الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أحمد جدعان الشايب : الصرخة.. وعناق الأرض...... قصة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب النهار يوزع آلامه ومآسيه وتعاسته.. ينسل خيوط الأماني بفظاظة ورتابة.. لا خبر يفرح نفسي المتشبثة ببقايا أمل مهيض.. قتل وهدم وحرق وجوع.. وقمع وإلغاء.. أمن أجل هذا خلقنا؟.جرجرتُ ساقيّ منهكا.. وأنا أستعيد ما نثره الشارع في أذني.. وما قرأت من أخبار على صفحات الجرائد.. يتسرب إلى رأسي صداع ضاغط رويدا رويدا.فشلتْ محاولات زوجتي لتخفيف الآلام التي تهاجم عينيّ.. أحسست ستنبعث منهما لهيبا.. أضغطهما بأصابعي.. الصداع يتصاعد وينتشر.. وتتجه حالتي نحو الأسوأ.. خشيتُ أن يصيبَني عمى فلا أقدر التمييز بين الأشياء.لم أستطع الاقتراب من طعام العشاء.. تمدّدت.. صرت أهز برأسي أخضّه خضّا ليخفّ بركانه.. أسرعتْ زوجتي تلف فوطة حول رأسي.. شدّتها بقوة وعقدتها في جبهتي.. ثم غطّتني وأبعدتْ عني الضجيج.. فأغمضتُ عينيّ وسرعان ما انتقلتُ إلى ملكوت آخر.. ابتعدتُ كثيرا عن أرضنا.. ورحبتْ بيَ النجوم.. صرتُ أراقب من مكاني كل شيء.. شاهدتُ بحرا عظيما يصطخب.. ضحكتُ حين تصورتُ نفسي أهبط إلى عمق قاعه.. لأتعرف على جميع مخلوقاته الملونة.. ولن يأتي قرش مفترس ليلتهمني.. لأني هنا في حماية أحد ما.. لا أدري من.. لكن الحيات والحيتان والأسماك والمخلوقات المائية.. ستصادقني وتحافظ عليّ. لا أمتلك قناعا للغطس.. وليس لديّ غلاصم.. فكيف أكون تحت الماء الأجاج أكثر من دقيقة؟.من برجي العاجي نقلتُ نظري نحو اليابسة.. ها هي بلاد جميلة.. وها هو ضياء ينبعث منها على شكل دفقات متتالية.. ينير كل أطراف الدنيا.. لا أرى حركة ولا ضجيجا. وها هو الشارع الرئيسي يبدو هادئا.. تدخل سيارة تحمل بعض العسكر.. تسير بعصبية.. كأنها تبحث عن شيء.. ثم غزا نفوسّ العساكر سيلٌ من مشاعر الاطمئنان.. لعدم وجود أحدٍ يعيق طريقهم.. راقبتها من ملكوتي باهتمام ولهفة.. العساكر مدجّجون بالأسلحة والقنابل.. تُرى ماذا يجري هناك؟.تهادت السيارة بخيلاء.. وظل بابها الخلفي مفتوحا.. انعطفتْ في نهاية الشارع فغطستْ في حاجز من الحجارة التي تتخللها ألسنة اللهب الداكن.. الناتج عن احتراق عجلات قديمة.انهالت فجأة حجارة كثيفة على مقدمة وجوانب ومؤخرة السيارة.. برشقات متلاحقة.. فتوقفتْ عن الحركة.. وبدأتْ عجلاتها وأشياء أخرى قابلة للاشتعال.. تساعد النار التي احتوتها وخبّأتها بين أذرع اللهب الممتدة في الفضاء.. كأنها ترفض أن تكون بردا وسلاما.لحظتها قفز الضابط والسائق والجنود.. ابتعدوا بين كثافة القذائف الصخرية من كل صوب.. وخلال مدة قصيرة كانت سيارات النجدة والجرافات والإطفاء قد حضرت.. وحين أبعدتْ السيارة المحترقة.. وأطفأت النار وأخلت الشارع.. بدأت قذائف الرصاص والمطاط والغاز تملأ الفضاء والساحات.. وخلال لحظات لم يبق في الشارع واحد لتأخذه الدورية وتقتص منه.انقض العساكر على الحي القريب.. مشّطوا البيوت.. وليس لديهم أسماء محددة لتوجيه التهمة إليها.. فقرر الضابط ومساعدوه القبض على بعض الموجودين في بيوتهم.. ووقع اختيارهم على مصطفى حلاوة وأخيه محمود.. لو جود أكوام من الحجارة القديمة ومجموعة من الإطارات المطاطية المهترئة.. وصفائح كيروسين في داخل الحوش الذي يعيشان فيه مع أمهما.. أبوهما يعيش في المعتقل منذ عشر سنوات.. ومنذ خمسين سنة حمل جدهما بندقية ولم يعد إلى عائلته حتى اليوم.. قفز مصطفى بضعَ خطوات واختفى.. لم يجد العساكر غير محمود.. جرّوه إلى السيارة ولجأت أمه إلى بيت أخيها.. ثم فجروا الحوش بما فيه.التفّت النساء حول أم مصطفى من جميع البيوت في الحي.. تعاظمت صدورهن بالحجارة المندسة حول الأثداء.. وتهامس الرجال.. حملوا الحجارة في أحجارهم وأكفهم ولقمو ......
#الصرخة..
#وعناق
#الأرض......

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729583