الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد المجيد : رسالة من مصري لابنه شهيد ثورة يناير
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد ابني الحبيب،مرَّتْ تسع سنوات منذ أن غُدِر بك فغادرتنا، قتلوك فذبحونا حُزنـًا، سرقوا دورَ الله في قبض روحِك فقبضوها غيلة وغيظا وقسوة وغلظة.أتذكر صباح الخامس والعشرين من يناير وأنا أُلــَـقـنك درسا في الجُبْن فتعلــّـمني الشجاعة والفروسية والنُبل، فتأتي كلماتك السحرية القادمة من عُمق النبوّة الشبابية وأنت تقول: لقد ألزمتَ نفسَك، أبي الحبيب، بالصمت ثلاثين عاما على أبشع طاغية ولص وكاذب ومُزوّر ومهرّب ونهّاب، والآن تريد مني أن أضع رأسي تحت حذاء ابنه ثلاثين عاما جحيمية جديدة؟كنتَ، ابني الشهيد، في تلك اللحظة كأنك نضجتَ ثلاثين عاما في يوم واحد، وكان معك حق فمن الظلم أنْ أورثك بلدًا للعبيد فتلعن زمني الذي حاولت فيه تعليمَك الصمت فعلــّـمك ميدانُ التحرير صرخات الحرية والكرامة.منذ رحيلك وأمُّك التي جفّتْ دموعها تنظر إلى الباب وعندما نحاول إقناعَها أنك في رحاب ربك ذي الجلال والإكرام، تغضب، وتتوجه إلى النافذة لعلها تراك قادما من بعيد فتجري لتُعــِدّ الغداءَ الساخن، وقد حجزت لك خُفية الخبزَ الطازج. تصطدم بالسراب فتحيل حُلمَ عودتك إلى اليوم التالي .. وهكذا طوال تسع سنين، ولم تلعن قاتليك ولو مرة واحدة.مررتُ أول أمس أمام الجامعة ووقفت قليلا أتأمل مشهدا ماضويا عندما كانت تسبقك ابتسامتك البريئة المليئة بأحلام التخرج فحَوّلها الأوغاد إلى بــِـرْكة دماء لأنك طالبت بالكرامة والحرية وكل حقوقك المواطنية!كثير من زملائك وأصدقائك تخطوا الآن العام الثلاثين، منهم من تزوج وانفصل، ومنهم من وجَدَ ليلاه بعد قصة حب فتزوجا و.. أنجبا، ومنهم من انحرف يمينا أو يسارا أو دينا أو اخوانا أو سلفا، ومنهم من هاجر باحثا عن وطن آخر يفتح ذراعيه للشباب الطموح بعدما فتحت سلطة الوطن النار عليهم.أتذكر في اليوم الثالث لثورتكم المجيدة أنك اتصلت بنا لتسألني عن أمك وشقيقك الصغير وشقيقتيك، وسألتك: كيف تُصلي في زحام الميدان؟ قلتَ لي: صليت صباح اليوم بجوار دبابة وظُهر أمس ذهبت إلى الكنيسة المجاورة للميدان فتوضأت، وأفسح لي قــِـسٌّ ذو لحية بيضاء ووجه ملائكي مكانا للصلاة، ووجَّهني إلى القِبــْــلة؛ ثم تلوتُ آيات بينات من المصحف الشريف، وعدتُ إلى ميدان التحرير.منذ أربع سنوات دعاني وأمــَّــك صديقــُـك جرجس إلى حفل زفافه على زميلة لكما كانت تبيت معكم في الميدان، وحضرنا الحفل في الكنيسة، وبكينا عندما أتىَ علىَ ذِكْرك، فقد فقأ مجرمٌ من كلاب مبارك العين اليٌمنىَ لشقيقه وهو لم يكن في المظاهرة، وجاء ليحضر لكم بعض الطعام، فعاجله كلبٌ قذر تعلم في الكلية أن الشرطة في خدمة الشعب، فلما تخرج فهم أنها تعني: الشعب في خدمة الشرطة.شقيقتُك الكبرىَ هاجرت مع زوجها، والصغرى تدخل غرفتها، وتتأمل في صورتك وأنت ترفع عــَــلــَــمَ مصر في الميدان، وتتمتم معاتبة إياك: لماذا كنت تحب مصر أكثر من الذين صمتوا ثلاثين عاما على الظُلم، يا ليتك كرهتها وبقيت معنا! تسمعها أمُّك وتطلب منها أن تستغفر الله، فقاتلك هو الذي ماتت روحه وبقي جسده يأكل ويشرب وينهب.أظنك تريد أن تسألني عما حدث لمصر بعد رحيل المئات من زملائك، وقنص عيون المئات، واعتقال الكثيرين ممن حلموا لمصر فتحولت أحلامهم لكوابيس فجعت الوطن كله.لسذاجتكم وطيبتكم وقلة خبراتكم سلــّـمتم الثورة بعد الإطاحة بالطاغية إلى وزير دفاعه وأمين أسراره فأصبح رئيسا للبلاد وهتف الاخوان والسلفيون : المشير هو الأمير! لعام ونصف كان الرجل وحشا كاسرا، ينتقم لمبارك ومعه مجلس عسكري يكره كل عضو فيه المصريين أكثر مما يكره إسرائيل.واستطاع طنطاوي تمكين الحرامي مبار ......
#رسالة
#مصري
#لابنه
#شهيد
#ثورة
#يناير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692258