الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نوال فاعوري : آب ، شهر المغادرين الذين نسوا أن يودّعوا أحبابهم، والواصلين الذين لم يستقبلهم أحد
#الحوار_المتمدن
#نوال_فاعوري آب، لغُز الشهور الذي يكاد أن يتوسط العام، ويتذكره الجميع. تسقط كل الشهور من ذاكرة العالم، إلا أكثرها برداً/حراً، والذاكرة المثقوبة تتبخّر فيها الأحداث بسرعة. هذا الشهر من الأشهر القليلة التي تحمل مفاتيح الأحجية، وهدايا المسافرين، ولعنات السماء. شهر المغادرين الذين نسوا أن يودّعوا أحبابهم، والواصلين الذين لم يستقبلهم أحد، تبدو الأمور فيه على غير طبيعتها، ولم يكن العالم طبيعياً يوماً ما.7:02 amكانت السيجارة في طريقها للانتهاء، وكان حنظلة يستعد كي يلبس حذائه للمرة الأولى ويخرج للعالم الذي لا يعرف كيف يعيش رفاق المحجر والقلم. أصعب ما على الطغاة أن يواجهوه حُرُّ قرر أن يُغلق جيبه، ويفتح فمه، وأولئك الذين فعلوا ذلك هزّوا أركان الظلم الذي قامت عليه دول، وتربت عليه قيادات. كل الذين احتموا في ظل قلمهم حين واجهوا الموت نجوا لأن أرواحهم بقيت حية، أما أجسادهم فإنها قدمت الضريبة الطبيعية التي تُفرض على الأحرار، وأولئك المرهفون الذين يريدون نضالاً بلا أسْرٍ أو موت هُم محضُ مهرجين لا أكثر.7:05قبل 33 عاماً من تاريخ الأمس، نظر إلى ساعته، مشى قليلاً في مدينة الضباب التي لا يغادر سماءها، هكذا كانت تبدو لساكينها، وهكذا عاش فيها شرلوك هولمز الذي يعرف كيف يُمكن أن يتفرق دمُ الضحية بين المستفيدين. أعاد ترتيب ياقة الجاكيت الصيفي، تأكد من خلوّ الشارع، ثم سار بهدوء. يعرفُ الأحرار نهاية طريقهم التي يدفعون فيها مقابل حريتهم أشياء كثيرة، آخرها الروح، وأولها المشاكل التي تنتهي. كان حنظلة صداعاً للطغاة، كان أشبه بسمٍّ بطيء يتناولونه من محبرته التي لغّمها بالحرية، وكان عليهم أن يقتلوه أو يبتلعوه كنهاية لصداعهم وخوفهم. في كلا الحالتين سيموت الطغاة، فقط في حالة أن قتلوه سينتظرون قليلاً ليروا مئة ألف حنظلة، ومئة ألف محبرة سم، ليموتوا بعدها مئة ألف مرة !7:07وقف ناجي على ناصية أحد شوارع لندن، هادئاً كما كان دوماً، ثائراً كما كانت الحرية تقتضي، لا يحابي على حساب حرّيته أحد، وبندقية ريشته تفتح النار على الجميع لأن الحرية لا تتجزأ، والطغاة لا يتفرقون. يعلم ابن العليّ أن القلم الحر هو عدو للجميع، وأن الطغاة مهما تعددت أسماؤهم فإن دينهم واحد. رسم حنظلة آخر كاريكاتيراته في مسرح الجريمة التي طعنته في خاصرته. لطالما اغتالتْهُم ريشتُه في مقتل، ولطالما كان أصبع قدم حنظلة المتّسخة أنظف من كل وجوههم. كان عليه أن يوثّق بالدم مسيرة الثورة، والأدب، وكان عليه أن يرتاح أخيراً.لا يعرفُ الحمقى من العُتاة أن الموت في معادلة الأحرار يبدو عاملاً مساعداً، لا تنضج بدونه الحرية، ولا تنجب بغيابه الكرامة، ولا يعرفون أن الموت أيضاً نهايتهم، وإن طالت.7:15كان عرفات منتشياً في مكتبه بتونس وهو يسمع خبر غياب ريشة ناجي، تناول قدحاً من البيرة الممزوجة ببعض الأناناس، وكذلك شرب معه قوادو منظمة التحرير. فعل صدام وقائد مخابراته ذات الأمر، إسحق شامير وناحوم أدموني رئيس الموساد ونخبة من ضباط المخابرات الخارجية الصهيونية الذين سهروا في تلك الليلة حتى الصباح، ومثلهم فعل فهد، حسين، وحافظ. كل الطغاة كانوا مستفيدين من موت ناجي، وكلهم فرحوا بالانتصار الجزئي في تلك المعركة، لكنهم جميعاً خسروا الحرب في النهاية.رسم ناجي 40 ألف رسمٍ كاريكاتوري، كانت كافية فيما يبدو لأن يُشعل شعبه 40 ألف ثورة، لكن بعد رُبعٍ قرنٍ مما حدث في أحد شوارع لندن فإن شعبه جمع رسوماته، ثم أشعل بها ناراً يتدفأ عليها، منتظراً إنسانية العالم كي تجود عليه ببعض الفتات، وقبل أن ينفضّ القوم من أمام ......
#المغادرين
#الذين
#نسوا
#يودّعوا
#أحبابهم،
#والواصلين
#الذين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686512