بالنهار ليجد جسده ملطخاً ببقع الدماء. "كنت طريداً بالليل ومطارداً بالنهار، أطارد الكلاب الصغيرة الهائمة على وجوهها""ولماذا تطارد الكلاب؟"تسبر غوره بالأسئلة لتصل إلى مضمون الرجل الذي كانت في البداية تكن له الكراهية وحتى الاشمئزاز، تبحث عن خلفيته بالتنقيب في ماضيه وكانت الأسئلة التي تطرحها عليه من وقت لآخر المغزى منها الوصول إلى أعماقه الدفينة، كانت مولعة بالتنقيب في دهاليز حياته الغامضة وكلما أتيحت لها الفرصة للسؤال والتقصي تجري وراءه من دون أن يشعر أو يتململ، فقد كانت من الذكاء بأن تختار اللحظات الحميمة التي ينساب فيها الحديث بينهما بدون تكلف."كنت أحب الكلاب وأشعر بأني أسيطر على الكون من خلالها"تعلم حمل السلاح وهو في سن الثانية عشرة عندما جمع أحد شيوخ القرية مجموعة من الأطفال كعادة شيوخ المناطق الحدودية حينما يحشدون المسلحين على هيئة ميلشيات يدافعون بها عن مصالحهم الصغيرة، وحالما تنمو تلك المجموعات المسلحة، ينظم بعضها للتنظيمات السياسية الدينية المسلحة كالقاعدة والأحزاب الباكستانية والأفغانية، وبعضها ينضوي تحت مظلة تجار المخدرات والتهريب، كانت طفولته متوحشة تميل للانتقام من الغرباء، غادر مرحلة الشعور بالرغبة في مطاردة الكلاب لمطاردة البشر في سن الثالثة عشرة، شعر بأنه رجلاً مكتمل الرجولة ويتفوق على بقية الأطفال من خلال سلاح البندقية الآلية التي كان يحملها على كتفه ويجني من خلالها بضعة روبيات سرعان ما يصرفها على الحشيشة والسجائر، لم يتعرف على المشروبات الكحولية إلا وهو بسن التاسعة عشرة بالرغم من قيامه مرات عدة بتمرير وتهريب صناديق الويسكي التي كانت تأتي عبر الحدود الهندية والأفغانية، مازال يذكر الأيام التي احتجز فيها لدى "الملا محبس الله عفير" الذي اعتبره رهينة لديه حتى يتسلم شخصاً آخر كانت تحتجزه مجموعة أفغانية متاجرة بالحشيش، واستغرب من هذا الاحتجاز لأنه لم يكن ينتمي لتلك المجموعة التي كان يطالب بها الملا عفير وحين طالت ا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691600
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (14)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 15
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة رمقها بنظرة وهو يعد لها السيجارة باحثاً عن كلمات يرد بها على تساؤلها حول شخصية سعاد البشراوي، لمحت في عينيه بريقاً خافتاً يوحي بغموض مستور، استبق الإجابة بسيجارة حشيشة أشعلها لها وقدمها تعلو ثغره ابتسامه ماكرة على عادته عندما ينوى المناورة، كانت المرة الثالثة خلال هذا الأسبوع تتعاط فيها الحشيشة، ترددت في المرة الأولى ولكنها انخرطت فيها في المرة الثانية وتقبلتها أخيراً." استفيدي من المرأة"خُيل لها بأنه يعرفها، تحسست من طرح الأسئلة، اطمأنت إلى أنها غير متورطة في شيء وتقبلت رده ببرود ما دفعه لاستئناف الحديث حولها قائلاً وهو يرمقها تنفذ دخان الحشيشة." ربما كانت تراقبك من فترة"" هذا ما بدا لي، بل أشعر أنها تلاحقني"مالت عليه وعضت طرف إذنه اليمنى، سحب بقية الحشيشة من يدها ووضعها في المطفأة ومال عليها وهما فوق الكنبة، قبلها ونهض متجهاً نحو الحمام بعد أن خفف إضاءة الغرفة وقال وهو يدخل الحمام من دون أن يغلق بابه." غيري من حياتك بسرعة"كانت تشعر بدوار في رأسها يصاحبه شعور بالاسترخاء ورغبة تجتاح جسدها أشبه ما تكون بفورة شبق، لكنها تماسكت في الإفصاح عنها واكتفت بالتظاهر بالتثاؤب عند خروجه من الحمام." يثيرني جسدها"سألها متجاهلاً ما عنته."ماذا؟"" سعاد البشروي"انفجر ضاحكاً وقد وقف في مكانه بالقرب من الباب المؤدي لخارج الغرفة ثم توجه نحوها وأمسك بيدها وتطلع في وجهها."لا تذكري ذلك مرة أخرى وإلا شككت فيك"خلال الأيام التالية، اختفت البشراوي من الفندق، ولكنها فاجأتها ذات مساء وهي تتسوق "بماركس سبنسر" سوبرماركت، تقف خلفها والابتسامة الماكرة تعلو ثغرها، نظرت في عينيها مباشرة، لم تكن تتسوق بل صدمتها قائلة."تبعتك هنا حتى نكون بعيدين عن العيون، قبل ساعة كنتِ تتسوقين في "كلارنس ستريت" ما رأيك الليلة نتناول العشاء معاً ونتعرف على بعضنا؟"" ماذا عنت بعيدين عن العيون؟ كانت تلاحقني من كلارنس ستريت" لم تعد قلقة منها كما في السابق، لم تشعر بالخوف من سلوكها، بل شعرت بأن ثمة خيط يربط بينها وبين مايك الذي هو بدوره غريب الأطوار، يقينها بأن الرجل يحميها من أي زلة نفض عنها القلق، كانت تتوق للتعرف على خبايا المرأة السعودية ذات المظهر الأوروبي لتسبر غورها وتقتحم عالمها الذي يبدو مزيجاً من النفوذ والثراء والغموض، كانت قد قررت منذ سلمت أمرها للباكستاني بأنها غادرت جحر الخوف والعزلة وخاضت مغامرة التعرف على العالم الخلفي للثراء والنفوذ، الذين من وجهة نظرها يمثلان صمامي الأمان في هذا الكون "سأنفذ لما وراء المظهر وأغوص في قاع العالم السري الذي كنت أراه من الخارج مظلماً ولكنه من الداخل فردوساً" "لم لا، لكني أعمل طوال الوقت"قالت ذلك دون توجس وبصورة من تبدو غير مكترثة باللقاء، لا تريد أن تبدو صغيرة أمامها، فمنذ أن انزلقت في عالم مايك لم تر في نفسها أصغر من الآخرين "كفاني سنين المرارة والذل" "أي يوم إجازتك من العمل؟"سألتها كما لو هناك خطة مفصلة للقائها، كانت تبدو في إيجازها الحديث أنها في عجلة من أمرها، حتى ابتساماتها المتكررة مع الكلام تبدو سريعة الإيقاع، أطلعتها يسرا بأنها ما بعد الغد وتصادف السبت، أعطتها ورقة بها رقم هاتفها النقال وقالت وهي تهم بالانفصال عنها." انتظري الساعة العاشرة مساءً باللوبي في الفندق"تساءلت في سرها "لماذا هذا الوقت المتأخر" تنفست وهي تلتفت حولها، رأت الوجوه من حولها في السوبرماركت ورسمت لنفسها شكلاً تخيلته باعتبارها مواطنة بريطانية، لم تستلم الجواز بعد ولكنها حصلت على وثيقة الإصدار التي ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692131
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة رمقها بنظرة وهو يعد لها السيجارة باحثاً عن كلمات يرد بها على تساؤلها حول شخصية سعاد البشراوي، لمحت في عينيه بريقاً خافتاً يوحي بغموض مستور، استبق الإجابة بسيجارة حشيشة أشعلها لها وقدمها تعلو ثغره ابتسامه ماكرة على عادته عندما ينوى المناورة، كانت المرة الثالثة خلال هذا الأسبوع تتعاط فيها الحشيشة، ترددت في المرة الأولى ولكنها انخرطت فيها في المرة الثانية وتقبلتها أخيراً." استفيدي من المرأة"خُيل لها بأنه يعرفها، تحسست من طرح الأسئلة، اطمأنت إلى أنها غير متورطة في شيء وتقبلت رده ببرود ما دفعه لاستئناف الحديث حولها قائلاً وهو يرمقها تنفذ دخان الحشيشة." ربما كانت تراقبك من فترة"" هذا ما بدا لي، بل أشعر أنها تلاحقني"مالت عليه وعضت طرف إذنه اليمنى، سحب بقية الحشيشة من يدها ووضعها في المطفأة ومال عليها وهما فوق الكنبة، قبلها ونهض متجهاً نحو الحمام بعد أن خفف إضاءة الغرفة وقال وهو يدخل الحمام من دون أن يغلق بابه." غيري من حياتك بسرعة"كانت تشعر بدوار في رأسها يصاحبه شعور بالاسترخاء ورغبة تجتاح جسدها أشبه ما تكون بفورة شبق، لكنها تماسكت في الإفصاح عنها واكتفت بالتظاهر بالتثاؤب عند خروجه من الحمام." يثيرني جسدها"سألها متجاهلاً ما عنته."ماذا؟"" سعاد البشروي"انفجر ضاحكاً وقد وقف في مكانه بالقرب من الباب المؤدي لخارج الغرفة ثم توجه نحوها وأمسك بيدها وتطلع في وجهها."لا تذكري ذلك مرة أخرى وإلا شككت فيك"خلال الأيام التالية، اختفت البشراوي من الفندق، ولكنها فاجأتها ذات مساء وهي تتسوق "بماركس سبنسر" سوبرماركت، تقف خلفها والابتسامة الماكرة تعلو ثغرها، نظرت في عينيها مباشرة، لم تكن تتسوق بل صدمتها قائلة."تبعتك هنا حتى نكون بعيدين عن العيون، قبل ساعة كنتِ تتسوقين في "كلارنس ستريت" ما رأيك الليلة نتناول العشاء معاً ونتعرف على بعضنا؟"" ماذا عنت بعيدين عن العيون؟ كانت تلاحقني من كلارنس ستريت" لم تعد قلقة منها كما في السابق، لم تشعر بالخوف من سلوكها، بل شعرت بأن ثمة خيط يربط بينها وبين مايك الذي هو بدوره غريب الأطوار، يقينها بأن الرجل يحميها من أي زلة نفض عنها القلق، كانت تتوق للتعرف على خبايا المرأة السعودية ذات المظهر الأوروبي لتسبر غورها وتقتحم عالمها الذي يبدو مزيجاً من النفوذ والثراء والغموض، كانت قد قررت منذ سلمت أمرها للباكستاني بأنها غادرت جحر الخوف والعزلة وخاضت مغامرة التعرف على العالم الخلفي للثراء والنفوذ، الذين من وجهة نظرها يمثلان صمامي الأمان في هذا الكون "سأنفذ لما وراء المظهر وأغوص في قاع العالم السري الذي كنت أراه من الخارج مظلماً ولكنه من الداخل فردوساً" "لم لا، لكني أعمل طوال الوقت"قالت ذلك دون توجس وبصورة من تبدو غير مكترثة باللقاء، لا تريد أن تبدو صغيرة أمامها، فمنذ أن انزلقت في عالم مايك لم تر في نفسها أصغر من الآخرين "كفاني سنين المرارة والذل" "أي يوم إجازتك من العمل؟"سألتها كما لو هناك خطة مفصلة للقائها، كانت تبدو في إيجازها الحديث أنها في عجلة من أمرها، حتى ابتساماتها المتكررة مع الكلام تبدو سريعة الإيقاع، أطلعتها يسرا بأنها ما بعد الغد وتصادف السبت، أعطتها ورقة بها رقم هاتفها النقال وقالت وهي تهم بالانفصال عنها." انتظري الساعة العاشرة مساءً باللوبي في الفندق"تساءلت في سرها "لماذا هذا الوقت المتأخر" تنفست وهي تلتفت حولها، رأت الوجوه من حولها في السوبرماركت ورسمت لنفسها شكلاً تخيلته باعتبارها مواطنة بريطانية، لم تستلم الجواز بعد ولكنها حصلت على وثيقة الإصدار التي ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692131
