ميثم الجنابي : جمال عبد الناصر ودراما التجربة الناصرية 1-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تقديمهناك شخصيات لا تتآكل تجاربها وقيمتها مع مرور الزمن. من ثم تبرز قيمتها زمن الاحباط والهزيمة، والتفاؤل والنصر. ومع ذلك يشكل نصف قرن من الزمن على وفاة جمال عبد الناصر (الثامن والعشرين من أيلول عام 1970) على بقاءه زمنا بلا تاريخ. لقد صنع عبد الناصر تاريخ القومية العربية الحديثة، بغض النظر عما تعرض له مشروعه من هزيمة عملية شنيعة، تماما كما تعرض للفشل مشرع محمد علي باشا قبله بأكثر من قرن من الزمن (توفي عام 1848). ووراء كل فشل اسبابه الخاصة ونتائجه، ليس محل مناقشتها في هذا المقال. لا يتناول هذا المقال التاريخ السياسي الشخصي والوطني المصري والقومي العربي لجمال عبد الناصر. إذ يبقى جمال عبد الناصر، رغم كل هزائمه الفعلية، الشخصية الكبرى والأعظم في التاريخ السياسي العربي للقرن العشرين. إن مهمة هذا المقال وما يليه تقوم في التحليل والدراسة النقدية للفكرة الناصرية من اجل استخلاص تجربتها ونتائجها الفعلية. ومن ثم العمل على تأسيس الرؤية الفلسفية العلمية للمستقبل تجاه إشكاليات العالم العربي وفكرته القومية الحديثة. ***التجربة الشخصية للفكرة القوميةإن الإشكالية المثيرة "للناصرية" وغرابتها في الوقت نفسه تقوم في اعتلائها عرش الفكرة القومية العربية الحديثة، مع أنها لم تكن فلسفة ولا أيديولوجية ولا حتى فكرة واضحة المعالم. وقد أشار جمال عبد الناصر (1918-1970) نفسه إلى هذا الجانب عندما كتب في (فلسفة الثورة) قائلا، بأن ما يضعه في كتابه هذا ليس "فلسفة" وليس "أيديولوجيا" . ومع ذلك أعطى لمواقفه وتجاربه الشخصية السياسية أبعاد "فلسفة للثورة" المصرية، أي لانقلاب يوليو العسكري وما كان يختزن فيه من إمكانية ورؤية قادرة على التطور والتمام. وبغض النظر عن كل ما قيل أعلاه، فإن الناصرية استطاعت مع ذلك التغلغل في مسام الوعي القومي كما لو أنها احدى بديهياته الكبرى. ولا يخلو هذا التغلغل من أبعاد حقيقية ودفق دافئ للوجدان العربي المعذب، والذي يمكن العثور عليه في أعمق أعماق الناصرية بوصفها موقفا شخصيا وتجربة سياسية. من هنا كمية ونوعية الإخلاص الهائل فيها وضعف عودها النظري (العقلي) الذي سرعان ما كشف عن نفسه في عودة مصر إلى حضيض الساداتية ثم المباركية! ولاحقا الإخوانية المتهرئة وأخيرا للعسكر من جديد! بمعنى شقها الطريق الوعر لمصر الجديدة والانتهاء بها إلى طريق مسدود.إن هذه النتيجة الجلية والمخزية في الوقت نفسه ليست نتاجا ملازما للناصرية، على العكس! وفي هذا تكمن مفارقة الناصرية! الأمر الذي يدفع من جديد السؤال الجوهري نفسه الذي حاول جمال عبد الناصر الإجابة عليه، ألا وهو كيفية الخروج بمصر من مأزق وجودها التاريخي، والانتقال بها صوب ذاتها، أي كيفية تأسيس وتحقيق فكرة الهموم الوطنية والقومية الكبرى في مصر على مستوى النخبة والمجتمع والنظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فقد كان هذا السؤل الأكثر إثارة بالنسبة لعبد الناصر يدور حول هواجسه الوطنية العميقة نفسها. إذ شاهد فشل الغاية التي سعى إليها عمر مكرم في تنصيبه لمحمد علي باشا. كما لم تنجح محاولات عرابي بالدستور. وفشلت ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول. لقد شاهد ذلك وتوصل إلى أن هناك خلل ما زال مستمرا في حياة مصر يقوم في أن حكامها ليس منها، بمعنى غياب الهمّ الوطني عند نخبتها السياسية (نخب غير مصرية الأصل والهموم). بعبارة أخرى، إن الهاجس الأول والأعمق في تفكير جمال عبد الناصر كان الهاجس الوطني المصري. ولهذا الهاجس مقدماته في خصوصية المسار التاريخي لمصر وبلاد النوبة، بوصفها منطقة تاريخية ثقافية ضمن ال ......
#جمال
#الناصر
#ودراما
#التجربة
#الناصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694422
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تقديمهناك شخصيات لا تتآكل تجاربها وقيمتها مع مرور الزمن. من ثم تبرز قيمتها زمن الاحباط والهزيمة، والتفاؤل والنصر. ومع ذلك يشكل نصف قرن من الزمن على وفاة جمال عبد الناصر (الثامن والعشرين من أيلول عام 1970) على بقاءه زمنا بلا تاريخ. لقد صنع عبد الناصر تاريخ القومية العربية الحديثة، بغض النظر عما تعرض له مشروعه من هزيمة عملية شنيعة، تماما كما تعرض للفشل مشرع محمد علي باشا قبله بأكثر من قرن من الزمن (توفي عام 1848). ووراء كل فشل اسبابه الخاصة ونتائجه، ليس محل مناقشتها في هذا المقال. لا يتناول هذا المقال التاريخ السياسي الشخصي والوطني المصري والقومي العربي لجمال عبد الناصر. إذ يبقى جمال عبد الناصر، رغم كل هزائمه الفعلية، الشخصية الكبرى والأعظم في التاريخ السياسي العربي للقرن العشرين. إن مهمة هذا المقال وما يليه تقوم في التحليل والدراسة النقدية للفكرة الناصرية من اجل استخلاص تجربتها ونتائجها الفعلية. ومن ثم العمل على تأسيس الرؤية الفلسفية العلمية للمستقبل تجاه إشكاليات العالم العربي وفكرته القومية الحديثة. ***التجربة الشخصية للفكرة القوميةإن الإشكالية المثيرة "للناصرية" وغرابتها في الوقت نفسه تقوم في اعتلائها عرش الفكرة القومية العربية الحديثة، مع أنها لم تكن فلسفة ولا أيديولوجية ولا حتى فكرة واضحة المعالم. وقد أشار جمال عبد الناصر (1918-1970) نفسه إلى هذا الجانب عندما كتب في (فلسفة الثورة) قائلا، بأن ما يضعه في كتابه هذا ليس "فلسفة" وليس "أيديولوجيا" . ومع ذلك أعطى لمواقفه وتجاربه الشخصية السياسية أبعاد "فلسفة للثورة" المصرية، أي لانقلاب يوليو العسكري وما كان يختزن فيه من إمكانية ورؤية قادرة على التطور والتمام. وبغض النظر عن كل ما قيل أعلاه، فإن الناصرية استطاعت مع ذلك التغلغل في مسام الوعي القومي كما لو أنها احدى بديهياته الكبرى. ولا يخلو هذا التغلغل من أبعاد حقيقية ودفق دافئ للوجدان العربي المعذب، والذي يمكن العثور عليه في أعمق أعماق الناصرية بوصفها موقفا شخصيا وتجربة سياسية. من هنا كمية ونوعية الإخلاص الهائل فيها وضعف عودها النظري (العقلي) الذي سرعان ما كشف عن نفسه في عودة مصر إلى حضيض الساداتية ثم المباركية! ولاحقا الإخوانية المتهرئة وأخيرا للعسكر من جديد! بمعنى شقها الطريق الوعر لمصر الجديدة والانتهاء بها إلى طريق مسدود.إن هذه النتيجة الجلية والمخزية في الوقت نفسه ليست نتاجا ملازما للناصرية، على العكس! وفي هذا تكمن مفارقة الناصرية! الأمر الذي يدفع من جديد السؤال الجوهري نفسه الذي حاول جمال عبد الناصر الإجابة عليه، ألا وهو كيفية الخروج بمصر من مأزق وجودها التاريخي، والانتقال بها صوب ذاتها، أي كيفية تأسيس وتحقيق فكرة الهموم الوطنية والقومية الكبرى في مصر على مستوى النخبة والمجتمع والنظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فقد كان هذا السؤل الأكثر إثارة بالنسبة لعبد الناصر يدور حول هواجسه الوطنية العميقة نفسها. إذ شاهد فشل الغاية التي سعى إليها عمر مكرم في تنصيبه لمحمد علي باشا. كما لم تنجح محاولات عرابي بالدستور. وفشلت ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول. لقد شاهد ذلك وتوصل إلى أن هناك خلل ما زال مستمرا في حياة مصر يقوم في أن حكامها ليس منها، بمعنى غياب الهمّ الوطني عند نخبتها السياسية (نخب غير مصرية الأصل والهموم). بعبارة أخرى، إن الهاجس الأول والأعمق في تفكير جمال عبد الناصر كان الهاجس الوطني المصري. ولهذا الهاجس مقدماته في خصوصية المسار التاريخي لمصر وبلاد النوبة، بوصفها منطقة تاريخية ثقافية ضمن ال ......
#جمال
#الناصر
#ودراما
#التجربة
#الناصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694422
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - جمال عبد الناصر ودراما التجربة الناصرية (1-2)
ميثم الجنابي : جمال عبد الناصر ودراما التجربة الناصرية 2-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إشكالية التأسيس النظري للفكرة القوميةكان عبد الناصر يعرف، كما يقول عن نفسه، الإجابة على السؤال "ما الذي نريد أن نصنعه". أما الإجابة على السؤال "ما هو الطريق إلى ما نريد صنعه"، فقد كان أكثر تعقيدا ودرامية. وشدد عبد الناصر نفسه على ما اسماه بالتغير الهائل والمتعدد في إجابته على هذا السؤال، بحيث لم يجر له ذلك مع أي سؤال آخر. وهذا بدوره لم يكن معزولا عن أن الإجابة عليه كانت موضوع الخلاف الأكبر عند الأجيال التي سبقته وعايشته . فقد وجد الإجابة للمرة الأولى عن العمل الايجابي في الحماسة، ثم وجدها لاحقا في اجتماع الكلمة عند زعماء مصر، ثم وجدها في فكرة الاغتيال السياسي. وبينها كلها كانت تعتمل في نفسه "حيرة تمتزج بها عوامل متشابكة، عوامل من الوطنية ومن الدين، ومن الرحمة ومن القسوة، ومن الإيمان ومن الشك، ومن العلم ومن الجهل" . إن إشكالية "ما العمل" و"كيفية العمل" هي الإشكالية الأكثر جوهرية بالنسبة لمراحل الانتقال الكبرى وبداية الصيرورة التاريخية للأمم. وفي حالة جمال عبد الناصر فأن حلوله لهذه الإشكالية ظلت بقيت إشكالية لسبب بسيط، وهو أنها ظلت تجريبية وفردية لحد ما. بمعنى أنها لم ترتق إلى مصاف الفكرة النظرية. فالأخيرة هي الوحيدة القادرة على التغلغل في مسام الإحساس والوعي الاجتماعي والوطني والقومي بهيئة بديهيات سياسية كبرى، أو قواعد عملية جلية، أو مبادئ عامة ملزمة، أو مرجعيات فكرية وروحية متسامية. وليس مصادفة أن يتوصل عبد الناصر بعد جهود ومعاناة وتجارب مريرة إلى أن الصيغة المثلى لهذا العمل الايجابي في مصر كانت تقوم في "وضع الدستور ثم مجلس الإنتاج". ووجد في هذا العمل الايجابي تنفيذ مهمة "إزالة الصخور والعقبات من الطريق" ، بوصفه الواجب الأكبر. وقد كان ذلك استنتاجا عمليا لا غير. وبالتالي لم يكن بإمكانه أن يكون ضمانة لاستقرار وتراكم الوعي السياسي والاجتماعي الضروري بالنسبة لكينونة الأمم الحديثة.ولم تختلف الفكرة العربية الناصرية بدورها عن هذه التجريبية البحت. بمعنى أنها تهذبت في مجرى التجارب العملية السياسية. الأمر الذي جعل من الفكرة العربية الناصرية موقفا وليس نظرية لها أسسها ومستقبلها المتراكم في التجارب اللاحقة. إذ من الصعب الحديث عن فكرة عربية قومية بالمعنى الدقيق للكلمة عند جمال عبد الناصر. أنها مجرد موقف سياسي، رغم تغلغله اللاحق في شخصيته بحيث أخذت تتماهى مع كينونته الفردية الباطنية والظاهرية. فقد كانت فكرته بهذا الصدد تتمثل وعيه التاريخي لحقيقة مصر أو موقعها ومكانتها في ما اسماه بالدائرة العربية . ذلك يعني، أن العالم العربي أو القومية العربية بالنسبة له لم تكن كينونة مصر الفعلية . إنها مجرد جزء من دائرة الرؤية العملية المتراكمة في مجرى التأمل الوجداني لتاريخ مصر وموقعها الجغرافي . وقد توصل عبد لناصر إلى هذه النتيجة من نفس المقدمة العامة عن تاريخ مصر عندما قال، بأن "القدر لا يهزل. وليس هناك احداث من صنع الصدفة". وبالتالي، فأن وجود مصر ضمن دائرة عربية هي نتاج التاريخ الذي لا يهزل. فهناك "دائرة عربية تحيط بنا. وأن هذه الدائرة منا ونحن منها. امتزج تاريخنا بتاريخها، وارتبطت مصالحها بمصالحنا" . كما أن "هناك قارة افريقية"، إضافة إلى أن "هناك عالم إسلامي تجمعنا وإياه روابط لا تقر بها العقيدة الدينية فحسب، وإنما تشدها حقائق التاريخ" . غير "أن الدائرة العربية هي أهم هذه الدوائر وأوثقها ارتباطا بنا. أنها امتزجت بنا بالتاريخ، وبالدين وبالجوار" (الجغرافيا) . ووضع هذه المقدمة العامة والظاهرية في صلب استنتاجه العملي بصدد الفكرة القومية العربية، عندما شدد ......
