أحمد امزيود : قصة قصيرة -وحدة نقابية
#الحوار_المتمدن
#أحمد_امزيود دلف بهدوء قاعة مركز الانتخاب، توقف برهة، ألقى تحية صباحية على أعضاء المكتب ومساعديهم، القابعين بكراسيهم خلف طاولة عريضة؛ رُصَّتْ عليها أكوام ورقية بيضاء منضودة بقوائم أسماء المرشحين، تعلوها هويات بصرية لهياتهم التنظيمية وغير بعيد وُضِع صندوقٌ زجاجي.بخفة يد غير معهودة فيه، التقط من كل صف ورقي لائحة، وعيون اللجنة تَرقبه صامتة كأن على رؤوسها الطير. هَمَّ بالانصراف، ينبِّهه رئيس المكتب بان لا ينسى أخذ الظرف أيضا.جر الستار الأسود للمخدع الخشبي، توارى منعزلا بنفسه، بسط اللوائح الستة فوق المنضدة وراح يُقَلِّبُ بصره بينها ذات اليمين مرة وذات اليسار مرات، وعقله لم يرْسُ على قرار أخير. لكن علي أن أختار هكذا أسر لي ليلة الانتخاب، ثم أردف القول: ‘إن الفشل والخيبة لا تحدث بسب الاختيار الخاطئ، بل مردُّها عدم الاختيار أرجع البصر كرتين، يرفع هذه القائمة بيمناه، ويضع الأخرى بيسراه، يتأمل الثالثة ويقارن بين الرابعة والخامسة، يقرأ الأسماء المُدَونة على السادسة، فقد بدت له مألوفة وحميمة؛ تحفظها ذاكرته وإن لم يتعرفها كلها، هذا سعد الإنسان الخدوم، وتلك أمينة النشيطة جارة السّكن، وأيمن زميل العمل، صاحب الابتسامة، وأكرم صديق الطفولة، فإن تفرقت هنا شيعا صباحا، فالمساء يلمها، قفزت صورهم ماثلة أمامه تدعوه لحظة الحسم.فما أقساه من اختيار حين يجابهك بأمرين كلاهما حق وعدل! فما العمل؟ تساءل.ترك الظرف ينزلق من بين أصابع يده عبر فتحة صندوق الاقتراع، وقع في خانة مقابلة لاسمه بلائحة الناخبين ثم غادر لا يلوي على شيء!°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°خارج القاعة، كان يحيي بعضا من الأصدقاء المنتظمين في طابور طويل؛ ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم؛ يرسم شارة النصر بسبابة وإبهام لا زال المداد يغطيه وهو يهتف: عاشت الوحدة النقابية !! ملحوظة: تقرير اللجنة، بعد الفرز، تضمن الإشارة إلى حالة تصويت واحدة ملغاة! ......
#قصيرة
#-وحدة
#نقابية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722076
#الحوار_المتمدن
#أحمد_امزيود دلف بهدوء قاعة مركز الانتخاب، توقف برهة، ألقى تحية صباحية على أعضاء المكتب ومساعديهم، القابعين بكراسيهم خلف طاولة عريضة؛ رُصَّتْ عليها أكوام ورقية بيضاء منضودة بقوائم أسماء المرشحين، تعلوها هويات بصرية لهياتهم التنظيمية وغير بعيد وُضِع صندوقٌ زجاجي.بخفة يد غير معهودة فيه، التقط من كل صف ورقي لائحة، وعيون اللجنة تَرقبه صامتة كأن على رؤوسها الطير. هَمَّ بالانصراف، ينبِّهه رئيس المكتب بان لا ينسى أخذ الظرف أيضا.جر الستار الأسود للمخدع الخشبي، توارى منعزلا بنفسه، بسط اللوائح الستة فوق المنضدة وراح يُقَلِّبُ بصره بينها ذات اليمين مرة وذات اليسار مرات، وعقله لم يرْسُ على قرار أخير. لكن علي أن أختار هكذا أسر لي ليلة الانتخاب، ثم أردف القول: ‘إن الفشل والخيبة لا تحدث بسب الاختيار الخاطئ، بل مردُّها عدم الاختيار أرجع البصر كرتين، يرفع هذه القائمة بيمناه، ويضع الأخرى بيسراه، يتأمل الثالثة ويقارن بين الرابعة والخامسة، يقرأ الأسماء المُدَونة على السادسة، فقد بدت له مألوفة وحميمة؛ تحفظها ذاكرته وإن لم يتعرفها كلها، هذا سعد الإنسان الخدوم، وتلك أمينة النشيطة جارة السّكن، وأيمن زميل العمل، صاحب الابتسامة، وأكرم صديق الطفولة، فإن تفرقت هنا شيعا صباحا، فالمساء يلمها، قفزت صورهم ماثلة أمامه تدعوه لحظة الحسم.فما أقساه من اختيار حين يجابهك بأمرين كلاهما حق وعدل! فما العمل؟ تساءل.ترك الظرف ينزلق من بين أصابع يده عبر فتحة صندوق الاقتراع، وقع في خانة مقابلة لاسمه بلائحة الناخبين ثم غادر لا يلوي على شيء!°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°خارج القاعة، كان يحيي بعضا من الأصدقاء المنتظمين في طابور طويل؛ ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم؛ يرسم شارة النصر بسبابة وإبهام لا زال المداد يغطيه وهو يهتف: عاشت الوحدة النقابية !! ملحوظة: تقرير اللجنة، بعد الفرز، تضمن الإشارة إلى حالة تصويت واحدة ملغاة! ......
#قصيرة
#-وحدة
#نقابية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722076
الحوار المتمدن
أحمد امزيود - قصة قصيرة -وحدة نقابية!!