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (15)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 16
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة نامت حتى منتصف النهار واستيقظت على صوت سمر يام وهو الاسم الحقيقي لسعاد البشرواي، كانت منطلقة وسعيدة وبدا من صوتها حيوية من فاز بمليون جنيه وهي تستنهضها بعبارات التوبيخ واللوم على إضاعة النهار من دون أن تفعل شيئاً ذا قيمة."أنت من ضيع في الأوهام عمره"بدت منفتحة الأسارير ومرحة للغاية وقد لفت ذلك انتباه يسرا التي لم تتمالك نفسها من القول بعبارة مازحة." هل فزت برجل أحلامك؟"ردت الأخرى مازحة بدورها." فزت بالجنة ولو سايرتيني فسأحجز لكي مكان فيها""موعدي هذا المساء مع الطبيب جوليان، ومن المحتمل أن أُحتجز الليلة بالمستشفى حتى الغد"لم تستسلم سمر يام مرة في حياتها، بنهاية المطاف أخرجتها في اليوم التالي من العيادة فيما يشبه عملية الاختطاف بعد تضميد وجهها بغشاء جلدي رقيق شفاف للوقاية من المؤثرات الخارجية وصحبتها في رحلة ليلية بدت في ذروة الغموض وهي تعبر بها السيارة طريق زراعي طويل خارج "كينغستون" يعزيها الحديث المتقطع مع المرأة التي راحت تحدثها عن الإسلام واستهداف السنة لتصفيتهم في جهات العالم المختلفة، هالها الخطاب الحماسي الذي خرج من لسانها وكأنها زعيم سلفي خرج للتو من جلد امرأة فاتنة متحررة وثاقبة لا تتوقف عن التدخين واحتساء الكحول وارتداء الأزياء الضيقة الثمينة والمفضوحة في أغلب الأوقات، كانت تتطلع لوجهها الذي تكسوه طبقة الأساس مع طبقة الروج الداكن "وراء هذه المرأة يكمن سر الشرق الأوسط" ابتسمت في داخلها وقد دارت في خاطرها هذه الفكرة الأوسطية، راحت السيارة تنهب الطريق الزراعي باتجاه منعطف خارجي بدأت من خلاله أضواء آتية من بعيد على شكل أعمدة متناثرة عبر سلسلة من البيوت الخشبية المغطى بالقرميد الأحمر، لمحت حانة صغيرة في طرف الطريق الذي انعطفت إليه السيارة وسط تعليق من سعاد أو سمر التي راحت يسرا تنظر إليها ولا تعلم ماذا تخفي سعاد وماذا تخفي سمر وأيهما الحقيقية، شعرت بوهج بارد تحت طبقة الغطاء الشفاف على وجهها وأيقنت بأنها بدأت تتوتر مع بزوغ هذه الأمكنة النائية التي توحي عادة بالنفي الذي عانت منه سنين الغربة والتشرد، ومع توقف السيارة أمام فيلا كبيرة بعيدة بضع عشرات من الأمتار، هبطت المرأتان وقادتها سمر أو سعاد نحو البوابة الملاصقة لكراج عريض يتسع لثلاث أو أربع سيارات، كانت هناك سيارة ميني باص محشورة في زاوية فيما بدت مقدمة المبنى من الداخل عبارة عن حديقة متوسطة تملؤها بضعة أشجار مختلفة ويحيط بها سياج خشبي أبيض فيما توزعت داخل الحديقة عدد من الألعاب الخاصة بالأطفال، لا شيء يوحي بوجود أشخاص بالداخل لشدة الهدوء الذي خيم على المكان بالخارج، التفتت المرأة الغريبة نحوها مرسلة ابتسامة وردية قريبة من لون روجها لتطمئنها لدى رؤية ملامح طفيفة لقلق متسرب من نظراتها لدى اقترابهما من الولوج للمنزل الكبير.اقتربت من صالة موصدة بخطوات صامتة بعد إشارة من سمر، خلعت على إثرها حذاءها عند الدخول، ولدى بلوغ الصالة تناهت إليها أصوات لأحاديث مختلفة من غرفة أخرى محاذية للصالة الكبيرة لم تعرها انتباه لدى تصاعد دقات قلبها " لماذا أساير هذه المرأة بدون أسئلة، تجرني في كل مرة لمواقف رغم إرادتي المعارضة في الداخل؟" كانت فرحة بأشياء كثيرة منها، منحها الجنسية البريطانية وإجراء العمليات التجميلية وحصولها على اهتمام مايك وإغداقه عليها المال والهدايا، ونيلها الترقية بعملها الفندقي، كل ذلك زال ولم يعد له طعم لأنها تركت المرأة الغامضة تنتزع كل تلك الجوائز منها بإقحامها في هذه المناورات السرية المبهمة "أي قدر وضع هذه السيدة التي ترتدي أكثر من قناع وجلد في طريقي؟" شعرت ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692783
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة نامت حتى منتصف النهار واستيقظت على صوت سمر يام وهو الاسم الحقيقي لسعاد البشرواي، كانت منطلقة وسعيدة وبدا من صوتها حيوية من فاز بمليون جنيه وهي تستنهضها بعبارات التوبيخ واللوم على إضاعة النهار من دون أن تفعل شيئاً ذا قيمة."أنت من ضيع في الأوهام عمره"بدت منفتحة الأسارير ومرحة للغاية وقد لفت ذلك انتباه يسرا التي لم تتمالك نفسها من القول بعبارة مازحة." هل فزت برجل أحلامك؟"ردت الأخرى مازحة بدورها." فزت بالجنة ولو سايرتيني فسأحجز لكي مكان فيها""موعدي هذا المساء مع الطبيب جوليان، ومن المحتمل أن أُحتجز الليلة بالمستشفى حتى الغد"لم تستسلم سمر يام مرة في حياتها، بنهاية المطاف أخرجتها في اليوم التالي من العيادة فيما يشبه عملية الاختطاف بعد تضميد وجهها بغشاء جلدي رقيق شفاف للوقاية من المؤثرات الخارجية وصحبتها في رحلة ليلية بدت في ذروة الغموض وهي تعبر بها السيارة طريق زراعي طويل خارج "كينغستون" يعزيها الحديث المتقطع مع المرأة التي راحت تحدثها عن الإسلام واستهداف السنة لتصفيتهم في جهات العالم المختلفة، هالها الخطاب الحماسي الذي خرج من لسانها وكأنها زعيم سلفي خرج للتو من جلد امرأة فاتنة متحررة وثاقبة لا تتوقف عن التدخين واحتساء الكحول وارتداء الأزياء الضيقة الثمينة والمفضوحة في أغلب الأوقات، كانت تتطلع لوجهها الذي تكسوه طبقة الأساس مع طبقة الروج الداكن "وراء هذه المرأة يكمن سر الشرق الأوسط" ابتسمت في داخلها وقد دارت في خاطرها هذه الفكرة الأوسطية، راحت السيارة تنهب الطريق الزراعي باتجاه منعطف خارجي بدأت من خلاله أضواء آتية من بعيد على شكل أعمدة متناثرة عبر سلسلة من البيوت الخشبية المغطى بالقرميد الأحمر، لمحت حانة صغيرة في طرف الطريق الذي انعطفت إليه السيارة وسط تعليق من سعاد أو سمر التي راحت يسرا تنظر إليها ولا تعلم ماذا تخفي سعاد وماذا تخفي سمر وأيهما الحقيقية، شعرت بوهج بارد تحت طبقة الغطاء الشفاف على وجهها وأيقنت بأنها بدأت تتوتر مع بزوغ هذه الأمكنة النائية التي توحي عادة بالنفي الذي عانت منه سنين الغربة والتشرد، ومع توقف السيارة أمام فيلا كبيرة بعيدة بضع عشرات من الأمتار، هبطت المرأتان وقادتها سمر أو سعاد نحو البوابة الملاصقة لكراج عريض يتسع لثلاث أو أربع سيارات، كانت هناك سيارة ميني باص محشورة في زاوية فيما بدت مقدمة المبنى من الداخل عبارة عن حديقة متوسطة تملؤها بضعة أشجار مختلفة ويحيط بها سياج خشبي أبيض فيما توزعت داخل الحديقة عدد من الألعاب الخاصة بالأطفال، لا شيء يوحي بوجود أشخاص بالداخل لشدة الهدوء الذي خيم على المكان بالخارج، التفتت المرأة الغريبة نحوها مرسلة ابتسامة وردية قريبة من لون روجها لتطمئنها لدى رؤية ملامح طفيفة لقلق متسرب من نظراتها لدى اقترابهما من الولوج للمنزل الكبير.اقتربت من صالة موصدة بخطوات صامتة بعد إشارة من سمر، خلعت على إثرها حذاءها عند الدخول، ولدى بلوغ الصالة تناهت إليها أصوات لأحاديث مختلفة من غرفة أخرى محاذية للصالة الكبيرة لم تعرها انتباه لدى تصاعد دقات قلبها " لماذا أساير هذه المرأة بدون أسئلة، تجرني في كل مرة لمواقف رغم إرادتي المعارضة في الداخل؟" كانت فرحة بأشياء كثيرة منها، منحها الجنسية البريطانية وإجراء العمليات التجميلية وحصولها على اهتمام مايك وإغداقه عليها المال والهدايا، ونيلها الترقية بعملها الفندقي، كل ذلك زال ولم يعد له طعم لأنها تركت المرأة الغامضة تنتزع كل تلك الجوائز منها بإقحامها في هذه المناورات السرية المبهمة "أي قدر وضع هذه السيدة التي ترتدي أكثر من قناع وجلد في طريقي؟" شعرت ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692783
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (16)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 17