#جمال
#الناصر
#ودراما
#التجربة
#الناصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694757
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إشكالية التأسيس النظري للفكرة القوميةكان عبد الناصر يعرف، كما يقول عن نفسه، الإجابة على السؤال "ما الذي نريد أن نصنعه". أما الإجابة على السؤال "ما هو الطريق إلى ما نريد صنعه"، فقد كان أكثر تعقيدا ودرامية. وشدد عبد الناصر نفسه على ما اسماه بالتغير الهائل والمتعدد في إجابته على هذا السؤال، بحيث لم يجر له ذلك مع أي سؤال آخر. وهذا بدوره لم يكن معزولا عن أن الإجابة عليه كانت موضوع الخلاف الأكبر عند الأجيال التي سبقته وعايشته . فقد وجد الإجابة للمرة الأولى عن العمل الايجابي في الحماسة، ثم وجدها لاحقا في اجتماع الكلمة عند زعماء مصر، ثم وجدها في فكرة الاغتيال السياسي. وبينها كلها كانت تعتمل في نفسه "حيرة تمتزج بها عوامل متشابكة، عوامل من الوطنية ومن الدين، ومن الرحمة ومن القسوة، ومن الإيمان ومن الشك، ومن العلم ومن الجهل" . إن إشكالية "ما العمل" و"كيفية العمل" هي الإشكالية الأكثر جوهرية بالنسبة لمراحل الانتقال الكبرى وبداية الصيرورة التاريخية للأمم. وفي حالة جمال عبد الناصر فأن حلوله لهذه الإشكالية ظلت بقيت إشكالية لسبب بسيط، وهو أنها ظلت تجريبية وفردية لحد ما. بمعنى أنها لم ترتق إلى مصاف الفكرة النظرية. فالأخيرة هي الوحيدة القادرة على التغلغل في مسام الإحساس والوعي الاجتماعي والوطني والقومي بهيئة بديهيات سياسية كبرى، أو قواعد عملية جلية، أو مبادئ عامة ملزمة، أو مرجعيات فكرية وروحية متسامية. وليس مصادفة أن يتوصل عبد الناصر بعد جهود ومعاناة وتجارب مريرة إلى أن الصيغة المثلى لهذا العمل الايجابي في مصر كانت تقوم في "وضع الدستور ثم مجلس الإنتاج". ووجد في هذا العمل الايجابي تنفيذ مهمة "إزالة الصخور والعقبات من الطريق" ، بوصفه الواجب الأكبر. وقد كان ذلك استنتاجا عمليا لا غير. وبالتالي لم يكن بإمكانه أن يكون ضمانة لاستقرار وتراكم الوعي السياسي والاجتماعي الضروري بالنسبة لكينونة الأمم الحديثة.ولم تختلف الفكرة العربية الناصرية بدورها عن هذه التجريبية البحت. بمعنى أنها تهذبت في مجرى التجارب العملية السياسية. الأمر الذي جعل من الفكرة العربية الناصرية موقفا وليس نظرية لها أسسها ومستقبلها المتراكم في التجارب اللاحقة. إذ من الصعب الحديث عن فكرة عربية قومية بالمعنى الدقيق للكلمة عند جمال عبد الناصر. أنها مجرد موقف سياسي، رغم تغلغله اللاحق في شخصيته بحيث أخذت تتماهى مع كينونته الفردية الباطنية والظاهرية. فقد كانت فكرته بهذا الصدد تتمثل وعيه التاريخي لحقيقة مصر أو موقعها ومكانتها في ما اسماه بالدائرة العربية . ذلك يعني، أن العالم العربي أو القومية العربية بالنسبة له لم تكن كينونة مصر الفعلية . إنها مجرد جزء من دائرة الرؤية العملية المتراكمة في مجرى التأمل الوجداني لتاريخ مصر وموقعها الجغرافي . وقد توصل عبد لناصر إلى هذه النتيجة من نفس المقدمة العامة عن تاريخ مصر عندما قال، بأن "القدر لا يهزل. وليس هناك احداث من صنع الصدفة". وبالتالي، فأن وجود مصر ضمن دائرة عربية هي نتاج التاريخ الذي لا يهزل. فهناك "دائرة عربية تحيط بنا. وأن هذه الدائرة منا ونحن منها. امتزج تاريخنا بتاريخها، وارتبطت مصالحها بمصالحنا" . كما أن "هناك قارة افريقية"، إضافة إلى أن "هناك عالم إسلامي تجمعنا وإياه روابط لا تقر بها العقيدة الدينية فحسب، وإنما تشدها حقائق التاريخ" . غير "أن الدائرة العربية هي أهم هذه الدوائر وأوثقها ارتباطا بنا. أنها امتزجت بنا بالتاريخ، وبالدين وبالجوار" (الجغرافيا) . ووضع هذه المقدمة العامة والظاهرية في صلب استنتاجه العملي بصدد الفكرة القومية العربية، عندما شدد ......
#جمال
#الناصر
#ودراما
#التجربة
#الناصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694757
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - جمال عبد الناصر ودراما التجربة الناصرية (2-2)
ميثم الجنابي : حقيقة الكمال الإنساني عند الغزالي
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن مأثرة الفكرة الغزالية عن القدوة المثالية للإنسان الكامل تكمن في ربطه إياها بالقيم المطلقة لا بأشخاصها. وهي الصيغة التي نعثر على انعكاسها في موقفه من الحقيقة ورفضه كون الإنسان معيارها. بمعنى رفض فكرة أن يكون الإنسان معياراً لكل شيء ورفض تضييقها الإنساني وتحجيمها التاريخي. لهذا أكد على أنه لا ينبغي قياس الحقيقة بالرجال، بل الرجال بالحقيقة. وحتى حالما تكلم عن مثال الشخصية الكاملة في النبي محمد، باعتباره المثال النموذجي للإنسان الكامل، فإنه لم يفرضه كمثال مطلق. لهذا قيّد الصيغة المطلقة لمثالية الإنسان الكامل بالأسماء الإلهية. من هنا تأكيده حال الحديث عن الاسم الإلهي المؤمن، بأن تجليه الملموس يكون في الفرد الذي يكون سبباً لأمن الخَلق. أما نموذجه الحي فيقوم فيما أسماه "بحرفة الأنبياء والعلماء". أي كل ما حدد اهتمامه الكبير بالإنسان الكامل في منظومة الأخلاق العملية وروحها الإصلاحي.إن حياة الإنسان الكامل على قدر حظه من حقيقة الحي (الاسم الإلهي). بمعنى على قدر سلامة قلبه من الغش والحقد والحسد، وسلامة إرادته من الشر، وجوارحه من الآثام، وصفاته من الانتكاس والانعكاس. وألا يكون عقله أسير شهوته وغضبه وسائر صفاته السلبية الأخرى. أو كل ما يجعل من اكتمال صفاته الجميلة قدوة فاعلة حقة. وذلك لأن التخلّق بالأخلاق الإلهية ما هو إلا وسيلة بلوغ المثال الاجتماعي الأخلاقي الأسمى. لهذا رفض الغزالي، تحويل الغاية إلى وسيلة، رغم إدراكه الصلة الدائمة بينهما بما في ذلك تحول مواقعهما، أي تحول الوسيلة إلى غاية والعكس بالعكس. وفي الوقت نفسه شدد على أن الغاية الأسمى لا غاية لها غير السمو والكمال.لقد حوّل هذا المبدأ إلى شعار الفعل والقول ومثال تجلي الحكمة العملية.. فالأخيرة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. وإذا كانت أجلّ العلوم هو العلم الأزلي (علم الله)، فإن وجوده الواقعي يتجلى في إدراك حقيقة النسبية المطلقة في الأخلاق العملية. وهو لم يبتعد هنا كثيراً عن الحقيقة في حالة تجريد آراءه ومواقفه من الميتافيزيقيا الدينية. إذ ليس العلم الأزلي سوى الحقيقة المطلقة، باعتبارها أرقى وأجلّ العلوم والمعارف. إلا أن التجلي الدائم للحقيقة المطلقة، يقوم في إدراكها الملموس. وبالتالي فإن الحقائق الكلية لا يمكن سكبها في قوالب اللغة المعرفية وتأثيرها المعنوي. وقد جعله ذلك يتكلم عن أن ما يميز الحكيم هو سعيه لإظهار الكلي في كلامه وتجنب الجزئي فيه. ولم يربط ذلك بإرادة الحكيم الشخصية، بقدر ما ربطه إياه بالحكمة نفسها وصيرورتها وغاياتها. فهي الحصيلة المعمِّمة للوعي الفعال في وقوفه أمام ذاته الفردية والاجتماعية والثقافية والكونية لتأمل مصيرها في الكلّ. فهو الوعي الذي يدفع الحكيم إلى إعادة النظر، أو بصورة أدق، إلى تجاوز الجزئي في الكلام والتعرّض للكلي، أي فكرة عدم التعرّض للمصالح العاجلة والتعرض لما ينفع في العاقبة. غير أن الغزالي لم يسع من وراء ذلك وضع العاجلة (الحياة الدنيا) بالضد من العاقبة (الحياة الأخرى)، بقدر ما أن يزنهما في كفتي المصلحة العابرة والمنفعة الحقيقية. وهذه بدورها ليست إلا الصيغة الاجتماعية الأخلاقية الدينية لمعرفة الجزئي والكليّ. وإذا كان الكليّ هو السائد في كلام الحكيم، فلأنه النتاج المجرد لتعميمه للجزئيات وتوليفها النظري. وينطبق هذا بالقدر ذاته على ما أسماه بمصلحة العاجلة ومنفعة العاقبة. بمعنى السعي لوضع أولوية المثال الأخلاقي الشامل والكليّ مقابل الأصغر والجزئي.وحصلت هذه النتيجة على صيغتها النظرية في مواقفه المعارضة لتحويل الله إلى وسيلة بلوغ الجنة. لهذا أيضاً أكد على أن من ......
