الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثالثة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#1635بطبيعة الحال لم أربي لحيتي ولم ألبس جلبابا، فلا أعتقد أن إلها بهذه القوة والمهابة يهتم بهذه التفاصيل المزرية، ولكنني اشتريت قرآنا وإنجيلا ونسخة من التوراة وبدأت محاولات التقرب. بدأت أول ما بدأت بما يسمى ببيوت الله. لأسابيع طويلة كنت أرتاد الجامع يوم الجمعة والكنيس أو معبد اليهود يوم السبت والكنيسة يوم الأحد، وأقرأ التعاويذ والصلوات والأوراد والتسابيح بطريقة منتظمة محاولا قدر الإمكان إيصال الطلب ومحاولة الحصول على رد بالإيجاب لتحديد موعد المقابلة الصحفية التي يعتمد عليها مستقبلي ومستقبل الجريدة والعاملين بها. لم أترك شيئا للمصادفة إذا، وحاولت أن أطرق على كل الأبواب وكل الوسائل التي لها علاقة من قريب أو من بعيد بالمهمة والتي لها ولو جزء يسير لفرصة النجاح. فكتبت بخط يدي ورقة موجهة إلى "الله" وأرسلتها إلى صديق لي في مدينة القدس ليضعها في أحد شقوق حائط المبكى، ولكونه ملحدا ولا يؤمن بهذه الخرافات على حد قوله فقد كلف أحد الحاخامات الذي يعرفه بوضع الرسالة في صندوق البريد. واستمر الإنتظار زمنا طويلا دون نتيجة تذكر، مع مواصلتي للكتابة في صفحتي الأسبوعية "شبردق". غير أنه بدل الكتابة عن البطالة أو المشاكل العديدة التي يعانيها العمال عموما والمهاجرون بالذات من الإستغلاال والعنصرية والفقر وسوء السكن والعلاج إلخ، بدأت سلسلة مقالات عن البيئة، كيفية الحفاظ على نظافة مدننا الجميلة وشواطئنا الرائعة، كيفية تشجيع زراعة الأشجار وأهمية النخلة ودورها في تكوين شخصيتنا، وكذلك موضوعا عن التين الشوكي وأهميته الإقتصادية وكيفية الحفاظ على هذه الثروة وتطويرها، وكتبت أيضا عن الحلفاء وعن العديد من النباتات البرية التي في طريقها للإنقراض، وكذلك عن الجراد والجرابيع ونبات الحنضل .. إلخ.أستمر الوضع هكذا عدة شهور، فكرة محاورة الله كانت في البداية مجرد لعبة فكرية لغرض صحفي، ولكن مع الوقت أنتابني نوع من القلق الوجودي شبيه بقلق كييركجارد، والذي تحول تدريجيا إلى نوع من الشك، ليس شكا ديكارتيا منظما من أجل المعرفة، ولكن نوع من الشك القلق كشك القديس أوغسطين أثناء محنته الروحية التي قادته في النهاية إلى الإيمان. واستنتج أن الإيمان ضروري لتعقل العالم "أؤمن وستفهم، الإيمان يسبق، والذكاء يتبع". ربما فقط في المجال الديني يوجد هذا الحل النهائي الذي تبحث عنه البشرية، حيث يمكن للإنسان عن طريق الإيمان اللاعقلي، الإيمان بدون أي ضمان، بدون أي أمان فكري أو روحي، يمكن بواسطة حركة الإيمان العبثي أن يوجد أمل ضد كل أمل أو رجاء، هذا فقط يمكن أن ينقذ الإنسان من العبث وأن يتمكن من الوصول إلى شاطئ الأمان. وتذكرت مقولات القديس أوغسطين "لا تنظر للخارج، انظر إلى داخل نفسك؛ ففي قلب الإنسان يسكن الحق". وأدركت أنه لو كان الإنسان ملاكًا أو وحشًا او حيوانا، فإته لن يعرف القلق أبدا. لكن كونه توليفة مركبة من الإثنين، فهو قادر على معاناة القلق، وكلما كان قلقه أعمق كلما أزدادت إنسانيته. فماذا لو كان الله يوجد حقا، وأنني عشت طوال حياتي جاهلا لهذه الحقيقة، ماذا لو أن العقل والعلم والمنطق ماهي إلا أوهام وأحلام نسجها الإنسان من قلقه وعذابه، وأنه لا بد لنا من زلزال فكري ليوقظنا من غفوتنا الطويلة ؟ ورغم هذه التساؤلات وهذا الشك فإنني لم أستطع أن أتخذ قرارا بالتوقف عن محاولة التواصل مع الله. وفي جميع الأحوال يجب مواصلة المشروع العبثي، ذلك أن وجود الله أو عدم وجوده لن يغير شيئا من عبثية المهمة. وفي نهاية الأمر أدركت فشل محاولاتي البائسة وكدت أفقد الأمل وأنتابني نوع من الإحباط الفكري وأدركت أنه يجب أخذ الأمور من ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الثالثة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759322