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "أخيراً ستدخلين الزبير"نزلت عليها العبارة وهي تستمع إلى صوت عبد الباسط عبد الصمد يتلو سورة الحشر عند الآية (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) كما لو أن السماء أطبقت على الأرض، رفعت رأسها للأعلى لتصطدم نظراتها بالسقف فوقها وترتد نحو الأسفل لتتأكد بأن الأرض تحتها لم تنهار، جاء تأثير العبارة ليزيح عن صدرها كتلة ثقيلة من الأفكار التي ظلت محبوسة منذ سنين، لم يكن معها في الغرفة المزركشة بالنقوش واللوحات البيانية سوى سمر يام تقف خلف النافذة وتنظر للطريق من دون أن تتأمل وقع كلماتها على المرأة القابعة على المقعد، تنتظر التعليق وقد طال عن الوقت الذي ساده الصمت المطبق، إلا من صوت دقات لساعة معلقة على الجدار، بدا في تلك اللحظة مقيتاً كأنه قطرات زئبق تحفر قاع رأسها ما دفعها الابتعاد عن النافذة وتتوجه نحوها وتعيد رسم العبارة من جديد."لا تقلقي من العودة لبيتك، كم أنت محظوظة أن اختارك القدير من بين الآخرين لتكوني من العائدين، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ما أن انتهت من تلاوة الآية وبلحن مجود حزين حتى مسحت على وجهها وكمن انتهت من الصلاة، رفعت رأسها وتطلعت لوجه يسرا التي كانت مأخوذة بكل ما يجري حولها، لم تر في حياتها منظر فيه من السريالية والواقعية والخيالية كهذا المشهد النوراني وقد سحرها شعاع خيل لها يتسرب من وجه المرأة المتبرجة، بشعرها البني الغليظ وبشرتها البرونزية المشعة فتنة وساقيها العاريتين وقد تحولت لشيء لا تعرف اسماً له، يفيض سحراً ربانياً، لم تشهد من قبل في أي من رجال وشيوخ الدين الذين التقت بهم في محطات الغربة واللجوء حينما كانوا يتلون القرآن ويتحدثون بالدين ولكن وجوههم لا تشع إلا بالمكر الذي سرعان ما كشفته من سلوكهم، ويكفيها أن تزوجت لبضعة أشهر من أحدهم وكان ذلك الزواج العرفي بمثابة اغتصاب لها."ما رأيته منك الآن بهرني"اقتربت منها المرأة وأخذتها من يدها ودلفت بها غرفة صغيرة أخرى في نهاية الممر المؤدي لقسم آخر من المكان، كانت الحجرة صغيرة وذات نسق يدل على سريتها، وهناك جلستا معاً على كنبة تسع اثنين وفتحت لها صندوقاً صغيراً أخرجت منه بضعة صور وراحت تُفَرجها عليها واحدة تلو الأخرى حتى انتهت، ثم أعادت الصور للصندوق وأغلقته بمفتاح صغير ووضعته بقربها على الأرض وتوجهت لها بسؤال حمل نبرة التشفي من شيء مبهم يدل على غموض الصورة."مارأيك؟"تطلعت يسرا نحوها ولم تفهم ماذا يحمل السؤال ولا على وماذا يدل، خشيت إن تسرعت في الرد يأتي جوابها دليلاً على حمقها رغم الإيحاء الأولي الذي أوحت به الصور، تريثت في الرد وجالت في عيني المرأة باحثة عن رد فعل لترددها فما كان من الأخرى إلا أن هزت رأسها مبتسمة تحثها على الجواب، حشدت يسرا كل ما خطر ببالها واختزلته في عبارة سريعة كمن تتخلص من عبئ ثقيل على كاهلها."هذه صور مجاهدات عربيات""هؤلاء مؤمنات"بدأ يتسرب إليها الشك من وجود علاقة بين المرأة الرقيقة الشفافة وبين جهات مبهمة لا تريد التسرع في الحكم عليها، خليط من التوقعات والاحتمالات دفعها ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693337
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "أخيراً ستدخلين الزبير"نزلت عليها العبارة وهي تستمع إلى صوت عبد الباسط عبد الصمد يتلو سورة الحشر عند الآية (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) كما لو أن السماء أطبقت على الأرض، رفعت رأسها للأعلى لتصطدم نظراتها بالسقف فوقها وترتد نحو الأسفل لتتأكد بأن الأرض تحتها لم تنهار، جاء تأثير العبارة ليزيح عن صدرها كتلة ثقيلة من الأفكار التي ظلت محبوسة منذ سنين، لم يكن معها في الغرفة المزركشة بالنقوش واللوحات البيانية سوى سمر يام تقف خلف النافذة وتنظر للطريق من دون أن تتأمل وقع كلماتها على المرأة القابعة على المقعد، تنتظر التعليق وقد طال عن الوقت الذي ساده الصمت المطبق، إلا من صوت دقات لساعة معلقة على الجدار، بدا في تلك اللحظة مقيتاً كأنه قطرات زئبق تحفر قاع رأسها ما دفعها الابتعاد عن النافذة وتتوجه نحوها وتعيد رسم العبارة من جديد."لا تقلقي من العودة لبيتك، كم أنت محظوظة أن اختارك القدير من بين الآخرين لتكوني من العائدين، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ما أن انتهت من تلاوة الآية وبلحن مجود حزين حتى مسحت على وجهها وكمن انتهت من الصلاة، رفعت رأسها وتطلعت لوجه يسرا التي كانت مأخوذة بكل ما يجري حولها، لم تر في حياتها منظر فيه من السريالية والواقعية والخيالية كهذا المشهد النوراني وقد سحرها شعاع خيل لها يتسرب من وجه المرأة المتبرجة، بشعرها البني الغليظ وبشرتها البرونزية المشعة فتنة وساقيها العاريتين وقد تحولت لشيء لا تعرف اسماً له، يفيض سحراً ربانياً، لم تشهد من قبل في أي من رجال وشيوخ الدين الذين التقت بهم في محطات الغربة واللجوء حينما كانوا يتلون القرآن ويتحدثون بالدين ولكن وجوههم لا تشع إلا بالمكر الذي سرعان ما كشفته من سلوكهم، ويكفيها أن تزوجت لبضعة أشهر من أحدهم وكان ذلك الزواج العرفي بمثابة اغتصاب لها."ما رأيته منك الآن بهرني"اقتربت منها المرأة وأخذتها من يدها ودلفت بها غرفة صغيرة أخرى في نهاية الممر المؤدي لقسم آخر من المكان، كانت الحجرة صغيرة وذات نسق يدل على سريتها، وهناك جلستا معاً على كنبة تسع اثنين وفتحت لها صندوقاً صغيراً أخرجت منه بضعة صور وراحت تُفَرجها عليها واحدة تلو الأخرى حتى انتهت، ثم أعادت الصور للصندوق وأغلقته بمفتاح صغير ووضعته بقربها على الأرض وتوجهت لها بسؤال حمل نبرة التشفي من شيء مبهم يدل على غموض الصورة."مارأيك؟"تطلعت يسرا نحوها ولم تفهم ماذا يحمل السؤال ولا على وماذا يدل، خشيت إن تسرعت في الرد يأتي جوابها دليلاً على حمقها رغم الإيحاء الأولي الذي أوحت به الصور، تريثت في الرد وجالت في عيني المرأة باحثة عن رد فعل لترددها فما كان من الأخرى إلا أن هزت رأسها مبتسمة تحثها على الجواب، حشدت يسرا كل ما خطر ببالها واختزلته في عبارة سريعة كمن تتخلص من عبئ ثقيل على كاهلها."هذه صور مجاهدات عربيات""هؤلاء مؤمنات"بدأ يتسرب إليها الشك من وجود علاقة بين المرأة الرقيقة الشفافة وبين جهات مبهمة لا تريد التسرع في الحكم عليها، خليط من التوقعات والاحتمالات دفعها ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693337
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (17)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 18
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في مطار دبي الخاص بطيران الإمارات شيئان رددا الصدى بداخلها، أغنية نجاة الصغيرة ما أحلى الرجوع إليه التي طالما كانت تستمع إليها أبان فترة الجامعة بحلب، والشيء الآخر هو مدينة دبي ذاتها، التي خرجت منها لاجئة منكسة الرأس كادت تكون حافية القدمين، بعد احتجازها في السجن، لتعود إليها بجنسية بريطانية مرفوعة الرأس وبحوزتها مضخة مالية وشبكة تجنيد سرية، عبرت بوابة الجوازات ولم يخفق قلبها أو تتلبد مشاعرها، تذكرت عبارة الفريق الركن حازم عبد الرحيم "واجهي مصيرك بشجاعة، فالله وحده يعلم مصيرك" وضعت تلك العبارة على صدرها واستوعبت التدريب الذاتي والنفسي وحفظت قائمة الأسماء من دون أن تدونها في ورقة وحفرت رسم خريطة طريق حياتها القادمة كما تم التخطيط لها من دون أرقام هواتف ولا أسماء أشخاص ولا عناوين مكتوبة، كل شيء في القلب " قلبك هو خزانة أسرارك" عبارة سمر يام وهي تودعها آخر مرة وقد زرعت في رأسها كنز الأسرار وخريطة الطريق "العبي كيفما شئت ولكن لا تدعي أحداً يقترب منك ويزيل الحواجز حتى تصلين هدفك، تعلمين وحدك أين؟"تدربت على ألا يكون أحداً في الكون يتوقع منها الحركة التالية "اجعلي حركتك القادمة سراً عن أقرب من لديك، لا تثقي حتى بجبار الشريف""يا الله" هكذا ردت للوهلة الأولى قبل أن تستوعب المعنى " ربما لا يكون جبار الشريف هو نفسه والدك"العودة لدبي هذه المرة كانت مسرحية، استعانت بلعبة الأبراج التي أتقنتها سن المراهقة بالزبير، أبعدتها لندن عن تلك الأسرار الفلكية وها هي تستعيد مع الدور الجديد سحر تلك الأيام "من أين أبدأ؟"حركت سر الأبراج وجلبت سحرها الرباني المكون من حلقات الماء والأرض والنار والهواء، نشطت خيالها وبدأت باختراع حلقة، وهي حلقة الثلج بحكم كونها من مواليد ديسمبر وجعلت من برج القوس وهو البرج التاسع في دائرة الأبراج الذي ينتهي به فصل الخريف برجها العاجي! الذي لا يصله أحداً ممن يحيطون بها، ولن تسمح لأي كائن أو فضولي بالتسلل إلى عالمها أو يقتحمه، ولهذا اختارت فندق "أتلنتس" للإقامة فيه بما كان يمثله من حلم في المرة الأولى التي وطأت قدماها دبي، أول ما نفذ إليها وهي تخطو في المطار رائحة المكان تذكرها بشريط صور الأمس، وهي صور ذات مرارة عالقة بذهنها، صممت على محوها بصور أخرى تتشكل في بالها. لم تعد هاربة من كنف الوحوش البشرية، لقد حان موعد استرداد الوديعة والانتقام، لم تعد ذكرى الزوج المغتصب، محتها الأرقام الفلكية والمهمة السرية، هناك فقط رسم قديم للرجل الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل، وجدته في مال معجون بالخطيئة والبذخ، مغموساً بالوجع الناجم عن رضوخها في قاع بناية مكونة من 120 طابقاً اسمها "برج خليفة" لم تنفع كل تلك السحب الرمادية وهي تعبر الطوابق العليا من البناية في محو ذكرياتها، حتى رائحة الصنوبر المنبعثة من حمامات الغرف العليا لم تستطع محو آثار ليلة واحدة اغتصبت من دبرها من قبل الزوج الطارئ، لتهرب بعد أن كرهت عادته الشاذة حين يقرأ القرآن ويصلي ركعتين ثم يغتصبها كل ليلة. ****( 2 )لم يغب عن بالها مايك، وهي تقضي أغلب وقتها ليلاً لتناول العشاء بالمطعم اللبناني بفندق "أتلنتس" المقيمة فيه، كانت تستغرق في العادة، أكثر من أربعين دقيقة لتكمل زينتها، أغلب ما كانت ترتدي بالليل قميصاً وردياً فاتحاً أو قميصاً أزرقاً فاتحاً في بعض الليالي، مع سترة خفيفة سوداء، وتنورة حمراء عند الأسفل، كان الوقت الذي تبدأ فيه سهرتها، عادة ما تكون الساعة الحادية عشرة، شعورها دائماً ما يكون خليطاً بين الامتعاض من الوحدة التي ظلت فيها بضعة أيام تنتظر شيئاً يحدث ولك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693996
