الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سميح مسعود : صدى أيام مضت ... استذكارات في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#سميح_مسعود تمر أيام الكورونا على وتيرة واحدة دون تغير،وفق منظور خاص بها تخيم عليه الهواجس من ألمجهول،وفي غمار سطوتها أجبرني الحجر الصحي الإلزامي على البقاء أسيراً بين جدران بيت غير بيتي، أعيش فيه حياة جديدة لم أعهدها من قبل،أشعر فيها بأنني في عُباب بحر هائج، أجوب آفاق الكون هائما أشد رحالي إلى أماكن كثيرة ملبدة بغيوم الفجيعة،أهبط فيها وأتحسس ألامها ومأسيها الحزينه.هكذا أعيش في عالم الخيال متنقلاً من بلد وآخر وانا في عزلتي في ظلال ظروف الحجر التي تلازمني منذ أيام طويلة، وفي ذات مساء تجسمت أمامي مدينة مونتريال التي هاجرت إليها قبل ثلاثة عقود،وأئتلف فيها مع أصدقاء لي منذ سنوات طويلة، وفي لحظة اختمرت وجوههم في ذاكرتي، ثم أخذت صورهم تتجسم امام عينيّ، مختلطة بأحاسيس مفعمة بالمحبة،وسرعان ما سمعت صدى أحاديثهم الطلية التي كانوا يرددونها عن الوطن والشتات ومضامين الحياة في مونتريال التي نحيا في كنفها ،في صفو أيامها الجارية.خلال نشوة هذا التذكر ما هي إلا لحظات حتى تعالى صدى صوت أحد أصدقائي،الذي كان يجمع شملنا، يدعونا دوما عبر الهاتف بصوته الهادئ، لكي نلتقي في أحد المقاهى في الوقت الذي يحدده في مركز المدينة، نضبط جلوسنا في زاوية هادئة ولا نحس بجلبة أحاديث الناس من حولنا،ها أنا ألحظهم كلهم الآن أرى قسمات وجوههم في لوحة غائرة في عمق ذاكرتي ،وأسمع صدى أصواتهم ورنين ضحكهم،يعلو في خط تصاعدي بين الحين والحين. إنني شغوف بالعودة إلى تلك الجلسات التي تزدحم بقطوف أحاديث لا تُنسى، أشتاق إلى كل جلساتهم وبخاصة تلك الجلسة التي أشبه ما تكون بنزهة خلوية امتزجت بموسيقى أمواج نهر سان لوران الذي يعانق مونتريال من كل الجهات، التقينا في تلك الجلسة على متن قارب كبير يملكه أحد الأصدقاء، ورغم أن القارب كان متشبثا بالشاطئ إلا أن المكان قد تجلى بمشاهد تشكيلية تمنح سحرا لا يوصف، الطبيعة آسرة تزهو بمشتقات لونية، يضمها النهر في إطار مكاني مطلق السعة. من وحي تلك الأجواء تشكلت أحاديثنا في تلك الجلسة،تداخلت في تشابكات كثيرة، أتذكر منها الآن حديث صاحب القارب عن تجاربه مع النهر بكل ما تحمله من مضامين،أحس بها الآن أتخيل رقص الأمواج على الشطآن بتألف متعدد الأصوات،أتتبع حديثه في حجري الصحي الإلزامي بعيدا عن مونتريال وأحس أنه يغدق علي فيضاً من المتعة.أتذكر ما قاله صاحب القارب بنظرة كاشفة عن تفاصيل رحلاته في نهر سان لوران في خضم أمواجه الزاخرة أذكر منها الآن توقفه على مقربة من محميات السكان الأصليين من الهنود الحمر،الذين استأثروا في حديثه بخصوصية حميمة ونكهة خاصة،نظراً لعمق مآسيهم بنبض أزلي،طاف بكلماته عن حقيقة حياتهم الحالية بتفاصيل متلاحقة، وكنا نردد على وقع حديثه مداخلات عنهم بتعبيرات متدفقة. اشتملت رحلاته على بعد مكاني أوسع، حدثنا في سياقها عن رحلة قام بها في أرخبيل الألف جزيرة المتناثرة في نهر سان لوران،التي منحتها الطبيعة صبغة خلود أبدي،وصفها لنا بدقة بتشكيل مرئي يوحي بقدرته على رسم لوحات لها بتكوينات لونية، وبقدرته على الحديث عن ساكنيها من الناس والطيور في حديث طويل دونما انتهاء. لا أنسى المقاهي التي كنا نجلس فيها، تعددت كنا ننتقيها ونحدد ساعة اللقاء فيها ،نجلس ونُسرف في الحديث عن كل شئ حولنا، ولا ننسى الوطن بكل أحداثه...نفحات منه كنا نحس بها تهب من هنا وهناك تحيي فينا حياتنا الماضية المليئة بانفعالاتها وأحداثها وذكرياتها.ذات يوم بينما كنت أسير على غير هدى في شارع سانت كاترين،الذي نرتاد مقاهيه دوما في مركز المدينة،توقفت على مقربة من تقاطع هذا الشارع مع شارع فورت،نظرت أ ......
#أيام
#استذكارات
#الكورونا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681000