#حقيقة
#الكمال
#الإنساني
#الغزالي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698514
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن مأثرة الفكرة الغزالية عن القدوة المثالية للإنسان الكامل تكمن في ربطه إياها بالقيم المطلقة لا بأشخاصها. وهي الصيغة التي نعثر على انعكاسها في موقفه من الحقيقة ورفضه كون الإنسان معيارها. بمعنى رفض فكرة أن يكون الإنسان معياراً لكل شيء ورفض تضييقها الإنساني وتحجيمها التاريخي. لهذا أكد على أنه لا ينبغي قياس الحقيقة بالرجال، بل الرجال بالحقيقة. وحتى حالما تكلم عن مثال الشخصية الكاملة في النبي محمد، باعتباره المثال النموذجي للإنسان الكامل، فإنه لم يفرضه كمثال مطلق. لهذا قيّد الصيغة المطلقة لمثالية الإنسان الكامل بالأسماء الإلهية. من هنا تأكيده حال الحديث عن الاسم الإلهي المؤمن، بأن تجليه الملموس يكون في الفرد الذي يكون سبباً لأمن الخَلق. أما نموذجه الحي فيقوم فيما أسماه "بحرفة الأنبياء والعلماء". أي كل ما حدد اهتمامه الكبير بالإنسان الكامل في منظومة الأخلاق العملية وروحها الإصلاحي.إن حياة الإنسان الكامل على قدر حظه من حقيقة الحي (الاسم الإلهي). بمعنى على قدر سلامة قلبه من الغش والحقد والحسد، وسلامة إرادته من الشر، وجوارحه من الآثام، وصفاته من الانتكاس والانعكاس. وألا يكون عقله أسير شهوته وغضبه وسائر صفاته السلبية الأخرى. أو كل ما يجعل من اكتمال صفاته الجميلة قدوة فاعلة حقة. وذلك لأن التخلّق بالأخلاق الإلهية ما هو إلا وسيلة بلوغ المثال الاجتماعي الأخلاقي الأسمى. لهذا رفض الغزالي، تحويل الغاية إلى وسيلة، رغم إدراكه الصلة الدائمة بينهما بما في ذلك تحول مواقعهما، أي تحول الوسيلة إلى غاية والعكس بالعكس. وفي الوقت نفسه شدد على أن الغاية الأسمى لا غاية لها غير السمو والكمال.لقد حوّل هذا المبدأ إلى شعار الفعل والقول ومثال تجلي الحكمة العملية.. فالأخيرة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. وإذا كانت أجلّ العلوم هو العلم الأزلي (علم الله)، فإن وجوده الواقعي يتجلى في إدراك حقيقة النسبية المطلقة في الأخلاق العملية. وهو لم يبتعد هنا كثيراً عن الحقيقة في حالة تجريد آراءه ومواقفه من الميتافيزيقيا الدينية. إذ ليس العلم الأزلي سوى الحقيقة المطلقة، باعتبارها أرقى وأجلّ العلوم والمعارف. إلا أن التجلي الدائم للحقيقة المطلقة، يقوم في إدراكها الملموس. وبالتالي فإن الحقائق الكلية لا يمكن سكبها في قوالب اللغة المعرفية وتأثيرها المعنوي. وقد جعله ذلك يتكلم عن أن ما يميز الحكيم هو سعيه لإظهار الكلي في كلامه وتجنب الجزئي فيه. ولم يربط ذلك بإرادة الحكيم الشخصية، بقدر ما ربطه إياه بالحكمة نفسها وصيرورتها وغاياتها. فهي الحصيلة المعمِّمة للوعي الفعال في وقوفه أمام ذاته الفردية والاجتماعية والثقافية والكونية لتأمل مصيرها في الكلّ. فهو الوعي الذي يدفع الحكيم إلى إعادة النظر، أو بصورة أدق، إلى تجاوز الجزئي في الكلام والتعرّض للكلي، أي فكرة عدم التعرّض للمصالح العاجلة والتعرض لما ينفع في العاقبة. غير أن الغزالي لم يسع من وراء ذلك وضع العاجلة (الحياة الدنيا) بالضد من العاقبة (الحياة الأخرى)، بقدر ما أن يزنهما في كفتي المصلحة العابرة والمنفعة الحقيقية. وهذه بدورها ليست إلا الصيغة الاجتماعية الأخلاقية الدينية لمعرفة الجزئي والكليّ. وإذا كان الكليّ هو السائد في كلام الحكيم، فلأنه النتاج المجرد لتعميمه للجزئيات وتوليفها النظري. وينطبق هذا بالقدر ذاته على ما أسماه بمصلحة العاجلة ومنفعة العاقبة. بمعنى السعي لوضع أولوية المثال الأخلاقي الشامل والكليّ مقابل الأصغر والجزئي.وحصلت هذه النتيجة على صيغتها النظرية في مواقفه المعارضة لتحويل الله إلى وسيلة بلوغ الجنة. لهذا أيضاً أكد على أن من ......
#حقيقة
#الكمال
#الإنساني
#الغزالي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698514
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - حقيقة الكمال الإنساني عند الغزالي
ميثم الجنابي : مستقبل الفكرة القومية العربية 1-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن تحليل ودراسة تطور الفكرة (القومية) العربية الحديثة والمعاصرة تكشف عن هيمنة وسيادة الفكرة الأيديولوجية تجاهها. ولم يكن ذلك معزولا عن الحالة التاريخية التي عاش فيها وكنب اصحاب الفكرة القومية الحديثة والمعاصرة. كما أن المدخل الأيديولوجي كان وما يزال في اغلبه تعبيرا عما يميز الأيديولوجية من نفسية وذهنية "الاستقامة السهلة" و"الصراط المستقيم" في الموقف من كل شيئ. كما إنها كانت وما تزال الوجه الآخر للرد على تيارات الاغتراب الثقافي وانحسارها العقلي والوجداني. بعبارة أخرى،لقد كان صعود الأيديولوجية الوجه الآخر لهزيمة العقل الثقافي العربي وفكرة المستقبل. بحيث أصبح، بأثر ذلك، الاهتمام بالسياسة من أولويات الفكر والتفكير، مما أدى إلى تبذير الكلّ النظري وعناصره المتراكمة ومفاهيمه الضرورية بالنسبة لصنع مرجعيات ثقافية كبرى، بما في ذلك للفكرة القومية.إن الفكرة القومية من وجهة نظري هي حس أو عقل أو حدس الانتماء الفردي والاجتماعي للأصول الطبيعية والماوراطبيعية الموحدة الكبرى للعقل والضمير القومي. ولها صيغ متنوعة ومستويات متباينة تعكس نوعية ومستوى تجارب الأقوام في الارتقاء من أشكالها البدائية إلى مستوياتها الراقية، بوصفه وعيا ذاتيا لصيرورة تاريخية وكينونة ثقافية ذات مرجعيات متسامية واحدة وموحدة. وعادة ما تمر هذه الفكرة بمراحل الارتقاء من القبيلة إلى المعشر، ومنه إلى القوم ثم الشعب فالأمة.وقد مرّ العرب في مجرى تاريخهم بكافة هذه المراحل الخمس في تراكم مشاعر الانتماء القومي. فقد بلورت الجاهلية فكرة القبيلة والمعشر والقوم، بينما رفعها الإسلام لاحقا إلى الشعب ثم الأمة. وتداخلت فكرة القوم والشعب في فكرة الأمة الإسلامية الأولى، أي الفكرة العربية المترقية إلى مصاف الفكرة الثقافية. وذلك لأن فكرة الأمة الإسلامية كانت المثال النموذجي والصيغة الفعلية للفكرة القومية العربية الأولى. وتداخلا للدرجة التي تحولت فيها فكرة الأمة إلى مرجعية مثالية، شكلت الوعاء المناسب، الذي أبدعه الإسلام، بالنسبة لصيرورة الحضارة الإسلامية وإرساء أسس مرجعياتها الثقافية. ومع انحلال المراكز الثقافية السياسية للخلافة العربية، تهشمت تدريجيا وتلاشت فكرة الأمة العربية الإسلامية بوصفها كيانا مستقلا. واندثرت مع هيمنة الانحطاط التام بحيث تحولت إلى مناطق جغرافية تتنافر فيها بقايا الأمة بهيئة شعوب وأقوام ومعاشر وقبائل. بمعنى الرجوع إلى ما قبل البنية التي أرسى الإسلام أسسها بالنسبة للوحدة.أما الفكرة القومية الحديثة، فإنها لم تنشأ من خلال دراسة التاريخ الذاتي لصعود الأمة العربية وانحلالها. الأمر الذي أدى إلى غياب الفكرة الفلسفية التاريخية عند جميع منظري الفكرة القومية العربية الحديثة. أما المحاولات النظرية للبعض منهم، فقد كانت من حيث الجوهر تقليد وتطويع للنظريات الأوربية. بينما الأخيرة كانت نتاج التطور التلقائي للأمم الأوربية. وقد حدد ذلك مفارقة الخاتمة المنطقية للفكرة القومية العربية، والتي تقوم في عدم اختتام ذاتها بذاتها، ولم يتحقق منها شيء، باستثناء الكشف عن بأسها الشديد في مواجهة كمية ونوعية الانحطاط التاريخي الذي تعرض له العرب على مدار قرون عديدة بعد سقوط وتحلل مراكزه السياسية الثقافية. لقد واجه صعود الفكرة القومية فراغ التاريخ السياسي القومي. وكان ينبغي ملئه بجهود المعاناة النظرية والعملية من أجل الاستواء لاحقا لتأمل الأفق المرئي للمستقبل. وليس مصادفة أن يكون مصير جميع منظري الفكرة القومية العربية الحديثة مأساويا! فقد أعدم الأتراك العثمانيون عبد الحميد الزهراوي. وحكموا بالإعدام على نجيب عا ......
#مستقبل
#الفكرة
#القومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700657
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن تحليل ودراسة تطور الفكرة (القومية) العربية الحديثة والمعاصرة تكشف عن هيمنة وسيادة الفكرة الأيديولوجية تجاهها. ولم يكن ذلك معزولا عن الحالة التاريخية التي عاش فيها وكنب اصحاب الفكرة القومية الحديثة والمعاصرة. كما أن المدخل الأيديولوجي كان وما يزال في اغلبه تعبيرا عما يميز الأيديولوجية من نفسية وذهنية "الاستقامة السهلة" و"الصراط المستقيم" في الموقف من كل شيئ. كما إنها كانت وما تزال الوجه الآخر للرد على تيارات الاغتراب الثقافي وانحسارها العقلي والوجداني. بعبارة أخرى،لقد كان صعود الأيديولوجية الوجه الآخر لهزيمة العقل الثقافي العربي وفكرة المستقبل. بحيث أصبح، بأثر ذلك، الاهتمام بالسياسة من أولويات الفكر والتفكير، مما أدى إلى تبذير الكلّ النظري وعناصره المتراكمة ومفاهيمه الضرورية بالنسبة لصنع مرجعيات ثقافية كبرى، بما في ذلك للفكرة القومية.إن الفكرة القومية من وجهة نظري هي حس أو عقل أو حدس الانتماء الفردي والاجتماعي للأصول الطبيعية والماوراطبيعية الموحدة الكبرى للعقل والضمير القومي. ولها صيغ متنوعة ومستويات متباينة تعكس نوعية ومستوى تجارب الأقوام في الارتقاء من أشكالها البدائية إلى مستوياتها الراقية، بوصفه وعيا ذاتيا لصيرورة تاريخية وكينونة ثقافية ذات مرجعيات متسامية واحدة وموحدة. وعادة ما تمر هذه الفكرة بمراحل الارتقاء من القبيلة إلى المعشر، ومنه إلى القوم ثم الشعب فالأمة.وقد مرّ العرب في مجرى تاريخهم بكافة هذه المراحل الخمس في تراكم مشاعر الانتماء القومي. فقد بلورت الجاهلية فكرة القبيلة والمعشر والقوم، بينما رفعها الإسلام لاحقا إلى الشعب ثم الأمة. وتداخلت فكرة القوم والشعب في فكرة الأمة الإسلامية الأولى، أي الفكرة العربية المترقية إلى مصاف الفكرة الثقافية. وذلك لأن فكرة الأمة الإسلامية كانت المثال النموذجي والصيغة الفعلية للفكرة القومية العربية الأولى. وتداخلا للدرجة التي تحولت فيها فكرة الأمة إلى مرجعية مثالية، شكلت الوعاء المناسب، الذي أبدعه الإسلام، بالنسبة لصيرورة الحضارة الإسلامية وإرساء أسس مرجعياتها الثقافية. ومع انحلال المراكز الثقافية السياسية للخلافة العربية، تهشمت تدريجيا وتلاشت فكرة الأمة العربية الإسلامية بوصفها كيانا مستقلا. واندثرت مع هيمنة الانحطاط التام بحيث تحولت إلى مناطق جغرافية تتنافر فيها بقايا الأمة بهيئة شعوب وأقوام ومعاشر وقبائل. بمعنى الرجوع إلى ما قبل البنية التي أرسى الإسلام أسسها بالنسبة للوحدة.أما الفكرة القومية الحديثة، فإنها لم تنشأ من خلال دراسة التاريخ الذاتي لصعود الأمة العربية وانحلالها. الأمر الذي أدى إلى غياب الفكرة الفلسفية التاريخية عند جميع منظري الفكرة القومية العربية الحديثة. أما المحاولات النظرية للبعض منهم، فقد كانت من حيث الجوهر تقليد وتطويع للنظريات الأوربية. بينما الأخيرة كانت نتاج التطور التلقائي للأمم الأوربية. وقد حدد ذلك مفارقة الخاتمة المنطقية للفكرة القومية العربية، والتي تقوم في عدم اختتام ذاتها بذاتها، ولم يتحقق منها شيء، باستثناء الكشف عن بأسها الشديد في مواجهة كمية ونوعية الانحطاط التاريخي الذي تعرض له العرب على مدار قرون عديدة بعد سقوط وتحلل مراكزه السياسية الثقافية. لقد واجه صعود الفكرة القومية فراغ التاريخ السياسي القومي. وكان ينبغي ملئه بجهود المعاناة النظرية والعملية من أجل الاستواء لاحقا لتأمل الأفق المرئي للمستقبل. وليس مصادفة أن يكون مصير جميع منظري الفكرة القومية العربية الحديثة مأساويا! فقد أعدم الأتراك العثمانيون عبد الحميد الزهراوي. وحكموا بالإعدام على نجيب عا ......
