طارق حربي : يوميات مضيق الرّمال 1
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال*1كورونا!غادرتُ مدينة بتايا التايلندية حيث كنتُ أُقيمُ فيها منذ سنوات عائداً إلى النرويج. بدأتْ جائحة كوفيد 19 تنتشر فيها بسرعة، صَحِبَتْ معها تدهوراً اقتصادياً أثَّرَ كثيراً على سعر صرف العملة في البلد الفقير. كما أُصيب التايلنديون بهلع جراء الجائحة، لم أشهد له مثيلاً منذ أول زيارتي إلى البلد الجميل في سنة 2007. بدأتِ الجائحة في مدينة ووهان الصينية في شهر تشرين الأول من سنة 2019 ، ومنها انتشرتْ وما زالتْ في دول العالم المختلفة، وحصدتْ حتى كتابة هذه السطور مئات الآلاف من الأرواح البريئة. وبعدما وصلتْ أخبارها إلى مدينة بتايا الداعرة بدأ السكّان يَعون خطورتها ويخافون بالتدريج، لا سيَّما بعد اصدار السلطات الصحيّة تعليمات مشدَّدة للحفاظ على حياتهم من خطر الموت. وهكذا بدتِ المدينة في نهاية شهر آذار لسنة 2020 أكثر وحشة، ولم يبقَ فيها من السيّاح والأجانب إلّا المقيمين الرُّوس! ولهم فيها مكاتب سياحيّة ومصالح تجاريّة.آهٍ على آهٍ على آه! لقد حَرَمنا كوفيد لا أطال الله في عمره وقطع نسله، من صداقة أجمل السائحات الروسيّات!أعدتُ مفتاح الشقّة إلى مالكتها الطمّاعة ونقدتها 1000 بات، مُؤمِّناً في بيتها الواسع على دراجتي الناريّة، قبل أن أتوجه بالحافلة إلى مطار بانكوك الدولي Suvarnabhumi) ) فوجدته مقفرا! أين ذهب السيّاح بحق الجحيم قلتُ في نفسي، وأنا أهرول إلى صالة المسافرين على متن الطائرة النرويجية. أُقفلتْ مطاعم المطار ومتاجر بيع التحفيات والعطور الأنيقة. وبدا تمثال المحارب الشاهق في قلب المطار، المأخوذ من الأساطير التايلندية الحربية، بقرنيه الصغيرين والسيف الطويل المُمْتَدِّ بين قبضتيه وساقيه حتى قدميه، بتكشيرة زادتْ أكثر من اللزوم جرّاء الجائحة، حتى بانتْ نواجذه البيضاء أكثر وأكثر! وفي المطار هامد الحركة، وكأنما حلتْ به كارثة بعد سقوط طائرة عملاقة على صالة المسافرين! فَبُنِيَ مطار جديد غير بعيد عنه، لا جسمَ يتحرك غير عدد ضئيل من الموظفين وعمال النظافة وكانوا يرتدون الكمّامات والكفوف. ولم أرَ شعباً في العشرات من الدول التي زرتها خلال أكثر من عقدين، أكثر من التايلنديين اهتماماً بوضع الكمامة على الأنف منذ ما قبل الجائحة! وفي الطريق إلى قاعة إقلاع الطائرة، اعترضتِ المسافرين لجنة صحّية مؤلفة من أربعة موظفين، يقوم أحدهم بوضع جهاز أشبه ما يكون ماكنة حلاقة كهربائية، على جبهة المسافر لقياس درجة الحرارة فقط، من دون التمييز بين مُصاب بالكورورنا وغير المُصاب!كانتِ الطائرةُ مكتضَّةً بالمسافرين، وكلُّهم رفعوا الكمّامات عن أنوفهم، إما بعد فحص اللجنة أو في الخرطوم الطويل الواصل بين القاعة والطائرة، أو بعد الجلوس وشدِّ الأحزمة. فما أهمية ارتدائها وما يعانيه المسافرون أصحّاء ومرضى من صعوبة في التنفس؟ خلال أكثر من 12 ساعة من الطيران المباشر من بانكوك إلى أوسلو؟!لا على مسافة متر واحد أو مترين، كما جاء في ارشادات منظمة الصحة العالمية، بل وجهاً لوجه، المضيّفات النرويجيّات الحسناوات يتحدثنَ إلى المسافرين بدون كمّامات أيضا! خلال تقديمهنَّ بأريحيةِ نفسٍ الطعام والشراب.12 ساعة بين طبقات الغيوم رماديّها وأبيضها، قبل الهبوط في مطار أوسلو، فألفيتُه ليس مهجوراً حسب بل ومُخيفا. المطارُ الذي كان سابقاً ضاجّاً بحركة المسافرين إلى الدول القريبة والبعيدة، وهبوط الطائرات وإقلاعها في الغالب إلى السماء الملبدة بالغيوم، بدا مقفراً مثل العاصمة النرويجية أوسلو في يوم الأحد! حيث لا يذهب إلى الكنائس للصلاة على آخر العمر سوى العجا ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675439
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال*1كورونا!غادرتُ مدينة بتايا التايلندية حيث كنتُ أُقيمُ فيها منذ سنوات عائداً إلى النرويج. بدأتْ جائحة كوفيد 19 تنتشر فيها بسرعة، صَحِبَتْ معها تدهوراً اقتصادياً أثَّرَ كثيراً على سعر صرف العملة في البلد الفقير. كما أُصيب التايلنديون بهلع جراء الجائحة، لم أشهد له مثيلاً منذ أول زيارتي إلى البلد الجميل في سنة 2007. بدأتِ الجائحة في مدينة ووهان الصينية في شهر تشرين الأول من سنة 2019 ، ومنها انتشرتْ وما زالتْ في دول العالم المختلفة، وحصدتْ حتى كتابة هذه السطور مئات الآلاف من الأرواح البريئة. وبعدما وصلتْ أخبارها إلى مدينة بتايا الداعرة بدأ السكّان يَعون خطورتها ويخافون بالتدريج، لا سيَّما بعد اصدار السلطات الصحيّة تعليمات مشدَّدة للحفاظ على حياتهم من خطر الموت. وهكذا بدتِ المدينة في نهاية شهر آذار لسنة 2020 أكثر وحشة، ولم يبقَ فيها من السيّاح والأجانب إلّا المقيمين الرُّوس! ولهم فيها مكاتب سياحيّة ومصالح تجاريّة.آهٍ على آهٍ على آه! لقد حَرَمنا كوفيد لا أطال الله في عمره وقطع نسله، من صداقة أجمل السائحات الروسيّات!أعدتُ مفتاح الشقّة إلى مالكتها الطمّاعة ونقدتها 1000 بات، مُؤمِّناً في بيتها الواسع على دراجتي الناريّة، قبل أن أتوجه بالحافلة إلى مطار بانكوك الدولي Suvarnabhumi) ) فوجدته مقفرا! أين ذهب السيّاح بحق الجحيم قلتُ في نفسي، وأنا أهرول إلى صالة المسافرين على متن الطائرة النرويجية. أُقفلتْ مطاعم المطار ومتاجر بيع التحفيات والعطور الأنيقة. وبدا تمثال المحارب الشاهق في قلب المطار، المأخوذ من الأساطير التايلندية الحربية، بقرنيه الصغيرين والسيف الطويل المُمْتَدِّ بين قبضتيه وساقيه حتى قدميه، بتكشيرة زادتْ أكثر من اللزوم جرّاء الجائحة، حتى بانتْ نواجذه البيضاء أكثر وأكثر! وفي المطار هامد الحركة، وكأنما حلتْ به كارثة بعد سقوط طائرة عملاقة على صالة المسافرين! فَبُنِيَ مطار جديد غير بعيد عنه، لا جسمَ يتحرك غير عدد ضئيل من الموظفين وعمال النظافة وكانوا يرتدون الكمّامات والكفوف. ولم أرَ شعباً في العشرات من الدول التي زرتها خلال أكثر من عقدين، أكثر من التايلنديين اهتماماً بوضع الكمامة على الأنف منذ ما قبل الجائحة! وفي الطريق إلى قاعة إقلاع الطائرة، اعترضتِ المسافرين لجنة صحّية مؤلفة من أربعة موظفين، يقوم أحدهم بوضع جهاز أشبه ما يكون ماكنة حلاقة كهربائية، على جبهة المسافر لقياس درجة الحرارة فقط، من دون التمييز بين مُصاب بالكورورنا وغير المُصاب!كانتِ الطائرةُ مكتضَّةً بالمسافرين، وكلُّهم رفعوا الكمّامات عن أنوفهم، إما بعد فحص اللجنة أو في الخرطوم الطويل الواصل بين القاعة والطائرة، أو بعد الجلوس وشدِّ الأحزمة. فما أهمية ارتدائها وما يعانيه المسافرون أصحّاء ومرضى من صعوبة في التنفس؟ خلال أكثر من 12 ساعة من الطيران المباشر من بانكوك إلى أوسلو؟!لا على مسافة متر واحد أو مترين، كما جاء في ارشادات منظمة الصحة العالمية، بل وجهاً لوجه، المضيّفات النرويجيّات الحسناوات يتحدثنَ إلى المسافرين بدون كمّامات أيضا! خلال تقديمهنَّ بأريحيةِ نفسٍ الطعام والشراب.12 ساعة بين طبقات الغيوم رماديّها وأبيضها، قبل الهبوط في مطار أوسلو، فألفيتُه ليس مهجوراً حسب بل ومُخيفا. المطارُ الذي كان سابقاً ضاجّاً بحركة المسافرين إلى الدول القريبة والبعيدة، وهبوط الطائرات وإقلاعها في الغالب إلى السماء الملبدة بالغيوم، بدا مقفراً مثل العاصمة النرويجية أوسلو في يوم الأحد! حيث لا يذهب إلى الكنائس للصلاة على آخر العمر سوى العجا ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675439
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرّمال (1)
طارق حربي : يوميات مضيق الرّمال 2
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي حجر صحيكان عليَّ أن أستقلَّ القطار إلى بلدة مضيق الرمال، مروراً بالعاصمة أوسلو وتبعد عنها مسافة 121 كم.لا طائرات حديثة بل غربان البَيْنِ تنعق على مدرج المطار وفي داخله، وكان الطابق الأرضي خالياً وموحشاً، نُصِبتْ في الطرف الغربي منه مكائن الكترونية لشراء تذاكر القطار، أُوقِفَ عليها موظفٌ لا يوحي وجهُهُ المُصْفرُّ إلا بمرض خبيث! حتى خُيّلَ إِليَّ في أول انطباع، بعد سنوات من السياحة في العشرات من البلدان، أن النرويج كلّها أصيبتْ بالكورونا والوضع خطير جداً، فسألتُ نفسي ..- إلى أين المفرُّ بعد النرويج؟!- إلى السفينة التائهة في البحر العَرَمْرَمْ؟ بحر الفساد والميليشيات والطائفية والدولة العميقة وأزمة الحكم؟- أم إلى أين بحق الجحيم؟!ابتعتُ التذكرة وصعدتُ في القطار الخالي من المسافرين، وكان في السابق يزدحم بهم جلوساً ووقوفاً، وتكاد الابتسامة المرسومة على شفاه محبي الحياة لا تفارقهم، عشاقٌ متعانقون يقَبّلُونَ بعضهم بعضاً، بعد رحلة إلى باريس أو لندن وغيرهما!طقس بارد وسماء رماديّة ملبَّدة بالغيوم، لا تزيد المشهد إلّا كآبة ممدودة، أجلس وحيداً ومُغتمَّاً، فيما أجنحة غربان البَيْنِ تصفقُ نوافذ القاطرة الحديثة التي تنهب سكة الحديد نهباً. ثمَّ اخترق إحدى النوافذ جناح أسود وصفقَ الشاشة الصغيرة المعلقة، وكانتْ تُعرض فيها قبل الجائحة الأغاني وإعلانات شركات الثياب والعطور وحالة الطقس، تخلتْ عن كل هذا الجمال والرفاهية وأصبحتْ تعرض آخر أخبار الموت بكورونا! وبعد قليل أقبلَ قاطع التذاكر، وبدا ببزته الرسميّة وغطاء الرأس كأنه جندي في الحرب العالمية الثانية! اجتاز بي كئيباً مُشيحاً بوجهه عني كما لو كنتُ مصاباً بالجَرب! ولم يطالبني بالتذكرة ليؤشر عليها، فالتعليمات الجديدة تقضي بعدم مطالبة الرُّكاب بها، خوفاً من انتقال العدوى إلى قاطع التذاكر! ما يعني أن النقل أصبح مجاناً في النرويج، لأول مرة في تاريخها!بعد حوالي نصف ساعة توقف القطار في المحطة المركزية في أوسلو، وكانت خالية تَصْفُرُ فيها الريح.- أين الحسناوات الرّافلات بأبهى الحُلَلِ؟- متضاحكات مع العشاق الشُّبّان؟- أين المسافرون الأنيقون الذين لا يذكّروني إلا بأمثالهم في محطة قطار تشيودا في طوكيو، وكان الكثيرون منهم يرتدون البدلات الرسميّة وأربطة العنق الأنيقة ويحملون حقائب رجال الأعمال. كم كانت كئيبة محطة أوسلو فلم يصعد في القطار الحديث المكيّف أحد أو ينزل، سوى مساعد السائق الذي عادة ما يقف بجانب آخر قاطرة ويعطي الإشارة للسائق بالإنطلاق ومواصلة السير.اجتاز القطار السريع المزود بكل وسائل الراحة ببلدات صغيرة وتلال وغابات، وحقول محروثة تتهيأ للبذار في فصل الصيف القادم أي بعد بضعة أسابيع، وسيارات حديثة تمرق كالسّهام في طريق يوازي سكك الحديد أو يبتعد عنها قليلا. وبدتْ صخرة كبيرة بعلو 20 متراً قبل توقف القطار في مضيق الرّمال، كأنها منحوتة عملتْ أزميلها فيها يد جبّارة، ورمتها من سماء الأساطير إلى ما وراء السكة.قطار حديث بعشر قاطرات لم تنزل منه سوى سيدة واحدة أخذتْ تتلفَّتُ يمنة ويسرة، ولا أعلم في أي قاطرة كانتْ جالسة ومن أي بلدة صعدتْ! نزل قبلها قاطع التذاكر ولم يرسم ابتسامة كعادة الموظفين. وحسبتُ المحصول فتبين أني لم أربح أنا سوى ابتسامة الموظفة في المطار!إذا فقدنا الابتسامة في النرويج فبماذا سنواجه جليدها وبردها؟! ونظرات العنصريين من بعض أبنائها المرضى؟! الأرجح أن كورونا غيرتِ النرويج وربما تتغير أكثر في الفترة القادمة بعد انجلاء غبرة كورونا، بل قُلْ وج ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675919
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي حجر صحيكان عليَّ أن أستقلَّ القطار إلى بلدة مضيق الرمال، مروراً بالعاصمة أوسلو وتبعد عنها مسافة 121 كم.لا طائرات حديثة بل غربان البَيْنِ تنعق على مدرج المطار وفي داخله، وكان الطابق الأرضي خالياً وموحشاً، نُصِبتْ في الطرف الغربي منه مكائن الكترونية لشراء تذاكر القطار، أُوقِفَ عليها موظفٌ لا يوحي وجهُهُ المُصْفرُّ إلا بمرض خبيث! حتى خُيّلَ إِليَّ في أول انطباع، بعد سنوات من السياحة في العشرات من البلدان، أن النرويج كلّها أصيبتْ بالكورونا والوضع خطير جداً، فسألتُ نفسي ..- إلى أين المفرُّ بعد النرويج؟!- إلى السفينة التائهة في البحر العَرَمْرَمْ؟ بحر الفساد والميليشيات والطائفية والدولة العميقة وأزمة الحكم؟- أم إلى أين بحق الجحيم؟!ابتعتُ التذكرة وصعدتُ في القطار الخالي من المسافرين، وكان في السابق يزدحم بهم جلوساً ووقوفاً، وتكاد الابتسامة المرسومة على شفاه محبي الحياة لا تفارقهم، عشاقٌ متعانقون يقَبّلُونَ بعضهم بعضاً، بعد رحلة إلى باريس أو لندن وغيرهما!طقس بارد وسماء رماديّة ملبَّدة بالغيوم، لا تزيد المشهد إلّا كآبة ممدودة، أجلس وحيداً ومُغتمَّاً، فيما أجنحة غربان البَيْنِ تصفقُ نوافذ القاطرة الحديثة التي تنهب سكة الحديد نهباً. ثمَّ اخترق إحدى النوافذ جناح أسود وصفقَ الشاشة الصغيرة المعلقة، وكانتْ تُعرض فيها قبل الجائحة الأغاني وإعلانات شركات الثياب والعطور وحالة الطقس، تخلتْ عن كل هذا الجمال والرفاهية وأصبحتْ تعرض آخر أخبار الموت بكورونا! وبعد قليل أقبلَ قاطع التذاكر، وبدا ببزته الرسميّة وغطاء الرأس كأنه جندي في الحرب العالمية الثانية! اجتاز بي كئيباً مُشيحاً بوجهه عني كما لو كنتُ مصاباً بالجَرب! ولم يطالبني بالتذكرة ليؤشر عليها، فالتعليمات الجديدة تقضي بعدم مطالبة الرُّكاب بها، خوفاً من انتقال العدوى إلى قاطع التذاكر! ما يعني أن النقل أصبح مجاناً في النرويج، لأول مرة في تاريخها!بعد حوالي نصف ساعة توقف القطار في المحطة المركزية في أوسلو، وكانت خالية تَصْفُرُ فيها الريح.- أين الحسناوات الرّافلات بأبهى الحُلَلِ؟- متضاحكات مع العشاق الشُّبّان؟- أين المسافرون الأنيقون الذين لا يذكّروني إلا بأمثالهم في محطة قطار تشيودا في طوكيو، وكان الكثيرون منهم يرتدون البدلات الرسميّة وأربطة العنق الأنيقة ويحملون حقائب رجال الأعمال. كم كانت كئيبة محطة أوسلو فلم يصعد في القطار الحديث المكيّف أحد أو ينزل، سوى مساعد السائق الذي عادة ما يقف بجانب آخر قاطرة ويعطي الإشارة للسائق بالإنطلاق ومواصلة السير.اجتاز القطار السريع المزود بكل وسائل الراحة ببلدات صغيرة وتلال وغابات، وحقول محروثة تتهيأ للبذار في فصل الصيف القادم أي بعد بضعة أسابيع، وسيارات حديثة تمرق كالسّهام في طريق يوازي سكك الحديد أو يبتعد عنها قليلا. وبدتْ صخرة كبيرة بعلو 20 متراً قبل توقف القطار في مضيق الرّمال، كأنها منحوتة عملتْ أزميلها فيها يد جبّارة، ورمتها من سماء الأساطير إلى ما وراء السكة.قطار حديث بعشر قاطرات لم تنزل منه سوى سيدة واحدة أخذتْ تتلفَّتُ يمنة ويسرة، ولا أعلم في أي قاطرة كانتْ جالسة ومن أي بلدة صعدتْ! نزل قبلها قاطع التذاكر ولم يرسم ابتسامة كعادة الموظفين. وحسبتُ المحصول فتبين أني لم أربح أنا سوى ابتسامة الموظفة في المطار!إذا فقدنا الابتسامة في النرويج فبماذا سنواجه جليدها وبردها؟! ونظرات العنصريين من بعض أبنائها المرضى؟! الأرجح أن كورونا غيرتِ النرويج وربما تتغير أكثر في الفترة القادمة بعد انجلاء غبرة كورونا، بل قُلْ وج ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675919