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في مطار دبي الخاص بطيران الإمارات شيئان رددا الصدى بداخلها، أغنية نجاة الصغيرة ما أحلى الرجوع إليه التي طالما كانت تستمع إليها أبان فترة الجامعة بحلب، والشيء الآخر هو مدينة دبي ذاتها، التي خرجت منها لاجئة منكسة الرأس كادت تكون حافية القدمين، بعد احتجازها في السجن، لتعود إليها بجنسية بريطانية مرفوعة الرأس وبحوزتها مضخة مالية وشبكة تجنيد سرية، عبرت بوابة الجوازات ولم يخفق قلبها أو تتلبد مشاعرها، تذكرت عبارة الفريق الركن حازم عبد الرحيم "واجهي مصيرك بشجاعة، فالله وحده يعلم مصيرك" وضعت تلك العبارة على صدرها واستوعبت التدريب الذاتي والنفسي وحفظت قائمة الأسماء من دون أن تدونها في ورقة وحفرت رسم خريطة طريق حياتها القادمة كما تم التخطيط لها من دون أرقام هواتف ولا أسماء أشخاص ولا عناوين مكتوبة، كل شيء في القلب " قلبك هو خزانة أسرارك" عبارة سمر يام وهي تودعها آخر مرة وقد زرعت في رأسها كنز الأسرار وخريطة الطريق "العبي كيفما شئت ولكن لا تدعي أحداً يقترب منك ويزيل الحواجز حتى تصلين هدفك، تعلمين وحدك أين؟"تدربت على ألا يكون أحداً في الكون يتوقع منها الحركة التالية "اجعلي حركتك القادمة سراً عن أقرب من لديك، لا تثقي حتى بجبار الشريف""يا الله" هكذا ردت للوهلة الأولى قبل أن تستوعب المعنى " ربما لا يكون جبار الشريف هو نفسه والدك"العودة لدبي هذه المرة كانت مسرحية، استعانت بلعبة الأبراج التي أتقنتها سن المراهقة بالزبير، أبعدتها لندن عن تلك الأسرار الفلكية وها هي تستعيد مع الدور الجديد سحر تلك الأيام "من أين أبدأ؟"حركت سر الأبراج وجلبت سحرها الرباني المكون من حلقات الماء والأرض والنار والهواء، نشطت خيالها وبدأت باختراع حلقة، وهي حلقة الثلج بحكم كونها من مواليد ديسمبر وجعلت من برج القوس وهو البرج التاسع في دائرة الأبراج الذي ينتهي به فصل الخريف برجها العاجي! الذي لا يصله أحداً ممن يحيطون بها، ولن تسمح لأي كائن أو فضولي بالتسلل إلى عالمها أو يقتحمه، ولهذا اختارت فندق "أتلنتس" للإقامة فيه بما كان يمثله من حلم في المرة الأولى التي وطأت قدماها دبي، أول ما نفذ إليها وهي تخطو في المطار رائحة المكان تذكرها بشريط صور الأمس، وهي صور ذات مرارة عالقة بذهنها، صممت على محوها بصور أخرى تتشكل في بالها. لم تعد هاربة من كنف الوحوش البشرية، لقد حان موعد استرداد الوديعة والانتقام، لم تعد ذكرى الزوج المغتصب، محتها الأرقام الفلكية والمهمة السرية، هناك فقط رسم قديم للرجل الذي تزوجها قبل النزوح إلى دبي أرض العسل، وجدته في مال معجون بالخطيئة والبذخ، مغموساً بالوجع الناجم عن رضوخها في قاع بناية مكونة من 120 طابقاً اسمها "برج خليفة" لم تنفع كل تلك السحب الرمادية وهي تعبر الطوابق العليا من البناية في محو ذكرياتها، حتى رائحة الصنوبر المنبعثة من حمامات الغرف العليا لم تستطع محو آثار ليلة واحدة اغتصبت من دبرها من قبل الزوج الطارئ، لتهرب بعد أن كرهت عادته الشاذة حين يقرأ القرآن ويصلي ركعتين ثم يغتصبها كل ليلة. ****( 2 )لم يغب عن بالها مايك، وهي تقضي أغلب وقتها ليلاً لتناول العشاء بالمطعم اللبناني بفندق "أتلنتس" المقيمة فيه، كانت تستغرق في العادة، أكثر من أربعين دقيقة لتكمل زينتها، أغلب ما كانت ترتدي بالليل قميصاً وردياً فاتحاً أو قميصاً أزرقاً فاتحاً في بعض الليالي، مع سترة خفيفة سوداء، وتنورة حمراء عند الأسفل، كان الوقت الذي تبدأ فيه سهرتها، عادة ما تكون الساعة الحادية عشرة، شعورها دائماً ما يكون خليطاً بين الامتعاض من الوحدة التي ظلت فيها بضعة أيام تنتظر شيئاً يحدث ولك ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693996
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (18)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 19
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 4 )في مكتب فخم يطل على الشارع الرئيسي لمدينة دبي ومن برج ارتفاعه تسعون طابقاً تضيئه أنواراً فسفورية تبعث على السأم والتوتر، وقعت يسرا القرمزي على أوراق ومستندات صفقة سيارات فرنسية مع وكالة بلجيكية مقرها الفرعي في باكستان، بمبلغ مليونين وثلاث مئة ألف يورو، بعدها تناولت المشروبات مع ممثلين للشركة أحدهما مصري الجنسية والآخر هولندي من أصل عراقي، تعرفت من خلال لهجته أنه من سكان بغداد ورأت في ذلك إشارة أخرى لترابط الخيوط، كان إلى جانبها عبدالعزيز باعتباره مساعدها وكتبت الشيك ونهضت تصافح الرجلين وانتهى التوقيع وهي لا تعرف سوى أنها قامت بشراء مجموعة سيارات لتستخدم في خدمة توصيل المساعدات للاجئين، كانت العلاقة بين ثلاثة أطراف هي والمؤسسة الخيرية للاجئين والشركة البلجيكية الوكيلة للسيارات، بعد شهر من توقيع تلك الصفقة فاحت رائحة غريبة تحوم حولها من خلال الوجوه الشاذة، تمر بها وتترك أثرها في نفسية متورطة بالشك، ساورتها الشكوك في البداية ثم سرعان ما انخرطت في دوامة النسيج العنكبوتي الذي احتواها، اقتنعت بأنه الطريق المؤدي للزبير وتكفيها سنوات الحرمان والتشرد التي عانتها "هذا وقتي" راحت تلم من حولها الأشخاص المتميزين يساندها إحساسها الداخلي نحوهم بالتعاطف، ولكنها بذات الوقت عانت من شعور الفقد، فسرعان ما يختفي هؤلاء الذين ما أن يظهروا على السطح لبضعة أيام حتى ينتهي بهم المطاف أشباحاً، كانت ما تزال تقيم بالجناح الخاص بفندق "أتلنتس" من خلال عقد معهم، ولكنها فضلت قضاء ساعات النهار والليل خارج الفندق، كانت علاقتها بالفنادق مزدوجة، فخلال السنوات التي عملت بها بالفنادق ذاقت مرارة العمل وانحطاط كرامتها وهي تغسل الحمامات وتزيل قذارة النزلاء، راحت عندما تستلقي على الفراش الوثير "بأتلنتس" تتخيل نفسها وقد أعدت السرير ونظفته واستبدلت الأغطية لتأتي امرأة أخرى هي يسرا القرمزي بجلدتها الجديدة لتنام عليه، أثارت فيها هذه المفارقة إحساساً بالظلم لنفسها، فهي عندما تستلقي على مخدات الوبر الناعم لا تمحو هذه اللحظات شعورها وهي يسرا القديمة العاملة بفندق "الهولدي إن" خادمة للغرف، وسرعان ما تعود لسطح الواقع وتتحسس ما حولها من الترفيه والمال والنفوذ والمغامرة فتشعر بعدالة الكون تعيد التوازن "من المحزن ألا ندرك العدالة إلا ونحن نجلس على الرماح" ظلت تخاطب ذاتها من وقت لآخر محاولة منها أن تحدث تغييراً في مسار الحياة، ما يؤلمها أن الوقت لا يسعفها ولا الرغبة الجامحة في الوصول لأهدافها، حتى أنها في خضم الدوامة الدامية التي تخوضها لم تعِ ما هي الأهداف التي من أجلها استسلمت للآخرين ولا ماذا يترتب على مسارها الجديد؟ تريد الوصول للزبير ورؤية دارة "اليازجي" إن كانت ما تزال قائمة؟ ومن احتلها وسكن غرفتها؟ "أريد العرش الذي كنت عليه وأنا بعمر التاسعة، أريد الوقت الذي ضحكت فيه ولم يعد ثانية، أريد الشاب الذي حلمت به وأخذته الحروب ولم يعد، أريد وجوه أسرتي كلها الذين ضاعوا" ظلت تناجي نفسها ولكنها لا تملك حرية البكاء، فقد حُبست الدموع منذ سنين وعلمها بها منذ أن اغتصبت من زوج بحريني كان يعمل مع المنظمات الإنسانية، صحيح أنه تزوجها ولكن الطريقة التي افترسها بها منذ الساعة الأولى لتوقيع العقد كانت اغتصاباً.مرت الأيام سريعة، قفزت من موقع لآخر حتى بلغت حدود العراق وسوريا من خلال الأراضي الأردنية، وعندما علم "الأستاذ" وهو الاسم الذي تعرف أنه مسئول عن الأعمال ولا يظهر في الواجهة زمجر وغضب متسائلاً."ماذا جاء بها إلى هنا؟"في البداية كانت تتبع السيدة المنقبة كأنها الظل لها وساءها أن لا ترى وجهها كل ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694612
