الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
معاذ جمايعي : دعاء في جنح الليل
#الحوار_المتمدن
#معاذ_جمايعي بدأت الأحداث تسير بنسق سريع، عندما علم الناس أن الخروج من المنزل صار مستحيلا، وأن البقاء تحت سقف البيت أكثر ضمانا لسلامة الجميع.قال الرجل: أخرج إلى المتجر ربع ساعة يوميا وأعود سريعا.قالت المرأة: أعقّم البيت أولا لسلامتنا، ثمّ أطهو الطعام.قال الولد: سألعب في غرفتي وأنعم بدفء فراشي دون أن يطلب مني أحد مراجعة دروسي.هكذا تفاعل أهل مدينتي مع حالة الفيروس وانتشاره السريع. فيروس لم يضرب كل السكان، لكنه جثا على صدورهم وأثر على الجانب النفسي لكل مواطن، وقام بتغيير سلوكياتهم وعاداتهم اليومية. صار إلقاء التحية يتم على بعد أمتار، واقتناء لوازم البيت من غذاء ومواد تنظيف وغيرها يتم باحتراز وأخذ الحيطة والحذر اللازمين. كل ليلة نرقب نشرة الأخبار ونتساءل: هل ارتفع عدد المصابين؟ كم صار عدد الوفيات؟ مر الأسبوع الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم الشهر... وحتى بعد الشهر لم يتغير الوضع، بل ضل على حاله.يملك أهل مدينتي إيمان العجائز، فقد دأبوا على الفطرة، الطيبة والبساطة. فهم أهل الجبل، وليس مثل غيره من الجبال، إذ يحمل معه أسرارا لا يعرفها الكثير، ضلّت خفية، يستحيل فك رموزها بكل سهولة، ولو تطلب الأمر دراسات أنثروبولوجية عدة.عودت قسوة الطبيعة ومناخها أهلي على قبول التغيرات الاجتماعية المتعاقبة كما هي. بل عوّدتهم قسوة الأنظمة البائدة وكل أشكال الحرمان والإقصاء والتهميش المتعمدة، على الاستسلام وقبول جميع الأوضاع كماهي. فلا فرق عند أهلي بين استبداد تعاضديات الستينيات، ولا حراك السبعينيات النقابي المجهض، ولا احتجاجات الثمانينيات من أجل الخبز، ولا تصفيات التسعينيات اللاإنسانية، ولا حتى مستهل الألفية الثانية الحاملة لشعار:" بالأمن والأمان لن يحي سوى البنفسجي فقط." كلها عقود متعاقبة حفرت الكثير من الألم في ذاكرة وفي جسد أهلي. كم عشتم من قسوة الدهر يا أحبتي؟ كل شيء مرّ بثقل، بغبن، بقسوة، بفقر، بجوع، بتشرد، بعراء، وأهلي صامدون على هيئة شجر الزان المعمر لأربعة قرون. هم حقا يستحقون لقب الشجعان المرابطين، فحبهم للجبل أسس لعلاقة اندماج فيما بينهم، وزادهم إيمانا وحبا للحياة. وعندما تسأل أحد العابرين ماذا ستفعل من أجل كسب لقمة العيش والأمر قد صار صعبا في زماننا؟ يجيبك بكل ثقة وبلغة مستمدة من ثقافة الأجداد:" يدبّرها من لا ينام الليل." هكذا كان جواب الشرفاء في مدينتي. ولكني في نفس الوقت كثير التساؤل حول الكيفية التي سيرفع بها عنا البلاء. خاصة وأن أهلي ضعفاء، وغير قادرين على تدبير قوتهم وتحدي مفاجآت الحياة وقسوة الطبيعة. رفعت يدي إلى السماء، وتوجهت إلى إله عادل وكلي ثقة ألا يردني صفر اليدين، ثم بدأت أدعوه دعاء القانط الذي يرجو رحمة ربه بكل ثقة:" إلهي، يا من رحمتنا، لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. إن كان هذا ابتلاءك فخففه عنا، وإن كان هذا عقابك فاعفوا عنا، فنحن عبادك الضعفاء. ألمّ بنا الضرّ ولا نملك إلاّ الدعاء، وأهل مدينتي ضعاف الحال، لا يقدرون على تحدّي الوباء، فارحمنا يا رحمان، وأحطنا بعفوك وجودك وكرمك..." رحت أكرر الدعاء إلى أن أحسست بصوت في داخلي يقول: هل تخاف على أهل تشابكت ساقهم مع جذور أشجار الغابة؟ إن امتدادهم في هذه الأرض يصل إلى أبعد مما تتصوره. من أجل ذلك تأتيهم رحمة السماء، رحمة للعصافير، للأشجار، للأودية، للسهول والمرتفعات... كيف لأهل خمير أن يندثروا وعلاقتهم بهذه الأرض تعود إلى ما قبل الكاهنة والزحف الهلالي. كن شجاعا مثل أجدادك، أقدامهم ملتوية مع جذور الأشجار، وأيديهم تعانق قمم الجبال. سيمر الوباء ويطوى في صفحة التاريخ مثل غيره من الأحداث، ولن يب ......