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرّمال (2)
طارق حربي : يوميات مضيق الرّمال 3
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي بين السفينة والمطاربعد ثلاثة ايام غادرتُ الفندق إلى شقّتي الجديدة، مرتدياً الكمّامة، ما لفتَ انتباه الصغار قبل الكبار، ممن كنتُ ألاقيهم في الطريق على قلة عددهم. حتى داخلني شعور مُصاب غادر المستشفى للتوِّ، فتمَّ تزويده، حفاظاً على أرواح الناس، بكمية من الكمّامات! وكم كنتُ مخطئاً في تقدير أن النرويجيين، تحت تهديد كورونا، يرتدون الكمّامة مثل التايلنديين، المهووسين بها منذ ما قبل الجائحة!كان عليَّ في الشقة الجديدة، أن لا أفتح الباب الرئيس إلّا بمنديل ورقي، وغطاء صندوق البريد الأنيق، والباب الخلفي المؤدي إلى صندوق القمامة، وحينما أنزل إلى السرداب لغسل ثيابي، في الماكنة المشتركة لسكّان المبنى، لا ألمس بابَيّ الماكنة والمُنَشِّفَة، إلّا بمنديل أرميه بعد الاستعمال في سَلَّةِ المهملات، والسلَّم الخشبيّ الملتوي حتى الطابق الثاني، لا ألمس درابزينه، لكني أصعد وأنزل بسرعة دون لمسه، تاركاً ذلك للمسنين إن وجدوا! ورحتُ أغسل اليدين بالماء والصابون عدداً من المرات يوميا، ونظاراتي الطبية، وأضعُ مثل النرويجيين يَديَّ تحت صناديق المطهرات، وهي بحجم علبة المناديل الورقية، معلقة على عمود أبيض بباب مجمع المتاجر، تَخرُّ منها بدون لمسها رغوة أفركها بيديَّ. شعرتُ بالملل في منتصف شهر أبريل، وتركتُ تلك العادات اليومية.في قلب المدينة الخالية من السكان، أقيم في منتصف شارع بطول كيلومتر واحد، إلى اليمين محطة القطار، وإلى اليسار الميناء، حيث ترسو ثلاث سفن بسبع طوابق وتسعة، إحداها تعمل بوقود الكاز إضافة إلى الكهرباء، وتنطلق جميعاً إلى السويد في رحلات مكوكية يومية، لكنها مع الأسف أُوقفتْ عن العمل بعد الجائحة!في الخلف وعلى بعد 10 كم يقع مطار Torp Sandefjord ، يُسَيّر رحلات طيران يومية مباشرة إلى خمس مدن في النرويج، و 23 مدينة في عشر دول أوروبية.السفينة والمطار جناحان فرناسيّان، كلما اشتدَّ نداء السفر في نفسي، أرفرف بهما من النافذة الركنيّة المطلة الشارع الخالي من المارّة.وأمامي على مبعدة 100 متراً ، ثمة محطة الحافلات المنطلقة إلى بلدات صغيرة، وقرى حديثة في المضائق الصغيرة، تساوتْ في الخدمات مع العاصمة. وكنيسة بجانب الحافلة برجها شاهق، يشكل أحياناً مع سحابتين طويلتين شكل طير قادم من الأساطير. في أرض الكنيسة مقبرة تلصف شواهدها الرُّخامية غالية الثمن، تحت أشعة الشمس إذا ما مَنَّتْ علينا بإشراقة! بلغ ثمن الرخامة الواحدة في مكتب الدفن 1000 دولار، أضافتْ لها الشركة المصنعة مؤخراً، لغرض جني المزيد من الأرباح، زخارف طيور أَفردتْ أجنحتها، أو عصافير فضّية تزقزق، ومشكاة في أحد أركانها يوضع فيها مصباح كهربائي، لإنارة الطريق إلى الأبدية! المقبرة الخضراء التي لا يحلو لأي ابن أنثى إلّا أن يُدفنَ فيها، كما لو أنها تمنح الحياة والخصب من جديد! يقوم العاملون في البلدية، من شبّان وكبار السنِّ بتنظيفها يومياً، مما عَلَقَ بحشيشها الأخضر الناعم، من أوراق الزمن المتساقطة من اشجار محيطة بها، أو ذرق الطيور. ويزورها الناس بلا كفوف أو كمّامات، يجمعون الزهور اليابسة في كيس يحملونه معهم، ثم يضعون الجديدة أمام القبر، ويشعلون شمعة. أولئك مسيحويون بروتستانيون ويهود، فإلى متى يأخذ السعوديون الوهابيون على الشيعة، مأخذ زيارة قبور أحبابهم؟وتحت شقتي صالونا حلاقة نسائية تزورهما الحسناوات، ثلاثة أو أربعة يومياً لا أكثر، خرجتْ من أحداهما ظهر أمس حسناء، كتبتْ على رقبتها الغزالية، بحروف كبيرة تُقرأ على بعد 10 أمتار، إسم عباس! فقلتُ في نفسي يستاهل ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676445
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي بين السفينة والمطاربعد ثلاثة ايام غادرتُ الفندق إلى شقّتي الجديدة، مرتدياً الكمّامة، ما لفتَ انتباه الصغار قبل الكبار، ممن كنتُ ألاقيهم في الطريق على قلة عددهم. حتى داخلني شعور مُصاب غادر المستشفى للتوِّ، فتمَّ تزويده، حفاظاً على أرواح الناس، بكمية من الكمّامات! وكم كنتُ مخطئاً في تقدير أن النرويجيين، تحت تهديد كورونا، يرتدون الكمّامة مثل التايلنديين، المهووسين بها منذ ما قبل الجائحة!كان عليَّ في الشقة الجديدة، أن لا أفتح الباب الرئيس إلّا بمنديل ورقي، وغطاء صندوق البريد الأنيق، والباب الخلفي المؤدي إلى صندوق القمامة، وحينما أنزل إلى السرداب لغسل ثيابي، في الماكنة المشتركة لسكّان المبنى، لا ألمس بابَيّ الماكنة والمُنَشِّفَة، إلّا بمنديل أرميه بعد الاستعمال في سَلَّةِ المهملات، والسلَّم الخشبيّ الملتوي حتى الطابق الثاني، لا ألمس درابزينه، لكني أصعد وأنزل بسرعة دون لمسه، تاركاً ذلك للمسنين إن وجدوا! ورحتُ أغسل اليدين بالماء والصابون عدداً من المرات يوميا، ونظاراتي الطبية، وأضعُ مثل النرويجيين يَديَّ تحت صناديق المطهرات، وهي بحجم علبة المناديل الورقية، معلقة على عمود أبيض بباب مجمع المتاجر، تَخرُّ منها بدون لمسها رغوة أفركها بيديَّ. شعرتُ بالملل في منتصف شهر أبريل، وتركتُ تلك العادات اليومية.في قلب المدينة الخالية من السكان، أقيم في منتصف شارع بطول كيلومتر واحد، إلى اليمين محطة القطار، وإلى اليسار الميناء، حيث ترسو ثلاث سفن بسبع طوابق وتسعة، إحداها تعمل بوقود الكاز إضافة إلى الكهرباء، وتنطلق جميعاً إلى السويد في رحلات مكوكية يومية، لكنها مع الأسف أُوقفتْ عن العمل بعد الجائحة!في الخلف وعلى بعد 10 كم يقع مطار Torp Sandefjord ، يُسَيّر رحلات طيران يومية مباشرة إلى خمس مدن في النرويج، و 23 مدينة في عشر دول أوروبية.السفينة والمطار جناحان فرناسيّان، كلما اشتدَّ نداء السفر في نفسي، أرفرف بهما من النافذة الركنيّة المطلة الشارع الخالي من المارّة.وأمامي على مبعدة 100 متراً ، ثمة محطة الحافلات المنطلقة إلى بلدات صغيرة، وقرى حديثة في المضائق الصغيرة، تساوتْ في الخدمات مع العاصمة. وكنيسة بجانب الحافلة برجها شاهق، يشكل أحياناً مع سحابتين طويلتين شكل طير قادم من الأساطير. في أرض الكنيسة مقبرة تلصف شواهدها الرُّخامية غالية الثمن، تحت أشعة الشمس إذا ما مَنَّتْ علينا بإشراقة! بلغ ثمن الرخامة الواحدة في مكتب الدفن 1000 دولار، أضافتْ لها الشركة المصنعة مؤخراً، لغرض جني المزيد من الأرباح، زخارف طيور أَفردتْ أجنحتها، أو عصافير فضّية تزقزق، ومشكاة في أحد أركانها يوضع فيها مصباح كهربائي، لإنارة الطريق إلى الأبدية! المقبرة الخضراء التي لا يحلو لأي ابن أنثى إلّا أن يُدفنَ فيها، كما لو أنها تمنح الحياة والخصب من جديد! يقوم العاملون في البلدية، من شبّان وكبار السنِّ بتنظيفها يومياً، مما عَلَقَ بحشيشها الأخضر الناعم، من أوراق الزمن المتساقطة من اشجار محيطة بها، أو ذرق الطيور. ويزورها الناس بلا كفوف أو كمّامات، يجمعون الزهور اليابسة في كيس يحملونه معهم، ثم يضعون الجديدة أمام القبر، ويشعلون شمعة. أولئك مسيحويون بروتستانيون ويهود، فإلى متى يأخذ السعوديون الوهابيون على الشيعة، مأخذ زيارة قبور أحبابهم؟وتحت شقتي صالونا حلاقة نسائية تزورهما الحسناوات، ثلاثة أو أربعة يومياً لا أكثر، خرجتْ من أحداهما ظهر أمس حسناء، كتبتْ على رقبتها الغزالية، بحروف كبيرة تُقرأ على بعد 10 أمتار، إسم عباس! فقلتُ في نفسي يستاهل ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676445
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرّمال (3)
طارق حربي : يوميّات مضيق الرمال 4
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال4كورونا والعيد الوطني النرويجي.كَتَبَتِ النرويجُ دستورَها في سنة 1814، واسْتُهِلَّ بعبارة (بفضل الله وعلى دستور المملكة) لكن حُذِفَ بعد فترة قصيرة، بعد ثلاثة قرون من الاحتلال الدنماركي شبه الكلي لها، وتَقرَّرَ أن يكون يوم كتابة الدستور، عيداً وطنياً. يحتفل الشعب النرويجي والأجانب بذلك اليوم، رافلين بأبهى الحلل، رافعين الورود وملوحينَ بالأعلام الصغيرة، وتمرُّ مجموعات المدارس والشركات والموظفون والعمال وكل فئات الشعب، تحت شرفة القصر الملكي، حيثُ تقف العائلة الملكية وتُحيّي الشعب لساعات طويلة، الملك (من أصول دنماركية ومواليد سنة 1937 ، وتُوِّجَ ملكاً للنرويج في سنة 1991) لا يحكم في الملكية الدستورية، لكنه يعتبر رمزاً للمملكة النرويجية.لم تشهد النرويج منذ الاحتلال الألماني لها في سنة 1940، مثل هذه الأعداد القليلة من المواطنين المحتفلين بالعيد الوطني. أعداد قليلة جداً تجمعتْ في مركز المدينة الخالي. يبقى الناس في منازلهم والحكومة تؤدي لهم رواتبهم عبر البنوك. دفعاً لتفشي الفيروس عبر تداول النقود المعدنية والورقية، أصبح الدفع بالبطاقة الإئتمانية. أما السلام في الشوارع والأسواق فبالكوع والقدم! مصحوباً بالضحك، على قدر الفيروس المحتوم على العالم كله!فبعدما أصاب أكثر من خمسة ملايين إنساناً في أرجاء العالم المختلفة، وحصد أرواح 328211 حتى كتابة هذه السطور، قررتِ الحكومة النرويجية الغاء الاحتفال بالعيد الوطني لهذه السنة. أوصتْ بأن يكون مقتصراً على نطاق ضيّق، يُراعى فيه مسألة التباعد الاجتماعي. وأن تكون العطلة الصيفية (حزيران وتموز وآب)، في داخل النرويج لا في خارجها! وتلك لعمري أقوى ضربة وُجهتْ إلى السائح النرويجي، الذي ينتظر بشغف حلول فصل الصيف، فيقبض ما قسَمتْ له الحكومة بالعدل، ما استقطعتْ من مُرتَّبِهِ الشهري وادَّخرته، لتؤدِّيه له سنوياً، فيستمتع بعطلته الصيفية في أي بلد يشاء!حَطَّمَ كورونا آمال الشعب النرويجي في هذه السنة، في ردِّ جميل الحكومة، عبر كرنفال موسيقي ملون وبهيج، تُحملُ فيه باقات الورد وتُرفع الأعلام، لما هيأتْ له من رغد العيش وطمأنينته. فلمناسبة العيد اكتفى الكثير من النرويجيين في مضيق الرمال، بعدما خلتْ ساحة المدينة الرئيسة منهم، بركوب زوارقهم الخاصة المزينة بالأعلام، وقيادتها لمسافة 10 كم، في مجموعة واحدة تهادتْ بين الأمواج، أنا كنتُ بين مودّعيها المحتفلين على الشاطىء، وبدتْ كأنها زفّة عرس في أهوار العراق! حيث طافتْ لمدة ساعة بين المضائق الصغيرة والجزر الصخرية الخلابة، والسفن الثلاث الراسية المتباعدة، المتوقفة منذ ثلاثة أشهر جراء الفيروس اللعين، عن مغادرة الشواطىء النرويجية إلى السويدية في ثلاث رحلات يومية!وبدا لي أن النرويج حكيمة في تدابيرها في مواجهة الجائحة، حيث لم يمتْ فيها حتى كتابة هذه السطور سوى 234، وهو عدد ضئيل قياساً بعشرات الآلاف من الضحايا في ايطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة وإيران وغيرها! أُعيدتِ الحياة بالتدريج، ففي 20 نيسان أُعيد افتتاح رياض الأطفال وصالونات الحلاقة وعيادات الطب النفسي، وبعد أسبوع أُعيد التلاميذ من الصف الأول إلى الرابع إلى مدارسهم. انحسر كورونا حتى أن آخر احصائية ذكرتْ، خلوَّ تسعة بلديات من كل عشرة من الإصابات! عكس الجارة السويد، التي لم تهتم كثيراً مثل بريطانيا، بالتباعد الاجتماعي، ما أثار الكثير من النقد في الصحافة السويدية، عن فشل البلد الجار في مكافحة الفيروس، إلى درجة عدم الاهتمام بكبار السن حتى الموت! لذلك ارتفعتْ نسبة الإصابات ......
