الحوار المتمدن
3.1K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
Samir (Sam) Almoteie : سمير المطيعي
#الحوار_المتمدن
#Samir_(Sam)_Almoteie بهو الانتظار" لم أعلم يوماً أن الخزلان قاس جدا لدرجة أنك تشعر بالشفقة علي نفسك " تشيخوف خرجت من باب المصعد بالدور الرابع في تلك البناية ، قاصدا أحد النزلاء من كبار السن ، يعيش بمفرده في إحدى غرفات حجرات ذلك الطابق ، وخرج معي من المصعد بعض الأصدقاء قاصدين نفس النزيل ، وما أن خطت إحدي قدماي خطوتها الأولي خارج باب المصعد حتى رأيت حشدا من النزلاء كما لو كانوا سجناء في انتظار ساعة الزيارة ، بعضهم كانوا واقفين يقطعون الطرقة والبهو جيئة وذهابا ، وأغلبهم جالسين ؛ فمنهم من كان جالسا علي مقعد ذى وسادة مثبتة علي ظهره ، ومنهم من هو جالسا علي كرسي متحرك ، ومجموعة أخري تجلس في صف واحد علي أريكة طويلة تتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص ، ورأيت بينهم من يجلس متكئا بذقنه علي طرف عكازه وآخر من يجلس وقد وضع كوعه مستندا علي حافة الأريكة وواضعا خده علي قبضة يده مستغرقاً في تفكير عميق ، وهناك في زاوية جلس أحدهم علي كرسي منعزلاً واضعاً كلتا يديه متشابكتين خلف رأسه .وآخرون يجلسون في غرفة ذات مدخل زجاجى ، منهمكين في متابعة إحدي مباريات كرة السلة ، ينظرون إلي اللعبة بلا أي تفاعل أو انفعالات أو تعليقات ، تصورت أن معظمهم يعاني من الصمم ، فهم ينظرون إلي شاشة التلفاز الكبيرة ولا ينطقون بحرف واحد تعليقا علي اللعبة.أجسام وأعمار بين الكهولة والشيخوخة ، أو شباب استسلم لشيخوخة مبكرة حيث انتصر المرض علي جسمه الهزيل .اختلفت أشكالهم ووجوههم وألوان بشرتهم اِلا أن عيونهم كانت شاخصة علي باب المصعد لعلهم يروا أحد الزائرين الآتي لهم خصيصا.وحينما يُغلق الباب بعد أن أفرغ ما في جعبته من زوار ليسوا تابعين لهم ، سرعان ما نري خيبة الأمل في عيونهم كلهم ، يالها من جلسة قاسية . إنه أحد سبوت عطلة نهاية الأسبوع.جالسين كما لو كان محكوم عليهم بالعزلة في هذا البهو ، حُكم عليهم بالإقامة الجبرية هنا بلا محاكمة وصدر الحكم بلا قاض. عبرت الطرقة ناظرا محييا إياهم يمنة ويسرة مكتفيا بابتسامة رقيقة قدر إمكاني هازا رأسي بانحناءة التقدير والإحترام .. رد بعضهم بابتسامة من واجب الأدب تعلوها مقلتان حائرتان وقد ملأ بعضها دموع شوق أو وحدة أو خيبة للآمال أو انهيار حلم كان في انتظار تحقيقه وطال الانتظار ... يالها من لهفة تلك النفوس المنتظرة في بهو الطابق الرابع أمام باب المصعد. رأيتهم كأشباح أو أجسام جالسة صامتة منحنية الظهر ، لعلها انحنت نتيجة أحمال ثقيلة أثقل من قدراتهم و احتمالهم ، ففيما مضي قد احتملوا أعباء الحياة من تربية أطفال وأحفاد، كانوا يواصلون العمل ليلهم بنهارهم كي تُدفع الفواتير . كي تقتات أفواه أطفالهم.وآلت نهايتهم بعد كل هذا العناء إلي الجلوس خلف جدران بهو الانتظار ، ويمر الوقت بطيئاً ثقيًلا ومازالوا في وضعيتهم المنحنية في انتظار أحد الأحفاد أو الأبناء أو أحد الأصحاب ربما يرق قلبه ويتذكر أن له صديقا نزيلا في الدور الرابع بتلك البناية. يقول أحدهم في صمت وهو يهز رأسة متعجبا " ظننت أنني هربت من هموم كنت أظنها مضت ولم يعد لها أثر ، ويالخيبة الأمل ضاعت الأيام ومرت السنون وذهب العمر ومازالت الهموم ملتصقة بنفسي وبنفوس كل من حولي ، فزادت من انحناءات الظهر يوما بعد يوم ، وتمر الدقائق في ذلك البهو كالدهر فاليوم سبت وقارب الانتهاء مع مغيب شمس الغروب وغدا الأحد ، من سيتذكرنا يوم الأحد ؟ إنه يوم صلاة ، وهل حينما تصلون يا مؤمنين تتذكرون من ليس له أحد في يوم الأحد ؟ أ ......
#سمير
#المطيعي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693331