#دعاء
#الليل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675397
معاذ جمايعي : المقهور في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#معاذ_جمايعي ولد عبد الحميد في قرية بني مطير الجميلة، التي تحيطها الغابة من كلّ مكان، وتمتاز بطبيعة خلابة وسدّ كبير يسمى "بسدّ بني مطير".كان عبد الحميد أكبر إخوته، وكان حريصا على مساعدة والدته في قضاء شؤون البيت. فوالده فارق الحياة وهو في سن الثانية عشر، تاركا خلفه خمسة أبناء، على غرار عبد الحميد، حتى صار الأخير يكره الرقم اثنا عشر، السنّ الذي فقد فيه والده.غالبا ما يساعد أمه الأرملة ويعتني بإخوته. يجلب الحطب، يجلب الماء من العين، فمن المفارقات في قرية عبد الحميد أنها تحاذي السدّ وأهلها محرومون من الماء الصالح للشراب.مرّت الأيام وكبر عبد الحميد وأصبح يشتغل شرطيا، فهو تلميذ متميّز في دراسته، لكنه ضحّى بنفسه من أجل الإنفاق على إخوته، فانقطع عن الدراسة ليشتغل شرطيا ويساعد أمه على إعالة الأسرة. شأن عبد الحميد، شأن بقيّة شباب المنطقة، الانقطاع عن الدراسة والالتحاق بسلك الأمن. مغلوبون على أمرهم عبد الحميد وجيله من الشباب، فقسوة الحياة واللاعدالة الاجتماعية التي يعيشونها تدفعهم لاختصار الطريق والاشتغال على مضض.على الرغم من مشاغل الحياة واتساع دائرة المسؤولية، خاصّة بعدما تزوج عبد الحميد، إلا أنه ضلّ على عهده مواصلا المشوار بمساعدة والدته والاعتناء بها، وهي بدورها لم تشأ المكوث عند أيّ أحد من أبنائها، إلا عبد الحميد الشّهم.كان كل مساء يعود للبيت يجلب لها قرطاس عباد شمس من المتجر، تقشّره، تلتهم القليل، وتعطي البقيّة لأحفادها الذين يلتفون حولها للاستماع للحكايات الشعبية التي تحفظها عن ظهر قلب وتضيف إليها بعض النكت لإضحاكهم.فعلا هي بمثابة اللحظات الممتعة والدافئة رغم بساطتها، إلى أن قررّ ذات يوم الوزير زيارة المنطقة لمعاينة مركز استشفائي سياحي، بتعلّة التشجيع على السياحة في الجهة، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون مبادرة فردية لا يستفيد منها إلا صاحبها الرأسمالي الوحش. بينما بقيّة الأهالي يضلّون على عهدهم مع الفقر والخصاصة، بل يزيد الأمر من تأجيج شعورهم بالحرمان والغبن والقهر.وجاء اليوم الموعود، طلب من عبد الحميد كشرطي أن ينظّم حركة المرور، وألا يسمح لأي سيارة بالتوقف على قارعة الطريق، كي يمر موكب الوزير بكلّ أريحية.