#يوميّات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678238
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال4كورونا والعيد الوطني النرويجي.كَتَبَتِ النرويجُ دستورَها في سنة 1814، واسْتُهِلَّ بعبارة (بفضل الله وعلى دستور المملكة) لكن حُذِفَ بعد فترة قصيرة، بعد ثلاثة قرون من الاحتلال الدنماركي شبه الكلي لها، وتَقرَّرَ أن يكون يوم كتابة الدستور، عيداً وطنياً. يحتفل الشعب النرويجي والأجانب بذلك اليوم، رافلين بأبهى الحلل، رافعين الورود وملوحينَ بالأعلام الصغيرة، وتمرُّ مجموعات المدارس والشركات والموظفون والعمال وكل فئات الشعب، تحت شرفة القصر الملكي، حيثُ تقف العائلة الملكية وتُحيّي الشعب لساعات طويلة، الملك (من أصول دنماركية ومواليد سنة 1937 ، وتُوِّجَ ملكاً للنرويج في سنة 1991) لا يحكم في الملكية الدستورية، لكنه يعتبر رمزاً للمملكة النرويجية.لم تشهد النرويج منذ الاحتلال الألماني لها في سنة 1940، مثل هذه الأعداد القليلة من المواطنين المحتفلين بالعيد الوطني. أعداد قليلة جداً تجمعتْ في مركز المدينة الخالي. يبقى الناس في منازلهم والحكومة تؤدي لهم رواتبهم عبر البنوك. دفعاً لتفشي الفيروس عبر تداول النقود المعدنية والورقية، أصبح الدفع بالبطاقة الإئتمانية. أما السلام في الشوارع والأسواق فبالكوع والقدم! مصحوباً بالضحك، على قدر الفيروس المحتوم على العالم كله!فبعدما أصاب أكثر من خمسة ملايين إنساناً في أرجاء العالم المختلفة، وحصد أرواح 328211 حتى كتابة هذه السطور، قررتِ الحكومة النرويجية الغاء الاحتفال بالعيد الوطني لهذه السنة. أوصتْ بأن يكون مقتصراً على نطاق ضيّق، يُراعى فيه مسألة التباعد الاجتماعي. وأن تكون العطلة الصيفية (حزيران وتموز وآب)، في داخل النرويج لا في خارجها! وتلك لعمري أقوى ضربة وُجهتْ إلى السائح النرويجي، الذي ينتظر بشغف حلول فصل الصيف، فيقبض ما قسَمتْ له الحكومة بالعدل، ما استقطعتْ من مُرتَّبِهِ الشهري وادَّخرته، لتؤدِّيه له سنوياً، فيستمتع بعطلته الصيفية في أي بلد يشاء!حَطَّمَ كورونا آمال الشعب النرويجي في هذه السنة، في ردِّ جميل الحكومة، عبر كرنفال موسيقي ملون وبهيج، تُحملُ فيه باقات الورد وتُرفع الأعلام، لما هيأتْ له من رغد العيش وطمأنينته. فلمناسبة العيد اكتفى الكثير من النرويجيين في مضيق الرمال، بعدما خلتْ ساحة المدينة الرئيسة منهم، بركوب زوارقهم الخاصة المزينة بالأعلام، وقيادتها لمسافة 10 كم، في مجموعة واحدة تهادتْ بين الأمواج، أنا كنتُ بين مودّعيها المحتفلين على الشاطىء، وبدتْ كأنها زفّة عرس في أهوار العراق! حيث طافتْ لمدة ساعة بين المضائق الصغيرة والجزر الصخرية الخلابة، والسفن الثلاث الراسية المتباعدة، المتوقفة منذ ثلاثة أشهر جراء الفيروس اللعين، عن مغادرة الشواطىء النرويجية إلى السويدية في ثلاث رحلات يومية!وبدا لي أن النرويج حكيمة في تدابيرها في مواجهة الجائحة، حيث لم يمتْ فيها حتى كتابة هذه السطور سوى 234، وهو عدد ضئيل قياساً بعشرات الآلاف من الضحايا في ايطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة وإيران وغيرها! أُعيدتِ الحياة بالتدريج، ففي 20 نيسان أُعيد افتتاح رياض الأطفال وصالونات الحلاقة وعيادات الطب النفسي، وبعد أسبوع أُعيد التلاميذ من الصف الأول إلى الرابع إلى مدارسهم. انحسر كورونا حتى أن آخر احصائية ذكرتْ، خلوَّ تسعة بلديات من كل عشرة من الإصابات! عكس الجارة السويد، التي لم تهتم كثيراً مثل بريطانيا، بالتباعد الاجتماعي، ما أثار الكثير من النقد في الصحافة السويدية، عن فشل البلد الجار في مكافحة الفيروس، إلى درجة عدم الاهتمام بكبار السن حتى الموت! لذلك ارتفعتْ نسبة الإصابات ......
#يوميّات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678238
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميّات مضيق الرمال 4
طارق حربي : يوميات مضيق الرّمال 5
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمالالسيطرة على الجائحة5طارق حربيبعد وصولي إلى النرويج مع ثلاثة أشقاء لاجئين إليها في سنة 1993، حيث تم إنقاذنا من بطش النظام الفاشي في العراق، ومن خيمة مُهلهلة في الصحراء السعودية، كانتْ معرضة للتسفير إلى العراق في أي وقت، أو إلى أبشع من ذلك! انتابني حينذاك شعور من يقف على تلّ، وكل طغاة الشرق تحت نعاله! بعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، وثلاثة أشهر على انتشار جائحة كورونا في النرويج، علا التل حتى أصبح جبلاً شاهقاً، فاعتصمنا فيه خوفاً من كوفيد 19!تمنحُ النرويج للبشر اللاجئين إليها، أماناً فريداً من نوعه، لسببين أولهما بُعدها عن مركز العالم وأزماته، وثانيهما اقتصادها الجبّار، معطوفاً على سياسة حكيمة يتصف بها زعماؤها. كيف لا وقد ظهر الفرق جلياً في تصدي النرويج للجائحة، مقارنة بجارتها السويد؟! التي استفحل فيها الفيروس حتى حصد آلاف الأرواح!هاكم آخر الاحصائيات منذ انتشار الفيروس في النرويج حتى بداية انحساره الحالات المؤكدة 8364حالات الشفاء 7727الوفيات 235انتشرت الجائحة في النرويج بتاريخ 26 شباط، وصعد مؤشر الإصابات بين شهري مارس وأبريل، وفي أول يوم نُشرتْ فيه اجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي وهو 12 آذار، توفي أول مصاب، وتشير التقارير إلى أن أولى حالات العدوى، جاءتْ من السيّاح العائدين من النمسا وإيطاليا!تعافتِ النرويج بالتدريج ولم يتأثر اقتصادها كثيراً، كيف ذاك وقد فاضتْ خيراتها يمنة ويسرة، إلى حد تخصيص صندوق سيادي للأجيال القادمة، بمبلغ 1000 مليار و60000 الف دولار، ومازالتْ تستثمر أرباح أرباح هذا الصندوق؟ربما يكون البلد النائي حيث نعتصم بجبله الشاهق، الأفضل في أوربا، بعد اعلان سلوفينيا خلوَّها من الفيروس. وصرحتِ اليونان قبل يومين، أنها مستعدة لاستقبال السيّاح الاسكندنافيين، إلا السويديين!وعلى ذكر السيّاح والسياحة، فقد تعود المواطن النرويجي المُرَفَّه أن يسافر إلى الخارج مرة أو مرتين سنوياً، وخاصة في أشهر البرد والثلج والظلام (نوفمبر- نيسان). لكن بعد انتشار الفيروس اللعين، نصحتِ الحكومة شعبها بأن تكون العطلة الصيفية هذه السنة في داخل النرويج، فهرع النرويجيون لتأجير المنازل السياحيّة في الجبال والغابات وهو ما يطلق عليه (Hytte) ، تلك المنازل منقطعة عن العالم الخارجي تقريبا. نزلتُ قبل سنوات في فندق يقع على سلسلة جبلية تقع في وسط النرويج، اصطحب الدليل مَنْ كان راغباً من النزلاء في جولة رائعة، بين الغابات والجبال الصخرية والغيوم النازلة، إلى درجة لمسها من واجهة مطعم الفندق! وخلال المسيرة التي استمرتْ ساعات شاهدنا بيوتاً عديدة متناثرة على سفوح الجبال، وسألتُ عائلة مكونة من رجل وامرأة عجوزين، عن سبب الخلوة في الجبل، فقالا بأنهما يقضيان عطلتهما منذ ثلاثين سنة في عزلتهم المحببة! بعيداً عن ضجيج المدينة وتلوثها! لكن أين هو الضجيج؟ بل أين التلوث في النرويج يا سادة يا كرام من تلوث القاهرة مثلا؟ حيث تنزل سحبه السوداء إلى الأرض أو تكاد؟ أو التلوث في اسطنبول المزدحمة بالسكان وغيرها؟ إن أعظم ما في النرويج عدا طيبة سكانها ولطفهم، هو عذوبة مائها ونقاء هوائها وجمال نسائها!النرويج التي تهرع إلى تضميد جراح بني الإنسان في كل مكان، ورأيي الثابت فيها منذ سنة 1991 حتى اليوم أنها دولة صليب أحمر، أعلنتْ بتاريخ 4 أيار على لسان رئيسة الوزراء أرنا سولبيرغ ، المساهمة بأكثر من مليار دولار، لدعم جهود تطوير لقاح ضد الفيروس، لكن ويا للأسف ذهبتْ تلك الجهود أدراج الرياح، بعدما صرح م ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678932
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمالالسيطرة على الجائحة5طارق حربيبعد وصولي إلى النرويج مع ثلاثة أشقاء لاجئين إليها في سنة 1993، حيث تم إنقاذنا من بطش النظام الفاشي في العراق، ومن خيمة مُهلهلة في الصحراء السعودية، كانتْ معرضة للتسفير إلى العراق في أي وقت، أو إلى أبشع من ذلك! انتابني حينذاك شعور من يقف على تلّ، وكل طغاة الشرق تحت نعاله! بعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، وثلاثة أشهر على انتشار جائحة كورونا في النرويج، علا التل حتى أصبح جبلاً شاهقاً، فاعتصمنا فيه خوفاً من كوفيد 19!تمنحُ النرويج للبشر اللاجئين إليها، أماناً فريداً من نوعه، لسببين أولهما بُعدها عن مركز العالم وأزماته، وثانيهما اقتصادها الجبّار، معطوفاً على سياسة حكيمة يتصف بها زعماؤها. كيف لا وقد ظهر الفرق جلياً في تصدي النرويج للجائحة، مقارنة بجارتها السويد؟! التي استفحل فيها الفيروس حتى حصد آلاف الأرواح!هاكم آخر الاحصائيات منذ انتشار الفيروس في النرويج حتى بداية انحساره الحالات المؤكدة 8364حالات الشفاء 7727الوفيات 235انتشرت الجائحة في النرويج بتاريخ 26 شباط، وصعد مؤشر الإصابات بين شهري مارس وأبريل، وفي أول يوم نُشرتْ فيه اجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي وهو 12 آذار، توفي أول مصاب، وتشير التقارير إلى أن أولى حالات العدوى، جاءتْ من السيّاح العائدين من النمسا وإيطاليا!تعافتِ النرويج بالتدريج ولم يتأثر اقتصادها كثيراً، كيف ذاك وقد فاضتْ خيراتها يمنة ويسرة، إلى حد تخصيص صندوق سيادي للأجيال القادمة، بمبلغ 1000 مليار و60000 الف دولار، ومازالتْ تستثمر أرباح أرباح هذا الصندوق؟ربما يكون البلد النائي حيث نعتصم بجبله الشاهق، الأفضل في أوربا، بعد اعلان سلوفينيا خلوَّها من الفيروس. وصرحتِ اليونان قبل يومين، أنها مستعدة لاستقبال السيّاح الاسكندنافيين، إلا السويديين!وعلى ذكر السيّاح والسياحة، فقد تعود المواطن النرويجي المُرَفَّه أن يسافر إلى الخارج مرة أو مرتين سنوياً، وخاصة في أشهر البرد والثلج والظلام (نوفمبر- نيسان). لكن بعد انتشار الفيروس اللعين، نصحتِ الحكومة شعبها بأن تكون العطلة الصيفية هذه السنة في داخل النرويج، فهرع النرويجيون لتأجير المنازل السياحيّة في الجبال والغابات وهو ما يطلق عليه (Hytte) ، تلك المنازل منقطعة عن العالم الخارجي تقريبا. نزلتُ قبل سنوات في فندق يقع على سلسلة جبلية تقع في وسط النرويج، اصطحب الدليل مَنْ كان راغباً من النزلاء في جولة رائعة، بين الغابات والجبال الصخرية والغيوم النازلة، إلى درجة لمسها من واجهة مطعم الفندق! وخلال المسيرة التي استمرتْ ساعات شاهدنا بيوتاً عديدة متناثرة على سفوح الجبال، وسألتُ عائلة مكونة من رجل وامرأة عجوزين، عن سبب الخلوة في الجبل، فقالا بأنهما يقضيان عطلتهما منذ ثلاثين سنة في عزلتهم المحببة! بعيداً عن ضجيج المدينة وتلوثها! لكن أين هو الضجيج؟ بل أين التلوث في النرويج يا سادة يا كرام من تلوث القاهرة مثلا؟ حيث تنزل سحبه السوداء إلى الأرض أو تكاد؟ أو التلوث في اسطنبول المزدحمة بالسكان وغيرها؟ إن أعظم ما في النرويج عدا طيبة سكانها ولطفهم، هو عذوبة مائها ونقاء هوائها وجمال نسائها!النرويج التي تهرع إلى تضميد جراح بني الإنسان في كل مكان، ورأيي الثابت فيها منذ سنة 1991 حتى اليوم أنها دولة صليب أحمر، أعلنتْ بتاريخ 4 أيار على لسان رئيسة الوزراء أرنا سولبيرغ ، المساهمة بأكثر من مليار دولار، لدعم جهود تطوير لقاح ضد الفيروس، لكن ويا للأسف ذهبتْ تلك الجهود أدراج الرياح، بعدما صرح م ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678932
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرّمال (5)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 6
