الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالرزاق دحنون : هل تُعلِّق على جدار غرفتك صورة فيدل كاسترو؟
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون يفتتح المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه كتابه "حياة الصورة وموتها" بحكاية طريفة ومعبِّرة. تقول الحكاية: في أحد الأيام طلب أحد أباطرة الصين من كبير الرسامين في القصر الامبراطوري محو الشلال الذي رسمه في لوحة جدارية لأن خرير الماء كان يزعجه ويمنعه من النوم. الإحساس بصوت خرير الماء المتدفق بغزارة وقوة شلال هادر في اللوحة الجدارية والذي منع الامبراطور الصيني من النوم ملء جفنيه، هو ذات الإحساس الذي دفعني لتأمل صورة فيدل كاسترو النادرة والتي رافقتني وأنا في أول سن الشباب حيث صادفتها على جدار غرفة اخي في زيارتي الأولى لمدينة دمشق صيف عام 1977، أنا القادم من بلدة ريفية صغيرة في الشمال السوري. في ذلك الصيف أنهيت اختبارات مرحلة التعليم الإعدادي-الصف التاسع-بنجاح، وأراد والدي مكافأتي، فأرسلني لزيارة أخي الكبير الذي يدرس الصيدلة في جامعة دمشق. حمَّلني الأهل حقيبة مُتخمة بما لذَّ وطاب من لحوم مشوية ومطبوخة-حتى لا تفسد نيئة في الطريق الطويل التي سيقطعها الباص من إدلب إلى دمشق- وكبّة بأصنافها وسمبوسك ولحم بعجين وحلويات، لذا كانت الحقيبة ثقيلة على ذلك الفتى الذي كنته في تلك الأيام. وحين وصلت بعد جهد جهيد إلى الغرفة التي يسكنها أخي في سفح جبل قاسيون، وأذكر ما أزال أنها في بيت شامي قديم في زقاق قريب من جامع ضريح شيخنا الأكبر مُحْيي الدين بن عربي. رأيتُ على أحد جدران الغرفة صوراً لشخصيات لا أعرفها، لفت نظري صورة في حدود الأربعين سنتمتراً طولاً والعشرين سنتمتراً عرضاً. يلفُّ سوادها بياض في الوسط كأنه هلال في ليل، أظهر المصور حرفيَّة عالية في عمله، أضاء حواف الوجه من الأمام بنور باهر وترك الباقي في سواد حالك، ثمَّ التقط الصورة من جانب الوجه الأيسر. تتأمل الصورة ملياً، فتشك أول الأمر، هل هي صورة شخصيَّة أم لوحة تشكيلية لرسام حديث؟ تكتشف بعد حين أنها صورة شخصية مذهلة فعلاً. سألتُ أخي من يكون صاحب الصورة، فقال: فيدل كاسترو، ألا تعرفه؟ نعم، لم أكن أعرفه، وخجلت أن أسأله ماذا تعني عبارة "فيدل كاسترو" مما زاد في غُمُوض الصورة البارعة. تركت الصورة تأثيراً عميقاً في مُخيلتي، ثمَّ رحتُ أبحث عمَّا قصد أخي من تسمية الصورة فيدل كاسترو. فاكتشفتُ أنه أحد أشهر الشخصيات السياسية في القرن العشرين. قاد ثورة مسلحة في جزيرة قصب السكر في الكاريبي إلى جانب رفيق دربه الثائر الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا. وها نحن بعد ستين عاماً على تلك الثورة نسأل هل تغيرت الصورة في جزيرة قصب السكر؟ بقيت صورة فيدل كاسترو هذه في مكتبتي بمدينة إدلب في الشمال السوري بعد أن شردتنا الحرب الضروس التي طحنت رحاها البشر والشجر والحجر. وفي الذكر الستين لانتصار الثورة الكوبية تذكرت الصورة، رحت أبحث عنها في محركات البحث على "الإنترنيت" شبكة المعلومات العالمية، لعل وعسى أصل بطريقة ما إليها. كانت فرحتي عارمة حين لمحت الصورة في أحد المواقع الأجنبية التي تجمع الصور. نعم هذه هي الصورة التي أتحدث عنها. عن جد سُررتُ بها كثيراً. مات فيدل كاسترو وترك كوبا متمسكة بخيارها الاشتراكي، فقيرة، محاصرة، يبحث الشباب فيها عن الحرية في شوارع هافانا، وربما العجائز أيضاً، نعم، الناس فيها إلى اليوم يحصلون على مخصصاتهم الشهرية من بيض الدجاج بموجب قسيمة خصصتها لهم الحكومة الثورية.في هذا المقام لن أذهب بعيداً فقد قيل الكثير عن التجربة الاشتراكية في جزيرة قصب السكر. ولكنني سأتابع رحلة السيارات القديمة التي استغرقت في سيرها البطيء في شوارع العاصمة هافانا عقوداً من السنين. سأذهب معها-إن استطعتُ ذلك- إلى تفاصيل الحيا ......
ُعلِّق
#جدار
#غرفتك
#صورة
#فيدل
#كاسترو؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690780