نبيل بكاني : فرنسا تحتفل داخل المغرب بأسبوع إحياء الاستعمار
#الحوار_المتمدن
#نبيل_بكاني نكتب هذه المقالة بمناسبة إحتفاء "الإمبراطورية" الفرنسية بأسبوع الفرنكفونية عبر سفاراتها ومراكزها الثقافية في عدد من الدول. وكما هو معروف، الفرنكفونية مصطلح فرنسي صرف، فُرض كرها على تلك المستعمرات السابقة إلى درجة بات البعض يسميها بلدانا فرنكفونية، جزافاً، دون النظر إلى خصوصية كل بلد على حِدة، فدول أفريقيا الغربية ليست هي دول المغرب العربي، وانتشار اللغة الفرنسية في تلك الشعوب بعيد كل البعد عن وضع هذه اللغة داخل الشعوب المغاربية حيث حضورها شكلي للغاية ولا يتعدى الشكل والمظهر الذي فرضه خدام فرنسا في إداراتنا ومؤسساتنا من خارج الدستور، وأُكره المواطن على التعامل بها. ومصطلح الفرنكفونية هو نتاج حركة ما بعد الاستعمار، وهي الحركة التي يمكننا اتهامها بأنها جزء من "النيوإمبريالية"، والتي يشكل مجموعة من المنظِّرين والمفكرين المؤمنين بفكرة الاستعمار محركها، وهي امتداد للفكر الاستعماري الذي رسخت فرنسا نفوذها به، وذلك عن طريق المخططات التي كانت تستهدف البنية الاجتماعية والثقافية والدينية لهذه المجتمعات إبّان احتلالها.الفرنكفونية كفكرة، لم تنتشر بفعل قوة إلهامية أو إقناعية، وإنما انتشرت بواسطة الاتفاقيات غير العادلة وما هيّأته فرنسا من مؤسسات، وقد جرى ربط هذه المؤسسات الفرعية مجتمعة عبر مؤسسة أُم جامعة هي ما سمته فرنسا "المنظمة الدولية للفرنكفونية" وهي في واقع الأمر ليست كذلك، أي أنها ليست مؤسسة دولية مفتوحة على العالم، ولا هي مؤسسة قارية تعالج مشاكل قارة بعينها ولا توحد كيانها منطقة جغرافية واحدة تتقاسم شعوبها نفس التحديات، وإنما هي نطاق وهمي لا خريطة توحده بقدر ما توحده إرادة فرنسا. فالفرنكفونية هي أيديولوجية دولة، دولة استطاعت توحيد أراض كانت ذات سيادة تحت سلطة امبراطوريتها الاستعمارية، ثم بعد الاستقلال تمكنت من الحفاظ على هذه الوحدة المخترقة التي لا تخدم شعوب تلك الدول ولا مصالحها، بقدر يسمح لفرنسا بالحفاظ على مصالحها غير القانونية، وبالتالي، فإن فرنسا هي من صنع هذا التكتل وهو ليس منظمة دولية بقدر ما هو تنظيم إقليمي يهدف إلى جمع زعماء وقادة المستعمرات السابقة، تحت راية واحدة، هي راية الفرنكفونية. وينقسم هذا التنظيم الإقليمي إلى شكلين، شكل علني برّاق يجري عبر الاجتماعات والمؤتمرات المفتوحة، وشكل سري تصاغ قراراته في الكواليس الفرنسية، وفي واقع الأمر، تبقى هذه المؤسسة أقرب إلى تنظيم إقليمي، لم تستفد منه شعوب الدول الأعضاء أي المستعمرات السابقة، بقدر ما فرضه من خضوع لهذه المستعمرات لارادة فرنسا حتى لا تهنأ باستقلالها المنقوص وحتى يُقضى على كل أسباب الانعتاق، فهكذا نحن عبيد فقط لدى التنظيم الإقليمي للفرنكفونية أي التنظيم الإقليمي الذي يكرس أيديولوجية فرنسا الاستعمارية التي ترى في أراضينا ممتلكات لها لا أكثر ولا أقل، وهي بذلك بعيدة جدا عن مفهوم منظمة دولية مفتوحة، وتدور جميع أهداف هذا التنظيم حول مشترك واحد، وهو خدمة مصالح فرنسا، الاقتصادية والسياسية، وإعلاء لغتها الفرنسية التي هي بمتابة راية الإمبراطورية الاستعمارية المعاصرة، وربط المستعمرات السابقة بمحور فرنسا والتحكم في سياساتها الداخلية والخارجية بواسطة اللغة الفرنسية، التي، وكي تؤدي مهمتها، وجب إعلاء شأنها على حساب اللغات الوطنية لهذه الدول التي يتحتم على زعمائها وقادتها عدم التفكير خارج لغة فرنسا. فنحن أمام تنظيم مافيوي يقوم على فكرة أن مصلحة القيادة (فرنسا) فوق أي مصلحة أخرى ولو كانت مصالح تلك الشعوب والدول الأعضاء.هذا التنظيم الذي يشتغل بأساليب مافيوية، تأسس مباشرة بعد انتهاء الحركة الاس ......