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال6آلة تقطيع الخبزلا يفضل النرويجيون تقطيع الخبز، ونُسمّيه في العراق الصَّمُّون، بالسكين! فنسبة كبيرة من القوم هنا تقدم بهم السنُّ، وأصبحوا لا يقوونَ على قطع الصمّون بالسكين! ومنذ سنة 2005 أُدخلتْ آلة كهربائية إلى الخدمة، وأصبح في وسع الزَّبون تقطيع الصمّونة في متاجر بيع المواد الغذائية، على شكل شرائح متساوية لعمل سندويشات، لا يستغني عنها العمال والموظفون في مواقع عملهم، والتلاميذ والطلاب في مدارسهم! في اليوم الثاني على انتقالي إلى الشقة الجديدة، سألتُ سيدة في متجر (ki wi) عن الآلة المفقودة، وكانتْ في الماضي توضع بجانب رفوف، صُفَّ عليها ما لذَّ وطاب من أنواع الصمّون، فقالتْ بأن السلطات الصحية منعتْ استخدامها منذ بدأ (كوفيد-19) بالتفشي في النرويج، في شهر آذار الماضي.في الأسبوع الماضي، سُمِحَ للمتاجر في أرجاء البلاد كافة بإعادة العمل في الآلة، وصرتُ أقيس انحسار الفيروس وانفراج الأزمة، بِحرّية الاحتكاك والتلامس بين البشر، بما في ذلك آثار أصابعهم على الألمنيوم اللماع للآلة! ومن دون الاطلاع على الإحصاءات اليومية لتفشي الفيروس في وسائل الإعلام، تولدتْ لديَّ قناعة بأن أيامه الأخيرة في النرويج بدأتْ فعلا.توفي اليوم أحد المصابين ولم يتوفى سواه خلال الأسابيع الماضية، وأصيب 14 ليصبح العدد الكلي من المصابين في النرويج 8561 خلال ثلاثة أشهر، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع الإصابات في الولايات المتحدة، التي ما زال الفيروس يتفشى فيها بلا هوادة، أما البرازيل فقد نُكبَتْ بإصابة 700 ألفاً من مواطنيها خلال بضعة أسابيع!، مع الأخذ بنظر الاعتبار فارق عدد النفوس بين البلدان الثلاث.أكثر من 7 ملايين مصاباً وناهز عدد الوفيات النصف المليون في العالم، يقابله هبوط الخط البياني لعدد المصابين في النرويج، من 300 في شهر مارس إلى 30 حتى مطلع شهر يونيو! وفي مقاطعتنا الجنوب شرقية (vestfold og telemark) 270 مصاباً، 41 منهم في مدينتنا السياحية! أغلب الظن أنْ تلتحقَ المدنُ المصابةُ بالفيروس بعد هزيمته فيها قريباً، ب 78 مدينة وبلدة لم يطرق أبوابها على طول خارطة النرويج! أقوى دليل على هزيمته، أن أخباره ومنذ أسابيع، لم تتصدر واجهات الصحف وشاشات التلفاز. طغتْ عليها في صحف الإثارة وأشهرها (VG) مثلا، آخر أخبار لغز اغتيال أولف بالمه، رئيس وزراء السويد في سنة 1986. الأرجح بسبب وساطته لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. وقيام شرطي أمريكي أبيض قبل عشرة أيام، بخنق جورج فلويد ذي البشرة السوداء في ولاية مينيابوليس، وتداعيات ذلك في تظاهرات عارمة ضد العنصرية في 30 ولاية أمريكية، امتد تأثيرها إلى فرنسا وبريطانيا، ووصلتْ إلى ذروتها في لندن قبل أيام بإسقاط تمثال تاجر رقيق من العهد الفيكتوري. وكذلك اختطاف السيدة هاجن في نهاية شهر أكتوبر لسنة 2019، وهي زوجة أكبر مستثمر في العقارات في النرويج، وطلب الخاطف لفدية مقدارها 9 ملايين يورو، تُدفع بالعملة الرقمية! حيلة جديدة ومبتكرة للخاطفين، للحيلولة دون اقتفاء أثرهم وملاحقتهم!ومن علامات هزيمة الفيروس في المضيق، أن ثمة بارات ومطاعم كانتْ مغلقة في شهري آذار ومايس، أعيد فتح أبوابها في مطلع شهر يونيو. وهل أشَقُّ على نفس النرويجي من غلق البارات والمطاعم؟ وتحول المضيق إلى مدينة أشباح تحت غيوم سوداء ورمادية تقبض النفس؟ ففي المطاعم والبارات يجد في لقاء أصدقائه سلواه، هو المعزول عنهم في منزله وحيداً، منذ ما قبل تفشي الفيروس وتعليمات التباعد! كما أعيد فتح أبواب نصف متاجر المدينة ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680640
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال6آلة تقطيع الخبزلا يفضل النرويجيون تقطيع الخبز، ونُسمّيه في العراق الصَّمُّون، بالسكين! فنسبة كبيرة من القوم هنا تقدم بهم السنُّ، وأصبحوا لا يقوونَ على قطع الصمّون بالسكين! ومنذ سنة 2005 أُدخلتْ آلة كهربائية إلى الخدمة، وأصبح في وسع الزَّبون تقطيع الصمّونة في متاجر بيع المواد الغذائية، على شكل شرائح متساوية لعمل سندويشات، لا يستغني عنها العمال والموظفون في مواقع عملهم، والتلاميذ والطلاب في مدارسهم! في اليوم الثاني على انتقالي إلى الشقة الجديدة، سألتُ سيدة في متجر (ki wi) عن الآلة المفقودة، وكانتْ في الماضي توضع بجانب رفوف، صُفَّ عليها ما لذَّ وطاب من أنواع الصمّون، فقالتْ بأن السلطات الصحية منعتْ استخدامها منذ بدأ (كوفيد-19) بالتفشي في النرويج، في شهر آذار الماضي.في الأسبوع الماضي، سُمِحَ للمتاجر في أرجاء البلاد كافة بإعادة العمل في الآلة، وصرتُ أقيس انحسار الفيروس وانفراج الأزمة، بِحرّية الاحتكاك والتلامس بين البشر، بما في ذلك آثار أصابعهم على الألمنيوم اللماع للآلة! ومن دون الاطلاع على الإحصاءات اليومية لتفشي الفيروس في وسائل الإعلام، تولدتْ لديَّ قناعة بأن أيامه الأخيرة في النرويج بدأتْ فعلا.توفي اليوم أحد المصابين ولم يتوفى سواه خلال الأسابيع الماضية، وأصيب 14 ليصبح العدد الكلي من المصابين في النرويج 8561 خلال ثلاثة أشهر، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع الإصابات في الولايات المتحدة، التي ما زال الفيروس يتفشى فيها بلا هوادة، أما البرازيل فقد نُكبَتْ بإصابة 700 ألفاً من مواطنيها خلال بضعة أسابيع!، مع الأخذ بنظر الاعتبار فارق عدد النفوس بين البلدان الثلاث.أكثر من 7 ملايين مصاباً وناهز عدد الوفيات النصف المليون في العالم، يقابله هبوط الخط البياني لعدد المصابين في النرويج، من 300 في شهر مارس إلى 30 حتى مطلع شهر يونيو! وفي مقاطعتنا الجنوب شرقية (vestfold og telemark) 270 مصاباً، 41 منهم في مدينتنا السياحية! أغلب الظن أنْ تلتحقَ المدنُ المصابةُ بالفيروس بعد هزيمته فيها قريباً، ب 78 مدينة وبلدة لم يطرق أبوابها على طول خارطة النرويج! أقوى دليل على هزيمته، أن أخباره ومنذ أسابيع، لم تتصدر واجهات الصحف وشاشات التلفاز. طغتْ عليها في صحف الإثارة وأشهرها (VG) مثلا، آخر أخبار لغز اغتيال أولف بالمه، رئيس وزراء السويد في سنة 1986. الأرجح بسبب وساطته لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. وقيام شرطي أمريكي أبيض قبل عشرة أيام، بخنق جورج فلويد ذي البشرة السوداء في ولاية مينيابوليس، وتداعيات ذلك في تظاهرات عارمة ضد العنصرية في 30 ولاية أمريكية، امتد تأثيرها إلى فرنسا وبريطانيا، ووصلتْ إلى ذروتها في لندن قبل أيام بإسقاط تمثال تاجر رقيق من العهد الفيكتوري. وكذلك اختطاف السيدة هاجن في نهاية شهر أكتوبر لسنة 2019، وهي زوجة أكبر مستثمر في العقارات في النرويج، وطلب الخاطف لفدية مقدارها 9 ملايين يورو، تُدفع بالعملة الرقمية! حيلة جديدة ومبتكرة للخاطفين، للحيلولة دون اقتفاء أثرهم وملاحقتهم!ومن علامات هزيمة الفيروس في المضيق، أن ثمة بارات ومطاعم كانتْ مغلقة في شهري آذار ومايس، أعيد فتح أبوابها في مطلع شهر يونيو. وهل أشَقُّ على نفس النرويجي من غلق البارات والمطاعم؟ وتحول المضيق إلى مدينة أشباح تحت غيوم سوداء ورمادية تقبض النفس؟ ففي المطاعم والبارات يجد في لقاء أصدقائه سلواه، هو المعزول عنهم في منزله وحيداً، منذ ما قبل تفشي الفيروس وتعليمات التباعد! كما أعيد فتح أبواب نصف متاجر المدينة ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680640
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (6)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 8
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (8)عدا السويد!قال لي صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي المقيم في ستوكهولم، يوم أمس عبر المسنجر مازحاً، بأن السويد وضعت اسمي في القائمة السوداء! لأنني انتقدتُ اجراءاتها في مواجهة كورونا في يوميات مضيق الرمال! قلتُ لهُ حسناً هذه هي الدولة الرابعة التي وضعت اسمي على القائمة السوداء، بعد (الأنظمة الديمقراطية) جداً ، في كل من المملكة العربية السعودية والكويت * والإمارات، نظراً لأني انتقدتُ مواقفها العدوانية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بمساندة صدام ضد مصالح الشعب العراقي، ودورها في تمويل حربه العبثية ضد إيران خلال ثماني سنوات 1980-1988. ثم تمويل الارهاب ضد العراق بعد الاطاحة بصدام ونظامه الفاشي في سنة 2003! والآن قُلْ لي بِربِّكَ، ماذا يمكن لشاعر عاش المأساة خلال عقود من السنوات، إن كان له ضمير حيّ، أن يكتب غير ما كتبتُ، وليكن بعد ذلك ما يكون!بدتِ السفينة التي حجزنا أنا وأصدقائي على متنها في مطلع هذا الشهر، تذاكر ذهاب وإياب إلى السويد، مهجورة على شاطىء المضيق بعد إلغاء السفر! فقد قررتِ الحكومة النرويجية في نهاية الأسبوع الماضي، فتح الحدود البحرية مع الدنمارك وألمانيا، والسفر على متن الخطوط الجوية ** اعتباراً من الأول من الشهر القادم، على مسارات 66 مدينة صغيرة وكبيرة في الدول الأوربية، عدا السويد! حتى تَتَّخِذَ الإجراءات اللازمة للقضاء على الفيروس نهائياً. وكما منعتِ السلطات الفنلندية، النرويجيين المارّين عبر الأراضي السويدية، من دخول أراضيها، أغلقتِ الدنمارك منفذ السويد التجاري الوحيد، المارّ عبر أراضيها إلى القارة العجوز، وتأزمتِ العلاقة بين البلدين منذ حوالي شهرين إلى درجة التراشق الإعلامي، بين زعيميّ الحزب الحاكم في السويد، والمعارض في الدنمارك!وعدا ذلك فلا مشاكل اقتصادية حصلت للنرويج، سوى أن الصين قررت منع استيراد سمك السلمون، ويُعَدُّ النرويجي أجود أصنافها في الأسواق العالمية، فانخفضتِ الصادرات بمقدار الثلث خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 240 طنا. بعد ادعاء بكين أنها عثرتْ على (Covid-19)، على خشب تقطيع الأسماك في سوق (شين فادي) في وسط العاصمة بكين، ورداً على ذلك قامتِ النرويج بإيقاف رحلاتها الجوية إلى الصين. لكن الأزمة سوّيتْ مؤخراً بما يفيدُ مصلحتيّ البلدين.أقلُّ بقليلٍ من تسعة ملايين مصاباً في أرجاء العالم المختلفة، احتلتِ الهند المرتبة الرابعة في تفشي الفيروس، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا، وحولتِ المزيد من القطارات إلى مستشفيات! لكن القطار المنساب بين المراعي اليانعة ومحطته القريبة من سكني، ما زال يعمل، أستقلُّهُ أحيانا إلى العاصمة أو المدن القريبة من المضيق. وما زال الرّكاب يتقيدون بالتعليمات، فلا راكب يجلس إلى جانب آخر، ما حرمنا من الجلوس بجانب حسناوات النرويج، والكلام معهنَّ حول الطقس وارتفاع سعر صرف الكرون مقابل العملات الأجنبية، واختلاف الثقافات، وتنعقد صداقات عابرة أحياناً! كما أن سكان المضيق ما زالوا ملتزمين بتعليمات التباعد وتجنب المصافحة والعناق، استمروا على نفس النهج في تأدية التحيات في ضحك وابتسام! بما فيهم الأجانب المقيمون. في متجر بيع المواد الغذائية تعرفتُ قبل أسبوع على سيدة من بيرو، قالتْ بأنها من عاصمة الأنكا القديمة كوسكو، زوج بحار نرويجي التقتْ به قبل حوالي ثلاثة عقود، حينما كان سائحاً في بلادها. ولمّا مددتُ يدي لمصافحتها بعد انتهاء اللقاء، امتنعتْ عن ذلك بلطف وقالت ضاحكة- لا رجاء. إنها كورونا .. كورونا!ومثلما لا يمكن مشاهدة طاقة الهواء إلّا ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682048