#مستقبل
#الفكرة
#القومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700657
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - مستقبل الفكرة القومية العربية (1-2)
ميثم الجنابي : مستقبل الفكرة القومية العربية 2-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إننا نقف أمام إجماع خفي متراكم في الوعي الاجتماعي والسياسي المعاصر في العالم العربي على ضرورة تأسيس نظم للحياة تستمد مرجعياتها الفكرية والروحية من التاريخ الثقافي للحضارة العربية. ومن ثم تحويل جهادها واجتهادها في مختلف الميادين إلى "قطب روحي" فعال في الصراع الحضاري. وهو جهاد واجتهاد يؤدي بالضرورة إلى تنشيط سياسي لمكونات الحضارة العربية (والإسلامية). وبالتالي، فإن كل ما جرى ويجري في العالم العربي على امتداد القرنين الأخيرين هي أشكال ومستويات مختلفة ومتباينة لهذه الظاهرة. بعبارة أخرى، إن هذه المركزية هي تعبير تاريخي ضروري وعابر أيضا، أي حلقة في سلسلة أو تاريخ المركزية الثقافية العربية. أنها تعكس في تناقضها وديناميكيتها زمن القرن التاسع عشر – العشرين الميلادي، وتاريخ القرن الرابع عشر – الخامس عشر الهجري. ذلك يعني أن حقيقتها الباطنية تعبر عن تاريخ وعي الذات القومي والثقافي، أما صورتها الظاهرية فتعبر عن زمن القرن التاسع عشر – العشرين. وبما أن المقياس الزمني الظاهري هو مجرد قشور لا قيمة لها بالنسبة لتاريخ المركزية الثقافية، من هنا قيمة تتبع المسار التلقائي الذاتي القائم في تنشيط الظاهرة القومية المعاصرة. إن هذا الإدراك الفلسفي التاريخي للفكرة القومية العربية الحديثة يعادل تأسيسها بمعايير الفكرة المستقبلية، أي أن الفكرة القومية العربية هي فكرة عربية حديثة، ومن ثم فهي مستقبلية. بمعنى أنها جزء من فلسفة البدائل المستقبلية، التي تستند بقدر واحد على منطق التاريخ ومنطق الاحتمال. بمعنى تأسيس منطق التاريخ المستقبلي بوصفه احتمالا، ومنطق الاحتمال بوصفه تاريخا. والمقصود بالتاريخ هنا هو تاريخ الاحتمال العقلاني والبدائل الإنسانية. وذلك لأن التاريخ لا يعرف إلا ثلاثة أشكال ومستويات ذاتية له وهي التاريخ الزمني أو الوجودي، والتاريخ الواقعي والفعلي أو تاريخ الزمن العقلي، والتاريخ الحقيقي، أي تاريخ الاحتمال العقلاني والبدائل الإنسانية. انطلاقا من أن التاريخ هو صيرورة دائمة من الاحتمال. وإذا كان للاحتمال ماهيته الخاصة، فإنها تتطابق مع حقيقة منطقه الذاتي، أي مع تلقائية التطور الحر للأمم وتاريخها القومي. وبدون ذلك لا يتعدى التاريخ، بوصفه جوهر الوجود الإنساني وأسلوب صيرورته وديمومته، أكثر من زمن ساري يتكافأ بمعايير الحقيقة والمعنى (الإنساني) مع الهباء الكوني والجفاء الطبيعي لوجود الأشياء. إن العلاقة بين منطق التاريخ ومنطق الاحتمال يتطابق مع مسار الارتقاء من الوجود الطبيعي إلى منطق الوجود الماوراطبيعي. وذلك لأن تجارب الأمم والروح الحضاري الكوني مرهونة بكيفية تأسيس العلاقة بين الطبيعي والماوراطبيعي في الإنسان والجماعة والدولة والثقافة، أي في منظومة الوجود المادي والمعنوي وكيفية ربطهما في مرجعيات ثقافية متسامية – ما فوق تاريخية. فكلما ترتقي الأمم في ميدان صنع المرجعيات المتسامية، أي الخروج على منطق التاريخ الطبيعي العادي، كلما تقترب أكثر من تاريخ الطبيعة ولكن بمعايير الرؤية الكونية. وبالتالي، رؤية أبعاد الوحدة الفعلية للوجود بوصفه سر الوجود نفسه والمعنى الكامن فيه. وفي حال تطبيق ذلك على تجارب الأمم الفعلية، فإننا نقف أمام "أسرار" لا تتناهى في هذه العملية المثيرة للعقل والوجدان والقائمة في واقع وفكرة تقولان، بأن للتاريخ ألعابه الماكرة مع الأمم، كما أن للأمم مآثرها ومهازلها في تاريخها الذاتي. الأمر الذي يجعل من الصعود والهبوط، والفوز والهزيمة أطراف معادلة محكومة بكيفية ونوعية تذليل مستويات الرقي الثقافي في التاريخ الذاتي والعالمي. ولكل مرحلة تناقضاتها الكبرى التي يتوق ......
#مستقبل
#الفكرة
#القومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700898
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إننا نقف أمام إجماع خفي متراكم في الوعي الاجتماعي والسياسي المعاصر في العالم العربي على ضرورة تأسيس نظم للحياة تستمد مرجعياتها الفكرية والروحية من التاريخ الثقافي للحضارة العربية. ومن ثم تحويل جهادها واجتهادها في مختلف الميادين إلى "قطب روحي" فعال في الصراع الحضاري. وهو جهاد واجتهاد يؤدي بالضرورة إلى تنشيط سياسي لمكونات الحضارة العربية (والإسلامية). وبالتالي، فإن كل ما جرى ويجري في العالم العربي على امتداد القرنين الأخيرين هي أشكال ومستويات مختلفة ومتباينة لهذه الظاهرة. بعبارة أخرى، إن هذه المركزية هي تعبير تاريخي ضروري وعابر أيضا، أي حلقة في سلسلة أو تاريخ المركزية الثقافية العربية. أنها تعكس في تناقضها وديناميكيتها زمن القرن التاسع عشر – العشرين الميلادي، وتاريخ القرن الرابع عشر – الخامس عشر الهجري. ذلك يعني أن حقيقتها الباطنية تعبر عن تاريخ وعي الذات القومي والثقافي، أما صورتها الظاهرية فتعبر عن زمن القرن التاسع عشر – العشرين. وبما أن المقياس الزمني الظاهري هو مجرد قشور لا قيمة لها بالنسبة لتاريخ المركزية الثقافية، من هنا قيمة تتبع المسار التلقائي الذاتي القائم في تنشيط الظاهرة القومية المعاصرة. إن هذا الإدراك الفلسفي التاريخي للفكرة القومية العربية الحديثة يعادل تأسيسها بمعايير الفكرة المستقبلية، أي أن الفكرة القومية العربية هي فكرة عربية حديثة، ومن ثم فهي مستقبلية. بمعنى أنها جزء من فلسفة البدائل المستقبلية، التي تستند بقدر واحد على منطق التاريخ ومنطق الاحتمال. بمعنى تأسيس منطق التاريخ المستقبلي بوصفه احتمالا، ومنطق الاحتمال بوصفه تاريخا. والمقصود بالتاريخ هنا هو تاريخ الاحتمال العقلاني والبدائل الإنسانية. وذلك لأن التاريخ لا يعرف إلا ثلاثة أشكال ومستويات ذاتية له وهي التاريخ الزمني أو الوجودي، والتاريخ الواقعي والفعلي أو تاريخ الزمن العقلي، والتاريخ الحقيقي، أي تاريخ الاحتمال العقلاني والبدائل الإنسانية. انطلاقا من أن التاريخ هو صيرورة دائمة من الاحتمال. وإذا كان للاحتمال ماهيته الخاصة، فإنها تتطابق مع حقيقة منطقه الذاتي، أي مع تلقائية التطور الحر للأمم وتاريخها القومي. وبدون ذلك لا يتعدى التاريخ، بوصفه جوهر الوجود الإنساني وأسلوب صيرورته وديمومته، أكثر من زمن ساري يتكافأ بمعايير الحقيقة والمعنى (الإنساني) مع الهباء الكوني والجفاء الطبيعي لوجود الأشياء. إن العلاقة بين منطق التاريخ ومنطق الاحتمال يتطابق مع مسار الارتقاء من الوجود الطبيعي إلى منطق الوجود الماوراطبيعي. وذلك لأن تجارب الأمم والروح الحضاري الكوني مرهونة بكيفية تأسيس العلاقة بين الطبيعي والماوراطبيعي في الإنسان والجماعة والدولة والثقافة، أي في منظومة الوجود المادي والمعنوي وكيفية ربطهما في مرجعيات ثقافية متسامية – ما فوق تاريخية. فكلما ترتقي الأمم في ميدان صنع المرجعيات المتسامية، أي الخروج على منطق التاريخ الطبيعي العادي، كلما تقترب أكثر من تاريخ الطبيعة ولكن بمعايير الرؤية الكونية. وبالتالي، رؤية أبعاد الوحدة الفعلية للوجود بوصفه سر الوجود نفسه والمعنى الكامن فيه. وفي حال تطبيق ذلك على تجارب الأمم الفعلية، فإننا نقف أمام "أسرار" لا تتناهى في هذه العملية المثيرة للعقل والوجدان والقائمة في واقع وفكرة تقولان، بأن للتاريخ ألعابه الماكرة مع الأمم، كما أن للأمم مآثرها ومهازلها في تاريخها الذاتي. الأمر الذي يجعل من الصعود والهبوط، والفوز والهزيمة أطراف معادلة محكومة بكيفية ونوعية تذليل مستويات الرقي الثقافي في التاريخ الذاتي والعالمي. ولكل مرحلة تناقضاتها الكبرى التي يتوق ......