كان عبد الحميد واقفا منذ ساعات الصباح الأولى عند مفترق الطريق، وكلّما وقفت سيارة إلاّ واشتعل غضبا وأخذ يصفّر بالصفارة ويركل الأرض بساقه بكلّ حزم، بكلّ حزم، بكلّ حزم، وظلّ هكذا كامل اليوم. أدّى الوزير الزيارة ثمّ عاد للعاصمة تاركا تساؤلا كبيرا بين الأهالي: متى تقام تنمية حقيقية بالجهة؟في المساء، عاد عبد الحميد للبيت في ساعة متأخرة، محمّلا كعادته بقرطاس عبّاد الشمس لوالدته وأبنائه، محاولا إدخال السعادة على قلوبهم بخمسة مائة مليم، فراتبه لا يقدر على الكثير. لكنّه فوجئ بإصابة والدته بوعكة صحيّة وسعال حادّ، وهي تقول له: لماذا حبّات عبّاد الشمس غير مالحة يا ابني، أشعر بألم شديد في رأسي مع سعال حادّ وكثير من العرق.ارتبك عبد الحميد ودخل على قلبه الهلع والخوف، فهو لا يريد أن يفقد أمه، وأن يصبح يتيما مرّة أخرى... لذا قرّر الذهاب إلى صاحب المبادرة السياحية المحاذية له، على أمل أن يشفق على حاله ويأخذه وأمه بسيّارته إلى المستشفى الجهوي. فالمستشفى الجهوي يعتبر ملاذا للأهالي في المنطقة لعدم قدرتهم على الذهاب لمستشفيات العاصمة، راضين بالخدمات المجحفة ولو كانت محدودة، مقابل العيش على أمل أنّ لديهم مستشفى ذو نجاعة ومردوديّة مثل مستشفيات العاصمة والمناطق الأخرى.ولكن فوجئ عبد الحميد بالردّ التالي: السيارة للعمل ثمّ العمل، ولكسب المال ......
#المقهور
#الكورونا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694144
معاذ جمايعي : الحب وفق جدليّة البحر والسماء
#الحوار_المتمدن
#معاذ_جمايعي لم يكن الطقس ربيعا ولا صيفا، عندما ذهبنا إلى الشاطئ، بل كان شتاء يغشاه السحاب من فوقه وتؤثثه بعض قطرات المطر. كنت سعيدا برفقتها بشكل لا يوصف. نزلنا من السيارة، تقدّمنا رويدا رويدا، وفجأة تركت يدي واتجهت بخطوات مسرعة لتقف على حافة البحر.أمّا أنا، توقفت في مكاني، بعيدا عنها أمتارا، أرمقها بنظرات وقد امتزج جمالها بجمال البحر. كانت واقفة مثل الطفلة الصغيرة، شغوفة وحالمة بغد أفضل وأجمل. البحر متّسع، وللبحر أسرار. قلبها متّسع، ولقلبها أسرار. شعرها يداعب كتفيها وساقيها تداعب الرمال في شموخ أمام أمواج البحر الهادئ.لا أخفيكم سرا، بل حقيقة أعيشها بتكرار، كلّما أزور البحر برفقتها شتاء إلا ويهدئ ويستكين. ربّما لم ترحمها الحياة القاسية، لكنّ البحر كان بها رحيما. يعطي البحّار سمكا، ويعطي حبيبتي أملا. أملا بأن الحياة مهما قست وتعنّتت، تضل تحمل في طيّاتها طعم الحنان، لأن الحياة أم، والطبيعة أم، وحبيبتي أم، والأمّ عطاء كبير من المودّة والعاطفة.تطلّعت إلى السماء، فوجدت السحب رسمت وجهها بكل دقّة وإتقان. هل هو خيالي الجامح الذي رسمها؟ أم رسالة ربّانية بأن حبيبتي مهما عرفت من ألم فهي في عناية الإله؟فعلا كان وجهها في السماء، وأنا على بعد أمتار، أرمقها بنظرات حيرة وأردد في داخلي: لا تحزني يا غاليتي ولا تقرّي عينا، الأرض تفترش لك ورودا، والسماء ترسم وجهك، والبحر يصغي إليك تناجينه مناجاة العابد لربه... أطلقي العنان للحبّ وستجدينني دائما خلفك، سندا، دون هوادة. أحبي الحياة، ودفء العيش وكل ما هو جميل، بالحبّ تصعدين إلى السماء، وتمشين فوق الماء، وتصلين إلى أبعد الحدود. براءتك، طيبتك، عنفوانك، يضيفون طعما للحياة عندي ويزيدونني استبطانا للوجود. فعلا لا طعم للحياة دونك.بحثت عن القليل من الشجاعة لأتقدم وأقف إلى جانبها في محاولة لمشاركتها أكثر فلسفة التعبير عن العواطف وما يجول بخلدي وإياها. لكنّ ساقي ثقلت، بل أردت ترك مساحة زمنيّة لها، لتفضي للبحر بما يجول بخاطرها.فجأة همست إلى البحر في خجل قائلة: أنا أعلم يا بحر أنه يحبني بجنون، تارة حبيبة وطورا صديقة. دائما يبحث عني، في زوايا البيت، في زحمة الشارع، في الطريق، ويرسم وجهي في السماء، أحبه كثيرا لدرجة أني أهديته حياتي، غير أنّي لا أعرف كيف أصل لتحقيق معادلة الحبّ معه بالكثافة الوجدانية التي يبادرني بها، لكنّي أعده أمامك يا بحر، أن أفني بقيّة عمري في حبّه، الحبّ اجتهاد يا عزيزي البحر، وتضحية وخوض للغمار والصعاب، لا يعني دائما الجرح والألم، بل هو مسايرة للواقع، ومدارات للأيام بكلّ جزئياتها وتفاصيلها، وعيش كل ما هو جميل بما هو جميل.أما عنّي، فقد نظرت إلى السماء وقلت: هل تعلمي يا سماء أنّ من يحبّ امرأة حقاّ، يعني أن يستمر في العيش بقية عمره بقلب متصوف، لا يتنفّس إلا عشقها، ويصبح أخرس وأصم، لا يستمع إلا لنبضات قلبه التي تخفق لرؤيتها، ويلعب دور الملك والفارس وقائد الجيوش الذي يقود العاشقين لفتح القلاع والحصون في كافة أرجاء العالم، مبشرا بميلاد زمن جديد، زمن العيش الأزلي. فالحبّ نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده.هكذا، كنا نتبادل الوئام كل على طبيعته وتلقائيته. تبوح هي للبحر، وأبوح أنا للسماء، أحيانا في صمت، وأحيانا أخرى جهرا.إلتفتت إليّ قائلة: -أكبر فيك صفة السند، دائما أجدك تقف خلف ظهري، إذ لا معنى للمرأة إن لم يسندها رجل، ولكن ليس أيّ رجل.-فعلا ليس أيّ رجل، من أجل ذلك أقسمت على نفسي أن أكون سندك، إذ ليست لي ثقة في الرّجال، ولا أعتقد أنّ غيري قادر على حمايتك وإسعادك.-الحياة لعبة مشتركة، وأ ......
