الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جعفر المظفر : فشافيش*
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر وسأقول أن الحديث عن ثقافة الأسيجة يبقى مهما بقدر إرتباطه بطبيعة المتغير في الخطاب المجتمعي والسلطوي للدولة العراقية على مختلف أنظمتها, وفي عهد صدام فقد قُدر للأسيجة أن ترتفع تديجيا للتخفيف من غارات اللصوص الذين غالبا ما كانوا يعجزون عن الوصول السهل إلى خزائن الدولة فيستسهلون الوصول إلى خزائن الناس.وفي هذا الإتجاه أعاود حكايتي وسأخبركم إنني لم أقتنع في البداية بقصة إقتناء كلب حراسة الذي نصح به صاحبي لأن مسؤولية متابعته ستلقى على عاتقي, وأنا لم أكن في وضع يسمح لي بذلك, لا من ناحية الوقت ولا من ناحية المزاج, بالإضافة إلى صعوبات أخرى ومن ضمنها الخوف من الكلب على الجيران أو على زوار البيت خاصة من صديقات زوجتي, وحيث النساء كما هو معروف يمِلْن إلى القطط ولا يمِلْن إلى الكلاب من النوع الجرمان شبرد !أما جاري في البناية حيث عيادتي وهو المحامي وضاح الشيخ الذي كان في فترة مديرا للحاكمية وهي مقر تحقيق لجهاز المخابرات العراقية في منطقة ال52فقد نصحني بكهربة القفص الحديدي, وسأعود للحديث عن ضاح الشيخ في وقت آخر وكلما سأذكره عنه الآن أنه كان فُصِل من جهاز المخابرات وتفرغ لعمله كمحامي, وقد أخبرني أنه إرتاح وأراح بعد أن كهرب قفصه, لكني رأيت أن نصيحته سوف تؤدي إلى إنقراضنا قبل أن ينقرض اللصوص فمن سيضمن لي أن أطفالي لن يكونوا ضحايا للكهربة, ثم أن ضمان وجود التغذية الكهربائية لم يعد سهلا وبإمكان اللصوص أن يحفظوا جيدا مواعيد القطع الكهربائي على إختلاف المناطق.المهم أن الذي حذرني منه الصديق قد حدث فلقد عاد اللصوص إلى سرقة داري بعد أن إستعملوا تكنيك الإسفنج المضغوط ورفع قطعة التسليح الحديدي لأحد النوافذ برافعة السيارة وبالحجم الذي يكفي لإخراج الغنائم.في الغزالية حيث كنت أعيش حدثتني سيدة صديقة كانت تسكن على مقربة من داري أنها وبعد أن تعرضت إلى غزوة لصوصية من النوع الثقيل بعد أن أفاقت من النوم هي وزوجها وأولادها لتجد اللصوص يقفون على مقربة من رؤوسهم شاهرين أسلحتهم طلبا لما خف وزنه وغلا ثمنه, أخبرتني أنها قررت, وسيرا على المثل الذي يقول يا روح ما بعدك روح, وألف جبان ولا الله يرحمك, أن لا تتشاطر على اللصوص وأن تضع ما تبقى لها من الذهب والدولار في مكان بارز لكي لا تتعرض عائلتها إلى خطر الإفناء في أثناء البحث عن الغنائم وذلك كما حصل مع عائلتين على الأقل إلى الجوار منا ومنهم.وفي الأخير فأنا كنت إقتنعتُ بحكاية الكلب لأنه على الأقل سيكون عنصر تنبيه إن لم يكن عنصر فَتْك, وقد تفضل صديقي بجلبه من مدرسة الشرطة في بعقوبة وسلمه لي وهو لم يزل في شهره الأول, وقد إكتشفت أن الكلب بحاجة إلى عناية لم أكن قادرا على توفيرها دون أن أجهد نفسي كثيرا. ولما كانت ثقافة الكلاب في مجتمعنا العراقي ما زالت في بدايتها فإن أحدا من التجار لم يتكفل بإستيراد طعام الكلاب المعلب خاصة وهو يدري أن رفض مشروعه لو تقدم به سترافقه سخرية أكيدة, ففي دولة صارت بالكاد توفر وجبة الطعام لمواطنيها يصير من المضحك حقا أن يتجرأ أحدهم بالتفكير بمشروع كهذا, ولهذا بات على أن أطعم الكلب بنفسي وصار الأمر يقتضي مني أن أداوم يوميا وبعد عودتي المسائية من العيادة إلى زيارة أحد القصابين في الشارع الرئيس لمنطقة الغزالية لشراء وجبة الفشافيش التي صارت وجبة الكلب اليومية السهلة على الطبخ. ورغم أن الكلب كان سعيدا رغم أنفه بهذه الوجبة اليومية إلا إنني لم أكن كذلك لأن رائحة البيت صارت كلها فشافيش في فشافيش.رغم كل ذلك فقد ملأ الكلب بيتنا بالمتعة وسوف أكذب لو قلت إنني لم أتعلق به, والكلب نفسه فنان في كسب محبة أهل الدا ......
#فشافيش*

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730060