#مستقبل
#الفكرة
#القومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700898
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - مستقبل الفكرة القومية العربية(2-2)
ميثم الجنابي : الصعود الأول للوعي القومي العربي الذاتي
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تحليل ونقد الفكرة القومية العربية(1)يتبلور وعي الذات القومي الحديث، بعد مرارة انقطاعه عن أصوله الأولى، بهيئة تمرد عادة ما يكون معقولا بمعايير اللغة ووجدان القلوب الفوارة. وقد تمثلت التقاليد الحية للنهضة الثقافية العربية في العصر الحديث هذه الحالة عبر تلازم لغة الحرية ووجدان الذات الثقافي. وكانت هذه بدورها السكة الموازية للغة القومية الصاعدة ووجدان وعيها الذاتي. وتمثل هذا الوعي بصورة نموذجية كل من نجيب عازوري وعبد الحميد الزهراوي. أما من حيث صيرورتها وكينونتها الحقيقية فقد تراكمت الفكرة القومية ووعيها الذاتي من فعل وفاعلية وتأثير عشرات الشخصيات الكبرى العاملة في مختلف ميادين المعرفة من أدب ولغة وتاريخ وتربية وتعليم وسياسة ودبلوماسية وحركات اجتماعية دينية ودنيوية مختلفة ومتعارضة. فقد كان هذا المسار الأولي يصنع دون أن يرى كما لو أنه لعبة القدر الجديدة بوصفها قدر الفكرة القومية الصاعدة. لكنها شأن كل حركة متداخلة من روافد عديدة عادة ما تؤدي إلى المصب في نهر الوجد التاريخي والوجدان القومي او التبخر والتلاشي في فضاء الزمن العابر. وفي كلتا الحالتين لابد لهما من أن ينتجا أما حركة لها خريرها في جداول الحياة الحية او تخريبها في سيول الدمار وأخاديد الموت المتحجرة!وقد تلازمت هاتين الحالتين في آن واحد في الصيرورة الحرجة للحظة التأسيسية الأولى للفكرة القومية العربية الحديثة. وقد يكون نموذجها الرمزي في مقدمات ونتائج المؤتمر العربي الأولي ومصير اغلب شخصياته الكبرى. فقد وضعوا للمرة الأولى أسس وقواعد الفكرة القومية في إطار منظم، وبالقدر ذاته تعرضوا إلى قتل وتشريد. وتشير هذه الحالة المتناقضة من حيث رمزيتها بقدر واحد إلى وجدان وفقدان الفكرة القومية الحديثة. وكان يصعب حدوث شيئا غير ذلك في ظل الفاعلبة الخربة والهائلة للزلل التاريخي الذي تعرضت له الكينونة العربية بعد سقوط مراكزها الثقافية السياسية الكبرى ثم سباتها العميق في ليل العثمانية المظلم، ونهوضها المستقل والجديد في مواجهة كولونيالية اشد بأسا ومكرا. غير أن للقدر مصيره أيضا، بوصفه جزء من مسار التاريخ الذاتي، أي تهذبه وتشذبه بوصفه جزء من تجربة لها حدودها سواء بمعايير المنطق أو الواقع. وقد كان المؤتمر العربي الأول المنعقد في باريس عام 1913 اللحظة التأسيسية الكبرى في صيرورة الوعي القومي الجديد. ومن ثم مؤشر ودليل عليها بصورة ترتقي إلى مصاف التنظيم المعتدل، أي المكثف لتجارب ما يقارب قرن من الزمن في تجمع وتبلور الفكرة القومية. وذلك لأن مقدماته الفكرية والنظرية كانت تشق لنفسها الطريق في مجرى تنظيم الفكرة الإصلاحية الإسلامية وفكر النهضة الأدبية. وقد تكون شخصيته القابعة في الضمير والوجدان السياسي قد جسدها بصورة نموذجية عبد الرحمن الكواكبي. بعبارة أخرى، إن المؤتمر استطاع للمرة الأولى بلورة الفكرة القومية بوصفها مطلبا سياسيا شاملا له أسلوبه وغاياته الكبرى الآنية والمستقبلية، ومشروعا عربيا خاصا في بناء الدولة والمجتمع والعلاقة بالآخرين (الأتراك والدولة العثمانية والأوربيين)، أي أنه وضع للمرة الأولى فكرة الأنا القومية بوصفها قيم مستقلة بحد ذاتها. وبالقدر ذاته كان يحتوي على إدراك تاريخي ذاته من خلال تمثل ما يفهمه ويضعه ويسعى إليه بوصفه استمرارا لفكرة النهضة العربية والإصلاحية بشكل عام، كما هو جلي في القضايا الجوهرية التي وجدت انعكاسها في وثائق المؤتمر ومواقف شخصياته الأساسية.فقد كانت الفكرة الأساسية بالنسبة لوعي الذات تنطلق من إدراك القيمة الكبرى لفكرة النهضة. وذلك لما لها من أهمية وبروز جلي متغلغل في الإ ......
#الصعود
#الأول
#للوعي
#القومي
#العربي
#الذاتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701121
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تحليل ونقد الفكرة القومية العربية(1)يتبلور وعي الذات القومي الحديث، بعد مرارة انقطاعه عن أصوله الأولى، بهيئة تمرد عادة ما يكون معقولا بمعايير اللغة ووجدان القلوب الفوارة. وقد تمثلت التقاليد الحية للنهضة الثقافية العربية في العصر الحديث هذه الحالة عبر تلازم لغة الحرية ووجدان الذات الثقافي. وكانت هذه بدورها السكة الموازية للغة القومية الصاعدة ووجدان وعيها الذاتي. وتمثل هذا الوعي بصورة نموذجية كل من نجيب عازوري وعبد الحميد الزهراوي. أما من حيث صيرورتها وكينونتها الحقيقية فقد تراكمت الفكرة القومية ووعيها الذاتي من فعل وفاعلية وتأثير عشرات الشخصيات الكبرى العاملة في مختلف ميادين المعرفة من أدب ولغة وتاريخ وتربية وتعليم وسياسة ودبلوماسية وحركات اجتماعية دينية ودنيوية مختلفة ومتعارضة. فقد كان هذا المسار الأولي يصنع دون أن يرى كما لو أنه لعبة القدر الجديدة بوصفها قدر الفكرة القومية الصاعدة. لكنها شأن كل حركة متداخلة من روافد عديدة عادة ما تؤدي إلى المصب في نهر الوجد التاريخي والوجدان القومي او التبخر والتلاشي في فضاء الزمن العابر. وفي كلتا الحالتين لابد لهما من أن ينتجا أما حركة لها خريرها في جداول الحياة الحية او تخريبها في سيول الدمار وأخاديد الموت المتحجرة!وقد تلازمت هاتين الحالتين في آن واحد في الصيرورة الحرجة للحظة التأسيسية الأولى للفكرة القومية العربية الحديثة. وقد يكون نموذجها الرمزي في مقدمات ونتائج المؤتمر العربي الأولي ومصير اغلب شخصياته الكبرى. فقد وضعوا للمرة الأولى أسس وقواعد الفكرة القومية في إطار منظم، وبالقدر ذاته تعرضوا إلى قتل وتشريد. وتشير هذه الحالة المتناقضة من حيث رمزيتها بقدر واحد إلى وجدان وفقدان الفكرة القومية الحديثة. وكان يصعب حدوث شيئا غير ذلك في ظل الفاعلبة الخربة والهائلة للزلل التاريخي الذي تعرضت له الكينونة العربية بعد سقوط مراكزها الثقافية السياسية الكبرى ثم سباتها العميق في ليل العثمانية المظلم، ونهوضها المستقل والجديد في مواجهة كولونيالية اشد بأسا ومكرا. غير أن للقدر مصيره أيضا، بوصفه جزء من مسار التاريخ الذاتي، أي تهذبه وتشذبه بوصفه جزء من تجربة لها حدودها سواء بمعايير المنطق أو الواقع. وقد كان المؤتمر العربي الأول المنعقد في باريس عام 1913 اللحظة التأسيسية الكبرى في صيرورة الوعي القومي الجديد. ومن ثم مؤشر ودليل عليها بصورة ترتقي إلى مصاف التنظيم المعتدل، أي المكثف لتجارب ما يقارب قرن من الزمن في تجمع وتبلور الفكرة القومية. وذلك لأن مقدماته الفكرية والنظرية كانت تشق لنفسها الطريق في مجرى تنظيم الفكرة الإصلاحية الإسلامية وفكر النهضة الأدبية. وقد تكون شخصيته القابعة في الضمير والوجدان السياسي قد جسدها بصورة نموذجية عبد الرحمن الكواكبي. بعبارة أخرى، إن المؤتمر استطاع للمرة الأولى بلورة الفكرة القومية بوصفها مطلبا سياسيا شاملا له أسلوبه وغاياته الكبرى الآنية والمستقبلية، ومشروعا عربيا خاصا في بناء الدولة والمجتمع والعلاقة بالآخرين (الأتراك والدولة العثمانية والأوربيين)، أي أنه وضع للمرة الأولى فكرة الأنا القومية بوصفها قيم مستقلة بحد ذاتها. وبالقدر ذاته كان يحتوي على إدراك تاريخي ذاته من خلال تمثل ما يفهمه ويضعه ويسعى إليه بوصفه استمرارا لفكرة النهضة العربية والإصلاحية بشكل عام، كما هو جلي في القضايا الجوهرية التي وجدت انعكاسها في وثائق المؤتمر ومواقف شخصياته الأساسية.فقد كانت الفكرة الأساسية بالنسبة لوعي الذات تنطلق من إدراك القيمة الكبرى لفكرة النهضة. وذلك لما لها من أهمية وبروز جلي متغلغل في الإ ......
#الصعود
#الأول
#للوعي
#القومي
#العربي
#الذاتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701121
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - الصعود الأول للوعي القومي العربي الذاتي
ميثم الجنابي : فلسفة الفكرة القومية عند الارسوزي 1
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي الارسوزي- فيلسوف الأنا القومية واللغة الثقافيةللفكرة القومية، شأن كل الأفكار الكبرى، لحظتها التأسيسية الأولى. وقد شاءت الصدف أن ترتبط بشخصية زكي الارسوزي (1900-1963). الأمر الذي جعل منه فيلسوف الفكرة القومية العربية الأول في العصر الحديث. وليس مصادفة أن تكون فلسفته بهذا الصدد فلسفة شخصية أيضا. فهو الفيلسوف الذائب في الفكرة القومية بوصفه رحيقها الأول. إذ تكاملت في ذاته وإنتاجه الفكري بوصفها رؤية منظومة ونسق يتغلغل في كل أنساق وجوده الشخصي والاجتماعي والوطني والقومي والروحي والسياسي . فالطابع الشخصي لفلسفة الارسوزي يبرز أيضا على مثال حياته وموته، أي أن تاريخها النظري يتمثل أيضا تاريخه الشخصي. فقد ولد الارسوزي في بداية القرن العشرين وتوفي بعد الانتكاسة الكبرى الأولى في تاريخه القومي الحديث. بمعنى إننا نعثر في حياته ومماته على تمثل نموذجي لحياة الفكرة العربية من حيث ولادتها وموتها الأول، أي ظهورها وفسادها. وقد كانت تلك الفاجعة الأولى التي سوف تعطي للفقدان قوة الوجدان. بمعنى أن ضياع الأرض الفلسطينية المؤقت قد أدى إلى اكتشافها الروحي الأوسع. ومن ثم نقلها إلى حيز المصدر الدائم في شحن وشحذ الوجدان العربي. مع ما ترتب عليه من اكتشاف أولي لمكر العقل التاريخي العربي وتقوية إقدامه للنهوض الجديد بعد الغيبوبة الطويلة في دهاليز الزمن الضائع. ولكن قبل أن تعاني الفكرة القومية العربية من هذا المخاض الأول، فإنها عانت ولادتها التاريخية الكبرى في شخصية الارسوزي ومعاناة إبداعه الفكري. فقد تمثل الارسوزي التاريخ الواقعي والفعلي بمعايير الوجع الميتافيزيقي للروح الولهان بوهج المعاصرة. وفي هذا يكمن سره الهائج بالبحث في اللغة وعوالمها المافوق تاريخية من أجل بلورة فكرة عن التاريخ. وفي هذا أيضا كانت تكمن المعاناة الروحية العميقة لهذه الفكرة وذبولها الجسدي في دهاليز البحث عن بعث قومي وجد لغوه في اللغة وثرائه في ثرثرته! فمن الناحية الظاهرية يمكن النظر إلى الولع اللغوي والتأويل المفتعل كما لو أنه الجامع الذي يجمع فلسفة الارسوزي. فقد جّسد الارسوزي في آرائه وتحليله ومواقفه ومفارقاته حب اللغة في مختلف مستوياته وأنواعه من إعجاب وغرام وحب وهيام وعشق حد الفسق. لهذا نرى فيها وفيما أجهد نفسه وأجتهد للبرهنة عليه مجرد أمور بسيطة ومطروقة يمكن وضعها في عبارات "صوتية" قليلة، هي الأكثر رقة وجمالية مثل قوله "مثل الإنسان كمثل الطائر ينبت ريشه بالهّمة"، و"الحياة تنشئ بنيانها وبدنها بحسب غايتها في الوجود" وأمثالها الكثيرة. بحيث نقف أحيانا أمام صورة مغرية للخيال عن شخصيته الحكواتية الكبيرة وجمهورها الغفير في أحد الجوامع الإسلامية الكبرى، فيما لو أنه ولد قبل ألف عام. لكنه ولد بعد ألف عام! وبالتالي، فإن ما وراء اللغو والثرثرة الظاهرية كانت تكمن وتتفاعل عوالم اللغة الثرية الهائلة والصاخبة بوصفها عوالم التراث والماضي والأنا المنسية.لقد أراد الارسوزي أن يضع هذا الثالوث المغمور على نار الوجد المعاصر لكي تلتهب مكوناته "الخالدة" في وجدان الفكرة القومية الحديثة. وهذا بدوره لم يكن معزولا عن مخاض التحرر ومعاناة تأسيس الدولة القومية في عالم الفكر وميدان الحياة السياسية. فقد عايش الارسوزي صعود الفكرة القومية ورؤية ملامحها المتراكمة، كما عايش بالقدر ذاته انحدار المشروع القومي صوب القطرية المحاصرة، وتعرضه اللاحق للتجزئة الثقافية والتهرؤ السياسي. وفيما بين هذه البداية والنهاية تلألأت رؤيته الفلسفية للفكرة القومية العربية، بوصفها معاناة أولية حقيقية كبرى. بحيث تطابق مضمون هذه المعانا ......