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (8)عدا السويد!قال لي صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي المقيم في ستوكهولم، يوم أمس عبر المسنجر مازحاً، بأن السويد وضعت اسمي في القائمة السوداء! لأنني انتقدتُ اجراءاتها في مواجهة كورونا في يوميات مضيق الرمال! قلتُ لهُ حسناً هذه هي الدولة الرابعة التي وضعت اسمي على القائمة السوداء، بعد (الأنظمة الديمقراطية) جداً ، في كل من المملكة العربية السعودية والكويت * والإمارات، نظراً لأني انتقدتُ مواقفها العدوانية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بمساندة صدام ضد مصالح الشعب العراقي، ودورها في تمويل حربه العبثية ضد إيران خلال ثماني سنوات 1980-1988. ثم تمويل الارهاب ضد العراق بعد الاطاحة بصدام ونظامه الفاشي في سنة 2003! والآن قُلْ لي بِربِّكَ، ماذا يمكن لشاعر عاش المأساة خلال عقود من السنوات، إن كان له ضمير حيّ، أن يكتب غير ما كتبتُ، وليكن بعد ذلك ما يكون!بدتِ السفينة التي حجزنا أنا وأصدقائي على متنها في مطلع هذا الشهر، تذاكر ذهاب وإياب إلى السويد، مهجورة على شاطىء المضيق بعد إلغاء السفر! فقد قررتِ الحكومة النرويجية في نهاية الأسبوع الماضي، فتح الحدود البحرية مع الدنمارك وألمانيا، والسفر على متن الخطوط الجوية ** اعتباراً من الأول من الشهر القادم، على مسارات 66 مدينة صغيرة وكبيرة في الدول الأوربية، عدا السويد! حتى تَتَّخِذَ الإجراءات اللازمة للقضاء على الفيروس نهائياً. وكما منعتِ السلطات الفنلندية، النرويجيين المارّين عبر الأراضي السويدية، من دخول أراضيها، أغلقتِ الدنمارك منفذ السويد التجاري الوحيد، المارّ عبر أراضيها إلى القارة العجوز، وتأزمتِ العلاقة بين البلدين منذ حوالي شهرين إلى درجة التراشق الإعلامي، بين زعيميّ الحزب الحاكم في السويد، والمعارض في الدنمارك!وعدا ذلك فلا مشاكل اقتصادية حصلت للنرويج، سوى أن الصين قررت منع استيراد سمك السلمون، ويُعَدُّ النرويجي أجود أصنافها في الأسواق العالمية، فانخفضتِ الصادرات بمقدار الثلث خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 240 طنا. بعد ادعاء بكين أنها عثرتْ على (Covid-19)، على خشب تقطيع الأسماك في سوق (شين فادي) في وسط العاصمة بكين، ورداً على ذلك قامتِ النرويج بإيقاف رحلاتها الجوية إلى الصين. لكن الأزمة سوّيتْ مؤخراً بما يفيدُ مصلحتيّ البلدين.أقلُّ بقليلٍ من تسعة ملايين مصاباً في أرجاء العالم المختلفة، احتلتِ الهند المرتبة الرابعة في تفشي الفيروس، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا، وحولتِ المزيد من القطارات إلى مستشفيات! لكن القطار المنساب بين المراعي اليانعة ومحطته القريبة من سكني، ما زال يعمل، أستقلُّهُ أحيانا إلى العاصمة أو المدن القريبة من المضيق. وما زال الرّكاب يتقيدون بالتعليمات، فلا راكب يجلس إلى جانب آخر، ما حرمنا من الجلوس بجانب حسناوات النرويج، والكلام معهنَّ حول الطقس وارتفاع سعر صرف الكرون مقابل العملات الأجنبية، واختلاف الثقافات، وتنعقد صداقات عابرة أحياناً! كما أن سكان المضيق ما زالوا ملتزمين بتعليمات التباعد وتجنب المصافحة والعناق، استمروا على نفس النهج في تأدية التحيات في ضحك وابتسام! بما فيهم الأجانب المقيمون. في متجر بيع المواد الغذائية تعرفتُ قبل أسبوع على سيدة من بيرو، قالتْ بأنها من عاصمة الأنكا القديمة كوسكو، زوج بحار نرويجي التقتْ به قبل حوالي ثلاثة عقود، حينما كان سائحاً في بلادها. ولمّا مددتُ يدي لمصافحتها بعد انتهاء اللقاء، امتنعتْ عن ذلك بلطف وقالت ضاحكة- لا رجاء. إنها كورونا .. كورونا!ومثلما لا يمكن مشاهدة طاقة الهواء إلّا ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682048
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (8)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 9
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (9)آخر ملاذ!فيما يعلو مؤشر عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والهند وإيران، ينخفض في عدة دول أوربية، فتخفف القيود وتعود الحياة اليومية إلى طبيعتها تدريجياً. تفتح أسواقها ومقاهيها ومطاعمها ومدارسها لسكانها، ومطاراتها للسياحة. لكن دولاً أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، فرضتْ قيوداً مشددةً. وهكذا تستمر لعبة القط والفأر في كوكبنا المترنح، وسط خوف دائم من موجات جديدة من الفيروس!وفيما أنقذتْ شركات كبرى وخاصة الأمريكية، نفسها من الإفلاس، مثل مايكروسوفت العملاقة التي أغلقتْ جميع متاجرها حول العالم، وأبقتْ على أربعة مراكز بحثية، وأصبحت تقدم الخدمة للملايين في أنحاء العالم عبر (الأونلاين)، شهدتْ الاقتصادات الكبرى ركوداً، قريب الشبه بركود سنة 2008، على سبيل المثال الركود في بريطانيا بنسبة 25% ، ما أدى إلى تراجع قياسي في أسعار بيع العقار لم تشهد له مثيلاً منذ سنة 2012. لكن النرويج نأتْ بنفسها بمسافة بعيدة عن ذلك الركود. لتنوع اقتصادها واستثماراتها وقوة عملتها، ناهيك بقلة عدد سكانها، وطبعاً ما ادخرته من القرش الأبيض لليوم الأسود!وبدا المضيق هادئاً والشوارع خالية من المارّة، خلتْ صالونات الحلاقة تحت شقتي من الزبائن! كم هو عجيب أمر الطقس هذه السنة، برد في شهر يوليو؟ حتى أنني لم أهنأ كثيراً، بقيادة دراجتي الهوائية التي اشتريتها مؤخراً. فقد عاد فصل الشتاء فجأة إلى المضيق، بعد أسبوعين رائعين أشرقتْ فيهما الشمس، ونسينا الشتاء والبرد، ولا أقول الثلوج، فقد وصلتُ بعد ذوبانها ببضعة أسابيع.أوضحتْ لنا - نحن عدد من اللاجئين - مديرة مكتب الهجرة، حين وصلنا إلى بلدة (Mo I Rana) الواقعة في وسط النرويج، في شهر سبتمبر من سنة 1993 ، رداً على سؤال كيفية احتمال الطقس البارد - لا يوجد طقس بارد ولا طقس حار! بل ثياب جيدة وثياب غير جيدة! فالأهم في رأيي ليس البرد المقدور على اتقائه، بثياب شتائية، لكن بقاء المضيق وهو آخر ملاذ لنا في هذا العالم المرعب، خالياً من الفيروس قياساً بالعاصمة. بل وحتى العاصمة إذا شئت، بدأت تبلُّ من المرض وعدوى انتشاره. فالمصابون وعددهم 95 شخصاً، ممن أبلغوا عن إصابتهم في يوم 22 حزيران مثلاً، وهم من أصل العدد التراكمي في النرويج البالغ 8930 حتى كتابة هذه السطور، عادوا وأبلغوا السلطات الصحّية مؤخراً بشفائهم. لا يستخدم الناس هنا كمامات، وعدا مسألة التأكيد على التباعد الاجتماعي، لم تطلب الحكومة من مواطنيها ارتداءها، كما فعلت الحكومة الألمانية مثلا، فقد لجأت مؤخراً إلى حيلة طريفة ومبتكرة، نصحتْ مواطنيها بعدم وضع مزيلات رائحة الإبط، سيّما وأنهم يستقلُّون وسائط النقل العامة، ما جعل الناس يرتدون الكمامة، ويقون أنفسهم شرَّ الفيروس اللعين!6/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683768
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (9)آخر ملاذ!فيما يعلو مؤشر عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والهند وإيران، ينخفض في عدة دول أوربية، فتخفف القيود وتعود الحياة اليومية إلى طبيعتها تدريجياً. تفتح أسواقها ومقاهيها ومطاعمها ومدارسها لسكانها، ومطاراتها للسياحة. لكن دولاً أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، فرضتْ قيوداً مشددةً. وهكذا تستمر لعبة القط والفأر في كوكبنا المترنح، وسط خوف دائم من موجات جديدة من الفيروس!وفيما أنقذتْ شركات كبرى وخاصة الأمريكية، نفسها من الإفلاس، مثل مايكروسوفت العملاقة التي أغلقتْ جميع متاجرها حول العالم، وأبقتْ على أربعة مراكز بحثية، وأصبحت تقدم الخدمة للملايين في أنحاء العالم عبر (الأونلاين)، شهدتْ الاقتصادات الكبرى ركوداً، قريب الشبه بركود سنة 2008، على سبيل المثال الركود في بريطانيا بنسبة 25% ، ما أدى إلى تراجع قياسي في أسعار بيع العقار لم تشهد له مثيلاً منذ سنة 2012. لكن النرويج نأتْ بنفسها بمسافة بعيدة عن ذلك الركود. لتنوع اقتصادها واستثماراتها وقوة عملتها، ناهيك بقلة عدد سكانها، وطبعاً ما ادخرته من القرش الأبيض لليوم الأسود!وبدا المضيق هادئاً والشوارع خالية من المارّة، خلتْ صالونات الحلاقة تحت شقتي من الزبائن! كم هو عجيب أمر الطقس هذه السنة، برد في شهر يوليو؟ حتى أنني لم أهنأ كثيراً، بقيادة دراجتي الهوائية التي اشتريتها مؤخراً. فقد عاد فصل الشتاء فجأة إلى المضيق، بعد أسبوعين رائعين أشرقتْ فيهما الشمس، ونسينا الشتاء والبرد، ولا أقول الثلوج، فقد وصلتُ بعد ذوبانها ببضعة أسابيع.أوضحتْ لنا - نحن عدد من اللاجئين - مديرة مكتب الهجرة، حين وصلنا إلى بلدة (Mo I Rana) الواقعة في وسط النرويج، في شهر سبتمبر من سنة 1993 ، رداً على سؤال كيفية احتمال الطقس البارد - لا يوجد طقس بارد ولا طقس حار! بل ثياب جيدة وثياب غير جيدة! فالأهم في رأيي ليس البرد المقدور على اتقائه، بثياب شتائية، لكن بقاء المضيق وهو آخر ملاذ لنا في هذا العالم المرعب، خالياً من الفيروس قياساً بالعاصمة. بل وحتى العاصمة إذا شئت، بدأت تبلُّ من المرض وعدوى انتشاره. فالمصابون وعددهم 95 شخصاً، ممن أبلغوا عن إصابتهم في يوم 22 حزيران مثلاً، وهم من أصل العدد التراكمي في النرويج البالغ 8930 حتى كتابة هذه السطور، عادوا وأبلغوا السلطات الصحّية مؤخراً بشفائهم. لا يستخدم الناس هنا كمامات، وعدا مسألة التأكيد على التباعد الاجتماعي، لم تطلب الحكومة من مواطنيها ارتداءها، كما فعلت الحكومة الألمانية مثلا، فقد لجأت مؤخراً إلى حيلة طريفة ومبتكرة، نصحتْ مواطنيها بعدم وضع مزيلات رائحة الإبط، سيّما وأنهم يستقلُّون وسائط النقل العامة، ما جعل الناس يرتدون الكمامة، ويقون أنفسهم شرَّ الفيروس اللعين!6/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683768
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (9)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 108
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(10)لا تباعد بعد اليوم!حتى كتابة هذه السطور .. فاقتْ أعداد المصابين بالفيروس 12 مليوناً، في بلدان العالم المختلفة، واقتربتْ كثيراً من العدد المشؤوم، فيما تجاوز عدد المتعافين حاجز ال 7 ملايين. الهند مرشحة لأن تكون بؤرة الوباء في الفترة القادمة. ويسود الرعب في كل مكان ليس من انتشار الوباء حسب، بل من عودته بقوة خلال الأشهر القادمة!تعافي أسواق النفط تدريجياً وعودة شركات الطيران جزئياً إلى العمل، يمنح بصيص أمل في النفق المظلم، ونحن نريد أن نشرع كل الأبواب على شمس الأمل، لا بصيصا!وكم هي عجيبة الحياة المليئة بالتناقضات، فها هو الإنسان ماضٍ في سبيل علمه وبحوثه وتطوره بما فيه ارتياد الفضاء، وأن والحياة لا يوقفها وباء! ففي الوقت الذي نعيش في أرض تترنح تحت ضربات الفيروس الموجعة، ويعاني البشر منه، معلنين عن عجزهم في مكافحته سواء في ميدان صناعة الدواء أم اللقاح، تنطلق خلال الأسابيع القادمة ثلاث محطات فضائية إلى المريخ (إماراتية وصينية وأمريكية) لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وجلب عينات من ترابه إلى الأرض.ومع تسارع وتيرة التطور في ميادين الصناعة والتنافس في غزو الفضاء بين مختلف البلدان، يبقى البلد البعيد الغارق في الفساد والعصابات تتأخر فيه رواتب الموظفين، ويوزع الماء في جليكانات بلاستيكية على المنازل، ويعاني الناس فيه من انقطاع التيار الكهربائي في عزّ الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى 48 مئوية. وما زاد الطين بِلَّة هو انتشار الوباء! وأتفاعل منذ أشهر وبعاطفة شديدة مع وقوع أبناء مدينتي الناصرية، ومنهم أصدقاء الطفولة والمدرسة والجيرة، فريسة بين براثن الفيروس اللعين، وعادت أزمة شحة قناني الأوكسجين مرة أخرى إلى واجهة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.أما هنا فثمة انفراج طرأ اليوم بعد قرار للحكومة النرويجية، شرَّعَ باباً آخر نحو الشمس، فقد أعلنت فتح حدودها مع البلدان المجاورة والسماح بالسفر منها وإليها (بلدان المنطقة الاقتصادية/الشنغن) عدا السويد طبعاً ومعظم دول أوربا الشرقية.وشيئاً فشيئاً عادت الحياة في المضيق إلى مرحلة ما قبل انتشار الوباء. فُتِحَتِ الأسواق والمطاعم والحانات، وخرج الناس إلى الساحات والشواطىء والمتاجر للتسوق. كما رُفعتِ ملصقات الإرشادات الصحية والتحذيرية، من حافلات نقل الركاب في المضيق وعموم النرويج، والأهم أنني لن أشاهد بعد اليوم شكل الفيروس الأخضر المقزز، في ملصق على زجاج نوافذ الحافلة كلما استقلَّيتها إلى بلدة تونسبيرغ الوادعة، وتُعدُّ من أقدم المدن في النرويج (تأسست في سنة 871 م) . وابتداء من اليوم سترفع الحواجز بين الركاب وسائقي الحافلات في النرويج عامة، وأصبح بمقدور الراكب شراء التذكرة مباشرة من يد السائق. أكثر من ذلك، أصبح بمقدور الركاب الجلوس اثنين اثنين في المقاعد المزدوجة، فلا تباعد بعد اليوم ولا هم يحزنون. أنتظر افتتاح المطعم الرومانسي في باخرة ذات طابقين راسية على الشاطىء، كأنما أُهديَتْ للمضيق بعد تصوير فلم رومانسي فيها، يذكر بحقبة السبعينيات لإزدهار السينما الفرنسية.10/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684355