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 4 )في مكتب فخم يطل على الشارع الرئيسي لمدينة دبي ومن برج ارتفاعه تسعون طابقاً تضيئه أنواراً فسفورية تبعث على السأم والتوتر، وقعت يسرا القرمزي على أوراق ومستندات صفقة سيارات فرنسية مع وكالة بلجيكية مقرها الفرعي في باكستان، بمبلغ مليونين وثلاث مئة ألف يورو، بعدها تناولت المشروبات مع ممثلين للشركة أحدهما مصري الجنسية والآخر هولندي من أصل عراقي، تعرفت من خلال لهجته أنه من سكان بغداد ورأت في ذلك إشارة أخرى لترابط الخيوط، كان إلى جانبها عبدالعزيز باعتباره مساعدها وكتبت الشيك ونهضت تصافح الرجلين وانتهى التوقيع وهي لا تعرف سوى أنها قامت بشراء مجموعة سيارات لتستخدم في خدمة توصيل المساعدات للاجئين، كانت العلاقة بين ثلاثة أطراف هي والمؤسسة الخيرية للاجئين والشركة البلجيكية الوكيلة للسيارات، بعد شهر من توقيع تلك الصفقة فاحت رائحة غريبة تحوم حولها من خلال الوجوه الشاذة، تمر بها وتترك أثرها في نفسية متورطة بالشك، ساورتها الشكوك في البداية ثم سرعان ما انخرطت في دوامة النسيج العنكبوتي الذي احتواها، اقتنعت بأنه الطريق المؤدي للزبير وتكفيها سنوات الحرمان والتشرد التي عانتها "هذا وقتي" راحت تلم من حولها الأشخاص المتميزين يساندها إحساسها الداخلي نحوهم بالتعاطف، ولكنها بذات الوقت عانت من شعور الفقد، فسرعان ما يختفي هؤلاء الذين ما أن يظهروا على السطح لبضعة أيام حتى ينتهي بهم المطاف أشباحاً، كانت ما تزال تقيم بالجناح الخاص بفندق "أتلنتس" من خلال عقد معهم، ولكنها فضلت قضاء ساعات النهار والليل خارج الفندق، كانت علاقتها بالفنادق مزدوجة، فخلال السنوات التي عملت بها بالفنادق ذاقت مرارة العمل وانحطاط كرامتها وهي تغسل الحمامات وتزيل قذارة النزلاء، راحت عندما تستلقي على الفراش الوثير "بأتلنتس" تتخيل نفسها وقد أعدت السرير ونظفته واستبدلت الأغطية لتأتي امرأة أخرى هي يسرا القرمزي بجلدتها الجديدة لتنام عليه، أثارت فيها هذه المفارقة إحساساً بالظلم لنفسها، فهي عندما تستلقي على مخدات الوبر الناعم لا تمحو هذه اللحظات شعورها وهي يسرا القديمة العاملة بفندق "الهولدي إن" خادمة للغرف، وسرعان ما تعود لسطح الواقع وتتحسس ما حولها من الترفيه والمال والنفوذ والمغامرة فتشعر بعدالة الكون تعيد التوازن "من المحزن ألا ندرك العدالة إلا ونحن نجلس على الرماح" ظلت تخاطب ذاتها من وقت لآخر محاولة منها أن تحدث تغييراً في مسار الحياة، ما يؤلمها أن الوقت لا يسعفها ولا الرغبة الجامحة في الوصول لأهدافها، حتى أنها في خضم الدوامة الدامية التي تخوضها لم تعِ ما هي الأهداف التي من أجلها استسلمت للآخرين ولا ماذا يترتب على مسارها الجديد؟ تريد الوصول للزبير ورؤية دارة "اليازجي" إن كانت ما تزال قائمة؟ ومن احتلها وسكن غرفتها؟ "أريد العرش الذي كنت عليه وأنا بعمر التاسعة، أريد الوقت الذي ضحكت فيه ولم يعد ثانية، أريد الشاب الذي حلمت به وأخذته الحروب ولم يعد، أريد وجوه أسرتي كلها الذين ضاعوا" ظلت تناجي نفسها ولكنها لا تملك حرية البكاء، فقد حُبست الدموع منذ سنين وعلمها بها منذ أن اغتصبت من زوج بحريني كان يعمل مع المنظمات الإنسانية، صحيح أنه تزوجها ولكن الطريقة التي افترسها بها منذ الساعة الأولى لتوقيع العقد كانت اغتصاباً.مرت الأيام سريعة، قفزت من موقع لآخر حتى بلغت حدود العراق وسوريا من خلال الأراضي الأردنية، وعندما علم "الأستاذ" وهو الاسم الذي تعرف أنه مسئول عن الأعمال ولا يظهر في الواجهة زمجر وغضب متسائلاً."ماذا جاء بها إلى هنا؟"في البداية كانت تتبع السيدة المنقبة كأنها الظل لها وساءها أن لا ترى وجهها كل ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694612
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (19)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 20
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "عفت عنك الأخت بحار، لكن ذلك لا يسقط حق التنظيم في معاقبتك لأن سلوكك شكل خطراً على سرية التنظيم، أنت مذنبة بكسر القواعد، ولقد رأينا أن نضعك ضمن خيارين"خفق قلبها، لم تر أمامها سوى ظلمة الغرفة المحاطة باللون الأسود وعلم العراق القديم، حينها فقط هدأ خوفها وشعرت باطمئنان، فقد لاح لها بصيص ضوء صغير في نفق الموت المرفرف على رأسها منذ شهرين من الاحتجاز، ضوء أصفر شاحب تسلل من فتحة التهوية في زاوية عليا من الغرفة وسقط على جهة من وجهها، تنهد الرجل العسكري الجالس أمام طاولة شبيهة بمنصة صغيرة، وركز نظرته على زميل له يجلس بمحاذاته ثم التفت لها واستأنف حديثه الذي قطعه وتأمل رد فعلها الأولي."الخيار الذي اتخذته اللجنة القضائية بالمجلس الثوري هو تطبيق عقوبة الإعدام عليك استناداً إلى أحكام سابقة مماثلة، وهي قاعدة يعمل بها القضاء الثوري للتنظيم، وبما أن هناك توصية بالرأفة من منطلق كونك امرأة وهي المرة الأولى في سجلك، ومن حسن حظك أن هذا التنظيم بحكم الائتلاف مع فصيل ثوري مختلف في الرؤية، فإن قرار اللجنة القضائية الثورية هو الحكم كالتالي"انطق بسرعة قبل أن أموت" قالت العبارة وهي تغص بالهواء من حولها، وكأن المكان أُفرغ من الأوكسجين."تقومي بعملية ثورية مع بعض الأخوة الانتحاريين بتسهيل وصولهم إلى الهدف وانتظارهم والتغطية عليهم، هذا بديل الإعدام وإذا كتب لك النجاة تُلغى العقوبة أو تحسبي مع الشهداء الأبرار"انَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"تحرك الرجل الآخر وتدخل معرباً عن تعاطفه معها وقال بنبرة هادئة للغاية."ستراعي الخطة العسكرية وضعك، وإن حدث ووقعت في الأسر فسيكون متاحاً لكي تفجير نفسك في المكان""أضحيت يسرا الإرهابية" هدأت من الخارج، بدا على وجهها الارتياح في حركة تمثيلية تخفي بها الحالة الأسطورية التي وصلت إليها، كان لون الغرفة المائل للعتمة قد اتسع وصار كأنه الكون بأكمله "متى تنتهي هذه الرحلة الطويلة من العمر وأعود للتراب؟" كأنها الخاتمة لعمرها ينتهي عند انتحارها الذاتي، هذه نهاية الجنسية البريطانية وبداية العودة للقبر.عندما نهض الرجلان، نهضت على إثرهما كمن تريد أن تخرج معهما، لكنها ودت التعبير لهما عن احترامها لقرارهما، وفيما هما يخرجان التفت الرجل الكبير وقال لها وهو يقترب من باب الخروج."أكثري من قراءة القرآن"لم ينتظر ليسمع ردها، تركها وخرج وظلت واقفة في الغرفة وحدها تتأمل الكراسي الفارغة وقد تناهت إليها أصوات العربات والرجال في الخارج، كان الوقت عصراً ولم تتذوق طعم الأكل منذ مساء الأمس باستثناء بعض الماء، ورغم ذلك لم تشعر بالجوع، كان مظهرها الخارجي وتشوه بشرتها يقلقها أكثر من الحكم الذي صدر عليها، ودت لو تموت وهي بكامل جمالها الذي طالما أهملته واهتمت به في الآونة الأخيرة، رأسها فارغ من الأفكار، ومشاعرها مجمدة ككرات الثلج، وحدها الصور القديمة تعبر ذاكرتها كأنها أشرطة مسجلة للمراحل التي عبرتها منذ الطفولة حتى اللحظة "ماذا الآن؟" اختزلت بهذا السؤال الداخلي كل الاحتمالات حول أحداث اليوم منذ استيقاظها عند الفجر حتى خروج الرجلين من الغرفة "هل تغير قراءة القرآن مصيري؟" بلغت مشاعرها أوج عنفوانها وبدأ يزول الخوف تدريجياً ويحل مكانه شعور بالرغبة الشرسة في الانتقام من الجميع، أحست بأن العالم خذلها وهي تواجه مصيرها لوحدها، وزاد من مشاعرها المتفجرة موجة غضب اجتاحتها تجاه سمر يام والفريق الركن ومايك، الذين أوقعوا بها في هذا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694898
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "عفت عنك الأخت بحار، لكن ذلك لا يسقط حق التنظيم في معاقبتك لأن سلوكك شكل خطراً على سرية التنظيم، أنت مذنبة بكسر القواعد، ولقد رأينا أن نضعك ضمن خيارين"خفق قلبها، لم تر أمامها سوى ظلمة الغرفة المحاطة باللون الأسود وعلم العراق القديم، حينها فقط هدأ خوفها وشعرت باطمئنان، فقد لاح لها بصيص ضوء صغير في نفق الموت المرفرف على رأسها منذ شهرين من الاحتجاز، ضوء أصفر شاحب تسلل من فتحة التهوية في زاوية عليا من الغرفة وسقط على جهة من وجهها، تنهد الرجل العسكري الجالس أمام طاولة شبيهة بمنصة صغيرة، وركز نظرته على زميل له يجلس بمحاذاته ثم التفت لها واستأنف حديثه الذي قطعه وتأمل رد فعلها الأولي."الخيار الذي اتخذته اللجنة القضائية بالمجلس الثوري هو تطبيق عقوبة الإعدام عليك استناداً إلى أحكام سابقة مماثلة، وهي قاعدة يعمل بها القضاء الثوري للتنظيم، وبما أن هناك توصية بالرأفة من منطلق كونك امرأة وهي المرة الأولى في سجلك، ومن حسن حظك أن هذا التنظيم بحكم الائتلاف مع فصيل ثوري مختلف في الرؤية، فإن قرار اللجنة القضائية الثورية هو الحكم كالتالي"انطق بسرعة قبل أن أموت" قالت العبارة وهي تغص بالهواء من حولها، وكأن المكان أُفرغ من الأوكسجين."تقومي بعملية ثورية مع بعض الأخوة الانتحاريين بتسهيل وصولهم إلى الهدف وانتظارهم والتغطية عليهم، هذا بديل الإعدام وإذا كتب لك النجاة تُلغى العقوبة أو تحسبي مع الشهداء الأبرار"انَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"تحرك الرجل الآخر وتدخل معرباً عن تعاطفه معها وقال بنبرة هادئة للغاية."ستراعي الخطة العسكرية وضعك، وإن حدث ووقعت في الأسر فسيكون متاحاً لكي تفجير نفسك في المكان""أضحيت يسرا الإرهابية" هدأت من الخارج، بدا على وجهها الارتياح في حركة تمثيلية تخفي بها الحالة الأسطورية التي وصلت إليها، كان لون الغرفة المائل للعتمة قد اتسع وصار كأنه الكون بأكمله "متى تنتهي هذه الرحلة الطويلة من العمر وأعود للتراب؟" كأنها الخاتمة لعمرها ينتهي عند انتحارها الذاتي، هذه نهاية الجنسية البريطانية وبداية العودة للقبر.