#فلسفة
#الفكرة
#القومية
#الارسوزي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701577
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي الارسوزي- فيلسوف الأنا القومية واللغة الثقافيةللفكرة القومية، شأن كل الأفكار الكبرى، لحظتها التأسيسية الأولى. وقد شاءت الصدف أن ترتبط بشخصية زكي الارسوزي (1900-1963). الأمر الذي جعل منه فيلسوف الفكرة القومية العربية الأول في العصر الحديث. وليس مصادفة أن تكون فلسفته بهذا الصدد فلسفة شخصية أيضا. فهو الفيلسوف الذائب في الفكرة القومية بوصفه رحيقها الأول. إذ تكاملت في ذاته وإنتاجه الفكري بوصفها رؤية منظومة ونسق يتغلغل في كل أنساق وجوده الشخصي والاجتماعي والوطني والقومي والروحي والسياسي . فالطابع الشخصي لفلسفة الارسوزي يبرز أيضا على مثال حياته وموته، أي أن تاريخها النظري يتمثل أيضا تاريخه الشخصي. فقد ولد الارسوزي في بداية القرن العشرين وتوفي بعد الانتكاسة الكبرى الأولى في تاريخه القومي الحديث. بمعنى إننا نعثر في حياته ومماته على تمثل نموذجي لحياة الفكرة العربية من حيث ولادتها وموتها الأول، أي ظهورها وفسادها. وقد كانت تلك الفاجعة الأولى التي سوف تعطي للفقدان قوة الوجدان. بمعنى أن ضياع الأرض الفلسطينية المؤقت قد أدى إلى اكتشافها الروحي الأوسع. ومن ثم نقلها إلى حيز المصدر الدائم في شحن وشحذ الوجدان العربي. مع ما ترتب عليه من اكتشاف أولي لمكر العقل التاريخي العربي وتقوية إقدامه للنهوض الجديد بعد الغيبوبة الطويلة في دهاليز الزمن الضائع. ولكن قبل أن تعاني الفكرة القومية العربية من هذا المخاض الأول، فإنها عانت ولادتها التاريخية الكبرى في شخصية الارسوزي ومعاناة إبداعه الفكري. فقد تمثل الارسوزي التاريخ الواقعي والفعلي بمعايير الوجع الميتافيزيقي للروح الولهان بوهج المعاصرة. وفي هذا يكمن سره الهائج بالبحث في اللغة وعوالمها المافوق تاريخية من أجل بلورة فكرة عن التاريخ. وفي هذا أيضا كانت تكمن المعاناة الروحية العميقة لهذه الفكرة وذبولها الجسدي في دهاليز البحث عن بعث قومي وجد لغوه في اللغة وثرائه في ثرثرته! فمن الناحية الظاهرية يمكن النظر إلى الولع اللغوي والتأويل المفتعل كما لو أنه الجامع الذي يجمع فلسفة الارسوزي. فقد جّسد الارسوزي في آرائه وتحليله ومواقفه ومفارقاته حب اللغة في مختلف مستوياته وأنواعه من إعجاب وغرام وحب وهيام وعشق حد الفسق. لهذا نرى فيها وفيما أجهد نفسه وأجتهد للبرهنة عليه مجرد أمور بسيطة ومطروقة يمكن وضعها في عبارات "صوتية" قليلة، هي الأكثر رقة وجمالية مثل قوله "مثل الإنسان كمثل الطائر ينبت ريشه بالهّمة"، و"الحياة تنشئ بنيانها وبدنها بحسب غايتها في الوجود" وأمثالها الكثيرة. بحيث نقف أحيانا أمام صورة مغرية للخيال عن شخصيته الحكواتية الكبيرة وجمهورها الغفير في أحد الجوامع الإسلامية الكبرى، فيما لو أنه ولد قبل ألف عام. لكنه ولد بعد ألف عام! وبالتالي، فإن ما وراء اللغو والثرثرة الظاهرية كانت تكمن وتتفاعل عوالم اللغة الثرية الهائلة والصاخبة بوصفها عوالم التراث والماضي والأنا المنسية.لقد أراد الارسوزي أن يضع هذا الثالوث المغمور على نار الوجد المعاصر لكي تلتهب مكوناته "الخالدة" في وجدان الفكرة القومية الحديثة. وهذا بدوره لم يكن معزولا عن مخاض التحرر ومعاناة تأسيس الدولة القومية في عالم الفكر وميدان الحياة السياسية. فقد عايش الارسوزي صعود الفكرة القومية ورؤية ملامحها المتراكمة، كما عايش بالقدر ذاته انحدار المشروع القومي صوب القطرية المحاصرة، وتعرضه اللاحق للتجزئة الثقافية والتهرؤ السياسي. وفيما بين هذه البداية والنهاية تلألأت رؤيته الفلسفية للفكرة القومية العربية، بوصفها معاناة أولية حقيقية كبرى. بحيث تطابق مضمون هذه المعانا ......
#فلسفة
#الفكرة
#القومية
#الارسوزي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701577
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - فلسفة الفكرة القومية عند الارسوزي(1)
ميثم الجنابي : الارسوزي وتأسيس وحدة اللغة والفكر والثقافة القومية 2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي أسس الارسوزي فكرته القومية من خلال البحث عن جذر اللغة في الحياة نفسها. وأعتبر أن "جذر اللغة هي الحياة". وذلك لأنها تتمثل العلاقة المتبادلة بين وضع الجسد وبين المعنى الذي هو صداه في الوجدان. فوحدة الصوت والخيال في الكلمة العربية يؤدي إلى ظاهرتين او نتيجتين تميزها عن غيرها وهي أولا- فقدان المترادفات، وثانيا – الاختلاف في التطور بين الكلمة العربية وغيرها في اللغات الأخرى. فالأجانب لا يعرفون قراءة ما كتب في لغتهم قبل ألف عام. أما في العربية فإن الكلمة هي صورة. وبالتالي، فإن الكلمة العربية كالحياة. لهذا لا تصمد الكلمات الشاذة (غير العربية) في العربية فترة طويلة. إنها تنقرض. الأمر الذي جعل من الكلمة العربية غير خاضعة للزمن. وأن نشوء كلمات جديدة فيها (ومنها) هو استمرار مدرك .ووضع هذه المقدمة في أساس فلسفته للغة العربية. وفيها نعثر على فكرة عميقة تقوم في دعوته لضرورة التوفيق والتجانس بين اللغة والفكر والثقافة القومية. فهو ينطلق في كتابه (العبقرية العربية في لسانها) من أن دراسة البنية الاشتقاقية للعربية يساعدنا على معرفة الكلمة الدخيلة من الأصيلة، وبالتالي يحررنا من الركاكة والهجانة. وهذا بدوره يهدينا أيضا إلى إدراك الشبه بين بنيان البدن وهداية غرائزه في توحيد العلوم الصحية، وبين هذه الحُدُس في بنياننا النفساني وهدايتها في إنشاء ثقافتنا. وبهذا نحصل على نهج أصيل في دراسة حياتنا الفكرية بحيث ينقشع الحجاب المزعوم بين الطبيعة والملأ الأعلى (ما وراء الطبيعة) . مما يوصلنا بدوره إلى "بعث الخيال الأصيل" ومن ثم الوصول إلى ينبوع الحياة بالنسبة للسان، بحيث تتميز هذه المؤسسة المتمتعة بخلود الأمة التي أوجدتها عند بنيان البدن الذي ظل متصلا بالقدر بانغلاق المكان والزمان في وحدانية نموه وخاضعا بهذا الاتصال للتحول" . أما الخلاصة التي توصل إليها الارسوزي بهذا الصدد فتقوم في بلوغ ما اسماه بفكرة "الحياة معنى ينشئ الصور. والخيال من الصور على درجات متفاوتة بالقسمة والعمق تحقيقا للآية الساطعة في صميم الوجود كأني بها تقتات بتجاوبهما تجاوبا صادقا وتنمو" . وفيما لو جرى تحويل هذه العبارة "البيانية" المغلقة إلى بيان اللغة العربية الطبيعية(!)، فإنها تعني، أن الإبداع الحقيقي يفترض الرجوع إلى ينبوع الأصالة الذاتية، ولا أصالة بالنسبة للفكرة العربية سوى العمل بمعايير "الخيال الأصيل"، أي الإبداع الذاتي الحر والمتحرر من ثقل الزمان (المعاصر) والمكان (الجغرافي الحالي) اللذين جرى انتهاكهما بفعل الخراب الذي تعرض له العرب في مجرى السيطرة العثمانية والكولونيالية الحديثة. فالزمن المعاصر هو زمن ليس عربيا، والمكان العربي هو جغرافية متهرئة. أما العربية من حيث كونها تمثلا أبديا لحقيقة الأبد الكامنة في توليف الطبيعية والمارواطبيعة فهو الينبوع الدائم للخلود. والرجوع الدائم إليه يعني الوصول إلى حالة مثلى عن العلاقة بين البيان والحقيقة من أجل معرفة نهج الحياة الأصيل، كما أنه النهج الفني للتحرر من ظروف المكان لبلوغ البصيرة من اجل الاستغناء عن الطبيعة، كما يقول الارسوزي نفسه. ونعثر على نفس هذا الاتجاه والتأسيس في (رسالة اللغة). فقد أكد فيها أيضا على أفكاره الأساسية بهذا الصدد وبالأخص ما يتعلق بفكرة اللسان العربي باعتباره بنيانا اشتقاقيا وأصوله من الطبيعة، وله أداة بيانية متكاملة وأنه بناء مازال كامل حي. وختم ذلك باستنتاج يقول، بأن مفاهيمنا وأصول مؤسساتنا تكمن "في كلماتنا، كمون الحياة في بذور النبات" . وبالتالي فإن الرجوع إلى أصول تأسيسها الأولية هو أسلوب تأصيل الحاضر والمستقبل. من هنا جوهرية إع ......
