الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ماجد صفوت استمالك : مجذوب القرية
#الحوار_المتمدن
#ماجد_صفوت_استمالك تمشينا معا بجوار النهر علي مشارف القرية وفي فخر حكي لي الاتي: "أحيا في قرية بالصعيد الجواني ... أحب قريتي وأحب أرضها ونهرها و ناسها و بيوتها و مجذوبها ... شوارع قريتي ترابية دافئة اعرفها جميعا بمبانيها الطينية باهتة اللون صغيرة الحجم المتراصة بجوار بعضها علي جانبي الطريق إلى فكأنها حجرات لمنزل واحد كبير تسكنه اسرة واحدة ؛ ونحن كذلك بالفعل فكل واحد من قريتي - كبير او صغير - يعرف كل فرد فيها ، يعرف اسمه و نسبه و انتسابه و انسباءه ... يعرف ماضيه و ما حدث فيه ... و يعرف حاضره واحداث يومه ... يعرف تشابك الانساب بين العائلات و ارتباطات المصالح بين الافراد ، قد تري ان هذا قدر كبير علي العقل ان يدركه وهو بالفعل كذلك ، خاصة عندما تعرف ان عدد الافراد لدينا ليس بقليل ، ولكن بسبب جلسات سمار الليالي - التي تعقد يوميا و تدور فيها الأحاديث و تدار فيها الاحداث عن كل شيء و عن كل فرد - نتذكر كل شيء فلا خبر منسي ولا سيرة مفقودةهذا عن بيوت قريتي و ساكنيها أما عن نهرها و ارضها فالنهر جاف ، يفيض بالماء مرة واحدة في السنة و يغادرنا طوال العام ، و الارض شحيحة نزرعها مرة واحدة في السنة مع الفيضان و نجمع قطافها لنقتات به حتي الموسم التالي ، و عند انتهاء الحصاد لنا عادة ان نجتمع و نحتفل و يتم توزيع الثمار بالتساوي بين الجميع ... قريتي لا تعرف الظلم فنجمع كل المحصول من كل الارض و نتقاسمه فيستلم كل فرد حصته من الحصاد و يتغذي منها ويكون مسئول عنها حتي الموسم التالي ، اذا لم يقتصد فيها و نفذت أو اذا لم يحافظ عليها و ضاعت او فسدت بقي جائعا لا يعرف الشبع طوال العام وهناك من عاشوا عمرهم كله بمعدة خاوية ، نعرفهم و نسمع سيرتهم من وقت لأخر في جلسات السمار تلك هي قريتي بأرضها و نهرها و هؤلاء هم ناسها بقي فقط أن أحكي لك عن مجذوب قريتي ، فلكل قرية مجذوبها ولكن مجذوبنا كان أولهم و قريتنا هي اساس المجاذيب ، هو في الاصل شخص عادي مثلنا وجدناه ذات يوم وقد انفرط عقله و انجذب للنور و الحق وبقي مجذوب ... ترك عمله في الحقل و سكن في كشك خشبي بجوار النهر ، وصار يظهر قليلا بين الحقول يتجول بلا هدف واضح يعطي الاقوال و الامثال و يقضي بقية يومه عند النهر ولا يشترك في جلسات السمار الا مرة واحدة كل عام عند الحصاد يحضر توزيع الحصص و يشجع أصحاب الهمم ، يشجعهم علي الاستمرار في العادة التي أسسها هو منذ سنوات عند بدء انجذابه ، حينها كان كل فرد يحتفظ بحصته لنفسه يقتات عليها فيقتصد فيها حتي لا تنفذ و يستنفذها حتي لا تتبقي عندما يحل موسم الحصاد التالي و يحين موعد التجديد ، علمنا المجذوب انه من الواجب نقتسم جزء من الحصاد و نلقي به للنهر فلا يليق بنا أن نبخل علي مصدر الحياة في قريتنا بعد أن فاض علينا بالخير منذ أن وعينا علي الدنيا ، و اختلفت الاراء و تباينت و استقر الرأي علي ان نتقاسم الحصص كالمعتاد و من أراد أن يلقي للنهر فيقتطع من حصته و يلقيها بنفسه ، وقد كان ... و بدء أهل العزة بتنفيذ وصية المجذوب الذي قال ان في ذلك خير أكثر في المستقبل ، حيث سَيَرُد إلينا النهر هذا الكرم أضعافا ، ولاقي فعلهم هذا استحسان في جلسات السمار حيث سيفيض الخير علي الكل لا علي المشاركين فقط ، و شيئا فشيئا اقبل الناس علي المشاركه واقتطع كل منهم جزء من قوته و القاه للنهر في تفاخر و انتظر جلسات السمار ليقص لهم مقدار كرمه تحولت جلسات السمار الي بالتدريج من التفاخر الي استهجان البخلاء شحيحي العطاء الذي فضلوا امتلاء بطونهم علي خير قريتهم ... قريتي تسودها العدالة ، إن كان الخير القادم سيكون للجميع ف علي الجم ......
#مجذوب
#القرية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734689