#فرنسا
#تحتفل
#داخل
#المغرب
#بأسبوع
#إحياء
#الاستعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713348
#الحوار_المتمدن
#نبيل_بكاني نكتب هذه المقالة بمناسبة إحتفاء "الإمبراطورية" الفرنسية بأسبوع الفرنكفونية عبر سفاراتها ومراكزها الثقافية في عدد من الدول. وكما هو معروف، الفرنكفونية مصطلح فرنسي صرف، فُرض كرها على تلك المستعمرات السابقة إلى درجة بات البعض يسميها بلدانا فرنكفونية، جزافاً، دون النظر إلى خصوصية كل بلد على حِدة، فدول أفريقيا الغربية ليست هي دول المغرب العربي، وانتشار اللغة الفرنسية في تلك الشعوب بعيد كل البعد عن وضع هذه اللغة داخل الشعوب المغاربية حيث حضورها شكلي للغاية ولا يتعدى الشكل والمظهر الذي فرضه خدام فرنسا في إداراتنا ومؤسساتنا من خارج الدستور، وأُكره المواطن على التعامل بها. ومصطلح الفرنكفونية هو نتاج حركة ما بعد الاستعمار، وهي الحركة التي يمكننا اتهامها بأنها جزء من "النيوإمبريالية"، والتي يشكل مجموعة من المنظِّرين والمفكرين المؤمنين بفكرة الاستعمار محركها، وهي امتداد للفكر الاستعماري الذي رسخت فرنسا نفوذها به، وذلك عن طريق المخططات التي كانت تستهدف البنية الاجتماعية والثقافية والدينية لهذه المجتمعات إبّان احتلالها.الفرنكفونية كفكرة، لم تنتشر بفعل قوة إلهامية أو إقناعية، وإنما انتشرت بواسطة الاتفاقيات غير العادلة وما هيّأته فرنسا من مؤسسات، وقد جرى ربط هذه المؤسسات الفرعية مجتمعة عبر مؤسسة أُم جامعة هي ما سمته فرنسا "المنظمة الدولية للفرنكفونية" وهي في واقع الأمر ليست كذلك، أي أنها ليست مؤسسة دولية مفتوحة على العالم، ولا هي مؤسسة قارية تعالج مشاكل قارة بعينها ولا توحد كيانها منطقة جغرافية واحدة تتقاسم شعوبها نفس التحديات، وإنما هي نطاق وهمي لا خريطة توحده بقدر ما توحده إرادة فرنسا. فالفرنكفونية هي أيديولوجية دولة، دولة استطاعت توحيد أراض كانت ذات سيادة تحت سلطة امبراطوريتها الاستعمارية، ثم بعد الاستقلال تمكنت من الحفاظ على هذه الوحدة المخترقة التي لا تخدم شعوب تلك الدول ولا مصالحها، بقدر يسمح لفرنسا بالحفاظ على مصالحها غير القانونية، وبالتالي، فإن فرنسا هي من صنع هذا التكتل وهو ليس منظمة دولية بقدر ما هو تنظيم إقليمي يهدف إلى جمع زعماء وقادة المستعمرات السابقة، تحت راية واحدة، هي راية الفرنكفونية. وينقسم هذا التنظيم الإقليمي إلى شكلين، شكل علني برّاق يجري عبر الاجتماعات والمؤتمرات المفتوحة، وشكل سري تصاغ قراراته في الكواليس الفرنسية، وفي واقع الأمر، تبقى هذه المؤسسة أقرب إلى تنظيم إقليمي، لم تستفد منه شعوب الدول الأعضاء أي المستعمرات السابقة، بقدر ما فرضه من خضوع لهذه المستعمرات لارادة فرنسا حتى لا تهنأ باستقلالها المنقوص وحتى يُقضى على كل أسباب الانعتاق، فهكذا نحن عبيد فقط لدى التنظيم الإقليمي للفرنكفونية أي التنظيم الإقليمي الذي يكرس أيديولوجية فرنسا الاستعمارية التي ترى في أراضينا ممتلكات لها لا أكثر ولا أقل، وهي بذلك بعيدة جدا عن مفهوم منظمة دولية مفتوحة، وتدور جميع أهداف هذا التنظيم حول مشترك واحد، وهو خدمة مصالح فرنسا، الاقتصادية والسياسية، وإعلاء لغتها الفرنسية التي هي بمتابة راية الإمبراطورية الاستعمارية المعاصرة، وربط المستعمرات السابقة بمحور فرنسا والتحكم في سياساتها الداخلية والخارجية بواسطة اللغة الفرنسية، التي، وكي تؤدي مهمتها، وجب إعلاء شأنها على حساب اللغات الوطنية لهذه الدول التي يتحتم على زعمائها وقادتها عدم التفكير خارج لغة فرنسا. فنحن أمام تنظيم مافيوي يقوم على فكرة أن مصلحة القيادة (فرنسا) فوق أي مصلحة أخرى ولو كانت مصالح تلك الشعوب والدول الأعضاء.هذا التنظيم الذي يشتغل بأساليب مافيوية، تأسس مباشرة بعد انتهاء الحركة الاس ......
#فرنسا
#تحتفل
#داخل
#المغرب
#بأسبوع
#إحياء
#الاستعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713348
الحوار المتمدن
نبيل بكاني - فرنسا تحتفل داخل المغرب بأسبوع إحياء الاستعمار