#الارسوزي
#وتأسيس
#وحدة
#اللغة
#والفكر
#والثقافة
#القومية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701827
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي أسس الارسوزي فكرته القومية من خلال البحث عن جذر اللغة في الحياة نفسها. وأعتبر أن "جذر اللغة هي الحياة". وذلك لأنها تتمثل العلاقة المتبادلة بين وضع الجسد وبين المعنى الذي هو صداه في الوجدان. فوحدة الصوت والخيال في الكلمة العربية يؤدي إلى ظاهرتين او نتيجتين تميزها عن غيرها وهي أولا- فقدان المترادفات، وثانيا – الاختلاف في التطور بين الكلمة العربية وغيرها في اللغات الأخرى. فالأجانب لا يعرفون قراءة ما كتب في لغتهم قبل ألف عام. أما في العربية فإن الكلمة هي صورة. وبالتالي، فإن الكلمة العربية كالحياة. لهذا لا تصمد الكلمات الشاذة (غير العربية) في العربية فترة طويلة. إنها تنقرض. الأمر الذي جعل من الكلمة العربية غير خاضعة للزمن. وأن نشوء كلمات جديدة فيها (ومنها) هو استمرار مدرك .ووضع هذه المقدمة في أساس فلسفته للغة العربية. وفيها نعثر على فكرة عميقة تقوم في دعوته لضرورة التوفيق والتجانس بين اللغة والفكر والثقافة القومية. فهو ينطلق في كتابه (العبقرية العربية في لسانها) من أن دراسة البنية الاشتقاقية للعربية يساعدنا على معرفة الكلمة الدخيلة من الأصيلة، وبالتالي يحررنا من الركاكة والهجانة. وهذا بدوره يهدينا أيضا إلى إدراك الشبه بين بنيان البدن وهداية غرائزه في توحيد العلوم الصحية، وبين هذه الحُدُس في بنياننا النفساني وهدايتها في إنشاء ثقافتنا. وبهذا نحصل على نهج أصيل في دراسة حياتنا الفكرية بحيث ينقشع الحجاب المزعوم بين الطبيعة والملأ الأعلى (ما وراء الطبيعة) . مما يوصلنا بدوره إلى "بعث الخيال الأصيل" ومن ثم الوصول إلى ينبوع الحياة بالنسبة للسان، بحيث تتميز هذه المؤسسة المتمتعة بخلود الأمة التي أوجدتها عند بنيان البدن الذي ظل متصلا بالقدر بانغلاق المكان والزمان في وحدانية نموه وخاضعا بهذا الاتصال للتحول" . أما الخلاصة التي توصل إليها الارسوزي بهذا الصدد فتقوم في بلوغ ما اسماه بفكرة "الحياة معنى ينشئ الصور. والخيال من الصور على درجات متفاوتة بالقسمة والعمق تحقيقا للآية الساطعة في صميم الوجود كأني بها تقتات بتجاوبهما تجاوبا صادقا وتنمو" . وفيما لو جرى تحويل هذه العبارة "البيانية" المغلقة إلى بيان اللغة العربية الطبيعية(!)، فإنها تعني، أن الإبداع الحقيقي يفترض الرجوع إلى ينبوع الأصالة الذاتية، ولا أصالة بالنسبة للفكرة العربية سوى العمل بمعايير "الخيال الأصيل"، أي الإبداع الذاتي الحر والمتحرر من ثقل الزمان (المعاصر) والمكان (الجغرافي الحالي) اللذين جرى انتهاكهما بفعل الخراب الذي تعرض له العرب في مجرى السيطرة العثمانية والكولونيالية الحديثة. فالزمن المعاصر هو زمن ليس عربيا، والمكان العربي هو جغرافية متهرئة. أما العربية من حيث كونها تمثلا أبديا لحقيقة الأبد الكامنة في توليف الطبيعية والمارواطبيعة فهو الينبوع الدائم للخلود. والرجوع الدائم إليه يعني الوصول إلى حالة مثلى عن العلاقة بين البيان والحقيقة من أجل معرفة نهج الحياة الأصيل، كما أنه النهج الفني للتحرر من ظروف المكان لبلوغ البصيرة من اجل الاستغناء عن الطبيعة، كما يقول الارسوزي نفسه. ونعثر على نفس هذا الاتجاه والتأسيس في (رسالة اللغة). فقد أكد فيها أيضا على أفكاره الأساسية بهذا الصدد وبالأخص ما يتعلق بفكرة اللسان العربي باعتباره بنيانا اشتقاقيا وأصوله من الطبيعة، وله أداة بيانية متكاملة وأنه بناء مازال كامل حي. وختم ذلك باستنتاج يقول، بأن مفاهيمنا وأصول مؤسساتنا تكمن "في كلماتنا، كمون الحياة في بذور النبات" . وبالتالي فإن الرجوع إلى أصول تأسيسها الأولية هو أسلوب تأصيل الحاضر والمستقبل. من هنا جوهرية إع ......
#الارسوزي
#وتأسيس
#وحدة
#اللغة
#والفكر
#والثقافة
#القومية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701827
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - الارسوزي وتأسيس وحدة اللغة والفكر والثقافة القومية (2)
ميثم الجنابي : الارسوزي : اللغة العربية والفكرة القومية 3
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن جعل اللغة أساس الفكرة القومية كما تصورها وأسس لها الارسوزي، كان يحتوي في أعماقه على محاولة تجاوز المبادئ الجزئية والقيميية العابرة والأهواء، أي مختلف عوارض الزمان والمكان. ومن ثم البحث عن أساس ثابت ودائم وأبدي وخالد. ووجد في اللغة الأساس الجامع والعميق الذي يربط عقل المرء ووجدانه بالماضي والحاضر والمستقبل. إضافة لذلك أنها الكيان الذي يربي ويهذب ويشذب الذهنية الثقافية ويمدها بعناصر فعلها الوجودي والرمزي. من هنا أهميتها بالنسبة للكينونة العربية بمختلف مظاهرها ومستوياتها. وذلك لأنها مصدر الأصالة بوصفها جوهرا فعالا وليس كيانا جامدا. من هنا أهميتها بالنسبة لتجاوز خلل الزمان والمكان على مستوى الفرد والأمة والتاريخ. بمعنى أنها تجنّبه الوقوع في هوة اليأس ومأساة الواقع الفعلي. ونعثر على ذلك في استنتاجه الذي قال فيه بأن "الأصالة توفر على صاحبها الجهد وتقيه من المأساة. هذه المأساة الحاصلة في نفس الفرد، من اختلال العلاقة فيها بين السماء والأرض، الملأ الأعلى والطبيعة" . وهي فكرة عميقة لها مصدرها فيما اسماه الارسوزي باستكمال شروط الأصالة في اللغة العربية، بوصفها "لسان آدم" (أو الإنسان الأولي المفترض، أو إنسان الإنسانية المجردة)، أي لسان المعنى المتجلي في الوجود، الأمر الذي جعله مستكملا "لكافة شروط الأصالة" . فعندما قارن بين اللغة العربية واللغة الغربية(!) في بحثه الموسوم (رسالة اللغة)، فإننا نراه يرسم ملامح صورة متوازية ومتضادة من حيث مكوناتها وأسلوبها وغايتها كما هو جلي في الصورة البيانية التالية: اللغة العربية بنيان عضوي تستكمل به الكلمة شروط كيانها بالتعبير عن إنسانية متسامية.تحولت الذهنية العربية السامية إلى ثقافة ذات طابع رحماني.التلازم بين الصورة والمعنى أدى إلى تجاوب المدلولات الحسية والعقلية صوب الحقائق المنطوية في النفس الإنسانية.تخطي نسبية المظاهر مرتقيا نحو الوحدانية المطلقة.اللغة غير العربية (الغربية)بنيان ميكانيكي تتحول به الكلمة من صورة إلى رمز يلتحق به المعنى عرضا واتفاقا.تحولت الذهنية اليونانية الأوربية إلى ثقافة ذات طابع نسبي.مهدت لفقه حدس اللانهاية – الرياضيات والخضوع للإرادة.استعداد الذهن لإدراك النظام قانونا في الكون، وعدلا في المجتمع وعقلا في النفس.إننا نقف هنا أمام صيغة واضحة ومتكاملة لتأسيس رؤية منطقية ثقافية أو تأويلية ثقافية للذهنية العربية بوصفها مشروعا قوميا، بمعنى إعادة بناء الذهنية القومية بما يستقيم مع أصولها اللغوية. ومن ثم الخروج على قواعد الأديان والفلسفات والأيديولوجيات غير العربية أيا كان شكلها ومحتواها ومصدرها. فالأديان الكونية هي جزء من منطق الذهنية العربية ولغتها، وما عداها مجرد فلسفات وأيديولوجيات لا يعني الانبهار بها سوى التعبير عن خلل هذه الذهنية وخروجها على أنساقها الذاتية الأصيلة. وإذا كانت اللغة مصدرها ومعيارها ونموذجها، فلأنها في الوقت نفسه القوة الحيوية والفعالة والمستقيمة بذاتها. بمعنى أنها تمتلك أوزانها الداخلية الأبدية كما لو أنها معيار الوجود الخالد، أي الحقيقة والمعنى، أو الطبيعة والماوراطبيعة. وهي الصفة التي لازمت نشوء وتطور العربية، ومن ثم طبعت بميسمها حقيقة الكينونة العربية. وبالتالي لا يعني الرجوع الدائم إليها سوى الرجوع إلى النفس الصادقة. فاللغة خارج إطار المتناقضات والزمان والمكان، وذلك لأنها تحتوي على منطق الحقيقة الذاتية بوصفها توحيدا للطبيعة والماواطبيعة. وبهذا يكون الارسوزي قد سعى لبلورة منظومة فكرية تستمد مقوماتها مما بلوره اللسان ا ......
#الارسوزي
#اللغة
#العربية
#والفكرة
#القومية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702114
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن جعل اللغة أساس الفكرة القومية كما تصورها وأسس لها الارسوزي، كان يحتوي في أعماقه على محاولة تجاوز المبادئ الجزئية والقيميية العابرة والأهواء، أي مختلف عوارض الزمان والمكان. ومن ثم البحث عن أساس ثابت ودائم وأبدي وخالد. ووجد في اللغة الأساس الجامع والعميق الذي يربط عقل المرء ووجدانه بالماضي والحاضر والمستقبل. إضافة لذلك أنها الكيان الذي يربي ويهذب ويشذب الذهنية الثقافية ويمدها بعناصر فعلها الوجودي والرمزي. من هنا أهميتها بالنسبة للكينونة العربية بمختلف مظاهرها ومستوياتها. وذلك لأنها مصدر الأصالة بوصفها جوهرا فعالا وليس كيانا جامدا. من هنا أهميتها بالنسبة لتجاوز خلل الزمان والمكان على مستوى الفرد والأمة والتاريخ. بمعنى أنها تجنّبه الوقوع في هوة اليأس ومأساة الواقع الفعلي. ونعثر على ذلك في استنتاجه الذي قال فيه بأن "الأصالة توفر على صاحبها الجهد وتقيه من المأساة. هذه المأساة الحاصلة في نفس الفرد، من اختلال العلاقة فيها بين السماء والأرض، الملأ الأعلى والطبيعة" . وهي فكرة عميقة لها مصدرها فيما اسماه الارسوزي باستكمال شروط الأصالة في اللغة العربية، بوصفها "لسان آدم" (أو الإنسان الأولي المفترض، أو إنسان الإنسانية المجردة)، أي لسان المعنى المتجلي في الوجود، الأمر الذي جعله مستكملا "لكافة شروط الأصالة" . فعندما قارن بين اللغة العربية واللغة الغربية(!) في بحثه الموسوم (رسالة اللغة)، فإننا نراه يرسم ملامح صورة متوازية ومتضادة من حيث مكوناتها وأسلوبها وغايتها كما هو جلي في الصورة البيانية التالية: اللغة العربية بنيان عضوي تستكمل به الكلمة شروط كيانها بالتعبير عن إنسانية متسامية.تحولت الذهنية العربية السامية إلى ثقافة ذات طابع رحماني.التلازم بين الصورة والمعنى أدى إلى تجاوب المدلولات الحسية والعقلية صوب الحقائق المنطوية في النفس الإنسانية.تخطي نسبية المظاهر مرتقيا نحو الوحدانية المطلقة.اللغة غير العربية (الغربية)بنيان ميكانيكي تتحول به الكلمة من صورة إلى رمز يلتحق به المعنى عرضا واتفاقا.تحولت الذهنية اليونانية الأوربية إلى ثقافة ذات طابع نسبي.مهدت لفقه حدس اللانهاية – الرياضيات والخضوع للإرادة.استعداد الذهن لإدراك النظام قانونا في الكون، وعدلا في المجتمع وعقلا في النفس.إننا نقف هنا أمام صيغة واضحة ومتكاملة لتأسيس رؤية منطقية ثقافية أو تأويلية ثقافية للذهنية العربية بوصفها مشروعا قوميا، بمعنى إعادة بناء الذهنية القومية بما يستقيم مع أصولها اللغوية. ومن ثم الخروج على قواعد الأديان والفلسفات والأيديولوجيات غير العربية أيا كان شكلها ومحتواها ومصدرها. فالأديان الكونية هي جزء من منطق الذهنية العربية ولغتها، وما عداها مجرد فلسفات وأيديولوجيات لا يعني الانبهار بها سوى التعبير عن خلل هذه الذهنية وخروجها على أنساقها الذاتية الأصيلة. وإذا كانت اللغة مصدرها ومعيارها ونموذجها، فلأنها في الوقت نفسه القوة الحيوية والفعالة والمستقيمة بذاتها. بمعنى أنها تمتلك أوزانها الداخلية الأبدية كما لو أنها معيار الوجود الخالد، أي الحقيقة والمعنى، أو الطبيعة والماوراطبيعة. وهي الصفة التي لازمت نشوء وتطور العربية، ومن ثم طبعت بميسمها حقيقة الكينونة العربية. وبالتالي لا يعني الرجوع الدائم إليها سوى الرجوع إلى النفس الصادقة. فاللغة خارج إطار المتناقضات والزمان والمكان، وذلك لأنها تحتوي على منطق الحقيقة الذاتية بوصفها توحيدا للطبيعة والماواطبيعة. وبهذا يكون الارسوزي قد سعى لبلورة منظومة فكرية تستمد مقوماتها مما بلوره اللسان ا ......
