الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
خالد خالص : ثقافة التبخيس
#الحوار_المتمدن
#خالد_خالص لا شك أن للإنسان في جميع المجتمعات مواهب وقدرات متعددة، تتفاوت وتتمايز فيما بينها من شخص لآخر. وأن هذا التميز هو الذي تركز عليه الدول المتحضرة، من أجل بناء تقدمها ونموها، بصقله وتشجيعه وتحفيزه. ولا يمكن للإنسان أن يبدع وأن يطور ذاته وقدراته وأن يتحمل الصعاب ويتحدى الفشل إن لم يجد وسطا اجتماعيا يشجعه ويحفزه خصوصا وأن الطريق الى التميز صعب للغاية وعادة ما يكون غير مزدحم أمام ما يتطلبه من جهد وتضحيات.وتوجد في جميع المجتمعات طاقات هائلة تتميز بالكد والاجتهاد والإبداع والعطاء في جميع المجالات العلمية والتقنية والسياسية والثقافية والمهنية والرياضية وغيرها. إلا أن الكثير منها يتوقف في الطريق المؤدية الى الإنجاز أو بمجرد الوصول اليه لأن ثقافة التشجيع والتحفيز لا توجد إلا في القليل من هذه المجتمعات. بل يمكن القول بأن مجرد محاولة التميز والابداع تعتبر مخاطرة نفسية وحتى جسدية أحيانا بالنسبة لأصحابها الذين عليهم الاستعداد لمواجهة ضريبة النجاح لأن هذا الأخير في حد ذاته مجازفة ناهيك عن المحافظة عليه التي هي ربما أصعب وأخطر منه بكثير لأن النجاح يجر على صاحبه أعداء عليه إما مواجهتهم أحيانا او تجاهلهم في غالب الأوقات أو قبولهم والتعايش معهم في أوقات أخرى.ودون القيام بتحليل علمي للظاهرة ولا حتى الدخول في بعض تفاصيلها -ودون أي تعميم بالطبع- فإن الأمر يرجع أولا وقبل كل شيء ربما الى التربية والمحيط، إذ نجد بأن ثقافة بعض المجتمعات لا تتقبل نجاح الآخر ولا حتى الكلام على نجاح الآخر. ويكفي للطفل مثلا أن يتكلم لأولياء أمره عن تميز هذا أو ذاك ولو بقليل من العفوية والإعجاب - وحتى لو تعلق الأمر بطفلا مثله - لتجدهم يقللون من شأن ذلكم الآخر بطريقة أو بأخرى، نظرا لعقدة الأنا المفرطة التي تجعل الشخص يرى كل ما هو إيجابي في نفسه وكل ما هو سلبي في الآخر لأنه لا يتقبل ببساطة أن يكون الآخر أدهى منه أو متميز عليه. ويمكن أن يكون العكس صحيحا داخل الاسرة إذ تجد بعض الإباء يبخسون المجهود المبذول من قبل الابن ومقارنته الدائمة إما مع أحد اخوانه أو جيرانه أو أبناء عمومته الخ لتبخيس كل ما يقوم به لتكون النشأة قد تمت بناء على ثقافة التبخيس في هذا الاتجاه أو ذاك.وتمتد الثقافة من بعض الأسر الى المدرسة بالحمولة السلبية التي يأتي بها عدد من الأطفال من بيوتهم إذ كثيرا ما تجد بأن التلميذ المجتهد المتميز في القسم أو في الأنشطة الموازية هو الذي يعاني من زملائه بالاستهزاء والاستفزاز والتقريع أحيانا وبالعنف الجسدي أحيانا أخرى لأنهم لا يتقبلون أن يكون أحدهم متميز عنهم. ولا يقف الأمر عند التميز العلمي والادبي والرياضي والفني (...) بل يمتد الى جميع أنواع التميز الخلقي والمادي بل وحتى الملبوس (...) الى درجة كراهية التميز كيفما كان وتحقيره ومحاربته أينما وجد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ولن أتحدث عن اللغة الغريبة التي أصبحت متداولة هي الأخرى بهدف التفرقة والشتات وغرس الكراهية بين مختلف الطبقات الاجتماعية المغربية ك"ولد لفشوش" و"ولد الشعب"...الخ.ويتواجد التبخيس بدرجات متفاوتة أيضا بين طواقم الإدارة وطواقم التدريس وهو امتداد لما تمت الإشارة اليه بخصوص النشأة ولكن ذلك يرجع أيضا ربما لعوامل أخرى وللثقافة التي ترسخت في المجتمع بصفة عامة بأن "خوك في الحرفة عدوك" وتبعا للمقولات المتعددة الأخرى التي تبرز ربما مصادر مختلفة للظاهرة.وبعيدا عن الاسرة والمدرسة والمجال العملي ومدى تأثيره على الانسان فإن هنالك من العوامل التي من الممكن أن تكون هي الأخرى أرضية خصبة لانطلاق ثقافة التبخيس لما قد يكون أصاب ......
#ثقافة
#التبخيس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680376