سامح عسكر : العلمانية كثقافة وضرورة مرحلة
#الحوار_المتمدن
#سامح_عسكر من الملاحظ أنه وكلما عانت طوائف دينية من ظلم وقمع طوائف أخرى يستنجدون بالنظام العلماني ويرفعون كل شعارات ومبادئ الدول العلمانية في الفصل بين الدين والدولة وحقوق المواطنة والحريات وحقوق الإنسان..إلخ، مما يعني أننا أمام حالة نفسية تشعر بالاستضعاف وجدت ملاذها الأخير عند العلمانيين..حدث هذا في العراق..حين سيطرت الأقلية السنية على الحكم والوظائف في عهد صدام حسين فوجدنا رواجا للفكر العلماني والتحرري وقبول مبادئ المواطنة في كتابات علي الوردي وباقر الصدر..وغيرهم في المجتمع الشيعي، في المقابل حدث ذلك أيضا في مصر حين اقترب المسيحيون لدرجة التحالف مع التيار العلماني بشقيه الليبرالي واليساري على مستويات النخب والقاعدة الشعبية، ولا زالت آثار ذلك حدثت في شبه اندماج بين التيار العلماني والمسيحي العربي على مواقع التواصل، ومن أبرز مظاهر ذلك اشتراك آلاف وملايين المسيحيين العرب في صفحات مشاهير العلمانية بصفتهم المدافعين الأبرز عن حقهم في العيش والمواطنةوقد ترجم هذا التحالف بين الأقليات الدينية العربية والعلمانيين في موجة ثورات وتغيرات سياسية حدثت في مصر خلال يناير 2011 ويونيو 2013 كان اليسار العلماني فيها حليفا للأقليات الشيعية والمسيحية في ميادين التظاهر، بينما حين رفع ثوار سوريا شعارات طائفية ودينية ضد هذه الأقليات انحازوا آليا مع النظام ضد الثورة بصفته الجهة العلمانية الوحيدة التي تمثل مصالحهم ،بينما في البحرين حدث العكس..أي انحازت الأغلبية الشيعية – غير الحاكمة – لمطالب التغيير الليبرالية التي رفعتها جمعيات حقوق الإنسان واليسار البحريني مما أشعل ثورة شعبية استمرت في الشارع عدة شهور حتى فشلت بالقمع الملكي وإعلان دخول درع الجزيرة العسكري وهو الجيش العربي الممثل لمجلس التعاون الخليجي..من هذه المقدمات يتبين أن التيار العلماني العربي يمثل حجر الزاوية في العدالة الاجتماعية والسياسية، وهو الذي يحفظ توازن القوى الديني والسياسي في الشرق الأوسط التي تمارس فيه السياسة على أساس ديني.. وهو محور كل عمليات التغيير التي تحدث ..بيد أن التغيير في سوريا كان سيحدث بتيار علماني ليبرالي ضد استبداد بشار الأسد، لكن فور ظهور وغلبة الأحزاب الطائفية والجماعات الدينية وتكوينها جيشا مسلحا على أسس عقائدية انحرف هذا التيار وانشق لفريقين ذهب الأول منهم للخارج كي يقود الثورة بدعم الدول الأجنبية، بينما انكفأ الثاني في الداخل ليطلب حده الأدنى من التغيير مع الحفاظ على مقومات الدولة، وأبرز ممثل لهذا التيار المنكفئ داخليا والذي دعم الثورة في البداية هو الشاعر الكبير "أدونيس"ومن هذه المقدمات أيضا يتجلى لنا مظهرا إيجابيا وهو رواج الفكر العلماني بين المتدينين في الأقليات أو بين الأغلبية غير الحاكمة أو التي تشعر بالاضطهاد، ولولا تلك المقدمات ما نشط الفكر العلماني العربي خلال ال 40 سنة الأخيرة خصوصا في ظل الضربات القاتلة التي وجهت له على أيدي الجماعات الدينية – فرج فودة ونجيب محفوظ كمثال - ومؤسسات الدول العربية الباقية من العهد العثماني، لاسيما أن المادة الثانية المصرية كانت لها جذورا في المادة 149 ضمن دستور 23 المكتوبة تحت تأثير القوى الدينية الباقية من العهد العثماني، وهي المادة التي صنعت لاحقا أعتى قوانين الحسبة وبعض مظاهر القمع الديني والتمييز الطائفي في الدستور المستمرة حتى الآن.لقد حفظت العلمانية أقليات العرب الدينية من فكرة (الوطن البديل) فالمسيحيون بمصر حين يتعرضون للقمع والتمييز وتنشط ضدهم دعاوى الحسبة والشريعة يلجأون للكنيسة كوطن بديل يقدمون له فروض الطا ......
#العلمانية
#كثقافة
#وضرورة
#مرحلة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675041
#الحوار_المتمدن
#سامح_عسكر من الملاحظ أنه وكلما عانت طوائف دينية من ظلم وقمع طوائف أخرى يستنجدون بالنظام العلماني ويرفعون كل شعارات ومبادئ الدول العلمانية في الفصل بين الدين والدولة وحقوق المواطنة والحريات وحقوق الإنسان..إلخ، مما يعني أننا أمام حالة نفسية تشعر بالاستضعاف وجدت ملاذها الأخير عند العلمانيين..حدث هذا في العراق..حين سيطرت الأقلية السنية على الحكم والوظائف في عهد صدام حسين فوجدنا رواجا للفكر العلماني والتحرري وقبول مبادئ المواطنة في كتابات علي الوردي وباقر الصدر..وغيرهم في المجتمع الشيعي، في المقابل حدث ذلك أيضا في مصر حين اقترب المسيحيون لدرجة التحالف مع التيار العلماني بشقيه الليبرالي واليساري على مستويات النخب والقاعدة الشعبية، ولا زالت آثار ذلك حدثت في شبه اندماج بين التيار العلماني والمسيحي العربي على مواقع التواصل، ومن أبرز مظاهر ذلك اشتراك آلاف وملايين المسيحيين العرب في صفحات مشاهير العلمانية بصفتهم المدافعين الأبرز عن حقهم في العيش والمواطنةوقد ترجم هذا التحالف بين الأقليات الدينية العربية والعلمانيين في موجة ثورات وتغيرات سياسية حدثت في مصر خلال يناير 2011 ويونيو 2013 كان اليسار العلماني فيها حليفا للأقليات الشيعية والمسيحية في ميادين التظاهر، بينما حين رفع ثوار سوريا شعارات طائفية ودينية ضد هذه الأقليات انحازوا آليا مع النظام ضد الثورة بصفته الجهة العلمانية الوحيدة التي تمثل مصالحهم ،بينما في البحرين حدث العكس..أي انحازت الأغلبية الشيعية – غير الحاكمة – لمطالب التغيير الليبرالية التي رفعتها جمعيات حقوق الإنسان واليسار البحريني مما أشعل ثورة شعبية استمرت في الشارع عدة شهور حتى فشلت بالقمع الملكي وإعلان دخول درع الجزيرة العسكري وهو الجيش العربي الممثل لمجلس التعاون الخليجي..من هذه المقدمات يتبين أن التيار العلماني العربي يمثل حجر الزاوية في العدالة الاجتماعية والسياسية، وهو الذي يحفظ توازن القوى الديني والسياسي في الشرق الأوسط التي تمارس فيه السياسة على أساس ديني.. وهو محور كل عمليات التغيير التي تحدث ..بيد أن التغيير في سوريا كان سيحدث بتيار علماني ليبرالي ضد استبداد بشار الأسد، لكن فور ظهور وغلبة الأحزاب الطائفية والجماعات الدينية وتكوينها جيشا مسلحا على أسس عقائدية انحرف هذا التيار وانشق لفريقين ذهب الأول منهم للخارج كي يقود الثورة بدعم الدول الأجنبية، بينما انكفأ الثاني في الداخل ليطلب حده الأدنى من التغيير مع الحفاظ على مقومات الدولة، وأبرز ممثل لهذا التيار المنكفئ داخليا والذي دعم الثورة في البداية هو الشاعر الكبير "أدونيس"ومن هذه المقدمات أيضا يتجلى لنا مظهرا إيجابيا وهو رواج الفكر العلماني بين المتدينين في الأقليات أو بين الأغلبية غير الحاكمة أو التي تشعر بالاضطهاد، ولولا تلك المقدمات ما نشط الفكر العلماني العربي خلال ال 40 سنة الأخيرة خصوصا في ظل الضربات القاتلة التي وجهت له على أيدي الجماعات الدينية – فرج فودة ونجيب محفوظ كمثال - ومؤسسات الدول العربية الباقية من العهد العثماني، لاسيما أن المادة الثانية المصرية كانت لها جذورا في المادة 149 ضمن دستور 23 المكتوبة تحت تأثير القوى الدينية الباقية من العهد العثماني، وهي المادة التي صنعت لاحقا أعتى قوانين الحسبة وبعض مظاهر القمع الديني والتمييز الطائفي في الدستور المستمرة حتى الآن.لقد حفظت العلمانية أقليات العرب الدينية من فكرة (الوطن البديل) فالمسيحيون بمصر حين يتعرضون للقمع والتمييز وتنشط ضدهم دعاوى الحسبة والشريعة يلجأون للكنيسة كوطن بديل يقدمون له فروض الطا ......
#العلمانية
#كثقافة
#وضرورة
#مرحلة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675041
الحوار المتمدن
سامح عسكر - العلمانية كثقافة وضرورة مرحلة