#الارسوزي
#اللغة
#العربية
#والفكرة
#القومية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702114
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - الارسوزي : اللغة العربية والفكرة القومية (3)
ميثم الجنابي : الارسوزي وفكرة الأصول الثقافية للقومية العربية 4
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي فقد انطلق الارسوزي هنا من أن الفكرة القومية مبنية على ما تقدمه الحضارة الحديثة من مفاهيم ونماذج. من هنا سعيه لتأسيس الفكرة القائلة، بأن تعمق الفكرة القومية مرتبطة بتحول الروابط بين الناس من مثالية إلى طبيعية. وبما أن الأمة امتداد للأسرة فقد أصبح مبدأ الأخوة أساسا في جمع شمل المواطنين. والقومية بالنسبة للارسوزي هي نظام نسبي في كل شيء أبدع فكرة المساواة، وأن كل شيء مستوحى من الطبيعة وحكمها، وأن الجمهور هو مصدر السلطة، والقوانين تمثل الإرادة العامة. أما اكتشاف قوانين الطبيعة فقد جعل الإنسان حكما في مصيره مما حدد بدوره من جديد مفهوم المساواة والحرية . لهذا نرى الارسوزي يعتبر الحرية شعار القومية. إلا أن الارسوزي لا يقف عند هذا الحد. فمن الناحية الظاهرية نقف هنا أمام استعادة لفكرة الثورة الفرنسية وشعاراتها. لكنه يعطي لها بعدا جديدا من خلال إرجاعها إلى أصولها الثقافية العربية، أي جذرها الأعمق في بنية اللغة العربية. بحيث نراه يدقق لاحقا فكرة الأمة من خلال إرجاعها إلى الأم بوصفها صانعة الإخوة. فالإخاء هنا طبيعي. والقومية إرجاع العلاقة إلى أصولها وجذورها ولكن ليس بوصفها فكرة سياسية عابرة او رؤية أيديولوجية خالصة. من هنا نقده لفرنسا والشيوعية، أي الفكرة القومية الجزئية بوصفها نتاجا لما اسماه بالنفوس الكريهة (أي الجزئية) أو الفكرة الأيديولوجية العامة بوصفها إيمانا صنميا. لهذا نراه ينتقد التجربة الفرنسية في موقفها من الحرية والمساواة والإخاء ومعارضتها الشاملة للفكرة القومية التي رفعت شعارها. بل نراه يعتبر النزعة الإقليمية (القطرية) هي نتاج للاستعمار الفرنسي ومحاولاته آنذاك من اجل تفتيت الفكرة القومية (العربية). وذلك لأن شعار فرنسا الفعلي كان آنذاك تحويل البلدان العربية إلى "مجال حيوي لذوي الغلبة" . والشيء نفسه حاول تطبيقه على الموقف من الحركة الشيوعية. فالارسوزي يفرق بين ما يدعوه بكنه الأمة وبين نظام وجودها السياسي والاجتماعي. وكتب بهذا الصدد يقول، بأن "الأمة جذورها في كنه الوجود، في حين أن نظام الحياة وجهة نظر تجيب بها الأمة على ظروف معينة" . في حين أن الشيوعية بالنسبة له لم تكن إلا ستارا للاتجاه الشعوبي. فالشيوعية بالنسبة له مجرد "استمرار لتقاليد الإصلاح في أوربا. أنها مجرد إحدى المحاولات لحل المشاكل الإنسانية الناجمة من المرحلة الحاضرة". فالتجربة الشيوعية في روسيا تبرهن على صدق كبير مما فيها وأفضليتها مقارنة بما سبقها. لكن سر تأثيرها في روسيا وفاعليتها يكمن في الإيمان بها، كما يؤثر الإيمان بالحجر في أفعال الناس وسلوكهم. ومن ثم فإن الخلاف بين الفكرة القومية العربية وبين الشيوعية هو خلاف جوهري يرجع غالى اختلاف الأصول والأسلوب والغاية. فالشيوعية هي مجرد رؤية وحلول اجتماعية وسياسية، أي عابرة وجزئية رغم ادعائها للشمولية. بينما الفكرة القومية العربية لها جذورها في الطبيعة والملأ الأعلى، كما يقول الارسوزي، أي في الأرض والسماء. وحاول البرهنة على ذلك من خلال الرجوع إلى اللغة نفسها، ومن خلالها الكشف عن نوعية التباين في الرؤية والتأسيس للفكرة والمعنى والوجوب. فكلمة المادة في العربية من مدّ، أي الامتداد والمدة. أنها في الحدس العربي "نقطة خيال أكثر مما هي حقيقة قائمة بذاتها" . ذلك يعني أن المادة صورة في الامتداد. ومن ثم هي شكل. بينما تصبح المادة صيرورة في المدة، أي معنى. أما نموذجها (ككائن حي) في الصورة فيكون على توحيد الشكل بالقوام وتلون المعنى بالعمر. فإذا كانت المادية في الماركسية عادة ما يكون كل شيء فيها محدد بالزمان والمكان، فإنها في الرؤية العربية تقوم في ......
#الارسوزي
#وفكرة
#الأصول
#الثقافية
#للقومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702318
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي فقد انطلق الارسوزي هنا من أن الفكرة القومية مبنية على ما تقدمه الحضارة الحديثة من مفاهيم ونماذج. من هنا سعيه لتأسيس الفكرة القائلة، بأن تعمق الفكرة القومية مرتبطة بتحول الروابط بين الناس من مثالية إلى طبيعية. وبما أن الأمة امتداد للأسرة فقد أصبح مبدأ الأخوة أساسا في جمع شمل المواطنين. والقومية بالنسبة للارسوزي هي نظام نسبي في كل شيء أبدع فكرة المساواة، وأن كل شيء مستوحى من الطبيعة وحكمها، وأن الجمهور هو مصدر السلطة، والقوانين تمثل الإرادة العامة. أما اكتشاف قوانين الطبيعة فقد جعل الإنسان حكما في مصيره مما حدد بدوره من جديد مفهوم المساواة والحرية . لهذا نرى الارسوزي يعتبر الحرية شعار القومية. إلا أن الارسوزي لا يقف عند هذا الحد. فمن الناحية الظاهرية نقف هنا أمام استعادة لفكرة الثورة الفرنسية وشعاراتها. لكنه يعطي لها بعدا جديدا من خلال إرجاعها إلى أصولها الثقافية العربية، أي جذرها الأعمق في بنية اللغة العربية. بحيث نراه يدقق لاحقا فكرة الأمة من خلال إرجاعها إلى الأم بوصفها صانعة الإخوة. فالإخاء هنا طبيعي. والقومية إرجاع العلاقة إلى أصولها وجذورها ولكن ليس بوصفها فكرة سياسية عابرة او رؤية أيديولوجية خالصة. من هنا نقده لفرنسا والشيوعية، أي الفكرة القومية الجزئية بوصفها نتاجا لما اسماه بالنفوس الكريهة (أي الجزئية) أو الفكرة الأيديولوجية العامة بوصفها إيمانا صنميا. لهذا نراه ينتقد التجربة الفرنسية في موقفها من الحرية والمساواة والإخاء ومعارضتها الشاملة للفكرة القومية التي رفعت شعارها. بل نراه يعتبر النزعة الإقليمية (القطرية) هي نتاج للاستعمار الفرنسي ومحاولاته آنذاك من اجل تفتيت الفكرة القومية (العربية). وذلك لأن شعار فرنسا الفعلي كان آنذاك تحويل البلدان العربية إلى "مجال حيوي لذوي الغلبة" . والشيء نفسه حاول تطبيقه على الموقف من الحركة الشيوعية. فالارسوزي يفرق بين ما يدعوه بكنه الأمة وبين نظام وجودها السياسي والاجتماعي. وكتب بهذا الصدد يقول، بأن "الأمة جذورها في كنه الوجود، في حين أن نظام الحياة وجهة نظر تجيب بها الأمة على ظروف معينة" . في حين أن الشيوعية بالنسبة له لم تكن إلا ستارا للاتجاه الشعوبي. فالشيوعية بالنسبة له مجرد "استمرار لتقاليد الإصلاح في أوربا. أنها مجرد إحدى المحاولات لحل المشاكل الإنسانية الناجمة من المرحلة الحاضرة". فالتجربة الشيوعية في روسيا تبرهن على صدق كبير مما فيها وأفضليتها مقارنة بما سبقها. لكن سر تأثيرها في روسيا وفاعليتها يكمن في الإيمان بها، كما يؤثر الإيمان بالحجر في أفعال الناس وسلوكهم. ومن ثم فإن الخلاف بين الفكرة القومية العربية وبين الشيوعية هو خلاف جوهري يرجع غالى اختلاف الأصول والأسلوب والغاية. فالشيوعية هي مجرد رؤية وحلول اجتماعية وسياسية، أي عابرة وجزئية رغم ادعائها للشمولية. بينما الفكرة القومية العربية لها جذورها في الطبيعة والملأ الأعلى، كما يقول الارسوزي، أي في الأرض والسماء. وحاول البرهنة على ذلك من خلال الرجوع إلى اللغة نفسها، ومن خلالها الكشف عن نوعية التباين في الرؤية والتأسيس للفكرة والمعنى والوجوب. فكلمة المادة في العربية من مدّ، أي الامتداد والمدة. أنها في الحدس العربي "نقطة خيال أكثر مما هي حقيقة قائمة بذاتها" . ذلك يعني أن المادة صورة في الامتداد. ومن ثم هي شكل. بينما تصبح المادة صيرورة في المدة، أي معنى. أما نموذجها (ككائن حي) في الصورة فيكون على توحيد الشكل بالقوام وتلون المعنى بالعمر. فإذا كانت المادية في الماركسية عادة ما يكون كل شيء فيها محدد بالزمان والمكان، فإنها في الرؤية العربية تقوم في ......
#الارسوزي
#وفكرة
#الأصول
#الثقافية
#للقومية
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702318
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - الارسوزي وفكرة الأصول الثقافية للقومية العربية(4)