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(10)لا تباعد بعد اليوم!حتى كتابة هذه السطور .. فاقتْ أعداد المصابين بالفيروس 12 مليوناً، في بلدان العالم المختلفة، واقتربتْ كثيراً من العدد المشؤوم، فيما تجاوز عدد المتعافين حاجز ال 7 ملايين. الهند مرشحة لأن تكون بؤرة الوباء في الفترة القادمة. ويسود الرعب في كل مكان ليس من انتشار الوباء حسب، بل من عودته بقوة خلال الأشهر القادمة!تعافي أسواق النفط تدريجياً وعودة شركات الطيران جزئياً إلى العمل، يمنح بصيص أمل في النفق المظلم، ونحن نريد أن نشرع كل الأبواب على شمس الأمل، لا بصيصا!وكم هي عجيبة الحياة المليئة بالتناقضات، فها هو الإنسان ماضٍ في سبيل علمه وبحوثه وتطوره بما فيه ارتياد الفضاء، وأن والحياة لا يوقفها وباء! ففي الوقت الذي نعيش في أرض تترنح تحت ضربات الفيروس الموجعة، ويعاني البشر منه، معلنين عن عجزهم في مكافحته سواء في ميدان صناعة الدواء أم اللقاح، تنطلق خلال الأسابيع القادمة ثلاث محطات فضائية إلى المريخ (إماراتية وصينية وأمريكية) لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وجلب عينات من ترابه إلى الأرض.ومع تسارع وتيرة التطور في ميادين الصناعة والتنافس في غزو الفضاء بين مختلف البلدان، يبقى البلد البعيد الغارق في الفساد والعصابات تتأخر فيه رواتب الموظفين، ويوزع الماء في جليكانات بلاستيكية على المنازل، ويعاني الناس فيه من انقطاع التيار الكهربائي في عزّ الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى 48 مئوية. وما زاد الطين بِلَّة هو انتشار الوباء! وأتفاعل منذ أشهر وبعاطفة شديدة مع وقوع أبناء مدينتي الناصرية، ومنهم أصدقاء الطفولة والمدرسة والجيرة، فريسة بين براثن الفيروس اللعين، وعادت أزمة شحة قناني الأوكسجين مرة أخرى إلى واجهة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.أما هنا فثمة انفراج طرأ اليوم بعد قرار للحكومة النرويجية، شرَّعَ باباً آخر نحو الشمس، فقد أعلنت فتح حدودها مع البلدان المجاورة والسماح بالسفر منها وإليها (بلدان المنطقة الاقتصادية/الشنغن) عدا السويد طبعاً ومعظم دول أوربا الشرقية.وشيئاً فشيئاً عادت الحياة في المضيق إلى مرحلة ما قبل انتشار الوباء. فُتِحَتِ الأسواق والمطاعم والحانات، وخرج الناس إلى الساحات والشواطىء والمتاجر للتسوق. كما رُفعتِ ملصقات الإرشادات الصحية والتحذيرية، من حافلات نقل الركاب في المضيق وعموم النرويج، والأهم أنني لن أشاهد بعد اليوم شكل الفيروس الأخضر المقزز، في ملصق على زجاج نوافذ الحافلة كلما استقلَّيتها إلى بلدة تونسبيرغ الوادعة، وتُعدُّ من أقدم المدن في النرويج (تأسست في سنة 871 م) . وابتداء من اليوم سترفع الحواجز بين الركاب وسائقي الحافلات في النرويج عامة، وأصبح بمقدور الراكب شراء التذكرة مباشرة من يد السائق. أكثر من ذلك، أصبح بمقدور الركاب الجلوس اثنين اثنين في المقاعد المزدوجة، فلا تباعد بعد اليوم ولا هم يحزنون. أنتظر افتتاح المطعم الرومانسي في باخرة ذات طابقين راسية على الشاطىء، كأنما أُهديَتْ للمضيق بعد تصوير فلم رومانسي فيها، يذكر بحقبة السبعينيات لإزدهار السينما الفرنسية.10/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684355
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال 108)
ط : يوميات مضيق الرمال 12 ورد المقابر
#الحوار_المتمدن
#ط يوميات مضيق الرمال(12)طارق حربيورد المقابر!تنتشر المقابر الرائعة في مضيق الرمال بين الأحياء السكنية، بما يُشعر الغريبَ الفارَّ من جائحة كوفيد - 19، وهو يتأملها، أن الحياة والموت يتجاوران! لا شيء يحفز الإنسان على طرح المزيد من الأسئلة عن معنى الحياة والموت، مثل المدينة التي تنتشر فيها المقابر! دبيب الحياة ينتهي فيها، وكل الكلام عن الماضي والحاضر والمستقبل. يرمقها المارَّة بنظرة أنَّ كلَّ قبرٍ كانتْ له حياة انقضتْ في لمح البصر! وها هي تحثُّ الأحياءَ المارّينَ في الشارع المجاور للمقبرة على الإستمتاع بالحياة القصيرة، لا النواح والبكاء على الأطلال كما في بلد المأساة!وإذا صحَّ أنَّ أشهر مقبرة في العالم هي الأهرامات، يصحُّ كذلك أن أكبر مقبرة في العالم توجد في إحدى مدن الوسط في بلد المأساة. هنالك فضاء شاسع من شواهد القبور المتشابهة، يُخيلُ إليَّ كلما شاهدتها، خلال زيارتي إلى قبر أبي المجاور لقبر المطرب الشعبي داخل حسن، أنها تشبه ملايين الأسود الرابضة فوق صدر الأرض الرملية! فوق المقبرة وعلى مسافة مئة متر من شقتي في هذه البلدة الصغيرة الوادعة، ينتصب برج الكنيسة البروتستانتية بطول 69 مترا، مثل صاروخ يستعد للإنطلاق في رحلة فضائية، أو على هيئة قلم رصاص، يكتب قصائد على ظهر الغيوم العابرة أتهجاها من بعيد. قلمٌ مبريٌّ بسِنٍّ طويل رُفِعَ في نهايته المدببة منذ القرن العاشر، ديك فضّي يلمع تحت الشمس مُذكّراً بنكران بولص! في الشقة ثلاث نوافذ أراه من الرُّكنية، وتحتها حانة، الذين احتجزهم هطول الثلوج شهوراً في منازلهم يسكرون فيها، يثرثرون ويقهقهون عالياً، أحياناً يعربدون ويتشاجرون. من عزلتي في الطابق الثاني أرفرف بساعديَّ خلف الرُّكنية، هَفَتْ نفسي إلى سفر بعيد.لكن بالحقِّ .. مقابر ما أرى أم حدائق عامة يانعة الخضرة؟! قلتُ في نفسي وأنا أتجول في اليوم الرابع على وصولي إلى البلدة السياحية المليئة بالمقابر، واحدة إلى يمين محطة القطار وأخرى إلى شمالها. ويطل البرج على المقبرة الشمالية المعشوشبة ذات الأشجار المشذبة. مقبرة خضراء يانعة تحيط بها أشجار دائمة الخضرة، شواهدها من الرخام الأسود والرَّمادي متساوية الارتفاع مُنتظمة في صفوف. أما دقة ما محسوب من مسافة بين قبر وآخر، فتشبه وقوفنا خلال الجائحة متباعدين، في طابور زاد طوله أمام متجر بيع المواد الغذائية، بعدما قررت السلطات الصحية وضع خطوط تفصل الزبائن عن بعضهم البعض مسافة متر واحد. الأحياء زبائن دائميون للموت!إنما لا يُعدَمُ وجود قبرين متجاورين، وقد يكونا لحبيبين في رقدتهما إلى آخر البعد الرابع الذي لم يفهمه أحد البَتَّة! كما وتنافستِ الشركات فيما بينها على صناعة الشواهد المرمرية المصقولة بعناية، فَميَّزتِ الأغلى ثمناً منها، فوضعتْ على كتفها الأيمن مجسمات لطيور الحب بلون مغاير، وتحتها نافذة شغلتها مشكاة كهربائية لإنارة طريق الميتين!في الأيام الأولى التي بدأتُ فيها بشراء أثاث الشقة الجديدة من متاجر كبيرة تقع في ظاهر البلدة، كنت أقف في محطة الحافلات القريبة من محطة القطار في انتظار الحافلة التي تقلني إلى هناك، وألقي نظرة على المقبرة الرائعة المجاورة. أدواتُ تنعيم التراب والمعازق والمجارف مصفوفة على مسند حديدي، وأباريق سقي الزهور من البلاستيك خضراء اللون تحتها. في طقس نهاية شهر آذار البارد ومنذ الصباح الباكر، تُشمّر عاملات البلدية الحسناوات عن أذرعهنَّ لخدمة الموتى، فكل شيء في هذه البلاد في خدمة الإنسان حياً وميتاً! يضعنَ سماعات الأذن ويصغينَ إلى ال ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#المقابر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688038
#الحوار_المتمدن
#ط يوميات مضيق الرمال(12)طارق حربيورد المقابر!تنتشر المقابر الرائعة في مضيق الرمال بين الأحياء السكنية، بما يُشعر الغريبَ الفارَّ من جائحة كوفيد - 19، وهو يتأملها، أن الحياة والموت يتجاوران! لا شيء يحفز الإنسان على طرح المزيد من الأسئلة عن معنى الحياة والموت، مثل المدينة التي تنتشر فيها المقابر! دبيب الحياة ينتهي فيها، وكل الكلام عن الماضي والحاضر والمستقبل. يرمقها المارَّة بنظرة أنَّ كلَّ قبرٍ كانتْ له حياة انقضتْ في لمح البصر! وها هي تحثُّ الأحياءَ المارّينَ في الشارع المجاور للمقبرة على الإستمتاع بالحياة القصيرة، لا النواح والبكاء على الأطلال كما في بلد المأساة!وإذا صحَّ أنَّ أشهر مقبرة في العالم هي الأهرامات، يصحُّ كذلك أن أكبر مقبرة في العالم توجد في إحدى مدن الوسط في بلد المأساة. هنالك فضاء شاسع من شواهد القبور المتشابهة، يُخيلُ إليَّ كلما شاهدتها، خلال زيارتي إلى قبر أبي المجاور لقبر المطرب الشعبي داخل حسن، أنها تشبه ملايين الأسود الرابضة فوق صدر الأرض الرملية! فوق المقبرة وعلى مسافة مئة متر من شقتي في هذه البلدة الصغيرة الوادعة، ينتصب برج الكنيسة البروتستانتية بطول 69 مترا، مثل صاروخ يستعد للإنطلاق في رحلة فضائية، أو على هيئة قلم رصاص، يكتب قصائد على ظهر الغيوم العابرة أتهجاها من بعيد. قلمٌ مبريٌّ بسِنٍّ طويل رُفِعَ في نهايته المدببة منذ القرن العاشر، ديك فضّي يلمع تحت الشمس مُذكّراً بنكران بولص! في الشقة ثلاث نوافذ أراه من الرُّكنية، وتحتها حانة، الذين احتجزهم هطول الثلوج شهوراً في منازلهم يسكرون فيها، يثرثرون ويقهقهون عالياً، أحياناً يعربدون ويتشاجرون. من عزلتي في الطابق الثاني أرفرف بساعديَّ خلف الرُّكنية، هَفَتْ نفسي إلى سفر بعيد.لكن بالحقِّ .. مقابر ما أرى أم حدائق عامة يانعة الخضرة؟! قلتُ في نفسي وأنا أتجول في اليوم الرابع على وصولي إلى البلدة السياحية المليئة بالمقابر، واحدة إلى يمين محطة القطار وأخرى إلى شمالها. ويطل البرج على المقبرة الشمالية المعشوشبة ذات الأشجار المشذبة. مقبرة خضراء يانعة تحيط بها أشجار دائمة الخضرة، شواهدها من الرخام الأسود والرَّمادي متساوية الارتفاع مُنتظمة في صفوف. أما دقة ما محسوب من مسافة بين قبر وآخر، فتشبه وقوفنا خلال الجائحة متباعدين، في طابور زاد طوله أمام متجر بيع المواد الغذائية، بعدما قررت السلطات الصحية وضع خطوط تفصل الزبائن عن بعضهم البعض مسافة متر واحد. الأحياء زبائن دائميون للموت!إنما لا يُعدَمُ وجود قبرين متجاورين، وقد يكونا لحبيبين في رقدتهما إلى آخر البعد الرابع الذي لم يفهمه أحد البَتَّة! كما وتنافستِ الشركات فيما بينها على صناعة الشواهد المرمرية المصقولة بعناية، فَميَّزتِ الأغلى ثمناً منها، فوضعتْ على كتفها الأيمن مجسمات لطيور الحب بلون مغاير، وتحتها نافذة شغلتها مشكاة كهربائية لإنارة طريق الميتين!في الأيام الأولى التي بدأتُ فيها بشراء أثاث الشقة الجديدة من متاجر كبيرة تقع في ظاهر البلدة، كنت أقف في محطة الحافلات القريبة من محطة القطار في انتظار الحافلة التي تقلني إلى هناك، وألقي نظرة على المقبرة الرائعة المجاورة. أدواتُ تنعيم التراب والمعازق والمجارف مصفوفة على مسند حديدي، وأباريق سقي الزهور من البلاستيك خضراء اللون تحتها. في طقس نهاية شهر آذار البارد ومنذ الصباح الباكر، تُشمّر عاملات البلدية الحسناوات عن أذرعهنَّ لخدمة الموتى، فكل شيء في هذه البلاد في خدمة الإنسان حياً وميتاً! يضعنَ سماعات الأذن ويصغينَ إلى ال ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#المقابر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688038