عندما نهض الرجلان، نهضت على إثرهما كمن تريد أن تخرج معهما، لكنها ودت التعبير لهما عن احترامها لقرارهما، وفيما هما يخرجان التفت الرجل الكبير وقال لها وهو يقترب من باب الخروج."أكثري من قراءة القرآن"لم ينتظر ليسمع ردها، تركها وخرج وظلت واقفة في الغرفة وحدها تتأمل الكراسي الفارغة وقد تناهت إليها أصوات العربات والرجال في الخارج، كان الوقت عصراً ولم تتذوق طعم الأكل منذ مساء الأمس باستثناء بعض الماء، ورغم ذلك لم تشعر بالجوع، كان مظهرها الخارجي وتشوه بشرتها يقلقها أكثر من الحكم الذي صدر عليها، ودت لو تموت وهي بكامل جمالها الذي طالما أهملته واهتمت به في الآونة الأخيرة، رأسها فارغ من الأفكار، ومشاعرها مجمدة ككرات الثلج، وحدها الصور القديمة تعبر ذاكرتها كأنها أشرطة مسجلة للمراحل التي عبرتها منذ الطفولة حتى اللحظة "ماذا الآن؟" اختزلت بهذا السؤال الداخلي كل الاحتمالات حول أحداث اليوم منذ استيقاظها عند الفجر حتى خروج الرجلين من الغرفة "هل تغير قراءة القرآن مصيري؟" بلغت مشاعرها أوج عنفوانها وبدأ يزول الخوف تدريجياً ويحل مكانه شعور بالرغبة الشرسة في الانتقام من الجميع، أحست بأن العالم خذلها وهي تواجه مصيرها لوحدها، وزاد من مشاعرها المتفجرة موجة غضب اجتاحتها تجاه سمر يام والفريق الركن ومايك، الذين أوقعوا بها في هذا ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694898
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (20)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 21
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 9 )مع اشتداد رياح الشمال الساخنة المنذرة بموجة عاتية من السعال، مضت الساعات التالية على وصولها أربيل العاصمة تتأمل الشوارع والطرقات التي كانت تعج بالحركة، فوجئت بالمناخ الدافئ والغبار وزحمة المشاة والسيارات، في البداية اكتفت بتأمل الأمكنة والبشر ورأت الوجوه المنتشرة في أربيل لا تختلف عن الوجوه التي اعتادتها في الزبير والبصرة وبغداد، شعرت بارتياح لوصولها لبناية قديمة الطراز تطل على الشارع العام ولها مدخل آخر محاذي للساحة التجارية التي اكتظت بالمؤسسات، صدمت من رؤية البنايات الشاهقة، البنوك وشركات الطيران، بدت لها أربيل مدينة خيالية مقارنة بالزبير التي هجرتها منذ سنين، لم يدر بخلدها أن تصل لآخر نقطة في الديار ولا تستطيع بلوغ مسقط رأسها، كانت مأخوذة بالمكان والبشر من شتى المذاهب والأجناس لكأنها لندن بتلك السمات مع فارق المناظر والبنايات، توقفت بنظرتها لحظة لمحت فيها اسم بنك "إنتركونتننتال" رأت فيه خيط لمراجعة حساباتها لو كانت تملك جواز سفرها، عندما التقت في المساء بصباح مساعد الشيخ أطلعته على رغبتها في استعادة جوازها."الجواز معنا وبعض الأوراق، منها مستندات لم نفتش فيها سأسلمك إياها حين تستقرين"استغلت تصريحه ذلك حين رأت في وجهه استعداد لتقبل أسئلتها فأسرعت بالقول."متى استقر؟ أريد العودة للندن"هنا توقف فجأة ونظر نحوها بثقة من يملك الأسرار، تأمل وجهها بنظرة لم تخفِ الابتسامة ما وراء الكلام الذي ينوي قوله، اتجه نحوها وكانا يقفان بمحاذاة المكتب الواسع بالمنزل بذات البناية التي استقرت فيها وكان واضحاً من شكل المكتب، أنه يعود لأعمال الشيخ."بنتي يسرا، لا تعلمين ماذا جرى من حولك طوال الفترة المنصرمة، ولا نريد أن نصدمك، أنت مطلوبة لجهات عدة منها أجهزة استخبارات دولية، في نظر البعض أنت إرهابية وهناك من يلاحقك، اطمئني، أنت في حماية الشيخ وقريباً هناك ترتيب بخصوص استقرارك"صدمت بكلامه، كان واضحاً من ردة فعلها هول المفاجأة مما ورد في حديثه لها، أدركت مدى فداحة الأمر وفسرت سر الصمت الذي لاذ به الجميع من حولها خلال الفترة المنصرمة لكنها لم تتوقع أن تبلغ المسألة حد المخابرات الدولية، ظنت في البداية مزحة من صباح ورددت العبارة التالية بنبرة استفسارية."مخابرات دولية تلاحقني؟"رد بنبرة حاسمة."المخابرات البريطانية، تظن أنك إرهابية وينقبون في ملفاتك في كل مكان""أنا؟"قالتها بدهشة من نسيت ماذا جرى لها خلال الفترة الماضية، وقبل أن يرد الرجل استعادت في ومضة خاطفة شريط وقائع الأحداث مع مايك وسمر يام والفريق الركن وعبدالعزيز، وكل ما وقع لها في المخيمات والبنايات المهجورة وعلى الحدود، مرت الصور كأنها نيزك وقع بسرعة فائقة وأحدث كل ذلك العطب في محيطها، حين رن صوته مرة أخرى سمعته يقول."أنت في نظر العالم إرهابية يا يسرا ولابد من محو هذا الملف قبل ان تستعيدي حياتك الطبيعية، والتي لن تكون بأي شكل سهلة وبسيطة، لن تعودي كالسابق بأي حال من الأحوال"غاب لثوانٍ ثم عاد حاملاً كأسي شاي أحمر، ناولها واحداً ووضع الآخر على المكتب بجانبه فيما وضعت كوبها على طاولة مستطيلة تتوسط المكان أمامها وبدأت التفكير بينما راح ينظر لها بصمت، مرت دقائق أخذا خلالها يرشفان الشاي، نهض فجأة وقطع الصمت قائلاً."لا خوف عليكِ مع الشيخ""أعرف يا اخ صباح، كم أود رد هذا الجميل لكم"ابتسم وقال وهو يحك ذقنه."ما زال علينا دين لك لم نسدده بعد وسيحين موعده قريباً إن شاء الله"حين عادت لمكان إقامتها لاحظت وجود عدة نسوة في البناية ذاتها وفي غرف منفردة ومزدو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695271
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ( 9 )مع اشتداد رياح الشمال الساخنة المنذرة بموجة عاتية من السعال، مضت الساعات التالية على وصولها أربيل العاصمة تتأمل الشوارع والطرقات التي كانت تعج بالحركة، فوجئت بالمناخ الدافئ والغبار وزحمة المشاة والسيارات، في البداية اكتفت بتأمل الأمكنة والبشر ورأت الوجوه المنتشرة في أربيل لا تختلف عن الوجوه التي اعتادتها في الزبير والبصرة وبغداد، شعرت بارتياح لوصولها لبناية قديمة الطراز تطل على الشارع العام ولها مدخل آخر محاذي للساحة التجارية التي اكتظت بالمؤسسات، صدمت من رؤية البنايات الشاهقة، البنوك وشركات الطيران، بدت لها أربيل مدينة خيالية مقارنة بالزبير التي هجرتها منذ سنين، لم يدر بخلدها أن تصل لآخر نقطة في الديار ولا تستطيع بلوغ مسقط رأسها، كانت مأخوذة بالمكان والبشر من شتى المذاهب والأجناس لكأنها لندن بتلك السمات مع فارق المناظر والبنايات، توقفت بنظرتها لحظة لمحت فيها اسم بنك "إنتركونتننتال" رأت فيه خيط لمراجعة حساباتها لو كانت تملك جواز سفرها، عندما التقت في المساء بصباح مساعد الشيخ أطلعته على رغبتها في استعادة جوازها."الجواز معنا وبعض الأوراق، منها مستندات لم نفتش فيها سأسلمك إياها حين تستقرين"استغلت تصريحه ذلك حين رأت في وجهه استعداد لتقبل أسئلتها فأسرعت بالقول."متى استقر؟ أريد العودة للندن"هنا توقف فجأة ونظر نحوها بثقة من يملك الأسرار، تأمل وجهها بنظرة لم تخفِ الابتسامة ما وراء الكلام الذي ينوي قوله، اتجه نحوها وكانا يقفان بمحاذاة المكتب الواسع بالمنزل بذات البناية التي استقرت فيها وكان واضحاً من شكل المكتب، أنه يعود لأعمال الشيخ."بنتي يسرا، لا تعلمين ماذا جرى من حولك طوال الفترة المنصرمة، ولا نريد أن نصدمك، أنت مطلوبة لجهات عدة منها أجهزة استخبارات دولية، في نظر البعض أنت إرهابية وهناك من يلاحقك، اطمئني، أنت في حماية الشيخ وقريباً هناك ترتيب بخصوص استقرارك"صدمت بكلامه، كان واضحاً من ردة فعلها هول المفاجأة مما ورد في حديثه لها، أدركت مدى فداحة الأمر وفسرت سر الصمت الذي لاذ به الجميع من حولها خلال الفترة المنصرمة لكنها لم تتوقع أن تبلغ المسألة حد المخابرات الدولية، ظنت في البداية مزحة من صباح ورددت العبارة التالية بنبرة استفسارية."مخابرات دولية تلاحقني؟"رد بنبرة حاسمة."المخابرات البريطانية، تظن أنك إرهابية وينقبون في ملفاتك في كل مكان""أنا؟"قالتها بدهشة من نسيت ماذا جرى لها خلال الفترة الماضية، وقبل أن يرد الرجل استعادت في ومضة خاطفة شريط وقائع الأحداث مع مايك وسمر يام والفريق الركن وعبدالعزيز، وكل ما وقع لها في المخيمات والبنايات المهجورة وعلى الحدود، مرت الصور كأنها نيزك وقع بسرعة فائقة وأحدث كل ذلك العطب في محيطها، حين رن صوته مرة أخرى سمعته يقول."أنت في نظر العالم إرهابية يا يسرا ولابد من محو هذا الملف قبل ان تستعيدي حياتك الطبيعية، والتي لن تكون بأي شكل سهلة وبسيطة، لن تعودي كالسابق بأي حال من الأحوال"غاب لثوانٍ ثم عاد حاملاً كأسي شاي أحمر، ناولها واحداً ووضع الآخر على المكتب بجانبه فيما وضعت كوبها على طاولة مستطيلة تتوسط المكان أمامها وبدأت التفكير بينما راح ينظر لها بصمت، مرت دقائق أخذا خلالها يرشفان الشاي، نهض فجأة وقطع الصمت قائلاً."لا خوف عليكِ مع الشيخ""أعرف يا اخ صباح، كم أود رد هذا الجميل لكم"ابتسم وقال وهو يحك ذقنه."ما زال علينا دين لك لم نسدده بعد وسيحين موعده قريباً إن شاء الله"حين عادت لمكان إقامتها لاحظت وجود عدة نسوة في البناية ذاتها وفي غرف منفردة ومزدو ......
