الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد علي مقلد : من مدرسة الحطب إلى السوربون
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_مقلد بدأت حياتي الدراسية في مدرسة القرية. أربعة صفوف في غرفتين تابعتين للكنيسة ( الأنطش)، التدفئة على الحطب وعلى كل طالب أن يحمل معه في صباحات الشتاء الباردة قطعة حطب. أستاذان، وفي بعض السنوات، استاذ واحد. أذكر أنني كنت في الابتدائي الثاني، وكان أستاذ من آل عواد يعطي حصة في الغرفة التي أنا فيها، فكلفني أن أنتقل إلى الغرفة الثانية لأتلو نص الإملاء على طلابها من الصفين الثالث والرابع.عام 1958 ،كنت في الابتدائي الرابع، الصف الأخير الذي تتسع له مدرسة القرية. كنا ندور على بيوت القرية ونرتل نشيداً جماعياً بمناسبة عيد الفصح، فنقف أمام باب البيت، مجموعتين متقابلتين، تحملان ورقة طويلة ملفوفة بعناية، كل مجموعة تقرأ من ناحيتها النص ذاته المكتوب في الاتجاهين. ينتهي ما يشبه النشيد، يعاد لف الورقة الطويلة بعناية، وننتظر الهدية، بيضة أو أكثر نضعها في سلة ونقدم الغلة عيدية لأستاذ المدرسة قبل عطلة الربيع المدرسية.ذات عام كانت سلة البيض من نصيب أستاذ مسلم من جون اسمه سامي عيسى، وفي عام آخر من نصيب الياس عواد الأستاذ المسيحي من قرية روم. كانت مجرد صدفة أن يكون كل منهما من قرية تشبه قريتي بتنوعها الديني. مسلمون شيعة ومسيحيون. في تلك الفترة كانت في قريتي كنيسة واحدة للموارنة والكاتوليك وجامع واحد. بعد الحرب الأهلية شيد الموارنة كنيسة خاصة بهم وشيد أحد المتمولين العرب جامعاً ثانياً، فضلاً عن تشييد قاعتين حسينيتين، تولت لجنة حقوق المرأة اللبنانية جمع التبرعات لبناء إحداهما الخاصة بالنساء، أما قاعة الرجال فقد تولى بناءها الحاج أحمد فرحات على نفقته.في طفولتي الأولى حملتني إحدى صديقات والدتي من السيدات المسيحيات وأشركتني بطقوس الزياح في الكنيسة، كمساعدة على علاجي من التهاب اللوزتين الدائم. وافقت والدتي على ذلك لا لرغبتها بتأمين العلاج فحسب، بل لأن فهمها للمعتقدات الدينية، وهي التي كانت تمارس كل طقوس العبادة وتحيي مجالس العزاء في منزلها لأنها كانت الوحيدة من بين أترابها التي كانت تتقن الكتابة والقراءة، جعلها تميز بين الإيمان والطقوس. ذات يوم جاءتها سيدة مع سكين لتعقد لسان الوأش، أي الوحش، فأخذت تتمتم وتنفخ على السكين وتغلق نصابها قليلاً وراء كل تمتمة، وحين انتهت أعادت السكين إلى صاحبتها وطلبت منها ألا تفتحها إلا في الصباح. سألتها عما حصل، فقالت إن عنزة صديقتها تخلفت عن القطيع ويخشى من أن يفترسها الوأش، وهو الذئب في تلك الأيام، فقرأت على سكينها آيات من القرآن. قلت لها لكن السيدة مسيحية لا مسلمة، قالت لي يا بنيّ، لن تنجو العنزة، إن نجت، بفعل الآيات، الإيمان هو الأهم. في أحد الأيام، قادنا أحد الكسالى إلى إضراب لم أعد أذكر ذريعته ونلت في اليوم التالي عقاباً خفيفاً، بضع ضربات على باطن الكف (أو على قفا الكف بحسب قسوة العقاب) من قضيب رمان كنا نحن الذين نأتي به إلى أستاذنا. في العام التالي صرت تلميذاً في مدرسة عربصاليم بأستاذيها مصطفى مغنية وعبد الهادي نور الدين. استاذان بقيت حريصاً على التعامل معهما كأستاذين لي وعلى زيارتهما، حتى بعد أن صرت زميلاً لهما في التدريس غداة تخرجي من دار المعلمين، وبعد أن غادرت التعليم الابتدائي إلى الثانوي ثم الجامعي . كان على من يريد متابعة الدراسة في المرحلة المتوسطة أن ينتقل إلى النبطية ، إلى مدرسة سميح شاهين التكميلية. هذا ما فعله أخي عاطف وخالي شبيب والعديد من أترابهم في إقليم التفاح. نجحت في امتحانات السرتفيكا، في السنة التي تم فيها تعيين شقيقي عاطف مدرّساً في مدرسة جباع الرسمية، التي كانت قد افتتحت المرحلة التكميلية من الدراس ......
#مدرسة
#الحطب
#السوربون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729801