الحوار المتمدن
ط - يوميات مضيق الرمال 12 ورد المقابر
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال كباب اسطنبولي
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(13)كباب اسطنبولي!النسبة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية شرطاً لكي تكون مدينة ما منطقة حمراء، هي إصابة 24 شخصاً بفيروس كوفيد - 19 من كل 100 ألفاً. ما يعني خروج الجائحة في تلك المدينة عن السيطرة! وعلى الجهات الصحية فيها فرض إجراءت جديدة لاحتواء الفيروس.وفيما تجاوز عدد المصابين بالفيروس خلال هذا الأسبوع حاجز المليون نسمة في أسبانيا، بقيت الإصابات في النرويج تراوحُ في مكانها بأقل من 17 ألفاً. مع الأخذ في نظر الاعتبار فارق عدد السكان بين البلدين.مع ذلك ما تزال النرويج الأولى في جهود مكافحة الفيروس وأفضل الدول في القارة الأوربية قاطبة.قبل أن تصبح نسبة الإصابات اليوم في أوسلو 37.2 ، ولأول مرة منذ انتشار الفيروس في شهر نيسان الماضي، كانت قد اتخذت اجراءات بينها فرض غرامات في وسائط النقل، على كل شخص لا يلتزم بوضع الكمامة على أنفه. ناهيك عن أن محافظ أوسلو نصح مؤخراً بعدم السفر إليها إلا عند الضرورة. وكان يطيب لليزا وأنا كلما زرنا أوسلو تناول الكباب الشهيّ في مطعم إسطنبول في وسط العاصمة. لكن منعنا كورونا حتى من الشعور بالسعادة في المتع البسيطة في الحياة. من ضمن أشياء كثيرة حُرم الإنسان منها في كل مكان بعد تفشي الفيروس. لذلك اكتفينا بزيارات متواصلة إلى مدينة تونسبيرغ تعويضاً عن زيارة أوسلو، وكلما ضاقت الصدور في مدينتنا الصغيرة شبه المعزولة! هتفتْ ليزا في لحظة باسكاليّة!- هذا مطعم كباب!ما أن شاهدتْ قبل أيام وعن طريق الصدفة خلال تجوالنا في شوارع تونسبيرغ، واجهة مطعم كباب لبناني، فرحتْ أكثر مني مع أني من عشاق الكباب الأوفياء لرائحته وبصله وطماطته المشوية ونكهة سمّاقه المغرية من فصيلة النباتات البطميّة! وياما قضيتُ أمتع الأوقات في تناول الكباب في مطاعم اسطنبول خلال زياراتي إليها. لكن الكباب بالنسبة إلى ليزا أشهى وتعتبره صرعة في عالم المأكولات في المدينة الساحلية البعيدة عن العاصمة، حيث اختلاط الأجناس والثقافات وكثرة المطاعم وتنوع المأكولات الشرقية!ولاحظتُ خلال استقلالنا لوسائط النقل سواء في مضيق الرمال أم في الطريق إلى تونسبيرغ، أن الكثير من الركاب يتقيدون بوضع الكمامة على أنوفهم. وإذا صحَّ أن وضعها مفيد للوقاية من الفيروس، تصحُّ كذلك بشاعته بتغييبه لنصف وجه المرأة! وهل أجمل القسَمات في وجه المرأة النرويجية بعد عينيها مثل شفاهها وقد مكيجها البرد والدلال؟! سيّما وأن الجمال هنا فريد من نوعه، حتى أني رحتُ أقارنه بجمال النساء في 46 دولة زرتها فلم أجد له مثيلا! فالنرويجي صحيح الجسم معافى ترعاه مؤسسات الدولة منذ تَخَلُّقِهِ جنيناً في بطن أمه حتى يكون على آلة الحدباء محمولُ! كيف لا وقد وُضِعَ كل شيء تحت أمره وفي خدمته، الطعام الجيد والتعليم الممتاز والتأمين الصحي المثالي والتنمية البشرية المستدامة وغيرها،؟! ما أظهر إنسانية القوم هنا وجعل لطفهم عنواناً ونَوَّرَ جمال وجوههم البريئة الحيّية.لا أحد يعلم كم يطول مقام كوفيد - 19 في كوكبنا المائل نحو الحروب والكوارث والجوائح؟ وهل تُخَلِّقُ قوى الشر في مختبراتها الظلامية نسخة جديدة من الفيروس (كوفيد- 20)؟! إن فشل كبرى المختبرات والجامعات ومراكز البحوث في الدول العظمى، في صناعة دواء ولقاح ناجحين ضد الفيروس اللعين، يطيح بآمال التخلص منه نهائياً في المدى المنظور!ولكن كما قال أبو اسماعيل الطغرائيأعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبها ما أضيَقَ العيش لو لا فسحةُ الأملِ!23/10/2020Sandefjord-Norway ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#كباب
#اسطنبولي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696521
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(13)كباب اسطنبولي!النسبة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية شرطاً لكي تكون مدينة ما منطقة حمراء، هي إصابة 24 شخصاً بفيروس كوفيد - 19 من كل 100 ألفاً. ما يعني خروج الجائحة في تلك المدينة عن السيطرة! وعلى الجهات الصحية فيها فرض إجراءت جديدة لاحتواء الفيروس.وفيما تجاوز عدد المصابين بالفيروس خلال هذا الأسبوع حاجز المليون نسمة في أسبانيا، بقيت الإصابات في النرويج تراوحُ في مكانها بأقل من 17 ألفاً. مع الأخذ في نظر الاعتبار فارق عدد السكان بين البلدين.مع ذلك ما تزال النرويج الأولى في جهود مكافحة الفيروس وأفضل الدول في القارة الأوربية قاطبة.قبل أن تصبح نسبة الإصابات اليوم في أوسلو 37.2 ، ولأول مرة منذ انتشار الفيروس في شهر نيسان الماضي، كانت قد اتخذت اجراءات بينها فرض غرامات في وسائط النقل، على كل شخص لا يلتزم بوضع الكمامة على أنفه. ناهيك عن أن محافظ أوسلو نصح مؤخراً بعدم السفر إليها إلا عند الضرورة. وكان يطيب لليزا وأنا كلما زرنا أوسلو تناول الكباب الشهيّ في مطعم إسطنبول في وسط العاصمة. لكن منعنا كورونا حتى من الشعور بالسعادة في المتع البسيطة في الحياة. من ضمن أشياء كثيرة حُرم الإنسان منها في كل مكان بعد تفشي الفيروس. لذلك اكتفينا بزيارات متواصلة إلى مدينة تونسبيرغ تعويضاً عن زيارة أوسلو، وكلما ضاقت الصدور في مدينتنا الصغيرة شبه المعزولة! هتفتْ ليزا في لحظة باسكاليّة!- هذا مطعم كباب!ما أن شاهدتْ قبل أيام وعن طريق الصدفة خلال تجوالنا في شوارع تونسبيرغ، واجهة مطعم كباب لبناني، فرحتْ أكثر مني مع أني من عشاق الكباب الأوفياء لرائحته وبصله وطماطته المشوية ونكهة سمّاقه المغرية من فصيلة النباتات البطميّة! وياما قضيتُ أمتع الأوقات في تناول الكباب في مطاعم اسطنبول خلال زياراتي إليها. لكن الكباب بالنسبة إلى ليزا أشهى وتعتبره صرعة في عالم المأكولات في المدينة الساحلية البعيدة عن العاصمة، حيث اختلاط الأجناس والثقافات وكثرة المطاعم وتنوع المأكولات الشرقية!ولاحظتُ خلال استقلالنا لوسائط النقل سواء في مضيق الرمال أم في الطريق إلى تونسبيرغ، أن الكثير من الركاب يتقيدون بوضع الكمامة على أنوفهم. وإذا صحَّ أن وضعها مفيد للوقاية من الفيروس، تصحُّ كذلك بشاعته بتغييبه لنصف وجه المرأة! وهل أجمل القسَمات في وجه المرأة النرويجية بعد عينيها مثل شفاهها وقد مكيجها البرد والدلال؟! سيّما وأن الجمال هنا فريد من نوعه، حتى أني رحتُ أقارنه بجمال النساء في 46 دولة زرتها فلم أجد له مثيلا! فالنرويجي صحيح الجسم معافى ترعاه مؤسسات الدولة منذ تَخَلُّقِهِ جنيناً في بطن أمه حتى يكون على آلة الحدباء محمولُ! كيف لا وقد وُضِعَ كل شيء تحت أمره وفي خدمته، الطعام الجيد والتعليم الممتاز والتأمين الصحي المثالي والتنمية البشرية المستدامة وغيرها،؟! ما أظهر إنسانية القوم هنا وجعل لطفهم عنواناً ونَوَّرَ جمال وجوههم البريئة الحيّية.لا أحد يعلم كم يطول مقام كوفيد - 19 في كوكبنا المائل نحو الحروب والكوارث والجوائح؟ وهل تُخَلِّقُ قوى الشر في مختبراتها الظلامية نسخة جديدة من الفيروس (كوفيد- 20)؟! إن فشل كبرى المختبرات والجامعات ومراكز البحوث في الدول العظمى، في صناعة دواء ولقاح ناجحين ضد الفيروس اللعين، يطيح بآمال التخلص منه نهائياً في المدى المنظور!ولكن كما قال أبو اسماعيل الطغرائيأعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبها ما أضيَقَ العيش لو لا فسحةُ الأملِ!23/10/2020Sandefjord-Norway ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#كباب
#اسطنبولي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696521
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (كباب اسطنبولي!)
دينا سليم حنحن : مضيق موسيمان - كوينزلاند أستراليا
#الحوار_المتمدن
#دينا_سليم_حنحن ذاكرة مكانرحلة إلى ممر "موسيمان" شمال ولاية كوينزلاند.بقلم: دينا سليم حنحنالطريق التي تنعدم فيها المياه، تبقى طريقًا وعرة لا معنى لها، طريقًا مثقوبة وخالية من أي جوهر.أوّل الطريق ممشى داخل غابةوآخرها شعب أصيل يدعى الأوبرجينليست كل طريق تؤدي إلى شيء، توجد طرق تؤدي، وطرق لا تؤدي، طريقنا في هذا المقال، توصل إلى اكتشاف حضارة طُمرت داخل الغابات المكتظة على جبال قارة جنوبية، كانت منسية، وأصبحت فيما بعد ذخرًا للحياة. يبدأ مشوارنا داخل جبال تكتظَ بالأحراش، مطيرة، تقع شمال شرق ولاية كوينزلاند، في منطقة تدعى ممر موسيمان Mossman Gorge .أدغال تبعد عن مدينة كيرنز 77 كم، شمالا، 20 كم عن ميناء Port Douglas، القائم على بحر الكورال.من المستحسن الوصول إلى المنطقة بسيارة شخصية حتى مركز الاستعلامات، ومن هناك استقلال حافلة سياحية تأخذنا حتى بداية السّرب، حيث يسير الركب فيه بطريقة منظمة، داخل ممرات مصنوعة من جسور حديدية، تسهيلا على الزائرين.من يدرس المكان بدقة يجد ما لم يكن في الحسبان، وعند وصول الشلال الذي يرمي مياهه العذبة داخل بحيرة مكونة من صخور ملساء، يمكنه السباحة، بحيرة برّية، لم تلوثها يد إنسان، وهي مؤهلة للسباحة والغوص، شعور جميل لا يمكن وصفه عندما تعانقك الطبيعة في سماء مفتوحة، وتلاحقك أسماك المياه العذبة، يصفو الذهن من كل شوائبه، وتمحى طباع البشرية الآجنة بمجابهة الطبيعة العملاقة، وينقى ذهن المرء من كل موبوءة عالقة، في تلك الجنة المختبئة، يتطهر الإنسان من كل أطماعه في الحياة، ويتخلى عن أحقاده وغيرته، وينحسر تفكيره فقط بشيء واحد، وهو، عظمة الكون، فيبدأ يتساءل عن كنه الشعب الأصلي الذي اتخذ تلك الأماكن مسكنا له.شخصيًا، آمنت بعظمة الإنسان وقدرته على التكيف، لكنه يبقى ضعيفًا أمام عظمة وجبروت الكون، فالظروف البيئية والمناخية العسيرة، تفقده القوة، وأظن أن الشعب الأصلي استطاع البقاء على قيد الحياة آلاف السنين، وبفضل إيمانه الهادئ عاش في الظروف المناخية، والأماكن القاسية بعد أن استقى عادات العيش، والتأقلم في ظلال ظروف مناخية تضطرب، وتتغير خاصة في الفصول الرطبة. ومن المعلوم أن الصراع على الحياة يلزمه التكيف، والتكيف ثقافة تتوارث.اعتاش الأوبرجيني على النباتات الصالحة، وروّى ظمأه من مياه عذبة نظيفة جارية، قام بصيد أسماك جرفتها الأنهر والشلالات عند حصول المدّ، وتغذى على نباتات منحته النشاط، وخفّة التنقل. تعقّب أثر الحيوانات، ونصب لها الشِراك، وتشارك مع قبيلته اللقمة، نام على أغصان متينة عالية متجنبًا خطر حيوانات الليل الشرسة، وتغطى بأوراق الأشجار العملاقة، وإن حدث، وأصيب بنائبة، قام بامتصاص أوراق شجر صحراوي يدعى wattle ، ذات المذاق الحلو، جيدة تقوّي نسبة الدم في الجسد، يغليها ويشربها عندما يستشعر إعياء، أو مرضًا، وقام بصنع مشروب ساخن شبيه بالشاي من نبتة قارية تدعى Sarsaparilla استطاع تمييزها من شكل أوراقها، وقد نشأت في داخل كل ورقة منها جذور أخرى اتخذت شكل ورقة جديدة، احتسى هذا النوع من الفاكهة، وقام بغلي أوراقها، واحتفظ بشرابها مغليا.كما اعتاد الأبورجيني أيضا على تناول الرخويات نيئة، Abalone، الصفيلح، (ما تسمى بأذن البحر)، وهي تتمتع بقيمة غذائية كبيرة، جمعها داخل ورقة شجر عملاقة، استخدمها بديلا عن طبق الطعام، واستخدم أيضا قشور بعض الأشجار كنوع من البهارات، مثل نبتة الزنجبيل، والسبانخ البري، وغيرها، فيما بعد، اعتمد على نبتة lemon myrtle، آس الليمون التي جلبها الكابتن جيمس كوك معه إلى القارة سن ......