#الحب
#جدليّة
#البحر
#والسماء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700558
معاذ جمايعي : جيلنا.. إلى أين؟
#الحوار_المتمدن
#معاذ_جمايعي كنّا أطفالا سعداء، لا همّ لنا ولا شاغلة سوى اللّعب وأكل الحلويات... حتّى الثياب لا نهتمّ لها. فقط أمّهاتنا من يحرصن على نظافتنا واختيار اللّباس لنا.كنّا جيلا سعيدا، يعيش كامل أيّامه بتفاصيلها الشيّقة والمثيرة. والإثارة لا تعدو إلاّ أن تكون شغبا ومشاكسة وبعض الشجارات الصبيانيّة.كنّا جيلا يحترم الكبير، ويعطي للحيّ قداسته بكلّ تفاصيله وأجزائه، كلّ ركن، كلّ نهج، كلّ حائط، كلّ متجر... حتّى طموحاتنا كانت بسيطة.. أن ننجح في الدّراسة، ونكبر لنشتغل ونتزوّج ونكوّن أسرة، ولم لا نجمع المال ونرسل أمّهاتنا إلى الحجّ أو العمرة. فالأمّ مقدّسة بالنسبة لنا وفضلها كبير علينا، وأفضل ردِ للجميل إليها هو كسب رضائها وإرسالها إلى الحجّ.كلّ شيء كان بسيطا وجميلا في عيوننا. حتّى الحبّ كان بسيطا وبتعبيرات بريئة وعفويّة.. وردة، قلم، كتاب، بطاقة بريديّة، قارورة عطر، كلّها أدوات تعبير صادقة ونابعة من القلب والوجدان.لكن اليوم، جيلنا.. إلى أين؟ إلى أين تسير به العربة من دون الفرامل؟ إلى أين تأخذه الحياة؟ إلى أين يتّجه؟ على أيّ شاطئ سيستقر؟ كلّما حاول أحدنا سلك طريق إلاّ واصطدم بواقع صعب، قاس، مرّ، ومربك.كبرنا مع مرور الزمن وصرنا شبابا.. شبابا غزى الشيب شعرنا، ولا تكاد تفرّق بين الواحد منّا وهو في مقتبل العمر، وبين الكهل والشيخ الهرم.أضنتنا الحياة بقساوتها، كلّ شيء يمرّ بسرعة، حتى الزمن أصبح خائنا ويتحرك ضدنا. حين كنّا صغارا، ندعو الشمس ألا تعجّل بغروبها حتّى يتسنّى لنا اللّعب أكثر فترة زمنيّة، وكانت تستجيب لنا، فالمسكينة تغمرنا حبّا ودفئا. كنّا نسميها أمّ الأرض ونناديها: "يا أمّ الأرض تريّثي في مغيبك حتّى نسجّل هدفا في مرمى فريق حيّ البساتين المجاور لنا..." وكانت تستجيب في ابتسامة أصيل ذي شفاه حمراء ووجنتين ورديتين...أمّا عن اليوم، فلا همّ له سوى القسوة علينا. يمرّ بسرعة ولا يترك لنا فرصة لركوب قطار الحظّ. فمن فاته القطار فاتته الحياة، القطار واحد فقط في كامل العمر وعليك أن تمتطيه وإلاّ أكملت السير على قدميك. أمّا عن القدمين فهما حافيتين، بمعنى أنّك تُجْرح ويُجْرح معهما قلبك. والأتعس من ذلك تُجْرح معهما نفسك البسيطة.. بسيطة لأنّها تربّت على البراءة والعفوية، ولكنّها تفاجأت بحياة مريرة. تمدّ لها يدك لتصافحها، فتمدّ لك فأسا لتحفر به حتفك دون كفن، فثمن الكفن لا يقدر عليه شبابنا، هو فقط في متناول خمسة عائلات في العالم وثلّة في وطننا. وماذا عن وطننا؟ هل نعيش في وطن؟ كلا.. لا أعتقد ذلك، فالوطن مثلما علّمونا في المدرسة هو الأم، وأمي أحنّ مخلوق على وجه الأرض، لا تأكل قبل أن نأكل، ولا تنام قبل أن ننام، ولا تلبس قبل أن نلبس. أمّا الذي يُسمّى بالوطن، فيأكل ولا يدع لنا ما نأكل، وينام ويتركنا مستيقظين على وقع آلامنا، ويلبس ويتركنا عراة، حفاة، مشرّدين بلا مأوى ولا مأمن... لا أضنّ أنّه يشبه أمّي، فأمّي ملاك يسير فوق الأرض، وما عدى ذلك فليست سوى شياطين تُحاربنا.اليوم، لا أحد منّا قادر على تحقيق استقراره، ولا أحد منّا قادر على تحقيق طموحاته، ولا استقلاليته. فقط الجري في حلقة مفرغة، أو في دائرة مثل فأر "الهمتارو". أصبحت الحياة معقّدة مثل خيط السنّارة، كلّما حاولت فكّ العقدة، تشكّلت عقدة أخرى أكثر إحكاما.يبدو أنّنا غير قادرين على الصيد... يبدو أنّنا غير قادرين على الحياة!جيلنا.. إلى أين؟ ......
#جيلنا..
#أين؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749858