الحوار المتمدن
3.12K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مالك ونوس : تونس تحت فكّ استبداد قيس سعيِّد
#الحوار_المتمدن
#مالك_ونوس بعد أن كانت تونس تمثّل أملاً لإمكانية نجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في دولة من الدول العربية، وبقيت بعيدة عن الثورات المضادة، جاءت "التدابير الاستثنائية" التي أعلنها الرئيس التونسي، قيس سعيِّد، في 25 تموز/ يوليو 2021، لتضرب هذه التجربة، وتدفع تونس لأن تقيم تحت فكّ الاستبداد من جديد. غير أن الرئيس الذي اتّخذ كلّ التدابير الكفيلة بتكريسه دكتاتوراً ناجزاً، اختلف عن غيره من الدكتاتوريين بأنه أخذ يفرض استبداده بأسلوب ناعم، عندما حيَّد استخدام القوة المفرطة، حتى الآن، ربما إلى أن تتوفر له أسباب القوة. وإذا بدا للبعض أن استبداده ناعماً، فلا يعني ذلك ألّا يكتسبَ استبداده قوة، تصبح "القوة الغاشمة" التي تحدّث عنها دكتاتور زميل له، مجرّد تسلية لتزجية الوقت. إذا ما افترضنا أن الرئيس التونسي لا يتمتّع بما يتوفر لأيّ دكتاتور عربي من أسباب القوة، فربما رأى أن مبدأ القوة الناعمة هو سبيله للاستبداد بتونس وبقرارها السياسي. من المرجَّح أن الرئيس التونسي يعلم علم اليقين أن كثيراً من الشعوب لا تتأثر لحملات القمع، وتستطيع تحمّل أنواعٍ كثيرة من القهر، غير أنها يمكن أن تتحرك وتعترض عند مشاهد الدّم والقتل. لذلك قرّر قيادة البلاد وفق دكتاتورية لا تعتمد القمع الجسدي أو حملات الاعتقال الواسعة ضدّ المعارضين، بقدر ما تعمد أسلوب فرض القرار المترافق مع سحب قدرة الآخرين على اتخاذ قرار. لا يرى الرئيس التونسي سوى نفسه الرجلَ الوحيد الجيد في تونس، أما البقية، من أجهزة الحكم أو إدارات البلاد، فليسوا سوى فاسدين ومتآمرين ومأجورين للخارج، حسب اتهاماته التي يواظب على إلقائها جِزافاً ومن دون تحديد أحدٍ أو حتى تقديم دليل. وهو لذلك جمَّد عمل البرلمان وعطَّل العمل بالدستور، وألغى هيئة مراقبة دستورية القوانين لينصِّب نفسه أباً للدستور باعتماد أسلوب إصدار المراسيم الرئاسية التي تناسبه، وهي مراسيم يسعى لأن تكون بديلة عن الدستور الذي قال عنه إنه لم يعد صالحاً، ثم عاد قبل أيام، وأكد كراهيته له حين قال عبارته الغريبة التي تناقض كلّ مفاهيم الحكم: "قضاءٌ مستقل خيرٌ من ألف دستور". ولم يكن تجميد البرلمان سوى سبيله ليصبح المُشرِّع الوحيد، ولم يكن حلّ الحكومة، ثم تفصيل حكومة بكماء على مقاسه، تأتمر بأمره، سوى لتصبح السلطات التنفيذية بيده ويفرض ما يريده بعد أن يصبح مصدر كلّ السلطات. وفي سابقةٍ، عقد الرئيس التونسي قبل شهر ما سمي مؤتمراً صحافياً، جمعه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولكن من دون صحافيين؛ إذ لم توجَّه الدعوة للصحافيين أو وسائل الإعلام لحضوره وتغطيته وتوجيه الأسئلة للرئيسين. وعوضاً عن بثه على شاشات التلفزة الوطنية، بثته رئاسة الجمهورية على صفحتها على فيس بوك، وأطلقت عليه تسمية "لقاءً صحافياً". وفي حين أثار هذا "اللقاء" سخرية التونسيين واستهجانهم، فإنه لا يعد سوى إشارة من سعيِّد على مدى رفضه للصحافة والعمل الصحافي. من هنا يتبيّن مدى حرص سعيِّد على ابراز أدق التفاصيل التي تُظهر فردانيته وتُبرزه المتحكّم الوحيد بالبلاد. ألم يثابر على تذكير التونسيين منذ اعتلائه سدة الحكم سنة 2019، أنه هو الرئيس الوحيد لتونس؟ ألم يبدأ عمله رئيساً مع توجيه التحذيرات "للخونة والفاسدين" ومع التبشير بقرب الانتصار عليهم؟ إنها سياسة التكرار التي يعرف مدى فعلها على آذان أبناء الشعب وضرورتها للتعوّد عليه كما هو، رئيساً لا يتحدّث عن خطط وأساليب لتحسين معيشة الشعب، بقدر ما يهدّد الآخرين الذين يضعهم في مرتبة الخونة، مع أنه لم يقدّم أحداً منهم للمحاكمة. ليس من ......
#تونس
#استبداد
#سعيِّد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743574