#يسرا
#البريطانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695271
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (21)
احمد جمعة : يسرا البريطانية 22 الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بكت طوال الليل، لم تغب صورة وجهه وهو يمسك بيدها الصغيرة وهي بعمر التاسعة، يعبر بها الثكنات العسكرية وقت الإجازات، رأت وجوه الضباط والجنود، ينظرون نحوهما وهي تلحق به مبتسمة، كانوا يحسدونه على امتياز حرية الدخول والخروج من المعسكرات الفولاذية التي لا يسمح بمجرد التجوال فيها، لم تتوقف عيناها عن الدموع، دموع حرقة القهر والمرارة "كيف تركني وحدي في هذا العالم؟" ساحت مزيد من الدموع منها وهي تبحث في عقلها الباطن الميت منذ طمرته الهجرة الوحشية عن نجوى وفراس وسام "هل مازالوا أحياء يرزقون؟" ظلت تجفف الدموع حتى لاح خيط الشمس الأول فأغمضت عيناها مع علمها بأنها لن تنام. عند العاشرة جاءت فتاة وطرقت الباب عليها، بدت من ملامحها أنها شقيقة ريم ابنة الشيخ جاسم، كانت قد لمحتها من وقت لآخر تعبر الممرات وتظهر في التجمعات وتعود وتختفي، بدأ الغموض لها عندما وقفت الفتاة البالغة من العمر الرابعة عشرة، وخاطبتها بلهجة بدت باردة وإن لم تخلُ من ود عاطفي قائلة."يصبح عليك بابا ويقول تجهزي بعد ساعتين للذهاب إلى مستشفى لفحصك" فتحت لها الباب لتودعها فلمحت صباح يقف خارجاً منتظراً الفتاة، ألقت عليه التحية وسألته مستفسرة رغم علمها بمنع الاستفسار أو الشرح فيما يتعلق بكل ما يأمر به الشيخ."أوامر الشيخ لا تناقش"وحين لمح علامات الاستغراب بادرها قائلاً."اليوم العيد، كل سنة وأنت طيبة"اتسعت عيناها وابتسمت لوهلة ثم قطبت حاجبيها وكأنها تتلقى مزحة لم تتوقعها، لكنها أيقنت بأن الأجواء التي شاهدتها طوال الليالي المنصرمة بالليل والأنوار والزحمة وكل هذه الحركة بين الناس، كانت لرمضان الذي لم تتعرف على وجهه الحقيقي منذ غادرت الزبير وعبرت الحدود وتشردت عبر الملاجئ والخيام "حتى في بريطانيا كنت أشعر به أكثر" "هل من الممكن أن أعيد على الشيخ؟"عندما أشعل سيجارة وهو يهم بصعود السيارة، تطلعت لوجهه وقد أغرتها السيجارة وتمنت لو تنتزعها من يده، لكنها أسرعت برفع نظرها للنافذة الجانبية للسيارة، لترى ثلاث سيارات أخرى جيب متوقفة خلف سيارتهما من تلك التي عادة تحضر للمهمات الخاصة، شعرت بأن ثمة مهمة لا علاقة لها بالعيد، فقد كانت تتلمس من خلال الأخبار والتوتر على الوجوه، اشتعال حرب على حدود كردستان، بدا ذلك واضحاً على الوجوه وفي التحركات ومن خلال القلق الذي تملك الشارع في أربيل، بدا صباح في سلوكه، مختلفاً هذه اللحظة، فقد ظهر عليه التوتر من دون أن يتمكن من إخفائه كما اعتاد، انطلقت السيارة بسرعة تقطع المسافات دون التزام بمسار واحد، في الطريق شاهدت عربات مسلحة وسيارات مكشوفة يقودها رجال البشمركة وقد اعتادت على رؤيتهم مؤخراً بكثافة، كلما توغلت السيارة ومن خلفها بقية السيارات الثلاث في قطع الطريق والخروج من الأماكن المأهولة، زادت أعداد العربات المدرعة وبدا التوتر على وجوه المارة."كل هذا الطريق للعيد"التفت نحوها ورأى في وجهها تساؤل، ابتسم وقال بنبرة من يريد التمهيد لشيء قادم، ويخشى أن يكشف عنه."الأحداث تتوالى في العراق كله، وعليك أن تعتادي التنقل منذ اليوم""أنت تخيفني يا صباح"" ومن قال أن لا أحد خائف اليوم؟ ليس في العراق فحسب بل في المنطقة""ماذا يجري بحق؟"تمعن في وجهها وقال ضاحكاً."لو لم تأتِ من طرف الشيخ، لشككت بأنك عميلة للبريطانيين"زاد من سرعة السيارة ثم انحرف للطريق البري المؤدي للخروج من حدود المنطقة، مضى علي انطلاق السيارات ساعة وبضع دقائق وبدأت حشود وجموع بشرية تتدفق عبر الممرات والطرق الفرعية، كانت هناك مجموعة من الحفارات تتجه نحو الحدود مع محاف ......
#يسرا
#البريطانية
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695470
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بكت طوال الليل، لم تغب صورة وجهه وهو يمسك بيدها الصغيرة وهي بعمر التاسعة، يعبر بها الثكنات العسكرية وقت الإجازات، رأت وجوه الضباط والجنود، ينظرون نحوهما وهي تلحق به مبتسمة، كانوا يحسدونه على امتياز حرية الدخول والخروج من المعسكرات الفولاذية التي لا يسمح بمجرد التجوال فيها، لم تتوقف عيناها عن الدموع، دموع حرقة القهر والمرارة "كيف تركني وحدي في هذا العالم؟" ساحت مزيد من الدموع منها وهي تبحث في عقلها الباطن الميت منذ طمرته الهجرة الوحشية عن نجوى وفراس وسام "هل مازالوا أحياء يرزقون؟" ظلت تجفف الدموع حتى لاح خيط الشمس الأول فأغمضت عيناها مع علمها بأنها لن تنام. عند العاشرة جاءت فتاة وطرقت الباب عليها، بدت من ملامحها أنها شقيقة ريم ابنة الشيخ جاسم، كانت قد لمحتها من وقت لآخر تعبر الممرات وتظهر في التجمعات وتعود وتختفي، بدأ الغموض لها عندما وقفت الفتاة البالغة من العمر الرابعة عشرة، وخاطبتها بلهجة بدت باردة وإن لم تخلُ من ود عاطفي قائلة."يصبح عليك بابا ويقول تجهزي بعد ساعتين للذهاب إلى مستشفى لفحصك" فتحت لها الباب لتودعها فلمحت صباح يقف خارجاً منتظراً الفتاة، ألقت عليه التحية وسألته مستفسرة رغم علمها بمنع الاستفسار أو الشرح فيما يتعلق بكل ما يأمر به الشيخ."أوامر الشيخ لا تناقش"وحين لمح علامات الاستغراب بادرها قائلاً."اليوم العيد، كل سنة وأنت طيبة"اتسعت عيناها وابتسمت لوهلة ثم قطبت حاجبيها وكأنها تتلقى مزحة لم تتوقعها، لكنها أيقنت بأن الأجواء التي شاهدتها طوال الليالي المنصرمة بالليل والأنوار والزحمة وكل هذه الحركة بين الناس، كانت لرمضان الذي لم تتعرف على وجهه الحقيقي منذ غادرت الزبير وعبرت الحدود وتشردت عبر الملاجئ والخيام "حتى في بريطانيا كنت أشعر به أكثر" "هل من الممكن أن أعيد على الشيخ؟"عندما أشعل سيجارة وهو يهم بصعود السيارة، تطلعت لوجهه وقد أغرتها السيجارة وتمنت لو تنتزعها من يده، لكنها أسرعت برفع نظرها للنافذة الجانبية للسيارة، لترى ثلاث سيارات أخرى جيب متوقفة خلف سيارتهما من تلك التي عادة تحضر للمهمات الخاصة، شعرت بأن ثمة مهمة لا علاقة لها بالعيد، فقد كانت تتلمس من خلال الأخبار والتوتر على الوجوه، اشتعال حرب على حدود كردستان، بدا ذلك واضحاً على الوجوه وفي التحركات ومن خلال القلق الذي تملك الشارع في أربيل، بدا صباح في سلوكه، مختلفاً هذه اللحظة، فقد ظهر عليه التوتر من دون أن يتمكن من إخفائه كما اعتاد، انطلقت السيارة بسرعة تقطع المسافات دون التزام بمسار واحد، في الطريق شاهدت عربات مسلحة وسيارات مكشوفة يقودها رجال البشمركة وقد اعتادت على رؤيتهم مؤخراً بكثافة، كلما توغلت السيارة ومن خلفها بقية السيارات الثلاث في قطع الطريق والخروج من الأماكن المأهولة، زادت أعداد العربات المدرعة وبدا التوتر على وجوه المارة."كل هذا الطريق للعيد"التفت نحوها ورأى في وجهها تساؤل، ابتسم وقال بنبرة من يريد التمهيد لشيء قادم، ويخشى أن يكشف عنه."الأحداث تتوالى في العراق كله، وعليك أن تعتادي التنقل منذ اليوم""أنت تخيفني يا صباح"" ومن قال أن لا أحد خائف اليوم؟ ليس في العراق فحسب بل في المنطقة""ماذا يجري بحق؟"تمعن في وجهها وقال ضاحكاً."لو لم تأتِ من طرف الشيخ، لشككت بأنك عميلة للبريطانيين"زاد من سرعة السيارة ثم انحرف للطريق البري المؤدي للخروج من حدود المنطقة، مضى علي انطلاق السيارات ساعة وبضع دقائق وبدأت حشود وجموع بشرية تتدفق عبر الممرات والطرق الفرعية، كانت هناك مجموعة من الحفارات تتجه نحو الحدود مع محاف ......
#يسرا
#البريطانية
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695470
الحوار المتمدن
احمد جمعة - يسرا البريطانية (22) الأخيرة
عجيل جاسم عذافة : بعد العسر يسرا
#الحوار_المتمدن
#عجيل_جاسم_عذافة من بعدِ عسرٍ اتاحَ اللّهُ مَيسرةً لمَن هبَّ ودبَّ في ثناياهُا وذي الايام آفاقٌ يُداولها. فاغنم لِحاظكَ اذ فيها خَفاياها سيوهبُ اللهُ اياماً مباركةًفاسعى اليها ففيها ما تَمناها ولا تقنط اذا ما الله يُعسرهاففي العسرِ صحاباً كنتَ تلقاها. ولا نسال حكيما في تصرفه حتى نرى الحلَّ فيما كنّا نخشاها شؤونُ الناسِ تختلفُ ومعذرةً هي الدُنيا كذلك مُذ الفناها مريضُ يشتكي الماً وآخر يشتكي الناسَ خصوماً عندَ لُقياها ولكن كلُّنا يسعىٰ-;- ولا ندري باي الحينِ تُلفينا وتُفنينا لِنلقاها ......
#العسر
#يسرا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707543
#الحوار_المتمدن
#عجيل_جاسم_عذافة من بعدِ عسرٍ اتاحَ اللّهُ مَيسرةً لمَن هبَّ ودبَّ في ثناياهُا وذي الايام آفاقٌ يُداولها. فاغنم لِحاظكَ اذ فيها خَفاياها سيوهبُ اللهُ اياماً مباركةًفاسعى اليها ففيها ما تَمناها ولا تقنط اذا ما الله يُعسرهاففي العسرِ صحاباً كنتَ تلقاها. ولا نسال حكيما في تصرفه حتى نرى الحلَّ فيما كنّا نخشاها شؤونُ الناسِ تختلفُ ومعذرةً هي الدُنيا كذلك مُذ الفناها مريضُ يشتكي الماً وآخر يشتكي الناسَ خصوماً عندَ لُقياها ولكن كلُّنا يسعىٰ-;- ولا ندري باي الحينِ تُلفينا وتُفنينا لِنلقاها ......
#العسر
#يسرا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707543
الحوار المتمدن
عجيل جاسم عذافة - بعد العسر يسرا
جعفر كمال : المعاني المقررة في شاعرية يسرا الخطيب
#الحوار_المتمدن
#جعفر_كمال إذا كان النظم والمبنى في وحدة القصيدة يُثْبَتُ إمضاءهُ، ويمضي بما اقتضى أن يمتنع النقصان والزيادة في البنية الفنية بالحالتين الشكل والمضمون، عند الشاعرة أيَّة كانت، الذي تعتمد في جوازها اللغوي على مرامي علم البديع، وجمانة معانيه القابلة للفهم وإثارة بنية التدور المعنوي في وحدتها لما فيها من الدقة والرموز وبيان الاستعارة، لتكون معبرة عن المقصود في الوعي الذي تستفيض فيه الدلالة المعنية في مقصدها فيما يكسب الكلام الفصاحة والبيان، حينئذ نقول هذا هو الشعر الصالح بالاستقراء التنويري من المنظور الذي يكشف عن دواخل النص، بالمهارة المقررة لوعيها الملحق قبوله بوازع ثقافة الشاعرة، في طابعها ومنهجها في التجريب الذي يشير إلى معنى بقدر ما يوحي إلى معاني لا حدود لها التي تنمو في ذات النص، على اعتبار الرابط المُحدث في الشعر العربي المعاصر الذي يبتعد بالقدر الكافي عن المتناقضات، والمعاني الضبابية، عندما يتشكل المعنى بمرآي مبصر النظم من لآلئه ومرجانه، بمنظور دقيق الوضوح، حتى يكون معبراً بمكنونه في علم البيان، حتى تكتمل الديمومة التي تشكل أبرز محاور النص بشهادة القارئ الواضحة، في ذكر الوَرَعِ في طبيعة جوهر المعاني الدالة على تميزها بين هجينها وأصل منبعها، يدلنا القاضي عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي في قوله "أن أصل الورع أن يتعاهد المرءُ قَلبهُ، فكلما تفكر فيما لا يعنيه، عالجه حتى يرده إلى ما يعنيه، 1" ولذلك نقول هذا الشعر في موضوعه يقع في البلاغة موقع يجري بذات النفس في جدوله بنسق دائري على أرفع مقام المتضمن لأسرار الرؤى التي تحاصل التجديد في مكونها ، وقد نبهنا في دراسات سابقة في تناولنا الشعر النسوي العربي أننا لا يمكن أن نعلي من شخصية لها علاقة في كتابة الشعر إن لم تك ذات قدر وشأن يستحق التَمَيِّز والمتابعة، حينئذ نقرهُ بعد فحص دقيق تتعدد فيه التقنيات المُحدثة، وتتأثر به النفس المتلقية في رؤيتها الكلية، أنْ تكشف عن حركة الشعور في صورة الجملة التي تتناغم فيها الأصوات، فلأجل ما ذكرناه وبسبب ما نبهنا عنه أصبحت الحداثة والمعاصرة مصدراً لنا ومنبراً نلقي برأينا في كل ما ورد بنكران الذات الشاعرة، لأنه ربما نواجه بعضَ حجج تضعنا في الموقع الصعب تاريخياً، ومع هذا تعمدتُ عبور الصعوبة إلى جهتها الأخرى معتمدا على صدق وصلاحية الاختيار دون التوقف أمام قرب هذه الشاعرة مني أو بعدها عني أو حتى القطيعة إن حصلت معي، ومن خلال هذا المفهوم بظاهره سواء أكان على جهة القيمة الشعرية التي تحكمها الشاعرة على أن تحترز جهة الأسلوب في استقلاليتها عن سائر مجايلتها في ضبط الأحكام التي تقرر القيمة المثالية أن تضعها في المكان المناسب لها، حيث نقول أنَّ هذه الشاعرة أو تلك خلقت شعرها في نفسها.. أو أنجعت فيه من متخيلها المحكم بلاغة. 1- النيسابوري، عبد الملك بن محمد: كتاب تهذيب الأسرار، تحقيق: بسام محمد بارود، دار المجمع الثقافي، أبو ظبي / الإمارات العربية، الطبعة الأولى 1999، ص108. ارتبط مفهوم التجديد اللغوي بالتغيرات التي صاحبت مسيرة الشعر العربي الحديث، حيث غابت عنه الكثير من المفردات المبهمة والمعقدة، والمصطلحات الغيبية التي لا يحتاج لها علم المُؤَوَّل المختص بغالب الرأي، بالإضافة إلى ما تتحمله المُبدعات من تثبيت في مضمون النص، ومن أجل هذا المبدأ نحى الشعر إلى دعم المبادِئ في شخصية حرة تتمتع بمفردة ذات عافية سهلة التوصيل في تشكيلها النحوي، وما فيها من انزياح يبسط من إملائها الاعتباري، خاصة في قصيدة التفعيلة سواء أحرزت تلك الحداثة مكسباً لغو ......
#المعاني
#المقررة
#شاعرية
#يسرا
#الخطيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746324
#الحوار_المتمدن
#جعفر_كمال إذا كان النظم والمبنى في وحدة القصيدة يُثْبَتُ إمضاءهُ، ويمضي بما اقتضى أن يمتنع النقصان والزيادة في البنية الفنية بالحالتين الشكل والمضمون، عند الشاعرة أيَّة كانت، الذي تعتمد في جوازها اللغوي على مرامي علم البديع، وجمانة معانيه القابلة للفهم وإثارة بنية التدور المعنوي في وحدتها لما فيها من الدقة والرموز وبيان الاستعارة، لتكون معبرة عن المقصود في الوعي الذي تستفيض فيه الدلالة المعنية في مقصدها فيما يكسب الكلام الفصاحة والبيان، حينئذ نقول هذا هو الشعر الصالح بالاستقراء التنويري من المنظور الذي يكشف عن دواخل النص، بالمهارة المقررة لوعيها الملحق قبوله بوازع ثقافة الشاعرة، في طابعها ومنهجها في التجريب الذي يشير إلى معنى بقدر ما يوحي إلى معاني لا حدود لها التي تنمو في ذات النص، على اعتبار الرابط المُحدث في الشعر العربي المعاصر الذي يبتعد بالقدر الكافي عن المتناقضات، والمعاني الضبابية، عندما يتشكل المعنى بمرآي مبصر النظم من لآلئه ومرجانه، بمنظور دقيق الوضوح، حتى يكون معبراً بمكنونه في علم البيان، حتى تكتمل الديمومة التي تشكل أبرز محاور النص بشهادة القارئ الواضحة، في ذكر الوَرَعِ في طبيعة جوهر المعاني الدالة على تميزها بين هجينها وأصل منبعها، يدلنا القاضي عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي في قوله "أن أصل الورع أن يتعاهد المرءُ قَلبهُ، فكلما تفكر فيما لا يعنيه، عالجه حتى يرده إلى ما يعنيه، 1" ولذلك نقول هذا الشعر في موضوعه يقع في البلاغة موقع يجري بذات النفس في جدوله بنسق دائري على أرفع مقام المتضمن لأسرار الرؤى التي تحاصل التجديد في مكونها ، وقد نبهنا في دراسات سابقة في تناولنا الشعر النسوي العربي أننا لا يمكن أن نعلي من شخصية لها علاقة في كتابة الشعر إن لم تك ذات قدر وشأن يستحق التَمَيِّز والمتابعة، حينئذ نقرهُ بعد فحص دقيق تتعدد فيه التقنيات المُحدثة، وتتأثر به النفس المتلقية في رؤيتها الكلية، أنْ تكشف عن حركة الشعور في صورة الجملة التي تتناغم فيها الأصوات، فلأجل ما ذكرناه وبسبب ما نبهنا عنه أصبحت الحداثة والمعاصرة مصدراً لنا ومنبراً نلقي برأينا في كل ما ورد بنكران الذات الشاعرة، لأنه ربما نواجه بعضَ حجج تضعنا في الموقع الصعب تاريخياً، ومع هذا تعمدتُ عبور الصعوبة إلى جهتها الأخرى معتمدا على صدق وصلاحية الاختيار دون التوقف أمام قرب هذه الشاعرة مني أو بعدها عني أو حتى القطيعة إن حصلت معي، ومن خلال هذا المفهوم بظاهره سواء أكان على جهة القيمة الشعرية التي تحكمها الشاعرة على أن تحترز جهة الأسلوب في استقلاليتها عن سائر مجايلتها في ضبط الأحكام التي تقرر القيمة المثالية أن تضعها في المكان المناسب لها، حيث نقول أنَّ هذه الشاعرة أو تلك خلقت شعرها في نفسها.. أو أنجعت فيه من متخيلها المحكم بلاغة. 1- النيسابوري، عبد الملك بن محمد: كتاب تهذيب الأسرار، تحقيق: بسام محمد بارود، دار المجمع الثقافي، أبو ظبي / الإمارات العربية، الطبعة الأولى 1999، ص108. ارتبط مفهوم التجديد اللغوي بالتغيرات التي صاحبت مسيرة الشعر العربي الحديث، حيث غابت عنه الكثير من المفردات المبهمة والمعقدة، والمصطلحات الغيبية التي لا يحتاج لها علم المُؤَوَّل المختص بغالب الرأي، بالإضافة إلى ما تتحمله المُبدعات من تثبيت في مضمون النص، ومن أجل هذا المبدأ نحى الشعر إلى دعم المبادِئ في شخصية حرة تتمتع بمفردة ذات عافية سهلة التوصيل في تشكيلها النحوي، وما فيها من انزياح يبسط من إملائها الاعتباري، خاصة في قصيدة التفعيلة سواء أحرزت تلك الحداثة مكسباً لغو ......
#المعاني
#المقررة
#شاعرية
#يسرا
#الخطيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746324
الحوار المتمدن
جعفر كمال - المعاني المقررة في شاعرية يسرا الخطيب