#مضيق
#موسيمان
#كوينزلاند
#أستراليا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714281
#الحوار_المتمدن
#دينا_سليم_حنحن ذاكرة مكانرحلة إلى ممر "موسيمان" شمال ولاية كوينزلاند.بقلم: دينا سليم حنحنالطريق التي تنعدم فيها المياه، تبقى طريقًا وعرة لا معنى لها، طريقًا مثقوبة وخالية من أي جوهر.أوّل الطريق ممشى داخل غابةوآخرها شعب أصيل يدعى الأوبرجينليست كل طريق تؤدي إلى شيء، توجد طرق تؤدي، وطرق لا تؤدي، طريقنا في هذا المقال، توصل إلى اكتشاف حضارة طُمرت داخل الغابات المكتظة على جبال قارة جنوبية، كانت منسية، وأصبحت فيما بعد ذخرًا للحياة. يبدأ مشوارنا داخل جبال تكتظَ بالأحراش، مطيرة، تقع شمال شرق ولاية كوينزلاند، في منطقة تدعى ممر موسيمان Mossman Gorge .أدغال تبعد عن مدينة كيرنز 77 كم، شمالا، 20 كم عن ميناء Port Douglas، القائم على بحر الكورال.من المستحسن الوصول إلى المنطقة بسيارة شخصية حتى مركز الاستعلامات، ومن هناك استقلال حافلة سياحية تأخذنا حتى بداية السّرب، حيث يسير الركب فيه بطريقة منظمة، داخل ممرات مصنوعة من جسور حديدية، تسهيلا على الزائرين.من يدرس المكان بدقة يجد ما لم يكن في الحسبان، وعند وصول الشلال الذي يرمي مياهه العذبة داخل بحيرة مكونة من صخور ملساء، يمكنه السباحة، بحيرة برّية، لم تلوثها يد إنسان، وهي مؤهلة للسباحة والغوص، شعور جميل لا يمكن وصفه عندما تعانقك الطبيعة في سماء مفتوحة، وتلاحقك أسماك المياه العذبة، يصفو الذهن من كل شوائبه، وتمحى طباع البشرية الآجنة بمجابهة الطبيعة العملاقة، وينقى ذهن المرء من كل موبوءة عالقة، في تلك الجنة المختبئة، يتطهر الإنسان من كل أطماعه في الحياة، ويتخلى عن أحقاده وغيرته، وينحسر تفكيره فقط بشيء واحد، وهو، عظمة الكون، فيبدأ يتساءل عن كنه الشعب الأصلي الذي اتخذ تلك الأماكن مسكنا له.شخصيًا، آمنت بعظمة الإنسان وقدرته على التكيف، لكنه يبقى ضعيفًا أمام عظمة وجبروت الكون، فالظروف البيئية والمناخية العسيرة، تفقده القوة، وأظن أن الشعب الأصلي استطاع البقاء على قيد الحياة آلاف السنين، وبفضل إيمانه الهادئ عاش في الظروف المناخية، والأماكن القاسية بعد أن استقى عادات العيش، والتأقلم في ظلال ظروف مناخية تضطرب، وتتغير خاصة في الفصول الرطبة. ومن المعلوم أن الصراع على الحياة يلزمه التكيف، والتكيف ثقافة تتوارث.اعتاش الأوبرجيني على النباتات الصالحة، وروّى ظمأه من مياه عذبة نظيفة جارية، قام بصيد أسماك جرفتها الأنهر والشلالات عند حصول المدّ، وتغذى على نباتات منحته النشاط، وخفّة التنقل. تعقّب أثر الحيوانات، ونصب لها الشِراك، وتشارك مع قبيلته اللقمة، نام على أغصان متينة عالية متجنبًا خطر حيوانات الليل الشرسة، وتغطى بأوراق الأشجار العملاقة، وإن حدث، وأصيب بنائبة، قام بامتصاص أوراق شجر صحراوي يدعى wattle ، ذات المذاق الحلو، جيدة تقوّي نسبة الدم في الجسد، يغليها ويشربها عندما يستشعر إعياء، أو مرضًا، وقام بصنع مشروب ساخن شبيه بالشاي من نبتة قارية تدعى Sarsaparilla استطاع تمييزها من شكل أوراقها، وقد نشأت في داخل كل ورقة منها جذور أخرى اتخذت شكل ورقة جديدة، احتسى هذا النوع من الفاكهة، وقام بغلي أوراقها، واحتفظ بشرابها مغليا.كما اعتاد الأبورجيني أيضا على تناول الرخويات نيئة، Abalone، الصفيلح، (ما تسمى بأذن البحر)، وهي تتمتع بقيمة غذائية كبيرة، جمعها داخل ورقة شجر عملاقة، استخدمها بديلا عن طبق الطعام، واستخدم أيضا قشور بعض الأشجار كنوع من البهارات، مثل نبتة الزنجبيل، والسبانخ البري، وغيرها، فيما بعد، اعتمد على نبتة lemon myrtle، آس الليمون التي جلبها الكابتن جيمس كوك معه إلى القارة سن ......
#مضيق
#موسيمان
#كوينزلاند
#أستراليا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714281
الحوار المتمدن
دينا سليم حنحن - مضيق موسيمان - كوينزلاند أستراليا
طارق الهوا : القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات
#الحوار_المتمدن
#طارق_الهوا إذا نحينا جانباً الشق التبشيري في محاضرات القمّص زكريا بطرس، سنجد أنه يُعتبر بحيادية تامة من أهم المفكرين الاسلاميين المتنورين في الربع الأول من هذا القرن! وإذا قيمناه بمفكر إسلامي من عيار عباس محمود العقاد، سنجد أن ما كتبه العقاد في إسلامياته كان نفاقاً وتلبية لمن يحرضوه على التمادي في نفاقه، فكلاهما قرأ نفس المراجع لكن العقاد خرج بعبقرياته التي تبنتها حكومة مصر وفرضتها على طلاب الثانوية، بينما خرج القمص بأفكاره التنويرية التي تحدث الزلازل الفكرية وتحث العقل على التفكير وليس الترتيل، ويتابعها عشرات الألوف وعلى رأسهم المشايخ! الأفكار التنويرية حسب الوقائع في دول الشرق الأوسط تُحارب حتى لو قالها مفكرون مسلمون مثل محمود محمد طه الذي أُعدم، والمتنورة العظيمة المنسية أبكار السقّاف التي حُددت اقامتها في البيت. مرض إنكار الواقع مستفحل، لدرجة أن وثائقيات ومسكوكات ومخطوطات الاستاذ محمد المسيّح تجد من يعارضها بالكلمات والاتهامات وليس بالوثائق والمسكوكات والمراجع.لم يظهر القمّص زكريا بطرس مرة واحدة على الشاشة بدون مراجع إسلامية وذِكر صفحات وأرقام أحاديث في أي مرجع، بعكس منتقديه الذين لم يظهروا مرة واحدة مع مرجع أو يستندوا إلى أي مرجع، وكالوا له اللعنات واتهموه بالزندقة على ما يقوله ومذكور في مراجع إسلامية! الامر يُصنّف مرض إنكار الواقع، وهو معروف في المصحات النفسانية.أثار القمص زوابع كثيرة على مرويات مقدسة لا تُمس في المراجع الاسلامية، وشكك فيها مفكرون مسلمون أيضا، لكنه قوبل كل مرة بنفس العبارات المقولبة التي لا تنقض ما قاله ولا تعطي تفسيرا آخر. مجرد لعنات .. سخافات.. بذاءات.. لا علم فيها أو إلهام بفكرة جديدة أو حتى اسلوب دفاع محاميي الشيطان. الزوبعة الأخير في وجه القمّص زكريا بطرس التي بدأتها معلمّة قرآن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزكاها أحد مذيعي السلطة ربما بتحريض من مشايخ السلطة، كان سببها قول القمّص أن كاتب القرآن إما سكران أو مسطول لأنه كتب ما كتبه عن الجن.كل اللعنات والمعارضات والانفعالات انصبت على أمر مختلف تماماً، هو كيف يهين القمص رسول المسلمين، ويحاول بث الفتنة الطائفية في مصر كما قالوا، وطلب بعضهم بوطنية يحتقرها ولا يؤمن بها بتجريد القمص من جنسيته المصرية.حسب رسول المسلمين كلمات القرآن موحى بها من الله. تهمة القمص واضحة تماماً حسب ما قاله حرفياً وهي "إهانة الذات الإلهية". وإذا سايرنا أصحاب اللعنات والشعارات الجوفاء الصاخبة مثل "إلا رسول الله"، فمعنى ذلك أن الرسول محمد هو كاتب القرآن وليس الله! وأصحاب هذه الزوبعة يعترفون بكلام صريح واضح أن الرسول كاتب القرآن، لأنهم قالوا أن القمص أهان الرسول! هل يقبلون بهذه التهمة؟ردّ القمص على منتقديه، ومنهم صاحب جريدة في أميركا تفضح من لا يدفع، بنفس طريقته الهدوء والمراجع وأرقام الصفحات على الشاشة، وخرج بحلقة ثانية يؤكد فيها أن كاتب القرآن إما مسطول أو سكران نظراً لعدم معقولية ما جاء عن الجن وتناقضه مع الوحي الإلهي والعقل السليم، ويطلب من مشايخ الأزهر أن يجيبوه على تساؤلاته.المطلوب هو الرد على القمّص بنفس طريقته وهي ظهور شيخ على شاشة يذكر المراجع عليها ورقم الصفحة، وليس صب اللعنات والقول بالفتن الطائفية أو التحريض على قتل القمّص أو سحب جنسية لا يحتاجها، لأن الجنسية التي ينتمي إليها القمّص هي الفرعونية المتأصلة في دمه، حسب ما قال عدة مرات.أخيرا، قتل القمص في الولايات المتحدة، سيفتح أبواباً لا تستطيع الجمعيات الاسلامية/الاميركية تبنيه أو التحريض عليه، فأ ......
#القمّص
#يُبحر
#واثقاً
#مضيق
#اللعنات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738421
#الحوار_المتمدن
#طارق_الهوا إذا نحينا جانباً الشق التبشيري في محاضرات القمّص زكريا بطرس، سنجد أنه يُعتبر بحيادية تامة من أهم المفكرين الاسلاميين المتنورين في الربع الأول من هذا القرن! وإذا قيمناه بمفكر إسلامي من عيار عباس محمود العقاد، سنجد أن ما كتبه العقاد في إسلامياته كان نفاقاً وتلبية لمن يحرضوه على التمادي في نفاقه، فكلاهما قرأ نفس المراجع لكن العقاد خرج بعبقرياته التي تبنتها حكومة مصر وفرضتها على طلاب الثانوية، بينما خرج القمص بأفكاره التنويرية التي تحدث الزلازل الفكرية وتحث العقل على التفكير وليس الترتيل، ويتابعها عشرات الألوف وعلى رأسهم المشايخ! الأفكار التنويرية حسب الوقائع في دول الشرق الأوسط تُحارب حتى لو قالها مفكرون مسلمون مثل محمود محمد طه الذي أُعدم، والمتنورة العظيمة المنسية أبكار السقّاف التي حُددت اقامتها في البيت. مرض إنكار الواقع مستفحل، لدرجة أن وثائقيات ومسكوكات ومخطوطات الاستاذ محمد المسيّح تجد من يعارضها بالكلمات والاتهامات وليس بالوثائق والمسكوكات والمراجع.لم يظهر القمّص زكريا بطرس مرة واحدة على الشاشة بدون مراجع إسلامية وذِكر صفحات وأرقام أحاديث في أي مرجع، بعكس منتقديه الذين لم يظهروا مرة واحدة مع مرجع أو يستندوا إلى أي مرجع، وكالوا له اللعنات واتهموه بالزندقة على ما يقوله ومذكور في مراجع إسلامية! الامر يُصنّف مرض إنكار الواقع، وهو معروف في المصحات النفسانية.أثار القمص زوابع كثيرة على مرويات مقدسة لا تُمس في المراجع الاسلامية، وشكك فيها مفكرون مسلمون أيضا، لكنه قوبل كل مرة بنفس العبارات المقولبة التي لا تنقض ما قاله ولا تعطي تفسيرا آخر. مجرد لعنات .. سخافات.. بذاءات.. لا علم فيها أو إلهام بفكرة جديدة أو حتى اسلوب دفاع محاميي الشيطان. الزوبعة الأخير في وجه القمّص زكريا بطرس التي بدأتها معلمّة قرآن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزكاها أحد مذيعي السلطة ربما بتحريض من مشايخ السلطة، كان سببها قول القمّص أن كاتب القرآن إما سكران أو مسطول لأنه كتب ما كتبه عن الجن.كل اللعنات والمعارضات والانفعالات انصبت على أمر مختلف تماماً، هو كيف يهين القمص رسول المسلمين، ويحاول بث الفتنة الطائفية في مصر كما قالوا، وطلب بعضهم بوطنية يحتقرها ولا يؤمن بها بتجريد القمص من جنسيته المصرية.حسب رسول المسلمين كلمات القرآن موحى بها من الله. تهمة القمص واضحة تماماً حسب ما قاله حرفياً وهي "إهانة الذات الإلهية". وإذا سايرنا أصحاب اللعنات والشعارات الجوفاء الصاخبة مثل "إلا رسول الله"، فمعنى ذلك أن الرسول محمد هو كاتب القرآن وليس الله! وأصحاب هذه الزوبعة يعترفون بكلام صريح واضح أن الرسول كاتب القرآن، لأنهم قالوا أن القمص أهان الرسول! هل يقبلون بهذه التهمة؟ردّ القمص على منتقديه، ومنهم صاحب جريدة في أميركا تفضح من لا يدفع، بنفس طريقته الهدوء والمراجع وأرقام الصفحات على الشاشة، وخرج بحلقة ثانية يؤكد فيها أن كاتب القرآن إما مسطول أو سكران نظراً لعدم معقولية ما جاء عن الجن وتناقضه مع الوحي الإلهي والعقل السليم، ويطلب من مشايخ الأزهر أن يجيبوه على تساؤلاته.المطلوب هو الرد على القمّص بنفس طريقته وهي ظهور شيخ على شاشة يذكر المراجع عليها ورقم الصفحة، وليس صب اللعنات والقول بالفتن الطائفية أو التحريض على قتل القمّص أو سحب جنسية لا يحتاجها، لأن الجنسية التي ينتمي إليها القمّص هي الفرعونية المتأصلة في دمه، حسب ما قال عدة مرات.أخيرا، قتل القمص في الولايات المتحدة، سيفتح أبواباً لا تستطيع الجمعيات الاسلامية/الاميركية تبنيه أو التحريض عليه، فأ ......
#القمّص
#يُبحر
#واثقاً
#مضيق
#اللعنات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738421
الحوار المتمدن
طارق الهوا - القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات