الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فضيلة مرتضى : قصة قصيرة الهاجز
#الحوار_المتمدن
#فضيلة_مرتضى قصة قصيرةالهاجزكان صباح مظلم بغيمة سوداء فوق رأس القرية تنذر بمطر شديد وفاطمة لازالت في الفراش الدافئ تخفي رأسها تحت البطانية الصوفية لتؤخر ولو قليلآ نفسها للأنضمام الى وجبة الفطور مع الأسرة الصغيرة وعددهم ثلاثة أشخاص الأم والأب وهي ثالثهم. نادت الأم بصوت حنون _ ياالله قومي ياأبنتي الساعة قاربت السابعة صباحآ ,عليك أن تسرعي لكي تذهبي الى المدرسة. أشتمت رائحة الخبز الحار والقهوة سحبت نفسها من الفراش بتكاسل وهم قاتم جاثم على صدرها لملمت شعرها الأسود الكثيف على شكل كرة خلف رأسها وأدخلت دبوس التثبيت بين خصلاته لتمنع سقوطه على الظهر . جاءت الى المطبخ المطل على المزرعة العمومية ولم تكن كعادتها كل يوم ..لاحظت الأم أن أبنتها اليوم ليست هي التي تعرفها ,هي مرحة مليئة بالنشاط والحيوية ولديها روح الدعابة والضحك تعرفها منذ طفولتها والآن أبنة الرابعة عشر لم يمر عليها يوم كئيب همست الأم في أذن أبنتها دون أن ينتبه الأب لما يدور بينهما من الحوار._مابك عزيزتي_لاشئ ياأمي_ إذا لاشئ ولماذاكل هذه القتامة على وجهك_قلت لاشئ ياأميوهي تطرق برأسها وعلى وجهها علامات الحزن والقلق.أنضمت الى مائدة الفطور وبين فترة وأخرى تحملق في الفراغ كأنها تريد أن تصرح بشئ ولكنها تتراجع .عرفت الأم بفطرتها أن شيئآ ماحدث وأن فاطمة خائفة ومرتبكة . أكمل الأب فطوره وشأنه شأن رجال القرية خرج متوجهآ الى مكان عمله تاركآ الأم والأبنة ولكنه توقف قليلآ أمام باب المنزل المتواضع وألتفت تجاه زوجته وقال:_لاتزعجي البنت بالأسئلة الكثيرة دعيها تذهب الى المدرسة ولاتنسي أن تعطيها المصروف اليومي_نعم سأفعل أبو فاطمة وأنت في أمان الله.بكل نشاط تحركت المرأة نحو فاطمة تعيد عليها نفس السؤال بلهجة حادة لم تعهدها البنت قبلآهذه المرة نبرة السؤال كان ممزوج بالخوف وخارج من بين طيات العرف والتقاليد ومن تحت العبائات السود._أنطقي يابنتأنتصبت قامة فاطمة ورفعت رأسها ورمت نظرة صلابة مع شيء من الحزن._لاشيء ممايدور في رأسك ياأماه حين أعود من المدرسة سأخبرك حتمآ بكل شيء.خرجت مسرعة وهي بملابس بسيطة شأنها شأن أقرانها في القرية حيث معظمهم من طبقة بسيطة.قامت الأم بترتيب الفراش وتنظيف البيت وأعداد الطعام ولكن تتطلع الى السماء السوداء بين لحظة ولحظة وتهمس مخاطبة الرب :_يارب أجعل يومنا بردآ وسلامآ وأحمي فاطمة من كل شر وكل خطر.جلست وهي تضم ركبتيها الى صدرها وتلف ذراعيها حولهما وجسدها المنهك في ركن قريب من الباب فوق سجادة مهترئة ولكنها نظيفة تكاد ألوانها تختفي من كثرة الدعك بفرشاة التنظيف.كانت أم فاطمة أمرأة قوية البنية ونظيفة جدآ الى درجة الهوس .وقد أنجبت خمسة أبناء قبل ولادة فاطمة ولم يبقى لها سوى فاطمة كانوا الأبناء يفارقون الحياة منذ أول يوم من الوضع ولذلك كانت حريصة على حياة فاطمة وعلى سلامتها. ظلت مشدودة الأعصاب وشريط من الذكريات يعود بها الى سيرة حياة فاطمة فلا تجد فيها أي شيء يقلقها بهذا الشكل ولماذا هي اليوم قلقة؟فجأة زخت السماء أمطارآ غزيرة وبدأت تدخل الى البيت من خلال النوافذ المفتوحة , تحرك الجسد النحيل نحو النوافد لتغلقها وخرجت بسرعة نحو الباب الخلفي والى الفسحة الخلفية للمنزل لتسحب البساط المنشور على الحبل ,وبسرعة أنجزت كل المهام وعادت تجلس هذه المرة بجانب النافذة المطلة على الطريق العام وهي تقاوم ثقل الأنتظار_ياألهي متى تصل فاطمة لقد انهكني الأنتظار.وتارة تخاطب الرب_ يارب العواقب سليمة.مرت بذاكرتها يوم بلغت وأدركها الحيض وكيف كان يوم عصيب ل ......
#قصيرة
#الهاجز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690268